منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   صور من حياة الأنبياء والصحابه والتابعين (https://www.al2la.com/vb/f89.html)
-   -   هذا الحبيب (https://www.al2la.com/vb/t109135.html)

عطاء دائم 07-11-20 07:42 AM

هذا_الحبيب « ٩ »
السيرة النبوية العطرة (( إرهاصات النبوة ))
____________
قبل مولدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمسين يوما ، وقعت حادثة اهتز لها العرب جميعاً ، وهي حادثةُ الفيل ، وكانت من إرهاصاتِ النُبوة قبل مولدهِ ، فما هي الإرهاصة ؟ المعجزة ؟ والكرامة ؟ والاستدراج ؟ والإهانة ؟
هي خمسة أسماءٍ لمسمىً واحد وهو {{ الأمرُ الخارقُ للعادة }} .

____________
الإرهاصة [[ هي أمرٌ خارق ، يحدثُ لأي نبي قبل مولده ، أو قبل أن ينزل الوحي عليه ، وهي عبارة عن تجهيز لحضوره ، تماماً مثل حادثة ( أصحاب الفيل ) قبل مولده - صلى الله عليه وسلم - بخمسين يوماً ]]

المعجزة

[[ عندما يُوحى إلى نبي ويتسلم مهام الرسالة ، ويقول للناس إني رسول الله إليكم ، ويأتي بأمر خارقٍ للعادة ، دليل على صدقهِ ورسالته ، تُسمى معجزة ]] .
الكرامة [[ أمرٌ خارق ، يحدث لإنسان صالح ؛مثل الصحابة رضوان الله عليهم ، والأولياء ، تسمى كرامة ]] .
الاستدراج [[ تكون لإنسان منافق ، يعتقد الناس أنه من الصالحين ، يستدرجهُ الله بأمرٍ خارق ، حتى يوردهُ في النهاية للهاوية ، تُسمى استدراجا ]] .قال تعالى {{ سنستدرجُهم من حيثُ لا يعلمون }} .
الإهانة [[ هي أمرٌ خارق ، يحدثُ لمن يدّعي أنهُ نبي ، مثل مسليمة الكذاب ]] .

_____________
فقد ادعى مسيلمة النبوة ، وأنه شريكٌ لمحمد في الأرض بالرسالة ، قومهُ كانوا يعلمون أنه كاذب ، فأرادوا أن يستهزؤوا به .
__________
قالوا: يا مسيلمة ، محمد قد ظهر على يده خوارق ، قال لهم : ماذا تريدون ؟؟ قالوا : بلغنا أن محمداً قد بصق في عين أحد أصحابه ، بعد أن قُلعت من مكانها في إحدى الغزوات [[ يقصدون الصحابي قتادة رضي الله عنه ، عندما قُلعت عينه في (غزوة أُحد) ، فجاء يحملُها على كفه ، فأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - وبصق عليها ، وأرجعها مكانها ، فرجعت تبرُق في وجهِ قتادة ، و عادت مكانها ، وكان يقول قتادة : والذي بعث محمداً بالحق ، لأني أرى فيها أفضل من عيني السليمة ]] .

قال مسيلمة : أحضروا لي رجلا أعور ، فأحضروا له رجلا أعور ، فبصق في عينهِ من أجلِ أن يُشفى ، فعميت عينه [[ هذا أمر خارق ، ولكن فيه إهانة، لو بصق كل الناس في عين شخص لا يعمى ]] ، فضحك الناس عليه ، قال لهم : هاتوا غيرها ، قالوا له : بلغنا أن محمداً جاء إلى بئر ماء مالح وقليل لا يسقي الظمآن ، فبصق فيه ، فكثر الماء وامتلأ البئر على الفور ، فذهب مسيلمة معهم إلى بئر فيه ماءٌ قليل ، فبصق فيه مسيلمة، فجف الماءُ على الفور، و لم يبق فيه نُقطة ماء واحدة ، [[ هذا ما يُسمى الإهانة، ولكنها خارقة للعادة ]] .

__________________
ومن الإرهاصات قبل مولده - صلى الله عليه وسلم - {{ حادثة أصحاب الفيل }} ، وكانت هذه الحادثة لفتا لأنظارِ العالم كُله لهذا المكان الذي سيولدُ فيه سيدُ الخلق وإمام المرسلين {{ سيُدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - }} ، كان ذلك الحدث الضخم ،الغريب ، العجيب ، الذي لم يسمع به العالم من قبل ، فما قصة أصحابُ الفيل ؟ ولماذا أراد أبرهة هدمَ الكعبة ؟؟

يتبع . . .
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
___________


__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-12-20 09:09 PM

هذا_الحبيب « ١٠ »
السيرة النبوية العطرة ((حادثة أصحاب الفيل ، الجزء الأول))
____________
قال تعالى : " ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول " .

____________
عندما استولى ملك الحبشة على أرض اليمن ، ولى عليها رجلا حاكماً عليها من الأحباش ، اسمه (( أبرهة الأشرم )) ، [[ الأشرم لقب له ، كان أبرهة رجلاً قصيرا وناصحا ، تبارز يوماً مع رجل ضخم ، فضربه الرجل بالحربة على جبهته،فشرم حاجبهُ ، وعينه و أنفه وشفته ، أي جرحها ، لذلك سمي أبرهة الأشرم ]] فكان أبرهة حاكما لليمن ، وله جيش قوي ، وبما أنه حاكم جديد على هذه البلد ، ولا يعرف طبيعة أهلها ، استغرب عندما رأى كثيرا من أهل اليمن يشدون الرحال إلى مكة في موسم الحج ، فسأل أتباعه : ما ذاك ؟؟ قالوا له : يحجون . قال لهم : وإلى أي شيء يحجون ؟؟ قالوا له : إلى الكعبة . قال : وماهي الكعبة ؟؟ قالوا: هي بيت يعتقد العرب أنه بيت الله في الأرض ، بناه جدهم إبراهيم . قال : أخبروني عنه ، من أي شيء صُنع هذا البيت ؟؟ قالوا له : من الحجارة ،ولا سقف له !قال لهم : وما كسوته ؟؟ قالوا له: كسوته من مخطوطات يمنية
________________

[[ كان ستار الكعبة في الجاهلية يصنع في بلاد اليمن ، قطع قماش تسمى مخطوطات ، لونها أحمر ، وأسود ]]. ففكر أبرهة بالأمر ، ثم استشار المقربين منه قائلا : ما رأيكم أن نبني كنيسة للعرب في اليمن ، أفضل من هذا البيت ؟؟ فأعُجبوا بالفكرة ، و وافقوه على تطبيقها. فبدأ ببناء كنيسة عظيمة في صنعاء ، وبالغ جداً في زخرفتها ، وزينها بأنواع ، الزمرد والياقوت ، وكساها بأجمل القماش [[ حتى يجذُب الناس إليها ، ويصرف أنظارهم عن الكعبة ]] ، ثم طلب من العرب ، أن يحجوا إليها ؛فاستهزأ العرب منه قائلين : نترك كعبة أبينا إبراهيم - بيت الله - لنحج إلى كنيسة أبرهة ؟؟!!! ومضت الأيام ولم يأت إليها أحد [[ فشعور أبرهة ، كان شعور الفشل والخيبة ]] لم يستجب الناس إليه ، حتى دخل إليها رجل ليلاً ، و وصل إلى أرفع وأجمل مكان فيها ، وتغوط عليه [[ يعني قضى حاجته ]] ، فاشتعل أبرهة غضبا، وأقسم ليهدمنّ كعبة العرب، وجهز جيشا ضخما لم يُر مثله ، لكي يهدم { الكعبة} ، وينتقم من العرب .

__________________

تقدم أبرهة بجنده بفيل عظيم ؛ في طريقه كان يبعث جنوده على قبائل العرب ليغزوها ، ويأخذ طعامهم وشرابهم فينفقها على جيشه . حاولت قبائل عربية التصدي له ، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل والهزيمة أمام جيشه العظيم . بعض القبائل العربية عندما سمعت بقدومه ، تركت منازلها وهربت إلى الجبال ، كل العرب وقبائل العرب لم تستطع الوقوف في وجه أبرهة وجنده ، كان جيش أبرهة عبارة عن عاصفة دمرت القبائل في طريقها .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم

__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-14-20 06:15 PM

هذا_الحبيب « ١١ »
السيرة النبوية العطرة (( حادثة أصحاب الفيل ، الجزء الثاني ))
____________
. . . انطلق أبرهة بجيشه إلى أن وصل إلى منطقة قريبة من مكة، فأقام فيها ، ثم أرسل فرقة من جيشه ، فنهبت إبل وأغنام قريش التي كانت ترعى في الجبال والشعاب [[ من ضمنها ، إبل لعبد المطلب جد الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ]] .


_____________
فلما علم أهل مكة بالأمر ، اجتمعوا للتشاور، وكان الخوف الشديد يملأ بيوت مكة ، قالوا : لا طاقة لنا بأبرهة وجيشه [[ أهل مكة ليس عندهم جيش منظم ومدرب ، والذي زاد خوفهم أكثر الفيلة الضخمة التي تحمل الجنود ]] . ثم بعث أبرهة رسولا من عنده لأهل مكة ، قال له : اذهب إليهم ، واسأل عن سيد هذه البلد ، وقل له : {{ إنّ الملك يقول لك : إنه لم يأت لحربكم ، فإنّما أتى لهدم هذا البيت ، فلا تتعرضوا له للقتال ، واخلوا لنا المكان كي نهدم هذا البيت ، فإن قالوا لك إنهم لا يريدون القتال ، فاحضر لي سيدهم أتشاور معه }} ، فدخل رسول أبرهة مكة ، وسأل عن سيد قريش ، قالوا له : عبد المطلب سيد مكة وشيخها ، فحضر عبد المطلب ، فقال له الرسول ما أمره به أبرهة . فقال عبد المطلب : والله لا نريد حربه ، وليس عندنا طاقة لحربه ولكن ، هذا بيت الله الحرام ، وبيت خليله إبراهيم ، فإن أراد الله منع أبرهة من بيته وحرمه منعه ، وأن أراد أن يخلي بينه وبين بيته ، فنحن لا طاقة لنا بقتال أبرهة . فقال له الرسول : انطلق معي يا شيخ مكة ، فالملك يريد مقابلتك .

_______________

فذهب عبد المطلب لمقابلة أبرهة ، فأستأذن بالدخول عليه ، قال أبرهة : من هذا الذي يطلب الدخول ؟؟ قالوا له :هذا عبد المطلب شيخ مكة ، هو الذي يطعم الناس والطير والسباع من كرمه وجوده ، ويؤمن الحجيج ويسقي الماء ، (( فأعجب أبرهة بخصال عبد المطلب )) ، فلما دخل عبد المطلب ، وكان عبد المطلب رجلا طويلا وعظيما ، له هيبة وجمال ، فلما رآه أبرهة ، وثب واقفاً ، ورحب به ، وكان من عادة أبرهة الجلوس على سرير ملكه ، والناس تجلس تحته ، فأراد أن يُجلس عبد المطلب بجانبه لشدة هيبته ، وكره أن تراهُ حاشيته وهو يُجلسه بجانبه ، فنزل أبرهة عن سريره ، وجلس على البساط ، وأجلسه معه إلى جانبه . قال أبرهة لترجمانه ‏‏‏:‏‏‏ قل له ‏‏‏:‏‏‏ ما حاجتك ‏‏‏؟‏‏‏ فقال له ذلك الترجمان ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ حاجتي أن يرد علي الملك مئتي بعير أصابها لي ، فلما قال له ذلك ، قال أبرهة لترجمانه ‏‏‏:‏‏‏ قل له ‏‏‏:‏‏‏ قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مئتي بعير أصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئتُ لهدمه ، ولا تكلمني فيه ‏‏‏؟!‏‏‏ ! قال له عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ إني أنا رب الإبل [[ أي صاحبها ]] وأن للبيت رباً سيحميه .


قال ‏‏‏أبرهة :‏‏‏ ما كان ليمتنع مني [[ أي لا يستطيع رب البيت أن يقف بوجهي ]] قال له عبد المطلب ‏‏‏:‏‏‏ أنت وذاك ‏‏[[ بمعنى أنت حر ]] . فأعاد له أبرهة الإبل ، وأخذ يضحك ويقول للبيت رب يحميه ، للبيت رب يحميه .


______________________


رجع عبد المطلب لمكة ، واجتمع بقومه ، قالت له قريش : ما الحيلة يا شيخ مكة ؟ [[ ماهو الحل ]] ؟ قال : لا حيلة لنا ، لا نستطيع رد أبرهة ولكن الله يستطيع ، فاصعدوا إلى رؤوس الجبال ، ولا تقاتلوا ، واتركوه هو ورب البيت ، ثم ذهب عبد المطلب للكعبة ، وأخذ بحلقة باب الكعبة وقال : إن المرء منا ليحمي رحله ، اللهم فاحم بيتك ، دعا الله ، وهز الحلقة ، ثم قال لقومه : اصعدوا إلى الجبال ، وانظروا ما يكون بين أبرهة ورب البيت ، صعدوا وأخذوا يترقبون وينظرون . مكة تترقب وكل العرب في الجزيرة العربية تنتظر أخبار أبرهة وهدمه للكعبة .

_______________________

تجهز أبرهة هو وجنده لدخول مكة و{{ هدم الكعبة }} ، فلما وصل أبرهة للكعبة ، وكان يركب على أعظم وأكبر فيل في الحبشة ، هذا الفيل كان إذا تقدم ، تقدمت خلفه كل الفيلة ، إذا برك تبرك كل الفيلة ، كانت الفيلة مدربة على اتباعه ، فلما وصل هذا الفيل ورأى الكعبة ، برك وبركت خلفه كل الفيلة ، فأداروا وجهه إلى جهة اليمن ، فقام يجري وقامت كل الفيلة خلفه تتبعه ، فوجهوه للكعبة فبرك للأرض ولم يتحرك ، فأمرهم أبرهة بضربه بالحديد ، فضربوه ، فأبى الحركة ، فوجهوه راجعاً إلى اليمن ، فقام يهرول ، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى مكة فبرك ‏‏‏!! قال أبرهة : اسقوه الخمر كي يفقد عقله ، لعله يستجيب ، فأسقوه الخمر ؛ ولكن من غير فائدة فاشتعل أبرهة غضباً من الفيل، وسل سيفه، وطعن الفيل بين عينيه فأراده قتيلاً .

_____________________


وفجأة شعروا بأشعة الشمس تنحجب ! نظروا فوقهم ، وإذ هي طيور كالغمام الممطر قد حجبت ضوء الشمس من كثرتها !!جاء أمر الله العلي القدير ، جاء أمر مالك الملك ، {{ أيحسب أن لن يقدر عليه أحد }} طيور أبابيل [[ أبابيل أسراب ضخمة من الطيور يلحق بعضها بعضا ]] .

_______________

يقول أهل مكة عن هذه الطيور: (( لم نر مثلها من قبل ولا بعد ، رؤوسها تشبه رؤوس السباع )) ، وكان كل طير يحمل ثلاثة حجارة ، في منقاره حجر ، وفي رجليه حجران بحجم حبة العدس ، فجاءت حتى وقفت على رؤوسهم ، ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها ،فوقعت الحجارة عليهم ، فكانت تنزل على رأس الرجل و تخرج من دبره ، وبعث الله ريحاً شديدة فزادتها شدة، حتى جعلهم ربنا ((كعصف مأكول)) ، أي - القمح عندما تستخرج الحبة من بذرته وتتناثر القشرة هنا وهناك - فكل رجل كان يسقط عليه حجر ، يتناثر لحمه عن عظمه ، والدماء تسيل منه حتى يهلك ، حتى من هرب من الجند وقد أصابه الحجر ، كان تتساقط أعضاؤه على الطريق عضوا عضوا، حتى أصبحوا كابن الفرخ [[ الطير الصغير ليس له ريش ]] .

_______________________



هكذا حمى الله بيته {{ للبيت ربٌ يحميه }} ، وكان بين حادثة الفيل ومولد الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - خمسون يوما ، ... حمى الله البيت استعداداً لهذا المولود ، ورجع أهل قريش وعرفوا عظمة الله ، وعظمة هذا البيت ، وهنا أخذ الكون كله يستعد ويتحضر لاستقبال هذا النور النبوي المحمدي صلى الله عليه وسلم .
________________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-22-20 08:43 AM

هذا_الحبيب « ١٢ »

السيرة النبوية العطرة

(( مولد الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ❤))
____________
ولد - صلى الله عليه وسلم - ، وتشرف هذا الكون بأطهر مخلوق وأشرفهم عند ربِ العالمين في صباح يوم الإثنين {{ ١٢ ربيع الأول }} ما الحكمة بأنهُ ولد في شهر ربيع الأول ؟؟ ولماذا لم يولد في رمضان وهو أشرف الشهور؟؟

ولماذا لم يولد في الأشهر الحرام ؟؟

ولماذا لم يولد يوم الجمعة؟؟

ذلك لأن {{ الشهور والأيام هي التي تتشرف بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يتشرف هو بالأيام }} ،

فلو كانت ولادته في رمضان أو الأشهر الحرام ، لقال الناس : بورك فيه بفضل تلك الأيام .

كانت ولادته - صلى الله عليه وسلم - أول ساعة من النهار ،

[[ قالوا عند الفجر ، والبعض قال عند الضحى أول ما تظهر الشمس ]] ، آمنة أم النبي - صلى الله عليه وسلم - هي التي ستخبرنا ما حدث معها عند الولادة ، عن طريق الصحابية الجليلة {{ شفاء رضي الله عنها }}،

[[ شفاء هي أم الصحابي الجليل ، عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، وكانت من الأوائل الذين أسلموا ، وهي القابلة التي وقفت مع آمنة أثناء الولادة ]] ، تقول آمنة أم النبي - صلى الله عليه وسلم - :

أخذني ما يأخذ النساء [[ تقصد الطلق ]] ،

ولم يكن عندي أحد ، ولم يعلم بي من أحد - كانت وحيدة في البيت - تقول : فسمعت جبّةً عظيمة [[ مثل شيء ضخم وقع على الأرض وأصدر صوتا عظيما ]] فخفت ،

وسمعت صوتا بعده أكبر من الذي قبله ، فزاد خوفي ، ثم رأيت نورا في المكان خرج منه كجناح أبيض ، ورأيت كأن رجالا قد وقفوا في الهواء وبأيديهم أباريق من فضة ، فأخذني المخاض [[ بدأت الولادة ]]،

فخرج مني نورا أضاءت له قصور الشام ، فكشف الله عن بصري فرأيت مشارق الأرض ومغاربها ، فدخلت عليها - شفاء رضي الله عنها - تقول شفاء : فنزل - صلى الله عليه وسلم - من أمه لا كما ينزل الصبية

[[ شفاء عندها خبرة ، فهي التي كانت تولد نساء مكة ، فهي تعرف أن المولود عندما ينزل ، ينزل من رأسه للأسفل ]] .

تقول شفاء : نزل معتمداً على ركبتيه وكفيه ، ساجداً ينظر بطرف عينه للسماء ، كالمتضرع المبتهل لله، ثم تقول شفاء : فحملته ، ونظرتُ إلى وجهه ، وإذا به كالقمر ليلة البدر، يتلألأ نوراً ،
[[ فأردت أن أصنع له ما يصنع للمولود ، فإذا به لا يحتاج شيئا، مقطوع السرة ، مختوناً ، نظيفا مطيبا ، ريحه المسك ، مكحل العيون . ]] ، فلم أفعل له شيئا مثل بقية الأطفال وقت الولادة ، تقول شفاء : فما كان مني إلا أن ألبسته ثيابه وأعطيته لأمه ،لأنه ليس بحاجة لشيء - صلى الله عليه وسلم - .
يقول الحبيب - صلى الله عليه وسلم - عن نفسه :

" إني دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت " .
ولد {{ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وتشرف الكون بولادته }} ،

وأرسلت آمنة إلى جده عبد المطلب ، على الفور - وكان عند الكعبة - أنه قد ولد لك مولود ، فتعال فانظر إليه ، فلما سمع الخبر عبد المطلب ، انطلق مسرعاً إليها ، مسروراً ، مندهشاً ، تغمره السعادة ، ولد لابني عبد الله الذي توفى قبل شهور مولود !! فلما وصل عبدالمطلب ، ونظر للرسول - صلى الله عليه وسلم - .... يتبع

_________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم

__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-22-20 08:46 AM

هذا_الحبيب « ١٣»

السيرة النبوية العطرة (( يوم تشريفه لهذا الوجود - صلى الله عليه وسلم - ))
_____________
لمّا وصل عبد المطلب ، ونظر للرسول - صلى الله عليه وسلم - وإذا به كالبدر ، ثم نظر إلى صفاتهِ [[ وكما قلنا من قبل ، إنه كان يسمع من أهل الكتاب ، في سفرهم ، عن صفات نبي آخر الأمة ]] ،

فلما رآه ، هنا أيقن أن هذا المولود ، سيكون نبي هذه الأمة ، فحمله عبدالمطلب ، ورفعه للأعلى ، يريد أن يعلن اسمه ، وقال يا آمنة : فرفعت آمنة يدها (( بمعنى انتظر يا شيخ مكة ، لا تُعلن اسمه )) ،

وقالت آمنة : " يا شيخ مكة ، لقد ولد لا كما يولد الصبيان، ولد ساجداً إلى الأرض ، معتمداً على ركبتيه ويديه ، ينظر إلى السماء ، مختوناً ، يفيح منه المسك ، وقد هتف لي هاتف مرة أخرى عند ولادته ، يا آمنة سمّه
{{ محمد }} فابتسم عبد المطلب مندهشاً مسروراً ، وارتسمت السعادة في وجهه وقال : أي ورب البيت ، فلقد عزمت أن اسميه
{{ محمد}} قالت : ولِم يا شيخ مكة عزمت على هذا الاسم ؟؟


قال : يا آمنة ، لقد رأيتُ رؤيا في منامي ، فسألت أهل الرؤى عنها ، فقالوا لي : يخرج من صُلبك رجلٌ ، يطيعهُ أهل السماء والأرض ، فإنّي أُحب أن أسميه محمدا رجاء {{ أن يحمده من في السماء ، وأن يحمده الناس على الأرض }} ، فأعلن اسمه محمدا {{ صلى الله عليه وسلم }} .

فدخلت ثويبة [[ ثويبة كانت ، جارية لأبي لهب ، وكانت تسكن قريبة من بيت آمنة ]]، فلما سمعت الخبر، انطلقت على الفور مسرعة ، وهي تنادي ، يا أبا لهب ، يا أبا لهب ،

[[ كان لقبهُ أبا لهب قبل ولادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - و اسمه الحقيقي ( عبد العزة ) ولقبه أبو لهب ، لأنه كان شديد الجمال ، وكانوا يرون وجهه كانه طلعة الشمس ولهبها ، ولكن لم ينفعه جمالهُ لعدم إيمانه بالله ]] ، فقال أبو لهب : ويحك يا جارية ، ما الأمر ؟؟!

قالت :وُلِدَ لأخيك عبد الله مولود . قال : يا جارية، أحقاً ما تقولين ؟؟! قالت : نعم ، أي ورب البيت ، وقد سماهُ أبوك (أي عبد المطلب ) سماه {{ محمداً }} ، فقال لها من شدة فرحه : وأنت حرةٌ طليقة يا ثويبة !!

(( فأعتقها وأصبحت حرة )) .
فلا أحد يستطيع وصف ، فرح ثويبة في تلك اللحظة ، إلا أنها من شدة فرحها بالعتق ، انطلقت مسرعة إلى آمنة ، وقالت : يا آمنة اعتقني أبي لهب بسبب هذا الصبي ، ثم حملته وضمته إلى صدرها - صلى الله عليه وسلم - ثم قالت : يا آمنة ،هل تسمحين لي أن أرضعه ؟؟

فسمحت لها ، فأرضعته ثويبة ، فكان أول لبن دخل فمه - صلى الله عليه وسلم - لبن ثويبة.
فأول مرضعة للرسول - صلى الله عليه وسلم - كانت ثويبة أرضعته من لبن ابنها {{ مسروح }} فمسروح أخو النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة ، وأرضعت ثويبة أيضاً سيد الشهداء

{{حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - }} عم الرسول ، فكان حمزة عم النبي و أخا النبي بالرضاعة . كان قريبا في العمر منه في سن الرضاعة ، وكان حمزة قد سبق الرسول بسنتين من العمر، كما أنه قريب له من جهة الأم ، فأمه هالة بنت وهيب ، ابنة عم آمنة أم الرسول - صلى الله عليه وسلم - لذلك عندما عُرض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزواج من ابنة حمزة قال:

{{ لا تَحلُ لي ، يحرمُ من الرضاع ما يحرمُ من النسب ، هي بنت أخي من الرضاعة }} .

ثم أرضعته أمه آمنة

[[ أرضعته أمه سبعة أيام على التوالي ، وليس كما يقول بعض الجاهلين : رفض أن يرضع من أمه !! هذا الكلام مكذوب ؛ أرضعته أمه سبعة أيام لبن اللبان ،و حليب اللبان تعرفه النساء ، يعطي المناعة و الصحة للطفل ]] ،

ثم أرضعته حليمة السعدية ، و التي سيأتي ذكرها بالتفصيل .
وبعد أن أعلن عبد المطلب عن اسم المولود، وسماه محمدا - صلى الله عليه وسلم - حمله و انطلق به باتجاه الكعبة ، وهو مسرور مشرق الوجه، قد فرح فرحاً لم يفرح مثلهُ من قبل ....

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم

__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________

عطاء دائم 07-25-20 07:01 AM

هذا_الحبيب « ١٤ »
السيرة النبوية العطرة (( الأحبار والرهبان ، يوم مولده - صلى الله عليه وسلم - ))
_______________
حمله عبد المطلب ، حتى وصل الكعبة ، وفتِح لهُ بابها ، ودخل إليها وهو يحمله ، ثم خرج وطاف فيها ، وهو مسرور ويردد ويقول : {{ الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام ، أعيذه بالبيت ذي الأركان من كل حاسد }} ، ثم رجع إلى آمنة ، أعطاها إياها ، وقال لها : احرصي عليه ، ثم انطلق عبد المطلب مسرعاً ، إلى الراهب النصراني (( عيص)) يستوثق منه .


قال تعالى : {{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}} .
أهل الكتاب - الأحبار والرهبان - في شهر مولده كلهم كانوا ينتظرون مولدهُ ، وعندهم علامات ظهور نجمه وصفاته ، وأن مولده في مكة ، فلم يكن ميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم - مفاجأة ، بل علم به الكثير من أهل الكتاب الرهبان {{ علماء الدين النصارى }} ، و الأحبار {{ رجال الدين اليهود }} ، [[ عندنا في دين الإسلام ، لا يوجد شيء اسمه رجال دين ، فليس منا إلا عالم أو متعلم ، ليس عندنا ترتيب هرمي في الإسلام يشبه الرتب العسكرية ، في الإسلام

{{ رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه }} ،عندنا في الإسلام {{ بدويّ ، يدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس على الأرض مع الناس، فيسأل : أيّكم محمدا ؟؟ !}}

، في الإسلام ليس هناك واسطة بينك وبين الله ، {{وإذا سألك عبادي عَني فإنّي قريب أجيب دَعوة الداع إذا دعان }} ]] ،
فذهب عبد المطلب يستوثق من الراهب النصراني {{ عيص }} عن هذا المولود ، لأنه كان يرجو أن يكون لهذا المولود شأن عظيم ، فمن هو الراهب عيص ؟؟ هو رجل جاء من بلاد الشام إلى مكة ، راهب من النصارى ، وسكن في طرف مكة في صومعة ، و اسمه عيص وكان {{ هو المرجع الوحيد في علم النصارى في ذلك الوقت }}

عندما اقترب مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء لمكة ينتظر مولده .
سكن عيص في أطراف مكة ، فكان يدخل مكة كل فترة من الزمن ، ويجلس في أندية قريش [[ قلنا إن الأندية كانت حول الكعبة ، مجالس يجلس فيها الرجال ، فيها يجتمعون و فيها يتحدثون ]] فيدخل الراهب عيص في أندية قريش ، وأسواقها ، ويسأل قائلا : يا معشر قريش ، هل ولد فيكم مولود وله من الصفات ، كذا وكذا ؟؟ فيقولون له : يا عيص ، الذي تصفه لم يولد بعد . فيقول لهم عيص : وربِ موسى وعيسى ، ما تركتُ بلاد الشام وخيراتها وجئت هنا ، إلا في طلب هذا المولود ، فإنّ هذا زمن خروجه ، يولد في بلدكم [[ أي مكة ]] ، هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وبه تُختم الشرائع ، من أطاعه فقد اهتدى ، ومن عصاه فقد خاب وخسر، فكان كل فترة يمر ويسألهم ، فيقولون له : ولد فلان و ولد فلان ، ويعطونه أوصافهم ، فيقول لهم : لا ، ليس منهم .


ففي أول يوم من مولدهِ - صلى الله عليه وسلم - وفي صبيحة ذلك اليوم ، لما ولد - صلى الله عليه وسلم - وأخذه جده ، وطاف به بالكعبة ، ورأى صفات المولود ، ورجع فأعطاه لأمه ، وأوصاها عليه ، هنا تذكر عبد المطلب الراهب عيص ؛ فأراد أن يذهب إليه ويستوثق منه الخبر. انطلق عبد المطلب مسرعاً ، إلى صومعة عيص ، وعندما وصل للصومعة ، أخذ ينادي عيص .. عيص ، فقال له عيص : كن أباه يا شيخ مكة !! فقال عبد المطلب مستغرباً : من ؟!!! قال عيص : لقد ولد الذي كنت قد حدثتكم عنه ، وربِ موسى وعيسى أنه وجع يشتكي ثلاثة أيام ثم يعافى ، [[ أي هذا المولود قد أصابه بعض المرض ]] ،
احفظ لسانك يا عبد المطلب ، أي لا تتكلم عنه لأحد، فإنّه لا يحسد حسده أحد [[ أي إذا علموا عنه شيئا، فالناس الحاقدة ، ستسعى لأذيته ، وإذا وقع في مصيبة يتشمتون به ]] ، وإياك واليهود ، فيبغون عليه ، كما بغوا على الأنبياء قبله [[ أي اليهود معروفون أنهم قتلة الأنبياء ، فإذا سمع به اليهود قتلوه ، كما قتلوا الأنبياء قبله ]] ، فقال عبد المطلب : يا عيص !! لقد ولد لابني عبدالله المتوفى قبل أشهر ولدا ، فقال عيص : هو ذاك يا عبدالمطلب ، هو ذاك ، ورب موسى وعيسى إنا لنجد في كتبنا أنه يولدُ يتيماً ، فاحفظ لسانك واحرص عليه .
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
______________
- صلى الله عليه وسلم -

__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________


الساعة الآن 10:21 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا