ثمّة مَشاعر كان يجب ألاَّ تذهب لأحدهم، ثمّة أحاديث ليْتها ما قيلت ، تضحيات ليتنا لم نقم بها، أعذارًا ليتنا لم نلتمسها، حقًا ثمّة جواهر خرجت لِمن لا يستحق .

اللهم لا تأذيهم في قلوبهم مثلما أذونا، فأن كانوا لا يعلمون مرارة ما مررنا به بعدهم فنحنُ تذوقناه ونعلمه جيدًا ، ومازلنا لا نريد ان نرى فيهم أي مكروه؛ فاللهم أستجب .

‏صُب علينا حُبك يا الله صباً ، أزهِر مُكدرات الحياة عبقاً من المسرات ، أمطِر أرواحنا بأنهار السلام ، اسقِنا روح الأمل واليقين ، أينِع موات القلب جناناً وارفة دربها السماوات العُلى.

أرغب في التجرّد من الشعور بي، لأكن أينما أكون، طائراً في السماء، غريقاً في قعر المحيط.. أي شيء يسلب هذا الإحساس بالوجود، بالبقاء، بالعيش كأنسان لم يختر شيئاً من هذا كلّه، أريد أن أتوقف عن كوني كرة تتدحرج وتصطدم بالأشياء الصلبة باستمرار. لقد فقدتُ كل شيء بينما كنت أعمل على الظفر بالمزيد، فقدت الأشياء دون أن أنتبه للثقب الذي تسرّبت منه اشيائي، حتى صرتُ بالياً ولم تعد الأشياء الصلبة تؤلمني، لأن خفّتي تثاقلت وأصبحت قطعة لا فائدة منها.

لأول مرة اشعر انني اودُ ان يقترب احدهم ليُعانقني بشدة تلاشت قوتي .

في أيامٍ كهذه، أحداثها تُهلكني، أصير لا أطيق ولا أقوى النهوض من الفِراش وإن نهضت سُرعان ما أعود إليه، أفقد الطمأنينة والأمان حتّى ولو كُنت في أكثر البِلاد أمانًا لا زلت قلِقةً مُرتبكةً غير مُتّزنه أكره ذلك الشعور، الضعف، كُنت أظنّ أني قويةٌ جدًا مع إستحالة سقوطي يومًا ما بأي سببٍ كان والآن أنا أدفن وجهي في الأرض ولا أريد النهوض، لا تسألني عن السبب الذي يجعلني أغرس وجهي أكثر فأكثر مع عدم مُحاولة رفعه، لأن الجواب بكُل بساطة أني سئمت، سئمت من كُل شيء تضربني الحياة فأُطعِم مرارتها، تضربني كأنها مالكٌ مُتسلط في زمن العبودية، وأنا الأمة المُستضعفه لا رأي لي لا أختار ما أأكل وكم أجني يتبايعون بي بالمصائب فتشتريني تِلك المُصيبة وتبيعُني تِلك لأعتى مِنها .