في هذا المساء الصامت الصاخب..
كم أتوق إلى عناقٍ يسرقني من واقعي..
أو يأتي بمن أتوق إليها إلى واقعي..
لأشعر أن جسدي ليس لي..
ونبضات قلبي..
تتجاوز حدود المسموح..
أدفن وجهي في صدر يحتويني..
يرغمني على السكون وعلى نسيان تمردي..
وهروبي..
وبرودي..

كم أتوق أن أرسم حكاية حب في زمن اللاحب..
وأرغمها على صنع طقوس جديدة..
تخصنا وحدنا..
أندس هناك..
بعمق التفاصيل..
فتأسرني..
وتبعثرني..
وتزيل كل حدود تفصلها عني..!

أيتها الممتددة في أوردتي ..
يا أنفاس العشق الذي يفوح داخلي ..
يا أنثى تحتلّ قلبي بكل حب وحنين ..

يا عشقي وحبي و جنوني ..
يا عمري الجميل الذي كل يوم فيه أتجدد ..
يا نبضاً أتبعثر معه وأتوحد ..
يا حضناً أذوب فيه وأنصهر..

أيتها المتشعبة في وجداني ..
والتي تفوح لذة أنفاسها في رئتي عن بعد ألف ألف ميل ..
يا أنفاس الصباح وسحر صحوتي ..
ويا عطر المساء وسِر نشوتي ..

مساء الحب ..
وأنت كل الحب ..
كل الحب ..!

وكأني لا أُصدّق ان هناك حُباً كاملاً ..

كأن عقلي يرفض أن يُصدّق ..
أنّ هناك نهاية سعيدة لأي حكاية حُب ..
مهما عظُمَ شأنها..
مهما كانت المشاعر فيها عابثة غريبة عميقة ..

فهناك لحظة لإنسلاخ الأصابع من بعضها البعض..
هناك وقت يُبعثر كل ما كان يعيش في بداية الحكاية ..

نَظُن أحياناً أننا بالفِعل ممتلئيِن من كثير ..
وأننا لم نعُد نحتاج حتى إلى القليل..
وأن هُناك مَن حَجَز كل تفاصيلنا الصغيرة وسيطر عليها..
ولم يعد لدينا مكاناً فارغاً يحتاج إلى الإهتمام..

قد نظُن أشياءً لا تمُت إلى الواقع بِصِلةٍ أبداً ..

ووحدهُ الوقت ..
كفيلٌ بإلغاء كل الظنون..
ووضعنا قيد المواجهة مع كل الأشياء الناقصة أساساً في أعماقنا..

قد نسير أحياناً بدون هدف ..
ونترك خلفنا بصمات لا نتذكرها ..

فقط ..
مجرد محطات استَوقَفتْنا..
وأمضينا فيها بعضاً من وقت..
وتركنا داخلها قليلاً من ذكرى..

طرقات عبرتنا..
ولم نعبر عليها سوى ونحن نيام..
دون أحلام ترافقنا..
دون أطياف نرافقها..
دون مشاعر تغتال ذاكرتنا..

دروب خطونا عليها..
ولم نخطو أبعد من حصاها ورملها وجدرانها..

ولم نكن أكثر من مجرد عابري سبيل..
ساروا ولم يتركوا وراءهم سوى ظِلالٍ وأوهام ..!

لم أكن اعرف أني وحيد لهذه الدرجة ..
حد البحث عن اي شيء يملأ الوقت حولي دونك..

حد النظر هنا وهناك دون جدوى..

حد فتح الأوراق كلها..

رغم عدم رغبتي في قراءتها..

او التمعن فيها..
صعبٌ جداً ان نتجاهل مشاعرنا ذات وحدة..
وأن نُنكر احتياجنا ذات حنين..


صعبٌ جداً أن لا أكتُب ذات شوق يغمرني كُلي ..
حتى أطراف أناملي ..

كوب قهوة..
صمت ..
أمنيات..
إنتظار ..

والكثير..الكثير من الأحلام التي تملأ الذاكرة ..

مساءٌ طويل ..
ليل طويل..

وصمت جدران لا يفارق الزاويا..

وهدوءٌ يسمح حتى لصوت الصمت أن يسيطر على كل ما حولي..


أيها المساء ..
كن فرحاً ..
كن أبيضاً ..
كن سعيداً هذه الليلة ..!

إحلمي ..
وإبعثي بأفكار أحلامك إليّ ..
شاركيني كل ماتجول به مخيلتك ..
وأرسِلي بساطك كي يطير بي إليك ..
واسكِنيني في كل زوايا عالمك ..

و أكتبي على تلك الزوايا ..
حكايات آنَ لها أن نعيشها بكل تفاصيلها ..!

أصحو ..
وانتظر كل صباح أن يأتيني طَيفك ..
لأشعر أنكِ وأنني بخيـر ..

وأَنكِ كالطّيـر ..

يُسعدني أن أبلّغكِ أن طَيفك إدمان ..

لذيذٌ جداً طَيفك ..
وشَهي ..

لذيذٌ جداً طعمُ سرابِك ..

همسات دافئة أنفاسك ..



لا أعلم بِحَـق ..

كيف لطَيفكِ أن يَتغَلغل بأوردتي ..

وشرايينـي ..

ويكون دمـي ..

ونبضي ..

وكيف لي أن أتنفسُـه ..
وإنتعِش به ..

لا أشتهي أكثر من أرتشف طَيفك كَل صَبــاح ..

وكل صباح يأتـي بطيفك..
يستحق عِناقاً واحتضاناً ..
وقُبلةً دافئة ..


كان كل شيء هذا الصّباح ..

وكل صباحٍ وأنت بخير ..!