قرأتُ لوحة إعلانية في الشارع تقول :

(( نصلح ما أفسده الدهر و …. الآخرين ))


الدهر حتى الآن لم يفسد شيئاً

لكن تزعجني آثار الآخرين

ترى !!

هل يصلحون قلبي ؟!

مساء اللهفة المتراكمة

بعدد السنوات التي تُحصيني على تقويم أيام لا تمضي

و لا تسقط من ذاكرتي كورقة مضت أو وقتٍ ولّى و انتهى

جيوب الروح ممتلئة باكتناز يكاد ينفرط على هيئة حزن لا يشبع مني

و قنوات العين تملِي على الوجنتين حديث طغى به الصمت

العين تشتهي

الروح ترجو

و المسافة غلبها الوجوم

( ذاكرة العطر )

ترفض أن تُنسى

تستحضر التفاصيل التي لو انغمست ذاكرتي في مصنع عطور

ستخرج متأففة من تفاهة فكرة وضع العطر

لقد تشبعتُ برائحة روحك بكل متغيراتها

التي قادتني لاستيعاب أن العطر ينبع من أعماق أجسامنا

و كل ما نرشه ليس إلا محاولة لإخفاء حقيقة ما نشعر به

أو استعارة شعور مقنّع مستنسخ من أفكار الآخرين

لذا

عرق جسمك كان بمثابة قصة ترويها
و أنفاسك كانت أسرار و أخبار و إشارات و دليل

هنا امرأة

بقلبٍ أشهب

أودعت سرّها في قلب مكلوم

فأزهر السر بسردٍ أينعت له شفاه الصمت بوعد

و الوعد تجذَّر في مسافات الرحيل

و استطال جذع الصبر منه و مدّ منه الحنين أغصاناً و جرى من أجله نهرا

هنا امرأة

تنكمش بالضمّ

تتلاشى بحرف

و تتناثر على السطر تلو السطر

لا يُدرَك لها اسم

و لا يرسمها فهم

تطأطئ رافضة بقبول

و تطرق للصمت أسماعها

تمسك بتلابيب غد لا يأتي

و تعقد أطراف خشيتها بحبال الدهشة الأولى

لعلّ

و كأنّ

و ربّما

لم يحدث إلا ما لن يحدث

أو ربما

كانت المرة الأخيرة هي المرة الأولى و حسب

لذا هي هنا و ليست هنا

هي هناك و لا أحد هناك

هي نصف المسافة المقطوعة كمحاولة أخيرة

و ما تبقّى ليس إلا مداولة بائسة لمراوغة الصمت

و كالعادة

أصفع اليوم بالأمس

و أضلل الغد بالماضي

ليبقى الحال على ما هو عليه

تجربة التفاهم بين شخصين يتكلمان بلغتين مختلفتين

يعتمد نجاحها و جدواها على نباهة و ذكاء الطرفين

و إلا فإن أحدهما سيقود الآخر إلى الجنون و الغضب