منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-14-15, 08:38 AM   #151
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  يوم أمس (02:03 AM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



،،،، الجزء الثالث عشر ،،،،



لعلّ ما قاله أخي "ألفريد" صحيح ، أعرفُ جيداً أن "ريكس" يحبني ، و هو لا يتردد أبداً في إظهار حبه لي .
لكن ما لم أكن أعرفه ، أنَّ قلبي بدأ بالتعلق به ، و ربما أحبه حقاً!

في أحد الأيام ، و في المعهدِ بالتحديد ، كنتُ و "سارة" و "فرانك" في القاعة ، كالعادة يتحدثُ الإثنان عن الرواياتِ و الكتب الذين تشاركا في قراءتها .. فيتناقشان فيها ، لا يروقني طبعاً حديثهما .. فلا تستهويني تلكَ الروايات و لا الحديث في شيءٍ أجهله .. و قفتُ من مقعدي قائلة

- أنا ذاهبة .

قالت "سارة"

- إن كنتِ ذاهبة للمقصف فانتظرينا ، سنأتي معكِ .
- لا لن أذهبَ إلى المقصف ، سأذهبُ لـ "ريكس" ، جئتُ متأخرةً هذا الصباح و لم أره .
- حسناً أبلغيه سلامي .
- حسناً .

و غادرتُ القاعة إلى حيثُ قاعة "ريكس" .. و عند باب القاعة ، أستوقفني مشهدٌ أمامي .

كان "ريكس" جالساً في مقعده .. يتبادل الحديث و الضحك مع فتاةٍ واقفة قباله ، بدت لي فتاة مستهترة .. مظهرها يعكس ذلك ، كانت تضع الكثير من المساحيق على وجهها ، كانت كثيرة الضحك ، جريئة جداً في طريقة حديثها معه .. تمايلها و خيلائها .

لم أشعر بالراحةِ أبداً لها ، و ضايقني أن "ريكس" متفاعلٌ جداً مع حديثها ، و كأنها تستهويه!
و لكن ما غاظني أكثر ، حينما انحنت إليه و قبلته على وجنته!

اتسعت عينايَ دهشةً ، و احمر وجهي غضباً و حنقاً منهما ، بل من "ريكس"!
لماذا يسمح لها بأن تلتصقَ منه هكذا ، و أيضاً تقبله!؟

انسحبتُ بهدوء و استندتُ على الجدار بجانبِ باب القاعة ، أقطب جبيني بغيظٍ و غضب .. شعرت بدقات قلبي تتسارع ، و ألمٌ و ضيقٌ شديد في صدري .

بعد دقيقة من الإنتظار ، خرجت الفتاة مبتعدة ، و بعدها خرج "ريكس" .. وقعت عيناه علي فتوقف بقربي و قال بسرور

- "آماندا" أنتِ هنا؟! ، كنتُ أخشى تغيبكِ هذا اليوم ، لم تأتي هذا الصباح .

رفعتُ بصري إليه في صمت ، و مازلتُ مقطبة الجبين .. و الغضبُ واضحٌ على وجهي .
لاحظ "ريكس" غضبي ، فعقد حاجبيه و قال متسائلاً

- عزيزتي ما بكِ ، لستِ بخير .. هل حصلَ أمرٌ ما ؟!

لم أتفوه بكلمة ، لم أعرف ماذا أقول بالتحديد .. كنتُ ؤأنبه بعيناي فقط دون التكلم ، و قد أحس بذلك
فقال بقلق .

- " آماندا" ماذا هناك ، لما ترمقيني هكذا؟!

نطقتُ أخيراً و بحدة

- من تلكَ الفتاة التي كانت تضحكُ معكَ منذُ قليل ؟
- تعنين "جيسي"؟

قلتُ بانفعال

- لا يهمني اسمها ! ، كيف تسمحُ لنفسكَ بالضحكِ مع فتاةٍ مستهترةٍ مثلها؟! ، ثم! ... رأيتها تقبلك! ، كيف تجرؤ؟! ، و كيفَ تسمحُ لها بذلك؟!

قال بهدوءٍ موضحاً

- معكِ حق ، "جيسي" فتاة مستهترة و ليست جيدة ، إنما هي زميلة مقربة ، أرادت التحدث معي فشاركتها الحديث ، هذا كلُّ ما في الأمر!

قلتُ و أنا أرفعُ حاجباي

- زميلة مقربة! ، تقبلك!؟
- هي هكذا دائماً ، تقبلُّ الجميع .

قال هذا و ضحك باستخفاف ، بينما ظلت عيناي تحدقان فيه بلوم .. فاقتربَ مني أكثر و همس قائلاً و البسمةُ في شفتيه

- هل تغارين ؟!

وقعت عليّ هذه الكلمة كالماء البارد المسكوب فوق رأسي ، أحسستُ بقلبي ينقبض ، و الإرتباك أصابني و أخذني الذهول و أنا أحدقُ في عينيه .. قلتُ بامتعاضٍ بعد أن استعدتُ زمامي

- هذا ليسَ وقت الإستظراف .

اتسعت ابتسامة "ريكس" و قال بإلحاح

- أجيبيني حقاً ، هل انتابتكِ الغيرة؟!

اشحتُ وجهي عنه بصمتٍ و خجل .. فقال بسعادةٍ واضحة

- طالما أصابكِ الخجل ، و طالما لزمتِ الصمت .. فالإجابة نعم ، يا إلهي .. لا أصدق! ، كم أنا سعيد!

نظرتُ إليه بتعجبٍ و قلتُ بصوتٍ منخفض

- هل جننتَ يا "ريكس"؟!

قال و قد لمعت عيناه الزرقاوتين

- جننت؟! ، لما لا يصيبني الجنون؟! ، طالما تغارين على "ريكس" فأنتِ مولعةٌ به! ، كنتُ أطمح لسماع ذلك منكِ.

أصدرتُ ضحكةً عالية ، لم استطع منع نفسي عن الضحك ، و قلتُ بعدها

- تفسرُ الأمور على هواك !

قال بهمسٍ هاديء و هو يحدقُ في عيني

- لا أبداً ، لستُ كذلك .. لكن عينيكِ تفضحانك فلا تنكري!

خفقَ قلبي بقوة ، فأبعدتُ بصري عن عينيه للحظات ، ثم نظرتُ إليه باستحياءٍ و قلت بصوتٍ منخفض

- أنا لم أقل شيئاً ، فلا تكن واثقاً .
- عيناكِ سبقتكِ ، همستها في أذني ، سمعتها منها قبل أن تنطقَ بها شفتيكِ .. ترى ، هل يحقُ لي أن أطبع قبلةً على و جنتيكِ الآن؟

اتسعت عيناي دهشةً منه ، صعد الدم إلى وجهي خجلاً ، فقلتُ بانفعال

- هللا تعقلتَ "ريكس"! ، كف عن طيشك !

أصدرَ ضحكةً خفيفةً و قال

- أمازحكِ يا عزيزتي ، هيا بنا ، أشعر بجوعٍ شديد لم أشعر به من قبل .

ابتسمتُ إليه و مددتُ يدي نحو كفه أمسك به قائلة

- هيا بنا .

و سرنا ، و سرتُ معه بنبضٍ في قلبي لم يهدء .. لقد تمكن مني "ريكس" أخيراً ، و لقد سلمتُ إليه قلبي هذا اليوم ، فضحتني غيرتي ، و عيناي التي لم تعد تطيق غيابه عنها .
اهتمام "ريكس" الدائم بي جعلني انسى كل ما حدث ، أشعرني بالراحة و الطمأنينة ، أخذني إلى بر الأمان ، على ضفاف قلبه ، حتى هويت فيه !

=============

في المساء ، كنتُ في غرفتي أهاتف "سارة" و أحدثها عما حصل مع "ريكس" في المعهد ، كنتُ قد سردتُ لها ما حدث .. حتى علقت قائلة

- في الواقع ، سعيدة جداً لأجل "ريكس" .
- لماذا؟!
- لأن قلبكِ العنيد أخيراً حطم قيده و تيّم فيه .

قلتُ معترضة

- تيّم فيه ! ، هذهِ الكلمة أكبر حجماً مما في قلبي ناحية "ريكس" .
- ماذا تعنين؟!

قلتُ بعد تفكير

- اهتم به ، أحب الحديثَ معه ، أحبُ لطفه ، كلامه العذب يثير مشاعري أحياناً .. شخصٌ اعتدته و لا يمكنني الإستغناء عنه ، ربما كان إعجاباً .. ربما ولعاً كما قال "ريكس" ، لكن ليسَ لدرجةِ التيم!
- حسناً طالما وصلَ الحال بقلبكِ عند الولع ، فسيصلُ بالتأكيد عند الهيام و التيم .

عضضتُ على شفتي خجلاً ، و بدأ نبضي يضطرب .. و قلت بهدوء

- هل يمكن؟!
- يمكن!؟ ، بل أجزم!

في هذه اللحظة ، جاءني خطٌ ثانٍ على الهاتف ، فنظرتُ إليه .. فإذا به "ريكس"!
قفز قلبي بين أضلعي ، فقلتُ بسرورٍ و ارتباك

- "ريكس" يطلبني على الخط ، سأغلق الآن و اهاتفكِ فيما بعد .

أجابتني بخبث

- مجرد إعجاب إذاً ها؟ .. لقد تعدى قلبكِ الولع و توقفَ عند العشق .

قالت ذلكَ و انفجرت ضاحكة ، ضحكتُ في داخلي و قلت لها بانزعاج

- غبية ، إلى اللقاء .

و أغلقت منها و حادثتُ "ريكس"

- مساء الخير .
- مساءٌ عسلي كعيني "آماندا" الجميلة .

ابتسمت بخجل ، و قلتُ بهدوء

- كيفَ الحال ؟
- بخير ، ماذا عن فاتنتي ؟

بدون تفكير ، أجبته

- فاتنتكَ هائمة!
- هائمة! ، أين و بصحبةِ من يا ترى؟

صمتت ، و ازدادت ضربات قلبي ، لم أجرؤ على إخبارهِ بأني هائمة فيه و معه! ، فقلتُ محاولةً تغيير مجرى الحديث

- مع "سارة" ، كنتُ أتحدثُ معها منذ لحظات .
- يجب على "سارة" أن تتخلى عنكِ منذ اليوم لأجلي ، حتى لا تسرق مني وقتكِ .
- غيرُ ممكن! ، و إن تخلت فأنا لا أستطيعُ التخلي عنها .
- لندع "سارة" جانباً ، و لنتحدث عن " آماندا" العزيزة ..

وتابع الكلام ، و تابعتُ معه الإصغاء و شاركته الكلام .. و كالعادة ، يؤخذنا الحديث من وقتنا ، ننسى معه الزمن ، فيطول بنا الحديث الممتع .

مما لا شك فيه ، أني حقاً تخطيتُ الإعجاب ، مع مرور الأيام .. بات "ريكس" بالنسبة لي هاجساً محبب .
ازددنا قرباً و تودداً و تلاطفاً ، كنا لا نفارق بعضنا في المعهد إلا في ساعات الدرس ، صار يصطحبني في طريق العودةِ إلى المنزل ، و أنا صرت أحبُ مشاكساته ، حتى جنونه و غباءه .. أراه رائعاً في إسلوبهِ و تصرفاته ، نعم .. لم يعد "ريكس" مجرد صديق .. بل كان أكثرَ من ذلكَ بكثير!

==============

بعد شهرٍ تقريباً و في أحد الأيام ، وبينما كنتُ في المعهد صباحاً .. استقبلني "ريكس" كالعادة ، تبادلنا تحية الصباح .. ثم مضينا إلى القاعة و نحن نتبادلُ أطراف الحديث .. دخلنا القاعة ، و كانت "سارة" جالسةً تنتظرني على مقعدها .
اقتربنا منها و ألقينا عليها التحية ، فأجابت على مضضٍ ، مما أثار قلقي و قلق "ريكس"!

جلستُ بجانبها على مقعدي قائلة

- لا تبدين بخير يا عزيزتي ، ماذا هناك؟!

نظرت إلي ثم إلى "ريكس" باضطراب ، و هي لا تزال تلزم الصمت .
قال "ريكس"

- "سارة" ما الأمر؟! ، ما الذي يقلقك؟

تنهدتْ بصعوبة ، ثم رفعت يدها التي كانت تمسك بظرفٍ مورد ، ظرفٌ أميزهُ جيداً و أعرفه!
اتسعت عيناي حينما وقعت عليه ، و هوى قلبي من شدة المفاجأة! ، إنها رسالة من ذلك المجهول!
ادرتُ رأسي نحو "ريكس" ، الذي نظر إلي بارتباك ، ثم أعدتُ النظر نحو "سارة" ، و ازدردتُ ريقي و قلتُ بصعوبة

- من أينَ جئتِ بها؟!
- وجدتها تطلُ من درج طاولتك عند مجيئي .
- هل قرأتها؟
- لا .

و مدت الرسالة إلي ، حدقتُ في الظرف ملياً .. متردده كثيراً من أخذه .
نظرتُ إلى "ريكس" الذي كان يحدق في الظرف بصمتٍ و هدوء ، لم أفهم نظراته تماماً ، لكن بدى في صمته ضيقٌ و انزعاج ، و ذلك كان يزيد من ترددي و ارتباكي .

بعد تردد ، قررتُ أخذ الرسالة .. فمددت يدي ببطءٍ إليها ، و التقطتها من يد "سارة" بارتباكٍ شديد .
نظرت إليه ، كان مكتوباً على الظرف ، كما اعتاد أن يكتبَ دائماً

إلى العزيزة "آماندا"
رسالة من ..........؟

كان هناكَ فراغٌ و استفهام ، لم يكتب من معجبٍ أو من عاشق ، و هذا ما يؤكد تخليه عني ، لما يرسلُ إليَّ إذاً بعد كل هذا الوقت؟! ، ماذا يريد؟
انتابني فضولٌ شديد لمعرفةِ ما كتبه ، و لما تحتويه تلك الورقة المطوية بداخل هذا الظرف .
هممتُ بفتحها ، و لكني توقفتُ بعدَ أن رأيتُ "ريكس" ينصرفُ بخطى سريعة إلى الخارج .

ناديتهُ بسرعةٍ قائلة

- انتظر "ريكس"!

و أسرعتُ باللحاق به ، لا شكَ أنه تضايقَ لأخذي هذه الرسالة و لرغبتي بفتحها ، لكنني رغبتُ بقراءتها لمجرد إشباع فضولي لا أكثر! ، ليسَ لشوقي إليه!
تبعته بسرعةٍ و استوقفته من ذراعه قائلة

- "ريكس" مابك؟! ، لما غادرتَ هكذا!؟

استدار إلي و هو يقطب جبينه و قال بانفعال

- حتى تقرئيها براحةٍ أكبر ، وجودي يربككِ على ما يبدو .

أخذتُ نفساً محاولةً تبديد توتري ، و قلتُ بهدوء

- أبداً "ريكس" ، وجودكَ بقربي دائماً يقويني .
- ما زلتِ تحملينَ مشاعر لذاك المختبيء .
- ليسَ صحيحاً .
- تهتمين لأمره؟!

قلتُ بنفاذ صبر

- "ريكس" مابك؟! ، كل ما في الأمر أنه يثيرني الفضول لمعرفةِ ما تحتويه رسالته!

قال ساخراً

- تعتقدينَ أنه كتبَ ماذا؟! ، يسألُ عن أخباركِ لمجرد السؤال؟! ، أم يسأل عن دراستكِ كيف تسير؟

حملقتُ في عينيه بغضبٍ ، فقال

- تعرفينَ أنه أكثرَ من ذلكَ صحيح ؟ ، إقرئيها .. لعلكِ تسترجعين أيامكِ الماضية .

استفزتني كلماته كثيراً ، فقلتُ بانفعال

- سأقرأها بالتأكيد ، لأني إن لم أعرف ما بها فلن أتوقفَ عن التفكير .. سوف تستحوذُ على عقلي كله!

حدقّ في عيني بعينينٍ غاضبتين ، ثم استدار ذاهباً دون أن ينطقَ بكلمة!
تنهدتُ بحرقة و ألم ، قلبي عاود يعصف بجنونٍ في داخلي .. لماذا "ريكس" ؟! ، لما تغضبُ مني لأجل رسالةٍ صاحبها لم يعد يعنيني ، لما لا تثقُ بي!؟
و نظرتُ إلى الرسالةَ بيدي بحزن ، و قلت في نفسي متسائلة

- ما الذي جعلكَ تكتبُ لي الآن؟! ، ماذا تريد؟

و عدتُ أدراجي إلى القاعة ، دخلتُ بهدوءٍ و جلستُ على مقعدي بصمت ، فسألت "سارة"

- ماذا حدث؟ ، ما به "ريكس"؟

و ضعت الرسالة في درج الطاولة و قلت

- هو غاضبٌ لأني أفكر في قراءةِ الرسالة ، يعتقد أني أهتم لأمره ، و أنه لا زال بقلبي مشاعر اتجاهه .

قالت "سارة" بانفعال

- أريدُ أن أعرفَ فقط ، لما يرسلُ إليكِ الآن؟! ، ألم يطلب منكِ عدمَ مراسلته؟! .. يجبُ أن تمزقي هذه الرسالةَ و لا تعيريها اهتماماً أبداً أبداً!
- أتساءل مثلك ، و هذا ما يثير فضولي لمعرفةِ ما كتبه !
- "ريكس" لا يستحقُ يا "آماندا"!

نظرتُ إليها باستنكارٍ قائلة

- أنا لن أتخلى عن "ريكس" أبداً! ، و ليسَ لأني أريد قراءة رسالته يعني أني أشتاق إليه! ، لا تضخما الأمر رجاءً ، هو لا يهمني .. يجبُ أن تفهما ذلك جيداً .

رمت "سارة" بظهرها على مسند المقعد قائلة

- هذا جيد .

و رميت بظهري أنا الأخرى على المسند متأففه ، أفكر كيف أتصرف لأجل "ريكس" .

==============

في الإستراحة ، أخذت الرسالة بين يدي و صرتُ أنظر فيها بشرود ، قالت لي "سارة"

- ستقرئين الرسالة الآن؟

نظرت إليها مفكرة ، ثم هززت رأسي قائلة

- لا ، بل سأذهب لرؤيةِ "ريكس" .
- سآتي معكِ .
- هيا .

و نهضنا من مقعدينا ، غادرنا القاعة إلى الفناء .. بحثنا عنه و لم نجده ، فتوجهنا إلى المقصف و بحثنا عنه .. و أيضاً لم نجده! ، فقررنا أخيراً الذهاب إلى قاعته لعلنا نجده ، و فعلاً .. عثرنا عليه هناك ، كان جالساً يقلبُ أحد الكتب ، و بدا عليه الملل و الضيق .

دخلنا و اتجهنا نحوه ، نظر إلينا وهو يقطب جبينه ، فوقفنا أمامه
قالت "سارة"

- هذا أنت؟! ، كنا نبحث عنك منذُ ربع ساعة!

أغلقَ الكتاب أمامه و قال

- ماذا عندكِ ؟

تكلمتُ حينها بلطفٍ قائلة

- "ريكس" ، أما زلتَ غاضباً؟

قال ببرودٍ يكمن فيه الغضب

- ذلكَ لا يعنيكِ ، لا يهمكِ كما أخبرتني .
- أنا لم أقل ذلك!

قلتُ هذا و أخرجتُ تنهيدةً قصيرة ، و أردفت

- أنا لم أقرأ الرسالة ، و لن أقرأها .
- لا ، إقرئها .. إن لم تفعلي فستستحوذ الرسالة على عقلكِ ، و ستفكرين فيها طولَ الوقت و لن يريحكِ ذلك .. عن إذنكما .

يا إلهي! ، هذا هو يحاول استفزازي من جديد!
تضايقت من كلامه و انزعاجه المبالغ فيه ، من المفترض أن يتناسى الأمر طالما أني لن أقرأها !

قال هذا و قام من مقعده ، تجاوزنا ذاهباً للخارج ، لكني لحقتُ به و أمسكتُ بذراعه قائلة

- انتظر أرجوك .

سحبَ ذراعه بقوة من يدي و قال بصوتٍ غاضب

- لا تمسكي بي!

فاجأني صراخه و نظراته الغاضبة ! ، لم أرهُ مسبقاً غاضباً هكذا .
توترتُ كثيراً و أحسستُ بالخوف ، صار صدري يعلو و يهبط سريعاً .. بينما قال بنبرةٍ حادة

- عودي إليه إن أحببتِ .. لكن انسي "ريكس"

لم أصدق ما قاله! ، ما الذي دهاه؟! .. أهكذا ببساطة يخيرني بينه و بين ذاك؟! ، ببساطة يحاول الإنسحاب من حياتي ، هل من السهل عليه أن يتخلى عني بهذه السهولة!؟ ، أهذا هو الحب الذي يدعيه؟
تجمعت دموعي حول حدقتي انظر إليه بذهول! .. بينما تابع سيره مغادراً .
قالت "سارة" بقلق

- ما الذي أصابه؟!

لم أتمالك نفسي ، و لم أنتظر أكثر ، لحقتُ به حتى تقدمته و وقفتُ قبالته قائلة بغضب شديد

- اسمعني!

نظر إليّ و هو يعقد حاجبيه ، فرفعت يدي التي تمسك بالرسالة و ضربتُ بها على صدره ضرباتٍ متتالية و أنا أقول بغضب

- لم أقرأ الرسالةَ حتى الآن لإجلك ، و لن أقرأها كما أخبرتك .. صاحب الرسالة لا يعنيني أمره منذ ذاك اليوم! ، أنتَ و حدكَ من يعنيني ، أمركَ فقط ما يهمني! .. متمسكةٌ أنا بكَ يا "ريكس" لمَ لا تفهمني؟! .

قلتُ ذلكَ ثمَ أمسكتُ بالرسالة بكلتا يدي و مزقتها بقهرٍ شديد ، ثم رميتُ بقصاصات الرسالة أرضاً و نظرتُ إليه بعينينٍ اكتسيتا بالدموع ، و قلت بحدة

- هل هذا يرضيك؟!

لزم الصمت و هو ينظر إلي بدهشة ، مرت أوقاتٌ كثيرة غضبت فيها عليه لكن لم يسبق أن كنتُ مندفعةً في غضبي و انفعالي لهذا الحد!
كانت أنفاسي تتلاحق و دموعي تنحدر على و جنتي ، همستُ قائلة

- أحبكَ يا "ريكس" ، و لا اهتم لأحدٍ سواك .

همس باسمي بهدوء

- "آماندا" .

تقدمتُ إليه و عانقتهُ بحرارةٍ ، كنتُ بحاجةٍ لعناقه ، لأشعره بحبي و اهتمامي به .. كنت بحاجةٍ لدفئه ، للشعور بحبه لعل ذلك يخفف عني قليلاً .
همستُ قائلة

- لا تفعل بي ذلكَ يا "ريكس" ، لا تقسو عليّ أرجوك .

بادلني العناق ، أحسستُ بذراعيه تطبقان علي بكل ما ؤتيت من قوة ، و همس في أذني بدفء

- لم أكن أقصد يا عزيزتي ، أعتذر .
- لا تكرر ذلك ، ثق بي رجاءً .
- أثق بكِ يا حبيبتي ، أثق بكِ .

طال بنا العناق ، و طال انسكاب دموعي بالعتاب ، و طال همسه بالإعتذار .
كان ذلكَ أول عناقٍ و أجمله ، كان متقداً ، جياشاً .. أختلطت فيه الكثير من العواطف و المشاعر .
أذكر أن "سارة" عزيزتي قد شاركتني بذرف الدموع ، و البسمة في شفتيها لأجلنا .
و أنا و "ريكس" ، تبادلنا الإبتسامات و الضحكات ، و افترقنا بجسدينا كلٌ إلى درسه ، وترك كلٌ منا جزءً من قلبهِ عند قلبِ الآخر .


 


قديم 10-14-15, 09:02 AM   #152
مطر الفجر

الصورة الرمزية مطر الفجر

آخر زيارة »  01-12-18 (03:05 AM)
سحقاً لقوم يقولون مالا يعلمون
و بئساً لقوم يحكمون بما لا يعرفون
و تباً لقوم في الجهالة يستمرون
_____
ان بعض القول فناً
فاجعل الاصغاء فناً

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



جزء رائع جدا
بدات الاحداث بالتقدم اخيرا
ارجوا ان تكملي الجزء القادم مساءا ^_^
وكانك تعلمين ان نقطة ضعفي هي قلة الصبر هههه
تحيتي لك مبدعتنا مرجانه


 


قديم 10-14-15, 09:30 AM   #153
آسيرة حرف

الصورة الرمزية آسيرة حرف

آخر زيارة »  07-25-22 (06:18 PM)
الهوايه »  الابتسامه, القراءة , الكتابه, مخاطبة العقل
انا من الجنوب وديرتي جيزان
يشهد عليها من سكن فيها
لايمكن اعشق غيرها بـ إدمان
جيزان ي عسا ربي يحميها

آسيرة حرف
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ماشاء الله وتغار بعدنا ماحبينا
عادي هي يوم كان تقهر ريكس
بالاستفهام حقها جداً عادي كان

حلال لها حرام ع غيرها يعني عياره اماندا
وش قد ما احبها انا

هذه يبيني اوديها عند السيده منشن بدل سالي
تكرفها كم يوم وترجعها لريكس

باقي اللحين نطمن ع ساره والفريد وش بيكون نهايتهم
مع بعض او ضد بعض

مرجانه اسرعي لنا بالنهايه اخاف يرجع الاستفهام

لقلبك


 
مواضيع : آسيرة حرف



قديم 10-14-15, 09:33 AM   #154
رسول المحبة

الصورة الرمزية رسول المحبة

آخر زيارة »  04-14-19 (02:10 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



رائع
ربما قربت نهاية القصة
لأن أحداث الأكشن بدأت من هذا الجزء


الله يعطيكـ العافية ،،،


 


قديم 10-14-15, 09:35 AM   #155
ســـارا

الصورة الرمزية ســـارا

آخر زيارة »  09-17-16 (12:26 AM)
المكان »  في قلوب البسطاء ❤
الهوايه »  القراءة
عش يومك بكل تفاصيله ..
اطمئن لأن الله معك ..
اطمئن لأن مستقبلك بيد الله ..
والقلق لن يغير من الأمر شيئاً ،
فقط هو يفسد عليك يومك

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ممادري ماحبيت اريكس
وب مرتاحه لوجوده في حياة أماندا !



بانتظارك عزيزتي


 


قديم 10-15-15, 03:25 AM   #156
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  يوم أمس (02:03 AM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



شكراً لتعقيباتكم الجميلة ، و متابعتكم المبهجة لقلبي ،

بعد قليل ، الجزء الرابع عشر

كونوا بالقرب


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : رواية بقلمي بعنوان "استفهام" .
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"لورينتي": "ريال مدريد" للنهايه .. إيقاف "البارسا" صعب .. و"كريس" اكثر من "ميسي" !!! Bus News قسم الرياضه العربيه والأجنبيه - sports 0 02-07-11 06:40 PM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 03:16 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا