خرجت هذا الصباح من منزلي

و كأني على موعد معك

و كأني لن أعود أبداً

في الحقيقة

أنا لم أعد قط

لقد أعددت لك الوقت بلا قيود

و ارتديت كل أشواقي دفعة واحدة

و وضعت العطر الذي تحبه ( عفويتي )

حتى الزينة التي خَبَت منذ آخر لقاء ( ابتسامتي )

لقد تجاوزَت زوايا فمي ( كيوم قلت أنك تحبني )

أنا بكامل أناقتي

فقط لأني حلمت البارحة أننا …. سنلتقي !

أتصرف اليوم و كأن الواقع أضغاث أوهام

و حلمي بكَ هو واقعي



و لن تأتي !!

بكَ

أزداد عزلة

و استغناء عن العالمين

و في رحابك أستريح

إذا لم نعترف أننا أخطأنا

لن يعتدل مسارنا و لن يستقيم اعوجاجنا

الاعتراف هو الخطوة الأولى

بعض الاعترافات لا تحتاج لإعلان و إشهار

و يكفي أن تُقِرّ بمواجهة حقيقية أمام نفسك

و تقول : نعم أنا اخطأت !!

لكن

حين يتعلق الأمر بشخص آخر

أو بعدة أشخاص

فالمواجهة هنا قد تكون أصعب

لكنها ضرورة لا يمكن تجاوزها او إهمالها أو الالتفاف حولها

اعترف باللفظ و بالسلوك

أنك أخطأت

و إلا

فالأمور لن تكون جيدة بعد ذلك

لا بينك و بين الآخرين

و لا بينك و بين نفسك

كانت بحاجة لاعترافه

أنه أخطأ بحقها


و حتى تدفعه لذلك

اعترفت له بأنها مقصّرة و مخطئة

فظنّ - من غبائه - أن الحق كله إلى صفّه

و إنه لم يخطئ قط

بل و إنه قد فعل ما يجب فعله

،،

حسن التصرف و الاستجابة المنطقية الملائمة

تدفع أي علاقة إنسانية إلى منطقة الوضوح

و تسير بها إلى شاطئ الأمان و الاطمئنان و الرضا

،،

شعَرَت بأنها تمادت في انقطاعها عن ذويها بعد خلاف بسيط

حملت نفسها إلى منزل أبيها

حاولت ان تدير المفتاح الذي تملكه منذ سنوات

فاضطرت لأن تطرق الباب

استقبتلها النظرات بغير ترحيب

و بوابل من اللوم

حملت نفسها من جديد بغصّة أكبر

و بدأت إعادة ترتيب أوراقها .

،،

نحتاج لأن نؤجل ردود أفعالنا لدقائق فقط

حتى يلتقط الحب أنفاسه

.

فلماذا نعود

و العَود ما كان أحمدا

في اللحظة التي طالت سكين الغياب

حبال الوصل كلها


فقط لنتأكد من أننا ، نعيش على هذه الأرض