مرحبا فيك يا عزيز

ببساطة انت لا تريد ان تحيد العقول عن الواقع ..
ولا تتنكر منه او تتخفي .. لأنه موجود ..
تريد مواجهة .. لكي يكون هناك حلول ..
هذا اختصارا ..

في البداية
لا أعلم من اين انت تحديدا ..
ستجد المشكلة في اختلاف الجذور ..
البعض لن يتقبل فكرك ..
لأنه يري إن في الإنكار ملاذه الخاص ..
وهذا حقه .. وتلك طريقته ..
الإنكار ليس بأنه لا يعي بان هذا موجود
ولكن في خاطره التصور جريمة ..
ثم أن الفرد اذا لم يعتد التصور
فسيرضي بقيد ذاتي علي أفكاره
تلك تميمة حمايته من الشيطان ..

فكونه لم يشاهد .. وكونه لم يتعرض لهذا النوع من التأثير
كونه مرتاح ايضا في ملاذه ..
يجعل الأمر بعيد تمام عن أن يخوض تجربته ..

فلا تحاول فرض تصورك
فلن يفلح الأمر ..
هذا اختلافي معك ..
اختلافي في التوجه وليس في المضمون ..

اما في المضمون فأزيد عليك ..
أن ما ذكرته خلق نوع من النفاق المجتمعي ..
الأمر لا يتعلق فقط بالإنكار
بل بالمعاملات ..

بمعني ستجد في بعض المجتمعات
عندما يقابل احدهم تلك الفنانة يطالب بأخذ صورة تذكارية
ويتذلل لذلك ويقاتل عليه وسط الازدحام
وقد ينشرها علي حسابه الشخصي
ثم عندما يكون مع اصحابه يكيل عليها بالسباب
وبانها فاجرة ... وعندما يقابل ابنها قد يعايره بأمه
الذي مثلت مثل هذا المشهد ..
وعندما يكون في خلواته تكون لنفسه شأن أخر ..

في النهاية يجب ان نتفهم
ان طرحك موجه لفئة معينة وليس للجميع
وتلك الفئة ليست بقليلة ..

البيوت العربية تختلف عاداتها وتقاليدها بشكل كبير
اعلم ان العالم اصبح قرية صغيرة
ومن النادر ان نصدق ان احدهم ابوابه
مغلقة علي العالم بهذا الشكل
ولكن استطيع ان اقول ان الحدود ليست كما تتخيلها اطلاقا
بمعني قد تجد من يتحدث بثقة حول معرفته بما يدور بالعالم
الأمر نسبي بالنسبة له وبيئته ..
وبالتالي الثقة ليست معيار المعرفة
بل البيئة هي ما حددت هذا المعيار في داخله
وقد تجده يتبجح دون ان يدري بمدي كبر العالم بالنسبة إليه
وجهله لا يعيبه اطلاقا
بالعكس هو الرابح والناجي الأكبر في معركة الاسوياء

الامر معقد
ليست المكاشفة والمعرفة دائما معركة رابحة
بالعكس قد تكون وبال علي صاحبها
ان اختص الامر الشهوة والهوي ..

كلا منا له طريقته في النجاة ..
اما اذا اردت وضع معيار للاصلاح في المجتمع
فمن الواجب ان تغلق الأبواب اولا لا الثقوب ..