منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-18-15, 10:57 PM   #187
فلسطينية

الصورة الرمزية فلسطينية

آخر زيارة »  01-27-17 (11:24 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



مشكوور جدأأ


 


قديم 10-20-15, 10:18 PM   #188
ورده بريـــــه

الصورة الرمزية ورده بريـــــه

آخر زيارة »  05-04-20 (11:42 PM)
المكان »  فلسطين
الهوايه »  التفكير خارج القوقعة
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هههههههههههههههههههههه لازم العمليات والقلب والموت هادا

لالالا بلاش وحياتك


خلاص بنتابعك على طول لا تخلي حد يموت هههههههههههههههههههههههههههه

ننتظر تفرغ الراس الذهبيه للكتابه

وعطفها على جمهورها ببنات افكارها ^_^


قبلاتي لروحك غاليتي


 
مواضيع : ورده بريـــــه



قديم 10-24-15, 01:51 PM   #189
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  04-30-24 (01:01 PM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســـارا مشاهدة المشاركة
تذكرتُ ضعفي منذ قليل ، إعترافي لـ "ريكس"! ،
نسيتُ الجرحَ الخالد في قلبي العليل ، نسيتُ الألمَ عندما أبصرته !

هذا طبع النساء رقيقات القلب تصبح طفلة عندما تُحب !

اماندا واريكس :eh_s(10):


انتظار البارت الاخير
لا تتاخري ي مرجانة
شكراً سارا ، عدنا أخيراً ههههه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مطر الفجر مشاهدة المشاركة
اعذرني "ريكس" ، فخمسُ سنواتٍ لم تكن كافية لمداواة جرحي
، لم تكن كافية لتنسيني ألمي ، أو تنسيني إياك .
________________

هذه الجملة قوية جدا
وحتى لو كان هو المتبرع بقلبه لن يكون كافيا !!!
لانه هو السبب في اعتلال قلبها وقصوره وتبدل حياتها الى الاسوأ

ماهذا يا ريكس !
ليس هكذا تمضي الحياة
اعتقد بان ريكس هو المتبرع
انتظر الجزء الاخير بشوق
تحيتي لك ...

سأخبركِ بسرٍ يا مطر بعد الجزء الأخير

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ĢђāŁā مشاهدة المشاركة
..|.روايه رائعه جدا|..
نتظر ابداعك وتميزك "
".بشٍششوق لجديدك ..
م ـــــودتيــــــــ}...
شكراً لكلماتك المشجعة
و لطيب القراءة

ممتنة

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انا والليل مشاهدة المشاركة


ســأتـرك حـديـثـي .. حــتـى الـجـزء الأخـيـر



اتمنى ان تكون بالقرب اخي
سيسعدني ذلك
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة :ساندي: مشاهدة المشاركة
وضع اماندا مره خطير وخصوصا عمليه الالب اللي رح تنعمل لها

واهتمام ريكس لها وخصوصا بعد علمه بالشي اللي تعاني منه اماندا

كل شي يصير يقربهم من بعض اكثر ويزيل الخلافات اللي صارت من قبل

رووووعه كثير بنتظار الجزء التالي

عساك ع القوه :montaser_222:
شكراً لكِ ساندي ، كم يسعدني تواجدكِ الدائم
ممتنة كثيراً

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آسيرة حرف مشاهدة المشاركة
يوه من ريكس مره لا لو احصل دكتور كذا
وجهه مافيه امل لا قابله اموت بغيبوبه بسم الله عليه
اما لازم اعلق ابعث الامل بوجهي
مره ماش اسلوب مع ريكس
شهادته من فين خذاها :montaser_66:

التخويف في المستشفى ممنوع ولكن الصراحه المفروض
ان تكون قائمه :montaser_122:

كان قال لابد من زراعة قلب يا اماندا وهي ناجحه
وقد اجرينا العديد منها ونجحت بفضل الله
لان قلبك معتل

المهم ماعلينا من ريكس خوفلي اماندا :montaser_210:

ابااااااااااااو يا اماندا
انا لو احد بيقولي ابديك قلبي الا ابكي بكاء مايوقف
مقدر اتخيل الناس تموت لجل اعيش انا
عندي اموت ولا افكر في ان غيري يموت بسببي



مرجانه يسعد لي قلبك يارب من اجمل الروايات
الشيقه التي قرائتها وتحمست معها
خذي مهلك وراحتك في كتابت البقيه
انا في شوق لها في اي وقت تريدي طرحها :montaser_11:
ههههههههه غاليتي أنتِ
شاكرة جداً تفهمك و انتظارك رغم حماسك

سعيدة بتواجدكِ يا غالية

وارجو ان ترضيكِ النهاية هههه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى الورد مشاهدة المشاركة
اممممم ريكس حلو التضحية عشان اللي بنحبه ونعطيه اغلي شي فينا واغلى ما نملك
لكن انك تحافظ على حياتك عشان يلي بتحبه بكون اجمل واوفى من انه تعطيه قلبك
وبعدها داوي جروحه << يمكن غلط ريكس انه تركها خمس سنوات كاملين بعيد عنها مهما صدته وبعدت عنه

بتمنى يكون المتبرع حد تاني غير ريكس لانه لا تبرع هو بكون ما عم يفرحها او يكفر عن غلطه معها بكون بزيدها هم بس تكتشف هالشي


مرجانة من اجمل الروايات يلي قراتها واندمجت فيها :montaser_91:
يسعدك
بانتظار النهاية
متشوقة تنهي الرواية نهاية حلوة وريكس واماندا مع بعض :montaser_10:
ههههههه شكراً شذى الورد
تواجدكِ جميل و عذب

ممتنة جداً لطيب المتابعة

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فلسطينية مشاهدة المشاركة
مشكوور جدأأ
الشكر لكِ اختي العزيزة
ممتنة لعبورك
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورده بريـــــه مشاهدة المشاركة
هههههههههههههههههههههه لازم العمليات والقلب والموت هادا

لالالا بلاش وحياتك


خلاص بنتابعك على طول لا تخلي حد يموت هههههههههههههههههههههههههههه

ننتظر تفرغ الراس الذهبيه للكتابه

وعطفها على جمهورها ببنات افكارها ^_^


قبلاتي لروحك غاليتي
ههههه يا حبيبتي
ارجو ان ترضيكم النهاية جميعاً

شكراً لحضورك الدائم و الجميل
جداً تسعديني

دمتِ سالمة



بعد قليل الجزء الأخير
متابعة ممتعة


 


قديم 10-24-15, 01:56 PM   #190
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  04-30-24 (01:01 PM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



،،،، الجزء الأخير ،،،،



حان يوم الغد ، ذهبت و "ريكس" في الصباح إلى المستشفى لأجل الفحوصات .. وبعد الكثير من الإجراءات ، حدد موعد العملية ، ستكون بعدَ غد .

غادرنا المستشفى حينها ، و أثناء طريق العودة .. كان "ريكس" يتحدثُ عن العملية و طريقة زراعة القلب و ما إلى ذلك ، لم أكن مركزة معه في حديثة ، بل كنتُ شاردة بعيداً بعيداً عنه!

يبدو أنه أخيراً لاحظَ سكوني و هدوئي ، فناداني قائلاً

- "آماندا" أنتِ بخير؟

نظرتُ إليه بصمت ، فنظر إلي قائلا

- كنتِ شاردة؟!

تنهدتُ و قلتُ بهدوء

- هل يمكنني أن أسألكَ يا "ريكس"؟
- تفضلي يا عزيزتي .

حدقتُ إليه بارتباكٍ و أنا أتذكرُ حديثي مع "سارة" البارحة ، هل أخبره عما في خلدي الآن؟ .. لكن من أين أبدأ بالحديث؟! ، و كيفَ عساني أبدأ؟! .

عقد حاجبيه و قال متسائلاً

- مابكِ يا "آماندا"!؟
- لا شيء ، إنسى الأمر .

قال ببطء

- أنتِ متأكدة؟! ، تبدين مرتبكة .
- مرتبكة قليلاً .. لكن لا يهم ، كنتُ أهذي مع نفسي فقط .
- في عينيكِ العسليتينِ زحامٌ من الكلام !

ابتسمتُ و أنا أنظرُ في زرقةِ عينيه ، و قلتُ بأسى

- عيناي دائماً تفضحاني أليسَ كذلك؟

ابتسم هو الآخر و قال بلطف

- لأنكِ صادقة يا جميلتي .

أخذتُ نفساً عميقاً ، و قلت بمرح

- شكراً "ريكس" ، بعد غد نلتقي في المستشفى ، لن تتركني أليسَ كذلك؟ .. سترافقني ، لن أذهبَ إلى غرفةِ العملياتِ وحدي .

نظرَ إلى عيني القلقتين و اللتين لم تتمكنا من اخفاء الدموع البادية فيها رغم ادعائي المرح ، اقتربَ مني و وضع يده على كتفي قائلاً بهدوء

- خائفة يا "آماندا"؟

انكستُ رأسي بحزن ، و قلتُ بصوتٍ مبحوح

- أخشى أن أفقدكم! ، أخشى أن أدخلَ إلى غرفةِ العملياتِ و لا أخرجُ منها إلا جثةً هامدة!

قلتُ ذلكَ و ذرفت عيناي دموعها ، رفع يده نحوي يمسح دموعي بحنانٍ و هو يهمس

- كفي عن البكاء يا جميلتي ، و لا تفكري هكذا رجاءً!

رفعتُ وجهي إليه ، أحدقُ في تقاسيم وجهه ، زرقة عينيه ، شعره!
ماذا لو لم يقدر لي رؤيتكَ بعد الغد يا "ريكس"؟!

=========

و جاء الغد ، و في العصر بالتحديد .. جاء "ريكس" إلى المنزل حتى يصحبني إلى المستشفى ، هذا المساء سأبيتُ في المشفى و غداً صباحاً سأجري العملية .

غادرت أخي "ألفريد" و "سارة" و قلبي لا يريد مغادرتهما .. كنتُ متوترة كثيراً و أنفاسي تتخبط مع نبضي بينَ حينٍ و حين .
وصلنا المستشفى ، وبعد الإجراءات تم أخذي إلى غرفةِ التنويم ، و منذ هذه اللحظة .. تلبسني هدوءٌ شديد .

حتى حان المساء و قرر "ريكس" الذهاب ، فأمسك بيدي قائلاً

- يجبُ أن تنامي بهدوءٍ هذه الليلة دون أن تفكري فيما يثير قلقكِ .. و أعتذر يا "آماندا" ، لن أستطيع أن أكونَ هنا غداً صباحاً .

أنتفضَ قلبي و اتسعت عيناي خوفاً حينما سمعتُ منه ذلك ، أخرجتُ صوتي بصعوبة قائلة

- لن تكونَ معي؟!

ابتسم بلطفٍ و قال

- نعم لن أستطيع ، لكن قلبي معكِ يا "آماندا" ، ثقي بذلك و لا تخافي .

أنكست رأسي بحزنٍ و قهر .. لزمتُ الصمت ، فقال

- يجب أن أذهب ، كوني بخيرٍ يا "آماندا" .

نظرتُ إليه قائلة

- و أنتَ كذلك .. كن بخير .

ربت على كفي مبتسماً ، ثم نهض و غادرني .. أحسستُ حينها برغبة شديدة بالبكاء ، بضيقٍ في صدري حد الإختناق ، أخرجتُ تنهيدةً طويلة .. و تنفستُ بعمقٍ محاولةً أن استجلبَ هدوئي ، و تذكرت ما قال "ريكس" ، يجب أن ألزم الهدوء و السكينة ، لتمضي هذه الليلة على خير ، دون قلقٍ و بكاء .

أستلقيتُ على الفراش ، و حاولتُ طرد كل الأفكار التي تشوش رأسي و تهدد راحتي ، حتى نمت ، و لا أعرفُ كم استغرقَ بي النوم ، لكني صحوتُ فجأةً مختنقةً أنفاسي!

