شيء من حصاد البحر صباح الأمس
















[]

اليوم الهادئ جدا

من بعد صخب ليل الخميس الونيس

يوم الطاعات و الراحة و التواصل بينك و بين الحياة

يوم تفصّله حسب رغبتك

فإما تحييه و يحييك

أو تجعله يمرّ كيوم آخر لا أكثر



صباح الجمعة

و اللمة

و الصوت الهادر القادم من أمس بعيد جداً


صباح صدى تلاوة بصوت رخيم من حنجرة نهشها الموت

و لا زال الصدى يتردد :

إن الله و ملائكته ….

صباح الجمعة


إنه يوم أبي الهادئ جداً

إهداء لطيف تلقيته هذا الصباح

شكرا للمُهدِي الذي وصفني بأني :

( لوحة فنية لا يفهمها إلا فنان )


راح اللي يفهم و فك كل الرموز و حلّ المعادلة و أجاد في وزنها

بس ما عليه المهم علِمنا أنه موجود في مكان ما على هذه الأرض التي لن تستريح حتى تلاقيها

في ظل غياب صفوة القلب و الروح


يداخلني شعور عميق جدا بالغربة



كشعور أبي بالغربة حين رحل كل إخوانه



و قصم ظهر صبره فقد رفيق عمره


عبّر عنها حين قال : صارت الدنيا ما فيها ألوان !


لا زلت أبصر الألوان


لكنها باهتة


بلا رونق و لا شعاع


لولا أني أرى أمي !

اللهم أرِنا الحقّ حقّا

عندما نتحدث عن الثقة بالنفس

فلا علاقة للصمت أو كثرة الكلام بالأمر

الحكمة في استخدام الكلام أو التزام الصمت هي الدالة على ثقة الإنسان بنفسه أو رأيه أو فكرته

أتذكر أن والدي رحمه الله كان أبلغ الصامتين

لكنه في الحق يصدح بصوته الرخيم الجهور المسدد

ليقول كلمته التي تجري في الخلق مجرى التعقل و الضمير

كان الحكم الذي يطلب نصرته المتخاصمين


لم يؤلف كتابا

و لم ينشر قصيدة

و لم يعلق لوحة


حتى أنه لم يقل قط : ها أنا ذا !

بل كلهم أشاروا إليه و قالوا : هو ذا .. الرجل الحكيم !


و الله يشهد أني لم أعمد قط لتلميعه لأنه أبي

بل كان لامعاً .. و لا زال بعد وفاته



رحمك الله و آباء المسلمين و المسلمات