حتى تحرّك المياه الراكدة


ارمِها بحجر


لكن هل تساءلت قط : هل المياه تعاني من ركودها ؟

هل كانت بانتظار حجركَ ليعكّر ركودها ؟

لا معنى للاشتياق


إن لم يكن في أيدينا إيجاد طريقة للوصول أو التواصل


فالشوق إذا تفاقم و تراكم


يثقِل على النفس

و يشعرها بالاختناق

حتى تكاد تفنى في كل يوم آخر


لا يقرّبها من مبتغاها

و نحن نبرم الأحاديث

و نتكلم بعفوية مرجعها القناعات

تقع منا كلمة أو تعبير


لا قيمة له

أو ربما لا ينتبه إليه القائل و لا السامعين


فقط ذلك المنصِت الذي يشبعه سكته

و يهديه فرصاً للتأمل لا تتسنّى للسامعين و لا المتكلمين


فيستقر التعبير في خاطره


كمنبّه يتفوق على قدرة الكافيين


فتقضّ مضجعه


و تشغل تفكيره


و تتحول إلى إشارة


كتلك التي تضيء على المنارة


لتهدي السفن


و حياتنا و أيامنا سفن في بحر الدنيا


تموج بنا أمواجها


و تدفعنا إلى سواحل غريبة


نتآلف معها دون أن نبحث في قرارها

و لا ننشد لنا فيها استقراراً


كالعابرين نحلّ عليها


و لا تحلّ علينا


حتى تأتي اللحظة التي نشد عنها الرحال من جديد


و في حوزتنا ذلك التعبير الفريد


الذي يصبح كالسارية التي يرفرف عليها علم النوايا

كم وجه لك ؟


الأكيد أنه ليس وجهاً واحداً



مهما حاولت أن تراوغ ذاتك


فالحياة بصعوبات القاطنين فيها


تقودك لابتكار وجوها أخرى


حتى تساير الركب


و تحافظ على اتزانك على الطريق


لعلّ كل وجوهك رائعة و مثالية و جميلة


و لكنها تتفاوت في احتياجك لها


المؤسف حقاً


أنك مهما حرصت على أن تخبئ وجهك القبيح



لابد أن يظهر و يطفو على ملامحك


مهما كنتَ وديعاً


ففطرتك التي حتى لو جوّعتَ جانبها القبيح


قد يغذّيها البعض بغفلة منكَ

فتسمن و تكبر

و يطفو وجهها بغتة دون أن تدري

أنك تملك شيئاً من القبح الخفيّ


ظهر و أنت تحاول أن تبدو لطيفاً

أفتقدني جداً



و العثور عليّ لم يعد سهلاً



كنت إذا ضعتُ مني

أجدني ملقاة على قارعة الحنين


أو بين حفنة أوراق قديمة


و ربما وجدتُني في علبة سجائر فارغة مهملة في أدراج الذكرى


و كثيراً كنت أجدني حيث ترَكْتَني


كنت لا أضيع بسهولة


و أجدني ببساطة حيث أتوقع



لكني بتّ لا أراني لشهور

و أنطلق في رحلة بحثي لأعوام

و كلما أمسكت بخيط كان قد انسلّ من ثوب المساء الأخير

سقط زرّ آخر من أزرار عقلي


و تعرّت الروح في تيهها

و طاب العيش لذي الروح في غربتها


كأنها لم تألفني قبلاً


و لم ألتقيها قط

لا تسألني عن اسمي


سَمِّني ما شئت


فلا معنى لكل حقيقة نقولها


ما دمنا عابري سبيل


كل الذين نلتقيهم في هذه الحياة


عابرين


لا أحد له مستقر فيك


حتى أقرب الخلق إليك


لا مستقر لك فيه


طبع هالدنيا الفراق

و ديدنها الرحيل

حتى نفسك

يجيها يوم و تخليك

مثل عمّتي

اللي فقدت بوصلة الذاكرة

تكرر ذات السؤال

و تعيد فيه و تزيد

و تسمع نفس الجواب

هي ما ملّت السؤال

و احنا ما ملينا من ذات الجواب

اللي ملّ اللي يسمع هالحوار المتكرر

نط فجأة و قال : ما تملون من نفس الحوار ؟