قُلتْ: آلمَآء يَ صآحْ , آلمَآءْ ..
قَآلْ: بـِ آسمِ خآلِق آلحُب علَى صوتكِ مِن كلّ غصّة !
لـِ يَكُن آلمآءْ ، آلذِي يَشربكِ وَ يَعطَش
آخِر آلعنَآصِر آلنَبِيلة آلتِي خَرجت آلَى آلحيآة مِن غآزين غيرَ نبِيلِين أبداً ,
وَ هذآ بـِ آلطَبع سـَ يَكُون سببَاً كآفِياً لـِ يَغرق فِي نَفسِه !
قُلتْ: لكنّه آلـآحَد يَ عزِيزِي .. آلمَآء بللنّي كثيراً !
قبلّ صوتِي , ضمّ آلمَآء آلَى يديْه وَ قآلْ:
لـِ يكُن آلـإحَد آخِر آلـأيآم آلتِي لـآ يُمكنهَآ آنْ تَفعل كلّ هذَآ ,
وَ أعنِي ـ كمَآ لـآ يَخفى عَليكِ ـ آنْ لَـآ تُغرقكِ بـِ سَبِبي ,
وَ مِن آجْليَ لَـآ تركض بِي آليْك ,
وَ مِن آجلكِ لَـآ تغرقِي فِي بحُورهاَ ,
وَ مِن آجلنَآ لـآ تعُود بكِ وَ أنتِ مُبللّة بـِ مآءِ آشتيَآقِي !

آنَآ لله وَ آنّآ آليْه رآجعُونْ ,
تَبدُو آلكَلمَآت ضَيقة وَ خجُولة حِينَ نَربت بهَآ علَى كَتِف مَن يَفقِد أحداً بـِ حَجمِ آلـآخْ !
مسَح آلله علَى قلُوبكِم وَ أودَع آلفقِيد جنّة آلرضوآن وَ رَفع مقَآمهِ آلَى عَرشِ آلرَحمَنْ ,
تعَآزِينآ وَ مُوآسآتنَآ لَكَ يَ صَقرْ ..

قبْلَ يَومِين وَ بَطرِيقتِه آلتِي لَـآ يُمكنهَآ آنْ تبدُو عَآدِية لـِ مَن يَتعرّف عليْه لـِ آلمرّة آلـأولَى آخبرنِي سآيمُونْ:
ـ آنتِ آنثَى تَسعَى آلَى عَدمِهَآ !
ـ بَل آنَآ أسْعَى آليّ ، آكمُن فِي بَدنِي لـِ يبدُو كلّ مَآ سـَ يَحدث عَآدِلَـاً وَ مَنطقِيّآ !
آنْ آبآغت آلرَجٌل آلذِي سآعدنِي فِي تقويَة لُغتِي
وَ يَبتسم مِن آجلِ جَآرتِه آلسيدّة (دآيرآ) آلتِي مَآزآلَت تُفتّش عَن عُملاتهَآ مُذ لَيلَةِ عِيد آلشُكرْ ,
وَ يَحمِل حَقِيبَة سودَآء جلديّة علَى ظَهرِه ، آستردهَآ ثلَـآثَ مرّآتْ مِن آدآرَة آلنَقل آلعآمْ بَعد آنْ فقدهَآ فِي آلبَآصْ
وَ يتحَدث عَن آمْرَأة تتَألّم مِن آجْلِه وَ هِي تُوآصِل تَعذِيبه بلَـآ هوآدة ,
وَ يَقضِي نهَآر آلـآحَد يَتجوّل فِي آلدَآون تآونْ وَ هُوَ يُفكّّر فِي صَدِيقه رُونآلد آلذِي آنتحَر قَبل ثمَآنِيَة آعْوآم وَ هُو يحيّي آلمآرّة بـِ حمآسَة آغْريِقيّة ,

كُنت آرِيد آنْ آخبرهُ بـِ كُل هذَآ , وَ لكِنه لَم يُصغِ ..
لـِأنّه ( وكمَآ يَفعلُ غَآلِباً ) كَآنَ يَسعى آلَى عدمِه !