جلستُ بسرعةٍ لألتقطَ نفسي .. شعرتُ بالذعر و الخوف ، شعرتُ بالقهر .. كم سئمتُ هذا الحال .
في هذه اللحظة ، سمعتُ صوتاً صدر من هاتفي ، بعد أن هدئت .. ألتقطته ، ففاجأني وجود رسالةٍ من "ريكس"!

احسستُ بدقاتِ قلبي تتسارع ، ترى ماذا يريد أن يخبرني؟
فتحتها بارتباكٍ و لهفة لمعرفةِ ما فيها ، كانت رسالةً طويلة! .. شرعت في قراءتها

(( إلى عزيزتي ، و حبيبتي ، و فاتنتي و جميلتي "آماندا"

إليكِ يا ذات العيون الآسرة ، إليكِ يا محبوبة "ريكس"! ، قررتُ أن أكتبَ لكِ رسالةً أخيرة يا عزيزتي ، أبوح فيها بكل ما فيني ، لطالما كنتِ تحبين الرسائل ، و أنا على يقينٍ أن الرسالةَ ستستطيعُ إيصال ما أريد قوله إليكِ أفضل من صوتي ، فأنتِ تتجاهلينه كثيراً ، وتلجمينهُ كلما أراد البوح و الإفصاح ، محبوبتي .. هكذا كنتُ أقول عنكِ لأختي "صوفيا" منذُ أكثرِ من خمسِ سنوات .. هكذا كنتِ دون أن تعلمين يا "آماندا" ، عزيزتي .. لم تكوني بخيرٍ بالأمس ، بل ومنذُ لقائنا في المستشفى ، في يوم ميلادكِ بالتحديد ، أنا كذلكَ لم أكن بخير ، فرؤيتكِ أدهشتني و مرضكِ زلزلني .. تلخبطت بي مشاعر السعادةِ و الألمِ في لحظةٍ واحدة ، "آماندا" الجميلة بعد خمسِ سنواتٍ يسوقها القدر إلي!؟ .. ياللعجب! ، لكنه ساقها إليّ عليلة! ، سقيمةَ الفؤاد ، كسيرة القلب ، مهزوزة المشاعر! .. ناقمة و كارهة لـ "ريكس" ! .. دعيني أخبركِ سراً يا "آماندا" .. لقد أعادكِ القدرُ إليّ مرتينٍ في الحقيقة! ، لكن لأسألكِ أولاً ، أتعرفين متى تربعتي في قلبِ "ريكس"؟ ، متى كان هذا الفتى يختلسُ إليكِ النظر ، يتتبعُ أثركِ ، يفتشُ عنكِ شوقاً بين مئات الوجوه دون أن تدرين ، و إن تكرمت الفرص و سمحت لي بالنظر إليكِ ، جلستُ بعيداً و أنا ابتسم ، ابتسم لرؤيتكِ و الإصغاء إليكِ .. كنتِ فاتنتي التي أعشقُ النظرَ إليها دون أن أمل ، الطفلة المشاكسة ، الزهرة الرقيقة ، الأنثى البريئة ، الإبتسامة الساحرة التي تجعلني أتورد كلما تأملتها ، كنتِ اختطفتِ قلبي منذ أيامِ الثانوية ، و مع ذلكَ لم أجرؤ على الإقترابِ منكِ ، لم أكن أمتلكُ الشجاعة لأخطو خطوةً نحوكِ لأكونَ صديقاً .. لم أكن أملك الجرأة حينها .. لكنكِ كلما مررتِ أمامي سلبتني دون أن تدرين ، تسرقين ناظري ، تسلطين سحركِ علي ، فأسرح بكِ و أغرق ! .. و بعدَ أن غادرتُ الثانويةَ إلى المعهد ، حاولت تجاهلك و نسيانك ، كنتِ بالنسبةِ لي طيفاً غاب لن يعود ، و حورية بحرٍ غادرتُ أعماقَ بحارها يستحيل إليها الرجوع ، أقنعتُ نفسي حينها أنكِ لحظة تأملٍ فقط .. سرابٌ تلاشى لم تعد صورته أمام عيني ، لكنني فوجئت يا "آماندا" ، حينما أعادكِ القدرُ إلي .. كنتُ قد رأيتكِ بعد سنتينٍ من دراستي في المعهد مع "سارة" .. انضممتما انتما الإثنتين إلى نفس المعهد ، مما أثار دهشتي و استغرابي .. و بقدر دهشتي سعدت ، كان قلبي يرفرف بين أضلعي ، أدركت حينها أن القدر منحني فرصةً للإقترابِ منكِ يا "آماندا" ، لذلكَ قررتُ أن لا أمنعَ نفسي منكِ هذه المرة ، لكني كلما حاولتُ الإقتراب .. تراجعت ، ففكرتُ بطريقةٍ أستطيعُ بها الوصول إليكِ ، طريقةٌ مثيرة تشدكِ إلي! ، فلم أجد طريقةً أجملَ من كتابةِ رسالةٍ لكِ .. و لأنجحَ حقاً في لفت انتباهك ، تركتُ علامةَ استفهامٍ في ظرفٍ كتبَ عليه رسالة من معجب ، أذكر احمرارك و ارتباككِ ذلكَ اليوم ، كنتِ جميلة و بريئة ، كنتُ في قمةِ النشوة و أنا أتأملكِ ، كانت خطوةً جميلة شجعتني بلهفةٍ لكتابة الرسالةِ التالية ، و كتبتُ لكِ ، و توالت عليكِ رسالاتي حتى كتبتِ لي يوماً بعدَ مرضي و انقطاعي .. و قد أدركتُ حينها أن رسائلي أثمرت ، مما زاد يقيني بتعلقكِ بي ، كنتُ استمتعُ كثيراً برسالاتك ، و راقني الأمرُ كثيراً .. إلى أن وصلتني رسالتكِ الغاضبة ذلكَ اليوم ، تطلبين مني الافصاح عن نفسي و كشف هويتي لكِ! ، فاجأتني رسالتكِ ، في الواقع كنتُ في بداية المتعة ، و أجدُ أن الوقتَ ما زال مبكراً عن الكشف عن نفسي ، فكرتُ أنه عندما تعلمين شيئاً عني .. كأسمي و عمري ، ستبحثينَ عني وسيكون من السهلِ عليكِ الوصول إلي! ، لذلكَ امتنعت ، و استمر امتناعي حتى ذلكَ اليوم الذي انفجرتي فيه غاضبة .. كم كان ذلكَ اليومُ عصيباً علي يا "آماندا" حينما رأيتكِ تبكينَ غضباً و ترمين برسالتي أرضاً ، حينما قلتِ سئمتُ و مللت! ، شعرتُ بمقدار الأذى الذي تسببتهُ لكِ .. فبكيت حينها ، ذهبتُ سريعاً و كتبتُ رسالةً مستعجلةً إليكِ .. و تبعتكِ ، حينها قررتُ أن أوصلَ لكِ رسالتي بنفسي ، لأنه لم تكن هناك فرصة .. فالاستراحة انتهت و الجميع ذهبوا إلى دروسهم ، لم يكن في الفناء سوانا .. فوقفتُ خلفكِ و الربكة تمكنت مني ، كنت ارتعد ، كيف أكلمكِ و جهاً لوجه بعدما أبكيتكِ ، كيف أقفُ أمامكِ مدعياً أني شخصٌ آخر! ، ربما لاحظتي توتري وارتباكي ، فعيناكِ تخرساني يا "آماندا" .. رؤيتكِ تسلبني ، و دموعكِ تحرقني .. لم تكن الدموع على وجنتيكِ حينها ولكن أثرها باقٍ في ملامح وجهكِ اللطيف .. ارتبكتُ كثيراً حينما ناديتكِ و استدرتِ إلي ، و عندما اقتربتِ مني ونظرتي إليّ بارتياب ، احسستُ للحظةٍ أن أمري سيكشف ، لكنني صمدت و اتقنت التمثيل .. ويا ليتني لم أفعل ، نادمٌ على تلك اللحظة يا "آماندا" ، ليتني لم أكتب تلكَ الرسالة ، ليتني جئتُ إليكِ لأحضنكِ و اكفكفَ دموعكِ قائلاً لكِ ، هوني عليكِ هذا أنا العاشق المجهول أقف أمامكِ ، لربما سار الأمر على ما يرام! ، لكن رسالتي تلك وظهوري كشخصٍ آخر عقد الأمر .. تفاجأتُ كثيراً حينما طلبتِ مني قراءة الرسالةَ على مسامعك! ، أذكر حينها أن قلبي توقف للحظة! .. كيفَ أقرأ عليكِ ما كتبته؟ .. كيف أحكي لكِ مشاعري التي طالما كنتُ أخجلُ أن أبوح بها على مسامعك ، خجلتُ كثيراً و ارتبكت ، لكني قرأتها .. قرأتها بعد أن أفصحتُ لكِ عن اسمي حينما طلبتي ، ألم أقل لكِ أن اليوم ذاك كان عصيباً عليّ؟! ، كان معقداً في كل شيء .. عندما رأيتُ إصراركِ على نسيان صاحب الرسائل المجهول متجلياً بتمزيقكِ رسالتي بغضب ، حاولت اغتنام الفرصة ! .. تخلصنا من ذلكَ الذي أزعجَ حبيبتي "آماندا" ، و حان دور "ريكس" أن يبرز نفسه .. أعترفُ أني لاقيتُ بعض الصعوبةَ في البداية ، كنتِ فظة و عنيدة و صعبة .. لكنكِ بدأتي تتقبليني يوماً بعدَ يوم ، لكنكِ فاجأتيني حينما جئتي إلي تريدين معاودة المراسلة للمعجب المجهول .. حيرتني كثيراً يا "آماندا"! .. ليسَ الآن ، ليس بعد أن أحببتُ الظهور ، فأوهمتك أني سؤصل الرسالةَ إليه ، في الواقع بعد أن قرأت رسالتكِ الحزينة و المليئة بالمشاعر أشفقت عليكِ ، فكرت بالرد عليكِ و لكني تراجعت ، "ريكس" هو من يجب أن يحظى بقلب "آماندا" لن أسمحَ أن تتجاهليني و أنا أقفُ قبالتكِ بينما تعيشين الكذبةَ معي في رسائل تجهلين من هو خلفها ، لذا مزقتُ الرسالة و أفصحتُ لكِ عن حبي ، كنتُ أريد لفتَ انتباهكِ لي ، لكنكِ مستعصية جداً .. رغم تفاني في حبك ، و لطفي و تملقي ، لم تأبهي بي ، و رغم تجاهلي لرسالاتك ، لم تستسلمي و لم تيأسي ، رغمَ أنكِ بعد فترةٍ قصيرة انجذبتي نحوي ، و كان ذلكَ واضحاً من خجلكِ مني و ارتباككِ في بعض الأحيان ، أدركتُ حينها أني أسيرُ بالشكل الصحيح ، بات الخلاص من تلكَ الكذبةِ قريباً ، ولكني حتى الآن لم أتمكن من أن أنسيكِ ذلكَ العاشق ، و لم أتمكن من جعلكِ تفصحينَ لي بإعجابك ، حتى فكرتُ بخذلانكِ ذلكَ اليوم ، حينما جئتي ترتجيني إيصالَ الرسالةَ إليه ، قررتُ أن أكتبَ لكِ رداً يجعلكِ تقطعينَ الرجاء منه ، و لعلي نجحت! .. كان صعباً جداً علي أن أكسرَ قلبك ، كلما جئتي تسأليني .. هل أوصلتَ الرسالةَ يا "ريكس"؟! ، كنتُ أحترق في داخلي يا "آماندا" ، و احترقتُ أكثرَ حينما وجدتكِ تتخبطين في الخطى باكية بعدَ أن وصلتكِ تلكَ الرسالة! ، صدقيني "آماندا" ، لم يكن ذلكَ هيناً علي ، ولكني فعلتُ ذلكَ لأخلصَ نفسي من تلكَ الكذبة ، و أنقذكِ لأللا تكوني ضحية الكذبة ، و شعرتُ بالارتياح حينما تخلصنا من تلكَ الشخصيةِ الزائفة ، و خلا فكركِ لي ، و تفرغَ قلبكِ لأجلي حتى تقربتُ منكِ و تقربتِ مني ، حتى بدأتِ تغارين علي من التافهة "جيسي" ، أطمأنيتُ كثيراً ، و سعدت .. و لأشعرَ بالراحةِ أكثر أحببتُ بأن أختبرَ حبكِ ، هل هو من نصيب "ريكس" ، أو ما زال صاحب الرسائل يستحوذ على بعضٍ منه!؟ .. فكتبتُ رسالةً قصيرة تحتوي قليلاً من الشوق ، في الواقع سآءني ارتباككِ و ترددكِ ، و أغضبني أخذكِ للرسالة حيثُ أني أحسستُ بالفشل بعدَ كلِ مافعلت ، لكنكِ بددتِ كل ذلكَ بهمسٍ منكِ و عتابك ، بعناقٍ دافئ منحتيني إياه ، في تلكَ اللحظة فقط شعرت بالأمان يا "آماندا" ، ظننتُ أن الأمر مَرَّ و انتهى ، انتهى تماماً .. لكن أختي أفسدت كلّ شيء ، و تخبطتُ كثيراً حينها يا "آماندا" ، بعدما وقفتِ أمامي تفرغينَ غضبكِ علي ، تمزقتُ أشلاءً ، تحطمت كل الآمال و تبددت كل الأمنيات .. غابت الأحلام بعد أن غبتي عن ناظري ، صرتُ خَوَاء ، قلباً منصهر يصعب تكوينه من جديد ، عيناي لم تكف البكاء .. شعرتُ بخيبة كبيرة لا يحتويها هذا العالم كله ، بداخلي انكسار .. شيءٌ مسلوب أفقدني الحياة ، لخمسِ سنواتٍ لم تغادريني يا "آماندا" ، رؤيتكِ فاقدةً الوعي تلكَ الليلة كانت لي كالحلم ، كانت هبة أخرى من هبات القدر باذخ الكرم! عدتي يا "آماندا" ولكن بأي حال؟! .. أ أصفكِ فيه أنكِ أرق و أضعف و أجمل ، أم حالٌ مخيف يكاد يختطفكِ مني؟! ، يهددني بفقدك .. ذلكَ القدر بقدرِ كرمه معي كان سليطاً و مهيمناً ، إما أن تنقذ "آماندا" أو أعود لأخذها منك ، و ها أنا أقول و أقسم يا " آماندا" ، لن أرضخَ لسخرية القدر ، سأحييكِ من جديد و لو تطلبَ الأمر أن أهبكِ عمري و قلبي ، "آماندا" جميلتي ، فقط ابتسمي .. فقط كوني سعيدة كسابقك ، غداً ستكوني بحالٍ جيد ، ستكونين بقلبٍ قوي .. عزيزتي "آماندا" ، أرجو أن تسامحي "ريكس" ، اغفري له و اصفحي عنه .. قبل أن تخوضي العملية يا جميلتي ، "آماندا" ، اسمكِ جميل .. لطالما أحببته ، و أحببتُ كتابتهُ و ترديده .. كوني بخيرٍ يا "آماندا" العزيزة .. عملية موفقة ، وحياة مليئة بابتساماتِ "آماندا" الجميلة ..

العاشق المخلص دائماً .. "ريكس" ))

دموعي ، و شهقاتي .. و نبضي السقيم صرخوا جميعاً بالنحيب ، لم أتمالك نفسي أبداً، جهشتُ بالبكاء بدموعٍ غزيرة ، رسالة "ريكس" حملت معها أجمل الذكريات و أروع المشاعر .. عادت بالحنين و الشوق و الحب القابع في الأعماق .. أججت جذوة العشق حتى أسعرتني .. آهٍ "ريكس" منذ أيامِ الثانوية تعشقني!؟ منذ أيام الثانوية تعرفني؟! .. كم أنتَ مخلص ، لم يتخلى قلبكَ عني حتى هذا اليوم ، و بعد كل الآلام التي تسببت بها لقلبك الطاهر الحنون ، كيف لا أغفر لقلبك ؟! ، كيف لا أصفح عنك؟! .. أشعرُ بحاجةٍ شديدةٍ لمعانقتكَ يا "ريكس" .

أحكمت القبض على هاتفي من جديد ، و من غير وعيٍ طلبتُ "ريكس"!
كانت أنفاسي تتلاحق و عيناي لم تكف البكاء و ضربات قلبي تضرب بجنونٍ في داخلي مع هذا الرنين ، وطال الرنين وما من مجيب! ، أين أنتَ "ريكس"؟ ، أرجوك أجبني .

قطع الخط ، فعاودتُ الإتصال ، ... ولم يجيب .
عضضت على شفتي بقهرٍ شديد ، و ألقيت بهاتفي على الفراش بغضب ، و بعد برهة لمعت في رأسي فكرة .. بسرعةٍ طلبتُ الممرضات لتأتيني إحداهن ، حينما جاءت الممرضة طلبتُ منها أن تنزعَ أنبوب المحلول عن يدي .. لكنها رفضت قائلة

- لا يمكن آنستي ، غداً صباحاً ستكون عمليتكِ .

قلت بعصبية

- ألا تفهمين؟! ، قلتُ لكِ انزعيه! .. أريدُ الخروج .
- ذلكَ مستحيل لن تخرجي الآن في هذه الساعة ، إنها الساعة الثانية و النصف!

حينما سمعت ذلكَ صمتت ، الوقتُ متأخر كثيراً ، و لعل "ريكس" خلدَ إلى النوم الآن .. لا فائدة إذاً من الذهابِ إليه .
هدئت في مكاني ، و لكن أنفاسي المتلاحقة لم تهدأ ، و دقات قلبي تخفق بسرعةٍ شديدة بين الحين و الآخر ، لا أعرف لما أشعر بالارتباك .. أشعر بحاجةٍ ماسة لرؤية "ريكس" ، أريد الكلام معه ، أريد أن أخبره بأني عفوت عنه .. أني أريده أن يكون بالقرب مني دائماً و أبداً .. سأخبره أني أحبه و أحبه و أحبه ، أحبه بجنون شديد ، و لا أطيقُ صبراً عنه أكثر .

===============

لم يغفو لي جفنٌ طوال ساعات الليل الأخيرة ، كنت مستندةً على الفراش و هاتفي لا يزال مستريحاً براحة يدي ، أسرح تارةً ، و أعود لقراءة رسالةِ "ريكس" تارةً أخرى ، كلماته الأخيرة فيها ما يثير حزني ، لعلها مفعمة بالحب و اللطف .. تجعلني نادمة على كل تلك السنين التي فضلتُ الإبتعاد عنه فيها ! ، تشعرني بطيبتهِ و قسوتي .. عفوه و شدتي ، لم يتحامل علي ، لم يغضب مني .. بل هو يقسم على مساعدتي مهما كان الثمن ...... مهما كان الثمن!!!

انتفض قلبي حينها حتى ضاقت أنفاسي ، أيعقل؟! ، أيعقل أن يكون "ريكس" هو المتبرع؟!

همستُ بقلق

- "ريكس"! ..

و بعد وقتٍ عصيب .. أنقضت أخيراً ساعات الليل المخيفة ، و تسللت خيوط الشمس عبرَ زجاج النافذة من خلف الستائر البيضاء إلى غرفتي ، أحكمت القبض على هاتفي .. كانت الساعة الخامسة و النصف ، لا يزال الوقت مبكراً ، لكن لأجرب و أعاود الإتصال .. أريد أن أسمعَ صوته فقط .

طلبت "ريكس" على الهاتف .. فبدأ هاتفه بالرنين و طالت المدة و لم يجيب ، حتى قطع الخط .
دون شعور انهمرت من عيني الدموع .. "ريكس" لما لا تجيبني!؟

و مضى الوقت بطيءً جداً جداً علي ، ثقيلاً و محرقاً .. حتى انهك قلبي الذي ما عاد يقوى النبض .
عندما حانت الساعة السابعة كنتُ مستلقية و متعبة .. و الهاتف بيدي كلما مرت ربع ساعةٍ عاودتُ الإتصال بـ "ريكس" .. و ما من جدوى ، لا يجيب .
هل يتجاهلني ؟! ، أم ينام كالأطفال بعمقٍ فلا يسمع رنين هاتفه؟ .. أم غاب عني؟!!

أغمضت عيني متألمة كثيراً .. و لكن سرعان ما فتحتهما عندما سمعت صوتَ الباب يفتح!
جلست بعجلٍ لأنظر من القادم ، فخابَ ظني حينما وجدتُ أربعةٍ من الممرضات يقتربن مني ، قالت إحداهن لي

- صباح الخير ، كيفَ أنتِ يا "آماندا" ؟

أجبتها بصوتٍ ضعيف

- بحالٍ سيء ، سيءٍ جداً .
- يا عزيزتي ، يبدو أنكِ لم تنمي البارحةَ بتاتاً! .. الإرهاقُ بادٍ عليكِ!

لزمت الصمت و أنكستُ رأسي بحزن ، فقالت لي

- دقائق و تكونين في غرفةِ العمليات ، و ستنامين كفاية حينها .

ثم التفتت إلى إحدى الممرضات تشير إليها ، فهَمَّتْ الأخرى بإخراج حقنةٍ .. تحتوي المخدر!

صرخت فيها قائلة

- انتظري! .. ليس الآن! ، سأجري مكالمةً أولاً .

و أمسكتُ بهاتفي من جديد بيدٍ مرتعشة .. و طلبتُ "ريكس" و التوتر يرعد أطرافي ، أحسستُ ببرودة شديدة تتسرب إلى عروقي .. و بدأ الهاتف بالرنين .. و أنا ألهث مع كل رنة .. أرجو سماع صوتَ "ريكس" ، حتى قطع الخط .

بكيتُ بحرقة قائلة بغضب

- أين أنت؟!

قالت الممرضة

- هيا يا آنسة لا نستطيع أن نتأخر أكثر ! ، استلقي رجاءً و استرخي يا عزيزتي .

نظرتُ إليها بقهر ، فكرت في النهوض .. فكرت في الهرب! ، أريد أن أتصرفَ بجنونٍ يسوقني لـ "ريكس"! ، لا أريد الدخول إلى العمليات دونه! .. ماذا لو فشلت العملية و ما عاد بمقدوري رؤيته و الحديث معه؟! .. أريد معانقةَ "ريكس" ، فأنا لم أعانقهُ بعدْ خمس سنوات! .. أريد مشاركته الضحك ، أريد أن أغيظه و يغيظني ، أسخرَ منه ويسخر مني ، كان البارحةَ بجانبي ولكني لم أتزود منه ، تباً لي .

- هيا يا آنسة!

رفعت رأسي إليها ، حدقتُ فيها بعيني الغارقتين و همست

- عدلتُ عن رأيي ، لن أجري العملية!

حدقت بي الممرضة بغضب ، ثم التفتت إلى الممرضة قائلة بانفعال

- قومي بعملكِ سريعاً ، لن نضيعَ المزيدَ من الوقت .

أقتربت الممرضة مني و بيدها الحقنة! ، صرخت فيها باكية

- ابتعدي عني لا أريد إجراء العملية!

أقتربت مني ممرضتين أخرتين ، واحدةً منهما تربت على كتفي تحاول تهدأتي ، و الأخرى انضمت لمن تحاول حقني لمساعدتها .. صرختُ فيها

- أتركيني! .. أتركوني للحظة!

و بينما كنتُ أرجوهم الإنتظار .. سار المخدر في عروقي ، أثقلت أجفاني ، و فقدتُ وعي ..

============

كم من الوقت مضى؟ .. كم ساعةٍ مرت؟ .. هل عبرَ "ريكس" عند غرفة العمليات ينتظرني؟
ما حالي؟ .. ما حال "ريكس"؟!

