|
:: قرار هام :: |
إضافة رد |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-03-23, 07:51 AM | #31 | ||||||||||||||
| اجعل لك خبيئة عند الله الدرس 23 تابع صُّوَرِ فِي التَّسَابُقِ وَالتَّنَافُسِ عَلَى إِخْفَاءِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فأنا أدعوك إلى أن تجعل بينك وبين الله خبيئة من العمل الصالح، لا أحد يعرف بها؛ عسى أن تكون سببًا في نجاتك من مصائب الدنيا، وخلاصًا من أهوال الآخرة. اسمعوا إلى الزبير بن العوام رضي الله عنه وهو ينبهنا على حقيقة مهمة غابت عن عقول الكثير من الناس اليوم، فيقول: "اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح، كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ". فهو هنا ينبهنا على أمر نغفل عنه؛ وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة؛ فلكل إنسان عمل سيئ يفعله في السر، فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السر أيضًا لعله أن يغفر له الآخر ولذلك يقول الحسن البصري رحمه الله: "استعينوا على السيئات القديمات بالحسنات الحديثات، وإنكم لن تجدوا شيئا أذهب بسيئة قديمة من حسنة حديثة، وأنا أجد تصديق ذلك في كتاب الله: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ هود: 114 فاحرص على أن تعمل حسنة في المكان الذي ارتكبت فيه سيئة؛ لتقوم هذه الحسنة بمسح تلك السيئة، فإن الحسنات يذهبن السيئات. اللهم ارزقنا حسنات تذهب سيئاتنا، وتوبة تجلو أنوارها ظلمة الإساءة والعصيان احرص على الإقْتِدَاءُ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحَابَتِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ , يَقُولُ تَعَالَى { أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} فَاقْرَأْ فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ وَفِي أَخْبَارِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ فَإِنَّهَا تُعِينُكَ بِإِذْنِ اللهِ عَلَى الْإِخْلَاصِ وَتُبْعِدُكَ عَنِ الرِّيَاءِ وَالتَّسْمِيعِ يتبع غداً بإذن الله تعالى | ||||||||||||||
|
03-04-23, 07:56 AM | #32 | ||||||||||||||
| اجعل لك خبيئة عند الله الدرس 24 تابع صُّوَرِ فِي التَّسَابُقِ وَالتَّنَافُسِ عَلَى إِخْفَاءِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فِللَّهِ دَرَّهُمْ مِنْ رِجَالٍ أَتْقِيَاءَ أَخْفِيَاءَ، رَبَّاهُمُ الْقُرْآنُ وَرَعَاهُمْ الرَّحْمَنُ، وَقَدْ بَشَّرَهُمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَحَبَّةِ اللهِ لَهُمْ, فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ، الْغَنِيَّ، الْخَفِيَّ) فَلْنَقْتِدِ بِهَذَا الرَّكْبِ الطَّاهِرِ، وَلْنَسِرْ عَلَى دَرْبِهِمْ العَامِر فينبغي للمسلم أن يحرص على أن تكون له خبيئة من عمل صالح، لا يطلع عليها أحد إلا الله عز وجل؛ لأن العمل الصالح كلما كان بعيدًا عن عيون الناس، كان أرجى في القبول عند الله تعالى؛ لذلك يقول ربنا جل جلاله:﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ الملك: 2 أي: ليختبركم أيكم أحسن عملًا، ولم يقل أكثر عملًا، وإنما أحسن عملًا؛ لأن العبرة بحسن العمل لا بكثرته، وأعظم وصف في حسن العمل أن يكون خالصًا لوجه الله تعالى سُئل الفضيل بن عياض عن العمل الحسن في قوله تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ الملك: 2 فقال: العمل الحسن أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبَل، وإذا كان صوابًا، ولم يكن خالصًا لم يقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا والخالص: ما كان لله، والصواب: ما كان على السنة؛ ثم قرأ قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ الكهف: 110 يتبع غداً بإذن الله تعالى | ||||||||||||||
|
03-05-23, 07:38 AM | #33 | ||||||||||||||
| اجعل لك خبيئة عند الله الدرس 25 تابع صُّوَرِ فِي التَّسَابُقِ وَالتَّنَافُسِ عَلَى إِخْفَاءِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فانظروا كيف ربّوا أنفسهم وحملوها على إخفاء الأعمال الصالحة.. فبها استحقوا أن يمدحهم الله في كتابه: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ المائدة: 119 خلاصة الكلام ومقصوده أن تكون من هؤلاء الذين بينهم وبين ربهم أسرار وأسرار، فأخف عملك عن الناس ما استطعت فإن الله يحب العبد التقي الغني الخفي الذي لا يحب الظهور. كن من الجنود المجهولين الذين يُعرفون في السماء ولا يُعرفون في الأرض. كن من هؤلاء الذين أحبوا ربهم فأحبهم، وعرفوه فعرفهم، ودعوه فأجابهم(كم من أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ له لو أَقْسَمَ على اللهِ لَأَبَرَّه) صحيح كن من الراكعين الساجدين في ظلمة الليل.. كن من الذين يسعون ويعملون في صمت وبعيدا عن الأضواء والضوضاء في حاجة الضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام والمكروبين.. كن من الناصحين المخلصين اعزم نيتك لله من الآن وأخلص العزم على أن يكون لك عمل صالح تخفيه عن أعين الخلق.. عملٌ صالح مغلّف بالصدق، معطّر بالإخلاص، محاط بالكتمان، حتى لا تفقد جماله وصفاءه، وأجرَه وثوابَه، وحتى تلقى به ربك غداً، فيكون لك إلى الجنة هادياً، وعن الجحيم واقياً. تاجر مع الله ولا تتوانى، ولا يغرنك جنون هذا العصر بشهوة النجومية واللهث وراء الشُّهرة! فالخبيئة تجارة مع الله أكيدة ورابحة، وما الربح وما الفوز إلا ربح وفوز الآخرة: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ آل عمران: 185 فاحرص على ما ينفعك والحمد لله رب العالمين .. انتهى | ||||||||||||||
|
إضافة رد |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||