ويمر الزمن ,, ويمضي عقد منه قوامه العشر سنوات ’’ ليبقى شاعر قصائدها بين البقايا التي نُسفت ’’ إلى مرحلة اليقين ’’ فكان الوهم عنوانها ’’ تجمعت الأحداث كخيوط كونت المعنى ’’ حيث تلك الخيوط كانت كفيلة لإثبات جرمها والإقرار عليه ’’’ وكأن تلك السنوات المنصرمة سنوات ضياع لرحلة شاعر ’’ فقد وصل مبتغاه بعد أن ضاق طعم المرارة ’’ وقد خارت قواه ’’’ فبقايا الأمس لكن شاعرها بعد رحلته المنهكة ’’ عاش قصة بقايا أخرى من بقايا ذلك الفارس ’’ الذي ظل منه شيء من بسالة الفرسان ’’’ استجمع جزء مما كان ’’’ فظلت رحلته رواية و قصة ’’ حلت محل بقايا أمسه ’’’ بعد أن جمع كل الأمس في خيوط أكتشف أنها وهمية ’’ خيالية خالية من الحقيقة ’’ كالسراب تماما ’’’ ذاك الذي يحسبه الظمآن ماء ’’ وهم لكنه جارح بقدر كافي ليترك قصة جرح ’’’ لا زال يذكره ’’’ وكان الثمن غالي وغالي جدا ’’ يكفي أن يكون ثمنه عمر ’’ سنين ’’ وكانت النتيجة المحتمة هنا ’’’ التي تجرع مرارتها أقداح ’’’ يظل الاستفهام قائم هل من يذكر ما فات بقصائد فعلا قد نسى ؟؟؟ أم إنها خيوط الكبرياء التي تجمعت لتشكل كرامة استنهضت ثورة لتغيير ما يجب ’’’ أيطرق النسيان من أحب وعشق بصدق!!! أم أنه تناسي يكتبه ليقنع ذاته؟؟؟ قد أرى ذكرى وثأر لكرامة، قد أرى ردة فعل لفعل ’’’ لكني لا أراه نسيانا فعليا ’’’ فأني أؤمن من نسى لا يكتب من نساه ’’’ حتى وإن جاء كرد اعتبار للذات ’’’ حتى وإن كان الحزن على النفس لا عليها ’’’ فلو كان التحكم بالقلوب من صنع كلمات تُقال لما كان الرثاء ’’’ وتظل خيوط الوهم لشاعرها ((الملهم)) من أروع ما قرأت وتفوقت على شاعرها بعد بقايا الأمس ’’’ لا عجب فأنا سأحاور الآن مدرسة في أدبها المقارن بالبرهان والأحقية ’’’

العنوان

((خيوط الوهم))

العنوان جدا رائع ’’ عنوان به خيوط تجمعت لتحيك قصة عاشق ’’’ قصة خيبات في عالم المحبين ’’’ لمن أعطى ولم ينل مبتغاه ’’’ كم نسجت تلك الحكاية بمغزلها ’’’ ليتضح أن من قام بالحياكة لم يكن يغزل خيوط حقيقة ’’’ لأنه لا ناتج ’ فالوهم لا ينتج إلا وهما ’’’ فعطاءه مفقود كما هي خيوطه ,,, من جنس حرفته ’’’ وهي هنا كذلك الوهم في عطاياها ’’’ فلم يكن حبها كفيلا بتطريز حكاية ’’’ وزرعها في درب ربيعي ’’’كم هو رائع العنوان ’’’ كل بيت يبث حكايته ’’’ كل بيت خيط من خيوطه ’’’ بل على الأرجح كل شطر ’’’ حكت قصة من كلمتين في المقال ’’’ مقامهما ثقيل في معناه ’’’ ثقيل بحرفية المعنى الجميل رغم آساه ’’’ جميل في الانتقاء كرشاقة الكلمتين جامعة مانعة ’’’ جميل في رسم نتائج ما قد كان منذ زمن ’’’ وكم جميل أن تأخذ من معنى مادي فالخيوط موجودة كواقع ’’’ وأن تستخدم ذلك الواقع كتجسيد معنوي ’’’ عموما ميزتك دائما في انتقاء العناوين في قصائدك حاضرة ’’’ وهذا يحسب لك بلا شك ’’’’

((خيوط الفارس))

1

نزف دم الشعور وجفت اوراقي وانا ما أدرى
بقايا رحلة الفارس ورق وأحلام منسية

ما أجمل البداية هنا وما أروعها ’’’ عالم جراح فقدت من يداوي جروحها ’’’ فقد عشقت بصدق ’’’ وكان عطاءك كبيرا ’’’ لم تنتظر من المقابل سوى أن تظفر بذلك العشق ’’’ وطالت رحلة الصبر ’’’ ولم يترجل الفارس عن جواده ’’’ إلا بعد رحلة صبر لم تجني ثمارها اليانعة ’’’ فكان ناتجها أن مشاعرك قد استنزفت ’’’ وقد طفح كيلها وفاض عن مكيالها ’’’ فجرح الشعور كان عميق ’’’ وكان ناتجة نزيف ’’’ وما أروع استخدام كلمة (( نزف )) هنا ’’’ حيث لو اكتفيت بكلمة (( سال )) لتصورنا جرح قد يكون بسيط ’’’ لأن سيلان الدم البسيط لا ضرر منه ’’’ لكن كلمة (( النزف )) بها تصور للكثرة ’’’ فالنزيف يكون لكميات الدم الكثيرة ’’ مما يدل على خطورة ذلك الجرح ’’’ حتى الدلالة اللونية بكلمة (( الدم )) رائعة ’’’ فتلك القرينة بينهما أوحت بشيء من الكثرة التي فاضت ’’’ وذلك الجرح أخذ وقت طويل ليكون بذلك العمق ’’’ ونزفه اليوم جراء احتمال قد طال ’’’ فانفجر شرايينه معلنه عن حالة تأهب قصوى ’’’ نزيف ’’ رائع جدا الانتقائية لكلمات تزيد من جمالية القصيدة بلا شك ,,,