الليل ملاذ
لمن خشي أن يشيع سرّ حزنه وضح النهار
الليل رغم بظلمته و برودته و سكونه الموحش أحيانا
يحوّل كآبة النهار إلى بوادر طمأنينة لا ينقصها إلا أنيس يدرك أن هذه الرفقة هي الضوء الذي ينير العتمة

إني ألعوبةَ نفسي بيدي
أديرني بين أصابعي
و أعصرني بين حائط الفكرة و كفّ إيماني
حتى أتحول لقطرة جنون في عرض بحرٍ يموج بالعقلاء
لا تتبع ما أكتبه بقلم شفاه زهري
و لا تسأل عن سطر محوته بمزاجي الأرجواني
لا تفكر بأن تراني
ستلعن الحظ الذي عليك ،،،،، رماني

لم يكن الرمادي من بين الخيارات التي تلفت انتباهي

الأسود يطغى
و الأبيض يمتد
و ما بينهما حدّ فاصل
يضعني إما في فسحة النور
أو في حلكة الحزن

و قد توجعنا كلمة نحتاج لأن نلفظها
لأن نرددها
لأن نقولها و نفرج عنها
لأن نحطم قضبان الصمت و نزيح ستائر الغياب
و ننطقها بصوت جهوري آت من القلب قبل الصدر
حتى لو لم يسمعها المعنيّ بها
أو لم ينصت لها المقصود بها
نحتاج فقط لأن نستريح من اختمارها الطويل في بوتقة السكوت
لشدة ما أثقلت على الروح تناميها و تضخمها
إلى حدّ أن كتمانها أصبح يولّد الألم و الحسرة
و يخلّف مذاقاً مرّاً كلما انسابت الأحاديث دون أن تتحرّر من سجنها

السطر الذي أسفك دمه خلف الورق

هو الحقيقة التي لا يعرفها سواك

هو لبّ المشاعر

و هو جوهر القول كلّه

و يُغني عن ألف ألف سطر

يحيا على الورق

و هل يتحقق الموت فقط بتوقف النبض !

للموت ألف طريقة
أحدها أن نكون موتى على قيد الحياة !
أن نفقد من كان وجودهم هو الحياة !