﴿وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا﴾

قال ابن عباس:
أحصى ما خلق، وعرف عدد ما خلق،
فلم يفته علم شيء، حتى مثاقيل الذر والخردل.

تفسير البغوي (٨ / ٢٤٥)

‏إلهي هب لنا تلك الاستقامة ...
‏التي مهما عصفت بنا رياح الفتن وأمواج الزمن نكون متمسّكين بأستارها،
استقامة تجعلنا نعبُدك حقّ عبادتك
وكأنك نَصب أبصارنا في السَّرَّاء والضَّرَّاء وحينَ البأس،
استقامة تجعلنا نفزع عند فوات الفريضة،
ونحزن عند ضياع النوافِل،
استقامة لا ميل فيها ولا عثر....

سَتَمُرُّ بِكَ أَيَّامُ عجاف
القَابِضُ فِيهَا عَلَى دِينِهِ كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ
وَسَيُحْزِنُكَ الوَاقِعُ وَتُؤْلِمُكِ المَنَاظِرُ
هَذِهِ المَشَاعِرُ عَظِيمَةٌ عِنْدَ اللهِ
فَلَا تَنْحَرُهَا بِسِكِّينِ الإنْتِكَاسَه
وَلَا يُغْرُنَّكَ فِى طَرِيقِ الحَقِّ قِلَّة السَّالِكَيْنِ
وَلَا فِى طَرِيقٍ البَاطِلُ كَثْرَةٍ الهَالِكِينَ

"أَنْتَ الجَمَاعَه وَلَوْ كُنْتَ وَحْدَكِ"

يُسَلِّطُ اللهُ ذَلِكَ عَلَى المُؤْمِنِ الصَّادِقِ لِيَمْتَحِنَهُ وَيُمَحِّصُهُ فَهُوَ مَرْحَلَةُ اِمْتِحَانٍ وَاِخْتِبَارٍ
يَثْبُتُ اللهُ فِيهُ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادَةٍ وَيَضِلُّ مَنْ يَشَاءُ
وَالصَّادِقُ يُخْرِجُ مِنْ ذَلِكَ الحَالِ أَقْوَى مَا كَانَ
وَاعْلَمُ أَنَّ خُرُوجَكَ مِنْ قَافِلَةِ الخَيْرِ لَا يُضرُّ أَحَدًا سِوَاكَ
وَوُجُودُكَ فِيهَا فَضَلَ مِنْ اللهِ وَنِعْمَةٌ أَنْعَمُ بِهَا عَلَيْكَ
وَاعْلَمُ أَنَّ شَرِيعَةَ السَّمَاءِ تُسَيِّرُ غَيْرَ آبيه بِأَسْمَاءٍ المُتَخَاذِلِينَ فَتَسْقُطُ أَسْمَاءُ وَتَعْلُو أسماء

{فَأَلْزَمُ غُرَزَكِ وَأَلْجَأُ إِلَى الدُّعَاءِ حَتَّى تَتَجَاوُزٍ}