﴿وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ﴾

ووجه ذلك: أنهم يلقون له السمع، ويحضرون قلوبهم لتدبره، فعند ذلك يزيد إيمانهم؛ لأن التدبر من أعمال القلوب؛
ولأنه لابد أن يبين لهم معنى كانوا يجهلونه، أو يتذكرون ماكانوا نسوه، أو يحدث في قلوبهم رغبة في الخير،
واشتياقًا إلى كرامة ربهم، أو وجلا من العقوبات، وازدجارًا عن المعاصي، وكل هذا مما يزداد به الإيمان‎.

السعدي

ادع الله وقلة الحيلة شعارُك، والافتقار دثارُك، وكأنّك فقدتَ كلّ شيء، وكل النّاس جفوك، ولم تجد حولك صاحبًا ولا ناصحًا.. والحلول منكَ قد ضاعت، والأسباب قد غابت، وكأنك ذاكَ المسكين الذي يحتاج لقوتِ يومه، وذاكَ العليل المتلهّف لمادة حيويّته.. وذاكَ الذي انقطعت به السبل أثناء سفره في شدّة عتمةِ الليل والمكان من حوله قفار!

ادعه بعينِ الحُرقة والحَيرة اللتين تستهلّ بهما شكواكَ إلى من تظنّه يفهمك ويتقبّل حديثك من البشر
ألا لا أقول جرّب، بل انهض ! فادعُ الله جل جلاله وكأنكَ قد عميتَ عن الدنيا برمّتها إلا قبلةَ بيته فثمّ الغوث والكفاية ممن يعلم حالك حقيقةً ويقبلك

رددها وقلبكَ معلنٌ ضعفه واستسلامه:""

(يا حيّ يا قيوم برحمتكَ أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)

قال أبو الدرداء:
«لو أُنسيتُ آيةً ولم أجد أحدًا يذكرنيها إلا رجلًا ببَرْك الغِماد لَرَحلت إليه»

و(بَرْك الغِماد) هو أقصى موضع باليمن.

تاريخ دمشق لابن عساكر