عسى ما ازعلتك البارح وزودت الجراح جراح
عسى مامرت الدمعه على اهدابك من اسبابي


جرحتك من كثر شوقي وخليت الكلام رماح
ولا ادري شلون ياعمري طعنتك حيل بعتابي


بدون شعور صدقني ترى كثر الغلا ذباح
تعال وشوف بغيابك غلاك شلون سوابي


حرام تغيب من عمري وتعطيني الفراق وشاح
حرام الدمع في عيني مناديله هي أهدابي


غيابك يشغل عيون الزوايا وأمتلي أشباح
وأنا أنثر صوتك بقلب المكان وأشعل أبوابي


تلفت للأمل دام الرجا في عمري الملواح
أناديلك ولو شرهة وصولك يقطع أعصابي


أبيك الجاي من عمري أنا مابيك شي وراح
مدامك أجمل وأخر مدامك أول أحبابي



أحبك يا بعد عمر الحزن والجرح والأفراح
أحبك كثر ما نامت عيونك داخل أهدابي

سالم سيار
" عسى مازعلتك"

https://youtu.be/WvyCsGXjX9A

سالم سيار من الشعراء
اللي يتميزون ببساطة الكلمة وجمالها وقربها من فهم المتلقي
وفي نفس الوقت عمقها

تتسم قصايده بجمال البلاغة بها

عسى ما ازعلتك البارح وزودت الجراح جراح
عسى مامرت الدمعه على اهدابك من اسبابي؟

جرحتك من كثر شوقي وخليت الكلام رماح
ولا ادري شلون ياعمري طعنتك حيل بعتابي


قصيدة
"الجراح"

ذات عنوان مختصر مكون من "كلمة واحدة "
وأميل للعناوين المخترة ذات المعنى الملفت ،،
أرى أن الشاعر سالم سيار وفق جدا في اختيار العنوان حيث عبر عن مجمل معنى القصيدة
نتصور أن هناك جروح وطالما قيلت من قبل شاعر يتوارد لنا أن تلك الجروح معنوية ،،

ويثير التساؤل
من الجارح ومن المجروح
؟؟؟

وما قصة ذلك الجرح

؟؟؟

عسى هنا من أفعال الرجاء والمقاربة جاءت بمعنى "لعل" فقد كان رجاء الشاعر أن لا يكون سبب أذى مشاعر لمحبوبته جراء غضبه الذي نفس عنه بطريقة تثير في النفس شيء من عدم الرضا فيحل الزعل

//
نستشف هنا أن طريقة مخاطبته كانت هجومية ممتزجة بروح غاضبة كما أن هناك تصور آخر يسير في نفس الاتجاه أن شاعرها العاشق اتخذ أسلوب جديد ومغاير في مخاطبته لها على غير ما اعتادت منه

عادة العاشق يخاطب محبوبته بألفاظ رقيقة ،، طالما خرج عن اطار الرقة للحدة هنا يخشى أن تكون مشاعرها قد تأذت مشاعرها ،،
وهنا نجد في فعل الترجي وما لحقه " عسى ما أزعلتك البارح" كناية عن الندم وترجي أن يكون حدث عكس تصوره "زعلها"

كما يشير أن وقت الزعل تم بليلة سابقة "البارحة" هنا اشارة لوقت الليل حيث جاء يوم جديد وشعر بالندم مما حدث في تلك الليلة التي كانت تحمل مشاعر سلبية ،،
من شأنها أن تراكم زعل على زعلها

//
لنتوقف هنا وندقق في السياق العام
"وزودت الجراح جراح" هنا للدلالة أن المحبوبة جاءته وهي تحمل من الألم و من أسباب تكدر خاطرها والواضح كانت تأمل منه أن يطيب خاطرها خاصة مع اعتبار القرب الكبير بينهما ،،

فالإنسان في ضيقته يلجأ للقريب من القلب،، وهذا يزيد ندمه حيث أنه لم يكن لها عونا بل على العكس تماما،،،

لم يستقبلها بذاك الصدر الرحب بل على العكس تماما استقبلها بتجهم وتهجم جعلها تذهب على عكس تصورها أنه سيخفف جرها بل زاد ألمها ألم ،، لذا هو يرتجي أنه لم يسبب لها المزيد من الألم
،،

كما أنه يترجى أن لا يكون هو سبب لهطول ونزول دمعتها هنا يظهر لنا طبعها الأنثوي الرقيق المتمثل بعاطفة المرأة في طريقة تعبيرها عن الألم "البكاء"

ولأنه يعشقها لا يريد أن ترتبط ذاكرتها بأي موقف سلبي يكون فيه سبب لتحرك عاطفتها نحوه بشكل سلبي فعادة ما يحرص العاشق على مراعاته لمشاعر من يعشقها ،، كما أنه حريص على عدم فقدانها ،،
قلق يعتريه وأسف يلفه جراء ذاك الوضع
،،،
عسى مامرت الدمعه على اهدابك من اسبابي؟
هنا الأسلوب الإنشائي الطلبي نوعه: استفهام، غرضه: بيان رغبته الشديدة بعدم حزنها وأنه يكترث كثيرا لشأنها ويحرص على تطيب خاطرها ورضاها

//