منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


تم تحديث قوانين المنتدى بما يتناسب مع تقدم المنتدى ، للإطلاع إنقر على هذا الشريط :: تنويه ::

موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-20, 09:32 AM   #7
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



_3_

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

2- ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق
الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل، وأنواع المعروف
وكلها خير وإحسان، وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم
والغموم بحسبها، ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب
ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابــه

فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير
ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه، قال تعالى:

{لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف
أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله
فسوف نؤتيه أجراً عظيماً} (5).

فأخبر تعالى أن هذه الأمور كلها خير ممن صدرت منه.
والخير يجلب الخير، ويدفع الشر.
وأن المؤمن المحتسب يؤتيه الله أجراً عظيماً

ومن جملة الأجر العظيم:
زوال الهم والغم والأكدار ونحوها.

تــــــــابعونـا

[كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله]

:::::::::::::

5- سورة النساء: آية 114.


 


قديم 01-04-20, 09:33 AM   #8
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




_ 4_

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

ومن أسباب دفع القلق الناشئ
عن توتر الأعصاب، واشتغال القلب ببعض المكدرات:

الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة.
فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه.

وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم
ففرحت نفسه، وازداد نشاطه

وهذا السبب أيضاً مشترك بين المؤمن وغيره.

ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله
بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه، وبعمل الخير الذي يعمله
إن كان عبادة فهو عبادة، وإن كان شغلاً دنيوياً أو عادةً
أصحبها النية الصالحة.

وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله
فلذلك أثره الفعال في دفع الهم والغموم والأحزان

فكم من إنسان ابتلي بالقلق وملازمة الأكدار
فحلت به الأمراض المتنوعة، فصار دواؤه الناجع
(نسيانه السبب الذي كدره وأقلقه، واشتغاله بعمل من مهماته).

وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه، فإن هذا أدعى لحصول هذا المقصود النافع، والله أعلم.

تــــــــابعونـا في الـغد إن شاء الله تـعـالـى

[كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله


 


قديم 01-06-20, 08:42 PM   #9
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



_ 5 _

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

ومما يدفع به الهم والقلق
اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر
وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل
وعن الحزن على الوقت الماضي

ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن، (6)

فلا ينفع الحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها
ولا استدراكها

وقد يضر الهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل

فعلى العبد أن يكون ابن يومه
يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر
فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال
ويتسلى به العبد عن الهم والحزن.

والنبي صلى الله عليه وسلم
إذا دعا بدعاء أو أرشد أمته إلى دعاء فإنما يحث
مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد
في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله.

والتخلي عما كان يدعو لدفعه لأن الدعاء مقارن للعمل

فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا
ويسأل ربه نجاح مقصده.
ويستعينه على ذلك، كما قال صلى الله عليه وسلم

(احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك
شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل:
قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) (7)

فجمع صلى الله عليه وسلم بين الأمر
بالحرص على الأمور النافعة في كل حال.
والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار
وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة
ومشاهدة قضاء الله وقدره.

وجعل الأمور قسمين:
قسماً يمكن العبد السعي
في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه، أو دفعه
أو تخفيفه فهذا يبدي فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده.

وقسماً لا يمكن فيه ذلك
فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم، ولا ريب
أن مراعاة هذا الأصل سبب للسرور وزوال الهم والغم.

تــــــــابعونـا

[كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله]

:::::::::::::

6- في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم.



 


قديم 01-06-20, 08:44 PM   #10
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



_6_


الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم
السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم

وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور
وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره
التي لا يمكنه ردها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها
من باب العبث والمحال، وأن ذلك حمق وجنون

فيجاهد قلبه عن التفكر فيها وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه
لما يستقبله، مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما
من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته.

فيعلم أن الأمور المستقبلة مجهول
ما يقع فيها من خير وشر وآمال وآلام
وأنها بيد العزيز الحكيم، ليس بيد العباد منها شيء
إلا السعي في تحصيل خيراتها، ودفع مضراتها

ويعلم العبد أنه إذا صرف فكره عن قلقه
من أجل مستقبل أمره، واتكل على ربه في إصلاحه
واطمأن إليه في ذلك، إذا فعل ذلك اطمأن قلبه
وصلحت أحواله، وزال عنه همه وقلقه.

ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور
استعمال هذا الدعاء
الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به:

(اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر) (10)

وكذلك قوله:
(اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينْ
وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت) (11).

فإذا لهج العبد بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر، ونية صادقة، مع اجتهاده فيما يحقق ذلك حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له، وانقلب همه فرحاً وسروراً.

تــــــــابعونـا

[كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله]

..............

10- رواه مسلم.

11- رواه أبو داود بإسناد صحيح.


 


قديم 01-06-20, 08:45 PM   #11
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



_7_

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

ومن أنفع الأسباب لزوال القلق والهموم
إذا حصل على العبد شئ من النكبات
أن يسعى في تخفيفها بأن يقّدِر أسوأ الاحتمالات
التي ينتهي إليها الأمر، ويوطن على ذلك نفسه

فإذا فعل ذلك فليسع إلى تخفيف ما يمكن تخفيفه
بحسب الإمكان، فبهذا التوطين وبهذا السعي النافع
تزول همومه وغمومه، ويكون بذل ذلك السعي
في جلب المنافع، وفد دفع المضار الميسورة للعبد.

فإذا حلت به أسباب الخوف، وأسباب الأسقام
وأسباب الفقر والعدم لما يحبه من المحبوبات المتنوعة

فليتلق ذلك بطمأنينة وتوطين للنفس عليها
بل على أشد ما يمكن منها

فإن توطين النفس على احتمال المكاره
يهونها ويزيل شدتها، وخصوصاً إذا أشغل نفسه بمدافعتها
بحسب مقدوره

فيجتمع في حقه توطين النفس مع السعي النافع
الذي يشغل عن الاهتمام بالمصائب، ويجاهد نفسه
على تجديد قوة المقاومة للمكاره، مع اعتماده في ذلك
على الله وحسن الثقة به

ولا ريب أن لهذه الأمور فائدتها العظمى في حصول السرور وانشراح الصدور، مع ما يؤمله العبد من الثواب العاجل
والآجل، وهذا مشاهد مجرب، ووقائعه ممن جربه كثيرة جداً.

تــــــــابعونـا في الـغد إن شاء الله تـعـالـى

[كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله


 


قديم 01-10-20, 09:48 AM   #12
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



_8_

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

ومن أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبية
بل وأيضاً للأمراض البدنية: قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة.

والغضب والتشوش من الأسباب المؤلمة
ومن توقع حدوث المكاره وزوال المحاب
أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية
والانهيار العصبي الذي له آثاره السيئة التي قد شاهد الناس مضارها الكثيرة.

ومتى اعتمد القلب على الله، وتوكل عليه
ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالات السيئة
ووثق بالله وطمع في فضله
اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثير
من الأسقام البدنية والقلبية، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه

فكم ملئت المستشفيات من مرضى الأوهام
والخيالات الفاسدة، وكم أثَّرت هذه الأمور على قلوب كثيرين
من الأقوياء، فضلاً عن الضعفاء، وكم أدت إلى الحمق والجنون، والمعافى من عافاه الله ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب، الدافعة لقلقه

قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (12)
أي كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه ودنياه.

فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام
ولا تزعجه الحوادث لعلمه أن ذلك من ضعف النفس
ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له

ويعلم مع ذلك أن الله قد تكفل لمن توكل عليه
بالكفاية التامة، فيثق بالله ويطمئن لوعده
فيزول همه وقلقه، ويتبدل عسره يسراً، وترحه فرحاً (13)
وخوفه أمناً

فنسأله تعالى العافية وأن يتفضل علينا بقوة القلب وثباته
وبالتوكل الكامل الذي تكفل الله لأهله بكل خير
ودفع كل مكروه وضير(14).

تــــــــابعونـا

[كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله]

............

12- سورة الطلاق: آية 3.

13- الترح: الحزن.

14- الضير: الضرر.


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 06:09 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا