مِن أجمل ما قرأت هذا الصباح ....

الله هو المحبوب وحده ، على وجه الأصالة ،
وما نحب في الآخرين إلا تجلياته وأنواره
فجمال الوجوه من نوره ،
وحنان القلوب من حنانه ،
فنحن لا نملك من أنفسنا شيئاً
إلا بقدر ما يخلع علينا سيدنا و مولانا من أنواره وأسمائه .....

د .مصطفى محمود رحمه الله .....

الحمد لله الذي أحيانا بعد أن أماتنا و إليه النّشور

علينا و نحن ندعو بهذا الدعاء كل صباح
أن نضع في اعتبارنا ...
أن نشورنا لخالقنا
في الآخرة يوم البعث ...باتجاه خالقنا ...سيكون أمراً إجبارياً
لا خيار لنا فيه .

بينما ....
في هذه الحياة الدنيا
قد ترك لنا الله عز وجل
حُرية الوجهه التي نسلكها ...

هل ستكون في اتجاهه ؟!
هل ستكون على صراطه ؟!
هل ستكون وفق ما يحبه و يرضاه لنا و منا ؟!
أم أنها لوجهات أخرى و ابتغاء مرضاة غيره...!!

الاكيد انه...
ليكون نشورنا الأخير نشور سعادة و انشراح
علينا أن نبدأه في هذه الدُنيا
و كأن الدنيا مرحلة تدريب و تجهيز
لذا...
في كل صباح إنوِ الخير
و اجعل عملك مهما كان بسيطاً بما يحبه الله و يرضاه
لا تستفيق بنية التخطيط
لقهر أحد
أو إيذاء أحد
أو الانتقام من أحد
أو الاستعداد لمعصية ما
اليوم الجديد فرصة عظيمة
يمنحنا الله عز وجل إياه
لنكسِب علامات جديدة ترفعنا في ميزانه
حاول جهدك...
أن تنسى موازين الناس
و ألا تضع في اعتبارك أي ميزان آخر غير الميزان الرباني .
أفعل...أو ...لا أفعل
أقول ...أو ....لا أقول
مرجعك هي نظرة الله لك ...و فقط
و فقط هذه...تحمل في طياتها الكثير
فمن أخلص وجهه لله وحده ...
و فقه الله عز وجل و أرضى عنه أحبابه ...
و لو انفض عنك كل الناس و انت مقبل عليه
فلا خير لك في الناس
و لا وحشة ستُهددك في بعدهم عنك
لأن محبة الله عز وجل إذا غزت جوفك
ملأته ...
بحيث تأنس
كما لم و لن تأنس
بأحب الناس إليك .
انتبه لنواياك و مقاصدك !

أتُريد محبة الله ؟!
إن كان نعم
فاعلم
أن الحبيب لا يقبل بشراكة
تجعل من أحد نِداً له
عليه أن يكون الأول ....و.... الآخر
و الظاهر ...و....الباطن
و صاحب القرار المُتفرد و المُستأثر به
و الظاهر الجلي
في أقوالك...و أفعالك....و جميع معاملاتك
و إن كشف
في اي لحظة
عن ستائر قلبك
لم يرَ مُهيمناً عليه غيره !
فهو الحق....صاحب الحق المُطلَق ....

نحتاج دائماً إلى كلمات
تسقي نبض تفاؤل
أوشك على الإنقطاع
كلمات تروي
جذور أحلام
أوشكت على الذبول
كلمات تعيد نبض الحياة
إلى أرواحنا المتعبة
كلمات تشد من عزم إيماننا
بأن كل شيء سيكون على مايرام.....

في عز حرارة أشعة الشمس
نحتاج لطريقٍ ظليل نسيرُ فيه
و يهون طوله
بلُطفِ ظِله

و كذا حياتنا...
لا مفر فيها من لحظات قاسية
لكن ،
اكتساء الروح من رحمات خالقها و ألطافه
يهون عليها الكثير
و يُحيل العسير
- بإذنه تعالى -
إلى يسير .

فاشحنها
بذكره....و مناجاته...و التوسّل إليه.... كلما تيسر لك ذلك
و تابع شحنها و جدده كلما لزم الامر .
و لا تتوقف !

.....إسأل مُحيط البئر عن مائه .....

خيرك
إن تجاوز أهل بيتك
....و تخطاهم...
ليطال غيرهم من البعيدين عنك
فهو ليس حقيقياً
هو مجرد " دعاية ...و.... إعلان "
و كم من الاعلانات كان هدفها الكسب المادي
و أنتَ إن شابهتها كان هدفك الكسب العاطفي
و لن يستقيم الأمر أو يدوم لك
ما دُمتَ لم تبدأ بالشكل الصحيح
لا تنزعج من كلماتي هذه
إن لامست حقيقة بداخلك
و كانت علاقاتك مع أصدقائك
أفضل من علاقاتك مع أهل بيتك
و تذكر بأنني لا أعرفك
لأتسبب بإيذائك بكلماتي هذه
فهدفي الاول و الاخير....هو سعادتك أنت
لن تسعد و جبهتك الداخلية مشتعلة
لن تكون بخير و علاقتك بأقرب الناس إليك ليست طيبة

و ربما تقول لي :
لكن أصدقائي يشعرون بي و يفهمون علي
بشكل لا أجده مع أهل بيتي
سأرد عليك و أقول :
أنا لا أقصد الانسجام
إنما أقصد الصبر عليهم و احتوائهم رغم اختلافك معهم
فإن كان صبرك على اصدقاءك سببه حُسنهم معك
فاجعل صبرك على أهلك سببه ابتغاء مرضاة الله

لا تُحزِن والديك أو أحدهما
لأنه لا يفهم عليك
يوماً ما...
ستفتقد وجودهما في حياتك
بحكم قضاء الله و ما جرت عليه سُنة الحياة
لا أريدك حينها....
أن تقول :
" ليتني صبرت....ليتني استوعبت....ليتني تجاوزت "
لأن الندم حينها لن ينفع
و سيستحيل لألم كبير في صدرك .

لذا...
من فضلك ،
استدرك قيمة أهل بيتك
و اصبر عليهم كما تصبر على غيرهم من أصدقائك .
فلا يوجَد عمل أرجى و أضمن
في كونه لوجه الله
كما القيام
بطاعة يحبها الله و يرضاها
و هي شاقة و مرهقة بالنسبة لك .

انتبه لأهل بيتك !