جهزّا رحالهما لرحلة نحو الشمس ، وتعاهدا أن لا يعودا إلا بوفير الضوء ، وأن لا يُعيقهما عائق ولا يلتفتا لمظلل وافق أحدهما بينما الأخر كانت موافقته على مضض .. وما أن بدأت الرحلة حتى بدأت " الكلاب " بالنبح ، حاولا قدر المستطاع تجاهلها ، لكن من وافق على مضض مالبث أن فاض صبره ونزل من راحلته ليُلقمها حجراً وعاد وهو يقول " لا يستفزني نباحها فهي لن تكون " كلاب " مالم تنبح ، ما يُغيضني أنها تنبح لشيء لا تفهمه ولا يعنيها " !! وعنّي أكن له ولمثل هؤلاء الكثر من الولاء والإعجاب ، ولمن يوقد شمعة ويلعن الظلام .. وإلّي وأنا أسير إليكِ وأحرق البعد ، ولكِ وأنتِ تفتشين عنكِ بين كلماتي وتحطمين الفواصل والظمائر والسطور ! |
أهلاً 8 أكتوبر .. قدر أن أحملك وتحملني للأبد إلى حيث لا نعلم ، لا تعنيني ، وأعلم أني لا أعنيك أيضاً .. عبرت بي الحقول والألغام ، والنار والطين .. وخضت بي معارك لم أكن طرف بها ، وكنتُ السيف والدرع والقلم . في كل مرة تزورني ، تُقرر أن يكون الموعد " المفرق " و تسقط مني زهرة ونظرة ، وأعود وأنا مُحمّل بأجندة الموعد المقبل ! هذه المرة أيضاً نحن على موعدنا وعلى ذات الطريق ، إلا إنني لن أحضر .. إذا تكرمت ، أبعث لي بأجندة الموعد المقبل الذي لن أحضره أيضاً .. ولا تنسى أن تسقي كل الأزهار التي قد سقطت مني .. واغرس كل نظراتي ، علها تُثمر بوجه يشبهني ، أما أنا فلم أعد أستطيع المجيء .. سلام ! |
حزين .. حزين جداً ، وهذا أمر لا يحدث كثيراً بالمناسبة ولا يحدث بسبب كذلك ، ولا يضايقني شعور كهذا ولا يسعدني أيضاً ولا أقاومه ، إنما أقدم له نفسي يعبث بها كيفما يشاء ويرحل ، يرحل كالضباب .. لا يعلق منه شيئاً فيني ، ولا يطوي مني أثر في حقائبه .. |
لا تحاول لملمت الأوراق التي سبق وأن بُللت بالخذلان .. فقط مزقها ، وأغلق حقيبتك جيداً وهي فارغة .. وامضِ .. |
في واحدة من مشاهد عادل إمام ، كان يضع كُتب القانون داخل صندوق ورقي عليه عبارة " قابل للكسر " في مشهد مؤسف وكوميديا سوداء تصف حال البشر أجمع تجاه القانون .. أُطِر القانون منذ بدء حياة المدينة ، وأُنشئت المحاكم ودور القضاء لحمايته من الكسر ، ثم بعد ذلك جاء المحامون لحمايته أو لتجاوزه وأذكاهم في كسره ! يروي أنيس منصور في ذلك أسطورة الحقيقة لدى الأغريق ، إذ كانت عارية وواضحة فاستقبحوها فغطوها وخبئوها ثم بعد ذلك تبعوها وطاردوها ، لذلك ظلت الحقيقة منذ ذلك الوقت غائبة ومستترة ! |
لا يمر بنا الزمن / الوقت ولا يتجاوزنا ، بل هو ثابت لا يتغير كدستور .. إنما نحن من نمر به ونتجاوزه ، وهذا يُفسر ثقل الدقيقة وبطئها في شدتنا وحزننا وضعفنا ، على خلاف سرعة ذات الدقيقة في الفرح والنشوة والقدرة .. الثقة والإمكانية والشعور والوضوح والهدوء توفرها أهم من توفر الوقت الذي نسعى لوفرته ، الوقت لا يتكاثر لأنه جامد ، ما يتكاثر هو إحساس النجاح والقدرة والتمكن والرغبة |
الساعة الآن 02:27 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا