(( قالَ أخرقتها لتغرق أهلها )

كمٍ خرقتْ لنا سفنٌ في حياتنا فاشتكينا وبكينا ولمْ نعلمْ إلا بعد سنواتِ أنها كانتْ نجاةٌ منْ اللهِ للهِ لطف خفيٍ لا تدركهُ ضآلةُ أبصارنا...

عندما تمتَلِك القُدرة على فِعل الخير فافعَل، وعندما يضع الله في يدك عطاءً قد ينفع غيرك فلا تبخَل،
وعندما يكون بإمكانك إضاءة طريق،
أوتشييد بُنيان،
أو بناء روح،
أو إقالَة عثرة،
أو بَذل إحسان؛
فكُن مُبادِرًا ولا تجفَل،

واعلَم بأن كل شيء يفنَى إلا الفِعل النبيل، والأثر الجميل..
وعندما تُعطون ، أعطوا بسخاء،
عطاء مَن لا ينتظر جزاء،
ولا يبتغي ثناء ،
فإن العطاء الصادق، المُغَلّف بالإخلاص، المحفوف بالتفاني، يعود إلى صاحبه سحابة مليئة بالغَيث، مُحمّلة بالخير، تُمطِر فيما بعد أراضيه، وتسقي فيافيه، وتروي أعماقه بالرِضا والهناء؛ وذلك أوفَى جزاء..

كل أزمات الحياة لا تدوم على حال، بل أنها إذا ضاقت اتسعت، كما أنها إذا تعسرت تيسرت، وكلما اشتدت فُرجت، يقول ابن القيم : { الشدة بتراء لا دوام لها وإن طالت } . فالقبض والبسط بيد الله تعالى وحده ، وكل الذين انتصروا في حباتهم، هم من اتخذوا من العثرات سِلمًا ، ومن المعوقات تميزًا ، ومن الأوجاع نضجًا وقوة ....

فَأَرَدتُّ أَنۡ أَعِیبَهَا وَكَانَ وَرَاۤءَهُم مَّلِكࣱ یَأۡخُذُ كُلَّ سَفِینَةٍ غَصۡبࣰا﴾ [الكهف ٧٩]

‏أحيانًا الإنقاذ يأتي مقرونًا بالوجع،
‏وأحيانًا الحِماية يصحبها بعض الألم،
‏ولكن الله دائمًا يختار لنا الأفضل...