لم أقل لك أن لا تعودي..
وها أنت عدت
تنبتين فوق أهدابي..
وتتساقطين كالمطر
في روحي..
وتمعنين في عذابي..

..

ألم أقل لك يا امرأة
أنني مادة مستهلكة..
وأنني علكة ممضوغة
وأنني محراب
حرماته منتهكة..
فابتعدي عني
ولا تعودي
فأنا عبد رقيع
وأنت يا سيدتي ملكة..

وها أنا عدت أبحث
في خابية مهجورة..
عن قطرة حب
عن نجمة مدثورة..
ففاجأني الرصد..
بعد أن استهلكت
روحي نيران الوجد..
وفضحتني في جميع
أنحاء المعمورة..

ها قد عدت
كما الحصان الجامح أعدو
فوق رمال الصحراء البيضاء..
وأتمرغ مذبوحا
فوق الشراشف البيضاء..
واحلم أحلاما
بيضاء رمادية وسوداء..
ها قد عدت جبلا شامخا
فقدت قمته السمو والعلياء..
يذوي رويدا رويدا..
فوق السرير الابيض..

فابتعدي عني
ولا تعودي

هل ما زال معك رقم هاتفي..؟
أم أنك أضعته مثلما
أضعت قلبي..
وهل غيرت أرقامك..؟
لإني اشتقت لصوتك..
وتمنيت أن يكون
آخر ذبذبة صوتية
تهز طبول أذناي..
فهل ستبقين تقاتلين
بسيف كبريائك..
أقتليني إذاً..

وابتعدي..

ها أنا ما زلت مذويا
في هذه الزاوية
أبث أحزاني كغراب ناعب..
وألقي حممي بعيدا مثلما
بركان محترق غاضب..
وأحاول أن أروي
الأزهار حولي
ولكن هل يتدفق الماء
من ذاك النبع الناضب..؟

فابتعدي
كي لا تطالك بعض هذي الحمم سيدتي..