منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree13Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-17-23, 12:54 PM   #1
عبدالله همام

الصورة الرمزية عبدالله همام

آخر زيارة »  اليوم (07:59 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي عندما يتحدث العاشق



حديث الذكريات
حديث كان يا ما كان، ايام ما كان في قصاصين وحكواتيه،
وناس تجتمع لتستمع الأحاديث الواقعية وقصص الحب والغرام .
اتذكر ذات يوم، ذهبت لاستمع، ولكن قبل أن أبدأ افتحوا لعقولكم باب التخيلات،
اشعروا وكأنكم معنا حتى تعيشوا قصتنا...
ها هو جاء القصاص.
هيئته ليست هيئة أبناء أوطاننا،
وكأنه من الغرب قادم..انتظروا واستمعوا معي
ها هو جالس في وسط الحشود وها أنا أجلس أمامه..
فتح قرطاس كان يحمله، وقبل أن يبدأ تنهد تنهيدة متعب، وكأن الأمر اكبر من قصة وكلام، ثم بدأ ب ....
يا سادة يا كرام، قصتنا قصة واقعية، ولم تكن من الخيال،
قصة شاب نشأ في قرى غروزني عاصمة الشيشان .
كان ذلك الشاب يعمل في رعي الأغنام ،وكان مثلا في العلم والاخلاق .
وفي تلك القرية كانت الأعمال توزع بين الاناث والذكران.
وكانت فتاة تعمل ليست بذاك الجمال، لكنها بقلب ترق له الجبال من حسنه ورقته الظاهر للعيان .
كانت تلك الفتاة ...
هنا أخذ الحكواتي تنهيدة أخرى، وذهب خارجا واتبعته وإذا العبرة تخنقه ثم عاد..
كانت الفتاة ايها الكرام تجمع العيون عليها، لإدبها وخلقها
الذي اشتهر في كل مكان.
وكان صاحبنا كلما نظر إليها اغمض عينيه حياءا،
ووجنتاه أصبحت كالجمر احمرارا وخجلا .
وكانت هي احيانا تجري مسرعة، وتراقب الأعين عليها،
ولكنها تتعجب من ذاك الإنسان..
وفي يوم ودون ميعاد تفاجأت الأعين بالتقائهما، والاعين لا تكذب حالهما...
وبقي على هذه الحال يراقبها، وينتظر الوقت والزمان ليفاتح
اهلها بما يريده صاحب القلب الولهان .
وفي لحظة القرار دق الباب وسأل والدها إياها في الحلال .
وهي جالسة مطرقة تجمع بين الاحمرار والابتسام .
وجاءه الجواب بالقبول ...
هنا لا زلت أتذكر كيف ابتسم الحكواتي وعيناه محمرتان...
ثم أكمل وبعد أشهر من الحب بينهما والحنان حتى تعلقت ارواحهما واصبحا كغصنان التفا على بعضهما وفيهما الحسن والكمال..
هنا يتحدث الحكواتي ونظراته شاخصتان، وكأن جسده معنا، وبصره يأخذ نظرة بعيدة وتنهيده تسمع الحاضرين...
ثم أكمل
و ذات يوم أصاب صاحبنا إعياء، وذهب للأطباء، فنصحوه بالتخلي عن فكرة الزواج،
فهو لا يستطيع الانجاب .

هنا كأن الحكواتي أصابه إلجام، وظهرت دموعه للعيان..
وبعد أخذ الأنفاس، عادت له روحه، وبدأ من جديد في الكلام..
فقرر صاحبنا بعد مدة، وتفكير، أن ينفصل ويبتعد عن قلبه وحبه الذي صاحبه أشهر بل سنين .
وفي تلك اللحظات صرخ الحكواتي :
وهل الحب الا الخوف والحرص على من نحب دون أنانية وتقصير..
ثم عاد اليه نفسه من جديد قائلا : لكن الشاب أخذ قرره، وبالكاد حملته أقدامه،
ومضى ومعه رسالة، فهو يعرف قدرات نفسه، فالموقف لا يستطيع أن يبوح به بلسانه، فجلس عندهم لحظة ثم خرج تاركا الرسالة خلفه .
خرج يحمل جسده، وكأنه ترك هنالك عقله وقلبه وفكره .
فما أنا خرج من الباب حتى سقط ثم أكمل طريقه يتوكأ الجدران والأبواب .
وما أن وصل بيته حتى سمع صوتا قادما كاد أن يهدم اركان البيت بل هدم وجده .

فخرج فإذا الصوت قادم من البيت الذي ترك فيه قلبه، وهيامه، وعشقه .
ثم خرج مسرعا وإذا ....
هنا تحشرجت انفاس الحكواتي ورفع نظاراته، فقد ملئت الدموع عينه، وكأنه قطعت احشاؤه، ثم قال متأتأً : ماتت الفتاة ....

وها أنا بعدها هائم بين البلدان اشتكي قسوة الأحوال ومآل الهيام .
نعم أنا ذلك الرجال، فلم أستطع أن ابقى اشاهد أركان الديار، فكل حجر هنالك يذكرني بها، وكل زاوية أو بستان .
نعم أنا ذلك الرجل ثم نشغ نشغة وخرج....

هنالك وقف جاري وكان جالس بجانبي وقال البنت لك تفاجأت فقد طلبتها منه مرات ومرات وكنت احبها لنفسها أكثر مما احبها لنفسي وهي كذلك احبتني
خاف والدها عليها بعد قصة الحكواتي، وها هي جنبي، كتفها بكتفي، وعلى كتفي الثاني عكازي،وكلما ذكرت القصة مسحت دمعتها بمنديلي وهي تبتسم .
وعندي منها الآن خمسة من الأبناء والبنات حفظهم الله .
لكن رحم الله الحكواتي، لم يعمر كثيرا بعد تلك القصة، فقد ذكرها مرة واحدة ثم مات.


 


رد مع اقتباس
قديم 08-17-23, 09:10 PM   #2
صفصف

الصورة الرمزية صفصف

آخر زيارة »  05-03-24 (07:55 AM)
الهوايه »  الكتابة في تنمية الذاتية

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



البـــراءة في قلمــك ما اجمـــل قصص البراءة بما فيها من جمال
والحــزن اتعب اطراف قلبي لنهاية حزينة ولكن قلت في
نفسي الحمد الله. انه فتاة لم تصيب في مصيبة اكبر من الموث
يبدو انها احبته من قلب ولم لها مجال
فربما كان راحة للبال تقبل صعوبة كلماتي ولكنها كلمات
لانه الراعي الان يعرف ان هو ايضا عليه الكمال بالحياة
قبل ان يجد من تحبه وهي تحيا الحياة وما هو ما زال
وراء الابواب يرد حل لمشكلته


 
مواضيع : صفصف



رد مع اقتباس
قديم 08-17-23, 10:52 PM   #3
عبدالله همام

الصورة الرمزية عبدالله همام

آخر زيارة »  اليوم (07:59 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفصف مشاهدة المشاركة
البـــراءة في قلمــك ما اجمـــل قصص البراءة بما فيها من جمال
والحــزن اتعب اطراف قلبي لنهاية حزينة ولكن قلت في
نفسي الحمد الله. انه فتاة لم تصيب في مصيبة اكبر من الموث
يبدو انها احبته من قلب ولم لها مجال
فربما كان راحة للبال تقبل صعوبة كلماتي ولكنها كلمات
لانه الراعي الان يعرف ان هو ايضا عليه الكمال بالحياة
قبل ان يجد من تحبه وهي تحيا الحياة وما هو ما زال
وراء الابواب يرد حل لمشكلته :montaser_158:
حياك الله وتشرفت بتواجدك وتعليقك
دمت بود


 


رد مع اقتباس
قديم 08-19-23, 11:32 AM   #4
الْياسَمِينْ

الصورة الرمزية الْياسَمِينْ

آخر زيارة »  04-29-24 (05:01 PM)
المكان »  أرض الصداقة والسلام
الهوايه »  فنون الأدب / السفر/ الفروسية/ الكراتيه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قرات نصا جميلا يتقابل فيه الحس الداخلي للنفس المتخيل
في الزمان والمكان مع الواقع البعيد في صور
تتكامل لتضع صورة تشخص حالة البطل ( الحكواتي)
وهو يسترجع ويتذكر ويتخيل
بحيث توزع نفسه وذاته وفكره وخواطره..
بين هنا وهناك ..
بين زمان ولى وبين زمان يتكون بعيدا ...
بطلة تطاردها الهواجس ..
تتشكل في الفراق ،تعيش تحت وطأة الوحدة والفراغ ،
واجترار الذكريات التي مضت ..
وانتظار فرج قد لا يتحقق في ظل الاتساع الجغرافي ..
إنه الإحساس بعدم جدوى الحياة ..
فالبطلة محاطة بيأس حاد وإحباط يحد من حيويتها وحركتها
نص حقق جودته من حيث جمالية اللغة الشاعرية
التي أشرت إليها ولمحت دون أن تفصح وتصرخ ..
المبدع عبدالله همام ..
أينما كنتم كان الإبداع والإثراء والجمال ومتعة القراءة الهادفة
امتعني هذا النص رغم زخم أوجاعه..
لكن المشهد من واقع هذه الحياة التي نعيشها
بطرق وأشكال متعددة ومختلفة..
وتبقى الأحلام رافدا قويا لأمل يغذي أرواحنا
التي تصارع قسوة الحياة على أمل...
استطعت من خلال سردك التعبير بكل جمال ووصف
هذه الحالة مع تبعاتها ، وترك للقارئ رؤيتك الخاصة بها..
دام لك رفقة اليراع البهي الذي عبر على كل ما بك ببهاء
تقديري لك واحترامي ومواسم من الياسمين

يختم مع التقييم 3 أيام


 

رد مع اقتباس
قديم 08-19-23, 11:47 AM   #5
عبدالله همام

الصورة الرمزية عبدالله همام

آخر زيارة »  اليوم (07:59 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الْياسَمِينْ مشاهدة المشاركة
قرات نصا جميلا يتقابل فيه الحس الداخلي للنفس المتخيل
في الزمان والمكان مع الواقع البعيد في صور
تتكامل لتضع صورة تشخص حالة البطل ( الحكواتي)
وهو يسترجع ويتذكر ويتخيل
بحيث توزع نفسه وذاته وفكره وخواطره..
بين هنا وهناك ..
بين زمان ولى وبين زمان يتكون بعيدا ...
بطلة تطاردها الهواجس ..
تتشكل في الفراق ،تعيش تحت وطأة الوحدة والفراغ ،
واجترار الذكريات التي مضت ..
وانتظار فرج قد لا يتحقق في ظل الاتساع الجغرافي ..
إنه الإحساس بعدم جدوى الحياة ..
فالبطلة محاطة بيأس حاد وإحباط يحد من حيويتها وحركتها
نص حقق جودته من حيث جمالية اللغة الشاعرية
التي أشرت إلبها ولمحت دون أن تفصح وتصرخ ..
المبدع عبدالله همام ..
أينما كنتم كان الإبداع والإثراء والجمال ومتعة القراءة الهادفة
امتعني هذا النص رغم زخم أوجاعه..
لكن المشهد من واقع هذه الحياة التي نعيشها
بطرق وأشكال متعددة ومختلفة..
وتبقى الأحلام رافدا قويا لأمل يغذي أرواحنا
التي تصارع قسوة الحياة على أمل...
استطعت من خلال هذه سردك التعبير بكل جمال ووصف
هذه الحالة مع تبعاتها ، وترك للقارئ رؤيتك الخاصة بها..
دام لك رفقة اليراع البهي الذي عبر على كل ما بك ببهاء
تقديري لك واحترامي ومواسم من الياسمين

يختم مع التقييم 3 أيام
لا ادري ماذا اقول فقد تلعثم لساني
وتيبست اغصاني بعد هذا الكم من
الكلام الذي لا استطيع شكره والثناء عليه
الياسمين لك مني على كلمة قلتها
عقدا من الياسمين وما اجمل الياسمين
عندما يتحدث وما اجمل كلماته عندما
تصبح عقدا مُتَلأْلئ بالجواهر والنفائس.

شكرا لك سيدتي على تواجدك وكلماتك
التي جاءت كغيث بعد قحط
دمت بخير ودام قلمك


 


رد مع اقتباس
قديم 08-19-23, 12:26 PM   #6
إرتواء

الصورة الرمزية إرتواء

آخر زيارة »  اليوم (07:19 AM)
سبحانك اللهم وبحمدك
أشـهد أن لا إله إلا أنت
أسـتغفرك وأتـوب إليك

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



أكثر ما شدني في هذه القصة هي طريقة سرد الحكواتي، السرد المشوق والذي ينتهي غالب الأحيان بالسجع
كم من قصة حب بريئة لم يُكتب لها التمام وهذه تصف أحدها!
ويبقى الخير فيما اختاره الله مهما كان صعبًا ومحزنًا

قصة مُعبرة وسرد مفعم بالإبداع!


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 11:58 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا