05-06-20, 03:29 AM
| #19 | |||||||||||||||
 
|  ((شاعر متفرد ووحيد)) "2" ما حضرت من الغياب إلا بجديد لو قديم البوح يزهر بالمكان "3" شاعرٍ من طلّ بالدنيا وحيد! شوفوا أحزانه على وجهه تبان أبيات فخر قد حلت ،،، الانتقال من مقدمة لموضوع آخر ،،، حزين لكنه مع ذلك يعلم قدر نفسه،،، فهو ليس كأي شاعر عندما يغيب،،، فحضوره يكون بالجديد المميز هنا فخر بمدى التمكن أن الغياب لا يؤثر على إمكاناتك الشعرية،،،فبحضوره يكون ذاك الجديد المتميز،،، وليس هذا فقط هنا فخر آخر ليس معنى أنك كشاعر تأتي بالجديد المميز أن يلغي ذلك تفرد قديمك،،، حتى أرشيفك القديم يكفي أن يجعل المكان يبدو كربيع مزهر،،، رائع الفخر على هذا النحو التعبيري الجميل ،،، كيف فهمنا أنه كالربيع مع أنك لم تذكره؟؟؟ لأن هناك ألفاظ في لغتنا العربية الجميلة تحذف لكن تفهم بمعنى الصياغة هكذا أنت ,,, فشعرك القوي قادر أن يزهر المكان وهنا المعنى معنوي فالفخر بجمال اللفظ والمعنى وأنا أشهد،،، | |||||||||||||||
| |
|
05-06-20, 03:37 AM
| #20 | |||||||||||||||
| لكن هذا الشاعر رغم تفرده،،،، ورغم تميزه،،، يشعر بالوحدة وكأن الوحدة كتبت بكتابة شهادة الميلاد منذ ولادته ،،، هل حقيقة إنك وحيد ؟؟؟ بالطبع لا ،،، فهناك الناس من حولك،،، ثم إنه لا يوجد إنسان منذ ولادته يكون وحيد فهناك الأهل،،، وهناك الصحبة،،، وهناك العالم المحيط ،،، لكن الوحدة هنا لفقد من يمثل معنى الناس جميعا،،، ولأن الحزن عميق فكأن إحساس تلك الوحدة قد خُلق معك ،،، من كثر ما عانيت من ذلك الحزن خيمت تلك الصورة السوداوية،،، ومن فرط ذلك الحزن ارتسم على ملامح محياه البادية للعيان ،،، فكل من يراه يشعر أنه إنسان يمتلك من الحزن الكبير،،، بالفعل معالم وجه الحزين سهلة القراءة ،،، حيث الوجوم،،، حيث عدم الاكتراث لابتسامة وضحكة،،، حيث إهمال عالم يمر دون انتباه،،، ذلك هو الوجه الحزين كما إنك إنسان تتسم بالوضوح لا الغموض،،، شفافية المشاعر تلك تفضح صاحبها،،، هنا تعبر عن استقامة طريقك وإنه لا يعرف التحيل والالتواء وكم هنا جمال ممتد ،،،رائع،،، | |||||||||||||||
| |
|
05-06-20, 03:44 AM
| #21 | |||||||||||||||
| الأساليب والصور والمحسنات: ((ما حضرت من الغياب)): استعارة،،، حيث شبهت الغياب كمكان يحضر منه ،،، الغرض منها: بيان إن العودة بعد غياب تكون بفائدة ترجى،،، (( إلا بجديد)): أسلوب الاستثناء لبيان المستثنى منه بالمعنى الإيجابي" جديد" ((لو قديم البوح يزهر بالمكان)): استعارة،،، حيث شبهت بوحك الشعري كالربيع المزهر ،،، الغرض منها: الاعتداد والافتخار بالمستوى الشعري ذو القيمة العالية،،، ((وحيد!)): كناية عن الحزن والفقد،،، كما إن علامة التعجب مناسبة هنا للتعجب تعاني الوحدة رغم وجود من حولك للدلالة : أنك تفتقد لمن يمثل حضورها الجميع وينعكس ((على وجهه تبان)): كناية عن فرط الحزن ،،، كناية عن الإحساس الشفاف رااائعة الصور والأساليب ومتنوعة،،، | |||||||||||||||
| |
|
05-06-20, 03:47 AM
| #22 | |||||||||||||||
| ((تناقض)) "4" ما يخاف الجوع والبرد الشديد كثر خوفه لا صدق والوقت خان "5" والله إن الخوف يرتع فالوريد مثل ما يرتع بعشب الروض ضان! "6" كن صدري قاع والجفوة جليد كن راسي شمس وضلوعي طمان! بعد تلك الوحدة،،، جاء موضوع الخوف ،،، موضوع الخشية تلك فأنت لا تخاف أن تجوع ولا تخاف من ذلك البرد القارس،،، عند قراءة هذا الشطر والتوقف ،،، نجد قد تبدو علامات تعجب واستفهام معا،،، من لا يخاف أن يجوع،،، أليس الجوع حاجة فطرية ولدت مع الإنسان ؟؟؟ أليس هناك الالاف بل الملايين يلقون حتفهم من الجوع؟؟؟ أليس البرد القارس في بيئة لا يوجد بها حماية للذات أمر مروع يؤدي للموت البطيء؟؟؟ لكن هناك شطر آخر فاصل وفيصل في الموضوع كلمة "كثر" بمعنى بقدر،،، هنا تتلاشى علامات الاستفهام والتعجب،،، نعم هناك خوف ولكن هناك خوف أكبر منه،،، فليس الخوف من الجود والبرد القارس كبير مثل الخوف من أن تكون في زمن أصبح فيه الصادق إنسان نادر،،، أصبح الزمن به غدر وخيانة وحقيقة هم ساكني الزمن لا الزمن،،، هنا إبراز معنى تغير حال الصح ليحل محله العكس تماما،،، فالصادق يجب أن ينال بصدقه كما يستحق،،، نعم هناك من يقابله بما يستحق ولكن لكثرة من يخالفون قاعدة الصدق كان الخوف،،، فأصبح الأوفياء الصادقين قليلين في عالم تسود به فوضى الكذب والخيانة،،، هذه الصورة المتشائمة رسمها حزنك،،، عكستها حالتك النفسية،،، نعم قد تبدل الزمان،،، نعم قد تغيرت القيم لكن ليس لدرجة الفوبيا ،،، بل لدرجة الغيرة المحمودة على حال أمة نتمنى استعادة زمنها،،، | |||||||||||||||
| |
|
05-06-20, 03:52 AM
| #23 | |||||||||||||||
| هذا الخوف كبير جدا كحالة من الفوبيا ،،، وكأنه دم يجري بالأوردة ،،، ما أجمل تحريك المعاني العلمية بمعاني شعرية ،،، وما أجمل تصوريك للخوف وكأنه ماشية والوريد المرعى كالرياض ذات الخضرة والعشب الوفير ،،، تأكل وترعى بكل أريحية،،، هنا التشبيه جدا جميل ،،، وكيف ذاك الخوف ملتصق،،، لحظة هنا هذا البيت يذكرنا بحديث الشبهات " كالراعي حول الحمى يوشك أن يرتع فيه" هنا أيضا هذا البيت يشير لحال أمة لم يعد يهمها كثيرا تلك الشبهات الواقعة بين عالمي الحلال والحرام ،،، اليوم لا يكترث كثيرا بتلك المنطقة المشبوهة التي ممكن أن تلج من خلالها لعالم المحرمات وما أجمل ذاك التصوير ،،، هنا لجميع الأحداث،،، لحزنك ،،، لألمك ،،، هنا تبدو مجموعة تناقضات بك شخصيا فكأن صدرك ذاك القاع ،،، قاع الأرض جذورها ،،، أصل الإنسان ،،، لذا يقول مؤكدا انتمائه لوطن ما وأرض ما " أنا ابن القاع" لذا تحس أن صدرك كذاك القاع كأرض،،، وماذا يجثم على صدرك؟؟؟ ذلك الحزن تماما كما يغطي الجليد مساحات شاسعة من القاع ،،، من الأرض،،، تلك الجفوة،،، فالجفاء برودة مشاعر وتبلد إحساس،،، وكأنه شيء جامد لا حركة به ولا حياة،،، لا تولد إلا مزيدا من الألم،،، وكأنك رأسك تلك الشمس،،، الشمس الرامزة للسمو والارتفاع ،،، كما أنه مصدر للضوء والنور الذي ينير العالم ،،، وكأننا أمام عالم أو ما شابه ،،، الشمس تلك المرتفعة تناقض تلك الأرض المنخفضة ،،، وكأن ضلوعك تلك المنطقة ،،، فشيء بها كُسر وسبب الكسرة تلك الجفوة والتبلد ،،، فكل المشاعر تناقضت بك من سبب تلك الجفوة ،،، راائع،،، | |||||||||||||||
| |
|
05-06-20, 03:56 AM
| #24 | |||||||||||||||
| الأساليب والصور والمحسنات: ((الوقت خان)):استعارة،،، حيث شبهت الوقت بالشخص الخائن ،،، الغرض منها: بيان تبدل الأحوال ((والله)):أسلوب إنشائي غير طلبي ،،، نوعه : القسم " والله :: ،،، الغرض منه : بيان حالة الخوف الشديدة كفوبيا،،، ((إن الخوف يرتع فالوريد)):استعارة،،، شبهت الخوف كالماشية التي ترعى،، كما شبهت الوريد كالمرعى الغرض منها : بيان إن خشتيك تعادل حياتك كدم يجري بوريده،،، ((مثل ما يرتع بعشب الروض ضان)): تشبيه ،،، شبهت الخوف كالشبهات التي تقرب من حال الإعوجاج،،، ((كن صدري قاع)):تشبيه ،،، شبهت صدرك كأرض وارتباط ،،، الغرض بيان أصالتك ((الجفوة جليد)): تشبيه ،،، شبهت الجفاء كالجليد لبيان حالة التبلد والبرود من الفراق والصد،،، ((كن راسي شمس)): تشبيه ،،، شبهت رأسك كشمس،، لبيان مقام السمو والارتفاع من منطقة الطمان،،، كما بها بيان العلم،،، وضلوعي طمان: تشبيه ،،، شبهت ضلوع الصدر وكأنها المنطقة المنخفضة وعكسها البيان ،،، لبيان حالة الانكسار للضلوع من همك الجاثم على صدرك بالجفوة،،، روووعة ،،، | |||||||||||||||
| |
