ولولاكِ ما قد أشتكي من صبابةٍ
ولولاكِ ما تروي الرداءَ مدامعي

ولولاكِ ما همتُ الغداةَ بلوعةٍ
ولولاكِ ما هاجَ ما بينَ أضلعي
بحر الطويل

فمالي وللبحرِ الطَّويلِ غوايةً
سوى أنَّني بالحبِّ منها شقيتُ

أيا بحرُ ذا طولٍ وبيتُ قصيدتي
علامَ فؤادي في هواها يموتُ

بحر الطويل

أتيتُ غدير الهوى أستقي وفؤادي
فإذا بي أظمأ حد الموت
وأوردت الروح وردا ما كان لها
وأمسيت أواهٌ لا يرعوي
عن طلب هلاكه
من ذوات من لا يطالهن مني ملام

أيا من ملكتَ القلبَ يومًا بأيديهِ
أراكَ من النيرانِ بالهجرِ تُصليهِ

ومالي ذهابٌ عن هواكَ ومسلكٌ
ويشتدُّ حبلُ الودَّ منِّي وترخيهِ

عكفتُ على حبٍّ لقلبِ أميرةٍ
أبت لعليلٍ بالجوى أن تداويهِ

ولن تنتهي الآمالُ حتَّى نهايةً
لعمرٍ حزينٍ في هواكِ سأفنيهِ

بحر الطويل

ونادتكِ روحي في غياهبِ ليلةٍ
وناجاكِ قلبي ذا أإيَّاهُ تسمعي

وروضةُ خلدٍ أنتِ للقلبِ تارةً
وأخري جحيمٌ تكتوي منهُ أضلعي

بحر الطويل

ويهتاجُ ما بينَ الأضالعِ فجأةً
لذكرِ حبيبٍ من هواهُ أعاني

فباللهِ أرجو منكِ للقلبِ رحمةً
تحيدُ عذابا بالغداةِ أتاني

وأصبحتُ أستجدي لقلبيَ رأفةً
فما بالُ شوقي للهلاكِ دعاني

أيا زهرةً بالقلبِ نارٌ ولوعةٌ
وذكركِ باقٍ لا يغيبُ ثواني

ألا إنَّما أبكي لما قد ألفتهُ
حنينٌ وشوقٌ من هواكِ علاني

فما الصَّبُّ إلَّا تعتريهِ كآبةٌ
وكلُّ صروفُ الدَّهرِ منهُ دواني

بحر الطويل