| | | |
| أغرب ما كان ويكون , أناس يبكون و يولولون , وآخرون يصفقون لهذا الذي يهدر ويصفر ’ ويهللون !ذعر وفزع يعض أولئك , وفرح يملأ قلوب هؤلاء.
المذعورون لا يعلمون شيئا عن الفرحين , والفرحون غير عابئين بالمذعورين , لا يرى أحد فرح هؤلاء , ولا يشعر أحد بذعر أولئك.
وما زال المجهول يهدر ويئز , يقترب ويبتعد , يأتي من الشمال ويذهب إلى الغرب , ويتجه نحو الشرق , ويعود من الجنوب , يجوب الأمكنة , لا صاد ولا مانع يصمد في الطرق التي يطرقها , ولا يحول دون غايته حائل . | |
| | |
ومثل لمح البصر لمع النهار , أو صّير النهار , ورآه الناس مثل أفعوان يتلوى في السهول , وينسحل في بطون الوديان. ثعبان؟ لا .. هو شيء ينخطف من الأبصار بسرعة ( ستمائة كيلو متر) في الساعة.ويعلو الصوت المتضخم معلنا: من صعد سَلَم , ومن تخلف ندم!ومن ذا الذي يستطيع الصعود إليه وتلك هي سرعته؟ الصوت المضخم ينذر : لن ننتظر طويلا , فليقفز إلينا من أراد السلامة , وليبق من أراد الندامة , فنحن لا نخبر أحدا ’ ولا نتوقف , ومثل لمح البصر عمّ الليل, أو عتم .لا شيء يرى الآن سوى جسمه الطويل المشع كالبرق , وهام الناس ضالين الاتجاه...