شدني جدا مقاله ،،، يحكي سيرته الذاتية من خلال مقال بسيط بطريقة سرد رائعة ،،،
لو عندي قلم رصاص لوضعت عشرة خطوط على الأقل تحت تشبيه لندن بليلى الأسطورية طبعا هو يضرب مثال لليلى قيس وكلن يغني على ليلاه وليلى عند القصيبي هي لندن ،،، ليس مهم أن تحبه فهو أحبها ،،، عاش تفاصيلها شرها وخيرها ،،،
بردها القارس كقسوة ،،، ونسماتها الرقيقة كيد حانية ،،، وكلنا عندنا لندن حتى وإن لم نعش نفس تفاصيل القصيبي بالضبط تصور لندن قد تكون منطقة بوطنك!!!
نعم
قد تكون لما تتذكر منطقة قديمة ومكان قديم

قد تكون دولة تزورها وتحن لها ،،، والبعض يضجر منك ليش تكررها وأنت مصر تكررها وتحبها هكذا كالقصيبي في عشقه للندن
لا تعرفك وتعرفها ،،،


أنا لا أشترك مع القصيبي في عشق لندن لكن أعشق بقع أخرى مثل ما يعشق القصيبي لندن تماما بس أنا أحس عشقي أكبر للأماكن اللي أحبها ،،، نعم كلنا يرى أنه في عاطفته لا يسبقه أحد هكذا المعادلة عادلة ،،،

ولندن، كامبراطوريتها الغاربة التي كانت الشمس لا تغرب عنها، واحدة في جموع، وجموع في واحدة. هناك لندن واحدة، عاصمة المملكة المتحدة التي كانت عاصمة الدنيا ذات يوم، وهناك ألف لندن ولندن لا تكاد واحدة منها تعرف شيئاً عن الأخرى. هناك لندن المشردين الذين يعيشون فوق الأرصفة الباردة على المخدرات القاتلة. وهناك لندن الثرية المترفة المدللة التي يحيط بها سور سميك من الذهب لا يراه سوى المحرومين. وهناك لندن الطلبة، المساكن الرخيصة، والطعام الذي لا يؤكل، والحانات التي لا تغلق ابوابها. وهناك لندن البورصة، حيث تضيع، في ثانية، ثروات ضخمة وتصنع، في ثانية ثروات اضخم. وهناك لندن المتاحف، تاريخ البشرية كله منقوش على التحف والحيوانات المتحجرة. وهناك لندن الاحياء المضاءة باللون الاحمر والاجساد الوردية. وهناك لندن الحانية التي تنفق على ساكنيها الى حد السرف. وهناك لندن القاسية التي تترك مريضاً يموت في انتظار عملية جراحية لن تأتي قبل سنة، من ألف وجه ووجه يتكون وجه لندن الذي يستطيع كل انسان أن يتعرف عليه بسهولة، ولكن احداً لا يستطيع أن يقرأ ما وراء الملامح المألوفة.

غازي القصيبي رائع في جمع مفردات الكلم
كذلك كان وصفه في لندن تجمع دول العالم فيها ،،،

حتى قبل أن تزر لندن يكفي هذا المقال فقط للتتعرف على كم المشاهد التي ستراها ،،، لن ترى كمال كامل ولا قبح شامل سترى كل ما يخطر على البال ،،، هي ليست جنة من جنان الأرض ،،، هي نعيم وجحيم معا ،،، لكنه أحبها هكذا بعيوبها كإنسان نعشقه رغم عيوبه باردة لكنها جذابة هكذا وجدت لندن من خلال القصيبي طوف وشوف هنا من خلال مقال ،،، وصادقت على كلامه نعم صادقت وصدقت والتجربة خير برهان وكان القصيبي الرائع في جانب الحقيقة تلك
،،،

ولندن تعالج امورها بطريقتها الخاصة، غير عابئة بما يدور في عالمها القريب او في العالم البعيد. لا تزال لندن تصر على طقوس تبدو في عيون الآخرين شبيهة بأساطير العجائز. في يوم الخطاب الملكي في البرلمان، يتقدم رجل كهل عابس يرتدي ثياباً كأردية السحرة والكهان في العصور الماضية، ويدق على باب مجلس العموم ثلاث مرات قبل أن يسمح له بالدخول، فيأمر الأعضاء، باسم الملكة، ان يتوجهوا الى مجلس اللوردات. قبل أن يغادر الاعضاء اماكنهم يرسلون الى القصر احد الاعضاء رهينة، خوفا من ان يحتجز البرلمان الملكة. ولندن هي العاصمة الوحيدة في الدنيا التي يُصّر شرطتها على التصويت، سنة بعد سنة، على رفض حمل السلاح. وفي لندن يستطيع من يشاء دخول اي منزل غير مسكون واحتلاله، وليس للمالك من وسيلة لاخراجه سوى اللجوء الى القضاء. ولندن هي المدينة الوحيدة التي لا تطلب من احد فيها، سواء كان مواطناً أو زائراً، حمل «هوية» او «أوراق ثبوتية». وفي مكتب الجوازات بلندن تستطيع أن تقول للموظف أن اسمك الاسكندر الاكبر المقدوني، ويسجل الموظف هذا الاسم بلا اعتراض. ورخصة السياقة في لندن، بخلاف الرخص في الغرب والشرق، لا تحمل صورة صاحبها. يخطئ من يتصوّر أن لندن مجرد عاصمة تتعامل مع عواصم اخرى. لندن كوكب مستقل يتعامل مع كوكب الأرض.

الكثير يعشق دهاء لندن جرائم السرقة وأنت قاعد في أمان الله في تتناول فطورك وتنسى إنك بلندن وتضع شنطتك اليدوية بالمقعد المجاور ويقوم من يقابلك لجلب صحن فطورة وباي باي لحقيبتك وما تاخذ حق ولا باطل وتبطل مجادلة لأن الحق عليك عليك والحرامي فص ملح وذاب وتجد شهامة العروبة تسندك كأنهم دفا إحساس تولد من برودة ضباب لندن والحق عليك حد قالك تخلى عن شنطتك وأنت تفطر خلها دوم معلقة معاك وإن تعرض لك السارق حلال عليه ما تملك حقيقة قانون ضليع ودي عالم @@@ وحقيقة ما قاله القصيبي ،،،
والحرامي في نعيم ،،،

«وداعا لندن! اعني الى اللقاء! أعني....». امضي واثقا كل الثقة ان السيدة الارستقراطية العجوز الوقور لن تسمعني، ولن تقول لي شيئا!