غدا أرحل


و لا يبقى مني


حتى الأثر


و تُطوى صحفي


و أقول : على الدنيا السلام



غدا يأخذني الرحيل إلى الفراغ

لأن أحداً ضاقت به فسيحتي

و اتسعت بي ضيقته

و قد أعياني كل هذا

يقولون : اربط صبعك كلمن ينعت لك دوا





بربط على قلبي

و ما أبي دوا للي فيني






نراكم على خير

ما بين اليقين و اليقين



يسكن قلبي مطمئناً

لم يزل للصوت سلطة و طاقة و أثر


لنقلك من العتمة نحو النور

و انتشالك من القاع إلى القمة

و رفعك من الأرض إلى عنان السماء

صوت له حضور حتى لو غابت تلك الحنجرة التي لطالما صدحت بحب

تتناهى إليك و أنت في قلب قلب عزلتك

لتأخذ بيدك إلى حيث تشعر أنك بخير

أنك لا زلت تحيا

و أن الشمس في صبيحة هذا اليوم سألت عنك

و تسللت إلى صدرك لتزيح ستائر الوحشة

تخبرك : لقد أتى !

لأحلام المنام كلام

يفشي سر اللاوعي

الذي تنطوي فيه خبايا النفس الحالمة

يتحيّن لساعة الغفو و الموت الصغير

ليتصدّر المشهد

كحقيقة متمنّاة

لن تأتي إلى على هيئة رغبة متمثلة في حلم

و في حلم البارحة

تبارى الحضور

لقطع الجسور

كنا هناك نستفهم ما لا تستوعبه الحياة

ما لا يعقله البسطاء

نتساءل عن ليلتنا القادمة

ترى ما الذي يمكن أن نفعله

بعد أن نستنفد الأقوال

أشكر الحياة التي تهديني من صفوة الخَلق

لتضعني في طريقهم

و تمهد بهم طريقي للخلاص

أشكر القدر

و أقبل جبين الليل الذي

يتجلّى قمره في ملامح

لا أراها

لكنّي أبصرها و أتبصر بها

شكراً لأنك لا زلت هنا

تعيد تشكيل المفاهيم
و تبسط سطوة روحك
و تثير غبار التساؤلات

ثم من كل شيء

تصنع حياة

صالحة للحياة