منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   صور من حياة الأنبياء والصحابه والتابعين (https://www.al2la.com/vb/f89.html)
-   -   هذا الحبيب (https://www.al2la.com/vb/t109135.html)

عطاء دائم 07-01-20 08:41 AM

هذا الحبيب
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://b.top4top.io/p_16433a8xr0.jpg


هذا الحبيب « ١ »
السيرة النبوية العطرة (( البداية ))
_______________________________
بسم الله والصلاة والسلام على رسول
{ البداية }
إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق سيدنا
{{محمد صلى الله عليه وسلم }}
وهو أول الخلق نوراً وآخر الأنبياء وخاتمهم
فنظر الله إلى خلقه فقسمهم فرقتين :
_______________
فجعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في خير فرقة
ثم ما زال يختارهم خياراً من خيار [[ أي نسبه صلى الله عليه وسلم المتصل من آدم إلى الرسول نسب كريم طاهر نقي ]]

من أصلاب الرجال الطاهرة ، إلى أرحام النساء الطاهرة ، ما كان في نسبه سفاح جاهلية ، بل خرج من نكاح إلى نكاح
إلى أن شرّف هذا الوجود صلى الله عليه وسلم .
________________
ونبدأ بجده عبد المطلب جد النبي الأول
وعبد المطلب لقب وليس إسمه الحقيقي
أما إسمه {{ شيبة الحمد}}
فمن أين جاء إسم عبد المطلب ؟

أبوه أسمه هاشم كان سيد قريش وتزوج من يثرب
[[ يثرب هي مايعرف الآن بالمدينة المنورة ، لما هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم سماها ، المدينة المنورة ، وطيبة ، وطابة ، لأنه كره اسم يثرب ، لأن يثرب من الثرب أي الفساد ]]

وكان هاشم هو زعيم رحلتا الشتاء والصيف ، فكانوا في الصيف يسافروا بالتجارة لبلاد الشام وفي الشتاء يسافروا لليمن
و هاشم من الأشراف .. وكان من عادة الأشراف أن يأخذوا زوجاتهم معهم
فلما خرج لرحلة الصيف إلى بلاد الشام ، وكان هاشم مصطحب زوجته معه وكانت قد حملت بعبد المطلب {{شيبة الحمد }}

ولما وصلت يثرب جائها المخاض وولدته
فتركها هاشم عند أهلها وتابع رحلته إلى بلاد الشام للتجارة ، وأثناء رحلته توفي في مدينة غزة ودفن فيها فسميت {{غزة هاشم }} أصبح عبد المطلب يتيم الأب وتربى عند أخواله وإسمه بينهم {{ شيبة الحمد }}
__________________
فجاء من مكة عمه أخو أبوه ، هاشم وكان إسمه {{ المطلب}} قال لأمه إبن أخي شيبة يجب عليه أن يلحق بقريش فإنهم أهله وقومه لأنه أصبح كبير وهو الآن غريب بين القوم .. ونحن أهل شرف في قومنا لا يجوز أن يبقى إبن أخي عندكم .. قالت أمه نخيّره ؟

فعندما سألوا شيبة الحمد قال
بل ألحق بقومي [[ مع أنه كان صغير بالعمر بس مسألة الشرف كانت عنده عظيمة ]]
الآن خرج عمه المطلب ومعه إبن أخيه شيبة إلى مكة ، لما وصلوا مكة ودخلها مع هذا الغلام الصغير .. قالت قريش المطلب أحضر معه عبد من العبيد [[ اعتقدوا انه اشترى عبد جديد .. فظنوا أن شيبة عبد من العبيد قد اشتراه المطلب ]]
فأصبحوا يقولوا {{ عبد … للمطلب }}
قال لهم المطلب لا لا .. إنه شيبة إبن أخي .. فمشى الإسم عليه من أول دخوله مكة وصاروا يسموه عبد المطلب .. أما إسمه الحقيقي {{{{ شيبة الحمد }}} وعبد المطلب لقب .
_________ الأنوار__المحمدية _________
_________ صلى الله عليه وسلم _________ _______________________________________

لذيذ الهمس 07-01-20 09:14 AM

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

جزيتي الجنان ياعطاء على هذا العطاء :MonTaseR_205:

عطاء دائم 07-01-20 05:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيت (المشاركة 2692082)
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

جزيتي الجنان ياعطاء على هذا العطاء :montaser_205:

واياك يا رب خير الجزاء أخي
شكرا لك على كرم الحضور

عطاء دائم 07-01-20 05:27 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الحبيب « ٢ »
السيرة النبوية العطرة (( حفر بئر زمزم ))
___________________________________
أصبح شيبة الحمد ، المعروف بلقب { عبد المطلب }
رجل كبير وأصبح { سيد قريش } وكان له الشرف الكبير بين العرب وخاصةً عندما حفر بئر زمزم
بئر زمزم كان مطمور بالتُراب من زمنٍ بعيد ، كانت قريش تسمع عنهُ بالقصص القديمة ، إلى أن رأى عبد المطلب جدّ النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا في منامهِ .
____________________
____________________
رأى عبدالمطلب رؤيا تكررت معه أكثر من مرة ، شخص يأمره بحفر بئر زمزم عند الكعبة ، ويحدد له مكان الحفر ، وكان بئر زمزم قد دفن بالتراب بسبب فعل الزمن
فلما أستيقظ من نومه ،أخذ يفكر بالرؤيا المتكررة ، ويتذكر قصص قديمة ، التي كانت تروى أنه على زمن اسماعيل عليه السلام ، عندما كان رضيعاً ، إنفجر بئر تحت قدميّ اسماعيل عليه السلام ، وأن أهل مكة دائماً يذكرون في مجالسهم ، أن هناك بئر في مكة مطمور لا يعرف مكانه ، وأن كل الآباء حفروا وبحثوا عن هذا البئر ، ولكنهم لم يجدوا هذا البئر المبارك زمزم .
______________________________________
______________________________________
فخرج عبد المطلب لقريش ، وقص عليهم الرؤيا التي رأها [[ أي أن هناك مكان محدد يجب حفره يوجد تحته ماء زمزم ]]
فقالوا له : دلنا على ذلك المكان !!
فأشار لهم إلى ذلك المكان الذي عند الكعبة ، فرفضوا جميعاً أن يحفر في هذا المكان
والسبب {{ أن المكان الذي أشار إليه عبد المطلب ، يقع بين صنمين من الأصنام التي تعبدها قريش ، صنمٌ إسمه ( أساف)
والآخر إسمه ( نائلة ) فحاول عبد المطلب أن يقنعهم ، ولكن رفضوا بشدة }}
وكان عبد المطلب عنده ، ولد وحيد ، وهذا يعني في قريش أن ليس له عزوة ولا عشيرة ولا عصبية يدافعوا عنه ، وفي أيامهم ، كان كل شيء يمشي ويعتمد على القبائل والعصبية ،
فحزن عبد المطلب حُزن شديد واعتصر قلبه من الألم ، ثم وقف عنِد باب الكعبة ، وقلبه يعتصر من القهر ونذر لله إن وهبتني عشرة من الأولاد الذكور ، وبلغوا مبلغ الرجال ، وأستطعت حفر بئر زمزم ، لأذبحنّ أحد أبنائي .
____________________________________
____________________________________
فلم يمضي عام إلا وقد ولدت زوجته الولد الثاني ، وكل عام تلِد ولد حتى صار عددهم {{ عشرة }} وكبروا وأصبحوا رجال وعصبة ، وأصبح عبد المطلب صاحب عصبة وحمية في قريش ، فحفر بئر زمزم ولم يتجرأ أحد على منعه ، وخرج الماء ، فلما رأت قريش الماء فرحت فرحاً كبيراً ، بعملهِ هذا ،
الآن أصبح عبد المطلب مُطالب بأن يوفي {{ نذره }} وهو أن يذبح أحد أولاده العشرة عند باب الكعبة .
_________ الأنوار_المحمدية ___________
________صلى الله عليه وسلم ___________

يتبع بإذن الله …

عطاء دائم 07-04-20 01:37 PM

هذا الحبيب « ٣ »
السيرة النبوية العطرة ((عبدالله الذبيح والد النبي - صلى الله عليه وسلم - ))
_____________

الآن أصبح عبد المطلب مُطالبا بأن يوفي بنذره ، ويذبح أحد أولادهِ عند باب الكعبة ، فجمع أولادهُ العشر، وأخبرهم عن نذرهِ لله أمام باب الكعبة، وأنه يجب عليه أن يوفي نذره . فقالوا له : يا أبانا ، ليس بوسعنا أن نقول لك إلا كما قال اسماعيلُ لأبيه : افعل ما تؤمر ستجِدُنا إن شاء الله من الصابرين ، [[ أي افعل ما تُريد ، وما تراه مناسباً ]] .


وكان أصغر أبناء عبد المطلب ، هو عبدالله والدِ النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، وكان أحب أبناء عبد المطلب ، كان يحبُه حباً كبيراً ، [[ ولا حظوا معي ، سبحان الله الذي اختار لنبيه - صلى الله عليه وسلم - قبل مولده اسم أبيه

( عبدالله ) ! كل أبناء عبد المطلب العشر، لايوجد فيهم واحد اسمه مقرون باسم الله عزوجل ، إلا والدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فاسم أبي طالب "عبد مناف "، واسم أبي لهب الحقيقي "عبد العزة " ، تخيلوا لو كان الاسم محمدا بن عبد العزة ؟؟

لا يصلح أبداً مع حبيب الله .. فمن الذي اختار الاسم لوالد النبي ؟؟ إنه الله - جل جلاله - ليكون اسم حبيبه ونبيه ، محمدا بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، فهذا من حفظ الله لنبيه حتى قبل مولده ]] .


كان عبدالله والد النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرب إخوته إلى الله، كيف لا يكون أقربهم ، وهو يحمل {{ النور المحمدي }} ؟

قال لهم عبد المطلب : يا أبنائي : اكتبوا اسماءكم على القدح ، [[ لم يكن عندهم استخارة ، في الجاهلية كان هناك رجل عند الكعبة متخصص بعمل ما نسميه اليوم القرعة ، كان اسمها ( الأزلام ) ؛ فماهي الأزلام ؟؟

هي قطع خشب صغيرة تشبه السهم ، و عددها ثلاثة يكتب ، على كل واحدةٍ منها كلمة :

1_ افعل
2_ لا تفعل
3_ غفل ،ليس فيه شيء

فإذا أردوا أن يسافروا، أو لهم حاجة مهمة ، واحتاروا في أمرهم ، استخدموا

(الأزلام ) فإن خرج افعل .. فعلوا ، وإن خرج لا تفعل ... تركوا ، وإن خرج غفل .. أعادوا القرعة .
فلما تشرف الوجود بالنور المحمدي - صلى الله عليه وسلم - نسخ ذلك كله ونهى عنه،وأرشدنا إلى الاستخارة ]] .


فكتبوا أسماءهم ، وذهب عبد المطلب إلى المسؤول عن الأزلام ، عند الكعبة وقال له : أريد أن أنحر أحد أولادي قرباناً لرب هذا البيت ، و وفاءً لنذري ، خذ هذه الأقداح ، قد كُتبت عليها اسماؤهم العشر، خذها واضرب عليها

[[ أي اعمل لهم قرعة ]] ، ورب الكعبة ، أيهم خرج اسمه نحرته اليوم عند باب الكعبة !!
ثم توجه عبد المطلب لباب الكعبة ، والدموع تنهمر من عينيه ،حتى سالت على خديه ، ورفع يديه عند باب الملتزم،وأخذ يدعو الله : يارب لا تجعل السهم يخرج على عبدالله ، ويدعو الله ويستغيثه ، يارب أبنائي كلهم لو نحرتهم أهون عندي من عبدالله ، كان عبدالمطلب يحبه حباً كبيراً والسبب

[[ نور النبوة المحمدي الذي يحمله عبدالله من رسولنا وحبيب قلوبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ]] .
فلما قاموا بالأزلام ( القرعة ) ،

خرج السهم على عبدالله ، فتألم عبد المطلب ألما شديدا ، وتغير لون وجهه ، ثم أخذ بيد عبدالله و وضعه أمام باب الكعبة ، وأراد أن يذبحه على الفور.

[[ لك أن تتخيل قلب عبد المطلب وشعوره في هذا الموقف ، صحيح أنهم كانوا في جاهلية، ولكن عندهم الرجولة والوفاء بالعهد ، ولو على أنفسهم )) ،

وضع عبد المطلب ابنه عبد الله أمام الكعبة ، وأخرج سكينه واستعد لذبحه . . .

الأنوار_المحمدية
- صلى الله عليه وسلم -

عطاء دائم 07-05-20 05:42 PM

هذا_الحبيب « ٤ »
السيرة النبوية العطرة
(( فداء عبدالله والدِ النبي صلى الله عليه وسلم ))
________________________________
وضع عبد المطلب إبنه عبدالله ، أمام الكعبة وأستعد لذبحه
وكانت أندية قريش حول الكعبة .
[[ الأندية .. هي عبارة عن مجالس لقريش ، كانوا يجلسون جماعات مع بعضهم البعض ، كل جماعة تجلس مع أصحابها ، إسمها أندية ، وتكون الكعبة أمامهم مباشرةً ، وكل ما يحدث عند الكعبة يرونه ]]
______________________________
فلما استعد عبد المطلب لذبح عبدالله ، ضاجت قريش كلها
[[ لأن أهل قريش كان عندهم علم بقصة النذر والذبح ]]
وقام الناس من مجالسهم مسرعين ، حتى وصلوا الى عبد المطلب ، وامسكوا بعبد الله وابعدوه ، ثم وقفوا بين عبدالمطلب وعبدالله ، ثم صاحوا بأعلى صوتهم
لاااا واللات والعزى ، لا ندعك تذبحه حتى تعذر فيه
[[ أي حتى نجد حل لهذا النذر ]]
يا عبد المطلب :_ أنت سيد قومك ، وكبيرهم وقدوتهم ، إن ذبحت ولدك ، ستكون سُنة [[ عادة ]] في قريش ، كل رجل نذر ، سيذبح إبنه عند الكعبة .
قال عبد المطلب :_ يا قوم .. لعل الله إبتلاني كما ابتلى جدكم إبراهيم ، بولده إسماعيل ؟؟
قالوا لا ، لا لن ندعك تذبحه حتى تُعذر فيه .
قال لهم .. وما الحل ؟؟
فصاح أحدهم ، فلنحتكم الى الكهان !!
وصاح آخر ننطلق الى سحاج عرافة يثرب
[[ قلنا أن يثرب هي نفسها المدينة المنورة حالياً ، لما دخلها الحبيب صلى الله عليه وسلم ، أنارت وأضاءت وأشرقت من نور وجهه صلى الله عليه وسلم ]]
ننطلق الى سحاج عرافة يثرب [[ امرأة اسمها سحاج كاهنة في يثرب ، كانت تُعرف بعرافة يثرب ]]
نسألها لعلها تجد لك مخرجا ، عرافة يثرب خير من ينهض بالأمر [[ أي افضل كاهنة تستطيع أن تحل هذا الأمر ]]
فسكت عبد المطلب عن الكلام ، ولم يعد له سبيل لرفض كلامهم ، ونزلت عليه السكينة والأرتياح ثم نظر الى القوم
وقال :_ ننطلق الى سحاج عرافة يثرب
_________________________________
فصاح الجميع وعلا صوتهم بالفرح ، انتشر الخبر في مكة كلها كالنار بالهشيم وضجت مكة بأصوات الفرح ، وأطلت النساء بفرح ينظرن الى عبد الله بشفقة ورحمة ، كانت كل فتيات مكة يتمنون عبد الله زوجاً لهن ، كان كل من نظر إليه يراه مكسواً بالجمال والهيبة والانوار {{ إنه نور حبيبكم المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يحمله عبدالله }}
الكل ينظر إليه وينظروا الى صبره لهذا الموقف الصعب ، هذا الفتى الجميل صاحب الوجه المضيء ، إنه جميل وما أكثر الجمال في قريش ، ولكن جمالهُ نادر يشف عن جمال الروح ، ففي جماله شيء غريب ، نور يكسوه في وجهه شيئاً لا ترى مثله في وجه شباب قريش [[ هناك كثير من الروايات في كتب السيرة قد تحدثت عن جمال عبدالله والنور الذي كان يكتسيه ولكن اكتفيت بالشرح لضيق الوقت ]]
____________________________________
فركبوا جميعاً ، وأنطلقوا إليها ، فلم يجدوها في يثرب ، كانت في خيبر ، فلحقوا بها الى خيبر ، فلما دخلوا على كاهنة
يثرب ، نظرت إليهم تلك العجوز الكبيرة في العمر نظرة ذكاء وفراسة ، وقص عليها عبدالمطلب خبره وخبر إبنه عبدالله .
يتبع ان شاء الله
____________ الأنوار_المحمدية __________
___________صلى الله عليه وسلم __________

عطاء دائم 07-07-20 06:48 AM

هذا_الحبيب « ٥ »
السيرة النبوية العطرة (( كاهنة يثرب ، وعبدالله الذبيح ))
____________________________
____________________________
فلما اخبرها عبد المطلب بالأمر
قالت الكاهنة ، أمهلوني اليوم وارجعوا إلي في الغد ، حتى يأتيني قريني فأسأله !!
[[ كان الكهنة والعرافين علاقتهم مع الجن ، تسأل قرينها أي الجني الذي تتعامل معه ]]
فتركوها ورجعوا ....
_______________________________
قلنا أن عبد المطلب جد { النبي صلى الله عليه وسلم } ولد في يثرب ( المدينة المنورة ) يتيم الأب عند اخواله بني النجار .
الآن عبدالمطلب كان من عادته إن وصل المدينة المنورة ، ذهب لزيارة اخواله والتجول في اسواق المدينة ، لما خرجوا من عندها لم يذهب عبد المطلب لزيارة اخواله من بني النجار ولم يذهب الى اسواق المدينة يتذكر طفولته فيها ، كان مشغول البال بمصير ابنه عبدالله ، فقام يتضرع ويدعو الله أن يوفقه لما يرضاه .
______________________________
رجعوا في اليوم الثاني الى الكاهنة ، فقالت لهم قد جاءني الجواب ، كم دية الرجل عندكم إذا قتل ؟؟
[[ أي رجل منكم قتل رجل ، كم تدفعوا ديته مقابل أن يرضى أهله ]]
قالوا :_ نعطيهم عشرة من الأبل
قالت :_ إذٍ تُقدِموا صاحبكم [[ تعني عبدالله ]]
وتقدموا عشرة من الأبل ، وأطرحوا القدح
[[ أي تكتبوا اسم عبدالله على القدح الأول ، وعلى الثاني تكتبوا عشرة من الأبل ، قرعة ]]
وأضربوا عليها وعلى صاحبكم القدح ، فإن خرجت عليه زد من الأبل عشرة [[ اعملوا قرعة بين عبدالله والعشرة من الأبل فلو
خرجت القدح في القرعة بأسم العشرة من الأبل = فقد رضي ربكم بالفداء
فإن خرجت بأسم عبدالله = يجب عليكم ان تزيدوها عشرة وتعيدوا القرعة ]]
قال عبد المطلب : وإن خرجت عليه مرة اخرى ماذا نفعل ؟؟
قالت : تزيدوا عشرة ثم عشرة حتى تخرج ، على الأبل حتى يرضا ربكم ويفدى هذا الغلام ، ولا تتردد ، وأعلم أنك ستنال رضا الآلهة ونجاة صاحبك .
____________________________________
يقول النبي صلى الله عليه وسلم {{ أنا أبن الذبيحين }}
والمقصود ابوه عبد الله .. وأبوه الثاني اسماعيل عليه السلام ، لما رأى أبراهيم خليل الله عليه السلام ، رؤيا تأمره بذبح أبنه إسماعيل عليه السلام ، فصدق الرؤيا وهمّ بذبحه ، ففداه الله بذبح عظيم ، جده الأكبر للنبي صلى الله عليه وسلم ، نبي الله اسماعيل عليه السلام {{ أنا أبن الذبيحين }}
__________________________________
ففرحت قريش جميعاً وأصبحت قريش ترفع صوتها وتتفاخر بالكرم والسخاء والنخوة .
وأخذوا يصيحون ، بأعلى صوتهم !!
يقولون :_ واللات والعزى .. لنفدي عبد الله وإن لم يبقى في مكة إبل .
_____________________________
ورجعوا مكة ، والناس في مكة حزينه ، وفي قلق لأن عبدالله كان في مكة من أحب الناس إليهم ، وكان أجمل شباب قريش وأكرمهم خلقاً .. كيف يذبح؟؟
فصار عندهم قلق وكئابة
شاع الخبر في مكة وإجتمعوا الناس وأحضروا عشرة من الإبل
وتقدم عبدالله وقدموا عشرة من الإبل .. طرحوا القدح فخرج السهم على عبدالله !!
فأضافوا عشرة فخرج السهم على عبدالله !!
فألحقوها عشرة فخرج السهم على عبد الله !!!
فما زالوا يزيدون عشرة فوق عشرة يلحقونها عشرة حتى بلغت الإبل مئة على التمام
عشر عشرات فخرج السهم على الإبل ، صرخت قريش بصوت عالي ، قد رضي ربك يا عبد المطلب
فقال لااا .. قالوا لما لا ، يا سيد قومك ؟
[[ ما القصة يا عبد المطلب القدح أول مرة طلع على عبد الله مباشرة هممت لذبحه ]]
قال لهم حتى أضرب القدح ثلاث فإن خرجت على الإبل ثلاث هنا أعلم أن ربي قد رضي ، وإلا فلابد من ذبح الولد
قالوا كما تريد
[[ فقاموا بالقرعة ثلاث مرات وفي كل مرة تخرج على الإبل ]] فقال عبد المطلب الآن إطمئن قلبي، وأن ربي قد رضي
وكان فداء عبدالله 100 من الإبل ، نحروا الإبل وجعلها عبد المطلب طعام للناس والسباع والوحوش في الجبال لا يمنع عنها أحد ، فرحت قريش بفداء عبد الله فرحاً ما بعده فرح .. ثم أخذ عبد المطلب بيد إبنه عبد الله و سار به بأتجاه الكعبة
___________ الأنوار_المحمدية ________
__________ صلى الله عليه وسلم _________

عطاء دائم 07-07-20 03:40 PM

هذا_الحبيب « ٦ »
السيرة النبوية العطرة (( زواج عبدالله من آمنة بنت وهب ))
____________________________________
____________________________________
لما فرحت قريش بفداء عبدالله ، أخذ عبد المطلب بيد إبنه عبدالله ، وسار به الى الكعبة ، والناس ينظرون ، وطاف به بالبيت سبعاً ، فنظرت قريش إليهم ، فرأت نور يخرج من عبدالله {{ نور يتهلل في وجهه ، تحرك نور النبوة المحمدي في وجهه لأنه يحمل نور نبينا وحبيبنا صلى الله عليه و سلم ، فدار نور النبوة في وجهه }} وجاءت قريش تهنئ عبد المطلب ، في نجاة ولده .
_____________________________
_____________________________
عبد المطلب مازال يتذكر كلام ذلك الحبر اليهودي في اليمن
عندما كان في رحلة الشتاء ودخل اليمن
نزل عند حبر من اليهود ، فقال الحبر لعبد المطلب متعجباً ، رجل من أهل الديور !!
[[ بمعنى يسأله متعجب انت من أهل الكتاب ]]
يا عبد المطلب ، أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك
[[ تأذن لي أتفحص جسدك ، وكأنه عنده علامات إذا وجدت فيه ، تدل على شيء ]]
قال : نعم إذا لم يكن عورة
فلما نظر الحبر لجسده وتفحصه
قال له : أشهد أنك تحمل بين يديك .. ملكاً .. ونبوة
قال الحبر إذا رجعت تزوج من بني زهرة ، يا عبد المطلب ، سيخرج من ذريتك رجل ذو أمر عظيم ، يجمع بين الملك والنبوة ، وسيكون فخر ٌ لقبيلتين من العرب هم
{{ بني هاشم .. وبني زهرة }}
فلما رجع تزوج من (( هالة بنت وهب )) من بني زهرة
وبقي هذا الكلام في رأس عبد المطلب ، فقرر أن يزوج عبدالله ويفرح به ، يزوجه من ( بني زهرة ) من آمنة ، املاً بكلام ذلك الحبر اليهودي لعله يتحقق حلمه .
_____________________________________
_____________________________________
فعلمت قريش ، أن عبد المطلب قرر أن يزوج ابنه عبدالله من بني زهرة ، وانتشر الخبر في مكة ، حتى أن فتيات مكة مرضن ولزمن الفراش ، عندما سمعن هذا الخبر تأسفاً وحسرة فكل فتاة كانت تتمنى أن تكون زوجة لهذا الرجل المبارك .
_____________________________________
فذهب عبد المطلب الى ، سيد بني زهرة ، أبو آمنة {{ آمنة بنت وهب ، أم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم }}
وخطب أمنة .. لأبنه .. عبدالله
كان عمر (عبدالله) والدِ النبي صلى الله عليه وسلم « ١٨ » عام
كان عمر ( آمنة ) أم النبي صلى الله عليه وسلم « ١٤ » عام
ويقال ١٦
وفي نفس اليوم تزوجها عبدالله ودخل بها [[ وكانت عادة العرب ، العريس يبقى في ديار اهل العروس ، ثلاثة أيام وبعدها يأخذ زوجته ، ويرجع الى اهله ]]
فحملت آمنة {{ بسيد ولد آدم ، حملت بالنور المهداة للعالمين ، حملت بخير خلق الله أجمعين ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم }}
يتبع إن شاء الله
__________ الأنوار_المحمدية ___________
________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-08-20 06:24 PM

هذا_الحبيب « ٧ »
السيرة النبوية العطرة
(( وفاة والدِ النبي صلى الله عليه وسلم ))
______________________________________
______________________________________
عندما مضى ثلاث أيام ، أخذ عبدالله عروسته آمنة بنت وهب وارتحل بها إلى قومه ، وبعد أيام تجهزت القافلة لرحلة الصيف ، التي كانت مُتجهة لبلاد الشام ، فأختاروا فيها عبدُالله العريس ، كي يكون في القافلة مع بعضِ إخوته .
_________________________________
فودّع عبدالله عروسته ( آمنة بنت وهب ) ولم يكن عِنده عِلم ، أنه لن يراها بعد اليوم أبداً ، ولم يكن عِندهُ عِلم أن آمنة قد حملت له بطفل
{{ هو حبيبُ ربِ العالمين ، وخيرُ خلقِ الله أجمعين }}
ودّعها عُبدالله ثم أنطلق مع القافلة الى بلاد الشام .
__________________________________
_________________
بعد أشهر رجعت القافلة ، ليس فيها عبدالله !!
فسأل عبد المطلب أين عبدالله ؟؟
قالوا له : لا تقلق يا شيخ مكة ، تركناه عند أخواله في بني النجار ، في يثرب ( المدينة المنورة ) فقد أصابه بعض المرض ، وعندما يتعافى سيرجع ، تركناهُ هناك فلقد خُفنا عليه من مشقة السفر .
_____________________________________
فنظر عبد المطلب الى إبنه الكبير (( الحارث )) قال يابني أنطلق على الفور الى يثرب ، وأحضر عبدالله ولو في هودج الذي يحملُ النساء (( الهودج .. هو مثل الخمية التي تكون على ظهر الجمل تحمل النساء ، في السفر ، هنالك صورة في التعليقات ))
فلما ذهب الحارث ، و وصل يثرب وجد القوم في عزاء ، فسأل عن أخوه !!!!
فقالوا له : قد مات اخوك عبدالله وذلك قبره ، فوقف عند قبرِ أخيه وبكى حتى أفرغ حُزنه بالبكاء عليه
ثم رجع الى مكة ، وأخبر أبيه ، فكانت الفاجعة ، وضاجت مكة وقريش بهذا الخبر [[ سبحان الله قبل أشهر يُفدى بمئةٍ من الإبل وبعد شهرين يدركهُ الموت !! مالسر في ذلك ؟؟ حتى يخرُج من صُلبهِ ، محمدٌ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ]]
حزنت مكة كلها ، على وفاة عبدالله
_____________________________
وكانت آمنة قد حملت بهذا الطفل المبارك ، الذي سيكون رحمة للعالمين .
لم تكن تعلم آمنة أنها حامل ، ولإنها كانت صغيرة بالعمر ولإنها أول مرة تحمل .
تقول آمنة : _ لم أعرف أني حامل ، إلا أنني أنكرت حيضتي [[ أي أنقطع عنها الحيض ]] فلما كان الشهر الثاني من وفاة زوجها عبد الله ، رأت رؤيا .. هتف هاتفٌ في أذنها وهي نائمة .....
_________________________________________
__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-10-20 02:10 PM

هذا_الحبيب* « ٨ »
السيرة النبوية العطرة
(( حمل آمنة بسيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - ))
______________
رأت آمنة أم النبي - صلى الله عليه وسلم - رؤيا تقول : هتف هاتف في أذني وأنا بين النائم واليقظان ، قال لي : يا آمنة هل شعرتِ أنك حملتِ ؟؟ تقول آمنة : فكأني شعرتُ أني أقول له : لا أدري !! قال : يا آمنة قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها ، فإذا ولدته فسمّه {{ محمدا }} . قالت فكان ذلك مما أكد لي الحمل ، ثم عرفت آمنة أنها حامل بعد انقطاع الحيض .


__________________
علم عبد المطلب أن آمنة قد حملت ، وفرح عبدالمطلب فرحاً كثيرا ، وفرحت مكة كلها بهذا الخبر ، ثم ذهب ليهنئ آمنة ، فقالت له آمنة : أريد أن أخبرك عن رؤيا رأيتها ، فلما قصت عليه الرؤيا ، تذكر عبد المطلب جميع ما مر به من مُبشرات ، وأنه سيخرُج من صُلبهِ مولود له شأن عظيم ، وتذكر تلك الرؤيا في منامه {{ إنه رأى سلسلة من فضة خرجت من ظهره ، حتى صعدت للسماء ، ثم رجعت إلى شجرة خضراء لها غصون ولها ظل ، فجاء جميع الخلق وتعلقوا بها }} .
ولأنه كان يسافر كثيراً ، كان يقابل الأحبار والعرافين وأهل الكتاب ،وكانوا جميعهم يبشرونه أنك في ظِل نبي آخر الزمن هو فخرٌ للعرب كلها، ولن يخرج إلا من دائرة بيتك ، وقص رؤياه لأهل المعرفة والكتاب ، ولِمن كان عِندهُ علم بتفسير الرؤى ؛ فقالوا له :
يخرج من صُلبك مولود يكون له شأن عظيم في الأرض والسماء !! فلما قصت عليه آمنة الرؤيا ، تهلل وجهه بالسعادة وقال : يا آمنة اكتمي رؤياك ولا تحدثي بها أحداً ،

__________________

يا آمنة .. إن أهل الكتاب أخبروني وبشروني بنبي آخر الزمن المنتظر، ولعل الجنين الذي في بطنك يكون هو ، فإنّ لأهل الكتاب حوله إشاعة كبيرة . ومضت الأشهر والأيام، وآمنة تقول:
لم أجد في حملي كما تجد النساء ، لم أشعر به ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء، [[ أي ، لا وحام ، ولا تعب ، ولا دوخة ، ولا إرهاق ولا ألم ]] ، حتى أنني أذهب للبئر لأشرب ، فأرى ماء البئر قد ارتفع للأعلى ، فأشرب منه ، فإذا انتهيت رجع ،
{{ وذلك ببركة من تحمل ، - صلى الله عليه وسلم - }}. فأخبرتُ بعض النساء حولي ، فقلن لي : علقي حديداً في عضديك ورقبتك

[[ يعني مثل أيامنا هذه ، تعليق الطوق في الرقبة ، على شكل عين وما إلى ذلك ، من الدجل ، لترد العين والحسد وأذى الجن ]] ،
قالت ففعلت ، فما مضى يوم إلا قطع [[ أي الطوق ]] ،
فتركته ولم ألبسه .. ومضت الأشهر حتى دخلت في الشهر التاسع .

_______________________
وهنا ، و قبل مولده - صلى الله عليه وسلم - بخمسين يوما، وقع حدث عظيم اهتزت له مكة والعرب . يتبع . . .
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
___________
__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

رونق 07-10-20 02:25 PM

سلمتى ، استمري
وجزاك الله الف خير
:رحيق:

عطاء دائم 07-11-20 07:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رونق (المشاركة 2710034)
سلمتى ، استمري
وجزاك الله الف خير
:رحيق:

واياك خير الجزاء غاليتي
ربي يحفظك
لسة المشوار طويل تابعي

عطاء دائم 07-11-20 07:42 AM

هذا_الحبيب « ٩ »
السيرة النبوية العطرة (( إرهاصات النبوة ))
____________
قبل مولدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمسين يوما ، وقعت حادثة اهتز لها العرب جميعاً ، وهي حادثةُ الفيل ، وكانت من إرهاصاتِ النُبوة قبل مولدهِ ، فما هي الإرهاصة ؟ المعجزة ؟ والكرامة ؟ والاستدراج ؟ والإهانة ؟
هي خمسة أسماءٍ لمسمىً واحد وهو {{ الأمرُ الخارقُ للعادة }} .

____________
الإرهاصة [[ هي أمرٌ خارق ، يحدثُ لأي نبي قبل مولده ، أو قبل أن ينزل الوحي عليه ، وهي عبارة عن تجهيز لحضوره ، تماماً مثل حادثة ( أصحاب الفيل ) قبل مولده - صلى الله عليه وسلم - بخمسين يوماً ]]

المعجزة

[[ عندما يُوحى إلى نبي ويتسلم مهام الرسالة ، ويقول للناس إني رسول الله إليكم ، ويأتي بأمر خارقٍ للعادة ، دليل على صدقهِ ورسالته ، تُسمى معجزة ]] .
الكرامة [[ أمرٌ خارق ، يحدث لإنسان صالح ؛مثل الصحابة رضوان الله عليهم ، والأولياء ، تسمى كرامة ]] .
الاستدراج [[ تكون لإنسان منافق ، يعتقد الناس أنه من الصالحين ، يستدرجهُ الله بأمرٍ خارق ، حتى يوردهُ في النهاية للهاوية ، تُسمى استدراجا ]] .قال تعالى {{ سنستدرجُهم من حيثُ لا يعلمون }} .
الإهانة [[ هي أمرٌ خارق ، يحدثُ لمن يدّعي أنهُ نبي ، مثل مسليمة الكذاب ]] .

_____________
فقد ادعى مسيلمة النبوة ، وأنه شريكٌ لمحمد في الأرض بالرسالة ، قومهُ كانوا يعلمون أنه كاذب ، فأرادوا أن يستهزؤوا به .
__________
قالوا: يا مسيلمة ، محمد قد ظهر على يده خوارق ، قال لهم : ماذا تريدون ؟؟ قالوا : بلغنا أن محمداً قد بصق في عين أحد أصحابه ، بعد أن قُلعت من مكانها في إحدى الغزوات [[ يقصدون الصحابي قتادة رضي الله عنه ، عندما قُلعت عينه في (غزوة أُحد) ، فجاء يحملُها على كفه ، فأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - وبصق عليها ، وأرجعها مكانها ، فرجعت تبرُق في وجهِ قتادة ، و عادت مكانها ، وكان يقول قتادة : والذي بعث محمداً بالحق ، لأني أرى فيها أفضل من عيني السليمة ]] .

قال مسيلمة : أحضروا لي رجلا أعور ، فأحضروا له رجلا أعور ، فبصق في عينهِ من أجلِ أن يُشفى ، فعميت عينه [[ هذا أمر خارق ، ولكن فيه إهانة، لو بصق كل الناس في عين شخص لا يعمى ]] ، فضحك الناس عليه ، قال لهم : هاتوا غيرها ، قالوا له : بلغنا أن محمداً جاء إلى بئر ماء مالح وقليل لا يسقي الظمآن ، فبصق فيه ، فكثر الماء وامتلأ البئر على الفور ، فذهب مسيلمة معهم إلى بئر فيه ماءٌ قليل ، فبصق فيه مسيلمة، فجف الماءُ على الفور، و لم يبق فيه نُقطة ماء واحدة ، [[ هذا ما يُسمى الإهانة، ولكنها خارقة للعادة ]] .

__________________
ومن الإرهاصات قبل مولده - صلى الله عليه وسلم - {{ حادثة أصحاب الفيل }} ، وكانت هذه الحادثة لفتا لأنظارِ العالم كُله لهذا المكان الذي سيولدُ فيه سيدُ الخلق وإمام المرسلين {{ سيُدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - }} ، كان ذلك الحدث الضخم ،الغريب ، العجيب ، الذي لم يسمع به العالم من قبل ، فما قصة أصحابُ الفيل ؟ ولماذا أراد أبرهة هدمَ الكعبة ؟؟

يتبع . . .
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
___________


__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-12-20 09:09 PM

هذا_الحبيب « ١٠ »
السيرة النبوية العطرة ((حادثة أصحاب الفيل ، الجزء الأول))
____________
قال تعالى : " ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول " .

____________
عندما استولى ملك الحبشة على أرض اليمن ، ولى عليها رجلا حاكماً عليها من الأحباش ، اسمه (( أبرهة الأشرم )) ، [[ الأشرم لقب له ، كان أبرهة رجلاً قصيرا وناصحا ، تبارز يوماً مع رجل ضخم ، فضربه الرجل بالحربة على جبهته،فشرم حاجبهُ ، وعينه و أنفه وشفته ، أي جرحها ، لذلك سمي أبرهة الأشرم ]] فكان أبرهة حاكما لليمن ، وله جيش قوي ، وبما أنه حاكم جديد على هذه البلد ، ولا يعرف طبيعة أهلها ، استغرب عندما رأى كثيرا من أهل اليمن يشدون الرحال إلى مكة في موسم الحج ، فسأل أتباعه : ما ذاك ؟؟ قالوا له : يحجون . قال لهم : وإلى أي شيء يحجون ؟؟ قالوا له : إلى الكعبة . قال : وماهي الكعبة ؟؟ قالوا: هي بيت يعتقد العرب أنه بيت الله في الأرض ، بناه جدهم إبراهيم . قال : أخبروني عنه ، من أي شيء صُنع هذا البيت ؟؟ قالوا له : من الحجارة ،ولا سقف له !قال لهم : وما كسوته ؟؟ قالوا له: كسوته من مخطوطات يمنية
________________

[[ كان ستار الكعبة في الجاهلية يصنع في بلاد اليمن ، قطع قماش تسمى مخطوطات ، لونها أحمر ، وأسود ]]. ففكر أبرهة بالأمر ، ثم استشار المقربين منه قائلا : ما رأيكم أن نبني كنيسة للعرب في اليمن ، أفضل من هذا البيت ؟؟ فأعُجبوا بالفكرة ، و وافقوه على تطبيقها. فبدأ ببناء كنيسة عظيمة في صنعاء ، وبالغ جداً في زخرفتها ، وزينها بأنواع ، الزمرد والياقوت ، وكساها بأجمل القماش [[ حتى يجذُب الناس إليها ، ويصرف أنظارهم عن الكعبة ]] ، ثم طلب من العرب ، أن يحجوا إليها ؛فاستهزأ العرب منه قائلين : نترك كعبة أبينا إبراهيم - بيت الله - لنحج إلى كنيسة أبرهة ؟؟!!! ومضت الأيام ولم يأت إليها أحد [[ فشعور أبرهة ، كان شعور الفشل والخيبة ]] لم يستجب الناس إليه ، حتى دخل إليها رجل ليلاً ، و وصل إلى أرفع وأجمل مكان فيها ، وتغوط عليه [[ يعني قضى حاجته ]] ، فاشتعل أبرهة غضبا، وأقسم ليهدمنّ كعبة العرب، وجهز جيشا ضخما لم يُر مثله ، لكي يهدم { الكعبة} ، وينتقم من العرب .

__________________

تقدم أبرهة بجنده بفيل عظيم ؛ في طريقه كان يبعث جنوده على قبائل العرب ليغزوها ، ويأخذ طعامهم وشرابهم فينفقها على جيشه . حاولت قبائل عربية التصدي له ، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل والهزيمة أمام جيشه العظيم . بعض القبائل العربية عندما سمعت بقدومه ، تركت منازلها وهربت إلى الجبال ، كل العرب وقبائل العرب لم تستطع الوقوف في وجه أبرهة وجنده ، كان جيش أبرهة عبارة عن عاصفة دمرت القبائل في طريقها .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم

__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-14-20 06:15 PM

هذا_الحبيب « ١١ »
السيرة النبوية العطرة (( حادثة أصحاب الفيل ، الجزء الثاني ))
____________
. . . انطلق أبرهة بجيشه إلى أن وصل إلى منطقة قريبة من مكة، فأقام فيها ، ثم أرسل فرقة من جيشه ، فنهبت إبل وأغنام قريش التي كانت ترعى في الجبال والشعاب [[ من ضمنها ، إبل لعبد المطلب جد الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ]] .


_____________
فلما علم أهل مكة بالأمر ، اجتمعوا للتشاور، وكان الخوف الشديد يملأ بيوت مكة ، قالوا : لا طاقة لنا بأبرهة وجيشه [[ أهل مكة ليس عندهم جيش منظم ومدرب ، والذي زاد خوفهم أكثر الفيلة الضخمة التي تحمل الجنود ]] . ثم بعث أبرهة رسولا من عنده لأهل مكة ، قال له : اذهب إليهم ، واسأل عن سيد هذه البلد ، وقل له : {{ إنّ الملك يقول لك : إنه لم يأت لحربكم ، فإنّما أتى لهدم هذا البيت ، فلا تتعرضوا له للقتال ، واخلوا لنا المكان كي نهدم هذا البيت ، فإن قالوا لك إنهم لا يريدون القتال ، فاحضر لي سيدهم أتشاور معه }} ، فدخل رسول أبرهة مكة ، وسأل عن سيد قريش ، قالوا له : عبد المطلب سيد مكة وشيخها ، فحضر عبد المطلب ، فقال له الرسول ما أمره به أبرهة . فقال عبد المطلب : والله لا نريد حربه ، وليس عندنا طاقة لحربه ولكن ، هذا بيت الله الحرام ، وبيت خليله إبراهيم ، فإن أراد الله منع أبرهة من بيته وحرمه منعه ، وأن أراد أن يخلي بينه وبين بيته ، فنحن لا طاقة لنا بقتال أبرهة . فقال له الرسول : انطلق معي يا شيخ مكة ، فالملك يريد مقابلتك .

_______________

فذهب عبد المطلب لمقابلة أبرهة ، فأستأذن بالدخول عليه ، قال أبرهة : من هذا الذي يطلب الدخول ؟؟ قالوا له :هذا عبد المطلب شيخ مكة ، هو الذي يطعم الناس والطير والسباع من كرمه وجوده ، ويؤمن الحجيج ويسقي الماء ، (( فأعجب أبرهة بخصال عبد المطلب )) ، فلما دخل عبد المطلب ، وكان عبد المطلب رجلا طويلا وعظيما ، له هيبة وجمال ، فلما رآه أبرهة ، وثب واقفاً ، ورحب به ، وكان من عادة أبرهة الجلوس على سرير ملكه ، والناس تجلس تحته ، فأراد أن يُجلس عبد المطلب بجانبه لشدة هيبته ، وكره أن تراهُ حاشيته وهو يُجلسه بجانبه ، فنزل أبرهة عن سريره ، وجلس على البساط ، وأجلسه معه إلى جانبه . قال أبرهة لترجمانه ‏‏‏:‏‏‏ قل له ‏‏‏:‏‏‏ ما حاجتك ‏‏‏؟‏‏‏ فقال له ذلك الترجمان ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ حاجتي أن يرد علي الملك مئتي بعير أصابها لي ، فلما قال له ذلك ، قال أبرهة لترجمانه ‏‏‏:‏‏‏ قل له ‏‏‏:‏‏‏ قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مئتي بعير أصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئتُ لهدمه ، ولا تكلمني فيه ‏‏‏؟!‏‏‏ ! قال له عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ إني أنا رب الإبل [[ أي صاحبها ]] وأن للبيت رباً سيحميه .


قال ‏‏‏أبرهة :‏‏‏ ما كان ليمتنع مني [[ أي لا يستطيع رب البيت أن يقف بوجهي ]] قال له عبد المطلب ‏‏‏:‏‏‏ أنت وذاك ‏‏[[ بمعنى أنت حر ]] . فأعاد له أبرهة الإبل ، وأخذ يضحك ويقول للبيت رب يحميه ، للبيت رب يحميه .


______________________


رجع عبد المطلب لمكة ، واجتمع بقومه ، قالت له قريش : ما الحيلة يا شيخ مكة ؟ [[ ماهو الحل ]] ؟ قال : لا حيلة لنا ، لا نستطيع رد أبرهة ولكن الله يستطيع ، فاصعدوا إلى رؤوس الجبال ، ولا تقاتلوا ، واتركوه هو ورب البيت ، ثم ذهب عبد المطلب للكعبة ، وأخذ بحلقة باب الكعبة وقال : إن المرء منا ليحمي رحله ، اللهم فاحم بيتك ، دعا الله ، وهز الحلقة ، ثم قال لقومه : اصعدوا إلى الجبال ، وانظروا ما يكون بين أبرهة ورب البيت ، صعدوا وأخذوا يترقبون وينظرون . مكة تترقب وكل العرب في الجزيرة العربية تنتظر أخبار أبرهة وهدمه للكعبة .

_______________________

تجهز أبرهة هو وجنده لدخول مكة و{{ هدم الكعبة }} ، فلما وصل أبرهة للكعبة ، وكان يركب على أعظم وأكبر فيل في الحبشة ، هذا الفيل كان إذا تقدم ، تقدمت خلفه كل الفيلة ، إذا برك تبرك كل الفيلة ، كانت الفيلة مدربة على اتباعه ، فلما وصل هذا الفيل ورأى الكعبة ، برك وبركت خلفه كل الفيلة ، فأداروا وجهه إلى جهة اليمن ، فقام يجري وقامت كل الفيلة خلفه تتبعه ، فوجهوه للكعبة فبرك للأرض ولم يتحرك ، فأمرهم أبرهة بضربه بالحديد ، فضربوه ، فأبى الحركة ، فوجهوه راجعاً إلى اليمن ، فقام يهرول ، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى مكة فبرك ‏‏‏!! قال أبرهة : اسقوه الخمر كي يفقد عقله ، لعله يستجيب ، فأسقوه الخمر ؛ ولكن من غير فائدة فاشتعل أبرهة غضباً من الفيل، وسل سيفه، وطعن الفيل بين عينيه فأراده قتيلاً .

_____________________


وفجأة شعروا بأشعة الشمس تنحجب ! نظروا فوقهم ، وإذ هي طيور كالغمام الممطر قد حجبت ضوء الشمس من كثرتها !!جاء أمر الله العلي القدير ، جاء أمر مالك الملك ، {{ أيحسب أن لن يقدر عليه أحد }} طيور أبابيل [[ أبابيل أسراب ضخمة من الطيور يلحق بعضها بعضا ]] .

_______________

يقول أهل مكة عن هذه الطيور: (( لم نر مثلها من قبل ولا بعد ، رؤوسها تشبه رؤوس السباع )) ، وكان كل طير يحمل ثلاثة حجارة ، في منقاره حجر ، وفي رجليه حجران بحجم حبة العدس ، فجاءت حتى وقفت على رؤوسهم ، ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها ،فوقعت الحجارة عليهم ، فكانت تنزل على رأس الرجل و تخرج من دبره ، وبعث الله ريحاً شديدة فزادتها شدة، حتى جعلهم ربنا ((كعصف مأكول)) ، أي - القمح عندما تستخرج الحبة من بذرته وتتناثر القشرة هنا وهناك - فكل رجل كان يسقط عليه حجر ، يتناثر لحمه عن عظمه ، والدماء تسيل منه حتى يهلك ، حتى من هرب من الجند وقد أصابه الحجر ، كان تتساقط أعضاؤه على الطريق عضوا عضوا، حتى أصبحوا كابن الفرخ [[ الطير الصغير ليس له ريش ]] .

_______________________



هكذا حمى الله بيته {{ للبيت ربٌ يحميه }} ، وكان بين حادثة الفيل ومولد الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - خمسون يوما ، ... حمى الله البيت استعداداً لهذا المولود ، ورجع أهل قريش وعرفوا عظمة الله ، وعظمة هذا البيت ، وهنا أخذ الكون كله يستعد ويتحضر لاستقبال هذا النور النبوي المحمدي صلى الله عليه وسلم .
________________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-22-20 08:43 AM

هذا_الحبيب « ١٢ »

السيرة النبوية العطرة

(( مولد الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ❤))
____________
ولد - صلى الله عليه وسلم - ، وتشرف هذا الكون بأطهر مخلوق وأشرفهم عند ربِ العالمين في صباح يوم الإثنين {{ ١٢ ربيع الأول }} ما الحكمة بأنهُ ولد في شهر ربيع الأول ؟؟ ولماذا لم يولد في رمضان وهو أشرف الشهور؟؟

ولماذا لم يولد في الأشهر الحرام ؟؟

ولماذا لم يولد يوم الجمعة؟؟

ذلك لأن {{ الشهور والأيام هي التي تتشرف بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يتشرف هو بالأيام }} ،

فلو كانت ولادته في رمضان أو الأشهر الحرام ، لقال الناس : بورك فيه بفضل تلك الأيام .

كانت ولادته - صلى الله عليه وسلم - أول ساعة من النهار ،

[[ قالوا عند الفجر ، والبعض قال عند الضحى أول ما تظهر الشمس ]] ، آمنة أم النبي - صلى الله عليه وسلم - هي التي ستخبرنا ما حدث معها عند الولادة ، عن طريق الصحابية الجليلة {{ شفاء رضي الله عنها }}،

[[ شفاء هي أم الصحابي الجليل ، عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، وكانت من الأوائل الذين أسلموا ، وهي القابلة التي وقفت مع آمنة أثناء الولادة ]] ، تقول آمنة أم النبي - صلى الله عليه وسلم - :

أخذني ما يأخذ النساء [[ تقصد الطلق ]] ،

ولم يكن عندي أحد ، ولم يعلم بي من أحد - كانت وحيدة في البيت - تقول : فسمعت جبّةً عظيمة [[ مثل شيء ضخم وقع على الأرض وأصدر صوتا عظيما ]] فخفت ،

وسمعت صوتا بعده أكبر من الذي قبله ، فزاد خوفي ، ثم رأيت نورا في المكان خرج منه كجناح أبيض ، ورأيت كأن رجالا قد وقفوا في الهواء وبأيديهم أباريق من فضة ، فأخذني المخاض [[ بدأت الولادة ]]،

فخرج مني نورا أضاءت له قصور الشام ، فكشف الله عن بصري فرأيت مشارق الأرض ومغاربها ، فدخلت عليها - شفاء رضي الله عنها - تقول شفاء : فنزل - صلى الله عليه وسلم - من أمه لا كما ينزل الصبية

[[ شفاء عندها خبرة ، فهي التي كانت تولد نساء مكة ، فهي تعرف أن المولود عندما ينزل ، ينزل من رأسه للأسفل ]] .

تقول شفاء : نزل معتمداً على ركبتيه وكفيه ، ساجداً ينظر بطرف عينه للسماء ، كالمتضرع المبتهل لله، ثم تقول شفاء : فحملته ، ونظرتُ إلى وجهه ، وإذا به كالقمر ليلة البدر، يتلألأ نوراً ،
[[ فأردت أن أصنع له ما يصنع للمولود ، فإذا به لا يحتاج شيئا، مقطوع السرة ، مختوناً ، نظيفا مطيبا ، ريحه المسك ، مكحل العيون . ]] ، فلم أفعل له شيئا مثل بقية الأطفال وقت الولادة ، تقول شفاء : فما كان مني إلا أن ألبسته ثيابه وأعطيته لأمه ،لأنه ليس بحاجة لشيء - صلى الله عليه وسلم - .
يقول الحبيب - صلى الله عليه وسلم - عن نفسه :

" إني دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت " .
ولد {{ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وتشرف الكون بولادته }} ،

وأرسلت آمنة إلى جده عبد المطلب ، على الفور - وكان عند الكعبة - أنه قد ولد لك مولود ، فتعال فانظر إليه ، فلما سمع الخبر عبد المطلب ، انطلق مسرعاً إليها ، مسروراً ، مندهشاً ، تغمره السعادة ، ولد لابني عبد الله الذي توفى قبل شهور مولود !! فلما وصل عبدالمطلب ، ونظر للرسول - صلى الله عليه وسلم - .... يتبع

_________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم

__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-22-20 08:46 AM

هذا_الحبيب « ١٣»

السيرة النبوية العطرة (( يوم تشريفه لهذا الوجود - صلى الله عليه وسلم - ))
_____________
لمّا وصل عبد المطلب ، ونظر للرسول - صلى الله عليه وسلم - وإذا به كالبدر ، ثم نظر إلى صفاتهِ [[ وكما قلنا من قبل ، إنه كان يسمع من أهل الكتاب ، في سفرهم ، عن صفات نبي آخر الأمة ]] ،

فلما رآه ، هنا أيقن أن هذا المولود ، سيكون نبي هذه الأمة ، فحمله عبدالمطلب ، ورفعه للأعلى ، يريد أن يعلن اسمه ، وقال يا آمنة : فرفعت آمنة يدها (( بمعنى انتظر يا شيخ مكة ، لا تُعلن اسمه )) ،

وقالت آمنة : " يا شيخ مكة ، لقد ولد لا كما يولد الصبيان، ولد ساجداً إلى الأرض ، معتمداً على ركبتيه ويديه ، ينظر إلى السماء ، مختوناً ، يفيح منه المسك ، وقد هتف لي هاتف مرة أخرى عند ولادته ، يا آمنة سمّه
{{ محمد }} فابتسم عبد المطلب مندهشاً مسروراً ، وارتسمت السعادة في وجهه وقال : أي ورب البيت ، فلقد عزمت أن اسميه
{{ محمد}} قالت : ولِم يا شيخ مكة عزمت على هذا الاسم ؟؟


قال : يا آمنة ، لقد رأيتُ رؤيا في منامي ، فسألت أهل الرؤى عنها ، فقالوا لي : يخرج من صُلبك رجلٌ ، يطيعهُ أهل السماء والأرض ، فإنّي أُحب أن أسميه محمدا رجاء {{ أن يحمده من في السماء ، وأن يحمده الناس على الأرض }} ، فأعلن اسمه محمدا {{ صلى الله عليه وسلم }} .

فدخلت ثويبة [[ ثويبة كانت ، جارية لأبي لهب ، وكانت تسكن قريبة من بيت آمنة ]]، فلما سمعت الخبر، انطلقت على الفور مسرعة ، وهي تنادي ، يا أبا لهب ، يا أبا لهب ،

[[ كان لقبهُ أبا لهب قبل ولادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - و اسمه الحقيقي ( عبد العزة ) ولقبه أبو لهب ، لأنه كان شديد الجمال ، وكانوا يرون وجهه كانه طلعة الشمس ولهبها ، ولكن لم ينفعه جمالهُ لعدم إيمانه بالله ]] ، فقال أبو لهب : ويحك يا جارية ، ما الأمر ؟؟!

قالت :وُلِدَ لأخيك عبد الله مولود . قال : يا جارية، أحقاً ما تقولين ؟؟! قالت : نعم ، أي ورب البيت ، وقد سماهُ أبوك (أي عبد المطلب ) سماه {{ محمداً }} ، فقال لها من شدة فرحه : وأنت حرةٌ طليقة يا ثويبة !!

(( فأعتقها وأصبحت حرة )) .
فلا أحد يستطيع وصف ، فرح ثويبة في تلك اللحظة ، إلا أنها من شدة فرحها بالعتق ، انطلقت مسرعة إلى آمنة ، وقالت : يا آمنة اعتقني أبي لهب بسبب هذا الصبي ، ثم حملته وضمته إلى صدرها - صلى الله عليه وسلم - ثم قالت : يا آمنة ،هل تسمحين لي أن أرضعه ؟؟

فسمحت لها ، فأرضعته ثويبة ، فكان أول لبن دخل فمه - صلى الله عليه وسلم - لبن ثويبة.
فأول مرضعة للرسول - صلى الله عليه وسلم - كانت ثويبة أرضعته من لبن ابنها {{ مسروح }} فمسروح أخو النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة ، وأرضعت ثويبة أيضاً سيد الشهداء

{{حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - }} عم الرسول ، فكان حمزة عم النبي و أخا النبي بالرضاعة . كان قريبا في العمر منه في سن الرضاعة ، وكان حمزة قد سبق الرسول بسنتين من العمر، كما أنه قريب له من جهة الأم ، فأمه هالة بنت وهيب ، ابنة عم آمنة أم الرسول - صلى الله عليه وسلم - لذلك عندما عُرض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزواج من ابنة حمزة قال:

{{ لا تَحلُ لي ، يحرمُ من الرضاع ما يحرمُ من النسب ، هي بنت أخي من الرضاعة }} .

ثم أرضعته أمه آمنة

[[ أرضعته أمه سبعة أيام على التوالي ، وليس كما يقول بعض الجاهلين : رفض أن يرضع من أمه !! هذا الكلام مكذوب ؛ أرضعته أمه سبعة أيام لبن اللبان ،و حليب اللبان تعرفه النساء ، يعطي المناعة و الصحة للطفل ]] ،

ثم أرضعته حليمة السعدية ، و التي سيأتي ذكرها بالتفصيل .
وبعد أن أعلن عبد المطلب عن اسم المولود، وسماه محمدا - صلى الله عليه وسلم - حمله و انطلق به باتجاه الكعبة ، وهو مسرور مشرق الوجه، قد فرح فرحاً لم يفرح مثلهُ من قبل ....

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم

__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-25-20 07:01 AM

هذا_الحبيب « ١٤ »
السيرة النبوية العطرة (( الأحبار والرهبان ، يوم مولده - صلى الله عليه وسلم - ))
_______________
حمله عبد المطلب ، حتى وصل الكعبة ، وفتِح لهُ بابها ، ودخل إليها وهو يحمله ، ثم خرج وطاف فيها ، وهو مسرور ويردد ويقول : {{ الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام ، أعيذه بالبيت ذي الأركان من كل حاسد }} ، ثم رجع إلى آمنة ، أعطاها إياها ، وقال لها : احرصي عليه ، ثم انطلق عبد المطلب مسرعاً ، إلى الراهب النصراني (( عيص)) يستوثق منه .


قال تعالى : {{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}} .
أهل الكتاب - الأحبار والرهبان - في شهر مولده كلهم كانوا ينتظرون مولدهُ ، وعندهم علامات ظهور نجمه وصفاته ، وأن مولده في مكة ، فلم يكن ميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم - مفاجأة ، بل علم به الكثير من أهل الكتاب الرهبان {{ علماء الدين النصارى }} ، و الأحبار {{ رجال الدين اليهود }} ، [[ عندنا في دين الإسلام ، لا يوجد شيء اسمه رجال دين ، فليس منا إلا عالم أو متعلم ، ليس عندنا ترتيب هرمي في الإسلام يشبه الرتب العسكرية ، في الإسلام

{{ رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه }} ،عندنا في الإسلام {{ بدويّ ، يدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس على الأرض مع الناس، فيسأل : أيّكم محمدا ؟؟ !}}

، في الإسلام ليس هناك واسطة بينك وبين الله ، {{وإذا سألك عبادي عَني فإنّي قريب أجيب دَعوة الداع إذا دعان }} ]] ،
فذهب عبد المطلب يستوثق من الراهب النصراني {{ عيص }} عن هذا المولود ، لأنه كان يرجو أن يكون لهذا المولود شأن عظيم ، فمن هو الراهب عيص ؟؟ هو رجل جاء من بلاد الشام إلى مكة ، راهب من النصارى ، وسكن في طرف مكة في صومعة ، و اسمه عيص وكان {{ هو المرجع الوحيد في علم النصارى في ذلك الوقت }}

عندما اقترب مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء لمكة ينتظر مولده .
سكن عيص في أطراف مكة ، فكان يدخل مكة كل فترة من الزمن ، ويجلس في أندية قريش [[ قلنا إن الأندية كانت حول الكعبة ، مجالس يجلس فيها الرجال ، فيها يجتمعون و فيها يتحدثون ]] فيدخل الراهب عيص في أندية قريش ، وأسواقها ، ويسأل قائلا : يا معشر قريش ، هل ولد فيكم مولود وله من الصفات ، كذا وكذا ؟؟ فيقولون له : يا عيص ، الذي تصفه لم يولد بعد . فيقول لهم عيص : وربِ موسى وعيسى ، ما تركتُ بلاد الشام وخيراتها وجئت هنا ، إلا في طلب هذا المولود ، فإنّ هذا زمن خروجه ، يولد في بلدكم [[ أي مكة ]] ، هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وبه تُختم الشرائع ، من أطاعه فقد اهتدى ، ومن عصاه فقد خاب وخسر، فكان كل فترة يمر ويسألهم ، فيقولون له : ولد فلان و ولد فلان ، ويعطونه أوصافهم ، فيقول لهم : لا ، ليس منهم .


ففي أول يوم من مولدهِ - صلى الله عليه وسلم - وفي صبيحة ذلك اليوم ، لما ولد - صلى الله عليه وسلم - وأخذه جده ، وطاف به بالكعبة ، ورأى صفات المولود ، ورجع فأعطاه لأمه ، وأوصاها عليه ، هنا تذكر عبد المطلب الراهب عيص ؛ فأراد أن يذهب إليه ويستوثق منه الخبر. انطلق عبد المطلب مسرعاً ، إلى صومعة عيص ، وعندما وصل للصومعة ، أخذ ينادي عيص .. عيص ، فقال له عيص : كن أباه يا شيخ مكة !! فقال عبد المطلب مستغرباً : من ؟!!! قال عيص : لقد ولد الذي كنت قد حدثتكم عنه ، وربِ موسى وعيسى أنه وجع يشتكي ثلاثة أيام ثم يعافى ، [[ أي هذا المولود قد أصابه بعض المرض ]] ،
احفظ لسانك يا عبد المطلب ، أي لا تتكلم عنه لأحد، فإنّه لا يحسد حسده أحد [[ أي إذا علموا عنه شيئا، فالناس الحاقدة ، ستسعى لأذيته ، وإذا وقع في مصيبة يتشمتون به ]] ، وإياك واليهود ، فيبغون عليه ، كما بغوا على الأنبياء قبله [[ أي اليهود معروفون أنهم قتلة الأنبياء ، فإذا سمع به اليهود قتلوه ، كما قتلوا الأنبياء قبله ]] ، فقال عبد المطلب : يا عيص !! لقد ولد لابني عبدالله المتوفى قبل أشهر ولدا ، فقال عيص : هو ذاك يا عبدالمطلب ، هو ذاك ، ورب موسى وعيسى إنا لنجد في كتبنا أنه يولدُ يتيماً ، فاحفظ لسانك واحرص عليه .
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
______________
- صلى الله عليه وسلم -

__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

رونق 07-25-20 11:35 AM

جزاك الله الف خير غاليتي

عطاء دائم 07-26-20 08:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رونق (المشاركة 2725436)
جزاك الله الف خير غاليتي

واياكِ يا رب خير الجزاء غاليتي
مشكورة على المرور

عطاء دائم 07-26-20 08:27 AM

هذا الحبيب « ١٥ »
السيرة النبوية العطرة ((التماس المراضع له - صلى الله عليه وسلم - ))
_______________

تشرف الكون بسيدنا {{ محمد - صلى الله عليه وسلم - }} ، وأرضعته أمه سبعة أيام على التوالي ، ثم التمس له المراضع ، لماذا التُمس له المراضع ؟؟
كان من عادة قريش أصحاب السيادة - أي الذين يملكون المال - كان من عادتهم أنهم يحبون أن يتربى أبناءهم خارج مكة [[ تقريباً مثل أيامنا هذه ، الذي يملك المال ، يضع أولاده في أفضل مدرسة خاصة ]] ، فلم يكن يسترضع في مكة كلها ، إلا الأغنياء وأصحاب السيادة ؛ وذلك لثلاثة أسباب :

١_ يخافون على أولادهم من وباء مكة في مواسم الحجيج .
[[ كان يأتي أناس كثيرون للحج ، والتجارة من شتى البلاد ، ومنهم من يحمل الأمراض المعدية معه ، فيخافون على أطفالهم الرضع من انتقال الأمراض ، فالكبار يستطيعون التحمل ، أما الرضع لا يتحملون ]]

، فكانوا يحبون أن يربّى الولد في أول عمره في البادية عند الهواء النظيف ، والبيئة النقية ، وعندما يكبر ويشتد عوده ، يرجع إلى أهله .

٢ _ اللغة العربية ، في مكة ، لم تكن بتلك الفصاحة المطلوبة .

[[ كان أهل البادية ، في ذلك الزمن ، مشهورين بفصاحة اللسان ، فكانت اللغة العربية عندهم أكثر فصاحة ]] ، فيتعلم الطفل الصغير ، فصاحة اللسان من صغره ، [[ الغريب في هذا الزمن أن البعض تجرد من عروبته، وأكثر اهتمامه تعلم لغة الغرب ، هو فعل جيد لا أحد يُنكره ، ولكن لا يعني ذلك أن نهمل لغتنا لغة القرآن ، ونجعلها وراء ظهورنا ]]

٣_ أسياد مكة ، كانوا يحبون من الزوجة أن تتفرغ لزوجها ، وتتزين له ، لأنه من الأشراف ، ولا تنشغل عن زوجها ، بالرضاعة والحضانة .

وربما يسأل أحدهم : النبي يتيم ، ولا يوجد لآمنة زوج ، لكي تتفرغ له؟!

[[ السبب لأن جده عبدالمطلب ، لم يرض بنقص قدر هذا المولود اليتيم أمام بقية الأولاد في مكة ، وأراد أن يجبر خاطر آمنة وقلبها. . . ولوكان يتيماً يا آمنة ، فإنّ محمداً سيسترضع مثله مثل أبناء الأشراف ، ولن ينقص عليه شيء ]] صلى الله عليه وسلم .

المراضع ، وهم نساء ، كُنّ يأتين من البادية لمكة مع أزواجهن في العام، إما مرة أو مرتين،فجاء قوم من بني سعد[[هم أهل حليمة السعدية ، مرضعة الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ]] ،

يريدون رؤية أطفال رضّع في مكة ، يطوفون بين أسياد قريش ، ويسألون : هل منكم من يريد مرضعة ؟؟ هل منكم من يحب أن نحتض ولده ؟؟

فلم يبق منهم مرضعة إلا عُرض عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - فيسألون : من والد هذا الصبي ؟

[[ يريدون رؤية أبيه، فالأب هو الذي سيدفع لهم المال ]] فيقال لهم : أبوه عبدالله ، مات وأمه حامل به !! فتتغير ملامحهم ورغبتهم في حضانته ، ويقولون لا رغبة لنا ، لعلكم تجدون غيرنا ، ثم ينصرفون

[[ لأنهم يريدون الأجر والكرم من والد الصبي ، صحيح أن جده عبد المطلب شيخ مكة ، ولكن المعروف لدى الجميع أن الكرم الأكثر يكون من الأب ]] .

ومهما كانت الأسباب ، فإنّها إرادة الله عزوجل ، أليس هذا حبيب الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - ؟ ألم يخبره بمنزلته عند رب العالمين

{{ واصبر لحكم ربك فإنّك بأعيننا }} ؟

نترك الأسباب ، وننظر إلى إرادة المسبب ، فالله – سبحانه - صرف كل المراضع عنه ، إلا حليمة السعدية _______


- صلى الله عليه وسلم

__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-26-20 08:28 AM

هذا الحبيب 《١٦》


السيرة النبوية العطرة (( حليمة السعدية ، الجزء الأول ))
_______________

صرف الله -عزوجل - كل المراضع عنه - صلى الله عليه وسلم - إلا {{ حليمة السعدية }}
تقول حليمة :


والله ما بقي من صواحبي " يعني صاحباتي " امرأة إلا أخذت رضيعاً غيره ، وأنا لم أجد غيره ، فكرهت أن أرجع من غير رضيع

[[ حليمة السعدية ، وزوجها أبو كبشة ، الذي يقرأ السيرة ويتعمق فيها ، يدرك أنهما كانا طيبين ، وحظهما في الدنيا قليل ، ولكن الله إذا أعطى أدهش ]] ،

فعزمت حليمة السعدية على أخذ هذا اليتيم ، هي لم تره بعد ؛ تقول حليمة : فذهبت إلى عبدالمطلب فاستقبلني ، قال : من أنتِ ؟؟ قلت : حليمة السعدية . فقال : بخٍ بخ ، سعد وحلم ، خصلتان إذا اجتمعتا ، ففيهما خير الدهر، وعز الأبد [[ تفاءل باسمها ]] ، يا حليمة ، عندي غلام يتيم ، وقد عرضتهُ على نساء بني سعد؛ فأبين أن يقبلن ، فهل لك أن تُرضيعه ، فعسى أن تسعدي به ؟؟

فقلت له :حتى أسال صاحبي [[ أي زوجها ، أبو كبشة ]] .

تقول : فرجعت ، فسألت زوجي ، فتهلل وجهه وأشرق ، وكان الله قذف في قلبه الفرح والسرور ، فقال لي : نعم يا حليمة ، خذيه ، ماذا تنتظرين ؟

فرجعت إلى عبد المطلب ، فوجدته جالساً ينتظرني ، فاستهل وجهه فرحاً عندما رآني ، ثم أخذني وأدخلني على آمنة ، فرحبت بي آمنة وقالت لي :

أهلاً وسهلاً ، تفضلي بالدخول ، تقول حليمة : فدخلت في البيت الذي فيه محمد ، فلما نظرت إليه !!! فإذا هو مُغطى في صوف أبيض من اللبن ، يفوح منه المسك، وتحته حريرة خضراء وكان نائما على ظهره ، فأشفقت أن أوقظه لحسنه وجماله .


تقول حليمة : فاقتربت منه رويداً ، رويدا ، ووضعت يدي على صدره، فلما وضعت يدي ، تبسم ، ثم فتح عيناه، ونظر إليّ ،فخرج من عينيه نور دخل عنان السماء ، فما كان مني إلا أن حملته وضممته و قبّلته ، ثم أخذته ورجعت إلى رحلي .
تقول حليمة : فحملته ، وكان أخوه معي

[[ أي تقصد ابنها الذي ولدته واسمه عبدالله ،

أخو النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة ]] ،

ثم أعطيت ابني لأبيه أبي كبشة [[ أي زوجها ]]،

وكنت قد أتيت إلى مكة على أتان [[ أي أنثى الحمار ]] كانت هزيلة ضعيفة ، وكان معنا ناقة ، والله لقد جف ضرعها [[ حتى الناقة التي مع حليمة ليس فيها حليب ، وكانت سنة جفاف ]]

يتبع بإذن الله …
______________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم


__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-26-20 08:31 AM

هذا_الحبيب « ١٧ »

السيرة النبوية العطرة ((حليمة السعدية ، الجزء الثاني ))
_______________

أخذت حليمة النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجعت إلى رحلها ، تقول :

وكنت قد أتيت إلى مكة على أتان
[[ أي أنثى الحمار ]]

كانت هزيلة ضعيفة ، وكان معنا ناقة ، والله لقد جف ضرعها . تقول حليمة : ونحن ذاهبون إلى مكة، كانوا يسبقونني لأن أتاني ضعيف ، لا تستطيع أن تلحق بهم !! فيقولون : يا حليمة ، يا حليمة ، قد أعييت الركب

[[ أي أسرعي قليلا ، فقد تأخرنا جميعاً تعبنا منك ،بسبب سيرك البطيء]].

تقول حليمة : فلما أخذت محمدا، ورجعت به إلى راحلتي ، عرضت عليه ثديي ، وما كان في صدري ما يشبع ابني

[[ عبدالله أخو النبي في الرضاعة ، كان لا يرتوي من حليب أمه حليمة ]]،

فلا ننام الليل من بكائه ، فلما وضعت محمداً في حجري ، وعرضت عليه ، ثديي الأيمن ، فاهتز صدري وانفجر فيه اللبن ، فشرب حتى ارتوى - صلى الله عليه وسلم - ففرحت فأعطيته ثديي الآخر فلم يأخذه!

[[ وكأن الله عزوجل ، ألهمه أن له شريكا في هذا اللبن ، فأخذ واحدا وترك الآخر لأخيه عبدالله ، لأنه - صلى الله عليه وسلم - جاء بالعدل ، فإن لم يعدل محمد رسول الله ، فمن يعدل ؟؟ ]]

، تقول حليمة : فلم يأخذ الثاني طوال سنتين فوضعت ابني على الثاني، فرضع وشبع .
ثم قام زوجي أبو كبشة إلى الناقة

[[ الناقة التي معهم ضرعها قد نشف ، ليس فيها حليب ]]
فقام إليها ، وإذا ضرعها قد امتلأ باللبن ، فقال أبو كبشة لحليمة وهو يضحك من الفرح : يا حليمة، ألم أقل لك إن هذا الصبي بركة ؟؟

فحلبها وشربنا ونمنا بخير ليلة . وفي الصباح ، تجهز القوم للسفر ، ليعودوا لديارهم ، ديار بني سعد
[[ المسافة من مكة ، لديار بني سعد ، حوالي 150 كم ، منطقة جبلية ومرتفعة عن سطح البحر ، جوها لطيف ]] ،

تقول حليمة : ركبت أتان " الحمارة " ، وكانت عندما تركب حليمة هذه الحمارة ، تضرب أقدامها بعضها ببعض من شدة نحافتها ،حتى جرحت، تقول: فلما ركبت وحملت محمداً معي ؛ وإذا بها تنطلق وكأنها تسابق الركب ، وصاحباتي يقلن:


يا حليمة ، يا حليمة ، أتعبتنا في طريقنا إلى مكة ، ونحن ننتظرك لتلحقي بنا ، والآن أتعبتنا ونحن نلحق بك!! أليست هذه الحمارة التي جئت بها من ديارنا ؟؟!

فترد عليهم حليمة : بلى،هي . يقولون لها : قولي لنا : ماشأنها ؟ ما الذي حل بها [[ أي ماقصتها ]] ؟ تقول : لا أدري ! فيقولون لها : فعلاً إن أمرها لعجيب [[ كانت ضعيفة جدا ما الذي جعلها بهذه القوة ]] ؟! {{ ذلك ببركة نبيكم وحبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم }} .


حتى اقتربوا من سوق عكاظ

[[ كانت قبائل العرب ، تجتمع في هذا السوق للتجارة ، وتعرض بضاعتها ، وتبدأ كل قبيلة تلقي الشعر والقصائد بمدح قبائلهم ويتافخرون ، فيعكظ كل واحد على الآخر بالشعر ، أي يتفاخر ، لذلك كان هذا سبب تسميته سوق عكاظ ]] .

طبعاً كل منطقة تجارية ، من الذي يتواجد فيها دائماً ؟؟ {{ اليهود طبعاً ، فاليهود إذا بحثت عنهم تجدهم عند المال ، هم أهل المادة ، سياستهم مسك العصب الرئيسي للاقتصاد}} . لما نظر أحبار اليهود ، لقافلة بني سعد قادمة من بعيد ، عرفوا أنها هذه القافلة تحمل رسول الله !!!

كيف عرفوا ؟؟؟
______________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم -



__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 08-06-20 08:22 AM

هذا_الحبيب « ١٨ »
السيرة النبوية العطرة ((حليمة السعدية ، الجزء الثالث ))
_______________


فلما رأى أحبار اليهود المتواجدون في سوق عكاظ قافلة بني سعد من بعيد وهي مُقبلة ، علِموا أنها تحمل رسول آخر الزمن ، وخاتم الأنبياء والمرسلين - صلى الله عليه وسلم - فكيف عرف أحبار اليهود ؟؟ يوجد في كتبهم ، صفات نبي آخر الزمان ، من صفاته عندهم أنه {{ مظلل بالغمام ، صلى الله عليه وسلم }} .
بنو سعد قادمون نحوهم ، ومعهم حليمة تحمل رسول الله ، أحبار اليهود جالسون في سوق عكاظ ، فلما نظر الأحبار للقافلة آتية من بعيد ، كان فوقها غمامة ، والسماء كُلها لا يوجد فيها غيمة ، إلا هذه الغيمة !! كانت إذا وقف الركب توقفت الغيمة فوقهم ، وإذا مشوا تمشي معهم !!! فنظر الأحبار إلى بعضهم البعض ، مندهشين ، فقال أحدهم : وربِ موسى إن هذه القافلة تحمل أحمد !!! فاتفقوا على أن يعرضوا أنفسهم على القافلة على أنهم عرافون . [[ تمثيلية يقومون بها على القافلة ، بما يُعرف عندنا اليوم فتاحين ، يقرؤون الكف ، ويتنبؤون بالمستقبل ، ويقرؤون الفنجان ، فمن خلال هذه التمثيلية ، يستطيعون أن يتعرفوا على أحمد وعلاماته التي عندهم ]] .


فعرضوا أنفسهم على القافلة ، وكانوا أكثر من حبر، فتهافت الناس عليهم ، حليمة السعدية أحبت مثل باقي النساء معها ، أن ترى ما هو سر هذا المولود الذي تحمله ، فقد أحست هي وزوجها ببركته - صلى الله عليه وسلم - وكان عندهم جهل في هذه الأمور . فقالت حليمة لأحدهم : أُريد أن أُريك هذا المولود . فقال لها الحبر : أين ولدك ؟؟ فعرضت عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما نظروا إليه وأخذوا يتفحصون صِفاته ، ارتسمت في وجوههم الدهشة ، وأخذوا ينظرون لبعضهم البعض ثم ينظرون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا لها : ماهذه الحمرة في عينيه ؟!! {{ وكان في بياض عينيه - صلى الله عليه وسلم - حمرة لا تفارقه ، وهي نوع من أنواع الجمال ، عروق رقيقة حمراء في بياض عينيه }} .
فقالت حليمة : لا أدري هي في عينيه من ساعة ولادته !! فقالوا لها : أيتيمٌ هو ؟؟هنا حليمة أحست بشيء غريب من سؤالهم ودهشتهم ، فخافت منهم وقالت : لا ، ليس يتيما ، وهذا أبوه ، وأشارت إلى أبي كبشة ، فقال واحد من الأحبار اليهود للآخر : أتراه هو ؟؟ فأجابه الآخر : إي وربِ موسى وعيسى هو !!! قال تعالى :{{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم }} ،

ثم صرخ في الركب [[ أي بقبيلة بني سعد ، قوم حليمة ]]،أيها الناس : اقتلوا هذا الصبي ، فإنّه إن بلغ مبلغ الرجال ليسفهنّ أحلامكم ،وليبدلنّ دينكم ، وليكفرنّ من مضى من آبائكم ، ويلٌّ للعرب ويلٌ للعرب ... !! فصرخت حليمة في وجهه وقالت : ويلٌ لك أنت ، أطلب لنفسك من يقتلك ، أما نحن فلا نقتل ولدنا !! فقال الآخر : ألم تقل لك أنه ليس يتيما ؟ فقال له : نعم ، لوكان يتيماً ، لقتلته الآن ، فلما سمعت حليمة قولهم ، ضمته لصدرِها ، وهربت به بين الناس ، واختفت عنهم ، وهي خائفة أن يكتشفوا أنه يتيم ، وتأكدت حليمة أن هذا الصبي تدور حوله أمور غير عادية .

تقول حليمة : وصلنا إلى ديار بني سعد ، فما بقي بيت من ديار بني سعد إلا فاح منه ريح العود ، وكنا نلاحظ هذا الشيء كل يوم ، حتى كل ديار بني سعد لاحظت هذا الشيء ....
______________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم



__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 08-06-20 08:24 AM

هذا الحبيب « ١٩ »
السيرة النبوية العطرة ((حليمة السعدية ، الجزء الرابع ))
___________
تقول حليمة : وصلنا إلى ديار بني سعد ، فلم يبق بيت في ديار بني سعد ، إلا فاح منه ريح العود ، وكانت أرضنا عجفا [[ أي أصابها الجفاف من قلة الماء ، ناشفة ، لا يوجد ربيع في الأرض ]] ، وكانت الأغنام ، تسرح وترجع هزيلة ، و لم يدخل في بطنها شيء من طعام ، وليس في ضرعها اللبن ، تقول حليمة : فلما قدمنا بمحمد ، أصبحت أغنامي تعود وقد شبعت ، وقد امتلأ ضرعها باللبن ، كنا نرى الخضرة في أفواهها ، وليس في أرضنا نبتة

[[ ترجع الأغنام ، وما يزال أثر الأعشاب في فمها ، والأرض قاحلة ليس فيها عرق أخضر ]]، فيصرخ أصحاب الأغنام بالرعاة الذين يعملون عندهم : ويحكم !!!!

اسرحوا بالأغنام حيث تسرح أغنام حليمة ، ألا ترون أغنامهم ترجع وقد شبعت والخضرة في أفواهها ؟!! ألا تعلمون أين تسرح أغنام حليمة ؟؟!!

فيقول الرعاة : والله إنا لنسرح معاً ، وترجع أغنامها معنا ، ولكن نرى أغنام حليمة لا ترفع رؤوسها عن الأرض ، وهي تأكل وتمضغ ، وليس في الأرض نبتة واحدة خضراء [[ أغنام حليمة ، تأكل من الأرض ، الأرض عبارة عن رمل وحجارة ، لا يوجد عشب ليُؤكل ، والرعاة مستغربون ]] ، وذلك ببركته صلى الله عليه وسلم .
تقول حليمة : فكنا نحلب أغنامنا ، ولا نهمل أهلنا ،

[[ عام جفاف ، بنو سعد ليس عندهم حليب ، كانت حليمة ترسل لهم بالحليب الذي عندها ]]. تقول : ففاض الخير كله ،على ديار بني سعد ببركته – صلى الله عليه وسلم -.
وهنا الناس أصبحوا يتفاءلون بهذا الصبي اليتيم ، فإذا مرض أحدهم ، أو أصابته عِلة تقول حليمة : يأتي إلينا قائلا : أين محمد ؟؟ فيأخذ بيده الصغيرة ، ثم يضعها على المريض ، فيبرأ بإذن الله 0 وكذلك إذا أصاب بعيرهم أو شاة شيء من المرض ، يحملون محمدا، يضعونه على ظهرها فتبرأ بإذن الله .


تقول حليمة : وأخذ محمد - صلى الله عليه وسلم - يشب شبابا ليس كشباب الصبي، يشب في يوم ما يشب غيره في شهر[[ كان يكبر بسرعة صلى الله عليه وسلم ]] ، حتى إذا بلغ عمره عاما ، وكأنه عامان ، فلما رأينا هذا الخير والبركة منه ، وقد أصبح عمره سنتين ، رغبت أن يبقى عندي بعد السنتين [[ لأن مدة الرضاعة سنتان ]] ،وكنت قد وعدت أمه آمنة ، أن نرجعه لها بعد عامين ، فعزمت أن أرجعه لأمه وأنا عندي نية في داخلي أن أرجع محمدا معي ، بعدما أستأذن أمه .
التي تروي الحديث {{ حليمة السعدية ، رضي الله عنها }}،

أسلمت وقد أدركت نزول الوحي ، وهي صحابية ، ولها رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أطال الله في عمرها حتى أنها ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، ودفنت بالبقيع في المدينة المنورة ، بجانب عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ولأن حليمة صحابية يؤخذ بحديثها .


كان الصحابة الكرام ينادونها {{ أم النبي }} ، تقول : رجعنا به إلى مكة ، فلما رأته أمه آمنة وجدّه عبد المطلب وكأنه غلام جفر [[ والجفر الذي يبلغ من العمر أربع سنين ، عمره سنتان ، ولكن اعتقدوا عمره أربع سنين ]]، تقول: فرحوا بحسن التربية ونموه السريع صلى الله عليه وسلم . يتبع . . .
______________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 08-06-20 08:30 AM

#هذا_الحبيب « ٢٠ »
السيرة النبوية العطرة (( حليمة السعدية ، الجزء الخامس ))
________________________________________
________________________________________


تقول حليمة :_ رجعنا بهِ إلى مكة ، فأخذتُ أحدث آمنة وجدّه عبدالمطلب عن محبتنا له وحبهُ لنا .

[[ تمهد لهم الحديث ، في محاولة منها ، لإقناعهم أن يرجع معها ، كم نُحب محمد وتعلقنا به ، وهو أيضا يحبنا ومتعلق بنا ]]
هنا آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم ، فهمت من كلام حليمة أنها تريد أن ترجعه معها

فقالت آمنة :_ ماشأنك يا حليمة ؟؟!!
[[ يعني إلى أي شيء ، تريدين أن تصلي ، أدخلي بالموضوع]]
فسكتت حليمة ثم رفعت رأسها بخجل
وقالت :_ أحببناه يا آمنة !!!

_ولا نتحمل فراقه ، وإنا رأينا البركة فيه ، وإنا نُحب أن يبقى عندنا عامين آخرين نأمن عليه من وباء مكة

[[وفعلاً في ذلك الوقت بدأت تظهر أمراض بمكة ، بعد هلاك جيش أبرهة ، في حادثة الفيل ، واجساد جنوده التي تعفنت ]]

وظلت حليمة تقنع آمنة ، فمازالت تحدثها وتقنعها ، حتى وافقت آمنة
ثم قالت آمنة :_ يا حليمة ألا أخبرك عن ولدي هذا ؟؟

[[ أي هل احدثك عن ولدي اشياء لا تعرفيها ]]
يا حليمة ، إحرصي عليه فإن لإبني هذا شأن
[[ وأخذت تحدثها ، عن حمله و ولادته ، وكيف نزل ساجداً ، وعن النُور الذي خرج منه ]]

إحرصي عليه يا حليمة .
_______________________________________
رجعت حليمة وأخذت النبي {{ صلى الله عليه وسلم }} معها إلى ديار بني سعد ، ليقيم عند حليمة عامين آخرين معها في بني سعد .
تقول حليمة :_ ونحن في طريقنا ، مررنا بركب من الحبشة ، وفيهم أهل الكتاب
[[ قافلة من الحبشة ، فيهم من اهل الكتاب الذين على دين سيدنا عيسى عليه السلام ، النصارى ، والحبشة كان منتشر فيها النصارى ]]

تقول حليمة :_ فعرضت الصبي عليهم بغيت ، أن أتأكد وأتعرف
[[ حليمة رضي الله عنها ، كان عقلها مشغول بالتفكير ، مالسر الذي يحمله هذا الصبي ، وخاصة ما رأته من بركته ، وحديث أمه آمنة عنه ، فأحبت أن تعرف من أهل الكتاب الرهبان لان عندهم علم من الكتاب ]]
تقول :_ فعرضته على راهب فيهم
فقلت له :_ ألا ترى ولدي هذا ؟؟!!

قال الراهب :_ مابه ؟؟
قلت له :_ إن له أمور غريبة ، أنظر إلى حمرة عينيه هذه !!!
قالت فنظر فيه الراهب وأخذ يتفحصه
فقال متعجباً :_ ما هذه الحمرة أيشتكي شيء في عينيه ؟
فقلت له :_ لا هي ترافقه منذ ولادته !!
ثم نظر إليه ، واستمر في تفحصه
ثم قال :_ما اسمه ؟

قلت له :_ {{ محمد }}
فقال وهو مندهش :_ هل ولد يتيماً ؟؟!!!
تقول حليمة :_ فأحببت أن أصدقه الحديث
قلت له :_ نعم قد ولد يتيماً

تقول فأخذ الصبي يقبلّه وقال لمن معه
إي وربِ عيسى ، إي وربِ عيسى ، إنه نبي !!

فأقبل من معه مسرعين ، وأمسكوا الصبي ، ثم أخذوا يقبلوا رأسه ، ويضموه الى صدرهم
ثم قالوا لها :_ لنأخذن هذا الغلام، فلنذهبن به إلى ملكنا وبلدنا ، فإن هذا الغلام كائن لنا وله شأن، نحن نعرف أمره

[[ اصبحوا يتحايلون على حليمة ، يريدون أن يأخذوه معهم الى ملك الحبشة ، فلقد عرفوا أمره ، وإنه نبي آخر الزمان ]]
تقول حليمة :_ فلم أكد انفلت به منهم [[ يعني ما صدقت أخذه منهم وامشي ]]
________________________________________

هل لاحظتم النصارى ، ما كان منهم خوف على الرسول من القتل ....... أما اليهود فهم أهل الأذية والقتل والغدر في الارض ، قال تعالى
{{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى }}
يتبع إن شاء الله


(( حادثة شق الصدر كاملة))


______________ الأنوار المحمدية ______________
______________ صلى الله عليه وسلم _____________

عطاء دائم 08-07-20 08:31 AM

هذا الحبيب « ٢١ »

السيرة النبوية العطرة ((حادثة شق صدر الرسول - صلى الله عليه وسلم - 1))
______________

وظل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بني سعد حتى بلغ عامه الرابع، وذلك حين وقعت حادثة شق الصدر فيما رواه الإمام مسلم : فعن أنس بن مالك قال « أن رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَان، فَأخذهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشيطان مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ (أي: جمعه وضم بعضه إلى بعض)،
ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكانهِ، وَجَاءَ الْغِلْمَان يَسْعَوْنَ إلى أُمِّهِ - يَعْنِي ظِئْرَهُ

(أي: المرضعة) فَقَالُوا: إن مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ (أي: متغير اللون)»
،قال أنسٌ: « وَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ ».(رواه مسلم) . . .

وقيل في أغلب الروايات إنه خُتم بخاتم النبوة بين كتفيه أثناء حادثة شق الصدر و الله أعلم . يصف الصحابة خاتم النبوة ، قالوا : من نظر إليه ، هو لحمٌ بارز وفيه شعرات ، وهومن بعض العلامات الموجودة عند أهل الكتاب من اليهود والنصارى ،من وجدت بين كتفيه، فهو نبي آخر الزمان وخاتم الأنبياء والمرسلين .
. . . وما إن رأت ذلك حليمة و زوجها ، حتى قال الزوج :
يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أُصِيب، فانطلقي، فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر الذي نتخوف منه . قالت حليمة : فرجعنا به. فقالت أمه: ما يردكما به؟

فقد كنتما حريصين عليه؟
فأخبراها القصة. فطمأنتهما آمنة قائلة :
إن لابني هذا لشأن، فلم أكن أحسّ أثناء حمله بشيء مما تجد الحوامل، وقد رأيت وأنا أحمله كأن نورًا خرج مني، فأضاء لي قصور الشام ، ثم طلبت إليها أن تعود به إلى البادية مرة ثانية. فعادت به حليمة، وظل معها حتى قارب الخامسة من عمره .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


______________ الأنوار المحمدية ______________
______________ صلى الله عليه وسلم _____________

عطاء دائم 08-07-20 08:34 AM

هذا_الحبيب « ٢٢ »
السيرة النبوية العطرة (( تكملة لما حدث ، بعد حادثة شق الصدر ))
_____________________________________


قبل ان نُكمل {{ معذرة فقد فاتني أن أذكر لكم ،في حادثة شق الصدر ، كيف خُتم كتف النبي صلى الله عليه وسلم ، بخاتم النبوة }}
يقول صلى الله عليه وسلم عن يوم شق الصدر
قال أحد الملائكة للآخر إختمه بختم النبوة

قال فوضع شيء كأنه النجمة بين كتفيي ، فأصبح صلى الله عليه وسلم يشعر وكأن بين أكتافه خاتم

يصف الصحابة رضوان الله عليهم ، خاتم النبوة !!

قالوا :_ من نظر إليه ، هو لحمٌ بارز وفيه شعرات ، والشعرات التي في هذا اللحم ، من تأملها وأمعن النظر في ترتيب الشعرات
يقرأ فيها {{ منصور }} بمعنى أنك يارسول الله صلى الله عليه وسلم ، منصور وأمرك ظاهر .

[[خاتم النبوة سيأتي ذكره كثيراً في السيرة ، لهذا أحببت أن نشرحه ]]
وهو من بعض العلامات الموجودة عند أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، من وجدت بين كتفيه فهو نبي آخر الزمان وخاتم الأنبياء والمرسلين .

__________________________________________

تقول حليمة :_ فأخذناه وحدثنا قومنا في بني سعد فخافوا عليه من الجن والشيطان

وقالوا يا حليمة :_ أحضري له كاهن يرى ما القصة
تقول حليمة :_ فأخذنا محمد إلى كاهن ومحمد يقول مالي ومال الكاهن ليس بي شيء أنا بخير ولكن لأنه صغير بالعمر غلبناه وأخذناه إلى الكاهن
______________________________________

هذا الكاهن يهودي كان يسكن في قرية بجانب ديار بني سعد
تقول حليمة :_ دخلنا على الكاهن ، وأخذت أقص عليه ، ما رأى محمد من أمور غريبة

فقال لي الكاهن :_ أصمتي يا امرأة ، ودعيني أسمع الصبي
ونظر الى محمد ، وقال حدثني يا غلام ماذا جرى لك ؟
تقول حليمة :_ فحدثه كما حدثنا أنا وأبوه من قبل ، فلم يزد كلمة ولم ينقص كلمة
قالت فلما سمع الكاهن حديثه كاملا ً.. قام من مكانه فزع ووقف على قدميه ، ثم أمسك بمحمد ، وضمه إليه ،

وصاح بأعلى صوته :_ يااا للعرب ياااا للعرب من شرٍ قد اقترب ، اقتلووا هذا الصبي ، وأقتلوني معه ، لئن تركتموه ، وبلغ مبلغ الرجال [[ أي اصبح رجل ]]
ليبدلن دينكم ، وليسفهن عقولكم ، وعقول آبائكم وليخالفن أمركم وليأتينكم بدين لم تسمعوا به ، أقتلوه واقتلوني معه
تقول حليمة :_ فأنتزعت الصبي من بين يديه ، وصرخت في وجهه ، أجّن أعتّه [[ يعني أنت واحد مجنون ، ومعتوه ]]
أطلب لنفسك من يقتلك

أما نحن فلا نقتل ولدنا ، ثم أخذت محمدا ، وخرجت به مسرعة ، فمازل يصرخ ، أقتلووه لا تدعوه أقتلوه وأقتلوني معه حتى وقع مغشياً عليه
تقول حليمة :_ثم علمت بعد حين أنه قد هلك [[ما كان مغمى عليه سقط ميت]] هكذا هم اليهود اعداء ، لله ورسله
______________________________________
______________________________________
تقول حليمة :_ رجعت بمحمد ، إلى ديار بني سعد ، ففاح ريح المسك ، أكثر مما كنا نجد من قبل

تقول :_ واصبحنا نتخوف على محمد بعد تلك الحادثة
فقال قومنا لزوجي أبا كبشة :_ نرى أن ترجع الصبي لأهله قبل أن يظهر منه شيء [[ أي نخاف ان يحدث له مكروه ، وتظهر له أمور عجيبة اخرى ]]
يا أبا كبشة :_ أرجعه الى أهله ، فقد أنتهت مدة كفالته
تقول حليمة :_ وأنا لا أريد أن أرجعه ، فقد تعلق قلبي به
ولكن قومنا غلبونا وخوفونا من الأمر فقررنا أن نرجعه لأهله
_________________________________

تقول حليمة :_ فلما كنا على مشارف مكة[[ إقتربنا بالوصول إلى مكة ]]
غفلت عن محمد ساعة فلم أجده ، بحثنا عليه بين الركب فلم أجده !!!
بحثنا حولنا فلم نجده حتى كادت أن تغيب الشمس ، وانا اصيح واقول و اا محمداه

فقال أبوه :_ لنذهب الى مكة ، ونخبر جده عبدالمطلب بما حدث
تقول حليمة :_ فدخلنا مكة وكان عبد المطلب ، جالساً في حجر الكعبة.

_______________ الأنوار المحمدية ______________
______________ صلى الله عليه وسلم ______________

عطاء دائم 08-07-20 08:36 AM

هذا_الحبيب « ٢٣ »
السيرة االنبوية العطرة (( أنتهاء حضانته عند حليمة ، ورجوعه لمكة)) صلى الله عليه وسلم
________________________________________
________________________________________

فلما دخلوا لمكة ، وجدوا عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم ، جالساً في حجر الكعبة
تقول حليمة

فقلنا :_ لقد قدمنا بمحمد ، فقاطعهم وقال ، ليس موعد قدومكم [[ أي رجعتم مبكرا قبل انتهاء فترة حضانته]]
قالوا قدمنا لشأن [[ لسبب ]] ولكن أضللناه في مشارف مكة ، ضاع منا فلا ندري أين هو !!!!

فوثب عبد المطلب على قدميه مفزوع ، لما سمع الخبر
ثم وقف على باب الكعبة الملتزم ، وزرف الدموع الغزيرة
ثم رفع يديه عند باب الملتزم

وقال :_ لاهما [[ أي في لغة العرب ، اللهم ]]
لاهما رد لي محمدا ، رده لي ، ثم أتخذ عندي يدا
أنت الذي سميته محمدا [[ تذكر الهاتف الذي قال لأمه آمنة إذا ولدته فسميه محمد ]]

تقول حليمة :_ فإذا عبد المطلب يسكت ، و وضع أذنه على باب الكعبة ، وكأنه ينصت لشيء بالكعبة يكلمه ونحن لا نسمع
ثم قال :_ هااا .. أين نجده ؟
فقلنا :_ ما الأمر يا شيخ مكة ؟!!

قال :_ عرفت أين محمد
[[ عبد المطلب سمع صوت من داخل الكعبة وهو يدعو الله يرد له محمد صلى الله عليه وسلم يقول له .. لا تخافوا على محمد من الضياع فإن له ربّ يحميه ]]
فقال عبد المطلب :_ هاا .. أين نجده ؟
فسمع الصوت نفسه

يقول :_ بوادي تهامة عند الشجرة اليمنى
______________________________________
تقول حليمة :_ فأسرع عبد المطلب وركب فرساً وركب خلفه ورقة بن نوفل [[ سيأتي ذكر ورقة بن نوفل بعد نزول الوحي ]]
تقول :_ وأنطلاقا وأنتظرناهم عند البيت
_______________________________________
لما ذهب عبد المطلب إلى وادي تهامة ، مثل ما سمع من الهاتف [[ كان يعرف محمد صلى الله عليه وسلم ،الصبي ذو العامين من العمر ، والآن أصبح ٤ سنين تغير شكله وملامحه وكبر ]]

لما وصل رآه يمسك بغصن شجرة يسحبه ويتركه .. يسحبه ويتركه
فقال عبد المطلب :_من أنت يا غلام ؟
قال :_ {{ أنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب شيخ مكة }}

فبكى عبد المطلب ، و زرفت دموعه على خديه
وقال :_ وانا جدك يا حبيبي ، فداك نفسي ، ثم أقترب منه وحمله ، وحضنه ، وأخذ يقبّله ، وأجلسه في مقدمة فرسه في حضنه ، ثم رجع مكة وهو يحمد الله ثم نحر عشرون ناقة وعدد من الغنم

وأولم وليمة و دعى أهل مكة كلهم بفرحه برجوع محمد صلى الله عليه وسلم
بعض اقوال العلماء أن سبب نزول هذه الاية قال تعالى {{ ألم يجدك يتيما فآوى ، ووجدك ضالا فهدى }}
بسبب هذه الحادثة
_____________________________________

تقول حليمة :_ ونمنا تلك الليلة في ضيافتهم وأكرمونا
فقالت آمنة :_ يا حليمة لِما تعجلتي بعودة محمد ولم تنتهي مدة كفالته ؟
كُنتِ حريصة على أن يمضي عندك عامين أو أكثر ولم يمضي العامين بعد ؟
قالت حليمة :_ قد أدّينا ما علينا [[ أي إنتهت تربيتنا له ]] وأحببت أن أرده إليكي سالماً معافى ، لأن الأم تشتاق لولدها !!
فضحكت آمنة
و قالت :_ ما هذا شأنك أبدا [[ لا ليست هذا القصة لم تقتنع ]] يا حليمة لن أدعك تتركي هذا المنزل حتى تخبريني خبر محمد
[[ إحكيلي الصدق ليش رجعتي قبل ما ينتهي موعد حضانته ، مالذي حصل ]]
تقول حليمة :_ وقد علمت آمنة أني أُخفي شيء قلت سأحدثك ولكن ما جرى ليس لنا به شأن [[ ليس لنا علاقة ]]
فهو خارج إرادتنا

قالت آمنة :_ تحدثي ولا تخافي من شيء
تقول حليمة :_ فحدثتها بكل ما جرى
ثم ألتفتت آمنة لمحمد وقالت :_ ما الذي جرى معك يا ولدي ؟؟
فحدثها القصة كاملة صلى الله عليه وسلم
فضحكت آمنة وقالت :_ يا حليمة وتخوفتي عليه من الشياطين ؟
[[ أي يا حليمة من كل عقلك خايفة عليه من الشياطين ]]
قالت :_ نعم تخوفنا عليه

قالت آمنة يا حليمة :_- ألم أخبركي خبر حملهِ ، وولادته ، وإن لإبني هذا شأن وأني لما حملت به قيل لي .. قد حملتي بسيد هذه الأمة ، فإذا وضعته فسميه ، محمد
يا حليمة :_ إن لإبني هذا شأن لا سبيل للشياطين عليه أبداً دعيه عنك وإرجعي راشده
_______________________________________

تقول حليمة :_ فأكرموني أكثر ما يكرم قوم مرضع
فرجعنا ونحن نفرح
أن محمد الذي ربيناه سيكون له شأن أكثر من فرحتنا بالعطايا التي أعطونا إياها
{{ وحق لك أن تفرحي ، يا حليمة ، هنيئاً لكِ ، يا مرضعة حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم }}
__________________________________

رجعت حليمة رضي الله عنها وأرضاها
فقد شهد أنها أسلمت هي وزوجها أبا كبشة وإبنها
تقول حليمة :_ رجعت [[ وهي تكمل حديثها هذا الذي ترويه لعبدالله بن جعفر رضي الله عنه ]]

تقول :_ فما رأيت محمد صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا مرتين
بعد زواجه بخديجة رضي الله عنها جئت أبارك زواجه .. وشكوت إليه ضعف حالنا .. فكلم خديجة رضي الله عنها فأعطتني عشرين ناقة وأعطتني خيراً كثيراً
ورأيته يوم حُنين حين ظفر بأعدائه [[ إنتصر عليهم]]
جلس يقسم غنائم حُنين فأقبلت إليه

فلما رآني وثب قائمً على قدميه وفتح ذراعيه مرّحباً
وهو يقول :_ أمي .. أمي .. مرحبا بأمي !!!
وافسح لي

ثم خلع ردائه عن كتفيه ووضعه على الأرض وأجلسني عليه وأكرمني غاية الإكرام صلى الله عليه وسلم .

_______________ الأنوار المحمدية _______________
____________ صلى الله عليه وسلم ________________

عطاء دائم 08-09-20 07:47 AM

هذا_الحبيب « ٢٤ »
السيرة النبوية العطرة (( آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم))
________________________________________
________________________________________

رجع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمه آمنة وإنتهت مدة الحضانة عند حليمة السعدية .
فأصبحت ترى آمنة ، من إبنها محمد ، خصال فيه تتعجب منها !!!
{{ وكان صلى الله عليه وسلم ، له أدب رفيع }}

كان دائماً يجلس وينظر إلى السماء أكثر من الأرض
تقول أمه آمنة :_ كان ينظر إلى السماء أكثر من نظره إلى الأرض
خلوته أكثر من جلوته [[يعني كان معتزل أكثر من إنه يختلط بالصبية والأهل]]
كان إذا وُضع الطعام لا يبدأ ويمد يده قبل أحد ، ينتظر إذا قيل له كُل .. مد يده وأكل

وهكذا ما زالت آمنة ترى خصائصه حتى مضى عندها عامين وأصبح في عمر السادسة
____________________________________________

الآن الذي ستروي لنا ، مالذي حدث للرسول صلى الله عليه وسلم عند آمنة هي
{{ بركة الحبشية أم أيمن }} رضي الله عنها وارضاها
بركة صحابية جليلة ، كانت من الأوائل من العبيد الذين أسلموا
كانت من العبيد في مكة ، وكان الذي يملكها ابو النبي (( عبدالله المتوفى ))
وانتقلت في الوراثة ، للنبي صلى الله عليه وسلم

فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وزوجها (( لزيد بن حارثة )) رضي الله عنه
أنجبت لزيد (( أسامة بن زيد )) الصحابي الجليل رضي الله عنه ، بركة كانت (( حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم ))

تقوم برعايته وخدمة آمنة ام النبي ، وكانت تلازمهم دائماً
_______________________________________
تقول بركة :_
قالت آمنة لعبد المطلب يوماً ، ألا تأذن لنا يا شيخ مكة أن نذهب إلى يثرب بالقافلة ، فنزور أنا ومحمد قبر عبد الله وأعرفه على قبر والده ؟
قال :_ نعم يا امنة ، ولكن حتى أجد قوم آمن عليكم معهم أرسلتكم
قالت :_ فلمّا خرج قوم من أشراف مكة إلى يثرب ، جهزنا عبد المطلب وأرسلنا معهم .

خرجت آمنة مع ولدها ومعها بركة حتى وصلوا يثرب {{ المدينة المنورة }} فذهبت القافلة تكمل تجارتها ونزلت آمنة والرسول صلى الله عليه وسلم وبركة ضيوفاً عند بني النجار أخواله
_______________________________________
أخذت آمنة بيد إبنها محمد ، ووقفت عند قبر أبيه
وقالت له :_ يا بني هذا قبر والدك عبدالله
فقال لها :_ لِما يا أمي ، لا يكلمنا ؟!

فقالت :_ يا بني إنه قد مات ، والذي يموت ، لا يتكلم أبدا ، ولا يرجع إلى أهله ، يا بني هذا مكان جسده ، ولكن لن نلتقي به أبداً
[[ هنا تعرف على معنى الموت ، لم يكن يعرف معنى الموت الحقيقي ، حتى وقف على قبر أبيه ، وأن والده بهذا المكان وأنه لن يراه ابدا ]]
صلى الله عليه وسلم
_______________________________________
جلسوا في يثرب حوالي شهر ، وكان يخرج صلى الله عليه وسلم ، يلعب مع الصبيان من بني النجار
وتعلم السباحة عندهم
كان يلعب كما يلعب الصبية ، و لكن كان مميز بينهم ، بأدبه وأخلاقه
وكان اليهود منتشرين حول يثرب ، وهم أهل كتاب

فلفت أنتبهاهم أمر غريب !!
كانوا يسمعون صراخ الأطفال وهم يلعبون {{ ها قد جاء محمد المكي ، محمد القرشي ذهب ، محمد المكي تعال معنا هنا ، محمد القرشي هي نذهب هناك }} كأي أطفال يلعبون ، ويعلو صوتهم بلعب
ومعروف عندهم في كتبهم ، بهذه الأسماء من صفات نبي آخر الزمن {{ محمد المكي المدني القرشي }}

ولاحظ اليهود ، غمامة [[ غيمة]] عليهم تظلهم وهم يلعبوا وإذا إنفرد محمد لوحده ، وبقي الصبية لوحدهم أصبحت الغمامة فوق رأسه .. فأصبح أهل الكتاب ينتبهوا ويتابعوا أخبار هذا الصبي
{{ يتبع إن شاء الله ، وفاة امه آمنة }}


_____________ الأنوار_المحمدية _____________
_____________ صلى الله عليه وسلم _____________

عطاء دائم 08-09-20 07:49 AM

هذا_الحبيب « ٢٥ »
السيرة النبوية العطرة (( وفاة آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم ))
______________________________________

أصبح أهل الكتاب ينتبهوا ويتابعوا أخبار هذا الصبي
تقول بركة :_ كنت لا أفارقه بوصية من أمه آمنة .
تقول :_ فرأيت أهل الكتاب ، يختلفون إليه كثيرا [[ تقصد اليهود ، يأتي واحد ويذهب الآخر ، يراقبون النبي صلى الله عليه وسلم ]]
تقول :_ يترددون إليه كثيرا ويسألونها عنه
كيف ينام ؟

كيف يأكل ؟

ماذا يعمل ؟ يسألوها عن أحواله
تقول :_ فجاء إليه حبران من اليهود
فقالوا :_ ما إسمك يا غلام ؟

قال :_ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
قالت :_ فأخذوا ينظروا في عينيه ورأسه وتفحصوه كثيراً ثم كشف أحدهم بين كتفيه فوضع يده على خاتم النبوة

وقال :_ هو ، هو ، وربِ عيسى وموسى إنه هو !!!
فقال الآخر :_ أأنت واثق مما تقول ؟

قال :_ نعم وهذا خاتم النبوة بين كتفيه .. ثم إنصرفوا
تقول :_ ثم رجعت به إلى أمه قالت فلم ينتصف النهار حتى جاء رهط منهم إلينا [[ رهط يعني مجموعة]]

قالوا يا بركة :_ أخرجي لنا أحمد [[ معروف في كتبهم إسمه أحمد ]]
قالت لهم :_ ما عندنا أحمد

قالوا لها :_ هذا الذي تقولون عنه محمد
فقالت لهم :_ إسمه محمد وليس أحمد

قالوا :_ محمد أو أحمد شيء واحد ، أخرجي لنا محمد .. فقلت لهم :_ إنه نائم ، تقول ولم أخرجه لهم وأخبرت أمه بالأمر وبما أسمع من أهل الكتاب
فأخبَرت آمنة أخواله من بني النجار .. فخافوا عليه من اليهود .. وسمحوا لها أن ترجع إلى مكة .. وكان في قافلة راجعة لمكة ركبت معهم ، خرجت آمنة ومعها إبنها وبركة

___________________________________
___________________________________

وفي الطريق عصفت الريح والرمال ، فتوقفت القافلة أيام وأصاب آمنة المرض وأخرت القافلة ، فإستأذنوا الناس بالقافلة بالرحيل وتركوا معها بعض الناس يرعوها وكان مرضها في قرية يقال لها الأبواء [[ الابواء منطقة بين مكة والمدينة، وهي أقرب للمدينة ، وسميت بذلك لأن السيول تتبوّأه ، يعني تحل وتستقر فيه ]]

تقول بركة :_ فمكثنا أيام نعالج مرضها ولكنها لا تستجيب .. والمرض يشتد بها
وذات ليلة أخذ المرض يشتد بها أكثر وأكثر فعلمت آمنه أنها ستموت
فقالت آمنة :_ يا بركة .. قربي مني محمدا

قالت :_ فقربته ، فوضعت يدها على رأسه تتلمسه وهي تنظر إليه وعمره 6 سنين
وتقول : بـارك فيك الله مـن غلام .. يا إبن الذي من حومة الحمام
نجا بعـون الملك المنعـام .. فُودي غداة الضرب بالسهام
بمائـة مـن إبـل سـوام .. إن صح ما أبصرت في منامي
فأنـت مبعوث إلى الأنـام .. من عند ذي الجلال والإكرام
____________________________

تقول بركة :_ كانت امنة ، تكرر بيت الشعر أكثر من مرة .. وهي تنظر إلى أبنها وكأنها تودعه
ثم قالت :_ يا بركة لا تغفلي عن محمد ، فإن أهل الكتاب يعتقدون أنه نبي مبعوث ، وإن ألد أعدائه يهود فأنا لا آمنهم عليه فلا تجعليه يغيب عن ناظرك
ثم قالت :_{{ يا بني ،كل حي ميت وكل جديد بال وكل كبير يفنى وأنا ميتة وذكري باقي وقد تركت خيراً وولدت طهراً }}

ثم ماتت ويدها على النبي صلى الله عليه وسلم،
قالت بركة :_ وأخذ محمد يكلمها فلا ترد عليه ،وعلمت أنها ماتت فأغمضت عيناها وضممت يدها إلى صدرها

وحاولت أن أبعد الصبي عنها ولكنه تمسك بها
وهو يقول وينادي :_ أمي أمي

ثم نظر إليّ وقال :_ لما لا ترد أمي عليّ ؟؟!!

تقول بركة :_ فأضررت أن أقول له لقد ماتت يا بني !!!
[[ هنا تذكر كلام أمه عن الموت ، قبل ايام عند قبر ابيه ، وأن الذي يموت لا يرجع أبداً لأهله يا بني ]]

قالت :_ فذرف دمعاً غزيراً وهو متعلق بها
تقول :_ فحاولت أن أبعده عنها
فقال القوم الذين معي :_ دعيه يا بركة بجانب أمه
فبقي طوال الليل بجانبها لم ينم ،يضمها ويبكي لا نسمع إلا بكائه وتنهده .
فكنت اتي إليه ، كي أُدير وجهه عن أمه ، من شدة البكاء ،كي لا يراها
صلى الله عليه وسلم
___________________________________

قالت فلما كان النهار شققنا لها قبر في الرمال ، واخذنا نحفر لها القبر ، وهو يحفر معنا ويبكي
فلما هممنا بدفنها ، تعلق بها وأصر أن ينزل معها في حفرتها
ولما أتعبنا قال القوم لا بأس أنزلوه في حفرتها قليلاً
قالت :_ فنزل وتمدد بجانبها بالحفرة وضمها إليه وهو يبكي فأنزل دمعاً كثيراً ، ثم أخرجوه من الحفرة ووضعوا عليها الرمال
و أخذت ام ايمن يده لتذهب
فقال لها :_ نأخذ امي معنا !!

حتى اذا وصلت مكة وتوجهت ام ايمن الى بيت جده عبد المطلب فطرقت الباب فإذا عبد المطلب يفتح الباب ثم نظر للصبي
وقال :_ أين أمك يا محمد ؟

فبكى واخذ يردد .. ماتت ، ماتت
فضمه عبد المطلب وقال له : أنت ابني ، أنت ابني
رجعت ام ايمن تحضن اليتيم المضاعف يتمه إلى جده عبد المطلب .
صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يارسول الله
سؤال لن اتجاهله ، وسأعطيه حقه

{{ هل والدا النبي صلى الله عليه وسلم من اهل الجنة ام النار ، هذا ما سأفصله بأذن الله ، بالأدلة من القران وانصف والدا النبي الكرام }}

______________ الأنوار_المحمدية _______________
_____________ صلى الله عليه وسلم ____________

عطاء دائم 08-10-20 07:45 AM

هذا_الحبيب « ٢٦ »
السيرة النبوية العطرة (( كفالة عبدالمطلب للنبي صلى الله عليه وسلم ))
__________________________________

رجع الصبي المضاعف يتمه إلى جده بعد وفاة أمه آمنة
تقول بركة :_ لما رجعت مكة وأنا أحتضن محمد ، نظر إلينا عبد المطلب ، بعد أن علم بوفاة آمنة، وإحتضن الصبي ، وبكى

ثم أخذنا وأسكننا في داره [[ أي في دار عبد المطلب ]]
وقال :_ يا بركة لا تدعي محمد يغيب عن نظرك ليلاًً ولا نهاراً فإني لا آمن عليه أهل الكتاب
____________________________________
يقول العباس رضي الله عنه ، عم النبي صلى الله عليه وسلم
يقول :_ فَرَقَّ له رقة لم نعهدها من قبل !!! [[ يقصد عبد المطلب ، كان الحنان بقلبه للنبي بشكل لا احد يتخيله ]]
وصب به صبابة لم يصبها بولد من أبنائه
أصبح النبي صلى الله عليه وسلم ، عند جده عبد المطلب كل شيء بحياته تعلق فيه كثيراً

فكان إذا وضع الطعام لا يقربه ، إلا إذا جاء محمد ووضعه في حجره وأعطاه أفضل طعامه
________
_________________________

يقول العباس رضي الله عنه :_كان لعبد المطلب سيد مكة فِراش في حجر الكعبة يجلس عليه ولا يجلس عليه غيره


كان له فراش فيه ، لا يجلس عليه غيره حتى كان حرب بن أمية [[ حرب بن امية ، وهو شيخ من شيوخ قريش يكون أبوه لأبو سفيان ، وكان بمثابة السيد الثاني في مكة بعد عبد المطلب ]]

حتى حرب بن أمية ومن دونه .. يجلسون على الأرض حول الفراش
وعبد المطلب يجلس على الفراش
فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام يافع في السابعة من عمره فيجلس عليه ، يجلس على مفرش جده عبد المطلب
فيذهب أعمامه يبعدونه !!!
فيقول عبد المطلب :_ دعوا إبن
ي يجلس عليه فإنه يحس من نفسه بشرف [[ يعني يحس أن له مكانة ]] وأرجو من الله أن يبلغ من الشرف مالم يبلغه عربي قبله ولا بعده
[[ والله يا جد نبينا ، لقد حقق الله رجاءك ، فأي مخلوق من خلق الله جميعا ، بلغ الشرف الذي بلغه صلى الله عليه وسلم ؟ ونحن الآن بعد 1400 سنة ، نفديه بأرواحنا صلى الله عليه وسلم]]
ثم يجلس عبد المطلب ويجلسه على يمينه يمسح على ظهره ورأسه
ويقول :_ إن لإبني هذا شأن فاعرفوه يا أبنائي [[ يكلم أولاده عن إبن أخيهم محمد ]]

________________________________________

يقول العباس :_وكان عبد المطلب جالس يوم في حجر الكعبة وعنده ضيف
وهو أسقف نجران وهو من أهل اليمن [[الأسقف يعني أعلى رتبة عند الرهبان النصارى]]

وكما قلنا من قبل ، أن عبد المطلب عنده أصدقاء كثير ومعارف من اليمن ، عندما كان يسافر رحلة الشتاء إلى اليمن .
هذا الأسقف كان جالساً مع عبد المطلب ، ويتكلم معه
فقال الأسقف لعبد المطلب :_ إنا نجد في كتبنا صفة نبي من ولد إسماعيل ، في هذا البلد مولده [[ أي مكة ]]

وإن من صفاته كذا وكذا ، وأخذ يحكي له أوصافه ، وهو يتحدث معه
أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عمره 8 سنين دخل على جده ، فنظر الأسقف إليه فقام الأسقف وأخذ يتفحصه وينظر إلى عيونه وظهره وقدميه
__________________________________

قال له عبد المطلب :_ ما الأمر ؟
فقال الأسقف :_هو ذا ، هو ذا ، يا شيخ مكة
قال عبد المطلب:_ ما هو ؟ !!
قال الأسقف :_ هو ذا الذي أحدثك عنه نبي هذه الأمة
يا عبد المطلب :_ من يكون هذا الغلام
قال له :_ هذا إبني
قال الأسقف :_ لا .. إنه يولد يتيماً !!!
فقال عبد المطلب :_ نعم إنه إبن إبني عبد الله
قال الأسقف :_ما فعل أبوه ؟
فقال له :_مات وأمه حبلة به
قال الاسقف :_الآن أنت صدقتني ، إنا نجد في كتبنا أنه يولد يتيماً ويموت أبوه وهو في بطن أمه

يا عبد المطلب هل تضاعف يتمه ؟ ألم يفقد أمه ؟
قال :_ بلى ماتت أمه وهو الآن في حضانتي
فقال الأسقف :_ أنظر يا عبد المطلب إلى قدم هذا الصبي .. ثم أنظر إلى قدم جدكم إبراهيم
[[قصده عن مقام إبراهيم عند الكعبة الذين ذهبوا للعمرة ورأوا علامات قدم سيدنا إبراهيم بالصخر في مقام إبراهيم عليه السلام الذي بجنب الكعبة قفص ذهبي]]
أنظر يا عبدالمطلب إلى قدم هذا الصبي ، ثم أنظر إلى قدم جدكم إبراهيم التي في المقام
فهل تجد قدم أشبه بها من قدم هذا الصبي ؟؟
قالوا :_ فنظرنا فوجدناها تشبهها ، مع فارق الحجم
فنظر عبد المطلب إلى أولاده
{{يقول العباس كنا إذا جاء أبونا عبد المطلب سيد مكة وجلس على فراشه في حجر الكعبة وقفنا على رأسه ، وكان عدد أولاده تسعة يقول كنا نقف على رأسه وحوله ، خدمة له وتعظيماً }}
فنظر عبد المطلب إلى أولاده وهم واقفين
وقال :_ يا أبنائي تحفظوا على إبن أخيكم محمداً
ألا تسمعون ما يقال فيه ؟!!!!!

فقال الأسقف :_ إني أوصيك يا عبد المطلب أن تحذر عليه يهود
هل لاحظتم كم تحذير جاء في السيرة من اليهود
حتى النصارى يعرفون بأن ألد أعداء محمد وأمته هم يهود ..
وعندما وصل المدينة صلى الله عليه وسلم وكان اليهود يسكنون حولها ينتظرون نبي اخر الامة يخرج منهم ، نزلت عليه صلى الله عليه وسلم ، أطول سورة في القران {{ سورة البقرة }} جلها تتكلم عن اليهود وغدرهم وملخصها
{{ يهود .. وعهود .. لا يلتقيان أبداً .. أبداً .. أبدا }}

فليت المسلمون خير امة ، يفهمون .


_____________ الأنوار المحمدية _______________
____________صلى الله عليه وسلم ________________

عطاء دائم 08-11-20 07:59 AM

هذا_الحبيب « ٢٧ »
السيرة النبوية العطرة (( وفاة عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم ))
____________________________________

ومازال النبي صلى الله عليه وسلم بكفالة جده عبد المطلب يرعاه خير رعاية ، ويعزه ويقدمه على أعمامه
حتى بلغ صلى الله عليه وسلم سن الثامنة من عمره
________________________

تقول بركة :_ غفلت عنه يوماً [[ أي لم تنتبه له ، نامت ]]
واذا بعبد المطلب عند رأسي يصرخ بي بأعلى صوته
ياااا بركة !!!
ألم أقل لك لا تغفلي عن محمد ؟
قلت له :_ هو ذا يلعب عندي
قال :_ أين هو ؟ أتعلمي أين وجدته ؟
وجدته عند الصبية عند السدرة ، ألم أقل لك أني لا آمن عليه يهود ؟
[[ هل لاحظتم ، عبد المطلب هنا أيقن أن اليهود لا أمان لهم]] لا تجعليه يا بركة يغيب عن نظرك
____________________________________

بلغ صلى الله عليه وسلم من العمر 8 سنين
مرض عبد المطلب وجلس في سريره
وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بقى جالساً عند سريره لا يفارقه
شعر شيخ مكة عبد المطلب بدنو الأجل
فأرسل لأولاده وبناته الستة

ووقفوا حول سريره تسعة رجال ومحمد صلى الله عليه وسلم واقف عند رأسه
ثم نظر إليهم وبكى بكاءً مُراً ، فقال له أبو طالب [[وأبو طالب لم يكن أكبر أولاده]]
قال أبو طالب :_ ما هذا الخوف يا شيخ مكة ما عهدناك كذلك ؟ [[ أي لماذا هذا الخوف لم نعهدك تخاف من شيء ، كل حياتك رجل شجاع ، وسيد قومك ]]
قال :_ يا بني إني لا أخاف الموت فإن الموت مصير كل حي ، لقد مات إبراهيم وإسماعيل وهما عند الله خير مني ولكن الذي يحزنني ويؤلم قلبي {{ هذا اليتيم }}

إني أوقن [[ أي متأكد ]] أن له شأن وأنّا كل أهل الكتاب رأيتهم يجمعون أنه نبي منتظر
ليتني أدرك ذلك الزمن [[ تمنى عبد المطلب أن يرى محمد صلى الله عليه وسلم لما يبعث ]]

فقال أبو طالب :_ لا تحزن يا شيخ مكة نحن نعاهد الله ونعاهدك أن يكون محمداً أحب إلينا من أولادنا وأنفسنا

________________________________________
العم الشقيق للرسول صلى الله عليه وسلم يعني أبو طالب وعبد الله والد النبي أخوة من أب وأم واحدة ]]

إنتقلت الكفالة إلى أبي طالب ومازال عبد المطلب حي على سريره
ثم نظر عبد المطلب إلى الصبي اليتيم الذي تعلق فيه كثيراً [[وايضا تعلق صلى الله عليه وسلم فيه كثيراً ، فقد رأى منه حنان الأب والأم رأى منه كل العطف ]]
نظر للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يبلغ من العمر 8 سنين ووضع يده عبد المطلب على رأس النبي ومسح عليه وهو ينظر إليه ثم خرجت روحه ويده على رأس النبي وعينيه تنظر إليه .
_________________________________

هنا أدرك صلى الله عليه وسلم أن جده منبع الحنان بعد أمه قد مات
وتذكر قول أمه [[ يا بني الذي يموت لا يرجع إلى أهله ولا نلتقي به أبداً]]
تقول بركة :_ فبكى الصبي بكاءً مُراً ، وأنا أنظر إلى محمد يقف عند سرير جده يصب دمعاً غزيراً فما إستطعنا أن نبعده عنه .
ثم دفن عبد المطلب في الحجون [[مقبرة معروفة بمكة لحد الآن ]]
وإنتقل صلى الله عليه وسلم إلى كفالة عمه أبو طالب

_____________ الأنوار المحمدية ______________
____________ صلى الله عليه وسلم ________________

يتبع بأذن الله …

عطاء دائم 08-11-20 08:05 AM

هذا_الحبيب « ٢٨ »
السيرة النبوية العطرة (( كفالة أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم ))
_______________________________________

إنتقل صلى الله عليه وسلم ، مع حاضنته بركة {{ أم أيمن }}
الى كفالة عمه ، أبو طالب ، بعد وفاة جده عبد المطلب
اسم ابو طالب لقب ، أما اسمه الحقيقي {{ عبد مناف }}
ابو طالب ابوه لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه ، ابن عم رسول الله ، وزوج أبنته فاطمة رضي الله عنها

زعم شيعة علي رضي الله عنه ، أن أسم ابو طالب {{ عمران }}
لقوله تعالى {{إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين }}
وقد أخطؤوا في ذلك خطأ كبيرا، ولم يتأملوا القرآن قبل أن يقولوا هذا البهتان ، فلو تابعوا تتمت قراءة الايات لوجدوا بعدها

قوله تعالى {{إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا }} وكانت تعتقد الذي في بطنها ذكر ، فولدت أنثى ، فولدت السيدة مريم بنت عمران

عمران __ هو أب للسيدة مريم بنت عمران ام نبي الله عيسى عليه السلام ، جد نبي الله عيسى عليه السلام

______________________________
اسمه {{ عبد مناف }} ملقب أبا طالب .
_____________________________
كان ابو طالب ، قليل المال ، لم يكن من أصحاب الأموال ، وعنده كثرة بالأولاد
ولكن كان صاحب شرف في قومه ، وكرم نفس ، وكان قد حرم الخمر على نفسه ، كما حرمها ابوه عبدالمطلب على نفسه من قبل
وكان محبوباً للجميع
فورث الزعامة من أبوه ، عبد المطلب واصبح شيخ مكة ________________________________
انتقل صلى الله عليه وسلم ، الى دار عمه ابو طالب ، وعاش بينهم ، كأنه واحد من أولاد ابو طالب
حتى أن ابا طالب كان يعزه ، أكثر من أولاده
كان أبو طالب لا يقبل أن ينام إلا
أن ينام النبي صلى الله عليه وسلم بجانبه ، ويفضله على جميع أولاده
عاش النبي صلى الله عليه وسلم في كفالة عمه وعمره 8 سنين إلى أن بلغ الرجولة ، ولم ينفصل عن عمه إلا بعد زواجه بالسيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها
[[ يعني من عمر 8 سنين حتى سن 25 سنة كان في بيت أبو طالب]]

_________________________________________
تقول بركة (( أم أيمن ))
إنتقلنا إلى دار أبي طالب وكان كثير الأولاد قليل المال
كان إذا وضع الطعام إنتشلت الصبية الطعام إنتشال .. حرصاً على الشبع
[[ أول ما يوضع الأكل ياكلوا الاولاد بسرعة ، من أجل الشبع مثل السباق قبل أن ينفذ الطعام ]]

تقول بركة :_ فكان عيال ، ابو طالب إذا أكلوا جميعاً ، أو فرادى لم يشبعوا !!!
وكانوا إذا شربوا لبنا من القعب ، شربوه بسرعة ولم يشبعوا [[ القعب ما نسميه الآن ، زبديه ، نفس الشكل لكن مصنوع من الخشب ]] لم يشبعوا لأن اللبن قليل ، و ما كانوا يشربوه دائماً

وكان أبو طالب يؤثر الحجيج وزوار البيت على أولاده في الدار [[ يعني كان يتكارم على ضيوف الحرم أكتر من أولاده ]]
___________________________________
تقول بركة :_ فلما كان صلى الله عليه وسلم يأكل معهم يشبعوا جميعاً ، ويزيد فضلة من الطعام وإذا أكلوا ولم يكن موجود معهم لم يشبعوا ولم يكفيهم الطعام
أبو طالب لاحظ هذا الشيء
فأصبح يضع الطعام فطور وغداء وعشاء [[يعني الوجبات كلها ]]

ثم يقول لأولاده :_ مكانكم لا تأكلوا حتى يمد محمد يده
لأنه كان صلى عليه وسلم ، لا يمد يده قبل أحد
[[الصبية يأكلوا مباشرة على السريع ينتشلوا الأكل وكان ما يمد يده صلى الله عليه وسلم ، إلا إذا زاد طعام ، مد يده وأكل ]]

فمنع ابوطالب ، أولاده ان يمدوا إيديهم قبل أن يبدأ محمد بالأكل
فإذا بدأ وأكل شبعوا جميعاً وزاد من الطعام
ويحضر ابو طالب ، القععب من اللبن ، ويعطيه لمحمد اولا
يقول له :_ أشرب يا بني

فيقول له صلى الله عليه وسلم :_ بل أنت يا عم [[يعني أنت أول يا عمي ]]
فيقول له أبو طالب :_ لا أنت أولاً ، إنك نسمة مباركة
فإذا بدأ بالشرب محمد ، شربوا جميعاً وشبعوا ،وبقي من اللبن زيادة
وإذا شربوا قبله لا يشبعوا
فكان يقول أبو طالب :_ إن محمداً صبي مبارك
______________________________________
تقول بركة :_كان يصبح الصبية كعادتهم شعثاً رمصاً [[ وهذا شيء طبيعي كل الأطفال من اللعب والركض والغبرة لما يصحى من النوم تجد شعره غير مرتب مجعد منفوش شعثاً ، والرمص الصفار الذي يكون في عيون الصغار ، لما يصحوا من النوم ]]

كان يصبح الصبية شعثاً رمصاً .. وكان محمد من دون كل الصبية
يصبح كحيلاً دهيناً طيب الرائحة كأنما الدهن على رأسه [[يعني شعره صلى الله عليه وسلم مرتب ناعم ما فيه تجاعيد كأنه داهنه بالزيت ، عيونه كحيلتين لا أثر للرمص فيها ]]

تقول بركة :_ وما زلنا نلتمس من بركاته صلى الله عليه وسلم كلما تقدم بالعمر أحداث كثيرة في كفالة أبو طالب
______________________________
سنذكر بعض كرامته صلى الله عليه وسلم عند الله ، في كفالة ابوطالب ، قبل نزول الوحي
للتنبيه كي لا نقع بالخطأ لا نقول {{ قبل النبوة ، وبعد النبوة }}
هذا خطأ يقع فيه كثير من الناس

{{ رسولنا الكريم نبي قبل أن ينفخ بآدم الروح ، كنت نبياً وآدم منجدل في طينته ، فهو في بطن أمه كان نبي ، وولد نبي وكبر نبي ، و عاش في كفالة عبد المطلب وكان نبي ،وعاش في كفالة أبي طالب وهو نبي }}
لا نقول قبل النبوة وبعدها بل نقول [[ قبل البعثة ، وبعد البعثة ،او قبل نزول الوحي ، وبعد نزول الوحي ]]
_______________ الأنوار المحمدية _______________
_____________ صلى الله عليه وسلم________________

عطاء دائم 08-11-20 08:07 AM

هذا_الحبيب « ٢٩ »
السيرة النبوية العطرة (( قصة الراهب بحيرا كاملة ))
______________________________________
_____________________________________

ولم يزل صلى الله عليه وسلم ينشأ النشأة الطيبة الصالحة ، برعاية له من الله عز وجل
ويشب مع شباب مكة ، حتى بلغ من العمر ١٢ سنة
وجاء موسم رحلة الصيف إلى الشام .
وكان من عادتهم برحلة الشتاء والصيف ، يخرج مع القافلة الزعماء [[ من أجل ان يحافظوا على القافلة ، ولا احد يتعرض لها في الطريق من الناس ]]
فكان أبو طالب على رأس هذه القافلة وصار يستعد للسفر .. فلما اجتمعوا يوم السفر وقف أبو طالب يودع أهله .
____________________________________

يقول العباس رضي الله عنه :_ فبدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم فعانقه صلى الله عليه وسلم ، وتعلق بعنقه ، و تمسك فيه وصب دمعاً غزيراً
[[ حال نبينا صلى الله عليه وسلم ، كأي صبي عمره ١٢ عام ، لا يوجد له أب ، ولا أم ، ولاجد ، ولما تعود على عمه وحنانه ، وعطفه ، أصبح لا يقدر على فارقه ]]
قال :_ يا عم لمن تتركني في مكة ؟؟
قال له أبو طالب :_ لقد أصبحت رجلاً يا بني !!
قال :_ ولكن لا أحب أن أفارقك ، وأحب أن أرحل معك وأتعلم التجارة
يقول العباس :_ فرق له أبو طالب [[فاض الحنان بقلبه عليه]] وقال له :_ لا والله لن أدعك لأحد
وإني عند عهدي لعبد المطلب ، ستذهب معي يا محمد
فودع الأهل أبو طالب وأركب محمد أمامه على البعير وانطلق به إلى بلاد الشام
_____________________________________
يقول العباس عم النبي وهو راوي الحديث :_
فو الله الذي لا إله إلا هو .. ما أن خرجت القافلة من أرض الحرم والموسم صيف حتى رأينا غمامة جاءت من بعيد [[غيمة]] وأظلت البعير الذي يركبه صلى الله عليه وسلم مع عمه أبا طالب
وانتبهت لذلك قريش ، فكانوا لايجدون الظل إلا على البعير الذي يركبه أبو طالب ومحمد
إذا مشى تمشي الغمامة معه ، وإذا توقف توقفت فوقه .. فعلمت قريش أن هذه الغمامة تظل محمد [[ و لم يعطوا لهذا الأمر أهمية ، كانوا يقولوا يتيم ، تعطف عليه السماء ]]
_____________________________________
حتى إذا وصلوا مشارف الشام [[ المقصود بمشارف الشام هنا ، أول الدخول من المنطقة الجنوبية من الأردن لفلسطين لسوريا ولبنان كلها بلاد الشام ، كانوا يقولوا وصلنا لبلاد الشام ]]
فدخلوا الى بصرى الشام
[[ اختلفت الأقوال عن بصرى الشام ، اين تقع ؟ ولكن اغلب الاقوال الصحيحة بصرى الشام المقصود فيها {{بصيرة }} مايعرفه اهل الاردن الآن بالطفيلة ]]
_____________________________________
وكان هناك راهب من رهبان النصارى إسمه بحيرا
من هو بحيرا ؟؟
بحيرا لقب وليس إسمه الحقيقي [[ بحيرا ، لقب عند النصارى يعطى لمن يملك علم النصرانية الحق من غير تحريف ، أي وراثة من فلان الى فلان الى فلان الى سيدنا عيسى عليه السلام ]]
لقبه بحيرا ، أما إسمه الحقيقي {{ جورج }}
فكان هذا الراهب عنده علم الكتاب الحق ، وكان عنده العلم الكبير .
__________________________________________
فالقافلة التي أتت من مكة ، وتحمل الرسول صلى الله عليه وسلم مرت من جانب صومعة العابد بحيرا
وكانت قريش كل سنة تمر من جانبه ، ولم يكن بحيرا يهتم فيهم ، ولا يتكلم معهم ، إلا في حال إذا طلبوا منه الماء يسقيهم ويسلم عليهم ولا يهتم بهم .
____________________________________
فلما كان الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه القافلة
[[ طبعا بحيرا ، كان عنده علم بمولد نبي آخر الزمن مثل باقي الأحبار والرهبان ، وقت عرفوا ليلة مولده أنه ولد نبي آخر الزمن وطلع نجمه ، لأنه عندهم علم بالكتاب وأسرار النجوم ، فكان عندهم علم بالنجوم مرتبطه بكتبهم ، لما رأو النجم عرفوا انه ولد نبي آخر الزمن ، ومولده في أرض الحرم ]]
______________________________________
فكان بحيرا ، يجلس في صومعته ، ويراقب القوافل
فلما قدمت قافلة مكة [[ وكان لقافلة مكة ، موعد متى تأتي ، ومتى ترجع من الشام ]]
نظر بحيرا من صومعته ، فرأى قافلة قريش ، فوقها غمامة ، كانت تظل الركب ، تمشي إذا مشوا ، وتقف إذا وقفوا
[[ تذكر بحيرا ما كان يقرائه ، من بقايا تعاليم الكتاب عندهم {{ أحمد المظلل بالغمام ، نبي آخر الزمان }} فأخذا يراقب ]]
فرأى أمر غريب وإشارة عجيبة
لقد رأى الشجر كل ما مرت القافلة من عنده ، يسجد [[ وهذه إشارة كان يعرفوها الرهبان ، لا يستطيع باقي الناس من العوام ان يراها ]]
رأى الشجر يسجد [[ ليس كسجودنا لا ]] كانت القافلة كل ما اقتربت منه ، تتدلى أغصانها إلى الأرض اي تهبط
[[ ليس سجود عبادة قصدهم إنحناء الشجر ، يسموه سجود ]]
كأن الاشجار تقول :_
{{ مرحباً بك يا نبي الله ، مرحباً بك يا حبيب الله ، مرحباً يا خير خلق الله ، صلى الله عليه وسلم }}
___________________________________
فنزل مسرعاً من صومعته يسلم عليهم ويستكشف
فقال :_من شيخ القوم فيكم ؟
قالوا :_أبا طالب
فقال :_يا أبا طالب يا سيد قومه ، قد صنعت لكم الطعام وأريد أن تحضروا جميعاً ، ولا يتخلف منكم رجل واحد
قالوا :_ يا بحيرا إن لك شأن في هذا اليوم !!!
لقد مررنا بك أعواماً فما عهدناك تقري ضيفاً أو عابر سبيل [[ يعني كيف نزل عليك هذا الكرم كله ، تعزمنا على الأكل في إنّ بالموضوع ، دائماً نمر من عندك ولا تستظيف احد ولا تهتم ]]
قال :_ أنتم أهل الحرم وأحببت أن أكرمكم [[طيب طول عمرهم أهل حرم ؟؟ لماذا اليوم ]] فأجيبوا دعوتي
فقال أبو طالب :_ قد أجبنا جهز طعامك
______________________________________
جلس أبو طالب والقوم معه واستراحوا تحت شجرة ، الى أن حان وقت الضيافة وجهز الطعام
فقاموا جميعاً ولكن {{ النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم معهم }}
قالوا له :_ قم يا محمد إذهب معنا
فقال لهم :_ اعذروني سأبقى عند الركب
لما دخلوا على بحيرا صار بحيرا يتفحصهم فلم يرى أحداً منهم ينطبق عليه وصف نبي آخر الزمن !!!!
فقال :_يا أبا طالب
قال له:_ نعم
قال :_ أقسمت عليكم بربكم أن لا يتخلف أحد عن وليمتي هذه
قال له :_لم يتخلف منا أحد [[كل الرجال حضروا للعزيمة]]
إلا غلام صغير لم يبلغ مبالغ الرجال بقي عند الركب
فقال:_ بحيرا أحلفك بربك أن يأتي هذا الغلام
وكان الزبير أخو أبوطالب موجود بالركب عم النبي ايضاً
قال أبو طالب له :_ قم يا زبير فأحضر إبن أخيك
فقام الزبير وذهب إليه
وقال له :_ يا محمد إن القوم يدعوك فقام صلى الله عليه وسلم
وبحيرا كان واقف عند النافذة .. ينظر و يراقب فلما تحرّك النبي صلى الله عليه وسلم تحركت الغمامة فوقه وإذا بها تظله حتى إذا دخل وجلس بجانب عمه أبا طالب
وضع بحيرى الطعام .
_____________________________________
{{يقول أبو طالب محدث قومه لما رجع إلى مكة وبينهم العباس رضي الله عنه ولأن العباس سمع الرواية وهو صحابي وعم النبي فأخذناها حديث }}
يقول أبو طالب :_ جلس محمد و بحيرا لا يرفع نظره عنه يراقبه في كل حركة في أكله وشربه في جلوسه في قيامه حتى إذا انتهى القوم من الطعام وقاموا لغسل أيديهم .. إقترب بحيرا من محمد {{ صلى الله عليه وسلم }}
ووقف بجانبه .. فأنتبه أبو طالب
يقول :_ فدنوت منه كي أسمع ما يقول بحيرا لإبن أخي محمد
قال :_ يا غلام إني أسألك باللات والعزة فأصدقني بالإجابة
قال أبو طالب :_ فغضب محمد
وقال له :_ لا تسألني باللات والعزة ، فما كرهت شيئاً ككرهي لهما [[عمره 12 سنة ،وهذه إسمها عصمة الله لأنبيائه العصمة قبل الوحي وبعد الوحي]]
قال :_ إنما سألتك بهما لأنهما آلهة قومك
فقال له :_ آلهة قومي وليست آلهتي !!
قال :_ إذا هل أسألك بالذي خلق السموات والأرض ؟
قال :_ نعم إسأل ما بدا لك
قال :_ أسألك بالذي خلق السموات والأرض ، إلا ما صدقتني بكل ما تجيب ؟
فقال له :_ماعرفت الكذب قط ، ودونك قومي فسألهم !!
فقال أبو طالب لبحيرا :_ إنما عُرف فينا بالصادق الأمين فسأله بحيرا عن بعض الأشياء الخاصة فيه ، كيف ينام كيف يرى الرؤيا ؟
فقال له :_ما رأيت رؤيا إلا جاءت في اليوم الثاني كفلق الصبح [[ الذي أراه بالرؤيا يتحقق في اليوم الثاني]]
وسأله عن أموره كيف يلعب مع الصبية عن تدبره عن تفكره عن معتقاداته ؟؟
فما زال بحيرى يسأله ؟؟ والنبي يجيبه
ثم قال :_ ما هذا منك يا أبا طالب ؟ [[ أي ما صلة القرابة بينك وبينه ]]
قال ابو طالب :_ هذا إبني
قال لا :_ أنت سيد قومك فأصدقني [[ بمعنى عيب تكذب وأنت سيد القوم ]] ما ينبغي يا أبا طالب أن يكون أباه حياً وهذا الغلام لا يجتمع بأبيه ولا بيوم واحد !!
فقال أبو طالب :_وما علمكم بهذا ؟؟ ما شأنكم يا أهل الكتاب [[ ما قصتكم مع هذا الصبي ]]
ما رأه أحد إلا يقول لا أب له ، يولد بلا أب؟؟!!!
فقال بحيرا :_ يا أبا طالب أصدقني
قال أبو طالب :_ هذا إبن أخي
فقال له :_وماذا فعل أبوه ؟
قال أبو طالب :_ هلك أي مات ، وأمه حبله به
فقال بحيرا :_ الآن صدقتني
إننا نجد وصفه في كتبنا يولد يتيماً ، ثم ماذا فعلت أمه ؟؟ قال له :_ماتت وهو إبن ست سنين
قال :_هو ذا يا أبا طالب ، هو ذا !!!!
__________________________________
ثم قال بحيرا :_هل تسمح لي أن أنظر إلى إبن أخيك ؟
قال له أبو طالب :_ ها أنت تنظر إليه
قال :_ لا ليس هذا

ثم رفع قميص الصبي ووضع يده بين كتفيه وإذا به بحيرا يجد خاتم النبوة
فصاح بحيرا بأعلى صوته .. قدوس قدوس .. سبووح سبووح رب الملائكة والروح
وربِ موسى وعيسى ، وربِ موسى وعيسى إنه المنتظر !!!!

ثم أمسك بحيرى برأس النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يقبّل رأسه
فقال أبو طالب:_ ويح لك ما هذا ؟ [[ أي مالذي تفعله ؟]]
قال بحيرا :_ يا أبا طالب أعزيز عليك إبن اخيك ؟
قال :_ هو أعز عليّ من نفسي

قال :_ فاسمع مني وارجع به إلى أرض الحرم وإياك أن تدخل به الشام [[ وهذا دليل إنه لم يدخل مع عمه أبو طالب إلا إلى طرف بلاد الشام التي هي في جنوب الأردن والمقصود بصرى الشام بصيرة الطفيلة]]

ارجع به إلى أرض الحرم وإياك أن تدخل به أرض الشام
قال له أبو طالب :_ لماذا ؟ !!!
قال بحيرا :_ لقد بقي نبياً يبعثه الله إلى هذه الأمة وهو خاتم الأنبياء والمرسلين .. وربِ موسى وعيسى إنه هذا الغلام إبن أخيك الذي أكلمك عنه يا أبا طالب ، إن إبن أخيك هذا خاتم الأنبياء والمرسلين ، وانظر ، وكشف عن القميص
وقال :_هذا خاتم النبوة بين كتفيه ، وربِ موسى وعيسى لإن رأه يهود ، ليكيدوا له الشر فإن ألد أعدائه يهوود
[[ هل عرفتم يا خير امة ، من عدو نبيكم وعدوكم ؟؟ ليتكم تفهمون ]]
_____________________________________
فسمع أبو طالب نصيحة بحيرا ، وتعجل الرجعة للحرم و وضع أميرغيره على القافلة ، ورجع بعدد من الرجال ولم يدخل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام أبداً
____________________________________
اعداء الإسلام الذين يقولون ، أن بحيرا هو الذي علم محمد القران !!!!
قالها كفار قريش ، واليهود من قبل ، عندما نزل الوحي على رسول الله ، قريش كذبوا النبي
رجال ممن كفروا ، كانوا موجدين يوم ضيافة بحيرا
فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، إني رسول الله إليكم
ذهبوا لاحبار اليهود يستفسروا عن محمد لانهم اهل كتاب ، ومن جملة الحديث معهم ، اخبروا اليهود عن قصة بحيرا
فقال اليهود لهم :_ لا ليس نبي ، و الذي علمه القرآن بحيرا
_________________________________

فرد الله عليهم بنص قرآني
قال تعالى {{ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين }}
بحيرا أعجمي :_ يتكلم العربية مكسر ، بيحكي كلمات عربية لا يكاد يعرف يتفاهم مع العرب

والقرآن نزل عربي مبين تحدى العرب أنفسهم ، بأن يأتوا بآية واحدة ، وهم أهل اللغة والفصاحة .
عذراً على الإطالة .....

يتبع

_____________ الأنوار المحمدية ________________
____________ صلى الله عليه وسلم _______________

عطاء دائم 08-12-20 07:04 AM

هذا_الحبيب « ٣٠ »

السيرة النبوية العطرة
((شبابه صلى الله عليه وسلم وعمله في رعي الأغنام))


_______________________________________
رجع النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه أبو طالب إلى مكة وما زال الله ينبته نباتاً حسناً على مكارم الأخلاق إستعداداً لما يعدّهُ له من حمل الرسالة ، فاشتغل برعاية الأغنام
______________________________________
شباب من الصحابة من أهل المدينة ، كانوا جالسين حول رسول الله صلى الله عليه وسلم
[[ فحبوا يعرفوا ، أكثر عن الرسول ]]
قالوا :_ يا رسول الله حدثنا عن بدء أمرك
فقال لهم صلى الله عليه وسلم :_ بعثت وأنا أرعى الغنم لقومي وما بعث الله نبي إلا ورعى الغنم
__________________________________
مالحكمة من رعي الأغنام ؟؟
لماذا اختار الله هذه المهنة لنبيه ؟؟

لأن رعاية الأغنام ، تعلم الصبر ، وتعلم الرحمة ، تعلمك كيف تعتني بالصغير منهم ، وإذا ولدت مولود ، يأتي ليحمل طفلها ،
ويصبر عليه حتى يرعى ، ويصبر عليهم عندما يسرحون
لان الذي يصبر على هذه المخلوقات الضعيفة ، ويرعاها ويألفها ، ويصبر على تفرقها ، ويجمعها ويساعد الضعيف منها ،ويرد العدو من الحيوانات المفترسة عنها
هنا __ يتعلم كيف يرعى أمور الرعية
فينتقل

{{ من رعاية الغنم إلى رعاية الأمم ، حتى يتعلم كيف يرعى الأمم ويقود أمته .. صلى الله عليه وسلم }}
______________________________________
يقول :_ صلى الله عليه وسلم عن نفسه ،كنا نرعى الأغنام خارج مكة ، فإذا كان الليل أتينا أطراف مكة و رجعنا بالأغنام ثم نسرح بها في اليوم الثاني
فسمعنا يوماً عزفا [[ مثل صوت عرس من بعيد]]
فقال صاحب لي :_ يا محمد إعتني أنت بغنمي حتى أسمر مع من يسمرون [[يعني أروح أسهر معهم بالحفلة]]

وسمعنا عزفاً على الغرابيل [[ يعني صوت عزف على الدفوف الكبيرة وغناء][
يقول :_صلى الله عليه وسلم وجاء يحدثنا سمعت وسمعت وكان عرساً لأحد أبناء مكة [[ هذا الراعي الشاب صاحب رسول الله بالرعي ، اخذ يحدث النبي مالذي رأه ، وكيف كان سعيد ، مثل ما بنحكي كانت سهرة شباب ]]
يقول صلى الله عليه وسلم :_
فتشوقت للذهاب وأنا شاب في السادسة عشرة من عمري [[عمره 16 سنة صلى الله عليه وسلم ، وحب من حكي صاحبه إنه يذهب ليرى تلك السهرة ]]
فتشوقت للذهاب

قال فقلت له :_في الليلة الثانية إعتني أنت بأغنامي لعلي أذهب إلى مكة وأسمر كما سمرت
يقول :_ فذهبت حتى إذا كنت عند أطراف مكة بمكان أكاد أسمع منه الصوت .. فضرب الله على أذنيي فنمت
[[ أنزل الله عليه النوم ونام صلى الله عليه وسلم ]]
فما أيقظني إلا قرص الشمس [[ يعني ما صحي لحتى طلعت الشمس]]
فلما رجعت

قال لي صاحبي :_ ماذا صنعت ، قلت لا شيء ضرب الله على أذنيي فنمت قبل أن أصل
قال :_ لا عليك إذهب الليلة لعلك كنت متعب !!
قال :_ فلما كانت الليلة الثانية فذهبت فلما وصلت الى نفس المكان ، في الليلة التي قبلها ، ضرب الله على أذنيي فنمت في مكاني ولم أصل إليهم ، فلما رأيت ذلك علمت أن الله لا يحبه لي .. فلم أرجع إليه أبداً
{{العصمة للأنبياء قبل البعثة وبعد البعثة}}
الله عزوجل يعصم نبيه من المعازف والغناء
ماذا يعني ذلك ، يا خير امة ؟؟

______________________________________
أصبح الرسول صلى الله عليه وسلم ، يكسب قوته من تعبه يرعى أغنام لقريش ويعطوه الأجر على ذلك ويصرف على نفسه من عرق جبينه وتعبه صلى الله عليه وسلم ، ومازال صلى الله عليه وسلم يرعى الأغنام ويعمل بها ، إلى أن بعثه الله سبحانه وتعالى .
_______________________________________
و لم يزل صلى الله عليه وسلم ينشأ النشأة الصالحة من مكارم الأخلاق حتى بلغ من العمر 25 سنة
و استعدت قريش للخروج إلى رحلة الصيف إلى بلاد الشام وكان هناك في مكة سيدة فاضلة
إسمها {{خديجة بنت خويلد الأسدية}} رضي الله عنها وأرضاها

_____________ الأنوار المحمدية _____________
____________ صلى الله عليه وسلم ____________

يتبع بإذن الله

عطاء دائم 08-16-20 08:00 AM

هذا_الحبيب « ٣١ »

السيرة النبوية العطرة
((أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها))
______________________________________
______________________________________
وكان في مكة سيدة فاضلة إسمها {{خديجة بن خويلد الأسدية}}
يلتقي نسبها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، مع جده الخامس قصي بن كلاب .
___________________________

كانت إمرأة فاضلة حازمة وشريفة ، و عندها أموال كثيرة كانت لا تخرج مع رجال مكة في رحلة الشتاء والصيف للتجارة
بل كانت تستأجر الرجال في تجارتها ، وكانت أموالها تعادل أموال تجار قريش جميعاً
[[ يعني أموالها كثيرة رضي الله عنها وأرضاها أمنا خديجة ]]
كان نصف التجارة لقريش ونصفها لخديجة
وكانت تعطي الرجل الذي تستأجره لتجارتها سهم [[ يعني نصيب من المرابح ]]
_____________________________

فلما استعدت قافلة قريش لرحلة الصيف ، الى بلاد الشام
فأخذت تفكر ....
من تختار في تجارتها ، لهذا العام ؟؟؟
في تلك الأثناء ، كان قد إنتشر خبر في مكة كلها وأطراف مكة ومن حولها
أخبار تتكلم عن هذا الرجل الصادق ، الأمين ، ومناقبه وجمال أخلاقه {{ صلى الله عليه وسلم }}

قريش كلها أندهشت ، بصدقه وخُلقه الرفيع
فأصبح مشهور بأسم {{ الصادق الأمين }}
لم يرى أحد منه ولو كذبة واحده ، ولا أخلف موعد ، ولم يروا منه همزة ، ولا لمزة ، ولا غمزة
إذا سألت أي رجل أو أمرأة أو صغير أو كبير من قريش
وقلت لهم :_ من الصادق الأمين ؟؟
يقولون لك من غير تردد {{ محمد بن عبدالله }} صلى الله عليه وسلم
____________________________________

فأخذت خديجة تستشير من حولها
لو أني عرضت تجارتي على {{ محمد بن عبدالله }} فهل يقبل؟؟
قالوا لها :_ الى اليمن ، نعم ، أما الى الشام ، فإن عمه أبا طالب يخشى عليه الذهاب إلى الشام ، لأن الاحبار أُخبروه
أن اليهود يكيدون له !!!

فأرسلت خديجة شخص يعرض عليه الموضوع
فلما سمع صلى الله عليه وسلم أن خديجة تريدك أن تخرج في تجارتها إلى الشام ، إن كان لك رغبة في ذلك ؟؟
وإن خديجة ستعطيك ، أضعاف ما تعطي غيرك لصدقك وأمانتك
فذهب صلى الله عليه وسلم ، وعرض الموضوع ، على عمه أبو طالب
فقال له أبو طالب :_ وإن كنت لا أحب لك الشام وأخشى عليك من اليهود
فإني ما زلت أذكر أقوال الأحبار فيك وذلك الراهب بحيرا ؟!!
ثم سكت ابو طالب ثم رفع رأسه

وقال :_ ولكن رزقٌ ساقهُ الله إليك ، فلا ينبغي أن أمنعك إذهب يا بني على بركة الله
ولكن اصطحب معك خيار القوم ، ولا تبتعد عنهم وأسرع في تجارتك وربُ البرية يحفظك يا بني .
____________________________________
فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر لخديجة بالقبول ، ففرحت خديجة بالخبر و بموافقته
وخرج مع القافلة وأرسلت معه خادم لها إسمه {{ ميسرة }} وأوصته أن يكون خادم لهذا السيد الأمين في هذه الرحلة وقالت له :_ راقب لي تصرفاته في كل أحواله حتى إذا رجعت تخبرني عن جميع أحواله وأخلاقه .
_________________________________
خرج ميسرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم في تجارته لخديجة
فلما تحرك الركب من ساحة الحرم ، حتى شهد الجميع أن غمامة إقتربت من السماء ، وأظلت البعير الذي عليه محمد صلى الله عليه وسلم ، وتعجب الناس
لقد رأوا هذا الشيء ، عندما خرج مع عمه ابو طالب ، وهو غلام عمره ١٢ عام ، فظنوا أنها تكريم السماء له لأنه يتيم
والآن قد بلغ من العمر ٢٥ عام ، ما سر الغمامة التي تظل محمدا عن غيره ؟؟!!!
رأت هذا الشي قريش ، وشاهدها (( ميسرة )) خادم خديجة لأنه يراقبه كما وصته سيدته خديجة
_______________________________________

خرج ميسرة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، لتجارة خديجة
وفي الطريق ، تفاجأ ميسرة !!!!
فلقد خرج ليخدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يخدمه ويعطف عليه ويعامله كالأخ ، ومضوا في طريقهم نحو الشام
______________ الأنوار المحمدية ______________
____________ صلى الله عليه وسلم ______________

عطاء دائم 08-20-20 07:03 AM

هذا_الحبيب « ٣٢ »

السيرة النبوية العطرة

(( تجارته للشام ، صلى الله عليه وسلم))
________________________________________
________________________________________
خرج ميسرة خادم السيدة خديجة ، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يرافقه لخدمته
ورأى ميسرة من خصاله صلى الله عليه وسلم وصفاته الشيء الكبير
واندهش ميسرة من هذه الأخلاق الكريمة !!!
فحفظ كل شيء رآه ، من أجل أن يخبر السيدة خديجة ،إذا رجعوا لمكة .
____________________________________
يقول ميسرة :_ إقتربنا من أرض الشام ، وكان هناك بيت لراهب إسمه {{ نسطور }}
فلما جلسنا نستريح في ظل شجرة ، جاء نسطور
[[وكان يعرف ميسرة لأن ميسرة كل سنة يسافر في تجارة للسيدة خديجة ]]
فجاء نسطور وقال :_ يا ميسرة .. من الذي بالقافلة ؟
فقال له :_ رجال من قريش ، فهم في كل عام يتغيرون ويتبدلون !!
قال :_ يا ميسرة كنت أنظر إليكم من بعيد رأيت غمامة تظل الركب ما رأيتها من قبل ، تمشي إذا مشيتم وتقف إذا وقفتم ، فمن موجود بالركب من الأشراف ؟!
فقال ميسرة :_ {{ محمد بن عبدالله بن عبد المطلب}} هو من الاشراف ،و هو الذي يتاجر لخديجة في هذا العام
فقال نسطور :_ يا ميسرة هل تدلني عليه ؟
قال له ميسرة :_ حباً وكرماً ، ولكن ماذا تريد منه ؟!
قال له :_ أحب أن أراه
فأقترب وسلم عليه ، وصار ينظر للرسول صلى الله عليه وسلم ويتمعن فيه
ثم قال نسطور :_ يا ميسرة ، هل تسمحي لي بكلمة
فأخذ ميسرة الى جنب
قال :_ يا ميسرة ، هذا الحمرة التي في عيني صاحبك ، هل ظهرت له بالسفر ؟؟!!
[[وكانت الحمرة التي في بياض عيونه صلى الله عليه وسلم جميلة جداً وهي من علامات نبي آخر الزمن ]]

قال :_ لا هي ملازمة له منذ أن ولد إلى أيامنا هذه
قال يا ميسرة :_ هل ولد صاحبك يتيماً ؟
قال :_ أجل
قال :_ وماذا صنعت أمه ؟
قال ميسرة :_ماتت وعمره ست سنين
قال :_ هل يقسم صاحبك باللات والعزة ؟
قال ميسرة :_ إنه يكرههما كرهاً شديداً وإذا استحلفته بهما لم يسمع إليك
فقال :_ يا ميسرة احفظ عني ما أقول ، ورب السماوات والأرضين
وربِ موسى وعيسى ، إنا لننتظر نبي يُختم به الأديان ورسالات السماء الذي بشر به موسى وعيسى
وإنه هو هذا ، صاحبك الذي معك نجد إسمه عندنا أحمد
يا ميسرة :_ ما معنى إسم محمد [[وكان إسم محمد غير معروف عند العرب يعني إسم غريب عليهم ]]
قال ما معنى إسم محمد في لغتكم ؟
قال ميسرة :_ إسم محمد هو الذي لا أحد يذمه أبداً
قال :_ هو ذا {{ أحمد}} ينطبق بنفس المعنى عندنا !!!
تصديقاً لذلك قال تعالى
{{وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد }}
يا ميسرة :_ إحرص على خدمته وإذا قال لكم إني رسول الله إياك أن تكذبه ، ولا تخبر أحد من القوم بما قلته لك [[ يعني اجعل هذا الموضوع سر بيني وبينك ]]
فإن له أعداء ، واحرص عليه من يهود لا تجعله يخلوا بأحد منهم أبداً .
____________________________
قال ميسرة :_ فوعيت ذلك كله وكتمت الأمر حتى أُخبر خديجة
يقول ميسرة :_ واتجهنا إلى السوق
فأقبل إليه راهب ، فاشترى من محمد ثم أخذ يجادل محمد يقول له :_ لا ليس هكذا إتفقنا !!
[[يعني قصده إنه الرسول أخلف معه الإتفاق ، قال له سعر وبعد أن أشترى الراهب ، قال له سعر آخر ]]
فلما احتدى النقاش
قال له الرهب :_ إحلف باللات والعزة أن القول قولك [[يعني أنك لا تكذب]]
فقال له صلى الله عليه وسلم :_ ما كرهت شيئاً ككرهي للات والعزة ، لا تستحلفني بهما وخذ بضاعتك والقول قولك !!!
فلما رأى الراهب هذا
قال له :_ من أنت أيها الرجل ؟
قال له :_ محمد بن عبدالله بن عبد المطلب ، ثم أكمل صلى الله عليه وسلم بيعه للناس
فالراهب ذهب لميسرة [[ميسرة الكل يعرفه لإنه كل سنة يسافر]]
_________________________________
قال الرهب :_ يا ميسرة من هذا منكم [[ اي من يكون هذا الرجل]] ؟
قال :_ سيدنا وابن سيدنا
قال :_ يا ميسرة إحرص على صاحبك فإنه خاتم الأنبياء والمرسلين
يا ميسرة القول قوله ، وهو صادق ولكن أردت أن أستوثق منه بعض الأشياء
فأصطنعت هذا الذي رأيته بيني وبينه [[يعني أنا كذبت عليه بالقصد ]]حتى أستحلفه باللات والعزة
قال ميسرة :_ وكيف عرفت أنه نبي آخر الزمن
قال الراهب :_ كنت جالس في الصومعة ورأيت عير قريش إقتربت من بعيد ، والغمامة تظله من بين كل الناس وهذه الغمامة لا تظل أحد من الخلق إلا نبي
يقول ميسرة :_ فوعيت ذلك كله .
__________________________________
فلما باع صلى الله عليه وسلم بضاعته كلها بالربح الكثير .. واشترى من الشام ما يمكن أن يباع في مكة
قال ميسرة :_ عدنا إلى مكة وكان مربحه أضعاف
فلما إقتربنا من مكة
قلت لمحمد :_ ألا تسبق الركب يا محمد وتبشر خديجة بهذا الربح ؟؟
لعلها يا محمد تضاعف لك العطاء
فقال له صلى الله عليه وسلم :_ ما خرجت من أجل المضاعفة لقد إتفقنا وانتهى
ولن أفارق العير حتى أدخل بها مكة
قال ميسرة :_ وهنا زادت عندي خصلة من خصاله الكريمة أنه لا يطمع بالمال .....

______________ الأنوار المحمدية ________________
_____________ صلى الله عليه وسلم _______________

عطاء دائم 08-21-20 07:52 AM

هذا_الحبيب « ٣٣ »
السيرة النبوية العطرة (( أسباب رغبة زواج السيدة خديجة من الرسول صلى الله عليه وسلم ))

_____________________________________
يقول ميسرة :_ وصلنا الى مشارف مكة ، وخرج رجال من القافلة يبشروا أهل مكة بوصول القافلة
فخرج الناس مسرعين لإستقبالها
وكانت خديجة تجلس على شرفة منزلها مع بعض الخدم ونسائها
كانت تنظر وتراقب قدوم القافلة
_________________________________

الآن القول لأمنا {{ خديجة رضي الله عنها وارضاها }}
تقول :_ فرأيت غمامة تظل الركب
فلما ذهب الناس ، ميسرة وميمنة [[ أي تفرقوا يمين ويسار]] وبقي محمد وبقيت الغمامة فوقه
حتى وصل صلى الله عليه وسلم لبيت خديجة
تقول :_فأنصرفت الغمامة من فوق رأسه
تقول :_ وقد علمت بالربح الذي ربح

فقلت له :_ يا محمد لقد اتجر لي قريش كثيراً ، ما ربحت ربحاً كما ربحته أنت في هذا العام على يدك ووجهك
قال لها :_ صلى الله عليه وسلم {{ ذلك فضل الله}} ولم ينسب الفضل لنفسه .
فلما ذهب وجلس ميسرة يحدثها بالذي حدث معهم في الطريق ، وأخبار الرهبان ، وأخلاقه العظيمة
{{ هنا رجعت ذاكرة خديجة للوراء .. لقصة حدثت معها من زمن }}
______________________________________

أمنا السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها
كانت سيدة صاحبة مال كثير وجمال ، وكانت حازمة وكانوا يسموها {{ السيدة الطاهرة }}
كل سادة قريش كانت تتمنى الزواج منها ، وكانت ترفض وكان هناك سبب لرفضها ؟!
_____________________________________
قبل زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم

كان هناك في الجاهلية عند قريش صنم ، تجتمع حوله نساء قريش [[ يعني عيد للنساء ، وما اكثر أعيد النساء في ايامنا هذه ]]
يجتمعن حول صنم يغنين ويرقصن
فكانوا في يوم مجتمعين يغنين ويرقصن
فقدم إليهن حبر من يهود ، فوقف عند البيت [[ الكعبة ]]
وقال :_ يا معشر نساء قريش
وما كان الإختلاط أيامهم مهجون [[ أي عادي الإختلاط عندهم مثل أيامنا هذه تماماً إنفتاح وتقدم]]

قال :_ يا معشر نساء قريش
يوشك أن يبعث في أيامكن هذه نبي آخر الزمن
فمن استطاعت منكن أن تكون فراشاً له فلتفعل !!!
فإن هذه أيامه
[[ طبعاً كلام مثل هذا من رجل ، في جمعِت نساء ومع انهم في جاهلية ، ولكن كانت النساء حرائر ، طاهرات عفيفات ]]
فحصبنه بالحصباء

[[ يعني ضربوه بالحجارة وأرض الحرم كانت حصباء .. ضربوا بالحجارة إنكار لقوله وتوبيخ له ،كيف تحكي هالكلام في تجمع النساء؟؟ ]]
السيدة خديجة وقع كلامهُ في قلبِها ، هذا الرجل من أهل الكتاب ويتكلم بعلم ، ويوصي أن نبي آخر الزمن هذا وقته ويوصي من استطاعت أن يكون زوجها فلتفعل

فأحتفظت خديجة بهذا الكلام
________________________________________
فلما أخبرها ميسرة عن محمد و أخبار الرهبان له وصفاته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم
كان أملها أن يكون النبي المنتظر
تقول :_ ذهبت إلى إبن عم لي ، يقال له {{ ورقة بن نوفل }} وهو رجل من العرب ، ومن أشراف العرب [[يعني له مكانة بين العرب]]
كان قد سئم من أصنام قريش [[ مل وزهق من عبادة الأصنام وعادات قريش والجهل الذي هم فيه ]]

فأخذ يبحث عن دين إبراهيم فما استطاع أن يجد شي يفهم منه دين ابراهيم عليه السلام
فذهب يستفسر عند أهل الكتاب وقرأ الكتب واعتنق {{ النصرانية}}
بعدها تعمق بالنصرانية وترهبن
وأخذ يدرس كتبهم و أصبح عنده علم بنبي آخر الزمن
وانه سيكون من أرض الحرم ، وأنه من ولد اسماعيل عليه السلام
__________________________________
فلما حدثته خديجة
قالت :_ يا ابن عم لقد درست الكتاب وتعلمت فأسمع ماذا أخبرني ميسرة في رحلته مع محمد بن عبدالله

يقول لي ميسرة :_ كذا وكذا وكذا ، فأخبرته بكل ماحدث
قال يا خديجة :_ إني أعلم أن هذا وقت نبي آخر الزمان وإني لست غافل عن محمد بن عبدالله وأنا أراقبه من سنوات طويلة منذ فداء أبوه بمئة من الإبل [[ يعني ورقة متابع أخبار النبي صلى الله عليه وسلم ]]
وأخذ ورقة بن نوفل يروي لخديجة المواقف التي مرت عليه
ولما كان مع جده عبدالمطلب ، لما ضاع من حليمة ، وسمع جده هاتف من داخل الكعبة {{ لا تخافوا على محمد فإن له رب يحميه }} وكل الأحداث التي مرت عليه

ثم قال ورقة :_ الآن يا خديجة ، لا نستطيع أن نتكلم بهذا الأمر ، إنما نحن الآن نراقب ، وهذا أمر السماء لا نستطيع أن نحكم به ، ونجزم
قالت له خديجة :_

يا ابن عم هل ترى خيراً إن عرضت نفسي عليه فيتزوجني محمد ؟؟
قال خير ما تصنعي فإن كان محمد هو النبي المنتظر كنتي أنتي أشرف نساء الدنيا والآخرة فلا تترددي يا خديجة .
_____________ الأنوار المحمدية _______________
____________صلى الله عليه وسلم _______________

عطاء دائم 08-22-20 07:59 AM

هذا_الحبيب « ٣٤ »

السيرة النبوية العطرة (( زواج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها ))

____________________________________

فأرسلت خديجة رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
ولكن بشكل غير مباشر
وقال :_ يا محمد ما يمنعك من الزواج ؟؟
قال له :_ لا أجد ما أتزوج به [[ أي لا يوجد لدي مال لأتزوج كحال شباب هذه الأيام وهذا كان حال نبيكم ]]
فقال له :_ إذا دعيت إلى الشرف والجمال والحسب
فقال له صلى الله عليه وسلم :_ وأين ذلك ؟
قال له :_خديجة بنت خويلد
فقال :_له لقد دعاها سادة قريش و وجهائها من مكة فأمتنعت عن الزواج ورفضت [[ السيدة خديجة تزوجت قبل النبي برجل إسمه (( أبو هالة )) وأنجبت منه طفل إسمه هالة و تربى في كنف الرسول صلى الله عليه وسلم بعد زواجه من خديجة]]

{{رفضت خديجة كل سادة قريش كانت تسمى ( سيدة قريش ) بمعنى السيدة الاولى في مكة ، والآن هي التي تعرض نفسها على النبي لإنها عرفت عن خصائصه وصفاته وأخلاقه الكريمة صلى الله عليه وسلم }}

فقال النبي للرجل :_ إن كُفيت هذا ونعم الزواج [[ هنا صدرت الموافقة منه صلى الله عليه وسلم ]]
__________________________________

لما وصل الخبر لخديجة بموافقته فرحت وتهلل وجهها بالسعادة {{ ومن حقها أن تفرح رضي الله عنها وأرضاها }}
قالت :_ أخبره أن يحضر أعمامه وأنا أحضر عمي
[[ لأن أبوها للسيدة خديجة توفى قبل مدة ، ولها عمها وإسمه عمرو بن أسد ]]
______________________________
فقام صلى الله عليه وسلم ، بإحضار أعمامه وعلى رأسهم أبو طالب
فلما حضروا قام أبو طالب وخطب
وقال ... الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وجعل لنا بلداً حراماً وبيتاً محجوجاً
وجعلنا الحكام على الناس
ثم إن ابن أخي {{محمد بن عبدالله بن عبد المطلب }}
لا يوزن به فتى من قريش إلا رجح عليه براً وفضلاً وكرماً وعقلاً
وإن كان في المال قَل [[يعني قليل المال]]
فإن المال ظل زائل وعارية مسترجعة
وقد خطب كريمتكم خديجة رغبة ، ولها في مثل ذلك ،وما أحببتم من الصداق فعليّ [[ يعني المهر أنا بتكفل فيه]]
________________________________

فقام عمها عمرو بن أسد وقال
محمد !!!!!! هو {{ الفحل الذي لا يُقدع أنفه }}
[[ وهذه الكلمة ، كبيرة جداً عند العرب ، فماذا تعني ؟؟
العرب في موسم التزاوج والجماع عند الأبل ، كانوا يستأجروا جمل أصيل من سلالة أصيلة ، حتى يتزاوج مع ناقة وتحمل منه ، فيأتي الجمل من نسل أبوه الأصيل
وإذا جاء أي جمل عادي ، يقترب من الناقة ، لأن موسمه للتزاوج ، وهاجت عليه شهوته
كانوا يأخذوا الرمح ويضربون به أنف هذا الجمل ضربة قوية ، من شدة الوجع تبرد شهوته ، فلا يقرب على الناقة
فيقال {{ قدع أنفه }} أما الجمل الاصيل يقال هذا لا يقدع أنفه ]]
فوقف عمرو بن أسد
وقال :_ محمد !!! هو الفحل الذي لا يقدع أنفه
[[ أي هو الأصيل بن الاصيل من سلالة طاهرة لا يرفض أبداً، ابدا ]] يعني موافقين بكل فخر
وتم الزواج
وعمل أبو طالب وليمة ودعى الناس إليها وقدّم عشرين ناقة صداق ((مهر)) للرسول صلى الله عليه وسلم

وهذا الزواج تم بعد رحلته في تجارة خديجة بأيام وقيل بأسابيع وكانت خديجة تتقدم عليه بالعمر .. يقال أنه كان عمرها 40 سنة وقيل أقل .. ما في رواية ثابتة كم عمرها ولكن كانت تفوقه بالعمر صلى الله عليه وسلم
[[ تنبيه لمن أراد أن يقص السيرة ، لا نقول في السيرة كان فلان اكبر من النبي بكذا وكذا ، فهذا من قلة الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عمه العباس رضي الله عنه كان قريب في السن من النبي ، فلما سألوه الصحابة من اكبر انت ام رسول الله

{{ قال رسول الله اكبر ، ولكني ولدت قبله بعامين }} هل رأيتم قمة الأدب مع رسول الله ، من الأدب ان نقول أسنّ منه بعامين او يتقدمه بعامين ، ولا نقول اكبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ]]

_______________ الأنوار المحمدية ______________
_____________صلى الله عليه وسلم _______________


الساعة الآن 03:56 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا