صباء الخير


بما أننا اقتربنا إلى ساعة الزوال


(( بين البينين ))


لا أحب المكوث في هذه المسافة إلا حسب الحاجة و الاضطرار


فالبقعة الرمادية تثير في أعماقي شعوراً عائماً

و أنا لا أجيد السباحة

فإما أن أخوض غمار الموقف أو القصة أو الفكرة

و إلا فإني أكون محيّرة بين خيارين

أن آتي بقلم رصاص

و أرسم مربع

يحيط بكل ما يجعل المشهد واضحاً و جميلاً و مفهوماً


تماماً مثل اللحظة التي أسلط عدسة آلة التصوير و أقوم بتوضيح ما هو مهم في المشهد


بروز الأشياء المهمة من حولنا أو فينا

يوضح حتى ملامح الخطوات التي سوف نقدم عليها

و القرارات التي ربما نتخذها

و حتى الكلام الذي قد نقوله في أجمل للحظات أو حتى في أكثرها حرجاً


ماذا عن (( أحبك )) ؟

هذه الكلمة السحرية التي يقف خلفها جيش من المشاعر المتنوعة و نجنّد من أجلها الكلام

أحبكَ ربما لأنك لا تشبه إلا نفسك

أحبكَ ربما لأني أشبهك

أو ربما لأنك إنساناً

يفكر و يتذكر و ينسى و يسهو و يشعر و يغضب و يفرح و يعذِر

و ينظر و يدرك و ينتبه و يغفو و يشكو و يشكر

و ربما في لحظة ما يضعف فيبكي و يعتزل و يعترف

و يكابر و يغامر و يحمل كل أسلحته و يواجه الحياة

أو ربما بكل بساطة

لأنه (( هو ))

البعض منا يولَد و في حلقه غصّة


ترافقه مدى الحياة


و كأن أمه حملت به على مضض


و حين انعقدت نطفته


تحول من مضغة إلى غصة !

أحتاج لذلك العناق


الذي تخشاه أوجاعي فتغادر صدري

للأمانة

أحس إني مقصرة مع الكثير من المدونات و المشاركات و المواضيع

و الأمر ليس من باب المجاملة أو الواجب

لكنه يصل إلى حد التقصير في حق الذات بمد جسور الوصل من خلال القيام بجولة فيها تنوع فكري و ثقافي و وجداني و نفسي


لكن العتب على الوقت و الواقع

فالأول يسير بعجل
و الآخر يستهلكنا



شكرا لكل تقييم

و ألف شكر لكل بصمة إعجاب


لكم من الودّ أنقاه

و من الحب أسماه

الجانب الخفي

الجانب السوداوي

الجانب الغبي فينا

قد يطفو على السطح بين الحين و الحين


الظهور بالمظهر المعتاد منك بشكل دائم و مطلق

يجعلك أسير المثالية

و سجين القيمة

و لأننا كبشر

و سمتنا النقص الذي يرقى للكمال و لن يبلغه

فاسمح لجوانبك الخفية في الظهور بين الحين و الحين

لكن ليكن ذلك في الوقت الملائم قد الإمكان

في المكان المناسب

و مع الشخص الذي يستوعب كل حالاتك

و لا يقلب عليكَ الطاولة و يتحين الفرصة لسقطاتك العابرة


شخص يفهم و يتفهم و يدرك

أن لكل إنسان هفوة بلا هفوات


الخطأ الذي نرتكبه

هو أن يتصدر الجانب الخفي منك معظم سلوكك

و يطغى الجانب السيء على الجانب الخيّر أو الجيد على شخصيتك

مهارة اتخاذ القرار



نتعلمها منذ الصغر


ربّوا أطفالكم على حرية اتخاذ القرار

حتى فيما يتعلق بالأمور البسيطة كانتقاء الطعام او الملبس أو اللعب و غيره

و اتخاذ دور المستشار في صنع حياته

كآباء و أمهات

ليست المهمة أن تصنعوا نسخاً مكررة منكم

المهم أن تصنعوا أشخاص جيدين يملكون قوة العقل و لطافة القلب و سمو الروح

المهم أن تعلموهم ثقافة الاطلاع دون اتباع

في عصر البرامج التي تدعى مواقع التواصل

لا يمكن أن تضرب سور المنع بينهم و بينه

لكن أن تنمي فيهم الوعي لحسن الاختيار من بين كل هذا التنوع المتفاوت من كل الجهات

أن تعلمه رؤية ما وراء المشهد

و أن لا يعتبر أن الوقوع في الخطأ هو نهاية للفضيلة فيه

بل هو جسر يقوده لإدراك فضائله المعطّلة

التي تنمو باستعمالها