فتحتُ عيناي بتثاقلٍ شديد ، و كل تلك التساؤلات تبادرت في رأسي .. أشعر ببعض التعب أيضاً ، أشعر بأعياءٍ شديد .
حركت رأسي المثقل بصعوبة ، جلت ببصري أبحثُ عن أحدٍ حولي ، حتى وقعت عيناي على أخي و "سارة"! .. فقط!
من أبحثُ عنه ليسَ هنا ..!

أقتربَ الإثنان مني ، قالا

- حمداً لله على سلامتك .

نطقتُ بصعوبة

- شكراً لكما .

قال "ألفريد" الذي بدت عليه سيماء الراحة

- كان الطبيبُ هنا منذُ قليل ، أخبرنا أن العملية نجحت بامتياز .. لكنكِ تحتاجين لبعض الوقت لتمارسي الحياة بشكلٍ طبيعي ، ستكونين بخيرٍ تماماً .
- جيد ، هل .. هل رأيتما "ريكس"؟ .. أحاول مكالمته منذ البارحة حتى الصباح ، لكنه لا يجيب!

تبادل "ألفريد" و "سارة" النظرات ، ثم قالت "سارة" وهي تنظرني

- كنتُ في المستشفى هذا الصباح و لكن لم أكن بالقرب من عيادته ، و لم أراه .
- أعطني هاتفي إذاً .

قال "ألفريد" بصرامة

- يجبُ أن ترتاحي يا عزيزتي ، إنسي أمرَ "ريكس" الآن!

غرورقت عيناي و أنا أنظر إليه بقهر
كيفَ أنسى أمره؟! .. كيفْ؟ ، و هو الذي اهتم بأمري مذ أنْ علمَ بمرضي! .. اهتم بكل شيء كما لو أن الأمر أمرهُ لا أمري! .. لم ينثني عن مساعدتي للحظة ، كان واقفاً بجانبي دائماً ، يحييني كلما قاربتُ على الفناء!

لاحظ "ألفريد" دموعي ، فهمس

- "آماندا"!

أغمضت عيناي لتنحدرَ دموعي على وجنتي ، أشحتُ بوجهي عنه أبكي في صمت .. لا أعرفُ ما الذي أصابني! ، بتُّ كالطفلة عندما تتعلق بمن تحب! .. لن أهدأ و أرضى قبل أن أراهُ أو أسمعَ صوته!

أقتربت "سارة" مني أكثر و قالت و هي تمسحُ على رأسي

- إهدئي يا عزيزتي ، أرجوكِ لا تزعجي نفسك .. سأنظر أين يمكن أن يكون ، سأتصل به لأجلك .
- أرجوكِ "سارة" ، بسرعة .
- حسناً .

قالت ذلك و أخرجت هاتفها .. و أسرعت مغادرة إلى الخارج لتجري المكالمة .
لحقَ بها "ألفريد" ، و بقيت وحدي في الغرفة قلقة .. لما يختفي "ريكس" الآن؟! .. كلماته في رسالته تخيفني! .. "ريكس" كن بخير و اظهر قبالتي أرجوك .

بعد مضي دقائق ، فتحَ باب الغرفة .. وجهتُ نظري نحوه أترقب الداخل .. كانت أنفاسي متلاحقة ، و قلبي يدق بعنفٍ بين أضلعي .. أرجوكَ "ريكس" كن أنتَ خلفَ هذا الباب!

فاضت عيناي بالدموع حينما وجدته ، نعم كان "ريكس"! .. "ريكس" و برفقته الطبيب و أخي و "سارة"!

ابتسمت بسعادةٍ شديدة ، تبددت كل مخاوفي ، ثقلٌ انزاح عن صدري ، راحةٌ سكنت قلبي .. أخيراً أشفقتَ عليَّ و ظهرتَ يا "ريكس"!

أقترب الجميع مني ، لكن عيناي لم تحدقان إلا فيه ، وقفَ عند رأسي و طبعَ قبلةً على جبيني و همسَ قائلاً

- حمداً للهِ على سلامتكِ يا عزيزتي .

رفعت يدي إليه فأمسكَ بها ، شددتُ على كفهِ بقوة و همستُ إليه بارتباك

- قلقتُ عليكَ يا "ريكس" ، أينَ كنت؟!
- كنتُ في عملي هذا الصباح .
- البارحة! ، وحتى السابعة صباحاً كنتُ أطلبكَ على الهاتف و لكنكَ لم تجبني!
- لم أستطع .. لم أستطع أن أجيبَ يا "آماندا" ، كنتُ قلقاً كثيراً بشأن العملية .. و كنتِ حزينةً جداً البارحة قبل أن أغادركِ .. لم أرد أن أجيب حتى لا أظهرَ ضعفي و قلقي و تخافي يا "آماندا".

ثم نظرَ إلى الطبيب و تابع

- مررتُ على الطبيب البارحة ، أردت منه أن يسدي لي خدمة لكنه رفض .

أصدر الطبيب ضحكةً خفيفة و قال

- لن تصدقي جنون هذا الفتى ، كان يريد التبرع بقلبه لكِ و لكني نهرته ، فمن المستحيل أن يكون المتبرعَ شخصٌ سليمٌ على قيدِ الحياة!

نظرتُ إليه بعينينٍ متسعتين و قلت

- "ريكس" هل تظن أني أسمحُ بذلكَ أو أقبلَ بهِ حتى لو لم يرفض الأطباء!

عقد "ريكس" حاجبيه قائلاً

- لا تريدين مسامحتي يا "آماندا" ، نظراتكِ و صمتكِ يحرقاني .. هينٌ علي أن أهبكِ قلبي لعلكِ تغفرين ، و لا أن ترمقيني بقلبٍ متحاملٍ علي طول العمر .

قلتُ بصوتٍ حزينٍ مرتعش

- لكني عفوت عنك .. رسالتكَ البارحة أربكتني ، و صمتكَ أجنني ، ظننتكَ حقاً تصرفتَ بتهور يا "ريكس" ، كم خشيتُ فقدك!

ابتسم و انحنى إليّ ليمسح الدموع عن وجنتي ، و قال بلطفٍ بالغ

- لا تبكي إذاً ، عاشقكِ المجنون "ريكس" .. يعدكِ أن لا يخذلكِ ثانيةً ، أرجو أني لم أثقل عليكِ برسالتي يا "آماندا" .
- على العكس ، كنتُ بحاجةٍ لها .. كنتُ حقاً أنوي الكلام إليكَ عما مضى منذ يومين ، و قد لاحظتَ ذلك .. لكنه كان صعباً علي ، لزمتُ الصمتَ و حبستُ الكلام في جوفٍ محترق ، ندمتُ كثيراً لأني لم أفصح لكَ عما بداخلي بعد قراءة كلماتك .. كنتُ بحاجةٍ ماسةٍ إليكَ في الحقيقة!
- أنا بجانبكِ دائماً و لن أتخلى عنكِ يا "آماندا"

همستُ إليه

- أحبك .

حينها قال "ألفريد" مبتسماً

- نحنُ هنا!

ضحكت "سارة" و قالت تكلم "ريكس" بطريقتها المعتادة

- ماذا تنتظر أيها العاشق ؟! .. اغتنم الفرصة طالما قلبها العنيد رضي عنك ، من يدري لعل قلبها الجديد يتقلب سريعاً .. أكثر عناداً و أكثر مزاجية!

ضحكَ الجميع ، بينما رمقتها بغضبٍ و قلت

- لا شأنَ لكِ بقلبي يا مزعجة .

قال "ريكس" مبتسماً

- ما زالت صديقتكِ "سارة" محافظة على جنونها ، لكنها محقة .. يجب أن أتصرف!

نظرتُ إليه بعينينٍ واسعتين ، و قلت

- لعلكَ صدقتها!؟
- لم أصدقها ، أثقُ بكِ ، تماثلي للشفاءِ سريعاً يا عزيزتي ، ستكون هنالكَ حفلة بانتظار كلينا .. أنا و أنتِ .

انتابني الخجل ، نظرتُ إليهِ باستحياءٍ شديد .
لعلكم فهمتم ما يرمي إليه "ريكس"!

ابتسمتُ إليه ، حدقتُ في عينيه ، تأملته ، تمعنتُ في تقاسيم وجهه ، سعيدةٌ بكَ يا "ريكس" ، سعيدة لأن الحياة منحتني الفرصة لتشاركني حياتي الجديدة ، لتكون فيها معي من جديدٍ و فيكل لحظة .. سعيدة لأنكَ لم تخذلني وعدت ، خمسُ سنواتٍ مضت خلت منكَ لم يعرف فيها قلبي السعادة الحقيقية ، لأن كل المواقفِ الحافلة تذكرني بك ، تصرخ بفقدك ، تتألم من دونك .. بل إن السعادة تنكر ذاتها في قلبي لأنها لم تجدك .

بعد خمسةِ أشهرٍ و بعد تماثلي للشفاء .. أقمتُ أنا و "ريكس" حفلاً صغيراً بمناسبة زواجنا ، كان يوماً مميزاً، يومٌ باركت لي فيه الحياة ، يومٌ ألقمتنا فيه أقدارنا الشهد ، و مساءٌ جميلٌ ضمني .. أنا و "ريكس" .. لتسكنَ حياتنا سعادةً أبدية ، و حباً مضيئاً في قلبينا .. لا ينطفيء .



انتهت


 


قديم 10-24-15, 02:50 PM   #191
مطر الفجر

الصورة الرمزية مطر الفجر

آخر زيارة »  01-12-18 (03:05 AM)
سحقاً لقوم يقولون مالا يعلمون
و بئساً لقوم يحكمون بما لا يعرفون
و تباً لقوم في الجهالة يستمرون
_____
ان بعض القول فناً
فاجعل الاصغاء فناً

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



غاليتي مرجانة رواية رئعه جدا\ولاول مره اقرا رواية
ذات نهاية جميلة وليست مأساوية ....
لوهلة ظننت بان ريكس هو المتبرع بل اخذ تفكيري ابعد من ذلك
واعتقدت بانه ليس هو نفسه صاحب الرساله ^_^
وانه هو ادعى ذلك امام اخته لكي تخبرها ويكون في مكانه
لو كان ريكس هو المتبرع سيكون تعليقي
نعم تستحق اماندا ان تعيش
وحسنا ما فعل ولن اشفق عليه حتى وان كان هو المتبرع ^_^

رواية اقيمها بامتياز

من حيث السرد والتدرج في الاحداث والوصف لادق الاشياء
والتعابير والمواقف
حقا ابدعتي غاليتي مرجانة
ارجو ان لا يتوقف قلمك عن الكتابة ابدا فانتي مبدعه بحق
سلمتي وسلمت لنا اناملك اللتي تعبت وخطت كل هذه القصة
لاجل مشاركتنا اياها
تحياتي القلبية واعجابي الشديد ....




 


قديم 10-24-15, 03:03 PM   #192
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  04-30-24 (01:01 PM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



شكراً عزيزتي مطر

في الواقع و لن أخفي عليكِ ، لست مقتنعة بالنهاية ، كنت سأكتبها نهايةً مختلفة
و قد بدأت في ذلك ، لكن أختي رفضت ههههه

أيضاً كان صعباً علي فأنا أكره النهايات المأساوية

لكن سأكتبها بالتأكيد كما أريد

شاكرة جداً لكِ و لجمال حضورك طيلة أجزاء الرواية
ممتنة كثيراً

حالياً سأتوقف ، و أعتقد أنها ستكون الرواية الأخيرة ، إلا لو وجدت ما يستحق الكتابة

شكراً بحجم السماء يا مطر
دمتِ بخير


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : رواية بقلمي بعنوان "استفهام" .
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"لورينتي": "ريال مدريد" للنهايه .. إيقاف "البارسا" صعب .. و"كريس" اكثر من "ميسي" !!! Bus News قسم الرياضه العربيه والأجنبيه - sports 0 02-07-11 06:40 PM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 12:48 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا