في المواقف و التجارب

نستكشف ذاتنا

و نكتشف الآخرين

على اختلافنا قد نتفق

و على توافقنا قد نختلف

و يبقى التطرف يغلب البعض


مثل أولئك

لم يضرنا وجودهم و لن يضرنا غيابهم

مؤسف لهم أن يحمّلون أنفسهم حفنة مشاعر معجونة بأفكار غير منطقية

من الغريب على الإنسان الذي تختبره الدنيا بمواقف متعددة و مختلفة

دون أن يكتسب منها شيئا و دون أن تغير من عيوبه شيئاً


فيبلغ به العمر مبلغاً دون أن يتخلى عن صلفه أو جوانب ضعفه

دون أن يغير من سلوكياته و عاداته لما يخدم به راحته النفسية و الجسدية

في الحقيقة أن الأشخاص الذين يمرون بحياتنا

لا يمكن أن يكون وجودهم عبثيا لا حكمة فيه

فمن كل منهم نستفيد و نعتبر و نتعلم و نتطور

نعيد النظر من خلالهم في سلوكنا و أفكارنا و نتأملها

نحافظ على الجيد منها

نحسّن ما اختل منها

و نتخلى عن السيء منها

لن نصل حدود الكمال أبداً

لكن يمكننا أن نكون أفضل مما نحن عليه

الاستغراق في سلوك أو فكر معين يسجننا في حدود ضيقة

تحرمنا السمو بالنفس و الذات من تبعات تثقل علينا

فتبعدنا حين يستوجب القرب

و تقربنا حين يستوجب البعد

العودة





حلم لا تقرضه الأيام على طولها

حتى لو اشتعل ألف عود حسرة تحت سقف الأمل


هنالك فرصة



هنالك حدس يرسم بريشة الوهم مشهداً

بلا شخوص

يبرم للقاء منفى


و يهيء من الأماكن روضاً

رغم كل ما فقدناه


لا زال لدينا القليل الذي

يمكننا من البدء من جديد

في مكان آخر

في زمن مختلف

و بطريقة ما

حتى لو لم يتغير الأشخاص

الحياة

قد ترتب لك موعدا مع شخص لا يعرفك

فيصفك بدقة متناهية

كأنه يرسمك بطريقة فجة و دقيقة و واقعية في وقت واحد


سوف تمزق أوراق ذلك اللقاء

لكنك لن تستطيع نسيان الصورة التي طبعها في مخيلتك عن نفسك

فإما أن تحبه و تكره ذاتك

أو تكرهه و تحب ذاتك

أو تحب الاثنين أو تكره الاثنين

مهما حاولت


سيحدث شي غريب بعدها

و تبدأ غربتك عن شيء ما فيك أو من حولك