يا قمر شفت نورك وأنت حولي تدور
في زمن جفّل القمراء شبح ظلها
ما عرفت القمر عن طول مده نفور
وما عرفت الزهور تغيب في حلها
لو عرفت بغلاك ألي بوسط الصدور
كان نورت دار(ن) أنت محتلها

ما أصعب الفرقا وما أقسى مع اللقيا الوداع
وما أثقل العبرة مع الدمع و الوردة تسيل

وما أكبر أن يطلبك غالي بما لا يستطاع
يا تتحقق له هواه أو عن السكة تميل

ما درى إن الوقت دنيا و للدنيا متاع
و المتاع يزول في حكم ربي والدليل

يوم تلفيك السعادة وتنصب لك شراع
ويوم تلويك العواصف مع درب الرحيل

قلب يا اللي ضاهره صمت وسكينة
والهواجس غردت فيه بلحنها

يشتغل من بين أسوارٍ حصينة
حرك أجراس البناية من سكنها

لو يُسكّن في ربوع أرقى مدينة
عاف من كل الديار إلا وطنها

فيك تسكن ياوطن درة ثمينة
عارفٍ قيمة غلاه من وزنها

الغلا والشوق والإخلاص زاد
كلها لك بأول العام الجديد

أرسلتها لك مراسيل الوداد
بالهواء وإلا مع ساعي البريد

يحتويها الورد و العطر الزباد
و الممول فاتحٍ بنك الرصيد

غاية المضمون فيها والمراد
طول عمر بالفرح تبقى سعيد

لو غير الوقت بعيون العرب لونك
النفس من طبعها تعرف مخارجها
دور على الي من الشدات يحمونك
درب السعد و الكرم والجود منهجها
ناس تزيد ابغلاهم يوم يغلونك
وناس تمنى من المولى يخارجها

قلب يا ألي تعنى واشغلته الرسائل
كل ما أراد ينسى شاف قدام عينه
شاف راع العيون السود و أم الجمايل
جاء يجدد غلاته يوم يغمز بعينه