منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   قصص - روايات - Novels stories - روايات طويله •• (https://www.al2la.com/vb/f12.html)
-   -   حب غير متوقع اكبر تجمع روائي لروايات احلام وعبير (https://www.al2la.com/vb/t61748.html)

برنس وصاب 09-22-15 06:45 PM

-16-


وقفت فيرونيكا بالقرب من خطيبها و زوج المستقبل مارك تستقبل الضيوف بفستانهاالبرونزي الذي يشبه لبس ملكات الروم ملفوف عل جسدها الرشيق و رفعت شعرها و وضعت مشبك برنزي يليق بفستانها الحريري كانت رائعة و جميلة وقف مارك ببذلة السوداء التكسيدو بكل شموخ و فخر يستقبل الضيوف مع خطيبته حضر اغلب المدعوين الا شخص واحد تلفتت فيروينكا تبحث عنه لكنها لم تجده ...

اخذها مارك بين ذراعيه يراقصها و يدور بها مستمتع بوجودها قربه لكنها لم تشعر بالسعادة التي يشعر بها مارك تلفتت تبحث عنه مرة اخرى فلمتحه يتكلم و يضحك مع جاك و اليكس هنا ابتهجت عندما راته فاليوم ستجعله يشعر بخيبة الامل لعدم تحقيق و اتمام انتقامه ..


انتهت الاغنية التي يرقص على انغامها مارك و فيرو


فصعد مارك على المسرح و اخذ الميكرفون


- " واحد اثنان ثلاثة ....انا اجرب الميكرفون ليس الا .. يبدو بانه يعمل جيدا لان الجميع انصت الي و هذا جيد ...في يوم الجمعة اول الشهر القادم سيكون زفافنا انا و فيرونيكا الجميلة في نفس القاعة هذه اذا حضرتم يكون الميكرفون يعمل جيدا و اذا لم تأتوا فلن ادفع ثمن الفرقة الموسيقية فما قولكم "


ضحك الجميع و صاح ليو


- " سنحضر بكل سرور لكن بالله عليك ادفع للفرقة الموسيقية فقد بذلوا جهدا رائعا اليوم "


ضفق الجميع للفرقة الموسيقية ثم صعد جاك على المسرح الصغير و اخذ الميكرفون من مارك


- " ان هناك خبر اريد ان اعلنه "


انصت الجميع لجاك الذي نزل و جر جولي لتصعد معه سمع الناس يتهامسون ( ماذا يفعل ؟ من هذه الجميلة ؟ لم يأخها الى المسرح )


- " بهذه المناسبة السعيدة لخطبة مارك و فيرو اشرب نخبهم "


رفع الناس كؤوسهم و شربوا نخب المخطوبين


- " لكن هذا ليس السبب الوحيد لاعتلائي المسرح هذا "


ثم نزل على ركبتيه و اخرج خاتم من جاكيت بذلته السوداء فتحت جولي عينيها بدهشة ضحك جونيور فهو لم يتوقع ان يكون جاك رومانسي استغربت فيرو و شعرت بالسعادة لجولي لكن بالحزن لنفسها


- " جولي يا حبيبتي انتظرت طويلا هذه اللحظة و تدربت كثيرا لطلب يدك فهل تقبليني زوجا محب لك "


اغروقت عينا آلي بالدموع عندما شاهدت مشهد صديقتها و ابنة خالتها تنخطب


بكت جولي و هزت رأسها ايجابا فوضع جاك الخاتم بإصبعا و حملها بين ذراعيه و قبلها صفق الناس لهذا المشهد الذي يبدو كمسرحية لروميو و جولييت او ما يشابه ذلك


خرجت فيرونيكا إلى الشرفة تبكي حضها العاثر شعرت بيد تربت على كتفها التفتت دون ان تنظر و القت برأسها على صدره تبكي لم يصدق ما يحدث بادلها العناق و احس بان هناك شيء يضايقها فهمس لها بصوت كله رقة


- " ما بك ؟"


سمعت صوته فابتعدت عنه فجاة و اشاحت بنظرها تمسح دموعها ضحك ضحكة متألمة بصوت خافت يستهزأ على الموقف و اللحظة التي مرت


- " اعتقدتي باني مارك اليس كذلك ؟"


لم تجبه اقترب منها و همس باذنها


- " لقد اتيت لأبارك لك و اهنئك و اتمنى لك حياة مليئة بالسعادة مع من تحبين "


ثم دار لبتعد عنها فأوقفته


- " جونيور ..."


وقف و دار رات نظرات الالم في عينيه فقالت له


- " شكرا لك "


خرج دون ان يعلق و ذهب بعيدا عنها دخلت بعده تبحث عنه بعينيها لكنها لم تر أي اثر له اقترب مارك منها


- " عن ماذا تبحثين ؟"


التفتت تنظر اليه


- " لا احد انني ابحث عنك "


ضمته و هي تتذكر جونيور و صدره المريح الذي القت برأسها عليه لقد احست منذ الوهلة الاولى عندما شمت عطره لكنها شكت بالوضع الغريب فماذا يفعل جونيور هناك هذا ما فكرت به ...



خرج جونيور غاضبا من الحفل و لبرودة فيرونيكا انها لا تحبه و لا تهتم به اتجه الى احدى البارات جلس على الطاولة و طلب من النادل كأسا من الشراب شرب واحد و اثنان و ثلاثة .... شرب كثيرا دون ان يشعر ...شرب حتى الثمالة ...



انتهى الاحتفال و جلس الاصدقاء فقط على طاولة واحدة يتحدثون عن الحاضرين و عن الفساتين و جمال هذه و فظاظة هذا و الى اخره تصاعد رنين هاتف جاك


- " الو "


- " سيد جاك "


- " نعم انا هو "


- " هل تستطيع ان تاتي الى بار جورج "


- " من يتحدث ؟"


- " انا نادل اعمل في بار جورج "


- " حسنا و لم تريديني ان آتي؟ "


انصت الجميع الى جاك و هو يتحدث تبدلت ملامحه الى القلق فتسرب القلق الى الجميع


- " يوجد رجل هنا ثمل جدا و اعتقد بانه نائم على احدى الطاولات "


- " و ما خصني انا بهذا الرجل ؟"


- " اعتقد بانه قريب لك او صديقك لانني رأيتك اسمك في هاتفه الجوال فاتصلت"


- " هل تستطيع وصفه "


- " اعتقد ... انه رجل طويل و عريض في اواخر العشرينات يلبس بذلة سوداء له شعر بني ..."


- " اه يا الهي انه جونيور سآتي حالا "


اغلق الهاتف و اخذ معطفه و وقف


- " ماذا يجري ؟"


سألته جولي بقلق و هي تمسك بمعطفه


- " انه جونيور ... ثمل .. و نائم .. في احدى بار جورج ... هيا يا اليكس "


توترت فيرو عندما سمعت اسمه انها السبب لقد رأت نظرة الالم في عينيه عندما ابتعد عنه و اخطأت عندما ظنته مارك ... وقف مارك


- " هل آتي معكم ؟"


- " لا يا مارك ... ارجو اصطحب الفتيات معك الى شقتهم "


- " حسنا سأفعل "


قالت آلي : " ارجوك اتصلا و اخبرانا "


- " سنفعل الى اللقاء "

برنس وصاب 09-22-15 06:45 PM


خرج الاثنان متجهين الى بار جورج حيث جونيور
هناك دخلا و وجداه نائم و هو جالس في مكانه رفعه جاك و وضع ذراع جونيور فوق كتفه بينما وضع اليكس الذراع الاخى على كتفه القى جاك بنقود على الطاولة و شكر النادل الذي اتصل

- " يا الهي كم هو ثقيل "
قال اليكس متذمرا
جرا جونيور الى السيارة و اخذاه الى شقته القاه جاك على الفراش اخلعه حذائه و جلسوا معه حتى الصباح...
فتح جونيور عينيه بتثاقل تثاءب و احس بصداع قوي في رأسه وضع يده على رأسه يوقف الالم نظر الى الساعة استغرب وجوده في المنزل فهو لا يتذكر شيئا مما حدث بالامس ..



- " لقد استيقظت و اخيرا "
- " ماذا يجري يا اليكس ؟ لم اشعر بصداع "
- " قصة طويلة لكن اخبري انت ماذا يجري ؟"
- " ماذا تقصد؟"
- " لم خرجت من الحفلة و اختفيت في احدى البارات و شربت حتى الثمالة "
تذمر جونيور فوقف لكنه جلس مرة اخرى اذ شعر بدوار في رأسه
- " لم تجبني يا جونيور "
صرخ بصوت عال
- " لم ارد ان ابقى.... لم ار لوجودي معنى "
- " ماذا تقول هل جننت كيف تقول ذلك ؟ انت تعنينا "
- " هل هذا صحيح يا اليكس ؟؟!! اذا لم لم تتصلوا تسألون عني اين انا ولم خرجت ؟"
- " لاننا كنا لاهين يا جونيور "
- " أ رأيت ؟؟ "
- " لا اعرف ماذا يجري لك ياجونيور "
- " و لن تعرف "



قام من فراشه و اتجه الى الحمام صفق الباب بقوة و اخذ حمام بارد سريع لينتعش نزل الماء البارد على جسده يذهب كل شعور بالغضب والحقد فينزل مع الماء ... خرج و غير ملابسه لبس لباس مريح و جلس على طاولة المطبخ يحاول ان ياكل لكن لا يشعر بشهية تجاه الطعام الذي امامه وضعه في البراد و اشعل سيجارته و اخذ ينفثها بعصبية لم يستطع ان يجلس هكذا دون ان يفعل شيء ... يفعل أيشيء ليبطل ذلك الزواج ..فيرونيكا له هو و ليست للمدعو مارك انها لا تحبه انه يرى ذلك في عينيها يشعر بذلك حين تقبله و تتجاوب مع قبلاته لكن شيئا لا يعرفه يمنعها من ان تحبه يريد ان يعرف حتى لو فعل المستحيل ....



مرت اسابيع على الحفلة و على ما حدث اخر مرة مرت الليالي و جونيور يفكر بفيرونيكا يوميا لا تمر ساعة دون ان تصاحبها صورة فيرونيكا و هي تبتسم كان يضغط على نفسه بالعمل يحاول ان ينساها فتخرج له بين الصفحات و الاوراق و اذا ابعد الاوراق كان يراها في قهوته فيتوقف عن شربها و يراها تجلس امامه عندما يجلس في المطبخ فيعرض عن الطعام حاول ان ينساها بشتى الطرق لكنها تحتل كيانه و تكبل تفكيره بأسوار و تقفل على قلبه بقيود من حديد لا يستطيع كسرها انها موجوده في كل قطعة من جسمه ... و في يوم لم يستطع جونيور ان يتحمل عدم رؤيتها كان يبذل جهدا كبيرا في نسيانها نحل كثيرا و لم يعد يهتم بمظهره الخارجي كرس نفسه بالعمل و نسي الاهتمام بنفسه لم يستطع ان يجلس و يقلب الاوراق لينظر الى خيالها قام من مكتبه و اخذ مفاتيح سيارته و خرج .... كان يجول في الطرقات لا يعلم وجهته يقود سيارته بسرعة جنونية مر على متجر فيرونيكا وقف بالسيارة ينظر اليها و هي تتكلم مع الزبائن و تحمل بعض الازياء و تختار فساتين كانت تبتسم اخذ ينظر الى ابتسامتها الساحرة انه يعش ابتسامتها و لا يشبع من النظر رفعت بصرها و نظرت ناحيته انطلق بالسيارة مبتعدا عندما لمحته من بعيد ينظر اليها وقفت مستغربة و شعرت بالخوف تغيرت ملامحها و لم تعد تسمع صوت زبائنها كل ما كانت تسمعه هو صوت تفكيرها يقول لها ان جونيور مقدم على عمل خطير فلماذا اذا كان ينظر اليها ؟؟ ساورها الشك و القلق واضطربت
- " فيرو هل انت بخير ؟"
سألتها كيت مساعدتها عندما رأت ملامحهت تتغير
- " لا ...لست بخير .. اشعر بتوعك انا اسفة يا كيت اريد ان اذهب الى المنزل "
- " اذهبي .. ارتاحي .. انت شاحبة"
- " اراك لاحقا الى اللقاء يا كيت "
خرجت مسرعة و اتجهت الى شقة مارك دخلت و اقفلت الباب خرج من غرفته مستغرب وجودها في هذا الوقت من الصباح
- " ماذا تفعلين هنا يا حلوتي ؟يفترض بك ان تكوني بمتجرك ... هل انت بخير؟؟؟"
- " اشعر بصداع قوي فلم استطع ان اكمل عملي و اقابل زبائن "
- " يا حبيبتي .."
- " لا باس يا مارك انا بخير اريد ان انام قليلا "
- " حسنا اذا ارتاحي قليلا بينما اذهب الى العمل ثم ارجع و نخرج معا نتعشى ما رأيك "
هزت رأسها " فكرة رائعة سأكون بانتظارك "

برنس وصاب 09-22-15 06:46 PM


قبلها و خرج الى عمله اخذت الهاتف و اتصلت على جولي في عملها

- " الو "
- " جولي .."
- " فيرو ماذا؟؟"
- " لقد رأيت جونيور ينظر الي من نافذة سيارته لا اعرف ماذا يريد لكن منظره يرمقني افزعني كثيرا فلم اعد استطيع ان اقف على رجلي "
- " ماذا يريد ؟"
- " لا اعرف يا جولي لا اعرف "
- " اهدئي لا بد انه مر من نفس الطريق "
- " لا اعتقد يا جولي اقول لك لقد كان يرمقني بنظرات غريبة انه يضمر الشر لقد قلت لك جونيور حقود يريد ان ينتقم مني وسيحاول ان يوقف الزفاف بأية طريقة "
- " فيرو ابتعدي عنه كلما رأيته و لا تتجادلي معه "
- " انا لم اره منذ ثلاثة اسابيع "
- " حسنا اذا قابلتيه مرة اخرى تجاهليه "
- " حسنا سأفعل "
- " هل ارتحتي الان "
- " قليلا لكن لا تقلقي علي انابخير "
- " جيد سأمرلاراك .."|
- " لا سأخرج مع مارك على العشاء .. اسفة "
- " رائع اذا اتمتعي بوقتك "
- " شكرا جولي كثيرا لا اعرف كيف اعيش من دونك "
- " لا تفكري بالامر انا متأكدة انك لن تستطيعي ان تعيشي بدوني "
- " هذا صحيح ... الى اللقاء "
- " الى اللقاء يا عزيزتي "
وضعت الهاتف مكانه وتمددت على الكنبة تنتظر رجوع مارك ليأخذها للعشاء لم تستطع ان تبعد منظر جونيور بسيارته يرمقها عن بالها مرت الساعات و كأنها سنوات بعدها دخل مارك
- " كيف حالك الان يا عزيزتي؟"
- " انا بخير وماذا عنك ؟"
- " كنت قلقا عليك لم لا تجيبين على الهاتف ؟"
- " اسفة لم اسمعه "
- " لا بأس لا تتأسفي ... هلنذهب؟؟"
- " كما تريد "
حملت حقيبتها و خرجت معه الى مطعم في الحي الصيني تناولت عشاءا لذيذا نست همومها و نست جونيور ضحكت و استمتعت بالجو الجميل والسهرة الممتعة ...
بينما جونيور يحترق في الوحدة و في ظلام شقته يفكر بحبيبته التي طارت كالحمامة و لم تعد ....
/
/
انتهى الفصل السادس عشر
http://www.lamst-a.com/vb/images/smilies/cool.gif

برنس وصاب 09-22-15 06:47 PM

-17-



مرت ايام لم ير جونيور فيرونيكا و لم يسمع عنها أي شيء انخرط في اعماله يختبيء بها و يبتعد عن جميع اصدقائه ليتفادى تعليقاتهم الجارحة و تساءلاتهم ...اتصل جاك و اليكس على والد جونيور ( ليو ) يخبرونه عن تصرفات ابنه الغريبة و انه تغيرا كثيرا في الاونة الاخيرة فلا يرد على اتصالاتهم و لا يزورهم الا قليلا و لبضع دقائق فقط .. طمأنهم ليو بأنه سيحاول ان يتحدث مع ابنه و يفهم منه الاسباب اللتي تبعده عن الجميع و حتى عن ابيه لكن جونيور اجاب بانه مشغول و لا وقت لديه للهو حاول الاب ان يغير من رأيه و يحثه على اخذ اجازة لمدة اسبوع يرتاح فيها من العمل و يقضي وقتا اكثر مع عائلته و احبابة لكن جونيور اصر على انه لا يريد ان يجتمع بأحد في هذا الوقت الذي تكثر الاعمال و لا يشعر برغبة في اخذ اجازة للراحة و الاستجمام رضخ الاب لرأي ابنه مؤقتا ريثما يجد خطة افضل يقنع بها ابنه على الاجتماع بأصدقائه و عائلته من جديد ...


كان جونيور مشغول ببعض الاوراق الرسمية في مكتبه عندما اتصل والده
- " اهلا ابي "
- " كيف الحال يا جونيور ؟"
- " مازلت على قيد الحياة "
- " جيد اذا ستاتي إلى الحفلة التي ستقام غدا على شرفك "
- " اية حفلة يا ابي؟؟ "
- " انا لم احتفل بك من قبل و افتخر بك امام اصحابي و اقول بأن لي ولد رفع اسم شركتي عاليا و رفع رأسي حتى ارتطم بالسقف "
- " ابي ارجوك لا اريد شيئا لقد سئمت الاحتفالات"
- " لقد قمت بتنسيق كل شيء و ستأتي او ستخيب ظني فيك "
- " لكن ..."
- " ماذا يا جونيور أريد ان افرح قليلا و اقيم حفلة لمرور سنة على حصولك لشهادة الدكتوراة و استلامك لمنصب مدير عام مؤسسة غارسيس ديلفالي للمقاولات "
- "حسنا ... كما تريد يا ابي سأحضر و استقبل الضيوف و لن اخيب ظنك "
- " رائع هذا جونيور الذي اعرفه "
- " أتامرني على شيء اخر "
- " نعم .. اريدك ان تنسى العمل قليلا و ترتاح"
- " سأفعل .. قريبا جدا ... اذا اراك غدا يا ابي الى اللقاء "

اغلق سماعة الهاتف و تنهد ليو لنجاح خطته ...بينما جونيور كان يتذمر لانه سيظطر لان يقابل فيرونيكا و يراها مرة اخرى بين احضان رجل اخر رجل لا تشعر تجاهه بشيء و هذا ما يحرق جونيور و يجعل النار تغلي احشائه ...

وقف امام المرآة ينظر إلى الشخص الجديد الشخص الذي لم يعد يعرفه شخص كئيباستسلم بضعف دون ان يقاتل وقف ينظر و هو يشعر بالغثيان من صورته الجديدة احكم ربط ربطة العنق و نزل ليستقبل الضيوف مع والده .. حضر اغلب المدعويين تقريبا كان يامل ان لا يقابل فيرونيكا مع مارك و الا سيقوم بشيء سيندم عليه ...
دخلت بلباسها الملفت للنظر بجمالها الآسر كانت ترتدي فستان اسود يزحف خلفها يظهر جمال قامتها و يكشف عن ظهرها و رقبتها و جزء من صدرها الذي زينته بعقد ألماس يبرق و يكسر العين رفعت شعرها للأعلى و وضعت دبوس ماسي بلع جونيور ريقة و شتم بصوت خافت فهو لن يستطيع ان يقاوم هذا الجمال الباهر مشت بكل ثقة و كأن العالم تحت سيطرتها و كأن الرجال كلهم اسراها .. كانت تتأبط ذراع مارك الذي دخل بشموخ و كبرياء و من يلومه و هذه الحسناء تلتصق به و كانه يقهر جميع الرجال و يسخر منهم يقول انها لي انها لي وحدي صر جونيور على اسنانه دون ان يبتسم لهما و هو يصافحهما من غير مشاعر و ببرود تام
انضم الى المدعويين و قف مع بعض الرجال يشرب معهم و يجيب عن تساؤلاتهم لكن عينيه لم تفارقها ابدا تتبعانها اينما ذهبت ...
فجأة شعر بيد انثوية تغلق عينيه و تهمس باذنه
- " من انا.. يا وسيم ؟؟"
انه يعرف هذا الصوت و هذه اللمسه الانثوية ..مسك يديها و التفتت فابتهج انها المرة الاولى التي يبتهج فيها منذ حفلة فيرونيكا الاخيرة ...
- " يا الهي يا جين اشتقت لك "
عانقها بحرارة و هي ايضا اشتاقت للمساته و عناقه و قبلاته التي لن تحصل عليها بعد فقد اتفقا على ان يبقيا صديقين و يرسالا بعض في البريد الالكتروني
- " الم تاتي الكسندرا معك ؟"
- " بلى انها هناك تبحث عنك و لا تعلم بانني وجدتك قبلها "
رفع يديه يلوح لالكسندرا اللتي اتت مسرعة فلفتت انتباه فيرونيكا حاولت فيرو انت تصغي لكن مارك يشوش عليها و يحجب عنها الصوت حاولت ان تقترب لكنه اخذها و رقص معها ...
اقتربت الكسندرا و احتضنت جونيور و لكزته بذراعه و هي تضحك
- " لقد اصبح نحيفا و وسيما اكثر من قبل هل الحب يفعل كل هذا ؟"
- " أي حب ؟؟"
- " ما هذه المفاجاة السعيدة "

برنس وصاب 09-22-15 06:48 PM

سألها و هو يضمها فاجابت جينفير و هي تنظر الى جونيور بإعجاب

- " سعيدة للغاية "

- " كيف ؟؟ اقصد .. من .."

لم يعرف كيف يسألهم لانه مازال مدهوش لرؤيتهما لكن جين فهمت مايريد ان يقول فأجابت

- " لقد ارسل جاك لي رسالة في البريد الالكتروني ان هناك حفلة ستقام على شرف جونيور ... و رحب بفكرة ان آتي و الكسندرا لنحتفل معك و انها فرصة لنراك "

- " انا سعيد جدا يا جين "

- " جيد هذا ما اتمناه "

لوح جونيور لجاك و اليكس لينضما اليهم

- " لم لم تخبرني يا جاك بأنك دعوت جينيفير و الكسندرا ؟"

- " انها مفاجأة "

- " شكرا لك مفاجآة سارة يا صديقي العزيز "

- " اهلا بعودتك جونيور على طبيعتك انا سعيد ان ارى الابتسامة تعود الى شفتيك "

ابتسم جونيور و هو يضم اصدقائه الذين يهتمون به و يقلقون عليه ...

كانت فيرونيكا تنظر تريد ان تعرف من تلك الفتاتين الواقفتان بالقرب من جونيور الذي يضحك معهم و يغمز لهم فتهمس بأذنه صاحبة الشعر الاحمر احست فيرونيكا بالنفور منها.. لم تلتصق هذه الفتاة به هكذا؟؟ هل هي معجبة به ؟ ام مغرمة ؟ هل يعرفها من قبل ؟ هل بينهما علاقة .... اسألة كثيرة اتت في بالها ...و شعرت بالغيرة تسري في جسدها كالدم ... اقتربت من جولي عندما رأت جولي تبتعد عن جاك و جونيور و الفتاتين متجهة الى حمام الضيوف لكن فيرو اوقفتها


- " جولي ...كنت اتساءل من هاتين الفتاتتين؟"

و اشارت بعينيها ناحية جينفير و الكسندرا

- " هذي جنيفير و تلك الكسندرا صديقتا جونيور في نيويورك "

- " اه ... هل بين جونيور و المدعوة جينيفير علاقة سابقة ؟"

- " لم هذا السؤال يا فيرو ؟"

- " مجرد فضول .."

- " لا اعتقد ذلك "

- " انظري كيف تلتصق به و تهمس بأذنه و تستنشق عطره و تنظر الى عينيه انها تحبه "

- " منذ متى و انت تحللين الشخصيات يا فيرو .؟؟ و ان يكن و احبته ؟اعتقد بانك لا تبالين بجونيور "

- " هذا صحيح لا اهتم به لكنني اردت ان اقول اتمنى ان يكونا على علاقة فهما يليقان ببعضهما كثيرا "

رمقتها جولي باستخفاف في كلامها ففيرونيكا لا تعني ما تقول بل تعني العكس تماما ابتعدت جولي عنها عندما اقترب مارك منهما عانقت فيرونيكا مارك عندما رات بان جونيور ينظر اليها و هو يضحك مع جنيفير ...


- " مارك ...عزيزي ... يجب ان نبدا بالتجهيز للزفاف "

- " و متى تردين ان نبدأ "

- " في اسرع وقت ..لقد قلت لوالدتي ان ترافقنا غدا الى السوق لنشتري ..."

- " لكن ...فيرو لا استطيع غدا ما رأيك بالاسبوع القادم ؟"

استغربت فاتسعت عينيها من الدهشة

- " بعد اسبوع ؟؟ ماذا تقول ؟؟ هل جننت يا مارك ؟؟ ان بعد ثلاثة اسابيع زفافنا"

- " لا باس نستطيع ان نجهز كل شيء في اسبوع "

شعرت بالدم يتصاعد الى رأسها فانفجرت

- " اسبوعان ؟؟ نجهز لزفاف باسبوع ؟؟ و لم لا بعد اسبوع لم لا نبدا هذا الاسبوع؟"

- "فيرو ...لان غدا سأذهب برحلة عمل إلى بوستين لمدة اسبوع "

دهشت لكلامه و ازداد الغضب بداخلها

" ماذا ؟؟؟!!"

- " نعم يا حبيبتي انا اس.."

تكلمت بحدة و صوت مرتفع

- " و متى كنت ستخبرني ؟ عندما ترجع من السفر ؟ بعد ان تغيب اسبوع و تتركني هنا ؟"

- " فيرو اهدئي يا حبيبتي كنت ساخبرك اليوم "

تنهدت و تمتمت بكلمات غير مفهومة و ابتعدت عنه بخطوات سريعة تبعها و هو ينادي عليها

- " فيرو ارجوك لنتفاهم دعيني اشرح لك موقفي "

وقفت تنظر اليه بغضب يكاد يخرج من عينيها

- " لا اريد ان اتفاهم معك الان يا مارك دعني و شأني "

- " فيرو ارجوك ..."

- " مارك اريد ان ابقى وحدي و الا سأنفجر الان و اقلب الحفلة عزاء "

تركته و خرجت الى الشرفة وضعت يديها على رأسها توقف الاصوات التي بداخل رأسها و الصداع الذي سيدمرها كانت تبكي بحرقة لا تعرف هل ما تفعله هو عين الصواب هل الزواج من مارك سيحل كل مشاكلها ...

شعرت بأن احد يقف خلفها فالتفتت و سرعان ما اشاحت بنظرها عنه.. مسحت دموعهاكي لا يرى ضعفها فهذا ما يريده انه يأمل ان يراها تبكي بألم ...

- " ماذا تريد ؟ هل اتيت لتتشمت بي يا جونيور ؟"

- " لا ابد انا لا اتشمت بك ابدا "

- " صحيح "

قالت باستهزاء

- " اذا ماذا تريد "

اقترب منها لكنها رجعت خطوات تبتعد عنه

- " اريد ان اقول لك شيئا واحدا "

- " لا اريد ان اسمع شيئا "

- " شيئا واحد و سأذهب "

- " جونيور اذهب فإن صديقتيك تنتظرانك .. و لا يفترض بك ان تترك ضيوفك هكذا "

- " لا داعي لان تعلميني بأصول الضيافة .. فأنت ضيفتي ايضا و اراك حزينة و لا استطيع ان اقف مكتوف اليدين و انا اراك متألمة ...سأذهب الى ضيوفي بعد ان اخبرك بما يجول بخاطري بالشيء الذي يفتتني و يحطمني لا استطيع ان ابقيه داخلي فسأنفجر اذا لم اخبرك إياه "


سكتت دون ان تعلق بكلمة فتكلم هو

- " اريد ان اقول ....انك رائعة الجمال كل مرة و دائما لكنك اليوم تبدين كإله للجمال "


بلعت ريقها و توترت اطرافها و اغروقت عيناها بالدموع فاشاحت و دارت تصد عنه بظهرها لكنه اقترب منها وا لصق صدره العريض بظهرها و قرب فمه من أذنها و همس

- " انه لا يستحقك "

برنس وصاب 09-22-15 06:49 PM

اغمضت عينيها تستمتع بصوته الهامس يدخل الى رأسها فيهدأ من توترها و اعصابهاالمشتعلة تنهدت بعمق فارخت ظهرها على صدره تستند عليه احاط خصرها بيديه و غاص في شعرها الذهبي و قفا هكذا لخمسة دقائق ثم همس لها مرة اخرى
- " انه لا يستحق إله الجمال "
ثم ابتعد بهدوء عنها تاركها بظلام وحيده تفكر بكلماته و لمست يديه على خصرها انها تحبه و لا تعرف كيف تكرهه لكن جونيور يلعب بالنار يجذبها اليه فيسهل انتقامه لكنها لن تسمح بحدوث ذلك اخذت معطفها و ودعت امها و خرجت من الحفلة...



فتحت فيروينكا عينيها على صوت والدتها جلست على الشرير مستغربة وجود امها ترتب ملابسها التي القتهم امس على عندما القت بنفسها على الفراش تبكي من القهر و الالم
- " امي ماذا تفعلين هنا؟"
- " ماذا افعل هنا ؟؟ ماذا تفعلين انت ؟"
- " انا ؟؟!! ماذا يجري يا امي؟"
- " كيف تنامين لهذا الوقت هيا استيقظي فبعد اسبوعان زفافك و لم تقومي بالتجهيزات"
- " امي ارجوك اريد ان انام "
- " فيرونيكا ... اين مارك ؟؟ تشاجرت معه ؟ ماذا يحدث ؟ هل صحيح ما سمعته امس ؟"
- " و ماذا سمعتي بالامس ؟"
- " انك تشاجرت معه "
- " هذا صحيح .."
- " ماذا هل الغيت الخطبة??? "
- " لا لا يا امي ... "
- " اذن ماذا ؟"
- " لقد تفاهمنا انا و مارك بعد الحفلة و اتفقنا على تأجلين االزفاف "
- " لماذا ؟"
- " مارك غادر اليوم الى بوستين في رحلة عمل لمدة اسبوع "
- " فهمت "
- " حسنا امي لقد تأخرت كثيرا على العمل يجب ان اذهب "
- " حسنا اراك على الغداء "
- " حسنا اذا على الغداء "

برنس وصاب 09-22-15 06:51 PM

بعد ان غادرت مليسا شقة جولي غيرت فيرونيكا ملابسها و اتجهت الى متجرها
جلست على مكتبها تتصفح الاوراق و يبدو ان غيابها عن العمل قد ادى الى فوضى عارمة في ببعض الحسابات و في بعض الازياء و ما الى ذلك من المشاكل جلست تعمل لساعات طويلة و نست موعد الغداء مع امها اتصلت مليسا تستفسر عن سبب تأخر ابنها
- " اه انا اسفة امي لم اتصل بك لاخبرك بانني لن استطيع ان احضرعلى الغداء"
- " و لم ؟"
- " لانني مشغولة جدا اعذريني ارجوك "
- " لكنك لم تأكلي شيئا "
- " لا بأس ..."
- " لا لا اريد ان تضعفي و تخور قواك او تمرضي فزفافك قريب و يجب ان تكوني بصحة جيدة "
- " امي انا بخير و لن يصيبني مكروه "
- " انني اصر على ان تاكلي .. سأرسللك بعض الطعام "
- " لا داعي صد...."
- " فيرو انتهى النقاش سأرسل لكطعام و ستأكلينه "
- " حسنا حسنا افعل ما شئت "
- " جيد"
- " الى اللقاء "
اغلقت سماعة الهاتف و هي تبتسم فامها مازالت تعاملها كطفلة صغيرة اكملت عملها و مر الوقت دون ان تشعر به سمعت طرقا على الباب
- " تفضلي "
- " فيرو لقد انتهى وقت العمل يجب ان اذهب هل ستكونين بخير اذا تركتك وحدك"
- " بالطبع يا كيت شكرا "
استدارت كيت لتخرج لكن فيرونيكا اوقفتها و هي تتساءل
- " كيت ...."
- " نعم يا فيرو ؟"
- " الم يصل شيء من امي ... كعلبة بها طعام ؟"
- " لا لم ار شيئا "
- " حسنا اذا لا بأس اذهبي و لا تنسي ان تغلقي الباب "
- " سأفعل .. هل تريدين شيئا اخر ؟"
- " لا شكرا كيت "
خرجت كيت ونسيت ان تقفل الباب ... لم تنتهي فيرونيكا من عملها كانت مندمجة في بعض الحسابات عندما سمعت باب مكتبها يفتح رفعت رأسها لترى الداخل فانصدمت و عبست تكلمت بحدة
- " ماذا تفعل هنا يا جونيور ؟"
رفع كيس بيده لتراه
- " اعتقد بانه طعام لك "
- " مِن مَن ؟ "
- " والدتك ..."
- " و امي لم تجد شخصا غيرك لترسل الطعام معه ؟"
- " لا .. انا تطوعت "
- " شكرا لك ضعه على المكتب "
وضع الكيس على المكتب فأنزلت رأسها تكمل عملها لكنها رفعت رأسها عندما احست بان جونيور لم يخرج بل جلس على الكرسي امامها
- " ماذا تريد الان يا جونيور ؟ لقد وصلت الامانة شكرا لك "
قهقه باستهزاء على كلامها
- " هل تعتقدين بانني تطوعت فقط لارسل لك الطعام .."
لم تعلق لكنها نظرت اليه بغيظ فابتسم لها و وضع رجله فوق الاخرى و اشعل سيجارة و نفثها مماجعلها تشعر بالغضب من تصرفه وقفت
- " تستطيع ان تذهب الان فلدي بعض الاعمال لانجزها "
- " لكنني لم آت لأذهب يا جميلة "
اتجهت ناحية الباب و فتحته كأنها تقول له اخرج الان لكنه ظل مكانه يبتسم بخبث و ينفث سيجارته دون ان يأبه بشيء و انها تطرده من مكتبها لكنه لم يتحرك فتخصرت و اشارت بيدها نحو الباب تدعوه للخروج لكنه ظل فيمكانه يبتسم مما زاد النار بداخلها و اشتعل الغضب في عينيها
- " كم انت جذابة و انت مغتاظة "
تنهدت بصوت مسموع و كان صبرها قد نفذ
- " قل لي اذ ماذا تريد ؟"
- " انت .. اريدك انت "
اقتربت منه و مسكته من ذراعه بقوة تجره الى الخارج لكن يده اقوى منها و بدل من ذلك جذبها الى حضنه و قبلها بعنف كانت تقاومه بالبداية لكنها تجاوبت معه فقبلها بلطف لكنها ابتعدت عنه و صفعته و ذهبت ناحية الباب تطرده
- " اخرج الان "
شعر بالغضب يغلي الدم الذي يسري في عروقه فهب واقفا و خرج من الباب لكنه التفت و نظر اليها بتحد ثم همس لها
- " اعرفي بأن ذلك لن يحدث ... لن تتزوجي منه إلا على جثتي .. و سأفعل المستحيل صدقيني ....فأنا لن اسمح بان ينسلخ جلدي مني... افهمت ؟؟! "

القى بكلاماته و خرج صافقا الباب بقوة وقفت كالتمثال فيرونيكا تحاول ان تسترجع كلماته فكرت بتلك القنبلة التي القاها عليها فشعرت بالخوف لتهديداته ماذا كان يقصد عندما قال ( ينسلخ جلدي مني ) لم تفهم ماعناه ... تركت الاوراق التي بيدها و خرجت من مكتبها اقفلت الابواب و اتجهت الى شقةمارك اغلقت الابواب و استند على الباب تتنهد و تشعر بالخوف الشديد و كأن جونيور يطاردها في هذا الليل الموحش ...
/
/
انتهى الفصل السابع عشر

برنس وصاب 09-22-15 06:52 PM

<b>
18
وقفت فيرونيكا في المطار تنتظر ان يفتح الباب الذي امامها ليخرج منه مارك رفعت رأسها لتنظر من بين الحشود مارك يدفع عربته لم يكن وحيدا !! كان معه رجل طويل يتكلم معه و يبتسم له انها تعرف هذا الرجل صعقت عندما اقترب منها فقالت بقلبلها
- " يا الهي ها قد اتت المشاكل "
لوح مارك بيده اليها و اقترب منها و عانقها كان جونيور يقف خلفهم ينظر اليهم فرمق فيرونيكا بنظرة خبيثة و ابتسم لها
- " حسنا مارك اراك غدا في مكتبي "
- " جيد اذا ... الى اللقاء يا جوينيور "
ابتعد جونيور و اختفى بين الحشود ... ركبت فيرونيكا السيارة كانت تتساءل عن وجود جونيور مع مارك التفتت الى مارك تسأله
- " ماذا يريد جونيور منك ؟"
- " لقد قابلته بالصدفة في الطائرة كان يجلس بالمقعد المجاور لمقعدي "
- " يا لها من صدفة "
اجابت باستهزاء ...

في اليوم الثالث من وصول مارك كانت فيرونيكا تحضر العشاء لكليهما اقترب منها و ضمها من الخلف
- " كم احب وجودك هنا تحضرين لي العشاء "
ابتسمت له و اكتفت بتقبيله ... جلس الاثنان يأكلون من العشاء اللذيذ الذي حضرته فيرونيكا .. حملت الاطباق لتغسلها فاقترب منها مرة اخرى و الصق جسدها بجسدها و همس يدغدغ رقبتها
- " احبك "
التفتت و قبلته طويلا ...
افاقت فيرونيكا على صوت طرق على الباب فقامت من الفراش و سحبت قميص مارك القصير و لبسته فتحت الباب فوجدت جونيور واقف ينظر اليها من رأسها حتى اخمص قديميها يبتسم بطريقة شيطانية
- " يبدو انني قاطعتكم ..."
اغللقت الباب لكنه مد يده يمنعها فتبدلت ملامحه من السخرية الى الجد و قال بصوت رصين
- " هل مارك هنا ؟"
- " لا "
- " حسنا اذا سامر لاحقا "
ااستدار لينزل الدرج لكنه خرجت و اغلقت الباب كي لا يستيقظ مارك و اوقفت جونيور بصوتها الحاد
- " ماذا تريد منه ؟"
- " اريده في بعض الاعمال "
- " لا اصدقك ..."
- " لا يتوجب عليك تصديقي "
- " هيا اخبرني ماذا تريد ؟"
- " قلت لك اريده بخصوص بعض الاعمال .."
- " جونيور الن توقف تصرفاتك التافهة و تبتعد عن طريقي فأنا اعرف ماذا تريد"
- " أي تصرفات ؟ لا افهمك "
- " لا تلعب دور البريء فأنت تعرف ماذا اقصد "
- " لا صدقيني ..."
- " لا تكذب فأنا اعرف بانك تكرهني و تحقد على والدتي و تريد ان تنتقم منا لا والدتي تزوجت بأبيك تريد ان تنتقم بتدمير زفافي من مارك فأتحطم انا و تنكسر امي لانكساري لكن اريد ان اقول لك بان خطتك التافهة باءت بالفشل و لن تستطيع ان تفعل أي شيء فبعد شهر سأكون زوجة مارك فابتعد عن طريقي من الان "
وقف غير مصدق كلامها و اكتسح الالم ملامحه فقال لها بصوت متألم
- " لا اعرف ان أي انتقام تقصدين لكن ذلك كان في الماضي انا لا أبالي ان تزوج ابي من والدتك انا لا اريد ان اوقف الزفاف لدمرك و ادمر والدتك انا لدي اسباب اخرى تحثني على ايقاف الزفاف لكنني لن افعل بعد الان و توقفت منذ فترة كل ما اريده الان هو ان تنعمي بزواج سعيد يا فيرونيكا ... اخبري مارك بان الصفقه فاتته "

دار و نزل الدرج ليغادر لكن فيرونيكا ظلت واقفة كالصنم تنظر اليه يبتعد مصدومة بكلماته هل يعني ما يقول ؟
خرج مارك و نظر الى فيرونيكا
- " لقد سمعت صوت جونيور اين هو ؟"
لم تنطق بكلمة امتفت بالاسارة على الدرج نزل مارك و هو ينادي جونيور
- " جونيور ... هي .. جونيور انتظر "
وقف جونيور ينظر الى مارك على الدرج و ينظر الى فيرونيكا اللتي تقف خلف مارك بالقرب من الباب كالتمثال
- " انا اسف يا جونيور كنت نائما لكنني سمعت صوتك فغسلت وجههي و لبست ملابس و .. لم اجدك ماذا اردت ؟"
- " لا بأس يا مارك ... لقد اتصلت بك هذا الصباح مرار لكنك لم تجب و اتصلت على مكتبك لكن امرأة اخبرتني بأنك لم تحضر اليوم ... كنت سأخبرك بشأن العقد و الصفقة اللتي تحدثنا عنها "
- " حسنا اذن تفضل بالداخل "
- " لا مارك فالمرة القادمة ... تعال الى مكتبي و سنتناقش في الامر "
- " حسنا ... انا اسف جونيور "
- " لا عليك "
رمق فيرونيكا بنظرة بارد و غادر البناية ...

- " فيرونيكا "
- " اهلا كيت "
- " لقد وصلك مغلف "
- " مِن مَن ؟"
- " لا اعرف "
- " شكرا "
دخلت مكتبها و اغلقت الباب فتحت المغلف لتجد بطاقة كتب عليها اسمها فتحتها لتقرأ
( انت مدعوة لحفلة في فندق ( لو بلازا )... في يوم السبت القادم ....في الساعة السابعة ....ألبسي افضل فستان عندك )

استغربت فهي لم تتعرف على المرسل ؟؟ خرجت من المكتب و سألت كيت
- " ألا تعرفين المرسل "
- " لا ابدا لقد وجدت المغلف في الصندوق هذا الصباح "
- " غريب "
اتصلت على جولي تخبرها بشأن البطاقة التي وصلتها هذا الصباح
- " و انا ايضا وصلتني كما وصلت لجاك"
- " غريب جدا هل ستذهبين "
- " بالطبع فالفضول يقتلني اريد ان اعرف من الذي ارسلها "
- " حسنا اذا سألقاك هناك "

اختارت احد فساتينها التي صممته بنفسها كان الفستان بسيط جدا لونه ابيض يصل الى ركبتيها و بلا اكمام اسدلت شعرها و وضعت ظلال عين خفيف جدا و احمر شفاه احمر فهي تحب هذا اللون كثيرا حملت حقيبتها و اتجهت الى فندق ( لو بلازا )
دخلت فوجدت العائلة اغلبها كانت القاعة مزينة بالزهور الحمراء جلست فيرونيكا حيث يجلس جاك مع جولي
- " الجميع هنا ... ماذا يجري يا جولي ؟"
- " نحن مثلك تماما لا نعرف ماذا يجري "
فجأة اطفأت الانوار و اشعلت الشموع دخل جونوير و جلس بعيدا عن الطاولة التي تجليس فيها فيرونيكا و جولي
عزفت موسيقى العرس فاستغرب الجميع وجود قس يقف على مسرح سغير دخل اليكس و وقف بالقرب منه و بعده بلحضات دخلت آلي بفستان العرس الابيض الطويل الذي يلتصق بجسمها و يمتد كذيل خلفها و كانت تخطي وجهها بطرحة بسيطة جدا بدت ساحرة و فاتنة لبساطتها وقف الجميع لها مندهشين ابتسمت فيرونيكا غير مصدقة ما يجري مسك اليكس يدها و رفع طرحتها عن وجهها جلس الجميع مستغريبن و بنفس الوقت سعيدين بزواج الاثنان المفاجيء مسك اليكس يدها و قال و هو ينظر اليها بشوق
- " آلي منذ ان رأيتك اول مرة عرفت بأنك هي انك من سأتزوج و الان بعد مرور سنوات تقفين امامي بكل سحر فتضييع الكلمات مني لكن كلمة واحدة لا انساها و لن انساها .... احبك ..."
وضعت فيرونيكا يدها على فمها تساقطت الدموع من عينيها كانت دموع فرح و حزن ... فرح لزواج آلي و حزن ... حزن على حالها فهي لن تحضى بزواج مبني على الحب فقلب لرجل احتله منذ سنوات طويلة و مازال يفرض سيطرته عليه ...
انتهت مراسيم الزواج و خرج الاثنان الى حفل الاستقبال يرقصون مستمتعين و فرحين
جلست فيرونيكا وحيدة تبكي بحرقة لم تستطع ان تصمد اكثر خاصة عندما رأت الرجل الذي تحبه يهنيء الزوجان ثم يقف بعيدا عن الانظار ... اخذت معطفها و خرجت دون ان يشعر بها احد انطلقت بالسيارة و اتجهت الى شقة مارك دخلت و وقفت تنظر الى مارك الذي رفع رأسه مستغرب

- " فيرو ... لم تبكين يا حلوتي ؟"
اقترب منها يضمها لكنها ابتعدت عنه
- " مارك لا استطيع ... لا استطيع ..."
استغرب و شعر بالقلق من نبرة صوتها و بكاءها
- " لا تستطيع ماذا تكلمي يا فيرو ؟؟"
- " ارجوك سامحني ..."
- " تكلمي و توقفي عن البكاء لم اسامح "
- " مارك ... انا .... انا ... لن استطيع ان اتزوجك ..."
- " ماذا ؟؟؟ !!"
- " انا اسفة لا استطيع "
- " و لماذا يا فيرو انا احبك .."
- " لكنني لا احبك يا مارك ارجوك سامحني فقلبي ملك لرجل اخر .... انا اسفة "
خرجت مسرعة تبعها مارك لكنه لم يستطيع ان يلحق بها كانت تقود السيارة بجنون وقفت عند شقة جونوير وقفت تنظر الى نافذة شقته نزلت من السيارة و ترددت هل تدخل ام تعود الى منزلها اخذت تفكر يجب ان تهنيء جونيور بانتصاره اخذت نفس عميق و دخلت صعدت الى حيث شقته طرقت على الباب لكن لا احد يجيب حاولت مرة اخرى لكن لا يوجد احد جلست على الدرج تنتظر قدومه و تبكي ساح الكحل و تبعثر شعرها الجميل بكت كثيرا حتى غفت من التعب ...
انتهت الحفلة فعاد جونيور الى منزله في وقت متاخر حاول ان يضع المفتاح في القفل لكنه سقط خلفه التفتت ليأخذه فوجد امرأة تنام على الدرج اقترب منها و ازاح خصلات شعرها الذهبي عن وجهها فانصدم لما رآه رأى فيرونيكا حبيبته نائمة على الدرج و تبعثر شعرها و اتسخ فستانها الابيض بدموعها اللتي امتزجت بكحلها الاسود رأى خطوط الكحل على خديها حملها بين ذراعه و ادخلها غرفته فتح فستانها و اخذ ينظر الى جسدها العاري بلع ريقه و توتر و حاول ان يقاوم هذا الجسد الشهي البسها قميص نضيف و اخذ منديل مسح به خطوط الكحل الذي جرح خديها الناعمين من فعل بها هذا من ؟؟
غطاها و اغلق باب الغرفة لتنام بهدوء ...
فتحت عينيها و استغربت وجودها في الفراش هل كانت تحلم بالامس بانها اتت الى شقة جونوير انزلت عينيها فرأت انها تلبس قميص رجالي تلفتت يمينا و يسارا فوجدت صورة لليو و والدة جونيور فعرفت بأنها في غرفة جونيور شعرت بالخوف هل فعل بها شيئا ؟ هل اغتصبها ؟ قامت بغضب من الفراش و خرجت الى الصالة
وقفت دون حراك و تبدلت مشاعر الغيظ و الغضب الى مشاعر الم و شفقة
رأت جونيور نائم على الكرسي بقميص بذلته السوداء واضعا رجليه على الطاولة اقتربت منه تنظر اليه شعر بوجودها ففتح عينيه و ابتسم لها بكل بساطة و كأن لم يحدث شجار بينهم من قبل حاولت ان تغادر لكنه امسكها من يدها رفع يدها و طبع قبلة رقيقة عليها سرت قشعريرة في جسدها فسحبت يديها و بكت اقترب منها بقلق و ربت على كتفها
- " لم تبكين يا حبي ؟"
مسحت دموعها و واجهته
- " انا ابكي فرحا"
قالتها باستهزاء فعبس و رفع وجهها بابهامه
- " لا ...انت تبكين لسبب اخر الا الفرح "
- " اصبت ... اني ابكي حظي العاثر ... لكن لا تقلق لقد اتيت هنا بالامس فلك اجدك انتظرتك لاهنئك على انتصارك "
- " أي انتصار ؟"
- " لن يكون هناك زفاف "
تنهد ارتياحا و ابتسم بسعادة
- " انا اسف من اجلك صدقيني لكنني فرح "
- " حسنا اذا استمتع بنصرك "
التفتت لتخرج لكنه اوقفها و جرها اليه قبلها طويلا تجاوبت معه فلفها بذراعيه و اخذها الى عالم اخر حيث الحب و العشق و الغرام ...
ابتعدت عنه لكنه تمسك بها و جرها مرة اخرى الى احضانه
- " ارجوك لا تهربي اكثر لقد تعبت من ملاحقتك "
ذابت بأحضانه مرة اخرى فهمس لها
- " احبك "
توقفت عن تقبيله و رفعت بصرها مستغربة فابتسم لها
- " انني صادق فيما اقول ... احبك جدا ... صدقيني "
ضغطت على شفتيها و اغمضت عينيها تمنع دمعة من السقوط
- " ارجوك قولي بانك تحبيني و لن تهربي مني ثانية "
سكتت لمدة طويلة بينما الكلمة تتقلب في صدرها تريد ان تخرج و تفجر العالم بها نظر اليها بأمل يريد ان يسمعها لم تستطع ان ترى نظرات الامل بعينيه فتخيب ظنه و اخيرا نطقت
- " انا لا احبك "
انزل رأسه حزنا و اشاح عنها لكنها مسكتت وجهه بين يديها تنظر الى عينيه الزرقاوين التين لطالما عشقتهما
- " بل اعشقك "
انفرج ثغره بابتسامة فأخذها بين يديه و قبلها قبلات لن تنتهي ...

مرت الايام و الاسابيع و السهور بالحب و الوئام و مرت عشرون سنه على زواج جونيور من فيرونيكا الذي اثمر حبهما بنتا جميلة كوالدتها (سارة ) و صبي شقي كوالده (توم )
و تزوج جاك من جولي و انجبا ولد و بنت ( فيكي ) الذي يعشق (سارة ) ابنة جونيور و فيرو و ( شلي ) الصغيرة صديقة (توم)
كما انجبت آلي و اليكس توءمان بعمر ( فيكي و سارة ) بنت و صبي اسمتهما ( ديفيد و آشلي ) و هي حامل بالطفل الثالث ...
و الان أتى دور ابناءهم ان يعيشوا قصة حب جديدة كما عاش آباءهم

</b>

برنس وصاب 09-22-15 06:53 PM

ولكم مني خااااالص الحب

برنس وصاب 09-22-15 06:58 PM

<b>
الاغراء الخطر
الملخص



نظرت نحو باب مكتب المدير والى اللافتة التي تحمل اسمه (مارك رايدر).
هو رجل جذاب له وجه صلب وعينان بلون الفولاذ وشعر اسود لامع.
لم يكن لديها فكرة عن طريقة تفكيره ,لكنها كانت تعرف بعض الاشياء عن حياته الخاصة تدل على انه وغد تماما فيما يتعلق بالنساء.......
بديهتها اخبرتها بان عليها ان تكرهه ,ولكن عندما كان ينظر اليها كانت تنجذب اليه كما لو انها تعمل مع سلك كهربائي عاري.
وكانت كارولين تقضي الايام في الحملقة اليه تفكر فيه تتساءل عما يمكن ان يحدث.
</b>

برنس وصاب 09-22-15 06:59 PM

الاغراء الخطر
الفصل الاول

كارولين كانت تعمل وقتا اضافيا مرة اخرى ,نظرة سريعة لساعة يدها دلتها انها لن تتاخر على موعد العشاء مع ستيفان ,الساعة السادسة وهي على وشك الانتهاء.
نظرت نحو باب مكتب المدير والى اللافتة التي تحمل اسمه (مارك رايدر)وهو, رجل جذاب له وجه صلب وعيناه بلون الفولاذ وشعر اسود لامع .
لم يكن لديها فكرة عن طريقة تفكيره ,لكنها كانت تعرف بعض الاشياء عن حياته الخاصة, تدل على انه وغد تماما فيما يتعلق بالنساء.
بديهتها اخبرتها بان عليها ان تكرهه ,ولكن ,عندما كان ينظر اليها كانت تنجذب اليه كما لو انه كانت تعمل مع سلك كهربائي عاري ,وكانت كارولين تقضي الايام في الحملقة اليه ,منتديات للحب لمسة ,,تفكر فيه ,تتساءل عما يمكن ان يحدث اذا لمست هذا السلك العاري.منتديات للحب لمسة
توقفي عن التفكير فيه ! هكذا اخبرت نفسها للمرة المئة خلال هذا اليوم نهضت وضغطت ,على زر الطباعة بالكمبيوتر ,وخرج الخطاب وعلى راسه كلمات (رايدر للدعاية ).
فجاة انفتح الباب وخرج منه استرقت اليه النظر وجاذبيته تثيرها عيناه الرمادية لمعت فوق جهاز الطباعة وهو يقول :
_لقد انتهيت من كتابتهم جميعا ؟_نعم ياسيدي ,هذا اخرهم.
_رائع ساوقع على كل النسخ هنا ويمكنك ارسالهم ,بينما كان يوقع على الخطابات انتقلت ,,الى الجانب الاخر من الغرفة وارتدت معطفها الابيض, وهي تلاحظ نظرة مارك الى جسدها الرشيق وهو يقول :
_انت مستعجلة لن اؤخرك هل اؤخرك ؟
</b>

برنس وصاب 09-22-15 07:00 PM

<b>
_لا .
قال وهو ينتهي من التوقيع على اخر خطاب :
_انا جائع......يمكننا ان نتعشى معا .....,.وربما نذهب الى المسرح بعد ذلك .
كان يتكلم بينما كارولين متوترة وانفاسها لاهثة وهي تشعر بسريان الكهرباء في جسدها ,لقد سالها مرارا طوال الشهور الماضية ان تتعشى معه.
لكنها كانت ترفض في كل مرة ....كانت تعرف بالغريزة ان هذا خطر عليها.
_سيكون هذا جميلا ولكن لدي خطط اخرى للاسف .
_هذا شانك دائما لابد ان حياتك مشغولة جدا ياانسة شو.
_انا احب ان اكون مشغولة دائما .
_هل ستلتقين بحبيبك الليلة ؟
_من قال ان لدي حبيبا ؟
_شابة بمثل جمالك ......
_اشكرك على المجاملة !
كانت تعرف ان ابتسامة تخفي غضبا بسبب رفض دعوته ,,وضعت الخطابات في المظاريف ولصقتهم .
قال مارك:
_انا اتعجب من انغلاقك ياانسة شو! اعني فيما يتعلق بحياتك الخاصة,,,فمعظم السكرتيارت اللواتى عملنى عندي كن يشعرن بسعادة غامرة في الثرثرة عن احبائهن.
_لعلي اختلف عنهن.
_نعم وانا اتساءل لماذا؟
فجاة زادت شحنة الكهرباء بينهما ,وشعرت كارولين بنبضها يتسارع ويتملكها ادراك عميق ,بوجوده حتى انها تساءلت الى متى سيمكنها العمل معه بدون ان ينفجر الموقف كله في وجهها .

قالت :
_يجب ان اذهب ........ساراك غدا ياسيدي.
_تصبحين على خير.
اغلقت الباب وهي ترتعش ,ولم تشعر بزوال التوتر الا بعد ان غادرت المكان.
العمل مع رجل مثله كان اشبه بالعيش تحت التهديد كانت تشعر بالانجذاب نحوه اكثر مما شعرت تجاه اي رجل في حياتها.
ضغطت زر المصعد وهي تفكر في سمعته العاطفية ,يقولون انه وغد تماما ,وهم على حق.
كان الجو باردا ومظلما ,اندست داخل معطفها وهي تتجه الى محطة الترام.مارك رايدر سيقوم السائق بتوصيله الى المنزل ,,بينما هو جالس في المقعد الخلفي لسيارته الليموزين .
</b>

برنس وصاب 09-22-15 07:01 PM

اما الليلة فقد اصطحبها ستيفان الى (رتيز ) افخم فنادق المدينة .
وهللت كارولين فحسب ,قال ستيفان انها مناسبة خاصة ودخلا الى المطعم حيث كان قد حجز مائدة لاثنين فجاة وهما يمضيان نحو مائدتهما مع رئيس الخدم التقت بزوج العيون الرمادية الفولاذية وفما قاسيا وشعرت ان شحنة الكهرباء تسري في بدنها وتقتلها بينما دقات قلبها وصلت لسرعة صاروخية .
كان مارك رايدر الذي قال لها ببرود:
_مساء الخير ياانسة شو .
_مساء الخير ياسيد رايدر.
واجبرت نفسها على استكمال السير وهي تدرك ان كتلة الاثارة السوداء تقبض على معدتها
سالها ستيفان وهما يجلسان عن هذا الشخص فقالت:
_رئيسي في العمل ,هذه فنتيا بايك التي معه اليس كذل !انا اعرفها من المجلات .......
_نعم ......انها مذهلة ؟
_انها تشبه زوجة دراكولا كل هذا المكياج!
_لاامانع ان اشعر باسنانها في عنقي!
بعد الشمبانيا والعشاء قال ستيفان :
_حسنا ,لن استطيع ان اؤجل المفاجاة اكثر من ذلك.
_ستيفان ....كلمتني عن ترقية من قبل و.........
_لقد ترقيت واصبحت الان مندوب مبيعات منفذ ...,ليلاس,.وهذا يقودني الى اكبر المفاجات على الاطلاق .
ابتسمت كارولين تراقبه بينما كان يضع يده في جيب الجاكيت ليخرج علبة قطيفة زرقاء صغيرة جعلتها تحبس انفاسها واضاءت عيناها ......
قال ستيفان:
_عزيزتي اعرف انها مفاجاة ولكن لابد انك عرفت شعوري نحوك ......انا احبك.
كانت مندهشة تحملق فيه وتقول لنفسها انها تحبه وانها تريد ان يحدث هذا ,,,بينما مد هو العلبة المفتوحة على الخاتم السولتير الماسي ,ولاحظت من بعيد ان مارك رايد ينظر نحوهما .
_ارجوك ......لااعلم ماذا اقول ؟
_لقد اخبرتك قولي نعم.
فجاة ادركت بقوة ان عيني مارك رايدر الرماديتين مسلطتين فوقها وكانت تكافح لتتماسك.
_ستيفان .....الامر مفاجئ !
_انت تعلمين انني احبك بجنون .
_اعلم ,ولكن ......
كانت تريد ان تكون صريحة معه وكان اكثر شيء تريده هو ان يتوقف مارك رايدر عن النظر اليها .

برنس وصاب 09-22-15 07:05 PM

_ساعطيك وقتا لتفكيري في الامر ,ماالمدة التي تحتاجين اليها.
نظرت اليه وقالت بابتسامة دافئة :
_لااحتاج الى اي وقت ياستيفان ,بالطبع ساتزوجك !
فيما بعد رقص الاثنان في ضوء المطعم الخافت ,على انغام البيانو وهما يتكلمان عن تحديد موعد للزفاف,لكن كارولين قالت انها تحتاج الى وقت للتفكير في الزفاف .
وعندما عادا الى منضدتهما فوجئت بمارك رايدر بتقدم نحوها ويطلب منها مراقصته..
_انسة شو ,اعلم ان هذا ليس حفل عمل ولكنني اشعر بانه يجب ان اطلب منك مراقصتي.
لم يكن لديها خيار سوى الموافقة بابتسامة ,,وشعرت بالعينين الفولاذتين تجولان كالحريقة فوق جسدها المثير ,بينما قال مارك لستيفان بابتسامة ساخرة:
_هل تمانع ياسيد .......
_دالي ,ستيفان دالي.
احاطها بيده وهما يتوجهان الى منطقة الرقص بجوار البيانو ثم قال:
_حسنا ياانسة شو يبدو انك لاتستطيعي الاحتفاظ باسرارك الى الابد !
_ستيفان ليس سرا !!!
_بالطبع وانا متاكد انك كنت ستخبرينني بخطبتك في الصباح.
_الخاتم سيكون في يدي.
_وتجنبتي كل اسئلتي ,على الاقل الان اعرف لماذا رفضت كل دعواتي اعتقد انك تعرفينه منذ حوالي عام.
_لامنذ ستة اشهر .
توتر جسده واستطاعت ان تشعر بالغضب الذي يعتريه وهو يعلم انها عرفت ستيفان بعد ان ,التحقت بالعمل لديه سالها عن عمل خطيبها ,وعندما اخبرته انه مندوب في شركة للبلاستيك قال على الفور.
_رجل البلاستيك !ومتى موعد الزفاف ؟
_لم نحدد الموعد بعد ,احتاج الى وقت لافكر ,الزواج خطوة كبيرة.
_الزواج صنع من اجل الحمقى ! سامحيني ياانسة شو !انه مجرد راي شخصى .
_راي لااشاركك فيه والا ماتزوجت ستيفان.
_اعتقد انه لن تتزوجيه كما فهمت ,فهناك مشكلة ما شيء تحتاجين الى وقت للتفكير فيه .....؟
_انا اعرفه منذ ستة شهور وهذه ليست مدة كافية .
افلتت من سخريته اخيرا عندما عاد بها الى المائدة طلبت من ستيفان الذهاب فقام بتوصيلها الى المنزل
قبلها بدفئ ورقة تكاد طفولية ,تلقت كارولين القبلة بصبر ثم فتحت باب السيارة وخرجت .
قال ستيفان:
_انتظري ماذا سنفعل في عطلة نهاية الاسبوع لقد نسيت ....والداي يريدان رؤيتك ,اعتقد انه يمكننا الذهاب اليهما يوم السبت؟
_بالطبع ساتي ياستيفان.
_لكن يجب ان نقضي الليلة هناك بالطبع ....في غرفتين منفصلتين طبعا ..لكن الطريق طويل وسنتعب اذا عدنا في نفس اليوم.
ابتسمت كارولين وطلبت منه ان يشكر والديه على الدعوة.
قال ستيفان :
_سيكون لديك عائلة جديدة .
تبادلا ذكريات وفاة والديها في حادث سيارة مفزع منذ ثلاثة سنوات وكونها وحيدة تماما الان .
فيما بعد وهي تدخل الشقة شعرت بالارتباك غير مسامح كل شيء حدث بسرعة نظرت الى خاتم ,خطبتها وشعرت بقلق لو كانت تحب ستيفان لماذا قضت كل الامسية غير قادرة على نزع راسها وعينيها عن مارك رايدر؟
ولماذا يجعلها تشعر بكل هذه الاثارة ...والخوف؟
نهاية الفصل الاول

برنس وصاب 09-22-15 07:05 PM

_ساعطيك وقتا لتفكيري في الامر ,ماالمدة التي تحتاجين اليها.
نظرت اليه وقالت بابتسامة دافئة :
_لااحتاج الى اي وقت ياستيفان ,بالطبع ساتزوجك !
فيما بعد رقص الاثنان في ضوء المطعم الخافت ,على انغام البيانو وهما يتكلمان عن تحديد موعد للزفاف,لكن كارولين قالت انها تحتاج الى وقت للتفكير في الزفاف .
وعندما عادا الى منضدتهما فوجئت بمارك رايدر بتقدم نحوها ويطلب منها مراقصته..
_انسة شو ,اعلم ان هذا ليس حفل عمل ولكنني اشعر بانه يجب ان اطلب منك مراقصتي.
لم يكن لديها خيار سوى الموافقة بابتسامة ,,وشعرت بالعينين الفولاذتين تجولان كالحريقة فوق جسدها المثير ,بينما قال مارك لستيفان بابتسامة ساخرة:
_هل تمانع ياسيد .......
_دالي ,ستيفان دالي.
احاطها بيده وهما يتوجهان الى منطقة الرقص بجوار البيانو ثم قال:
_حسنا ياانسة شو يبدو انك لاتستطيعي الاحتفاظ باسرارك الى الابد !
_ستيفان ليس سرا !!!
_بالطبع وانا متاكد انك كنت ستخبرينني بخطبتك في الصباح.
_الخاتم سيكون في يدي.
_وتجنبتي كل اسئلتي ,على الاقل الان اعرف لماذا رفضت كل دعواتي اعتقد انك تعرفينه منذ حوالي عام.
_لامنذ ستة اشهر .
توتر جسده واستطاعت ان تشعر بالغضب الذي يعتريه وهو يعلم انها عرفت ستيفان بعد ان ,التحقت بالعمل لديه سالها عن عمل خطيبها ,وعندما اخبرته انه مندوب في شركة للبلاستيك قال على الفور.
_رجل البلاستيك !ومتى موعد الزفاف ؟
_لم نحدد الموعد بعد ,احتاج الى وقت لافكر ,الزواج خطوة كبيرة.
_الزواج صنع من اجل الحمقى ! سامحيني ياانسة شو !انه مجرد راي شخصى .
_راي لااشاركك فيه والا ماتزوجت ستيفان.
_اعتقد انه لن تتزوجيه كما فهمت ,فهناك مشكلة ما شيء تحتاجين الى وقت للتفكير فيه .....؟
_انا اعرفه منذ ستة شهور وهذه ليست مدة كافية .
افلتت من سخريته اخيرا عندما عاد بها الى المائدة طلبت من ستيفان الذهاب فقام بتوصيلها الى المنزل
قبلها بدفئ ورقة تكاد طفولية ,تلقت كارولين القبلة بصبر ثم فتحت باب السيارة وخرجت .
قال ستيفان:
_انتظري ماذا سنفعل في عطلة نهاية الاسبوع لقد نسيت ....والداي يريدان رؤيتك ,اعتقد انه يمكننا الذهاب اليهما يوم السبت؟
_بالطبع ساتي ياستيفان.
_لكن يجب ان نقضي الليلة هناك بالطبع ....في غرفتين منفصلتين طبعا ..لكن الطريق طويل وسنتعب اذا عدنا في نفس اليوم.
ابتسمت كارولين وطلبت منه ان يشكر والديه على الدعوة.
قال ستيفان :
_سيكون لديك عائلة جديدة .
تبادلا ذكريات وفاة والديها في حادث سيارة مفزع منذ ثلاثة سنوات وكونها وحيدة تماما الان .
فيما بعد وهي تدخل الشقة شعرت بالارتباك غير مسامح كل شيء حدث بسرعة نظرت الى خاتم ,خطبتها وشعرت بقلق لو كانت تحب ستيفان لماذا قضت كل الامسية غير قادرة على نزع راسها وعينيها عن مارك رايدر؟
ولماذا يجعلها تشعر بكل هذه الاثارة ...والخوف؟
نهاية الفصل الاول

برنس وصاب 09-22-15 07:06 PM

الفصل الثاني
*******************
في الصباح اليوم التالي وصلت كارولين الى ,,المكتب وهي تشعر بالتوتر ,سلوك مارك في الليلة السابقة اذاها
دائما ماكان يسعى لمعرفة اسرارها الشخصية ,,ليلاس,ولكن بطريقة غير مباشرة
وهي لم تكن تحب االعلان عن حياتها الشخصية لان هذا كان يشعرها بالعري والمرض امام الاخرين,علقت معطفها على الحائط وجلست على المكتب لتفحص البريد دق جرس جهاز الاستدعاء
اسرعت نبضات قلبها وهي تجيب:
_نعم ياسيدي.
_تعالي ياانسة شو.
ذهبت اليه وقدمت البريد.
كان جذابا لدرجة غير محتملة وواثقا وخطيرا.
طلب منها الجلوس وقال ببرود:
_اخشى ان شيئا قد حدث......جاك راشي يحاول سحب الصفقة التي عرضتها عليه في الشهر الماضي ,تلقيت فاكسا من (راشي لادوات التجميل)منذ عشر دقائق شركة راشي واحدة من اكبر منتجي ادوات التجميل في اوربا ولديهم ارخص سعر في السوق ,ادوات جيدة باسعار منخفضة جدا.
علمت من مارك ان راشي تلقى عرضا من احد المنافسين واخبرها انه ينوي ان يحصل على ,الصفقة باي وسيلة ولهذا قرر ان يذهب اليه اليوم:
_يجب ان افعل ذلك بسرعة,الغى كل مواعيدي بداء من الحادية عشر هذا الصباح .ساذهب الى البيت لنحزم بعض الامتعة ,ثم نتوجه الى كورنوال ,ينبغي ان نكون هناك حوالي الساعة ......
ببطء رفعت كارولين راسها وسالته:
_نحن ؟هل تقول نحن؟
-نعم بالطبع ساحتاج اليك معي هذه المرة,لااحد يعرف تفاصيل العقد .
_ولكن ياسيد رايدر لااستطيع ان اذهب معك.
-هذه حالة طوارئ ياانسة شو ويجب ان تصحبيني.
_سيدي ,هذا غير ممكن ,وبغض النظر عن اي شيء,انا لااعلم لماذا تحتاج الي معك.
_انت تعرفين كل شيء ,وعمليا انت مساعدي الشخصي كما ان جاك راشي اعجب بك منذ اول دقيقة
_هل تطلب مني ان اصحبك كنوع من المغازلة المؤجرة؟
_ولما لا ,انت جيدة لهذا.
لم تتوقع ان يصل الحديث الى هذه القسوة وقالت بانزعاج:
_ماالذي تعنيه بقولك جيدة لهذا.؟
_اعني انك تعدين بكل شيء ,ولاتعطي شيئا ,اليس هذا فن الغزل ,ياانسة شو؟
حاولت الفرار بالسؤال عن المدة التي يحتاجان الى قضائها هناك .
قال (حتى يوم الاحد على الاقل)فقالت انها لن تستطيع الذهاب اذن لان لديها خطط اخرى لعطلة نهاية الاسبوع .
قال :
_اية خطط ؟ستيفان سياخذك لمقابلة اسرته.
وبدا يسخر من ستيفان ومنها وخيرها بين الذهاب معه وبين ترك العمل لان عقدها ينص ,على السفر اذا احتاج العمل هذا مهما كانت الظروف.
قال :
_لقد وقعت على هذا العقد وحصلت على كل امتيازاته, والان تواجهيني بالاعتذارات ..الغي موعدك مع رجل البلاستيك وتعالي معي .
_كف عن وصف خطيبي برجل البلاستيك.
_ولكنه كذلك ؟؟
_سابدا في مناداتك برجل الاعلانات اذن ,هل افعل ذلك؟
_بل ستدعونني (ياسيدي )والا علمتك درسا لاتنسيه.
توقفت انفاسها فقد قال عبارته الاخيرة بتهديد يحمل ايحاءات اخرى جعلت قفزة من الاثارة تجري في بدنها .
وافقت مجبرة على الاعتذار لستيفان والذهاب معه الى كور نوال.
لم تكن تستطيع تحمل فقدان الوظيفة,تكاليف الايجار والكهرباء والطعام والوقود,واذا فقدت مرتب شهر واحد سينهار كل شيء .
اتصلت بستيفان واعتذرت له عن زيارة والديه في نهاية الاسبوع لاحتياج العمل اليها وتهديد مارك بفصلها ,عندما كانا يتحدثان عن مارك شعرت بالخوف المصحوب بالاثارة ,كيف ستواجه عطلة نهاية الاسبوع وحيدة مع سلك الكهربائي ,وكان واضحا ان ستيفان يفكر في نفس الشيء.
اذ قال فجاة:
_اتمنى ان يكون الامر مجرد رحلة عمل ,ياكارو,ان قضاء عطلة نهاية اسبوع معه لوحدك.........
_بالطبع مجرد عمل ! مارك رايدر بالتاكيد لايريد اي شيء مني ,انها رحلة عمل ضرورية وساعود يوم الاحد لاؤكد لك ذلك.
وفيما بعد ,عندما ودعته جلست للحظة وفكرت في الحوار الذي دار ,اذن فهي ليست الشخص الوحيد الذي يدرك مدى قوة جاذبية مارك عليها.
ذهبت الى مكتب مارك واخبرته بانها اعتذرت لستيفان.
قال لها:
_حسنا , يمكنك مغادرة المكتب في الحادية عشر لتحزمي ملابسك وسوف امر على شقتك عند الظهر.
_عنواني هو........
_انا اعرف عنوانك ياكارولين.
الاثارة بينهما كانت غير محتملة,وهو يستخدم اسمها الاول,اطرقت كارولين وعادت لمكتبها وهي تشعر ان قلبها يدق كالعاصفة.
سيحاول ان يقبلني فور وصولنا الى كورنول,هكذا فكرت ,,ودق قلبها من تخيل هذا الفم القاسي عليها وشعرت فجاة بالغضب يشملها ,يمكنه ان يحاول كما يشاء!اماريج,, لكنني لن اسمح له ابدا باستغلالي وسيكون هناك نهاية لهذا كله.
عند الظهر وصلت سيارة مارك رايدر الفاخرة عند بيتها ,,ليلاس,والتقى بها عند اسفل السلم وهي تنزل بحقيبتها .
اخذ منها الحقيبة ليضعها في مؤخرة السيارة, وانتقل الى جوارها على مقعد القيادة.
قال مارك ببرود وهما منطلقان بسرعة الى شيسويك:
_كيف تلقى ستيفان الامر؟
_لم يكن سعيدا.
_ووالديه؟
_لحسن الحظ انه لم يخبرهما بخطتنا لزيارتهما.
_اذن فلن يبدو احمقا امامهما ,هذا جيد.
_حسنا , ياسيد رايدر انت تفاجئني ,فانا لااتصور انك قاسي الى هذا الحد.
ضحك مارك متهكما وهو يقول (ليس تماما )وساد الصمت لفترة قبل ان يسال فجاة:
_هل فكرتما في تحديد موعد للزفاف بعد؟
_لم يكن لدي وقت في الحقيقة .........
_المراة التي تحب لاتحتاج الى وقت,,ليلاس, انها تحتاج فقط الى فستان الزفاف ,وكنيسة ,وشهر عسل.
_اعتقد انك تسطح الامور ....... هناك الكثير من الاشياء التي يجب حسابها مع الزواج.
مثل ماذا ؟
_حسنا .......محاولة ترتيب برنامجنا معا ,محاولة........
_مقارنة رسائل الفاكس الخاصة بكل منكما ! ياللشاعرية !
_انت غير رقيق ياسيد رايدر و.......
_يجب ان تتوقفي عن مناداتي بالسيد رايدر ,اسمي مارك.
_اعتقد انه ينبغي ان اناديك بسيدي ... والا علمتني درسا.
ضحك برقة وهو ينظر اليها قائلا:
-ساعتها كنت اقصد سياسة المكتب ,,ولكننا لم نعد في المكتب وهناك قواعد لعبة اخرى
_هل هذه لعبة ,اذن ؟
_فقط ناديني مارك وستكون الامور افضل.
_لااستطيع ان اناديك مارك,انا سكرتيرتك وانت رئيس ,لن يكون لائقا.
_نحن نعرف بعضنا من ثمانية شهور وانا لست شخصا غريبا بالنسبة لك .هل تفكرين في على انني السيد رايدر؟
_لاافهم .....
_عندما تفكرين في ,هل تفكرين في السيد رايدر ام مارك؟
ترددت في الرد.
فقاطعها بعينينه الفولاذيتين بتهكم :
_لاتقولي انك تفكرين في كسيدك في العمل والا ساوقف السيارة واودع الحياة معك ياانسة شو!
فقدت النطق للحظة ,دقات قلبها ولاثارة الكهربائية بينهما
فقالت في صوت محسوب :
_افكر فيك كمارك.
_حسنا .
كان يفرض عليها الحديث في الشئون الشخصية ,مما اشعرها بالخطر وحملقت خارج النافذة وهي تتمنى ان يستدير بسيارته ويعود بها الى المنزل .
قال مارك بعد لحظة:
_اذن اخبريني كيف التقيت بستيفان ؟
_كيف التقيت به........
_الطريق طويل امامنا ويجب ان نتكلم معا .
_يمكننا ان نتكلم عن عقد راشي .....فهو في النهاية سبب مجيئنا ,,,ان نتم بعض الاعمال غير المنتهية.
_اوه , اننا هنا لاتمام بعض الاعمال غير المنتهية ,نعم.
_اتكلم عن عقد راشي..
_سننجز كل الاعمال غير المنتهية ياانسة شو عندما نصل الى فندقنا .
_استدر بهذه السيارة فورا ! اريد العودة الى لندن.
_لاتعطيني اوامر ياكارولين هذه وظيفتي انا .
_فقط في حدود العمل
_سوف نرى ذلك.........
قال هذا بنعومة ونظرة باردة وابتسامة على فمه القاسي ثم ضحك على وجهها المذول واستطرد..
_اخبريني عن ستيفان قلت انك التقيت به منذ ستة شهور.
_لاايد ان اتكلم عن هذا.
_اعلم هذا,,,لكنني رئيسك واقود السيارة وانت ستفعلين ماامرك به.
انفجرت بالغضب وهي تقول:
_ستيفان كان على حق ,انت قرش قاسي .
_اوه ,نعم ؟ماذا قال ستيفان ايضا.
كانت على وشك ان تخبره ثم سكتت فجاة وتحت الضغط اخبرته بقصة تعرفها على ستيفان عندما اكل كلبه طعامها .
لكن اسئلة مارك رايدر لم تنته عند هذا الحد ,,ليلاس,هل اخذك للعشاء ؟ هل قبلك ؟ من قبلك لاول مرة ؟ هل ذهبتما الى الفراش ؟؟؟؟
وكانت كارولين تشعر بالغضب مع كل سؤال وفي النهاية انفجرت والكارهية تشع من عينيها :
_توقف .......انت تعلم عني اكثر مما ينبغي ,ولااستطيع ان اتحمل انك تعرف عني اي شيء ,,لااستطيع ان اتحمل قربك مني,,ولاالطريقة التي تنظر بها الي ,ولا الطريقة التي تجعلني اشعر بها .
انهارت مع اخر كلمة ونظرة من الرعب في عينيها ,جفونه السوداء ,ارتعشت وارسل لها نظرة رمادية ميتة ......وقال
_هذا كفيل بان تخبريني بكل شيء اريد ان اعرفه ,اليس كذلك ياكارولين؟
نظرت بعيدا وشعرت انها عارية منكشفة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها .....وشعرت بندم مرير على مجيئها في هذه الرحلة
لقد احرز التفوق عليها ,,ليلاس,هذا التفوق الذي كانت تمنعه منذ ثمانية شهور
وفجاة فقدت اقتناعها بانها قادرة على ان تمنعه عنها.

نهاية الفصل الثاني

برنس وصاب 09-22-15 07:07 PM


الفصل الثالث
***************
على قمة هضبة تشبه عش الصقر وسط صخور حمراء كان يقع الفندق .
قاد مارك سيارته بمهارة خلال البوابات ,والممر المحوط بالاشجار ,وتوقف بها في الخارج .
_جناحين ,السيد رايدر والانسة شو ,انهما محجوزان باسمي.
قال هذا لموظفة الاستقبال الشقراء الباسمة ,واعطاها كارته الذهبي ,اما كارولين فكانت تقف بعيدا عنهما وجسدها يمتلئ بالتوتر والحنق .
سلمها مفتاحها وقال انه سيتصل بها بعد ساعة في غرفتها .
في الممر توقعت ان يتبعها الى غرفتها ,لكنه تجاوزها الى باب الجناح المجاور واغلق الباب خلفه ,هدوء المكان كان رائع ,,قررت الا تفكر فيه ,منتديات ليلاس,,وذهبت لاخذ حمام ثم جففت شعرها وارتدت ملابس السهرة السوداء وتعطرت ووضعت زينتها .
وطلبت من خدمة الغرف فنجانا من القهوة ,وقررت ان تتصل بستيفان ,,ليلاس,وبينما كانت تتحدث معه سمعت طرقا على الباب , اعتقدت انها القهوة وذهبت لتفتح .
كان مارك الذي قال :
_الى من تتحدثين ؟ انني احاول الاتصال بك.
_انه ستيفان ,رايت انه من الافضل ان اتصل به واخبره.
_انك سالمة ,اعتقد انني ساؤكد له انك لن تكوني سالمة لوقت طويل .,واسرع نحو التلفون والتقطه قائلا:
_دالى ؟ هذا انا مارك رايدر,انا على وشك ان .
همست قائلة (اسكت ) وخطفت منه التلفون لتكمل الحديث ,,بينما مارك يراقبها بابتسامة كسولة وبطلب منها انهاء المكالمة مما اجبرها على توديع ستيفان بسرعة .
وضعت السماعة وهي تنظر بغضب الى مارك ,الذي قال ساخرا:
_ياللرومانسية ! لماذا لم تخبريه بانك تحبينه.
_اسكت.
_هل فكرت في موعد الزفاف بعد.
_ليس هذا من شانك ,المفروض ان تتكلم عن راشي لادوات التجميل .
_لااريد ان اتكلم عن راشي للتجميل.
امسك بمعصمها وسحبها دون انذار الى الاريكة واجلسها على فخذيه, تنهدت بسخونة وقلبها يدوي ويداها مستندتان على كتفيه العريضين ,ومضت برهة.
_دعني اذهب يامارك.
_كلا ,كنت اريد تقبيل راسك منذ ثمانية شهور وهذه اول فرصة تسنح لي وسوف انتهزها
_لا ......
حاولت ان تتخلص منه لكنه امسكها بسهولة وسحبها للخلف قائلا:
_لااستطيع التحكم في مشاعري ياكاورلين اكثر مما تستطعين انت.
_لااعلم عما تتحدث.
_بل تعرفين .لقد اردتك منذ اللحظة التي رايتك فيها ,وانت نفس الشيء هذا شيء متبادل ياكارولين,يمكنني ان اشعر بذلك في دمك ...اعطني يدك واشعري بهذا النبض.
كانت لاتزال جالسة بين يديه وهو يحلق كطائر فوق فريسته براسه فوق راسها .
عيناه اصبحتا سوداوان ينابيع لاقاع لهما وهو يستطر عميقا:
_اشعري بنبضاتي كل واحدة منهم.......
_لايامارك ,ساقاومك.
_انت تقاوميني منذ شهور,لقد جربت كل حيلة لانفرد بك ,دعوات عشاء حفلات ,وقت اضافي...
_مارك ,لاتفعل ..........
_ولكنك لاتزالين تحتفظين بي بين ذراعيك اليس كذلك ؟انت تنظرين الي بعينين كالنار ولكن عندما اطلب منك موعدا تعطينني هذه النظرة الحذرة وتبتعدين عني ,انت تدفعينني الى الجنون ايتها الهرة الصغيرة,اماريج,,اعلم انك تريدينني ....ولكنك لم تسمحي لي بالاقتراب منك.
_توقف !
كان راسه يقترب منها حتى كادت شفاهمها تلتقيان وبدا قلبها يدق بسرعة الصاروخ.
_لكنني الان ساتركك وحيدة ,وساجعلك تعترفين بمشاعرك ,حتى لو اضطررت الى دفعك للجنون حتى تعترفي ......
فمه اغلق فمها بقبلة بطيئة ,مثيرة جعلتها تئن من الاعماق ,ثم ادركت مايحدث فاندلع داخلها الرعب ,وبدات في قتاله وهي تضرب كتفيه وتحاول الوقوف ,لكنه امسك بها بقوة وحصرها تماما بين جسده القوي ,وشعرت بالدوار وهي تحملق في فمه وتشعر بانفاسه القوية.
قال بقوة وعيناه الفولاذيتان ساخرتان:
_هل انت مستعدة الان .....؟
_لن اكون مستعدة ابدا بالنسبة لك......
_لا ؟ حتى لو عريتك ببطء و........
_اوه ,انت حقا وغد مهين ,كيف تجرؤ ان تقول لي مثل هذا الكلام؟
لم يتوقف وبدا يحاول تعريتها صاحت بالرفض ويداها تمسكان بعنقه القوي وفجاة تلامست شفاههما وتبادلا قبلة محمومة.. وفجاة سمعا طرقة خشنة على الباب ,جعلتهما يتوقفان وهما يشعران بالدوار
وانفك السحر بقوة كما لو انهما تلقيا جرعة من الماء البارد,,ليلاس,حملقت نحوه كارولين في رعب وارسلت صيحة بكاء خشنة وهي تغطي صدرها وتخفي وجهها بعيدا عنه .
قال مارك بنفعال
_من هذا بحق الجحيم؟
همست كارولين وهي تشعر بذل:
_خدمة الغرف ,لقد طلبت قهوة........
ظل صامتا للحظة ثم نهض وشعرت بتحديقه اليها وهي تغطي صدرها وقال بنفاذ صبر (تعالي هنا )ثم اغلق لها سوستة الفستان بدقة مدهشة,بينما قالت هي ,بخشونة .
وجهها مكسو باحتقار الذات:
_رد عليه يامارك,قد يستخدم مفتاحه و.........
_يكتشف اني كنت امارس الحب مع سكرتيرتي الحسناء.
ادخل الخادم ليضع القهوة وجلست هي صامتة خجلة من نفسها عاجزة عن الحركة ,سجينة احساسها بالعار ,منتديات لليلاس,,لم تسمح لنفسها ابدا ان تعترف بانجذابها البدني نحو مارك لكنها مجبرة على ذلك لان.
كانت تحدق في مراة الحقيقة,وكل ماكانت تستطيع ان ,ليلاس,تراه هو انها ضائعة في بحيرة من الاثارة بعد ان سمحت له بان يعريها بمعنى الكلمة .
قال مارك:
_ليس لديك وقت تناول القهوة, الساعة الان السابعة وعشرون دقيقة وسوف نتاخر اذا لم نسرع
_نعم , بالطبع.
_ليتنا لم نكن مضطرين الى الخروج الليلة, كل مااريده ان ابقى عنا واحبك لمدة اسبوع كامل.
ابتعدت عنه وهي مرعوبة وعيناها تتهمانه وقالت:
_ساتزوج ستيفان دالي ,الا يعني هذا شيئا بالنسبة لك
_اللعنة على ستيفان دالى, اللعنة على الزواج...لقد تاخرنا وليس لدينا وقت نضيعه في الحديث عن خطيبك اللعين.
في المصعد قال لها :
_سنكمل الحديث الليلة ,ساتي الى غرفتك ,هل فهمت?
اطرقت صامتة وهي لاترغب في النظر اليه ,انها لن تسمح له بالدخول غرفتها مرة اخرى ابدا.
في الخارج كان الصقيع ينهمر بكثافة, حدقت كارولين في الملاءة البيضاء التي تفرش الارض وسالته:
_هل سيكون امنا ان نقود السيارة.
_يجب علينا ان نفعل ذلك,ولكن ببطء.
في بيت جاك راشي استقبلها الخادم وقادها الى الداخل ,الى حيث استقبلها جاك, وهو شاب وسيم في الثلاثين ,,شعره اسود وعيناه داكنتان ورث الشركة عن ابيه منذ عام, لكنه اقل منه اجتهادا .
قال مارك ببرود وهو يصافحه:
_هاللو ياجاك , تبدو على مايرام.
_اشكرك وكذلك انت, وانت ياانسة شو من الجميل ان اراك مرة اخرى.
_وانت ايضا.
شعرت بالتوتر والدهشة عندما احاطها بذراعيه ,لانهما لم يكنا قد التقيا الا مرات قليلة في لقاءات عمل.
لكنها قبلت خده كما لو انهما صديقان قديمان ,وهي تفكر في ان مارك يريد منها ان تكون لطيفة مع راشي
قالت :
_جميل ان ارى منزل راشي الشهير اخيرا ,لقد قرات عنه الكثير في الصحف .
_لابد ان تاتي لقضاء يوما كاملا فيه......دائما اقيم حفلات في عطلات نهاية الاسبوع,انه منزل كبير لايقيم فيه سواي والعاملين معي واحب ان يكون لدي ضيوف,خاصة لو كانوا في مثل جمالك.
_هذا لطف منك اتمنى ان اتي .
نظر اليها مارك نظرة ميتة بعينه الفولاذيتين وقال:
_لدي عقد معك ياجاك .......
وبدا في الحديث عن العمل بينما تساءلت كاولين عن سبب هذه النظرة الغاضبة.
قال جاك:
_هل تشربين جين وماء ترنيك ياانسة شو؟
_اشكرك وادعني كارولين.
عينا مارك ضاقتا من التحديق فيها مما جعل عينيها تتسع من الدهشة,ما الذي اصابه ؟لقد طلب منها بوضوح ان تكون لطيفة مع جاك رشي!
وبعد الشراب والعشاء وحديث العمل والمغازلة قال جاك لمارك:
_افهمني يامارك ,احدثك بصدق ,انا خائف ,انا لم استعد بعد لان اكون رئيسا كبيرا,,كنت اكثر سعادة عندما كنت موظفا ,,كان هذا متعة ,اقود السيارات الرياضية ,واقيم الحفلات ,واشرب الشمبانيا.....

ابتسمت كارولين قائلة:
_ايها المسكين ياجاك........
كان احمقا تماما ,ولكن على الاقل كان يتمتع بروح الدعابة .
وضع جاك يده على معصم كارولين وقال:
_ان لدي من صور حياتي السابقة الرائعة هل تهتمين برؤيتها ؟

_سيكون هذا رائعا.
كانت تامل ان يكون مارك سعيدا بتوددها الى جاك ولكنها فوجئت بالنظرة الحديدية التي يوجهها اليها وقال:
_الوقت متاخر وليس لدينا وقت لرحلة الذكريات .
اتسعت عينا كارولين من وقاحته المتعمدة .
ولكن جاك استمر في طريقه وعاد بالبوم الصور قائلا:
_البوم واحد فقط ,الرياضة القديمة.
وهما يمضيان سال جاك عن فترة بقائهما فقال مارك بسطحية وهو لايخفي احتقاره
_حتى يوم الاحد.
_حقا ,في هذه الحالة لن تمانع اذا دعوت سكرتيرتك الجميلة على الغداء غدا ؟حتى تستطيعان مشاهدة صوري طبعا.
_كارولين هنا من اجل العمل وليس اللعب.
_في هذه الحالة لابد ان تاتي انت ايضا يامارك ,يمكنك العمل اثناء لعبنا ,مارايك؟
قال مارك وعيناه مثل السكاكين :
_حسنا ,متى ناتي ؟
_الافضل ان نجعلها في الواحدة انا لااستيقظ قبل موعد الغداء ,,واحب ان اكل في حوالي الثانية افطارا للظهيرة لطيفا وكبيرا.

_الى الواحدة اذن .
_قال مارك وهو يرمي الشاب الصغير بنظرة احتقار واستطرد متاهبا للرحيل :
_كارولين .........؟

نهاية الفصل الثالث

برنس وصاب 09-22-15 07:07 PM

الفصل الرابع
**********************

عادا الى الفندق في صمت مشدود ,عندما توقفت ,,السيارة خرج مارك بدون كلمة ,بوجه قاس تبعته كارولين وكادت تزل قدماها في الصقيع .
يد مارك القوية امتدت بسرعة واسندتها,لكنه منحها نظرة قاسية.
كان عنيفا جدا برغم انه تحت هذا المظهر الفولاذي كانت تشعر برقة عميقة .
وبدا انه كان يجاهد ليمنع هذه الرقة,انها تجعله غاضبا,وهو يكره نفسه بسبب هذا الضعف ويريد التخلص منه.
في المصعد استمر الصمت ,لم تستطع كارولين ان تحتمل المزيد فقالت:
_هل انت غاضب مني يامارك؟
_نعم انا غاضب للاسف ,وانت تعلمين لماذا ,لقد قضيت الامسية كلها تتلاعبين عمدا بهذا الوغد حول اصبعك الصغير.
_انا لم اكن اغازل جاك راشي ,لقد كنت افعل ماطلبته مني ,ان اكون لطيفة معه.
_لقد كنت لطيفة جدا اكثر مما كنت مع اي رجل رايته معك.
_لانك طلبت مني ذلك.
_انا اطلب منك ان تخلعي ملابسك منذ زمن طويل ولايبدو انك تاثرت !
_لقد قلت بالضبط قبل ان نغادر لندن انك تريدني هنا لان جاك معجب بي.
_وانت انتهزت الفرصة اليس كذلك؟
غادر المصعد زاما شفتيه وتبعته كارولين قائلة بهياج :
_انا لم انتهز فرصة اي شيء ....واضح انه ليس مهتما بادارة الشركة.... انه يريد فقط ان يشرب الشمبانيا طوال اليوم وعندما طلب مني ان ارى صوره,ماذا كان يجب ان افعل ,ان اقول له كن عاقلا؟
_هل هذا مافكرت فيه!
_طبعا .
_انت غير معجبة به اذن؟
_انه لطيف جدا ولكنه سخيف وطفل مدلل
_وانت لاتحبين الاطفال؟
_لااجدهم جذابين اذا كان هذا ماتعنيه.
ابتسم بسخرية وتمتم قبل ان يدخل غرفته:
_اذهبي واستعدي للفراش.
بعد الحمام السريع ارتدت كارولين رداءها الليلي ودخلت غرفة نومها ,فجاة فتحت غرفة نومها المتصلة بغرفة مارك المجاورة.
حملقت مصدومة في مارك وقلبها يدق بشدة.
_كيف دخلت هنا؟
_هناك باب بين الحجرتين ,لقد سالوني في مكتب الاستقبال اذا ماكنت اريد المفتاح.
_انا لكن لم اسمعهم.
_كنت تقفين بعيدة وقتها.
_لم اكن اعلم ان الغرفتين متصلتين.
_ولكنك كنت تعلمين انني ساتي هنا هكذا؟
_ينبغي ان تخرج من هنا.
كانت تتمتم بمثل هذه الكلمات ,ولكنه لم يتوقف حاصرها ولم تكن قادرة على الحركة .
قال :
_قولي انك لاتستطعين ان تتحملي ايضا قولي.
_لا , لااستطيع ان اتحمل اكثر مما تستطيع.
تبادلا القبلات حملاها الى الفراش وهناك كان يعريها عندما قالت له:
_لن اجعلك تمارس الحب معي انت تعلم ان هذا مستحيل يامارك.
_لماذا ؟ لانك مخطوبة الى هذا الولد الاشقر ؟انت لاتشعرين نحوه كما تشعرين نحوي ,هياكارولين لقد رايتك ترقصين معه ورايت نظرتك اليه..انت لاتبتسمين له بالطريقة التي تفعلينها معي .
_كيف ابتسم لك يامارك ؟تبادلا القبلات من جديد ,لكنها قاومت في اللحظة الحاسمة من جديد:
_لا لااستطيع يامارك ارجوك!!!!!!
_انا لاافكر في شيء اخر منذ ثمانية شهور وانت نفس الشيء ......كنت تعلمين انني ساتي الليلة ولكنك عذبتيني عند راشي ؟,كنت تتعمدين هذا اخذت تغازلينه وتراقبينني اثناء ذلك وانت تستمتعين باثارتي .
_انت الذي طلبت مني ان اكون لطيفة معه
_نعم , وانت مضيت الى النهاية.
_يبدو انك غيور.
_يمكنني ان اؤكد لك انني لست غيورا ولكني فقط لااحب ان ارى سكرتيرتي ترمي نفسها على عملائي ,هذا امر غير معقول.
_انا لم ارم نفسي عليه لماذا افعل ذلك ؟ انا امراة مخطوبة وقريبا جدا ساكون زوجة ,انا لم يكن لدي اي علاقة عابرة في حياتي....... ولكن انت كم عدد عشيقاتك يامارك؟ ام انك لاتتذكر عددهن؟
_انا لاابالي بالماضي .......بالحاضر .
_وانا اريد المستقبل.
_رجل البلاستيك ,لاتكوني سخيفة ياكارولين انت لاتحبينه انه لا يجعلك تشعرين بالدوار حين يقبلك ,ويمكنك ان تبعديه عنك الى يوم القيامة مثل جرو صغير ولكنك لاتستطعين ابعادي,,ولاتحتاجين لاكثر من ثلاث ثواني حتى تستلمي.
_الاستسلام ليس على راس انجازات المستقبل فقط الزواج على هذه القائمة.وانا انوي ان اتزوج يامارك.
تصلب فمه وفجاة بدا يفك حزام رادءه الليلي ,اوقفته كارولين بيدين مرتعشتين
_لايمكنك..... لن ادعك تفعل هذا .
وبدا القتال العنيف بينهما ولم تدر الا بصيحته الغاضبة وهو يمسك بمعصمها صائحا
_حسنا اهداي الان بربك ياكارولين ! لاتفقدي عقلك.
الرعب والدموع في عينيها ,رقدت في صمت لبرهة تتنفس بصعوبة وترتعش وهي تدرك انها كانت على وشك الاستسلام له.
_مارك ,اعلم ان الامر بدا وكاني مستعدة لاقامة علاقة معك ولكن هذا غير صحيح انا لااريد ان اشعر بهذه الطريقة,هذا اقوى مما احتمل .
_ولكنك تشعرين بهذا وقد اعترفت ......كلانا يشعر بنفس الشيء وعلينا ان نتقبل ان هذا الانجذاب لن يضيع بعد ليلة ,لذلك فالمسار المنطقي هو ان تقيمي معي في شقة.
_ماذا تقول .....؟
_اريدك ان تصبحي عشيقتي ,انا ثري ياكارولين وساكون كريما جدا معك ,يمكن ان يصبح لديك شقة في باركلين وسيارة سبور وحساب في البنك..
هذا العرض المهين جعل انفاسها تتوقف وولم تستطع الكلام للحظة اخذت تحدق فيه فقط وهي تشعر بدفقات من الكارهية تسري في عروقها
_حسنا .......مارايك.ابتسمت في غضب وكراهية .
_انا سعيدة للغاية يامارك ,لااكاد اصدق حظي انه حلم اي فتاة !
وارتفع صوتها وهي تبكي بمرارة .
_ياالهي انت تعلم كم تهينني ,اليس كذلك .........انا افضل الموت على ان اقبل عرضك المهين!
_ماالذي توقعته ؟عرض بالزواج ؟ياالهي لقد توقعت هذا ! لقد ظننت انني ساتزوجك.
_اخرس واخرج من حجرتي انا افضل الموت على ان ادع رجلا مثلك يلمسني .......الحب ! ياالهي انت حتى لم تكن تمارس معي الحب ,,بل كنت تستخدمني بالطريقة التي تفعلها مع كل نسائك كما لو انني عميل عندك ,وليس امراة لديها افكار ومشاعر!
ساد بينهما الصمت صوتها عبر بوضوح عن كراهيتها وغضبها ,,راقبها مارك صامتا للحظات طويلة وكانت تستطيع ان تشعر بالغضب الذي يموج داخله.
_هل اعتبر ان اجابتك هي الرفض ؟
_بالطبع الرفض ,هل اعتقدت فعلا انني ساسمح لك بان تعاملني هكذا ! ان تجعل مني عشيقة ,لابد انك مجنون لتتصور هذا.
دفعها الى الخلف وعيناه مثل الفضة الساحنة وهو يقول:
_انا مجنون فعلا لانني جعلتك ترفضينني ,,لقد كان يمكنني ان انالك الان .....وكلانا يعلم هذا.
قالت بعينين مليئة بالتحدي:
_هل تعتقد ذلك يامارك.
_بل اعلم ذلك واعتقد ان هذا هو الوقت المناسب لنحصل على مايريد كلانا .
واغلق فمه بقبلة محرقة على شفتيها جعلتها تكره نفسها لانها تريده,,وتكره نفسها بسبب هذه الاثارة السوداء التي تشعر بها.
لكنها تماسكت وسيطرت على جسدها تماما واصطدمت محاولاته بامراة باردة جعلته يجن من الغضب .
_انت تتعمدين هذا انت تريدنني استطيع ان اشعر بدقات قلبك ولكنك تتظاهرين بانك لاتستجبين.
_هل اتظاهر حقا يامارك؟
حاول مرة اخرى واصطدم بنفس الحائط البارد قال وهو يرتعش :
_توقفي عن هذا ,توقفي !
_انت اقوى مني ,يمكنك ان تغتصبني بالقوة اليس هذا ماكنت تقول انك ستفعله حسنا اغتصبني يامارك انا متاكدة انك ستستمتع بهذا فانت لا تبالي بمشاعري على اية حال .كل ماتريده هو متعتك الخاصة.
حدق اليها في صمت هائج وجهه احمر وعيناه مثل خنجرين من الفضة وهو يرى الاصرار الشرس في عينيها ,سالته بصوت مرتعش :
_هل تراجعت يامارك؟
_نعم لن امسك مرة اخرى حتى ولو ركعت على ركبتيك متوسلة.وغادر الغرفة وهو يصفع الباب خلفه.فكرت ثائرة لماذا ينبغي ان اشعر بالذنب ؟لم يكن لديه الحق في عمل هذا ان ياتي الى غرفة نومي ويرميني في الفراش ويامرني بممارسة الحب معه تلون وجهها بالغضب ........كانت ستلعن نفسها لو انها استسلمت له.
كانت على وشك الانفجار بالهياج عندما طلب منها ان تصبح عشيقته الم يدرك كم يهينها ؟ ,كانت ستشعر انها رخيصة لمجرد ان تفكر في هذا العرض ,,بل انها شعرت انها رخيصة لمجرد انه طلب منها ذلك.
السؤال الان .....هل يمكنها ان تقاومه؟ حسنا ,فكرت باصرار ,لقد قاومته الان بالفعل هل استطيع ان افعل ذلك مرة اخرى؟ بالتاكيد انا قوية بشكل كافي لاحتمال هذا الاغراء غير المحتمل .......
نهاية الفصل الرابع

برنس وصاب 09-22-15 07:11 PM

الفصل الخامس
***********************
في الصباح التالي ,استيقظت كارولين على طرقة غاضبة على باب غرفة نومها نفضت النوم من عينيها ,حملقت في الباب والحجرة وهي تشعر باستغرب ,ثم تذكرت كل شيء.
تكررت الطرقة الغاضبة نهضت كارولين ,وغطت نفسها ,شعرها مشعث ووجهها ناعم من اثر النوم.
_من الطارق؟
_من تعتقدين ؟
سمعت صوت مارك تسارع نبضها,لكنها احتفظت بصوتها باردا:_ادخل .
فتح الباب ,كان وجهه صلبا يرتدي بنطلون وسوتير اسودان ,بدا مثيرا للغاية وخطيرا اكثر من اي وقت مضى,,وعيناه الفولاذية كالخنجر تتطلعان اليها.
_الساعة حوالي العاشرة ,ورايت من الافضل ان اوقظك .
_اشكرك .
_لاداعي لان تتلفتي بعيدا هكذا !
خجلت وتدثرت بغطاء جسمها.
اكمل مارك بحياد:
_لن اجبرك على الحديث عن الليلة الماضية !واقترح ان ننسى ببساطة انها حدثت !
اطرقت بالموافقة وهي تعلم ان تناسي احداث لن يجدي لكليهما.
_حسنا ,انظري الي عليك اللعنة !
وببطء رفعت عيناها الخضراران وساد صمت رهيب .
_لقد تناولت افطاري هل تريدين اي شيء ؟
_بعض القهوة لو سمحت ........سيكون علينا ان ,,نغادر في حوالي الثانية عشر والنصف اليس كذلك؟
_نعم وقبل ان نذهب علينا ان نتناقش لنصل الى ,استراتيجية فعالة نحصل بها على توقيع جاك راشي على هذا العقد.
_من الحكمة ان نفعل ذلك.
_بعد اداء الليلة الماضية من ناحيته اعتقد انه بدا يستمتع باللعبة.
اطرقت كارولين بالموافقة .
فقال مارك فجاة:
_يمكنني ان اقول نفس الشيء عنك .
اجابت ودقات قلبها تقفز من رد الفعل :
_لاتفعل ذلك.
اخذ خطوة للامام واستمر بنفس العدوانية الغضب وعيناه تختبران وجهها:
_هل هذا مااراه ؟لعبة ؟اذا كان الامر لعبة ,ياكارولين فانا .......
_اعتقدت اننا لن نتكلم عن الليلة الماضية؟
_حسنا ,لن نفعل ,لكن انهضي وارتدي ملابسك!
ثم استدار على عقبيه وخرج من الحجرة وصفع الباب خلفه.
نهضت على صوت انغلاق الباب ,مقدمات ثمانية اشهر وصلت الى نقطة انفجار ,,اخذت حماما ,وجففت شعرها ,,ووضعت زينتها ثم ارتدت فستانا ازرق بلون البحرية مع عقد ابيض .
تفحصت نفسها في المراة ,كان قصيرا ومثيرا خاصة مع شعرها المنسدل على عين واحدة وقدمها الطويلتان في الكعب العالي,,ولكنه كان اكثر فستان معها ملاءمة للعمل.
حدق اليها مارك في عداء عندما دخلت غرفة المعيشة ,عيناه تتحركان بقلق فوقها ثم تبتعد .
كان جالسا على الاريكة فاردا ذراعيه القويتين مستعرضا صدره الممتلئ.
جلست كارولين بعيدا عنه بخطوات على احد الكراسي .
_تعالي واجلسي هنا .
_لااعتقد ان هذه فكرة جيدة.
_افعلي كما قلت لك .
قامت واتجهت نحوه ,جلست بجواره وهي تراقبه باطرافها وقد شعرت بوجوده القوي يزداد الان وهما قريبان .
,راقبها مارك بعينيه الضيقتين ثم قال :
_هل نصب القهوة؟
_نعم ياسيدي !
ضحك عاليا وقال بسخرية:
_حسنا انت ستكونين (ست البيت )الصغيرة اليس كذلك؟سيكون هذا تمرينا جيدا لك.
ضاق فم كارولين بالحنق لكنها لم تكن ترغب في جدال اخر معه ,لكانت تخمن كيف يمكن ان ينتهي بقبلة حارة عنيفة
انحنت وهي تتنفس بعدم استقرار وصبت القهوة ,وهي تدرك ابتسامته الساخرة السادية التي يراقبها بها ,فجاة فتح حقيبته واخرج ملفا من الورق,وقد اصبح ثانية الموظف المحترف البارد صاحب العين الثاقبة في مجال الاعلان.عملا بانتظام وطلب مارك قهوة اخرى في الحادية عشر والنصف,,قلبت كارولين في الاوراق والتصميمات والعقد ,,وناقشا الحسابات في جو من التوتر.
قال مارك في الثانية عشر وخمس وعشرون دقيقة:
_سنضطر للمغادرة الان.
واعاد الاوراق للحقيبة وقال :
_يمكنك الاحتفاظ بهذه لانه سيسعى لقضاء معظم الوقت في التحدث اليك .
_ساحاول ان اقصر المناقشة على العمل ,ففي النهاية هذا هو غرض هذه العطلة .
ساد صمت قصير وهما يتطلعان لبعضهما ونظرة الرغبة في عينيه جعلت الاثارة تجري في عروقها مرة اخرى وهي تنظر اليه من تحت جفنيها ,وشعرت بعينيها تنصبا الى فمه الحازم ,الشهواني ,واردات ان يقبلها وبسرعة نظرت بعيدا وهي تبتلع ريقها بصعوبة.
_ارتدي معطفك !
نهضت دون كلام وذهبت لغرفتها واندست في معطفها ,ويداها ترتعشان سيصيبها مايحدث بالجنون.
كلما انتهت هذه العطلة الملغومة بسرعة كلما كان ذلك افضل
عندما وصلا الى اسفل قال مارك:
_الصقيع مرة اخرى اخطانا حقا اختيار الاسبوع.
_ربما ينبغي الا نذهب .
رماها بنظرة حديدية وقال:
_لاانوي ان اكرر هذا الاسبوع ثانية !ساذهب لاحضر السيارة ! انتظري هنا !
راقبته وهو يمضي في معطفه الاسود والصقيع ,,يغطيه وبعد دقائق وصلت السيارة بالقرب منها وكشافاتها مضيئة .
جلست بجواره ,مرتجفة ,درجة الحرارة في السيارة ,تحت الصفر ,وانفاسها تجمدت وهي تندس في معطفها.
_المكيف لن يستغرق وقتا طويلا في التدفئة
_الامر يبدو خطيرا بالنسبة لي ,لااعتقد انه ينبغي علينا الذهاب.
_هل انت مستعدة لتقضي هنا اربعة ايام اخرى معي ,ياكارولين؟
كان يتهكم ولاذت بالصمت وهي تنظر الى جانب وجهه .
واستطرد بسخرية:
_اعلم انني قلت انني لن اقترب منك ثانية ولكن ,اسبوع وحدي معك في فندق لن يسمح لي ببديل اخر,وانت لاتريدين هذا اليس كذلك؟
اطرقت كارولين بجفونها
فاكمل بصوت غاضب قوي
_هل تريدين ؟
نظرت اليه بغضب وقالت :
_لا !
ضحك بخشونة وقال ساخرا:
_لا ,بالطبع لا ,سامحينى الله على قولي انك تريدين مني ان اذهب معك الى الفراش.
_لااريدك ان تفعل ذلك.
_انت تريدنني بنفس القدر الذي اريدك به .
نظرت بعيدا غير قادرة على الرد,خائفة من مجادلته حتى لايوقف السيارة ويثبت لها وجهة نظره قبلة واحدة ..هذا كل ماسيستغرقه ...... فقط قبلة واحدة وهي تعلم انها لن تقوى على الاحتمال ,وتعلم انها سترد القبله اليه,وتدفع بيديها الى شعره وتحيط بجسده.
يجب الا اسمح لذلك بان يحدث ,يجب ان اقصيه عني لبقية هذا الاسبوع الغبي.
كانا على الطريق الرئيسي الى بيت راشي ,والرؤية كانت ضعيفة مرا بسيارة عابرة تضيء بكشافاتها ايضا والصقيع يتكاثف جدا.
سالها مارك ببرود:
_لو لم تكني مخطوبة لدالي بالفعل ,,هل كانت اجابتك ستختلف بالامس؟
_لا , كنت ساظل لاريدك ان تمارس الحب معي
_اعني اجابتك ياكارلين على العرض.
نظرت اليه غاضبة ,وعيناها الخضراوان تكرهه.
_عرضك الصغير المهين في الليلة الماضية صعب ان يكون حلم كل فتاة شابة.
_انا لااتعامل في الاحلام بل في الحقائق الواضحة.
_وماهو الحقيقي في ان تعرض على ا اكون خليلتك ؟
_انه يلبي احتياجي ,اريد ان امارس الحب معك,واريدك ,ان اعرف انك لا تمارسيه مع شخص غيري واريد ان تكوني تحت طلبي 24 ساعة يوميا.
_ياالهي !
صاحت وهي على وشك الانهيار من الغضب.
_هل تستمع الى ماتقوله ؟ هل لديك ادنى فكرة عن الاهانة التي تسببها لي؟, لا بالطبع لاتدرك !انت فقط تقول ماتريد وتتوقع ان تحصل عليه.
اراهن على انك حتى لم تفكر فيما تعرضه علي !انتفضت عضلة في وجهه وهو ينظر نحو الطريق وقال بامتعاض :
_لقد فكرت فيه ,في الحقيقة انا افكر فيه منذ شهور ياكاولين .
اتسعت عيناها في دهشة .
فبادرها بقوله :
_لاتنظري وانت سعيدة هكذا ,لماذا تعتقدين اني هددتك بالفصل لو لم تات معي ؟ ,لقد وصلت الى انني ساكون مستعدا لاعرض عليك القمر على طبق اذا انفردت بك !
_ان تطلب مني اكون خليلتك مقابل اجر صعب ان يكون القمر على طبق يامارك.
_حسنا انا لن اعرض الزواج !
_لم يطلب منك احد ان تفعل هذا !
_ليس كثيرا!
واكمل وقد صار صوته حادا كالشفرة :
_انا اعلم بالضبط ماتسعين لاجله ولكن يمكنك ان تنسي ,الزواج !لا تضحكيني !انا لست من النوع الذي يتزوج وبالتاكيد لن تجبريني على ذلك غاوية خضراء العينين مثلك. شعرت كارولين بكراهية مريرة نحوه وهي تراقبه وهو يقود السيارة بمهارة وسط الصقيع ,واحتاجت الى بعض الوقت لتتحكم في نفسها.
كان الغضب يجري في عروقها ,وتتنفس بصعوبة,,وهي تحدق خارج النافذة لبضعة دقائق عصيبة.
ثم استدارت ونظرت نحوه وهي تسال بامتعاض :
_هل اقتربنا فعلا؟
_هل تموتين توقا للتخلص من صحبتي المزعجة ياانسة شو؟
_ماالذي تتوقعه ؟ لقد كانت سيئة بما يكفي في المكتب ولكنني لااستطيع ان اصفها الان !
_هذا لانك ترغبين في ! لماذا لاتعترفي بذلك ,وتدعيني انالك وتنهي هذا الطريق المسدود؟
_لماذا لاتنهيه انت؟
_بالزواج منك ! اذهبي الى الجحيم !انا لن اتزوج حتى لو........( لسانه متبري منه هع جولي )
قاطعته كرة صقيع ظهرت امامهما فجاة ,,انحرف مارك بالسيارة بعيدا عنها فدخلا في (ياالهي !)صاح وهو يقبض على عجلة القيادة كما لو كانت ستنفصل عنه ,جلست كارولين في صمت بينما السيارة تمضي في الحقل وسط الصقيع والعشب ثم تصطدم في حائط صخري.
والحطام يتهاوى في حركة بطيئة وحزام الامان ضغط على بطن كارولين فاطلقت تنهيدة حارة في نفس ,اللحظة التي اطلق فيها مارك صيحة الم من اثر اصطدامه بعجلة القيادة.
ثم انتفضا عائدين الى مقاعدهم مرة اخرى وساد صمت من نوع خاص,والريح والصقيع يضربان ببرودة حولهما وهما يحملقان في الحائط الصخري والحطام امامهما.
قال مارك بصوت خشن مفاجئ وهو ينحي نحوها ,,ليلمس خدها بيده القوية ويديرها نحوه:
_هل انت بخير ؟ كارولين !
_نعم .....وانت ؟ سمعتك تصرخ من الالم ونحن نصطدم .
_لاشيء ...ولكن هذا سي انظري الى سيارتي !انظري الى هذا,,سنواجه المتاعب اذا لم نستطع تشغيل السيارة .
وحاول ادراة المحرك ولكن بلا نتيجة راقبته كارولين في رعب يتنامى.
قال عابسا:
_ انه ميت ....من المحتمل ان تكون بعض اجزاء ,,المحرك راقدة على الارض الان تعالي خارجا,لانستطيع ان نبقى هنا والا متنا .
_ولكن اين سنذهب ؟
_هناك مايبدو انه بيت ريفي خلف السور ,لااستطيع ان ارى اسلاك تليفونية ,ولكن هناك ماوى على الاقل ,وربما يكون لدى الفلاح سيارة تصلح مع هذا الجو.
ارتعشت وهي تحدق في هذه الصخرة الرمادية الصغيرة على شكل بيت وقالت :
_لاتبدو انها مزروعة.
_حسنا ,دعينا نكتشف ذلك.
وفتح السيارة فدخل تيار من الرياح الثلجية والصقيع جعلها ترتعش ,لكنها تشجعت وخرجت من السيارة وهي تحني راسها امام الهواء القوي بينما الصقيع يطير في عينيها ويعميها .
سحبها مارك بيده القوية وصاح حتى تسمع صوته اعلى من صوت الريح:
_فقط احتفظي براسك منخفظا !ساقود الطريق !
ترنحت في حذائها ذي الكعب العالي ,وغرقت في الصقيع مما جمد عظام كاحليها .
وشعرت انهما يحترقان من البرد ,ووجهها صار ابيض .
صاح مارك وهما امام الكوخ الرمادي:
_لم يبق سوى خطوات !
استطاعت ان تفتح عينيها ولكن لم تر الاضباب ,ساعدها مارك,,كانت ترتجف بعنف واسنانها تصطك من البرد .
طرق الباب عدة مرات ولم تات اجابة .
صاح مارك:
_اليس هناك احد هنا ؟المكان مهجور !
_ولكن ليس هناك شيء اخر على بعد اميال ! اناحتى لااستطيع تذكر آخر مبنى مررنا به.
_علينا ان نقتحم المكان .
_لانستطيع ان نفعل ذلك !هذا ليس منزلنا !
_سنموت لو بقينا هنا .
_يمكننا العودة للطريق الرئيسي .
_لن نصل اليه ابدا ياكارولين !
توقف قلبها عندما التقت عيونهما وبرق الموت بينهما ,,وقادهما فجاة الى عالم مختلف ,يقفان فيه هناك يتبادلان النظرات بينما الريح تعوي وتتمزق عندهما .
_ساكسر نافذة .
ثم اندفع بجسمه الى الخلف ,وتقدم وهو يوجه ضربة بقبضة في زجاج النافذة الامامية .
صاحت كارولين وهي ترى الدم ينفر من يده,,لكنه نحاها جانبا وتسلق النافذة الى الداخل وفتح الباب الامامي .
وقال بعد ان اغلق الباب خلفهما
_حظنا جيد !هناك مدفاة في غرفة المعيشة سيكون على ان اصلح هذه النافذة المكسورة باي طريقة ولكن هذا لن يكون صعبا جدا.
_دعني انظر الى يدك ,انت تنزف .
ابتعد عنها بقوة وهو يرفض عطفها ,وتبعته الى غرفة المعيشة بينما تيار ريح ثلجي يدخل عبر النافذة المكسورة.
_علينا ان نسد هذه الفتحة .
_هل تصلح واجهة المدفاة هذه ؟
_رائعة.
التقط مارك الواجهة الحديدية وسد بها النافذة وقال :
_الان ساذهب لاستكشاف المكان وارى ان كان هناك سيارة تصلح او اي شيء .
_مارك ,دماؤك تسقط على السجادة ,هل تسمح لي بربطها ؟
نظر الى الارض بسرعة وراى قطرات الدماء المنهمرة وساد صمت ثم رفع وجهه والتقى بعينيها .
_لابد ان هناك اي نوع من الاسعافات الاولية هنا .
زم شفتيه واطرق بجفاف ثم قال :
_حسنا ولكن اسرعي ,ليس لدينا الكثير من الوقت اذا كنا نريد ان نخرج قبل ان يصل عمق الجليد الى ثماني بوصات.
انطلقت كارولين الى الصالة ,وقادها الاحساس بامكان الى المطبخ ,حاولت اضاءة المصباح دون جدوى .
_المصباح لايضيء .
حاول مارك اضاءة مصباح الصالة فلم يفلح .
وقال:
_لابد ان الكهرباء مقطوعة .
_اوه .....لا ...... هذا ماكان بنقصنا !
_واضح انك لم تعيشي في الريف ابدا.
_بالعكس ,لقد عشت في الريف حتى سن الواحدة والعشرين.
نظر اليها مندهشا ,وعيناه تتاملانها ثم قال
_اعتقد ان حظنا جيد مرة اخرى ,هذا المستوقد يعمل بالغاز ,,لو نجحت في تشغيله يمكننا ان نستدفىء,وان نعد بعض القهوة ,قبل مغادرتنا .
_هذا يعتمد على اذا ماكنت ستجد سيارة من اي نوع ,ثم اتجهت الى المستوقد وشغلته وهي تقول:
_شكرا لله على هذا ! انه يعمل.
خرج مارك لاحضار الحطب بينما فكرت هي في البحث عن ضمادة ليده وعاد بالحطب وعلبة ثقاب واشعل النار .
اما كارولين فعثرت على علبة الاسعافات الاولية وتوجهت بها اليه,راقبها مارك وهي تفتح العلبة,, وتخرج كريم مضاد للجروح وضمادة نظيفة وطلبت منه ان يضع اصابعه تحت صنبور الماء .
فعل ذلك وهو يتنهد بنفاذ صبر ,وعندما غسل الماء الدماء ربطت يده ونظفت الجرح بالكريم ,وشعرت به متوترا.
فسالته:
_هل يؤلمك هذا ؟
_لا ,والان يمكنك ان تتوقفي عن ........ لااريد ان تغطيها ,اريد ان اخرج من هذا المكان اللعين !
ثم استدار على عقبيه وخرج من المطبخ وهو يصفع الباب خلفه .
نهاية الفصل الخامس

برنس وصاب 09-22-15 07:12 PM

الفصل السادس
**********************
اعدت كارولين المستوقد ,لو ان مارك كان يعني ماقال فانه لن ينتظر القهوة .
استكشفت الدور الارضي للمنزل.
لم يكن هناك تليفون او خطوط كما قال مارك ,غرف المعيشة متشابهة وهناك مدفاة واحدة في الغرفة التي دخل منها مارك .
تساءلت عن اصحاب المنزل ,ربما يكونون محجوزين في الجليد ايضا في مكان ما ,,بجانب المدفاة ادوات الاشعال وهناك مكان للمشروبات الكحولية يحتوي على كمية كبيرة منها .
وكتب على الارفف ,ورايكتان واسعتان مريحتان ,,وجدت بعض الشموع واشعلت اربعة في غرفة المعيشة ,واربعة في المطبخ.
فجاة سمعت طرقا على الباب جعلها تهرول وتفتح ,مارك غارق في الصقيع ويرتجف من البرد .
دخل ونفض نفسه مرددا :
_لاشيء ! لايوجد شيء ! .
تبعته كارولين قائلة :
_اوه ,لا !ماذا سنفعل ؟
_سنفعل افضل مايمكننا .......لنبدا باشعال النار ربما يمكننا مواجهة الامر ياكارولين ,فقد نحجز هنا حتى الصباح.
ابتلعت ريقها وقلبها نقص دقاته وقالت:
_طوال الليل ......؟ لابد ان يتوقف الصقيع لبعض الوقت !
_وماذا لو لم يتوقف ؟ قد يستمر لعدة ايام ياكارولين .
فجاة التقت عيونهما وساد صمت ,قلبها نقص دقة و قالت في عدم استقرار وهي تتلفت:
_ماذا سنفعل ؟
_ساعد النيران ,اذهبي للمطبخ وابحثي عن بعض ,الطعام في المطبخ وجدت كمية مدهشة من الطعام.
عادت لمارك بالقهوة واقترحت عليه بعض الانواع الموجودة فضل منها (الاسياجيتي )وتساءل عن ,,اصحاب المنزل وهو يقول انه يجب ان يعوضهم عن النافذة المكسورة واي شيء سوف يستهلكانه.
فقالت كارولين :
_ساساهم بنصف المبلغ .
نظر اليها نظرة قاسية مغرورة وقال
_لاارى ان تفعلي .
_انني هنا ايضا ,وانا استخدم .........
_وانا لدي عشرة اضعاف مالديك من اموال ,ان لم يكن عشرة ملايين ضعف ,والان فقط انسي الامر سادفع لهم مقابل كل شيء
_لاحظت الغبار على هذا البندول ,لم يوجد هنا احد منذ اسبوع على الاقل لعله كوخ لقضاء الاجازات.
_لم افكر في هذا ,اذن لن يصل احد منهم لينقذنا ,هايل !
_ربما جاك راشي ,لعله يتصل الان بالفندق
_لاتضحكيني ! اعتقد انه بالكاد هز كتفيه عندما تاخرنا .
_لكنه موعد عمل .
_لن ياتي ويخرجنا من هنا ياكارولين اننا محجوزين مع بعضنا ,تقبلي الامر !
اسرعت بالذهاب لتعد الطعام بعد نصف ساعة صاحت (الغداء )!
فجاء مارك للمطبخ وقد اصبح جذابا في السويتر والبنطلون الاسود وشعره الذي جف من حرارة النار.
وقال مضطرا:
__رائحة الطعام لذيذة !
تناولا الطعام وبعض النبيذ الاحمر .
قال مارك وهو يبعد طبقه بيد ويتجرع الكاس باليد الاخرى وقد تراجع في مقعده شبعا:
_اشعر انني انسان مرة اخرى شيء مذهل مايمكن لقليل من الطعام والدفء ان يفعلاه .
اطرقت كارولين بالايجاب وهي تبتسم
_انها احتياجات حميمة.
_نعم بالطبع ماذا عن الاحتياجات الاخرى ؟ طعام ماوى ,,راحة وامان انهم اربعة اليس كذلك؟
_وكلهم لدينا في هذا الكوخ.
_ليس كلهم بالضبط,الراحة هي مجرد كلمة بديلة للانجذاب الجسدي ,وهناك بعض منه هنا !
قفزت نبضات قلبها وسارعت قائلة :
_سانظف الاطباق .
_منتهى التواضع ! انت لاتستطعين حقا ان تنتظري حتى الزواج؟
فقدت النطق وحملقت فيه ,ثم جمعت الاطباق وذهبت الى الحوض.
_لو ان ستيفان يمكنه ان يراك !"ست البيت"الصغيرة في المريلة !
_انت لاتفكر جديا في انني ارغب في غسل الاطباق ,اليس كذلك؟
_لا , ولكنك ترغبين في الزواج .
_وماالخطا في هذا ؟كل امراة ترغب في الزواج.
-امي لم تكن ترغب فيه.
فجاة امتلا الهواء بينهما بالعنف, وببطء استدارت ونظرت اليه ورات العنف في عينيه ,وقد تمزق قناعه فجاة ,هذا هو السر ,فكرت ....
قال بصوت ثقيل :
_لااعرف لماذا قلت ذلك ,انسي انني ذكرته ....... من الافضل ان اذهب لافحص المدفاة
خرج وهي تنظر اليه والاسئلة انطلقت داخلها مع انها شغلت نفسها بتنظيف المطبخ ,,عقلها يدور حول مارك,عقدته ,شخصيته الحادة كالسكين ورفضه المتعمد للانسانية داخله.
لاحظت الظلام الهابط في الخارج فجاة ,الصقيع لايزال ينهمر بعنف ,كان عليها ان تدخل وتواجهه .
كان راقدا على الاريكة يقرا كتابا .توتر عندما دخلت وكذلك هي قبض التوتر معدتها من حديد.
عيناه كانت عدوانية وهو يقول:
_ هاي !
-ساعتي توقفت ,كم الساعة الان ؟
_السادسة .
_حقا ؟ لابد ان الوقت سرقني في المطبخ.
_ست البيت الصغيرة.
-انا احب ان اشغل نفسي, الان اشعر بالملل ,غسيل الاطباق كان شيئا للعمل .
_يمكنك ان تفعلي اي شيء ,ولكنني لن اعرض عليك الزواج,,وان كان يجب ان تقنعيني بأنك فعلت كل مابوسعك.
ضحكت كارولين بغضب وهي تشعر بالكراهية نحوه:
_هل تعتقد حقا انني اتطلع للزواج منك ؟
_لست اول واحدة تستخدم هذه الحيلة معي ياكارولين ,,عزيزتي نحو هذا النوع من الخطر استيقظت و..........( قلت لكم لسانه متبري منه جولي)
_هل هذا شعورك نحو الالفة يامارك انها خطيرة ؟
_الرجال لايرغبون في الزواج وانا رجل
_لماذا لاتريد الزواج.
_لاتسالي اسئلة غبية.
_ماالغباء في هذا ؟انا فقط اجري حوارا مهذبا ,اذا كنت تفضل الحوار فانا ......
_حسنا .....الحوار المهذب عن الزواج !انه يفيد النساء ,لاالرجال .( احلف من متى يفيد جولي )
_اعتقد انك ستلقين على ببعض الاحصائيات المملة الان ,من فضلك لا تزعجني .... انا ادرك تماما قدرتك على لوى الحقائق من اجل مصلحتك.
_وماذا عنك ؟ اي حقائق تلويها هنا ؟
_انا لاالوي شيئا .
_وانا اعتقد انك تفعل ذلك.
قال بابتسامة خطيرة بطيئة :
_حقا ؟لماذا تعتقدين ذلك.؟
_لان لديك سببا شخصيا وجيها وراء عدم رغبتك في الزواج ,وهو قد لون حياتك كلها .
قالت ذلك وشعرت ان الهواء بينهما .....
بعد ثانية استقام فوق الاريكة ,واتجه بجسده القوي المشدود نحوها وعيناه مهلكة ,ولم تكن تستطيع التراجع. ( يمه بيهلكها تهي جولي )
_ايتها الهرة الصغيرة ! لقد قلت لك في المطبخ شيئا ,كان المفروض ان احتفظ به لنفسي !ولكنه كان يدور في راسك ,اليس كذلك؟ ( خخخخ هره مره وحده )
قالت بخوف :
_يدور ويدور . ( حشى مروحه )
_لااصدق انني قلت لك ,لااصدق انني قلت لن اناقش هذا مع اي شخص ابدا على الاقل مع امراة ! ( ياعيني يقالك بتناقشه مع رجال احسن هع )
دق قلب كارولين بسرعة شديدة ,كان يدور حولها والعنف في عينيه الرماديتين كان مثيرا بالنسبة لها .
_اراهن على وجود عشرون الف سؤال في هذا الراس الصغير الجميل ,لماذا لا تنطقي تساليهم؟
_هل ستجيب عليهم حقا ,يامارك ؟
_ولم لا ؟ لقد تمادينا ونحن محجوزان معا ,وحدنا في هذا الكوخ اللعين ,وليس لدينا شيء افضل من الكلام .
وتابع كلامه بغضب شديد:
_اللعنة ! انا اكره ان اشارك الناس اسراري ,ولكني اطلقت القط من الحقيبة بالفعل.( خخخخخخخخ فك القطو )
_لست مضطرا لافشاء اية اسرار كبيرة يامارك,فانا ايضا لااحب ان اشارك الناس اسراري .
_ياللبراعة ! ان تضعيني على راحتى وتتركني اتصور ان الامر يعتمد على كلية ,,ولكنني اعلم ان الفضول ياكلك .
_انت محق ,لكنني لن الح اذا طلبت مني ذلك.
_بل اسالي اسئلتك اللعينة ودعينا ننتهي
ترددت قليلا قبل ان تقول :
_كلمني عن امك.
_امي ؟اوه ,كانت جميلة جدا ,وقوية جدا ايضا كعادة النساء الجميلات ,,تزوجت ابي لانها حبلت منه,,بعد ستة شهور ولدت ,مفاجاة صغيرة ,البعض قد يقول غلطة .
_انا اسفة ........
_لاتاسفي ,انه قدري القدر يوزع الاوراق ( يقالك بتلعب ورقه مع القدر لعين يامارك ) وانت تحاولين عمل افضل ما يمكن منهم,,على اية حال امي لم تكن تميل الى الامومة ,او الزواج ,فقد هربت مع اعز اصدقاء ابي عندما كان عمري عاما واحدا .
_ماابشع هذا .........( يقالك تعاطفتي هع )
_اليك الافضل ! قررت انها تريد استعادتي ولذلك شهدت المحكمة عراكا كبيرا ,,ثم هربت مرة اخرى مع رجل جديد,وبدات معارك قضائية اخرى ,وتمزقت انا بين ابوي اللذين يتصارعون فوقي مثل كلب وقط ( يعني مو مثل اسد وغزاله !!هع ),,كان عمري اثني عشر عاما عندما توقف الامر بفوز ابي بحضانتي .( يامسكييييين )
اخذ نفسا عميقا وتابع قائلا:
_استمرت امي في استبدال العشاق حول العالم كله حتى ماتت في العام الماضي ........ الجنازة كانت في ايرلندا ( مع السلامه فكه منها ),ذهبت ووقفت في ضوء الشمس وحاولت ان اتذكر اخر مرة تحدثت اليها فيها ,ولم استطع التذكر ( تهي تهي مسكييييييين ) ,هل حصلت على ماتريدين
سكتت لوقت طويل ........ثم قالت :
_لاعجب من انك تكره سيرة الزواج
_انا لااكره سيرته ولكني فقط لااؤمن به.
_لاتنتهي كل الزيجات بهذه الطريقة .
_ادرك هذا ! ولكن الحقيقة ان اغلبها ينتهي ,عاجلا او اجلا ,,والطلاق هو الطلاق باية طريقة تنظرين اليه بها ,الجميع ينتهون دائما الى فوضى دموية واذا تورط الاطفال في ذلك فانها تتحول الى قصة رعب .( فه ذي صادق )
_هذا كل مالديك لتقوله عن الموضوع؟
_اساسا ,نعم.
وتقوس حاجباه غرورا ورشت عينا كارولين :
_حسنا ,سلوكك تجاه النساء بدا يصبح مفهوما بالتاكيد.
_مامعنى ذلك ؟
_كل علاقاتك العاطفية ,فينتيا بليك وسابقوها ........
_فينتيا راشدة ويمكنها رعاية نفسها .
_انها عشيقتك اذن ؟
_هل تغارين ياانسة شو ؟
افتر الحوار بينهما وقد اصبحت هي الطرف الاقوى الذي يبادئ بالهجوم والسخرية ومارك يدافع.
اثارت غيظه واثار حنقها وتحولت الاثارة الى شيء اخر.
قال انه لن يلمسها حتى ولو ركعت على ركبتيها ورجته ان يفعل ذلك.
فاطلقت نحوه قبلة في الهواء اثارت جنونه ,,احاط بها وقبلها وتبادلا القبلات الحارة طويلا لكنها رفضت ان تمنحه نفسها .
سالها :
_لماذا ؟اليس هذا مايريده كلانا ؟
_انجذاب جسدي فقط ,يامارك ؟هل هذا كل شيء لقد شعرت به مرة من قبل ,ولكنني استطيع تجاوزه بسهولة.
_حسنا ,انه اكثر من ذلك وكلانايعلم
_اذن اعطه اسما ,او نودع الامر .
_اسم .....ماالذي تتكلمين عنه بحق الجحيم انني اريدك ! االامر بسيط.
_اذن الامر مجرد رغبة؟
_ماذا يكون غير ذلك؟
استمر الجدل واستمرت القبلات ,لكنها تمالكت نفسها في النهاية واجبرت نفسها على التراجع .
شعر مارك بانسحابها فزاد جنونه بها ,لكنها كانت قد تمالكت نفسها تماما واخذت تحدق في السقف .
توقف وحدق فيها قائلا:
-لاتفعلي ذلك ياكارولين !ليس مرة اخرى !
_لن ادعك تنال منى .
_ياالهي ! انت اثرت هذا ! لقد اردت ان ابعد يدي عنك ! ,لن اسقط في فخ عرض الزواج عليك بالخروج عن عقلي بهذه الرغبة,لماذا اذن اثرت هذه القبلة ؟
غطى الخجل وجهها وهمست بنعومة:
_لم استطع منعها .......لكنني لن استسلم لغريزتي ولكنك تستثيرني يامارك !لفعل اشياء ..مارك هذا موقف مستحيل بالنسبة لكلينا ,انا اريدك بشدة ولكنني لن اسمح لنفسي ان اصبح عشيقتك!
حاول مرة اخرى بعنف ,رفضته ودفعته عنها بقوة والدموع تطفر من عينيها .
اصبح همجيا وهو ينهض وقال وقد صار وجهه احمر كالدم:
_لن اتزوجك!
_حسنا , انا مخطوبة بالفعل وساتزوج.
قالت وهي تشعر بالكراهية تجاهه,,ثم رفعلت خاتم الخطوبة الماسي في وجهه فقفز العنف الى عينيه وصاح :
_لاتريني هذا الخاتم اللعين مرة اخرى ابدا !
ولاتثيري ابدا مواجهة اخرى مثل هذه ,ياكارولين والا اقسم بالله ان انالك رغما عنك !
نظرت بعيدا ,وشفتها ترتعش بينما دموعها الساخنة ,,تلسع ماوراء عينيها ووجدت نفسها غير قادرة على الرد,وكان مارك قد غادر الحجرة وصفع الباب خلفه.
نهاية الفصل السادس

برنس وصاب 09-22-15 07:13 PM


الفصل السابع
*******************
بارتعاشة ,نهضت كارولين واعادت فستانها لوضعه الطبيعي وفكرت,,مارك كان على حق ,هي التي اثارت ماحدث ولم تفهم ماالذي دفعها الى ذلك.
الرغبة للاسف هذه الرغبة التي تقاتلها منذ اول يوم التقت به فيه,في هذه الظروف قد تنهار اذا لم تتحكم في نفسها بقوة .
كانت تعلم دائما انه وغد وليس من النوع الذي يتزوج ,لكن لم يحدث ان سالت عن السبب ,وهي تعلمه الان جيدا,, والمعلومة كانت مهمة ,ان لديه عنف عميق كامن يجري خلاله ينطلق عن ذكر الزواج.
فكرت كارولين مهما كانت امه ,فهي قد غرزت العدوانية في ابنها وغير هذا فهي متاكدة انها ستجد مارك الحقيقي (رجل قادر على الحب ,والعطف والاخلاص.
اتجهت الى المدفاة وسالت نفسها بضحكة ممرورة ,هل تخدعين نفسك؟مارك لن يتغير.
كم مرة اخبرها منذ غادرا لندن ؟لن اتزوجك ......ليس الامر انني اريد ان يتزوجني ,فكرت بغضب,لانني لااريد ذلك ,انا ارغب فيه انه يحولني الى نار سائلة في كل مرة ينظر الي فيها ,او يقبلني ,او يلمسني ..... انها تريده .....بشدة.
لكنها لن تدعه ينالها ابدا ,سياخذها ,يستمتع بها ثم يهجرها .
انه لايريدها _يريد جسدها فقط.......وتوالت الافكار ولكن كيف يمكن ان يريدها لهذه القوة وهو لايشعر باي شيء نحوها غير الرغبة؟
هذا غير منطقي .....ولكنني لااشعر باي شيء نحوه سوى الجاذبية !لاشيء اكثر من هذا لاشيء.... ذكرت نفسها انها تحب ستيفان وانها ستتزوج ستيفان ,وتريد ان يقبلها سيتيفان.
ولكن في نهاية كل الاشياء هناك شيء واحد شفتا مارك فوق شفتاها ويديه فوق جسمها وتوالت الافكار,بعد وقت طويل جدا ,فتح الباب .
قال مارك:
_انها الثانية والنصف ,يجب ان ناكل .
جلسا في المطبخ على ضوء الشموع وتناولا عشاءا خفيفا.
وبينما كانت تغسل الصحون قال مارك:
_هل تستمتعين بالطبخ؟
_ليس بوجه خاص ,الا اذا كان لحفل عشاء ,بوفيه لعشرة اشخاص في غرفة الطعام.
_اعتقدت انك عشت في شقة.
_يمكنك اقامة حفلات في شقة ...... لكن والدي كان لديهما بيت جميل في هامبشاير وكانا يقيمان حفلات عشاء كثيرة واعتدت ان اكون مضيفتهما
_ان لدي منزلا في هامبشاير..اين يقيم والداك بالضبط؟
_كانا يقيمان ,لقد ماتا.
ساد صمت لبرهة وكان ضوء الشمعة يضيء المطبخ ,والنوافذ مثقلة والثلج كان يفرش ملاءته في الخارج.
قال مارك ببرود:
_انا اسف .
_لاتاسف .......انه القدر.......وهو يلعب هذه الحيل الصغيرة علينا جميعا.
ساد صمت قصير اخر قبل ان يقول مارك بسخريته المعهودة:
-اعتقد انك تنظرين الى لقاءك برجل البلاستيك على انه عمل القدر؟
_توقف عن وصفه برجل البلاستيك اسمه ستيفان.
_ستيفان رجل البلاستيك.
_فقط ستيفان.
قال مارك بتعال وهو يرجع في مقعده
_كم هو رجل شاحب اليس كذلك ,,طويل ,نحيف وممل ,اراهن انه لم يسمرك ابدا في الفراش ليقبلك.
_ستيفان رجل لطيف جدا.!
_لطيف !هذه مرادف اخر للملل اليس كذلك؟,في احاديث النساء ؟واحاديث الرجال ايضا ,فكري في هذا.
-كلام فارغ !
قال وهو يدور حولها ويستند بذراعه القوي بالقرب منها على الحوض:
_حقا ياكارولين ؟اذا وصفت امراة بانها لطيفة فان ذلك يعني بوجه عام انني لست مغرما بها.
_اتعرف مامعنى مغرم بشخص ما .
_معنى انني مغرم بامراة انني اريد ان اصحبها للفراش وامارس الحب معها.
_الحب؟
_هناك معنيان لهذه الكلمة ,ولكنني افضل معناها في غرفة النوم.
_انت تعرف المعنى الذي اقصده يامارك!
_انت تريدين ان تعرفي ماعلاقة الحب بهذا ,حسنا هذا هو موقفي بالضبط اقابل النساء ,اريدهن اصحبهن للفراش هذه هي الطريقة التي احيا بها ,ياكارولين لست للبيع في سوق الزواج ولم اقع ابدا في الحب طوال حياتي .....
_بكلمات اخرى ,كما لو كان كلهن امراة واحدة ,في افكارهن ومشاعرهن وشخصياتهن .
_اطلاقا انا لدي دائما علاقات مع النساء ليس الامر مجرد رحلة عودة الى غرفة معي .
_انت لديك عشيقات !هل تسمي هذه علاقات ؟انها اقامة لمدة ليلة واحدة.
ضحك بنعومة قائلا:
_ماالذي تعرفينه انت عن اقامة الليلة الواحدة .
تلون وجهها بالخجل ونظرت بعيدا وهي تخفض عينيها
راقب مارك راسها المنحي وقال:
_ياكارولين الحب وهم ,وكذلك الزواج ,اكاذيب يقولها الناس لانفسهم لكي يستطيعوا التعامل مع الواقع.
_لن استطيع الانتظار لسماع تعريفك للواقع !
_الانجذاب ....... هذا هو كل شيء بين الرجل والمراة.
_انت تقول هذا بسبب طريقة والديك......قاطعها بصوت بارد عميق قاطع:
_لا ,اقول هذا لان هذا هو الصحيح ,,لماذا في رايك يكون للرجال علاقات عديدة ؟يلحظون النساء في الشوارع ,,يغازلوهن ويعجبون بهن _حتى لو كانوا مع زوجاتهم لانهم جنسيون بالاساس .
_اذن لماذا يزعجون انفسهم بالزواج في المقام الاول؟
-لانهم يدفعون اليه .
_كلا لانهم يقعون في الحب ,يامارك.
_انت تخدعين نفسك ,اذا كان الزواج يعني اي شيء ,,فهو مجرد طريقة للحصول على عشيقة دون امتياز الحرية!
_الحرية ! حرية الرجل هي ماتعنيه !ولكن ماذا عن العشيقة يامارك ,اي نوع من الحرية تحصل عليه؟
_نفس حرية الرجل .......!!!!!
_ولكن هذه نحصل عليها في الزواج يامارك.
_البعض نعم ,ولكن ليس انت ليس مع رجل البلاستيك.
صاحت من الغضب الذي تملكها:
-اوه ,نعم ساحصل عليها انا وستيفان.
_لاتتبادلا القبلات ابدا,واذا حدث فلن يشعل هذا النار في العالم من حولك .
_هذا ليس صحيحا اننا نتبادل القبلات طوال الوقت !
_اذن لماذا اشتعلت عندما وضعتك على الاريكة في الليلة الماضية؟
حاولت الانكار ولكنه حاصرها بالحقائق ,فتولاها الصمت وهي تشعر بالرغبة فيه من جديد ,كان قد حاصرها بجسده وحاولت التملص منه فلم تستطع ,واصلا حوارهما بنفس الطريقة وانحنى مارك فوق وجهها وقبلها :
_اوه ياالهي ....لاتقبلني ستجعل الامر اسوا لكلينا.
_لو كنت اية امراة اخرى,لما اصبحت في مثل هذا الجحيم ,لكنك كارولين شو , وانا اشعر بشيء نحوك منذ شهور.
_انت تريد استغلال الظروف التي نحن فيها _لافرق عندك مع من .
_قد احاول هذا ,لكنني لن ازعج نفسي بالاستمرار في المحاولة بهذه الطريقة.
_انت وغد فيما يتعلق بالنساء كان يجب ان اعلم _لقد عملت معك ثمانية اشهر ورايتك !
_الهذا تبتعدين عني؟
_طبعا ! انا اريد رجلا استطيع ان اتزوجه شخص مثل ستيفان رجل .........
_اوه ,ارجوك !اذا قلت زواج مرة اخرى سوف ........
_حسنا ماالخطا في هذا ؟انت تقف هنا لتخبرني عن احاسيسك,,ولكنك ترفض اي اعتبار لمشاعري عن الحب والزواج!
_الحب ليس جزءا من الزواج ولم يكن ابدا !
_انه ليس جزءا من الحب العابر ,ايضا !
حاولت التملص فلم تستطع,,غرقا في القبلات مرة اخرى ولكنها تداركت الامر في النهاية وصاحت وهي تطالبه بالابتعاد عنها :
_انت لاتهتم بشيء سوى نفسك ,وانا اهتم باشياء اخرى كثيرة يا مارك, انا لااريد حياة خاوية بدون حب او شخص اتوجه اليه عندما اصبح عجوزة ,,وهذا هو ماتعرضه علي ,الوحدة والندم وكراهية الذات.
قال ببطء (لا ) ولكن الصدمة كانت في عينيه.
_بلى يامارك وذلك بينما يعرض علي ستيفان الحب والصداقة والدعم والالتزام ,والاخلاص والمستقبل الملئ بالاطفال .
تركها مارك تمضي وتبعها بعينيه الغاضبتين قائلا:
_ولكنك لاترغبين فيه .
_صحيح يامارك ؟ماالذي يجعلك تعتقد ذلك ؟
_استجابتك عندما .اقبلك
_حسنا , اذا كنت انت ترغب في اكثر من امراة في نفس الوقت,فانا يمكن ان ارغب في اكثر من رجل الا تعتقد ذلك.؟
_لااصدق هذا !
_وهذه ........ليست مشكلتي.
وخرجت من المطبخ بابتسامة غاضبة واغلقت الباب ,ل,خلفها جلست في غرفة المعيشة وهي ترتجف من الغضب .
هذا الذي قالته ! حسنا ,ولكن لماذا يجب ان تعترف ان قبلات ستيفان لا تثير شيئا سوى الدفء والتعاطف ؟
بعد نصف ساعة , دخل مارك الحجرة وقال :
_ساعد كاسا من الوسكي ثم انام ,هل تريدين ان تشربي شيئا؟
_كاكاو ساخن ؟
_انسى الامر ,انا لست من هذا النوع المنزلي.
قالت وهي تحبس ابتسامتها :
_ولست ودودا ايضا.
-ساصب لك كاسا ولكنني لن اعد لك كاكاوا ساخنا .
_انا متاكدة ان هذا سيكون كثيرا على غرورك كرجل.
_هذا صحيح .
_اذن ينبغي لي ان انهض واعده بنفسي اليس كذلك؟
_لاتحاولي ان تشعرني بالذنب لانك لاتنجحي .
_من الذي يحاول اشعارك بالذنب ؟
_انا متاكد ان رجل البلاستيك كان سيقفز ليعده لك ,واراهن على انه قد يجهز حتى العشاء .
_ولكن هذا مايعجبني في ستيفان ,انه يفكر في الاخرين وغير اناني .
ذهبت الى المطبخ واعدت لنفسها كوبا من الكاكاو وهي تبتسم من وجهه الحانق ,,وعندما عادت كان يشرب جرعة اخرى من الويسكي .
قالت :
_الاحظ ان الصقيع لايزال يسقط وحتى يتوقف لن ينقذنا احد.
_كلما اسرعنا بمغادرة هذا المكان اللعين كلما كان ذلك افضل.
جلسا في صمت عدائي لبعض الوقت ,وعندما انتهت كارولين من شرب الكاكاو قالت:
_ساذهب الى الدور العلوي لاعد الاسرة ,انا واثقة ان وضع الملاءات فوق السرير لاتناسب كرامتك كرجل ,ايضا.
_انا قادر على اي عمل تافه من اعمالك المنزلية لكنني افضل ان ادفع للاخرين حتى يقوموا بها.
_اخشى انه ليس لدينا خدم محترفون في المنزل معنا لذلك ينبغي ان نتشارك في العمل.
_ياالله ايتها العفريت !
_وانت يامارك شرير تماما.
_اسمعي !انا لن اسمح بان اكون في موقف .
_تشعر فيه بانك متزوج , نعم افهم ذلك تماما يامارك .
كانت تحمل شمعة مضاءة صعدت الى الدور العلوي ,بارد كالثلج ,,دخلت الغرفة الاولى ,فراش لاثنين ومدفاة بجوراها الفحم .
في الغرفة الثانية تجمدت بالرعب لم يكن غرفة نوم على الاطلاق ,لم تدر ماذا تفعل ,وسمعت صوته يصعد السلالم,استدارت نحوه.
_قال :
_ايهما غرفتي ؟سارتب فراشي بنفسي .
_ليس هناك سوى سرير واحد وغطاء واحد قفزت عضلة في وجهه .
توجه صامتا الى الغرفة الاخرى ثم عاد وعيناه داكنة جدا :
_سانام على الاريكة في الدور السفلي متغطيا بمعاطفنا ,النار ستحميني من التجمد حتى الموت.
_لا انظر الى الهواء هنا ,النار ستنطفىء اثناء نومك وقد تموت من البرد في الليل.
_انت على حق .
برهة من الصمت وقلبها كان يدق بعنف حتى شعرت بانه يسمعه بالتاكيد ثم قالت:
_يمكننا ان نحتفظ بملابسنا .
_نصيحة جيدة .
_حسنا .......من الافضل ان نشعل النار .
_سافعل ذلك ,ادخلي الفراش وحاولي ان تنامي باسرع مايمكن .
وضعت الشمعة على المنضدة وانلست بين الغطاء البارد والملاءة الباردة.
قضى مارك وقتا طويلا في اشعال النار وحاولت ان تنام دون جدوى بالطبع .
عندما دخل مارك الفراش بعد حوالي نصف ساعة كانت راقدت وقلبها يعصف وفمها جاف كالرماد.
انسل بجوارها وتلامس جسمهما ,ابقت عينيها مغمضة وتظاهرت بالنوم لكن انفاسها العالية خانتها.
-اعلم انك مستيقظة ياكارولين.
_اتظاهر باني نائمة
_افتحي عينيك ياكارولين !
فتحت عينيها ببطء ,كان هناك ناظرا اليها وشعرت ,انهما كانا يتحركان نحو هذه اللحظة مهما حدث.
_مارك.......
_يجب ان ننام متجاوران حتى لانموت والان افعلي ماقلت لك فحسب.
وضمت ذراعها حوله ,وسرت الرغبة في جسمها برغم كل محاولاتها ان تبقى ساكنة ,التقت شفاهما بعد ثوان.
وردد مارك بعض كلمات الحب فقالت:
_كلمات حب بدون مشاعر حقيقية وراءها.
_بالطبع هناك مشاعر وراءها لكنها ليست حبا,,ساكون شريفا معك كما كنت من البداية ,لست واقعا في حبك ,ولن اكون ابدا ,لكنني اريدك بشدة....
_حسنا لن تحصل على هذا انا لااريد اي شيء من اعلاناتك الزاعقة او اسلوب حياتك الزاعق !,,اذا كنت تريد عشيقة يمكنك ان تجدها في مكان اخر .
_ليس الليلة ,لااستطيع الان.!
كان الالم من الصدمة يزداد في قلبها واستطاعت اخيرا ان تدفعه بعيدا عنها وهي تقول :
_هذا يبين بوضوح كم انت زاعق يامارك! اعلاناتك عن العواطف هي وسيلة لتسلية نفسك وانت مع اي امراة . واذا اعتقدت انها ستثير في اي رغبة فسوف تجد مفاجاة كبيرة !
وتابعت كلامها بانفعال :
_ابتعد عني يامارك انا اريد ان انام.
حدق فيها بصمت حانق لبرهة وقال بصياح:
_ايتها العفريتة الصغيرة .
_اوه ! هل هذه ردودك على كل شيء ,عندما تفشل في الحصول على امراة ,تستدير وتقول عنها ...! انت مثل صبي صغير يامارك !متى ستتعلم انك لا تستطيع الحصول على كل شيء تريده؟
قفز الهياج الى عينيه وشدها من شعرها متعمدا ان يؤلمها .
قفزت الدموع من عينيها وقالت بالم :
_بعد ان فشلت في الاهانات ومحاولات الاغواء تنتقل الان الى العنف البدني !هذا مؤثر جدا يامارك !انا متشوقة لرؤية خطوتك القادمة!
حدق فيها وهو يتنفس بصعوبة ولاحظت فجاة ,,المجهود الواضح الذي يبذله للسيطرة على نفسه وفجاة دفعها بعنف ونهض من الفراش وهو يصيح بغضب :
_ساذهب للدور السفلي لاحصل على مزيد من الويسكي !,,وساعود عندما اتاكد انك نمت ,,لانني لااستطيع ان احتمل المزيد حتى لو كنت تستطعين انت !
صفع الباب خلفه ونزل السلالم غاضبا ,عندما سمعت باب غرفة المعيشة يفتح شعرت بدفقة الدموع وراء عينيها .
حسنا .لقد كان شريفا معها بالتاكيد !(لست احبك ولن افعل ابدا) كم تكرهه !قاس وغد !شعرت بالايذاء الشديد ,رافضة وكارهة له ,,ولكن لماذا تشعر بذلك ؟هذا عبث _انه مجرد رئيسها مجرد رجل يريدها في الفراش ,وامتلات عيناها بالدموع مرة اخرى.
ولكن ليس هذا سبب شعورها بالايذاء والالم وهي تعلم ذلك ,ولكن السبب هو اعلانه القاسي ....(لست واقعا في حبك ولن افعل ابدا) ولكن لماذا يؤلمها ان تسمع ذلك وتقبله ؟
بعد كل شيء فهي ايضا لاتحبه ,,في الحقيقة فهي لن تستطيع ان تبالي به اذا لم ترى وجهه مطلقا بعد هذا الاسبوع هل تستطيع ذلك فعلا........؟
نهاية الفصل السابع

برنس وصاب 09-22-15 07:14 PM


الفصل الثامن
********************
عندما استيقظت كارولين في الصباح التالي وجدت نفسها بين ذراعي مارك .
خلال الليل اصبحت الغرفة باردة كالثلج ,فتحركا معا اثناء النوم وعانقا بعضهما جلبا للدفء.
سمعت الطيور تغرد فنهضت وهي ترفع راسها ,هذا يعني ان الصقيع توقف !
سمعت صوت مارك يبتسم وفمه فوق قمة راسها :
_مم....... كاولين .......
شعرت بقلبها يفقد دقة ,ونظرت اليه باطرافها .
كان وهو نائم اكثر جاذبية وكرهته على هذه الجاذبية فهي من اسباب كونه وغدا مع النساء ,لانه يخرج فائزا عن طريقها.
بهذه النظرات كيف تقاومه اي امراة ؟وسيم ,عقل ذكي ,عينان جذابتان ,,جسد قوي طول فارع وهو ثري ايضا,,عليه اللعنة تمتمت وهي تميل براسها فوق راسه.
_يمكنني ان اقاومك يامارك رايدر.
ولمست وجهه بشفتيها فتح عيناه ,,خجلت كارولين وهي تحدق فيه ,وفمها قريب من فمه وحاولت الانسحاب .
_لا ,لاتفعلي !هذه قبلة صباح ممتعة ,اريد واحدة ,اخرى يحوطها بذراعيه ويضغطها نحوه.
-حسنا ! لايمكنك هذا !
_ماالذي تعنيه بقولك انك تستطعين مقاومتي ؟
_ماالذي تعتقد انني اعنيه؟
_انك تعانين من صداع .
تلون وجهها بالدم .....ولم تكن تستطيع التخلص منه ,,واخذت تراقب ملامحه الجذابة .
قال بنعومة :
_انت جميلة في الصباح ,بشرتك ناعمة ,,شعرك ناعم احب ان اجدك على وسادتي ,لابد ان تفعلي ذلك كثيرا.
_كم مرة يجب ان اخبرك ؟انا اريد الحب ........الزواج .......ستيفان .....
_ستيفان اخر القائمة مع ذلك الا تفكرين في ان هذا طريق الطلاق ؟
_لن اطلق ابدا,هذا سبب اخر لابتعادي عنك الاخلاص ,هل تذكر ؟ الاخلاص الثقة ,,الاعتماد على شخص ما ,والعاطفة.
_يمكنك دائما ان تشتري كلبا وتطلقين عليه ستيفان.
_ساتظاهر بانني لم اسمع هذا,لانني لو سمعت فقد اصفعك على وجهك
_لاتصفعي وجهي .
وفجاة دفعها للخلف وانحنى بجسمه فوقها قائلا:
_فقد قبليني ,ياعزيزتي ......
_لا ! لااريد هذا !
_نعم , تريدين !اوه نعم ياكارولين ,انت .........
_لا ,يمارك ,لااريد ولكنك لن تقبل بلا كاجابة,,غرورك لايستطيع مواجهة حقيقة انني ارفض ماتعتقد انه عرض خيالي !ان يستغلني وغد مثلك,,ثم ارمى لحظة ان يمل مني !
_ليس الامر هكذا !
_بل هو كذلك ! لكنني لن اتورط معك الى هذا او الى اي مستوى ,,وكلما اسرعت بقبول هذا كان افضل!
_لقد قبلته !ولكنني اجد نفسي معزولا هنا معك فلما لااحاول ان نالك ؟انا اهوى ممارسة الحب في الصباح الباكر ولكن اذا لم ترغبي ,,ساقبل هذا وسوف احصل عليه من تينيتا بليك فور عودتنا الى لندن!
قال هذا بوحشية ونهض من الفراش والحنق يعتم وجهه ثم غادر الغرفة وصفع الباب خلفه بمنتهى العنف
رقدت في الفراش شعرت بالغيرة ونفت ذلك ,فليفعل مايشاء انا لااريده ساعود لحياتي العادية واتزوج ستيفان ,واستقر وانجب اطفالا.
سمعت صوت (الدش وتمنت ان تاخذ دشا هي الاخرى.
كان المطبخ باردا اشعلت كل عيون الغاز وشغلت نفسها باعداد الافطار .
دخل مارك الى المطبخ يجفف نفسه وقال :
_الحمام خالي ,وجدت معجون اسنان وفرشاة وهناك مناشف نظيفة.
_ساذهب لاخذ حماما , الافطار جاهز ,فكرت ان الفاكهة ستكون افطارا طيبا.
_ان لديك المبادرة ,استطيع ان اتذكر لماذا استاجرتك كسكرتيرة.
_لم يكن قرارا تحت الحزام ,اذن؟
_استاجرتك من اجل مهاراتك الوظيفية .
_والان تحاول تعليمي مهارات اخرى.
لم تستطع ان تمنع نفسها من قول هذا ,كانت عيناها تشع بالغضب والكراهية المفاجئة.
صمت مارك لبرهة وعظام وجهه تكاد تخرج من جلده وغضب معتم في عينيه الرماديتين
حاولت المرورمن امامه في طريقها الى الحمام فاعترض طريقها قائلا:
_اعتذري !
_ماذا ؟
_اعتذري ايتها العفريت الصغيرة !هل انت صماء ؟
_لماذا اعتذر عن قول الحقيقة؟
-هذه ليست الحقيقة !كان عرضا كريما ,وفكرت فيه مليا.
_رجل كريم ,صادق يبحث عن عشيقه مدفوعة الاجر؟اوه يمكنني ان اراه في صفحة الاخبار الشخصية.
_لم افعل في اي وقت .
_بلى فعلت !
_لقد بدا انه الحل الوحيد لجاذبية تزداد قوة باستمرار بحق الجحيم ماذا كان ينبغي ان افعل ؟ان اقف في الخلف وادع الامر يستمر للابد؟
_ليس الى الابد !انا مخطوبة هل تذكر ؟وسوف لتزوج سريعا و......
كانت تلوح له بالخاتم في اصبعها فقاطعها واصابعه تضغط على معصمها
_تتزوجين !ياللجحيم !انت لاتحبين هذا الرجل! ,ولاحتى ترغبين فيه !وقبل ان تذكريني بالليلة الماضية دعيني اخبرك بنني لا اصدق كلمة واحدة مما قلته !
كانا يتجادلان ,وهي تحاول التخلص من قبضته ,لتمضي الى حمامها حتى نجحت اخيرا في الهرب منه الى الدور العلوي.
الحمام بارد بشكل لايحتمل والماء اكثر برودة تحممت وهي ترتعش وتئن ثم لفت نفسها بالمناشف وارتدت نفس ملابسها ونزلت للدور السفلي .
كان مارك في مقدمة الحديقة ,صاحت بوجه مرعوب:
_انتظر !انت لن تنذهب اليس كذلك؟
-سافحص السيارة فقط , هل اعتقدت انني ساتركك هنا وحدك ؟
_انا .......انا غير متاكدة
_يجب ان اعترف انه تم اغوائي انت امراتي المثالية التي احاصر معها بسبب الجليد .
_وانت لست رجلي المثالي !
-وماذا كان دالي سيفعل لو كان هنا معك ؟
_على الاقل لم يكن سيستمر في محاولة خلع ملابسي !
قالت هذا وشعرت بالحرج المفاجئ فاخر شيء كانت ,,تريد له ان يعرفه هو ان ستيفان لم يحاول ابدا ان يماس معها الحب ,,دعاها للذاهاب معه ,,الى السيارة واخبرها بوجود احذية في الداخل تصلح للجليد غير حذائها ذي الكعب العالي .
وجدت زوجا من الاحذية المطاطية ارتدتهما ,,وذهبا الى السيارة التي غطاها الصقيع تماما .
قال مارك :
__سانظف الثلج واحاول تشغيلها ,والا ساحاول معرفة ماحدث لها .
_لقد اصطدمت بحائط صخري هذا هو ما حدث لها !
_اعصابك ,اعصابك !
_اعصابي بخير مجرد انني متضايقة من كوني هنا معك.
ضحك بنعومة وبدا يغيظها بسبب عصبيتهما ,,وامسك بمعصمها في محاولة لاستكمال الحديث الذي لم يتم في المطبخ عن رغبتها فيه .
حاولت ان تنتزع نفسها منه بعنف فكادت تقع الى الوراء وسقطت فوق قدمها.
امسكها مارك قبل ان تصل للارض لكنها كانت تصرخ بسبب كاحلها :
_هل كسرت قدمك ؟
_لاادري انا لااشعر بعظامي لكنني اعتقد ...مارك ......لااستطيع احتمال الالم !
_انت حمقاء صغيرة !لم لم تحاول الجري مرة اخرى .......حملها وعاد بها الى المنزل واجلسها على اريكة غرفة المعيشة .
كانت النار مشتعلة لابد انه اشعلها وهي تاخذ حمامها ,,لمس كاحلها الايمن المتالم باصابعه الطويلة ,صرخت .....
طلب منها ان تتشجع ,واكتشف انه مجرد التواء ولكنه شديد.
_اوه ,لا هذا كل مااحتاجه !,, كيف سامشي معك الى القرية عندما يذوب الجليد؟
_لن تمشي معي .
_انت ......انت لايمكنك ان تتركني هنا وحدي ! ماذا ,,لو اقتحم المكان احد لن اهرب ابدا.
_لن اتركك .....سابقى هنا حتى ينقذنا احد او ساصلح السيارة.
زال رعبها وقالت بامتنان:
_اشكرك يامارك .
_لاشكر على واجب ! ساعد لك بعض الماء الدافىء لتضعي قدمك فيه سيوقف هذا الالم.
خرج من الغرفة وكانت مندهشة من تصرفه ومتاثرة ,,عاد بعد دقائق بالماء الدافيء,ووضعت قدمها فيه وهي تتالم .....
قال مارك:
_ساذهب لانظف السيارة,اذا احتجت لاي شيء اصرخي فقط.
_اشكرك ,انت لطيف جدا ....... بالنسبة لمارك رايدر.
_اي شخص كان سيفعل اكثر.
_ولكنك لست اي شخص .
نظر اليها بغرابة وملاها الخجل فخفضت عينيها ........ثم قالت :
_اعتقد انك كنت ستذهب لرؤية السيارة.
_انا ذاهب .
بعد خروجه تنهدت ارتياحا فهو لم يسالها عن معنى ,,جملتها الاخيرة ولم تكن هي نفسها تعرف الاجابة.
بالتاكيد لم تكن تعني انها تراه مختلفا عن اي رجل اخر عرفته؟, هذا بالضبط ماكانت تعنيه انه مختلف تماما.
كان جذابا قويا متسلطا متكبرا انانيا وقد جعل كل ,,شعرة في مؤخرة عنقها تنتصب منذ اللحظة التي وقعت عيناها عليها....بالطبع كان مختلفا !
انه ليس اي احد ,فكرت في ذلك مصعوقة........
نهاية الفصل الثامن


برنس وصاب 09-22-15 07:22 PM

غدا بمشيئة الله اكمل الباقي ...

حنين الغلا 09-23-15 04:42 AM

جميل جدا يعطيك الف عافيه يارب:869::869::869::869:

حنين الغلا 09-23-15 04:44 AM

جميل ويعطيك العافيه على جوهدك:869::869::869::869::869::869::869::869::869::869:

حنين الغلا 09-23-15 04:58 AM

اتمناء لك النجاح استمر

برنس وصاب 09-23-15 04:20 PM


الفصل التاسع
*******************
قضت كارولين الساعة التالية في تصفح المجلات دون تراها فعلا.
كانت تفكر في عطة نهاية الاسبوع التي تحولت الى كابوس,خاصة بعد اصابتها هذه.تذكرت الحوار الذي سبق الاصابة كان مارك على حق عندما قال انها كانت تتعمد الابتعاد والغموض ,,لم تكن تريد ان يعرف كم هي عاطفية جدا في اعماقها وذلك حتى لايستغل طبيعتها الجياشة بالمشاعر ضدها وقت المتاعب.
انها امراة عاطفية جدا وهذه هي المشكلة ,فهي ,تخشى ان تترك نفسها لعواطفها ,خاصة مع شخص مثل مارك .
سمعت مارك قادما فتظاهرت بالانشغال الشديد في قراءة احدى المجلات .
وقف امام الباب ثوان ,سالته عن حال السيارة فقال ويداه متسخة بزيت المحرك:
_ليست في حالة جيدة.
وبدا يشرح لها كيف قام باصلاح العطب لكنه اكتشف ان البطارية نفذت وذلك لانه نسى ان يطفئ اضواء ,,السيارة بالامس بسبب السرعة والخوف من قصص الذين يموتون في العواطف الثلجية.
سالها عن قدمها فقالت انها تحسنت.
حاول ان يستكمل المحادثة التي بداها عن نفسها فتهربت وطلبت منه ان يغسل يديه .
لم تكن تريد ان تتكلم معه ...... خاصة عن نفسها .
عاد بعد غسل يديه وابتسامة كسولة ساخرة في عينيه وجلس بجوارها,,تزحزحت عنه وعيناها مليئة بالاثارة.
حاول استعادة الحوار عن نفسها مرة اخرى رفضت بشدة .
قال لها:
_اذن كلمني عن علاقتك بستيفان دالي ,علاقتكما ,ماذا يجمع بينكما ,الاشياء التي تتكلمان عنها ,ماذا تفعلان ,اين تذهبان ,الى ......
_حسنا ........علاقتنا جيدة جدا ,صحيح ليس هناك كثيرة تجمعنا ,,لكن الاضداد ينجذبون لبعضهم ,اليس كذلك ؟نتكلم عن عمله ,,عملي مستقبلنا معا ,نذهب للمسرح كثيرا واحيانا ........
_اي نوع من المسرحيات تذهبان اليها؟
-هل المفروض ان اسليك بالحكايات .........نذهب الى المسرحيات المعاصرة.
_اي شيء حديث اذن؟
_نعم .
سكت للحظة وهو يتفحصها ثم قال :
_مسرحيتي المفضلة هي (قطة فوق صفيح ساخن)
_هل تقصد المزاح .........؟
_انا اخبرك فقط عن مسرحيتي المفضلة وانت؟
_اعتقد انها (عربة اسمها الرغبة)
_لماذا تحبينها ؟
-لانها مليئة بالدراما والاثارة .....
_مامسرحية ستيفان المفضلة؟
-اوه اي مسرحية من تاليف ابسن.
وتواصل الحوار كما لو كانا ضيفين في حفل رسمي.
كان ذوقهما متشابها ويختلف عن ذوق ستيفان.
سالها بخبث:
_كيف تذكرين لستيفان ماتفضلينه؟
_اوه , لااستطيع انه لايعرفني في الحقيقة وانا ........
وتدراكت انها سقطت في الفخ بينما ابتسم هو عريضا وهو يردد :
_حسنا ,حسنا ,حسنا .
_لم اكن اعنى ماقلته بالضبط .كنت .....
-بل عنيتى كل كلمة.
_استدرجتني لقول هذا ,يامارك,جعلتني اعتقد انك تتحدث عن المسرحيات و........
_ولم اكن ,كنت اتكلم عن علاقتك بالرجل الذي تنوين الزواج منه ,ليست علاقة قوية ,اليس كذلك؟
_سوف اتزوجه ,سوف افعل!
_لن تستطيعي ,ياكارولين ينبغي الا تفعلي ,انت لاتحبينه اليس كذلك ؟انت لم تحبي ابدا؟
هزت راسها ونظرت في عينيه .
واستطرد هو ببطء:
_حسنا هذا يجعلنا اثنين لانني لم احب ابدا ,وليس هناك خطا في هذا ياكارولين ,,فقط انه يجب الا تبني زواجك على هذا ,اتخاذ خليلات او حبيبات هو شيء واحد ,,ولكن الزواج والاطفال شيء مختلف تماما.
_هذا شيء يخصك وانت مخطئ بشاني .......مخطئ! انا احب ستيفان انا ........
_انت حتى لاتعرفينه ..والاهم انه لايعرفك ,انت قلت ذلك بنفسك الان !
_قلت انه لايعرف نوع المسرحيات التي احبها !
كان قد احاط بها وكانت ترتعش بين يديه وقال:
-لماذا لاتريدين له ان يعرفك على حقيقتك ؟لماذا ؟
_انه يعرفني جيدا!
_لا !انه يعرف فقط لغز غامض بارد جميل اسمه كارولين شو,, نفس الغز الغامض البارد الذي يعمل معي في المكتب.!
_لغز ......؟
_ليس وحده مع ذلك , لقد بقيت بعيدة عني لشهور ,,تعطينني هذه الواجهة الباردة الهادئة بينما في اعماقك انت هذه الغاوية الصغيرة الجياشة المشاعر!
_انا لست غاوية صغيرة جياشة المشاعر !
_ليس مع اي رجل ؟
_لا ....
_فقط معي انا ؟
حاولت القرار وهي تئن من الاعماق ,,لكنه لاحقها باكتشافاته في محاولة لاغوائها فقاطعته بحدة:
_اوه , هذه اجابتك على كل شيء يامارك رايدر,ان اذهب معك للفراش وتفوز بكل جائزة على القائمة !
_سيحرر هذا ياكارولين .
_لا , يامارك سيشعرك هذا بانك افضل ولكنه سيجعلني اشعر وكانني متشردة غبية صغيرة !
_لاتقولي اشياء مثل هذه .
_ماذا ؟ غبية ؟ ام متشردة؟
_لا هذه او تلك صحيحة!
_ستصبح صحيحة اذا مارست الحب معي يامارك!
_لانني لست على استعداد لعرض الزواج عليك .
_نعم !لن ادعك تستخدمني ثم تمضي مثل بطل غازي!
_لن افعل هذا !
_اوه لا ؟ كم امراة عرفت يامارك ؟كم ؟
كانا يمضيان في نفس الطريق الذي سلكاه عدة مرات ,,وقد استمرار فيه للنهاية بين القبلات العميقة طلب منها ان تعترف بمشاعرها نحوه.
وقد فعلت بضعف شديد لكنها رفضت عرضه وانقلبت القبلات الى غضب واحباط مرة اخرى .
قالت له منفعلة :
_اين سيمضي بي هذا اذا تركتك تنال مني ؟
_الى الحرية الشخصية؟
_مجرد رغبة جسديه فقط؟
_ليس عرضا للزواج ياكارولين ولن يكون ,الم اوضح لك ذلك بشكل كافي؟
كان يؤلمها ان تسمع ذلك وشعرت بفمها يرتعش .
_طبعا ! نعم اوضحت ذلك جدا ,الزواج يعني فخا لك يامارك لكن يعني الحب بالنسبة لي ,,وهذا هو الشيء الذي لن تلتقي وجهات نظرنا فيه ابدا.
_ياعزيزتي يكفينا لقاء الجسد.
_لو كنا حيوانات لربما وافقتك ,ولكننا بشر,,لدينا حياة لنحياها والاهم لدينا انفسنا لنتعايش معها ساكره نفسي لو تركتك تنالني,هل هذا ماتريده حقيقة؟
_بالطبع لا ,لكنني لاانظر للامر هكذا يا
كارولين !
_جسدي ضعيف فيما يخصك ولكن عقلي ليس ضعيفا.
_انا لااريد عقلك .
صاحت والغضب يهتاج في عينيها :
_انا ادرك ذلك للاسف !وهذا بالتحديد سبب رفضي لك ! ,والان اتركني وتقبل اننا لن نفعل ذلك ابدا !ابدا!
حدق فيها بوجه معتم لونه الغضب وقال :
_بعد كل شيء قلته لك ؟لايزال بامكانك ان تدفعنني كما لو كنت لا اعني اي شيء بالنسبة لك؟
_حسنا ,وماالذي اعنيه بالنسبة لك ؟ماوراء الرغبة؟
نظر بعيدا وساد صمت مشحون بالتوتر ثم قال :
_لااعرف ماالذي تعنيه بالنسبة لي ياكارولين ,انا اعرف فقط كم اريدك بشدة وجنون.
قالت بضحكة غاضبة متالمة :
_ومع ذلك لديك القدرة على اعطائي محاضرات في العلاقات !
_على لاقل انا لااخطط للزواج من شخص ما ! على الاقل انا شريف بشان مااريده!
قالت بكراهية :
_نعم ! وانا شريفة ايضا يامارك ,,عندما اخبرك بانني لن اسمح لك ابدا بان تنالني .........
دفعها بعيدا عنه بغضب ووصفها بالسافلة مرة اخرى وردد من جديد انه لن يلمسها ثانية ابدا.
اندفعت الدموع الساخنة الى عينيها واخفضت وجهها حتى لايراها .
قال انهما لايزالان محاصرين معا وعليهما اجتياز الامر وانه سيعد بعض الطعام.
كانت صامتة تماما فقال لها :
-كارولين ! انا اتحدث اليك !من فضلك انظري نحوي !
_استطيع ان اسمعك جيدا دون النظر اليك !
_قلت لك انظري الي .
_كلا !
اجتاحه الغضب لحد الجنون وبقسوة مديدة ليديرها نحوه فراى الدموع منهمرة فوق وجهها.
_لاتبكي ارجوك !لاتبكي ياكارولين.
_انا اسفة سابذل قصارى جهدي حتى لااجعلك تشعر بعدم الراحة في المستقبل ,,ولكن الان لااستطيع عمل شيء !
_انظري انا اسف ,لست متاكدا ماذا فعلت لكي اثير دموعك ,,ولكن ايا كان الامر فانا اسف .
_ياله من اعتذار رائع !
وانفجرت في البكاء رغما عنها ,اصدر صوتا غاضبا ,ثم جلس بجوارها واحتضنها وحاول تهدئتها فقالت:
_هذا ليس خطاك انت لاتستطيع ان تمنع كونك انانيا سافللا وشرها.
اطلق ضحكة جافة وهو يربت شعرها ,,وهداها تدريجيا ثم حملها الى المطبخ لاعداد الطعام.
بعد العشاء جلسا متخمين دافئين من الشبع والنبيذ الاحمر .
قالت كارولين بابتسامة ناعسة:
-اشعر بتحسن كبير.
_يبدو عليك ذلك.
كانت تشعر بالنعاس تماما بعد هذا اليوم المرهق ,,الطويل وقد حملها الى الدور العلوي وارقدها في الفراش وغطاها بحنو لم تتوقعه منه .
ثم ثم انحنى فوقها وقبلها قبلة جعلتها تشعر بالراحة وقال لها بنعومة:
_تصبحين على خير ياكارولين .
ثم تسلل بهدوء خارج الحجرة.
نهاية الفصل التاسع

برنس وصاب 09-23-15 04:21 PM

الفصل العاشر
***************
اثناء الليل عاد مارك للغرفة وانسل الى لفراش بجوارها ,واحاطها بذراعه ,,فتحت عينيها وتنهدت بارتياح وهي تشم عطر جسده وترتاح بوجهها على عنقه القوى .
طبع على راسها قبلة رقيقة وارتاح براسه على راسها.
في الصباح استيقظت في احضانه قال بنعومة وهو يرقبها بطريقة غريبة:
_صباح الخير .
_صباح الخير.
بقي صامتا للحظات ثم قال :
_انت تتكلمين اثناء النوم ,هل تعلمين ذلك؟
توترت وقالت بضحكة عصبية:
_ماالذي قلته ؟
_لااعتقد انه ينبغي ان اخبرك بذلك ,ياكارو.
توترت اكثر ورفعت وجهها ببطء نحو وجهه الناعس ,الوسيم القوي ,وساد صمت قصير.
واجه عينياها بعينيه الرماديتين الجذابتين وقالت مرة اخرى:
_ماالذي قلته؟
_قلت انك تحبينني .
لثانية شعرت كما لو انه سحب الهواء منها ,لم اقل هذا اخبرها عقلها,,لا يمكن , انا لااشعر بهذا ,ولاحتى افكر فيه.
استلزمها الامر كل قواها لتبقى راقدة بجواره بدون ,,حركة ودون ان تبعد عينيها عن عينيه في هذا الصمت .
قالت:
_في الحقيقة لابد انه كان كابوسا!
_اعتقد انه كان ذلك.....
_لابد انه الضغط العصبي بالطبع .
_ نحن تحت ضغط عصبي كثير ,هناك كبح قاس لمشاعرنا .
بدات رحلة الاغواء من جديد وهذه المرة كانت غير ,,محتملة بالتدريج استسلمت له كلية وعندما همس وسط القبلات:
_دعني احبك !
قالت بهمس:
_نعم
_لااصدق هذا لقد انتظرت هذه اللحظة طويلا .......
قالت برغبة جامحة:
_خذني ..........
وفجأة سمعا زمجرة محرك سيارة في الخارج تجمدا من الرعب وهمس مارك بقسوة :
_ليس الان !
جاءت اصوات اخرى ,نهض مارك بعنف وفتح النافذة ,,راقبته وجسدها ينتفض بالاثارة وشعرت انها انتزعت من الجنة .
قال مارك :
_لقد نجونا ,ارتدي ملابسك ياكارو ,,انهم قادمين ........ سنتكلم ونحن عائدين الى لندن .
ساعدها على ارتداء ملابسها وحملها للدور السفلي ,,ووسط اصوات رجال الانقاذ رات شابا اشقر وسيم يخطو للداخل وهو يسال :
_هل هي هنا ؟هل هي بخير؟
همست وقد هربت كل الالوان من وجهها:
_ستيفان ........!
نادى ستيفان باسمها واندفع نحوها ,,تراجع مارك وقد تحولت عيناه الرماديتان الى سكاكين من الفضة .
ودخلت بين ذراعي ستيفان الذي قبلها قائلا:
_ياعزيزتي !اوه ياالهي لقد كنت مرعوبا !اعتقدت انك مت!
_انا بخير لقد التوى كاحلي فقط ولكن ليس عند اصطدام السيارة . مجرد التواء ولكن كيف وصلت الى هنا؟
_رايت الاخبار في الصحف عن الطقس في كورنول ,,واتصلت بالفندق فقالوا انك لم تعودي منذ ظهر السبت ....جئت بالامس واتصلت بالانقاذ .
كان مارك يقول ببرود وهو يخطو تجاه رفة المعيشة لرجل البوليس:
_ساكتب شيكا للتعويض عن الخسائر .
التقت عيناه الفولاذيتين بعينيها وشعرت على الفور بانها تلقت ضربة براس نووية.
انا احبه ,فكرت لاهثة احبه طوال الوقت ,من اللحظة التي رايته فيها كانت مشاعرها نحوه قوية لدرجة لاتحتمل .
قال ستيفان:
_ابواي كانا قلقين ايضا ,اتصلت بهما قبل ان اتى و........
واصل كلامه وواصلت هي التحليق فيه,ماخوذة بادراك انها ستضطر الى فسخ الخطوبة ,لكنها لم تستطع ان تفعل ذلك الان.
كيف تستطيع ذلك ,لقد اتى من لندن ونظم فريق انقاذ ولعله انقذ حياتها ,,لايمكن ان تخبره الان بان الخطوبة انتهت
لابد ان تنتظر حتى يستطيع التعامل مع الخبر ,ولكن في نفس الوقت ستضطر الى التظاهر....
كان رجل البوليس يقول لمارك في الغرفة الاخرى:
_واحدة من سيارات الانقاذ ستصحبك للفندق ياسيدي والسيدة الصغيرة......؟
_ستعود مع خطيبها.
قال مارك بصوت قوي وقطع الشيك كان الالم يمزق قلبها وهي تستمع .
ودفقة الدموع وراء عينيها ,,ارتعش فمها وهي تبتلع بصعوبة حتى لاتسمح للدموع بالسقوط .
اطرقت ,ورسمت ابتسامة وهي تقول لستيفان بميكانيكة :
_كان جميلا منك ان تاتي .
قاطعها وهو ياخذها بين ذراعيه:
_ياحبيبتي ! اوه ياحبيبتي احبك.
بعد لحظة ,كان مارك يغادر غرفة المعيشة ,ووجه القاسي بعيد وبلا تعبير وهو يعبرها,,في معطفه الكاشمير الاسود ,ويخرج من الباب الامامي المفتوح ,ومن حياتها ..........نهاية الفصل العاشر

برنس وصاب 09-23-15 04:21 PM

الفصل الحادي عشر
******************
العودة الى المنزل كانت اشبه بالعودة من المريخ في سفينة فضاء .
عندما غادرت سيارة ستيفان حدود الريف الى المدينة ,رات مصابيح الشوارع البرتقالية واضواء النيون وناطحات السحاب ,,والدخان الذهبي في سماء لندن وشعرت انها تقتحم مناخ الارض من الفضاء الخارجي .
ترك الكوخ كان بالنسبة لها مثل دفن قلبها ......اخذت تفكر في مارك ثم قالت بتعاطف لستيفان وقد وصلا اخيرا الى منزلها :
_لابد انك مجهد تعالى لتناول بعض القهوة وشيئا لتاكله .
_بكل السرور.
_اشعر بخجل ان اطلب منك حمل حقيبتي ولكن كاحلي.....
_هل اخذك الى المستشفى ,ربما يجب ان تجري اشعة اكس عليها لتعرفي ان كانت العظمة مكسورة.
_لاانها تتحسن بالفعل ,بالاضافة الى ان مارك فحصها وانا واثقة في حكمه.
الثقة بدت غريبة,كل شيء كان مالوفا ولكن كل شيء قد تغير ,حياتها تغيرت خلال ايام في كورنول,كانت تحب للمرة الاولى ,,والالم الذي واكب اكتشافها ذلك كان ممزقا ,لم تكن تريد العودة الى هنا ,,بل البقاء في الكوخ ,مع مارك تكتشفه وتقع في حبه.
واعدت لستيفان بيضا مقليا بالجبن وسلطة ,اكل ستيفان بشره وقال:
_لابد ان الامر كان بشعا ان تبقي في هذا الكوخ وحدك مع مارك رايدر!
قالت (نعم )
وهي تحدق فيه بالم ,وشعرت بالاثارة ايضا كان شيئا رائعا قد حدث لها,شيء لايصدق وخيالي ,وارادت ان تصرخ بسرها به للناس جميعا ولكن مارك لايشعر بما تشعر به فكيف تبوح بالسر لاي احد !
سيبقى سرا للابد .وشعرت فجاءة بانها لم تعد تريد الاحتفاظ بالاسرار لاعنه........ولا عن مارك .
هز ستيفان راسه قائلا:
_شيء فظيع .....الطريقة التي خرج بها دون حتى ان يقول مع السلامة لك ؟,لابد انه لايحبك بنفس القدر الذي تشعرين به نحوه.
كانت شاحبة صامتة سال ستيفان :
_ماذا فعلتما لتمضية الوقت .؟ام انكما تجاهلتما بعضكما؟
_تجادلنا .
قالت ذلك بابتسامة متالمة ,وتذكرت كل الجدل والحوارات برغبة عميقة في العودة اليها ,والانصات اليه وهو يتكلم ومراقبة وجهه الوسيم وجسده القوي .
واصل ستيفان حديه:
_انه حقا وغد متكبر اليس كذلك ,كل ماقلته عنه صحيح قاس ,ساخر بلا مشاعر,ياكارولين المسكينة كيف احتجزت هكذا بدون شخص معك سواه.
تنفست كارولين بصعوبة هل فينيتا تقول كل هذا لمارك الان ؟الغيرة مزقتها بوحشية.كيف يجرؤ على ان يذهب لامراة اخرى ,كيف يجرؤ انه ملكي ..ملكها ولااحد سواها ,حتى لو بقي الامر سرا للابد ,فهي تعلم داخلها ان مارك ملكها لكنها لاتستطيع ان تخبره ......
_لاتشغلي بالك ,ياعزيزتي ,كل شيء انتهى الان انت في امان في المنزل معي ,يمكننا البدء في وضع الخطط ,حفل خطوبة ..كما اعتقد مناقشة ثم ,ترتيبات الزفاف والداي يريدان رؤيتك الاسبوع القادم .....اوه هناك ملايين الاشياء ينبغي ان نفعلها !
نظرت اليه مذهولة من المسار الذي جرى فيه الحوار وغسلها الاحساس بالذنب ,,لايمكنني ان اتركه يتكلم عن مستقبل لن يحدث.
_ستيفان .
_اعلم ......انت تريدين بعض الراحة قبل التفكير في ............
_لا .......
نهضت واقفة واتجهت نحو النافذة ونظرت الى اسطح العمارات الرمادية واكملت :
_ليس الامر كما تتصور ياستيفان ,اخشى انه اخطر من مجرد الحاجة الى الراحة.
_ماذا تعنين ؟
تنفست بعمق ,ليس هناك داع لانتقاء الكلمات ,فقط كوني واضحة وشريفة ورقيقة قالت :
_اعني انني لن اتزوجك ياستيفان , انا اسفة .وساد صمت طويل .
نظرت الى وجهه المتصلب وغمرها الشعور بالذنب وقالت:
_لم يكن ينبغي ابدا ان اقبل هذا الخاتم ,كان الامر مفاجاة , وانت تكبت مشقة كبيرة ,حتى انني ........
_لااصدق انك تقولين هذا ! لقد كنت متاكدة قبل ذهابك ,لقد وافقت على ان تلتقي بوالدي و.....
_لقد اخبرتك انني احتاج الى بعض الوقت لافكر ياستيفان .
_وفكرت خلال عطلة نهاية الاسبوع؟
اطرقت بخجل ,وساد صمت طويل ,وضع يده خلال شعره الاشقر ,وابتسم بغضب .
ثم قال فجاة :
_ماالذي جعلك تغيرين رايك؟
لم تجد كارولين داعيا لايذاءه بالحديث عن مارك لذلك قالت:
_انا اسفة ياستيفان الحقيقة انني لااشعر انني مستعدة للزواج بعد.
ساد صمت اخر طويل ,ثم اطرق دون ابتسام وقال :
_يمكنني فهم ذلك ,اعني بوضوح ,انا متالم ,ولكن على الاقل الامر واضح تماما ,,كل شيء واضح وشريف,وبعد كل شيء ........ ليس هناك رجل اخر !
شحب وجه كارولين واكمل ستيفان:
_يمكنني تقبل اي شيء عدا هذا ,لو كان هناك شخص اخر حسنا ,,لتحطمت تماما ,ولكن بما ان الرجل الوحيد الذي رايتيه منذ خطبتنا هو هذا الخنزير مارك رايدر.....
_يمكننا ان نبقى اصدقاء ,اليس كذلك؟
_بالطبع ,لكني افضل ان اترك الامر لاسبوع اذا لم تمانعي .
_افهم ذلك تماما.
كان قد وقف ,وتقدمت منه واعطته الخاتم,اخذه وحملق فيه .
وضعت كارولين يدها على خده الوسيم وقالت:
_اذا كان هناك اي شيء يمكنني عمله ..صاح ستيفان وهو يبعد يدها عنه:
_لاتلمسيني هكذا ,ياالهي انا ااريد ان احتفظ بكرامتي !
تراجعت كارولين فورا وعيناها ممتلئة بالتعاطف .
قال ستيفان بهدوء:
_فقط ابتعدي عني طوال الاسابيع القليلة القادمة دعيني اتجاوز الامر وحدي ,وسوف اتصل............
غادر الشقة واغلق الباب خلفه ,عندما ذهب غمرها الشعور بالذنب تماما ,لم يكن لديه فكرة عن تورطها مع مارك خلال نهاية الاسبوع ,,او حتى تشكك في هذا ,كان الامر سيؤلمه ويغضبه بشدة.
وماالغرض الذي يستحق هذا؟ على الاقل لم اكذب عليه فكرت فقط بالحذف وذلك لتحافظ على كبرياءه ومشاعره.
في السادسة وصلت ليز:
صاحت ضاحكة عندما رات كارولين في غرفة المعيشة :
_وو! عودة رجل الثلج !
على الفور لا حظت ليز الشرود الذي تعاني منه ,,كارولين سالتها عن السبب فاظهرت لها اصابعها التي فقدت خاتم الخطوبة.
سالها :
_اوه .لا ! فسخت الخطوبة ؟لكن لماذا ؟ماذا حدث ؟
_مارك رايدرحدث ,اوه ,ياالهي ,ياليز !لقد وقعت في حبه ,وقعت في الحب ......
غاصت ليز بجوارها على المقعد وقالت :
_ماذا ؟كارو......
_لقد اخذني معه ليغويني ,وقد رفضت بالفعل ,وهكذا عرض على ان اصبح خليلته ,,شقة فاخرة وسيارة سريعة وحساب بنكي في هارودز وانت تعلمين مثل هذا الشيء......ورفضت ذلك ايضا .
ضحكت كارولين والدموع في ماقيها واكملت :
_ثم اصطدمنا في العاصفة الثلجية وحجزنا في الكوخ معا 48ساعة ,,كان جحيما ياليز انا منجذبة نحوه بشدة ...... ولم استطع ان امنعه في كل مرة حاول فيها ان يغويني...
كررت ليز في رعب :
_لم تستطعي ان تمنعيه .......
_لم استسلم له لاتقلقي على هذا ,ولكن كلما رفضت ,ليلاس,كلما كان يحاول مجرد اغواء لم يتحقق ,طوال نهاية الاسبوع.
-انه رجل جذاب جدا,لااستطيع تصور كيف قاومتي .
_كان الامر في غاية الصعوبة ,كان علينا ان ننام معا ,جلبا للدفء ووان ناكل معا ونتحدث معا وننهض معا ونشترك في نفس الحمام ,المطبخ .....
_كما لو انك تعيشين معه ,نعم ,يمكنني ان ارى ,ماحدث لقد استرخيت مع رجل بشكل كامل لاول مرة في حياتك ,والنتيجة انك وقعت في الحب .
التقطت انفاسها وهي تحملق ثم قالت باندفاع :
_ولكن ياليز ,لاارى كيف حدث هذا او.......
-هذه هي النقطة انت لاترين ,الامر ليس مثل ,الحصول على وظيفة انها عملية غير مرئية تبني بطيئا وطبيعيا ,وفجاة تضربك حيث لاتتوقعين ابدا.
_ولكن انا ......انا اشعر بعاطفة جياشة و......
_حسنا ياكارو ,انت اغلقت حياتك عن اي علاقة حقيقية ,انا اعيش معك منذ عام الان ,وهذه هي اول مرة نمر بمحادثة مثل هذه ....
_انا اتى للبيت نادرا و.......
_لا انت تتصرفين تلقائيا كما لو انك بدون مشاعر او حياة شخصية او حتى احتياج الى الثقة.
_ولكن كيف اقع في حب مارك في يومين فقط ؟حتى ,,لو كنت قد اجبرت على دخول علاقة حقيقية معه؟
_لانه كان الرجل المناسب واضح ان القدر هو الذي القى بكما معا في هذا الكوخ.
_ياليت هذا كان حقيقيا !ولكن ليس كذلك انه لايحبني ياليز.
_لايحبك ؟هذه مفاجاة لي مما اسمعه عنه فهو مخلوق مماثل والا لماذا يكون لديه خليلات؟
_لانه خنزير جذاب وغد جذاب متكبر.
_هل تعنين ان موقفه لم يتغير نحوك؟ برغم ماحدث في هذه العطلة ؟اوه ,لااصدق ذلك ياكارو!
_ولما لا ! انت تعرفين اي نوع من الرجال هذا !
_نعم لكن هذا ليس طريقا من اتجاه واحد عندما ,تتعمق علاقة ما الى هذا الحد فدائما ما تكون تجربة مشتركة .
فيما بعد في الليل رقدت كارولين في فراشها تحملق ,,في الظلام وتحاول ان تجد شعاع امل في كلمات ليز.
تذكرت مارك وتصرفاته الاخيرة معها ,سيكون عليها ان تواجهه في المكتب غدا ,لابد الا يعلم بان خطبتها لستيفان فسخت,حتى لايكرر عرضه وهجومه عليها ,,وكلاهما يعلم انها لن تستطيع مقاومته الان كثيرا.
فكرة ان تدخل معه في علاقة ,وهي تحبه بعمق بينما ,هو لايحبها اصابتها بالرعب وجعلت نومها بائسا.
في اليوم التالي وصلت الى المكتب في موعدها بالضبط ,,جلست على مكتبها وضغطت زر الاستدعاء وقلبها يدق بعنف
قالت :
_نعم ياسيدي ؟
_احضري البريد,ياانسة شو.
عندما وقع نظرها عليه وهي تدخل بالبريد كاد قلبها ينفجر .
تبادلا تحية الصباح وسالها عن الامس هل وصلت سالمة.
قالت :
_ستيفان قام بتوصيلي.
_اه , نعم !رجل البلاستيك و.......
وتوقف فجاءة عندما لمح اختفاء الخاتم من اصبع يدها.
صاح قائلا:
_انتهى الامر ,من انهى الخطبة ياكارو ؟هو ام انت؟
_هذا ليس من شانك !
_ليس من شاني ! ماالذي تتكلمين عنه بحق الجحيم ؟
_حياتي الشخصية ,ليست ولن تكون من شانك !
صاح غاضبا وقد اقترب منها وامسك بكتفيها ,,واجبرها على النظر في عينيه ,وذكرها بصباح امس .
كانت تستسلم له بالفعل عندما جاء رجال الانقاذ فكيف تخبره ان شيئا لم يحدث بينهما ؟
اصرت على الصمت وعدم اخباره بانها هي التي ,,فسخت كانت تخشى ان يعرف عمق مشاعرها نحوه لو اخبرته .
انفجر في النهاية غاضبا وهو يدق على المكتب بعنف ,,امرها بالخروج والاتصال بفينتيا بليك عشيقته وتحويلها اليه على الخط الخصوصي ,شعرت بغيرة شديدة لاحظها فورا.
_يمكنك تنفيذ الامر,ولكن الاكيد انك لاتستطعين االاحتمال .
_لااعرف عن اي شيء تتكلم ....
_اذهبي الى مكتبك ,ياانسة شو وافعلي ماامرك به ,ثم اتصلي بجاك راشي في فندق ريتز هنا في لندن خلال ثلاث دقائق ,,فسوف نذهب لتناول الغداء معه في الساعة الواحدة.
عندما اتصلت بفينيتا واوصلتها بمارك اخذت تعلنهما ,,معا حانقة واستغرقت في العمل حتى الثانية عشر والنصف عندما خرج مارك اليها ليذهبا الى موعد الغداء .
وقف يراقبها بنظراته الممتلئة بالرغبة وقال:
_كان يجب ان انالك وادع رجال الانقاذ يحطمون الباب ,,كنت ساشعر بارتياح لو نلتك بكل مافي الكلمة من معنى .
_اذا اطلقت واحدة اخرى من هذه التعليقات فسوف استقيل ايها الوغد !
ضحك بنعومة ,ذهبا الى الريتز في سيارته الرولز رويس ,كان الزحام شديدا ,وكانت اعين النساء تلاحقه باعجاب وهو يتمخطر في مشيته معها.
عندما جلسا لم يكن جاك راشي قد وصل بعد ,,اقترب منهما صحفي متخصص في الاشاعات يعرفه مارك.
قدمها مارك اليه ,ابدى الصحفي بعض الملاحظات عن كارولين السكرتيرة ومدى علاقتها بمارك ,,ثم انصرف وكارولين تلاحقه بدهشة وخوف وفجاة وقعت عيناها على ستيفان ,وخفق قلبها بالرعب.
ولم تعرف ماذا تفعل ,قررت ان تتجاهله عندما تذكرت انه طلب منها الابتعاد عن طريقه لفترة.
لاحقها مارك بالتعليقات عما يمكن ان يكتبه صحفي ,,الاشاعات عنهما ثم عاد الى التعليقات المثيرة عن صباح الامس.
قالت له ساستقيل فرد بانه سيلاحقها في بيتها في هذه الحالة ,قالت انها ستذهب الى حجرة راشي في الفندق لانقاذه واحضاره وجريت من امامه .
واختفت عن العيون في احدى الردهات والافكار تطاردها ,,ماالذي بقي لها ؟تحب مارك ,تستقيل عن الشركة ,خطوبتها فسخت ,,ستذهب الى المستقبل بلاشيء ...لاشيء..
لحق بها مارك قائلا في غضب :
_لاتتركينني ابدا في منتصف الحديث هكذا !
_جاك راشي تاخر 15 دقيقة حتى الان ,,لم ارغب في ان اجلس هناك في انتظاره بينما كلانا انه قد يكون الان.
_لم تذهبي لهذا السبب !ولكن بسبب ماكنت اقوله لك ,هل تعتقدين انني غبي ؟
_ماالذي تتوقعه ؟كنت تذكرني بحماقتي في الكوخ و ......
_لم تكن حماقة ,كان االامر طبيعيا كنت تريدنني كنت دائما تريدنني ,ولازلت.
_لماذا تفعل هذا ؟انت تعلم ان الامر مستحيل ,انه انتهى.
_لن ينتهي ابدا قبل ان انالك.
احاط بها بكلماته وذراعيه ,وحاولت التمنع لكنها استسلمت لقبلاته في النهاية ,,وفجاة انفصلا بسرعة على صوت خطوات في الممر .
كان ستيفان دالى ! كان يقف هناك شاحبا كالثلج مصعوقا مشوشا .
همست كارولين ويداها المرتعشتان فوق فمها :
_اوه ,لا ....ستيفان !
_هذا هو السبب الحقيقي وراء فسخك للخطوبة ,,اليس كذلك ؟هو ! هذا الخنزير الذي اعترفت بانك تكرهينه ولكنك مغرمة به ! انت تحبينه ! انت ........
_ستيفان انت تخطئ فهم الامر.
_كنت في بحر العسل معه طوال نهاية الاسبوع !انت عشيقته !انت .......
صاح مارك يحاول اسكاته وهو يلمح صحفي الشائعات يخطو ببراءة في الممر ,ثم يتوقف ميتا وعيناه تحملق فيهم .
استمر ستيفان وهو لايدرك ان الصحفي خلفه :
_لن اسكت ! كنت مخطوبا لكارولين قبل ان تاخذها معك في هذه العطلة الاسبوعية ,,لقد اغويتها ,اليس كذلك ؟جعلتها عشيقتك ودمرت حياتها والان ........
_انا لم اجعلها عشيقتي .
قال مارك بقوة وجرس السلطة في صوته وهو يضع ذراعه حول كارولين ويستطرد قائلا:
_ولكنني انوي تماما
ان اجعلها زوجتي.
نهاية الفصل الحادي عشر

برنس وصاب 09-23-15 04:22 PM

الفصل الثاني عشر
**************************
قالت كارولين ,بينما السيارة ,ذات السائق تسرع بهما عائدين الى غرب لندن :
_كيف امكنك ان تقول هذا ؟ستيفان المسكين تآذى جدا,لقد مشى ووجهه كالحجر ,وانا كان علي ان اتركه لان هذا الرجل البشع كان يسترق السمع.
_كان السبب هو ذلك الصحفي ,كم مرة ينبغي ان اقول لك هذا ؟
_كان يكنني تجاوز االمر,حتى لو طبل القصة ,كان يمكنني ان انجو ,,فهذه الصحفة لايقراها احد ,وليس كل الناس يصدقون ما يقراونه في الصحف .........
_حسنا, لكنني لم اكن لاترك دالي دون عقاب ايضا.
_ستيفان المسكين ينبغي ان اذهب اليه واتكلم معه ,واجعله يفهم ........
_لن تفعلي شيئا من هذا .
_مارك ,يجب ان احاول ان اخفف عنه .
-لن تستطيعي ,دعيه وحده ليتجاوز المحنة في الوقت الذي يحتاجه لذلك ياكارو,,اي اتصال منك سيجعل الامر اصعب بالنسبة له .
_اعتقد انك على حق ......
_بجانب ذلك فلا يمكن ان يكون واقعا في حبك والا ,,ماقال ابدا كل هذا انه يعلم انك لم تتركي نفسك لي ,الا اذا........
نظر اليها وقد انسحب كل لون من وجهه , نظرت اليه كارولين .
وحبست انفاسها قبل ان يستطرد قائلا بشفتين بيضاواين كالثلج :
_الا اذا كنت تركت نفسك لدالي .
حملقت فيه وهي تفكر,هل يهتم بذلك ؟
وقال ويده تمسك بمعصمها :
_حسنا ؟ اجيبيني ياكارو ,والا خنقتك بيدي العاريتين ,,!لم تكن تريد ان تجيب لان هذا ليس من شانه .
ولكنها بكت من عدم الاحتمال وهمست في النهاية قائلة:
_لا يامارك ,لا لم اترك له نفسي.
كانت السيارة تسرع خلال شوارع لندن ,ثم تبطئ بسبب اضواء المرور.
قال مارك وهو يترك معصمها :
_سنذهب لشراء خاتم لك .
_خاتم ؟
_خاتم خطوبة ,ايها السائق توجه بنا الى مجوهرات كارتييه!
شحب وجه كارولين وهي تلتقط انفاسها وتمسك بيده القوية قائلة:
_مارك بحق الله ,لايمكن ان تكون جادا !
_بالطبع انا جاد ,ياكارو ..... لقد قلت امام اشهر صحفي اشاعات في انجلترا انني انوي الزواج منك ! ,,ولايمكن ان اتراجع ! ساتزوجك ,سواء رغبت ام لا.
_ولكن ........ ولكن انت لاتعني هذا ! لانستطيع الزواج,انت لاتحبني , ونحن ....
_اسكتي تماما ,الحب وهم لعين .
_ربما يكون كذلك بالنسبة لك ,ولكن ليس بالنسبة لي !
_من الصعب ان تلقي محاضرات عن هذا الموضوع !لقد فسخت خطبتك لدالي ,,وحطمت قلبه وقبلت خطوبته دون ان تحبيه بقدر كافي للاستمرار معه !.
_ياالهي ,انت خنزير !
_كل ماحاولته هو ان نالك ,على الاقل لم امزق قلبك الى قطع صغيرة.
حولت وجهها قبل ان ترى قلبها الممزق في عينيه ,,واستطرد هو عن سبب فسخها للخطوبة لكنها رفضت الافصاح عن مشاعرها الحقيقية.
وصلت السيارة الى محل المجوهرات ,حاولت ان ,,تقنعه بعدم الاستمرار في مسالة الزواج هذه قال انه سيتزوجها حتى لو اضطر الى جذبها من شعرها الى الكنيسة .
_دخلا محل المجوهرات صامتين اختارت خاتما فضيا ,,كلون عينيه ,البسه في اصبعها وطلب من التاجر ارسال العلبة والفاتورة الى المنزل .
خرجا صامتين ,قال انه ليس من المناسب العودة الى العمل الان واقترح ان ياخذا بقية اليوم اجازة ,,قالت له ان توقيع جاك راشي على العقد الان وانه ينبغي العودة للعمل.
قال :
_يمكننا الانتظار للغد ..... اذا كنا سنتزوج فيجب ان تاتي لمشاهدة بيتي ....
_لازلت غير متاكدة بالمرة من اننا يجب ان نفكر في الزواج ! , اننا حتى غير متفاهمين ,بغض النظر عن الحب.
_فقط اخرس واقبلي الامر ,ياكارو !
نظرت الى الطريق في بؤس صامت لبقية الرحلة ,,اسرعت السيارة خارج لندن ,عبر الحقول الخضراء حتى وصلت الى بوابة قصره الهائل الجميل.
قال مارك وهما يخرجان من السيارة :
_ساذهب بك في جولة سريعة على الغرف الرئيسية ,,فهناك الكثير لايمكنك ان تشاهديه مرة واحدة .
قالت كارولين بنظرة قاسية:
_اشعر انني موظفة.
قال وعيناه تشعان وهو يمسك بمعصميها باصابعه:
_لست كذلك !انت خطيبتي هل تذكرين ؟ انت ترتدين خاتمى اللعين وسوف نتزوج ,ليلاس,والان كفي عن محاولة الغاء الامر !
سحبها خلفه بغضب وهو يامر الخادم الذي فوجئ ,,بوجوده في البيت في هذه الساعة الا يحول له اي مكالمات تلفونية .
ذهب بها في اتجاه غرف النوم رافضا محاولاتها للجلوس في الدور الارض ,,دخل احدى الغرف واغلق الباب خلفها وبداا في طرح الاسئلة عن سبب فسخها للخطوبة ,رفضت اصراره.
سالها :
_لماذا غيرت رايك في الزواج ؟لماذا ؟لم تكون تريدين شيئا سوى الزواج والان ماذا حدث ؟
_الزواج منك , هو فقط مااعترض عليه.
_ان ذاكرتك ضعيفة ,لقد فسخت خطبتك السابقة وذلك بعد قضاء يومين معي ,لاتقولي لي ان ليس هناك علاقة لانني لن اصدقك .
_لااريد الكلام عن الامر ! الايمكنك ان تلقي بهذا من راسك الغليظ؟
نظر اليها في صمت عنيف صلب وتحو لون وجهه الى الاحمر الداكن.
افلتت كارولين من يده فامسك بمعصميها وقال:
_كارولين انا احبك.
توقف قلبها عن النبض ,كان الصمت عاليا وكان عليها ان تجاهد حتى تستطيع التنفس ,,,ببطء نظرت اليه,ولكن وجهه كان بعيدا ويده كالحديد على معصمها .
قالت بارتعاش:
-ماالذي قلته ؟
_قلت انني احبك ,انني وقعت في حبك ,انك غيرت حياتي انني اريد الزواج منك , بكم طريقة مختلفة تريدين مني ان اخبرك بنفس الشيء ؟
ترددت وقلبها يكاد ينطلق من صدرها ثم قالت وهي ترتمي في ذراعه وتمطره بالقبلات:
_مارك....انا احبك ,ايضا !
_هل تعنين ذلك ؟
_نعم ,نعم ياحبيبي ! لم استطع تحمل الامر عندما ,,ذهبت دون ان تبالي بقول الوادع ,لم احتمل وكنت اريد ان اموت ......
_لقد ارتميت بين ذراعي دالي وانت تبكين ,كنت اريد ,,ان اضربه واخطفك منه قائلا هذه ملكي ,ابعد يديك اللعينتين عنها .
_كان يجب ان اخبره عن االامر بدقة ,لقد تجشم متاعب كثيرة للوصول الى ..كيف كان يمكنني ان اخبره على الفور بانني لااريد الزواج منه .
_متى عرفت ؟متى عرفت انك تحبينني ؟
_عندما اقتحم رجال الانقاذ عالمنا ...كنت اريد ان اصفع الباب في وجوههم وابقى في هذا الكوخ معك الى الابد.
_نعم ..... شعرت بنفس الشيء ,لم يكن لدي فكرة ,عما كان يحدث حتى هذه اللحظة ولكن طوال الوقت طوال العطلة الاسبوعية كنت اجبر على النظر اليك بطريقة مختلفة ,,ليس كاي امراة ارغب فيها ,ولكن اكثر من ذلك امراة لها مشاعر وحكاية وافكار واحلام وطموحات كنت حقيقية جدا بالنسبة لي ... وكلما قضيت معك وقتا اطول ,وكلما شعرت بان الامر يحدث .....اكتشاف الوقوع في الحب.
_لم تبين لي ذلك ,كنت مقتنعة انك تكرهني ,وتكرهني اكثر مع مرورالوقت.
_كنت مصعوقا بالامر,كانت عملية لايمكن ايقافها ,رفضتها ,قاومتها ,جاهدت ضدها ,,ثم اقتحموا عالمنا فجاة ولم يصبح لدي اختيار,انتهى ,كنا عائدين الى لندن ,,للمكتب لعلاقة غير شخصية ! اكره مجرد التفكير فيها .....ياحبيبتي لم استطع التحمل ,كنت احب ان استيقظ بجوارك ,,وان اتاملك وانت تطبخين لي ,,وان اطبخ لك عندما التوى كاحلك ,وان اتكلم اليك من طرف انفي .....
_نعم .....احببت ذلك ,ايضا ,واحببت حتى عصبيتك ومحاولاتك التي لا تنتهي لاغوائي .
_يسعدني سماع هذا ! لااستطيع ان اصدق كيف امكنك ان تحبيني اذا لم تكني قد احببتي لمستي.
_اوه , انني احب لمستك ...احبها ..........جدا جدااااا.
_لاتجربينني ياكارولين ,ساحب ان امارس الحب معك ولكن ينبغي الا افعل ذلك ,الا اذا كنت تحبينني بنفس قدر احتياجي لك .... ياحبيبتي واريد لهذا ان يكون زواجا حقيقيا,ان استطيع الاستيقاظ بجوارك لبقية حياتي ,ان تطبخي لي وتتكلمينى معي ,,وتتجادلين معي وتلقين بالاشياء نحوي ,وتصفعيني اذا تجاوزت حدى وصفعت الباب خلفي لو اعتقدت انني تزوجتك لمجرد الذهاب الى غرفة النوم معك فكيف سيمكنك ان تحبينني الى هذا الحد؟
بقدر ماصدمها كلامه لانها كانت تريده,بقدر مااسعدها ,,وهكذا راحت ترتمي في احضانه وتخبره بحبها ورغبتها فيه.
وراح الاثنان في غيبوبة حب طويلة ...وفيما بعد وصلا الكلام عن حبهما ,, قال انه انجذب اليها منذ اليوم الاول, وانه كان يكره فكرة الزواج والاطفال .
وقلت انها كانت تكره الرجال الذين تنجذب اليهم ,دائما وخوفا من العلاقة الشخصية الحميمة مع شخص اخر.
شعر بالغيرة وسالها هل انجذبت الى رجال غيره؟ ,فقالت انها لم تشعر بمثل هذا مع اي شخص اخر ,وانه غير حياتها .
سالها هل ارادت ستيفان دالي ؟ قالت انها حتى لم ,ترغب في تقبيله وانها بدات في التورط معه هربا من مشاعرها نحوه .
قال انه شعر بالغيرة الشديدة عندما راه يخطبها بالخاتم في تلك الليلة وانه قضى الليل في تدبير ,الخطة التي ياخذها بها الى كورنول ليجعلها تعترف برغبتها فيه ثم يعرض عليها ان تكون خليلته .
وقال انه كان يعلم انها على عكس النساء اللواتي ,,عرفهن ........ وشعرت بالغيرة من مجرد ذكرهن.
قال انه لم يحب اي واحدة منهن ,وان فينيتا بليك لم ,,تكن خليلته واعترف لها بخجل انه لم يرغب في اي امراة اخرى منذ اليوم الذي راها فيه في مكتبه .
في النهاية قال لها:
_كم تتغير الاشياء عندما نقع في الحب ,اغرب لاشياء تبدو معقولة لنا .
ضحكت ودفنت وجهها في عنقه .
قال وهو يمشط شعرها بيده:
_سيكون لدينا اطفالا ايضا........
_اوه , ياعزيزي ,نعم اطفال ......
_اشكر الله على هذا ! كنت اخشى ان تقولي لي ان ,,مشاعرك نحو الاطفال تغيرت وانك تريدين الانتظار ,او حتى عدم الانجاب اطلاقا.
_لا , يامارك ,مشاعري نحو الاطفال تغيرت ,ولكنها اصبحت اعمق ,وليس العكس ,,مثل مشاعري نحو الزواج.......انني انظر الى الاطفال الان كابداع من نتاج روحانا وجسدانا في لقاء ساحر يبدع الحياة.
_ياعزيزتي ,دعينا نصنع الحياة.
وصنعاها ........معا .

برنس وصاب 09-23-15 04:22 PM

-رواية جراح باردة - آن ميثر- روايات عبير القديمة


الملخص


كارن رضيت أن تطلق من زوجها بول محافظة منها على حريتها واستقلالها , أنها تحبه وتحترمه وتغار عليه من الهواء,ولكنها استسلمت للأمر الواقع حيث أصرَ على الطلاق, لكن بذرة الحب حين تغرس في أرض طيبة تضرب جذورها عميقا , فلا تستطيع أية عواصف أقلاعها .



الحب جمع بينهما , والكبرياء فرَقت , فهل تلغي مشاعر الوحدة والحزن المسافات وترمم القلبين اللذان أنكسرا؟




بول لملم جراحه وأحنى رأسه لمشيئة القدر, أراد أن ينسى ماضيه مع كارن, فخطب أول أمرأة تعرف أليها, ولكن روث لم تكن فتاة أحلامه, فازداد ألما, كارن لم تجد وسيلة لتهرب من ذكريات شهر العسل , وظلَ طعم الماضي يحرق الحاضر والمستقبل الى أين يهرب العشاق؟ والمسافات ضيقة , والدروب جميعها توصل الى الحب.




كارن تريد العودة... وبول أيضا , ولكن صوت الكبرياء يظل عاليا ... فمن يسكت هذا الصوت؟

برنس وصاب 09-23-15 04:23 PM

1- عودة الى الماضي
خرجت كارن ستاسي من سيارتها الصغيرة السوداء , وألقت بمعطفها المصنوع من فراء الغنم فوق كتفيها قبل أن تغلق الباب اذ كانت ترتجف قليلا من البرد في هذا الطقس البارد من شهر مارس-آذار , عبرت الرصيف وفتحت باب الكوخ المشيد على الطراز الجورجي الذي كانت تمتلكه أمها في ذلك الحي الهادىء , كان الدفء والضوء يغمران البيت في الداخل , فهزت كارن كتفيها بارتياح من هذا الجو السار, وحيتها ليزا خادمة أمها , وأخذت معطفها وعلقته في خزانة القاعة, تستمر ليزا في خدمة الأسرة منذ كانت كارن طفلة, ومع ذلك لم تبد أبدا في نظر كارن أنها قد هرمت , وسألتها كارن مبتسمة:
" أين أمي يا ليزا؟".
" في غرفة الجلوس يا آبسة كارن".
قالت ذلك وهي تنظر بامتعاض الى ثياب كارن, كان السروال الضيق والسترة الثقيلة الخشنة أشبه بلعنة برأي ليزا, فصاحت قائلة:
" هل لا بد من أرتداء هذا السروال البغيض يا عزيزتي؟ أنه لا يليق بسيدة شابة مثلك!".
كانت ليزا كلاسيكية , ولم تتزوج في حياتها , وتعتبر أسرة ستاسي أطفالها, ومع عشرة السنوات الطويلة تعودت أن تكون صريحة معهم , وأجابتها كارن ضاحكة:
" لقد تركت رسومي لتوي يا عزيزتي ليزا, ولا تتوقعي مني التأنق عندما آتي الى هنا , خاصة أنني سأعود بسرعة وأمضي في عملي, بالأضافة الى أن السروال يبعث الدفء , وهو أحدث في هذه الأيام".
وقطبت ليزا جبينها , وتركتها كارن تضحك ودخلت غرفة الجلوس, كانت الغرفة جميلة وتطل على شارع ميسوود , والكوخ مفروش بأثاث مريح وأن لم يكن فاخرا جدا, والسيدة ستاسي تعيش هنا مع أبنتها الصغرى ساندرا.
كانت كارن لا تلتقي كثيرا بأمها وأختها , لأن عملها ورسومها التي تقوم بها في وقت الفراغ تشغل كل وقتها , بالأضافة الى أن هذا البيت يعيد اليها ذكريات كثيرة مؤلمة من الأفضل أن تنساها.
كانت أمها تجلس الى مكتب تحرر بعض الرسائل عندما دخلت كارن, فنهضت لتحيي أبنتها الكبرى, الشبه بينهما قليل, كارن شقراء بشعر ذهبي في حين أن شعر أمها كان في شبابها بنيا مشوبا باللون الأحمر , وعبرت السيدة ستاسي الغرفة وطبعت قبلة على خد ابنتها البارد , ثم تراجعت خطوات وأخذت تنظر اليها , فقالت كارن وهي تبتسم:
" أنني سعيدة برؤيتك , لم أرك منذ فترة طويلة , ومن نبرتك على الهاتف توقعت أن كارثة كبيرة على وشك الحدوث, تصورت أنك بانتظاري أمام عتبة الباب, ولكنك تبدين منهمكة في أفكارك الخاصة بدلا من ذلك!".
تنهدت مادلين بعمق وأجابت:
" حسنا , يجب أن أعترف يا عزيزتي بأنني غاضبة منك لأهمالك ايانا فترة طويلة, أننا من لحمك ودمك ويجب أن تهتمي بنا أكثر!".

برنس وصاب 09-23-15 04:24 PM

صاحت كارن شاعرة بالذنب:
" وقتي ضيق يا أمي, وأنا مشغولة دائما, ولكن ما الذي أخَرك عن زيارتي في أي حال؟ أن شقتي قريبة جدا منك".

رفعت مادلين حاجبيها وقالت:
" يا عزيزتي كارن , كلما أتيت لزيارتي أجد نفسي مهملة جانبا, بينما تنهمكين أنت في وضع تصميم جديد أو رسم تلك اللوحات النظيفة, أنك تتحديث معي أحيانا , ولكنني أشعر دائما بأنني أمنعك من المضي في عملك , أنك لم ترحبي بي أبدا رغم أن هذا القول قد يبدو قاسيا".
وشعرت كارن بالأستياء وعدم الأرتياح , كانت تعرف أن كلام أمها صحيح الى حد ما, ولكن حديث مادلين المحدود كان يثير مللها , وكانت تفضل أن تعمل وحدها.
ثم قالت كارن موافقة:
" لقد أوضحت رأيك تماما يا عزيزتي , والآن ما المشكلة؟".
كانت كارن تحب أمها , ولكنها تعرف مدى مبالغتها في تهويل الأشياء , وكان واضحا أن هذه الزيارة لن تكون قصيرة كما تتمنى, وهناك شيء يشغل بال مادلين , ولن ترتاح حتى تقتلعه تماما من تفكيرها, وأخرجت كارن علبة سكائرها , وأشعلت سيكارة , ولكن ما كادت تسمع كلمات أمها الأولى حتى أوشكت السيكارة أن تسقط من يدها, ثم بدأت مادلين تقول بلهجة تعمدت أن تبدو عابرة:
" هل رأيت بول مؤخرا؟".
شعرت كارن أنها تحتاج الى وقت تجمع فيه مشاعرها التي صدمت فجأة , وسحبت نفسا عميقا بتلذذ , وأجابت ببطء:
" كلا, أننا لا نتقابل أطلاقا وأنت تعرفين ذلك , ولكن لماذا تسألين؟ أوه... لعلك قرأت نبأ خطبته في التايمز".
وافقت أمها ببطء وقالت:
" نعم, قرأته , أعتقد أن اسم خطيبته روث ديلاني, أنها فتاة أميركية وابنة رجل ثري على ما أذكر".
تابعت كارن بلهجة جافة:
"أنك على علم تام بالحقائق , حسنا يا أمي , لماذا تتوقعين أن أرى بول؟".
" أعتقدت أنه ربما يكون أتصل بك هاتفيا ليعترض على خروج ساندرا مع سيمون".
اتسعت عينا كارن, وصاحت قائلة:
" سيمون؟ هل يخرج سيمون فريزر مع ساندرا؟ أنه متزوج , ولا بد أنك تمزحين!".
" ليتني كنت أمزح. أنني لا أمزح في أمور كهذه يا كارن, لقد نفذ صبري , أنها ترفض أن تتخلى عنه , رغم أنني توسلت اليها لتفعل ذلك, أنك تعرفين مدى استحالة السيطرة على ساندرا, ومدى عنادها وتمسكها برأيها".
قطبت كارن جبينها وقالت ببرود:
" لا تلومي الا نفسك على ذلك, لأنك كنت دائما تتساهلين معها".
وصاحت مادلين بغضب:
" شكرا, ماذا كنت تفعلين لو تركت وحدك لتشرفي على تربية طفلتين صغيرتين؟".
" كنت أعاملهما المعاملة نفسها, بدلا من تدليل أحداهن والقسوة على الأخرى وضربها بالعصا على ظهرها , في أي حال لا داعي لمناقشة ذلك الآن. أنني أوافق على أن سيمون فريزر لا يصح أن يقترن اسمه بأي فتاة , خاصة اذا كانت بلهاء مثل ساندرا , كيف أكتشفت أنهما يخرجان معا؟ لا أعتقد أنها أخبرتك".
" لا , لقد شاهدتهما احدى صديقاتي يتناولان العشاء معا في الأسبوع الماضي , وأخبرتني , أن ساندرا في السابعة عشرة يا كارن في حين أن سيمون فريزر فوق الثلاثين, أما بول ففي السابعة والثلاثين , أليس كذلك؟".
ردت كارن في صوت مختلج:
" نعم , سيمون ليس الا شقيقه كما تعرفين".
" كما قلت لك, لقد طلبت من ساندرا التوقف عن لقاء سيمون , ولكنها ضحكت مني ولم تهتم لكلامي, تقول أنها قادرة تماما على العناية بنفسها , وأنا وأنت نعرف تماما حماقة هذا الأدعاء مع شخص مثل سيمون , يجب أن نفعل شيئا , أعتقد أن بول هو الشخص الوحيد الذي يستطيع فعل شيء, أريدك أن تتصلي به وتطلبي منه أن يتكلم مع سيمون".
" لا, لن أفعل هذا , لقد طلقني بول في المحكمة قبل عامين ولن أتصل به الآن, لا يمكن".
قالت مادلين في عبوس:
" معنى هذا أن كبرياءك أهم من سقوط أختك . أنها أختك يا كارن".
صاحت كارن وهي تفور غيظا:
" كفي عن التمثيل يا أمي, أنه لن يجدي معي, أن ساندرا في السابعة عشرة كما قلت, وهي ليست طفلة ويجب أن تتحمل مسؤولية خطأها , لقد كنت في الثامنة عشرة عندما التقيت بول, أليس كذلك؟".
ردت أمها بقسوة:
" أنظري ماذا حدث لزواجك , لقد انتهى بعد خمس سنوات, وها أنت الآن سيدة مطلقة في الخامسة والعشرين , أن مسألة الزواج ليست واردة بالنسبة الى سيمون , فهو متزوج بالفعل كما قلت, وهذا يزيد الوضع سوءا".
وبدا وجه كارن شاحبا. لقد أثار هذا الحديث كل الماضي المؤلم الذي حاولت أن تدفنه في العامين الأخيرين, كانت تعرف أن أمها اعترضت على انفصالها عن بول لأسباب أنانية بحتة, فكيف تلقي أمها بالأمر كله في وجهها هكذا؟ كيف يمكن أن تكون مادلين بهذه القسوة؟ كانت كارن دائما فتاة مستقلة مثل أبيها, وكانت مادلين متعلقة بالطفلة ساندرا فأفسدتها تماما من فرط تدليلها , بعد أن قتل أبوهما في حادث طائرة قبل فترة طويلة.
عرفت كارن أن مادلين تريد أنقاذ ساندرا من نفسها ولا يهمها أن ألحقت الأذى بالأخت الكبرى , وشعرت كارن برغبة في الرحيل فورا وترك أمها وأختها تحلان المشكلة وحدهما, ولكنها أدركت أنها اذا فعلت ذلك فأنهما لن يرحبا بها هنا مرة ثانية , لقد كانت ساندرا وأمها كما قالت الأم قريبتيها الوحيدتين, ولا شك أن قطع صلتها بهما سيجعلها وحيدة تماما, فكيف تقدم على شيء كهذا؟
وصاحت أمها:
" حسنا, هل ستتركين حياة أختك تنهار؟".
تنهدت كارن بعمق , كان الأنذار قد صدر ولم تكن مستعدة له. ما الذي تستطيع أن تقوله؟ كيف يمكنها شرح وقول أنها ليست الكبرياء فقط التي تمنعها من الأتصال ببول فهي تخشى أن تخذلها مشاعرها وتخاف أن يلاحظ قلقها! ولكن سيمون كان متزوجا أيضا, ولم يكن يفكر أبدا في زوجته, وكان يجب أن تعتبر ذلكأيضا, من يدري؟ ربما يسعد بول أن يحطم العلاقة , فلم يعد هناك ما يجعله يحب أسرة ستاسي.
وأخيرا وافقت قائلة:
" فليكن الأمر كذلك. ولكن لماذا تتصورين أن بول سيهتم بي أو يتكلم عن سيمون؟".
أجابت مادلين فرحة باستسلام كارن:
" أن بول مغرم جدا بساندرا , كما أنه يعرف سيمون ويعلم أي نوع من الرجال هو".
أطفأت كارن سيكارتها , ووضعت يدها في جيب سروالها. لقد تعهدت بأن تتحدث مع زوجها السابق وتساءلت:
" يا ألهي , أليست الذكريات وحدها كريهة بدون أن يعززها الواقع؟".
كيف يمكن أن تقابل رجلا كانت بينها وبينه صلة حميمة, صلة زواج من دون أن تشعر بسكين يتقلب في داخلها, لقد كانت بينهما علاقة حب عميق , أما الآن؟".
كانت في الثامنة عشرة من عمرها عندما قابلت بول فريزر , وكان يومها رئيس مجلس أدارة شركات فريزر للنسيج , مقرها الرئيسي لندن حيث كانت كارن تعمل مصممة رسوم في الشركة , وعملت هناك نحو عامين , بدون أن تحلم بالأتصال بالرئيس, لقد سمعت الكثير عنه من زملائها , ولكنه لم يكن يشغل نفسه بصغار الموظفين أمثالهم, كان في الثلاثين وغير متزوج والصحف والمجلات الأجتماعية تنشر قصصا عنه أينما ذهب, أشهر رجل عازب في لندن, وكارن تستمع الى الفتيات وأحلامهن عنه, ولكنها لم تكن تشعر بأهتمام خاص نحوه , أذ حظيت باعجاب الكثيرين في محيطها الخاص, ولا تحتاج للتطلع الى مجال أعلى لا فائدة منه, وحدث بعد ذلك أن وضعت تصميما رائعا لسجادة أثار دهشتها كما أثار دهشة الجميع, لقد أنتجت شركات فريزر نماذج متنوعة من النسيج, ولكن تصميم السجادة كان قطعة فنية مبتكرة رائعة, وشعرت كارن بالحرج عندما أستدعاها الرجل بنفسه, واضطرت للذهاب الى مكتبه الذي يقع في الطابق الأعلى من مبنى فريزر, لم تكن عصبية بقدر ما كانت محرجة, ولكن عندما قدمها رئيس قسم التصميم الى بول فريزر , وجدت نفسها مبهورة تماما بسحره وشخصيته , بل وجدت في الأسبوع نفسه شخصيته تفوق سمعته , ولذلك ذهلت عندما أتصل بها تلفونيا ودعاها لتناول العشاء معه, وقبلت بالطبع الدعوة التي حسدتها عليها صديقاتها , وفوجئت بأنه مهتم بها شخصيا لا كمصممة رسوم في الشركة , وفي أسابيع قليلة , توطدت العلاقة بينهما, ومن الغريب أن بول الذي لم ترفضه أمرأة وجد نفسه يتعذب كل لحظة لرغبته في أمتلاكها , وتحول اعجابه بمثلها العليا الى حب ملتهب, وحاولت كارن مقاومة حبه رغم أعجابها به منذ البداية خشية أن يسيطر عليها هذا الحب, ولكن عندما عرض بول عليها الزواج أخيرا كادت تذوب فرحا.
وطارا الى جزر الباهاما لقضاء شهر العسل , وهناك قضيا ثلاثة أشهر ممتعة, ذاقت كارن من السعادة ما لم تذقه في حياتها , وبدا بول سعيدا متراخيا وقد لوحت بشرته الشمس , كان كل منهما يحب الآخر, ولكن عندما عادا الى أنكلترا , حيث المنزل الكبير الذي أشتراه بول بالقرب من ريتشموند , بدأ كل منهما يضيق بالحياة العادية , فيما اضطر بول لقضاء معظم أوقاته في مكتبه , لينجز الأعمال التي تراكمت أثناء غيابه , تاركا كارن وحدها.
لم تشعر كارن بالوحدة أول الأمر , فقد كان المنزل يحتاج الى ديكور جديد, ولم يكن بول جهز الا غرفا قليلة حتى تتولى كارن تأثيث المنزل كله كما يروق لها, وبدأت كارن العمل مع فريق من فناني الديكور وجاءت النتيجة رائعة.
كارن تحب قضاء المساء مع بول عندما يعود الى البيت, ونادرا ما يخرجان , فيجلسان الساعات الطويلة وحدهما يتحدثان ويتغازلان. ومع الوقت وجد بول نفسه مضطرا لزيارة المصانع في ميدلاند في شمال أنكلترا , بعد أن أهمل كثيرا من عمله المعتاد عندما يبقى في صحبة كارن , كان رجلا نشيطا يحب عمله زيهتم به ويكره تركه لمندوب ينجزه له , ومر عام كامل بدون أن يتفقد الشركة, كان يعرف بأنه لن يستطيع التركيز على عمله وهي في صحبته.
في أول الأمر استغرق العمل في منزل تريفاين كل وقت كارن , وكانت تقضي بعضه في حمام السباحة الملحق بالبيت, أو في دعوة الأصدقاء لتناول الشراب أو لعب التنس , ولكن على مر السنين , قلت كثيرا الأوقات التي يقضيانها معا, الا في العطلات التي يأخذها بول, وبدأت كارن تكره طريقة حياتهما الجامدة, وشعرت بالملل لا من بول ولكن من كثرة وقت الفراغ وقلة العمل.
وأخيرا طلبت من بول السماح لها بالعودة الى العمل في الشركة, ولكنه ذهل ورفض بشدة, فبالأضافة الى أنه كان يريدها في المنزل عندما يحتاج اليها فأنه لم يعتبر عملها أمرا ضروريا , وعبثا رجته أن تعود الى العمل لأنها تشعر بالملل , وما لبثت أن وجدت نفسها فريسة القلق والأحباط , وأوجدت هذه المشاعر سلسلة من المناقشات والنزاع حول عملها ووضعها الذي لا هدف له في المنزل, وأقترح بول أن ينجبا أطفالا ويكونا أسرة , ولكن كارن كانت عنيدة حمقاء , فرفضت أن تخضع لرأيه مرة أخرى , وانتابها الهلع عندما فوجئت ببول ينقل ملابسه الى غرفة الضيوف , لقد أفزعتها عواقب تصرفاتها ولكن كبرياءها منعها من التوسل اليه كي يعود اليها.

برنس وصاب 09-23-15 04:25 PM


ومر على زواجهما ثلاث سنوات عندما حصلت كارن على وظيفة في مؤسسة منافسة لشركة بول, وهي شركة مارتن للتصميمات , من غير أن تخبر زوجها , وعندما علم بول بذلك ثار غاضيا , كانت شركة مارتن تحصل على بعض أعمالها من شركة فريزر , فسحب نصيبه فورا, وأسفر ذلك عن مشادة أخرى, وكانت النتيجة أن حزمت كارن أمتعتها وتركت المنزل ولم تذهب الى بيت أمها, التي كانت تعتقد أن كارن يجب الا تحتاج الى أكثر من زوج ومنزل , والتي ظلت غاضبة من كارن مدة طويلة بعد أنفصالها عن زوجها , ولكن كارن صممت على عدم العودة , وعندما علم بظروفها لويس مارتن , رئيس الشركة الصغيرة , أشفق عليها , ولكنه نصحها بأن تكون شجاعة وتتمسك بموقفها, ولم ينصحها بالعودة الى بول.

في ذلك الحين شعرت كارن بالأمتنان نحوه, ولكنها عندما تسترجع الماضي تشعر بالثقة في أنها كانت ستعود الى بول خلال أسبوع , وتوافق على شروطه ولو أنها تركت لحالها , وقام بول بعدَة محاولات فاشلة لمقابلتها , ولكن لويس كان يحرسها وكأنها جواهر التاج الملكي, وظلت كارن وحدها مع أفكارها , كانت كلما اقترحت فكرة رؤية بول, ذكرها لويس بأسباب رحيلها , وكانت كلماته تقوَي من عزمها , وتصورت أنه لا جدوى من عودتهما لأنه سيجر مزيدا من النزاع ويؤدي الى أنفصال آخر, هكذا نصحها لويس وصدقته, ولم لا تصدقه؟ أنه لن يكسب شيئا من وراء هذا الا مصممة من الدرجة الثانية, نسيت الكثير من عملها خلال السنوات السابقة, ثم كيف كان بوسعه أن يعلم أن بول وكارن كانا لا يتشاجران الا نادرا حتى ظهرت مسألة الوظيفة هذه التي أصرت عليها كارن ورفضها بول , أشترى بول شقة وأستأجرتها كارن منه, وكانت بالطبع تدفع الأيجار , كانت سعيدة بأن تكون لها شقتها الخاصة, وقامت بتأثيثها تدريجيا كلما أدخرت المبلغ اللازم لذلك, ورفضت أي مبلغ من لويس , ولم يعد بول يحاول الأتصال بها وتركها تعيش بسلام, وأنهمكت في عملها في شركة لويس الذي كان هو نفسه مصمما ممتازا, فتعلمت منه.
كان لويس أرملا في أوائل الأربعينات, وليس له أطفال, وكانت كارن تشعر بأنها أبنته, ولذلك أحست بصدمة كبيرة عندما عرض عليها الزواج بعد عام من أنفصالها عن بول, رفضت العرض وقالت أنها لا تهواه , وأنها بالأضافة الى ذلك لا تزال زوجة شرعية لبول , ولكنه أخبرها أنه سمع أن بول سوف يقاضيها في المحكمة حتى يحصل على الطلاق, وبعد أيام قليلة تسلمت أعلاما بالبريد بنوايا بول الذي زعم أن سبب رغبته في الطلاق منها هو خيانتها , وذكر اسم لويس باعتباره الرجل الذي تخونه معه.
مع ذلك فأن لويس لم يثر غضبا من ذكر اسمه, رغم ما كتبته الصحف عن تلك القصة, ونصح كارن كما نصحها المحامي الذي أختاره لها بألا تدافع عن نفسها في القضية, لأن الدفاع في مثل هذه القضايا يتحول الى غسيل قذر ينشر أمام الناس , فلا ينبغي لها أن تدافع عن نفسها الا اذا أرادت الكشف عن حياتها الخاصة أمام المحاكم, ولم يكن هناك من تلجأ اليه غير لويس , فعملت كارن بالنصيحة وأنزوت أكثر داخل قوقعتها , وأباح بول لنفسه الكشف عن حقائق معينة أعتبرها الناس حاسمة, وتألمت كارن من صميم قلبها لدرجة أنها لم تعد تهتم , لقد ذكر أن لويس حصل على شقة لها, ولكنها كانت تدفع ايجارها! وأن لويس كان يقضي المساء معها في الشقة, ولكنهما كانا يتناقشان في مشروع أو موضوع جديد, حتى الليلة التي قضاها في شقتها على الأريكة في غرفة الجلوس كانت بسبب الضباب الكثيف الذي نزل على لندن , ومن غير المعقول أن يعود لويس الى بيته البعيد عن هاميسند في مثا ذلك الضباب , على أنها هي نفسها أعتقدت أن لا فائدة من محاولة تفنيد هذه الأتهامات , فقد بدت حاسمة , ووجدت نفسها حرة مرة أخرى بعد أقل من خمس سنوات من زواجها!
كان لويس في أوج القوة في تلك الأيام , فكرَس نفسه لمساعدتها حتى لم تعد تستغنى عنه, ولكنه عندما عرض عليها فكرة الزواج ثانية عارضتها فورا, شعرت بأنها لا تستطيع نقاش هذه الفكرة في ذلك الوقت بصرف النظر عن أي شيء آخر , وقنع لويس بالأنتظار,وبمرور الوقت ألتأمت الى حد ما ماشعر كارن الملبدة وأعتقدت أنها بدأت تتغلب على أزمتها , ولكنها بعد أن استمعت الى أمها تشيد قليلا بمزايا بول , وتسخر منها, أدركت أن أزمتها أزيحت عن ذهنها قليلا, في أنتظار الظهور مرة أخرى, وأقتنعت بأن كل دفاعها لتنكر ذلك لن يؤدي الى نتيجة.
ومع ذلك تعهدت لأمها بالأتصال ببول, ولم تستطع التراجع. كان عليها أن تقابل زوجها السابق لأنها لا تستطيع مناقشة هذا الموضوع معه بالهاتف,ومن يدري؟ لعلها تقابل أيضا روث ديلاني, المرأة التي اختارها لتحل محلها!
وسارت كارن نحو الباب قلقة , بعد أن قررت أن تقابله وتنتهي من الأمر , ولكنها التفتت الى أمها وقالت:
" وماذا لو رفض الحديث معي؟".
أجابتها مادلين في هدوء:
" بول ليس رجلا من هذا النوع , وأنا واثقة من أنه لن يرفض".
كانت صدمة كبيرة لمادلين عندما أضطرت الى أن تتخلى عن حفلاتها الصغيرة التي كان بول يسمح لها بأقامتها , فقد كان دائما حريصا على أن تكون معها نقود كثيرة تكفي لشراء كل ما تحتاج اليه. وكان دائما يبعث اليها بعلب الحلوى والزهور, ومادلين تشعر بالسعادة من هذه الهدايا الصغيرة حتى ولو أرسلها عن طريق سكرتيرته, أما كارن فلم تكن تعلم بذلك من حسن حظها , لأنها كرهت أن تبدو هي وأسرتها في نظر بول أشبه بفقراء معوزين !
وحاولت كارن للمرة الأخيرة التحرر من وعدها, فقالت لأمها:
" لماذا أذن لا تتصلين أنت به؟".
" لا أعرف ماذا أقول يا كارن . لا أستطيع , كنت أنت زوجته؟ ولا شك أنك تعرفينه جيدا, ومن الأسهل أن تتحدثي أنت معه".
احمر وجه كارن.
" لا يمكن أن يكون أحد عرفه كما عرفته هي!
نظرت مادلين الى ساعتها , وقالت وهي تبتسم لأنتصارها :
" أنها الحادية عشرة والنصف, وقد يكون في مكتبه, لماذا لا تتصلين به الآن ومن هنا؟".
أجابت كارن وهي تضغط على كلماتها:
" كلا, سوف أتلفن له من شقتي , هذا اذا لم تمانعي طبعا".
قالت ذلك بلهجة ساخرة جعلت مادلين تزم شفتيها , فردت الأم باقتضاب:
" لا أمانع ما دمت لا تنسين".
" لن أنسى , سوف أتلفن له عندما أعود, هل يرضيك ذلك؟".
ثم خرجت الى القاعة لترتدي معطفها , كانت تشعر بالغثيان وتتوق الى هدوء بيتها , ركبت سيارتها الى مسكنها.
خلعت كارن معطغها وأشعلت سيكارة , وفكرت لحظة وأيقنت أنها تفرط في التدخين , ولكنها سحبت نفسا من السيكارة واستمتعت به وعندما نظرت الى الهاتف , على المائدة بجوار الأريكة بدا وكأنه يسخر منها في صمت , شعرت بأنها تكره نفسها لأنها استسلمت لتهديد أمها , أما أن تتصل هاتفيا ببول وأما أن تتنكر لها الأسرة!
وتساءلت كيف تستطيع أن تمسك بالسماعة وتتحدث الى رجل كان قد طلقها قبل عامين؟ رجل لم تتحدث معه من أربعة أعوام تقريبا؟ ترى ماذا سيكون شعوره عندما تتحدث اليه ؟ هل سيشعر بالسعادة عندما تزحف اليه طلبا لمساعدته ؟ عضت شفتها في غضب, امها هي التي وضعتها في مثل هذا الموقف الحرج, وفكرت في الأتصال بلويس لأخذ رأيه, ولكنها عدلت , فالأرجح سيعتبر تصرفها هذا مثيرا للضحك وينصحها بعدم المضي فيه.
وتنهدت بعمق وهي ترفع السماعة بأصابع مرتجفة , وتدير أرقام شركة فريزر.

برنس وصاب 09-23-15 04:26 PM


ووضعت كارن السماعة, من الغريب أن تشعر بخيبة أمل اذ لم تستطع الأتصال به, حملقت في الفضاء لحظة ثم أمسكت بالسماعة وأدارت رقم هاتف شقته في بلغرافيا , فالأرجح أنه باع منزله الكبير الذي عاش فيه مع كارن , وربنا ر يريد لذكرياته مع كارن بأن تحطم مستقبله.

حبست أنفاسها والخادم يرد عليها بأن السيد فريزر في جولة على فروع الشركة وغير موجود وأنه سيعود في المساء, ومرة أخرى شعرت بالغضب لأنها لم تتحدث معه, وفكرت في الأتصال به ذلك المساء ولكنها عدلت وفضلت الأتصال به في مكتبه حتى تكون للمكالمة طابع العمل, وأتصلت بأمها وشرحت لها ما حدث . وأبدت مادلين أسفها ولكن كان واضحا أنها سعيدة لأن كارن فعلت كل ما طلبته منها بدقة وأمانة.
أعدت لنفسها وجبة غداء من البيض المقلي والقهوة, وخطر لها أن تخرج للنزهة, فارتدت معطفها وعبرت الطريق الى منتزه الأطفال المجاور , وأخذت تراقبهم وهم يلعبون ويمرحون, وشعرت كأن سكينا تطعنها وهي تشاهد وجوه الصغار البريئة الضاحكة.
وتساءلت لو أنها أنجبت الطفل الذي كان بول يريده لكان عمره الآن ثلاث سنوات أو أربعا, ومن يدري ربما كان لديها طفلان أو حتى ثلاثة أطفال الآن! وسارت على غير هدى متمنية أن ينتهي اليوم بسرعة وأن يبدأ الغد , كان كل تفكيرها مشغولا على بول , ولا شك أن محاولتها العمل وهي في هذا الوضع ستكون مضيعة للوقت والجهد, بعد نحو ساعتين عادت الى بيتها , فأعدت وجبة عشاء خفيفة, وظلت تشاهد التلفزيون حتى نهايتها , وعندما آوت الى فراشها بدأت تفكر في سيمون وساندرا , كانت ساندرا طفلة حمقاء لا تشعر بمسؤولية, ويمكن أن تتورط في متاعب بسبب تدليل أمها لها طوال هذه السنوات, كانت تقع في مشاكل كثيرة وهي طفلة, وأمها تساعدها وتتلمس لها الأعذار , حتى لم تعد ساندرا تعرف معنى كلمة الأحساس , وأثناء سنوات زواج كارن كان بول يسيطر عليها ويرشدها , ولكن بعد الطلاق عادت الى ما كانت عليه وأصبحت أسوأ , أما سيمون فلم يكن هو وزوجته جوليا يزوران كارن وبول الا نادرا, وكان واضحا منذ البداية أن سيمون يستلطف زوجة أخيه الشابة , ولكن بول أوضح له تماما أنه اذا حاول أن يقترب من كارن فسيقطع رقبته! أما جوليا فقد كانت بنت رجل غني, جنى الهر عليه , وكانت تعلم أن سيمون له نزواته , ولكنها رضيت الزواج منه واعتبرته وسيلة للحياة! وبعد الزواج مضى كل في طريقه رغم أنهما كانا يعيشان تحت سقف واحد, وقرر بول أن يتجنبهما علنا وبصراحة , وتساءلت كارن" كيف ترمي ساندا نفسها بين يدي رجل مثل سيمون فريزر؟ وشعرت بالهلع ! وتمنت أن يفعل بول شيئا, كان هو وحده الذي يستطيع أن يأمر سيمون , لأنه يتولى الأنفاق على الأسرة , ولسيمون شخصية لطيفة برغم كل أخطائه, ولا شك أن ساندرا وجدته جذابا بعد الشباب السخفاء الذين تعودت الأختلاط بهم.
كان الوقت عند منتصف الليل عندما دلفت كارن الى فراشها ولكنها لم تستطع النوم بسهولة, فأفكارها تتركز في بول وذهنها يقظ ى يسترخي , تذكرت كيف كان وسيما بشعره الأسود وبشرته السمراء وعينيه السوداوين وقامته الطويلة التي تعو عن قامتها , رغم أنها هي نفسها كانت فتاة طويلة, كان شعره الداكن قصيرا أنيقا مقصوصا دائما , وكانت كارن تكفيه من جميع النواحي رغم أنه عرف نساء كثيرات قبل أن يتزوجها, تذكرت كل هذا وأخذت تتقلب في فراشها , واضطرت أن تنهض وأن تبتلع حبة منومة, وألقت نظرة على وجهها في المرآة وقطبت جبينها , كان التعب يبدو واضحا على وجهها, ترى هل ستكون متعبة هكذا عندما يراها بول غدا ؟ هل سيشعر بالسعادة لأنه لم يعد متزوجا من أمرأة تبدو مرهقة منهكة؟ وعادت الى فراشها ببطء وانسلت تحت الملاءة , وتذكرت أنها لم تعرف الأرق طوال سنوات زواجها , بالعكس كانت تستغرق في النوم بين ذراعيه وكانت دائما تشعر بالأمن معه , وظلت تحدق في الفضاء حتى بدأ مفعول الحبة المنومة فاستغرقت في سبات عميق.
وفي الصباح التالي استيقظت وهي تشعر بصداع مؤلم . وسمعت صوت خادمتها تنظف غرفة الجلوس بالمكنسة الكهربائية , وعندما نهضت وارتدت معطفها المنزلي وخرجت الى غرفة الجلوس رأتها السيدة كوتسي فسألتها:
" هل أنت بخير يا عزيزتي؟ تبدين مرهقة".
قالت كارن وهي تحتسي القهوة التي أعدتها لها السيدة كةتسي:
" لم أنم جيدا ليلة أمس, هذا هو كل ما في الأمر. سوف تنعشني هذه القهوة".
وانتهت السيدة كوتسي من عملها وارتدت معطف المطر وودعت كارن على أن تراها في صباح اليوم التالي وبدأت كارن تتصفح الصحف التي تحضرها السيدة كوتسي كل صباح. كانت الصحف مليئة بأخبار الأزمات العالمية ولكنها لم تهتم بقراءة شيء منها, فذهنها مشغول بالمحادثة التلفونية مع بول, وأخيرا رمت الصحف جانبا , وجلست تنتظر الساعة العاشرة حين يصل بول الى مكتبه , وبعدما أدارت قرص الهاتف حولتها العاملة فورا الى سكرتيرة بول الخاصة التي سألتها بصوتها الهادىء المهذب عما تريده, عندئذ قالت كارن:
" أخبريه فقط أن الآنسة ستاسي تريد أن تتحدث معه , أنني متأكدة أنه لن يرفض التحدث اليَ".
ولم تستطع كارن معرفة ما اذا كانت الفتاة نفسها قد عرفت الأسم, ولكن بعد خمس دقائق سمعت صوت رجل يقول:
" هل أنت كارن؟".
وأدركت أنه بول , وخفق قلبها بشدة حتى شعرت بأنه قادر على سماعه , كان صوته مألوفا حتى بعد كل هذه المدة , رغم أنه كان باردا جدا, وخذلتها أعصابها لحظة, وتصورت أنها لن تستطيع التحدث اليه, أخيرا تمتمت قائلة:
" نعم , أنا كارن يا بول , كيف حالك؟".
كان صوتها عصبيا , وتمنت أن تكون واثقة من نفسها مثله كما بدا وهو يجيب:
" أنا بخير, شكرا, وأنت؟".
" بخير شكرا".
وانتظر بول, وكان واضحا أنه يتوقع أن تتحدَث وتفسر سبب أتصالها به , وبحثت كارن عن كلمات تبدأ بها الحديث , وعندما سألها بول:
" لماذا اتصلت بي يا كارن؟ لا أعتقد أنك كنت تريدين فقط السؤال عن صحتي".
قالت:
" لا أستطيع أن أحدثك في الأمر على الهاتف, أنه موضوع شخصي, وأفضل رؤيتك للبحث فيه".
وقال بول:
"لا أتصور ما الذي يستطيع كل منا أن يقوله للآخر".
وأجابت بعناية في صوت متزن:
" أن هذا الموضوع يمس شخصين آخرين غيرنا , فلا تفكر في أنني أحاول أن آخذ منك موعدا".
عندئذ قال بول وهو يتنهد:
" لا أفهم شيئا يا كارن , لماذا لا تستطيعين أخباري الآن؟".
" يا ألهي, لماذا لا تصدقني يا بول بأن الموضوع يخصني بقدر ما يخصك".
" ومتى تقترحين أن نلتقي؟".
" ما رأيك لو نتناول الغداء اليوم؟".
" ولكنني مشغول جدا, لقد عدت ليلة أمس من ليدز, ولدي عمل كثير".
ردت كارن بسخرية:
"ولكن يتعين حتى على كبار رجال الأعمال أن يأكلوا شيئا, أم أنك تعيش على حبوب الفيتامينات هذه الأيام؟".
سكت بول لحظة وسمعته يخبط فوق الأوراق على مكتبه , وأخيرا قال ببطء:
" حسنا, أستطيع أن أقابلك".
" لا تضايق نفسك".
" الساعة الواحدة في مطعم ستيبانو هل هذا يناسبك؟ أن هناك مائدة مخصصة لي".
" رائع".
قالت ذلك بجفاف , ثم وضعت السماعة.
وعندما أشعلت سيكارة وجدت أصابعها ترتجف , وكرهت نفسها , هل كان ذلك مجرد موعد لتناول الغداء أم زيارة لغرفة التعذيب! وقضت كارن وقتا طويلا لتقرر ما الذي ترتديه , كانت في حاجة الى ثوب بسيط أنيق حتى لا يتصور بول أن المقابلة أكثر من مجرد لقاء عمل , ومن ناحية أخرى أرادت أن تبدو في أجمل صورة , على الأقل حتى تثبت له أنها تمضي في حياتها سعيدة بدونه, وأخيرا قررت أن ترتدي ثوبا أسود يتناسب وبشرتها البيضاء , كانت فتحة العنق كبيرة مستديرة فأضافت اليه عقدا من اللؤلؤ كان بول قد قدمه لها هدية في عيد زواجهما الأول, ولم ترتد قبعة , كان شعرها الحريري الغزير لا يحتاج الى زينة , ناعما لامعا يلتوي قليلا عند الأطراف, وتذكرت كم أعجب بول بشعرها! وأنعمت النظر في وجهها في المرآة لحظة, وتساءلت : ترى هل تغيرت؟ كان أجمل ما فيها عيناها الواسعتان الخضراوان الرماديتان ورموشها السوداء الغزيرة , وأنفها الصغير الشامخ , أما فمها الممتلىء الكبير في تقديرها فلا تستطيع تغيره! واستقات سيارة تاكسي , متوجهة الى موعدها.

برنس وصاب 09-23-15 04:26 PM

كان مطعم ستيبانو ضخما , واجهته من زجاج في شارع أكسفورد وأم تأكل فيه من قبل, وعندما دخلت استقبلها الخادم وصحبها باحترام بالغ الى مائدة بول , ولم يكن بول قد وصل بعد , فجلست كارن وأشعلت سيكارة, وراحت تجول بعينيها في غرفة الطعام الفسيحة الأنيقة بستائرها المخملية وأزهارها الجميلة.
وبعد خمس دقائق فتح الباب الخارجي وظهر بول فريزر , مرتديا معطفا من وبر الجمل , فخلعه وناوله للخادم الذي يحوم حوله, كانت حلته رمادية أنيقة , ولكنه بدا أكبر وأعرض مما تذكر, ومع ذلك بدا نحيلا رشيقا, وبينما أخذ يشق طريقه بين الموائد , أدركت جاذبيته التي طالما بهرتها في الأيام الخوالي, يسير برشاقة وهو يلقي كلمة هنا وكلمة هناك يحيي بها معرفه , وشعره لا يزال غزيرا أسود, مع بعض الشعر الأبيض عند سوالفه , مما أضفى عليه مزيدا من الأناقة والوقار, وبدا وهو في السابعة والثلاثين رجل أعمال ناجحا أنيقا واثقا من نفسه , وان اكتسب منها بعض الجدية الحادة والسخرية على مر السنوات , فقد كان متوقعا من رجل في مركزه وثروته يعرف أن المال يستطيع أن يشتري له معظم ما يريد.
ووصل الى المائدة, وجلس أمامها وحياها بايماءة من رأسه , وشعرت كارن أنهما محط أنظار الجميع فتوردت وجنتاها وأحنت رأسها , تمتم بول بخفة:
" حسنا يا كارن, لم تتغيري كثيرا, ما زلت جميلة كما كنت وموهوبة أيضا كما سمعت".
نظرت اليه , والتقت عيونهما لحظة, ثم قالت بسرعة:
" شكرا يا بول, وأنت أيضا لم تتغير , هل لا زلت تعمل كيرا؟".
" كنت أعمل حتى جررت الى موعد غداء!".
وجاء الخادم وناوله قائمة الطعام , فاختار بول لكارن ولنفسه الأنواع كما كان يفعل دائما في الماضي , وبادرته كارن قائلة:
" يجب أن أهنئك على خطيبتك. ولكنني لن أفعل!".
" شكرا في أي حال, هل هذا ما تريدين أن تتحدثي عنه؟".
شهقت كارن وقالت بغضب:
"قلت لك أن الموضوع لا يخصنا".
هز بول كتفيه وقال:
" لماذا أذن؟ لا تدعيني متسائلا هكذا!".
" لقد طلبت مني أمي أن أتحدث اليك ".
" أوه, وكيف حال مادلين هذه الأيام؟ أريد أن أزورها مرة".
" أنها على ما يرام . وأنا متأكدة من أنها ستسعد برؤيتك".
" حسنا استمري".
مضت كارن تتحدث بصعوبة:
" أن ما أريد أن حدثك فيه يتعلق بساندرا ".
" لماذا, هل تحتاج الى نقود أو شيء؟".
" لا , أعتقد أن النقود هي كل شيء في نظرك؟".
رد في سخرية:
" أنها تساعد".
" الموضوع ليس نقودا في أي حال , الموضوع أن ساندرا تخرج كثيرا مع سيمون , شقيقك العزيز سيمون!".
رد بول في هلع وقد زالت السخرية من صوته:
" سيون؟ يا ألهي , هل فقدت عقلها؟ أنه أكبر منها بكثير , كما أنه متزوج".
تنهدت كارن وأومأت برأسها قائلة:
" أعرف ذلك , وأنت تعرف أيضا , ولكن يبدو أن ساندرا لا تعرف, أنها طائشة كما تعلم , ومن الصعب السيطرة عليها , وهي غبية يمكن أن تنساق بسهولة لسيومن , يعلم الله أي متاعب يمكن أن تثيرها لنفسها".
" أنها تحتاج الى تأنيب".
قالت كارن بأسى:
" بالضبط , ولكن لا يحتمل أن أحدا سيؤنبها".
" حسنا, وما هو المطلوب مني؟".
نظرت كارن اليه , وأجابت بلهجة حادة:
"أنك تعرف سيمون , وتستطيع أن تتصرف معه , لقد قلت لي ذلك عدة مرات , ونحن نريد منك منعه من مقابلتها فهي لا تستمع الى كلامنا, ولا نستطيع أن نفعل شيئا الا اذا حبسناها في البيت كل ليلة".
" تريدين مني أذن أن أقوم بدور الأب الصارم !".
أحمر وجه كارن وقالت:
" أنه يعمل عندك , وأنت تمده بدخله, وهو لا يملك أموالا خاصة به".
قال بول بجفاف:
" أوه, لقد رتبت كل شيء , أليس كذلك؟".
شدت كارن قبضتها على السكين والشوكة , اذ كان صوته ساخرا مرة أخرى , وقد كرهت الوضع المهين الذي وضعت نفسها فيه.
سألها متعمدا أثارة ضيقها:
"ولماذا يتعين علي فعل هذا؟ أقصد أن سيمون حر وفوق الحادية والعشرين , واذا كانت ساندرا حمقاء وتخرج معه , فيجب عليها أن تتحمل العواقب".
صاحت كارن بحدة:
" نعم يجب عليها, ولو كان الأمر بيدي لما أتصلت بك ولكن أمي طلبت مني ذلك , وأنا لا أهتم مما تفعله في الوقت الحاضر".
ابتسم قائلا:
" أخفضي صوتك يا كارن , هل تريدين كل من المطعم سماع حديثنا ليكون موضوع حديث ساحر بينهم أثناء كوكتيل المساء!".
صاحت:
" أوه , أنك بغيض".
وشعرت وكأنها على وشك الأنفجار باكية في أية لحظة , وقال بول بحدة:
" أهدئي , لقد انتهت مهمتك , وسوف أتحدث مع الأخ سيمون حتى تظلي على علاقة طيبة مع أمك".
" شكرا".
وعندما أنتهيا من الغداء أشعل بول سيكارة وقدمها لكارن قائلا:
" ألا تزالين تعملين مع لويس مارتن؟".
كان كلامه أقرارا أكثر منه تساؤلا , فأجابت ببرود:
" نعم أننا نعمل معا بأنسجام".
قال بهدوء:
" أنا واثق من ذلك, لماذا لم تتزوجيه؟".
" هذا لا يخصك في أي حال".
ابتسم بول في سخرية , فيما نقلت هي نظرتها الى طرف سيكارتها , وقال بول:
"طبعا لا يخصني , أنه مجرد حديث".
وبهدوء سألته:
"كيف حال أمك؟".
كانت أم بول تعيش في جنوب فرنسا واعتكفت هناك بعد موت زوجها وتولى بول أعمال أبيه , وزارتها كارن مرتين أثناء زواجها وأحبتها ولكنها لم تتصل بها كثيرا.
أجاب بول بحزن:
" أنها بخير , أتوقع أن أقيم أنا وروث فترة هناك بعد الزفاف".
" وهل تعرف روث أمك؟".
" نعم, ألتقت بها في حفل الخطبة".
هزت كارن كتفيها وقالت:
" كان يجب علي أن أتذكر متى سيتم الزفاف؟".
فأجاب بهدوء :
" بعد نحو ثلاثة أشهر , أنها تريد أن تكون عروسا في شهر يونيو ( حزيران)".
قالت كارن في تهكم:
"شيء لطيف , أنني واثقة أنها ستسعدك".
" وأنا واثق أنها ستسعدني فعلا , أنها فتاة جذابة".
" وهل ستقومان بشهر عسل؟".
" تريدين معرفة كل شيء عنا , في أية حال لم نقرر ذلك بعد , وربما قمنا برحلة".
وتذكرت كارن كيف قضيا شهر العسل في الفيلا الفسيحة على الشاطىء الكبير ونظرت في وجه بول بدون أن ينتبه , وهالها أن يتزوج من أمرأة أخرى غيرها , وشعرت برغبة في أن تجعله ينظر اليها بعينين ملؤهما الحب كما كان يفعل, تمنت أن تقول له أنها ما زالت تحبه وأنها تريد العودة اليه اليوم اذا سمح لها بذلك, ولكن هذا الشيء الفظيع الذي يسمى بالسلوك المؤدب منعها من ذلك , فأخذا يتبادلان حديثا عابرا , وتجاهلا المشاعر التي تعتمل في نفس كل منهما , وبعد أن شربا القهوة , أعرب بول عن رغبته في الأنصراف , لأن لديه عملا في الساعة الثالثة , وعرض أن يوصلها الى منزلها , ولكنها طلبت أن يوصلها الى شركة مارتن, وقالت متعمدة:
" أريد أن أرى لويس".
ولاحظت أن وجهه أمتعض قليلا, وركبا السيارة بصمت, كانت شركة مارتن لتصميم النسيج في شارع متفرع من شارع بورتلاند ومكتب لويس يقع في الطابق العلوي , ووقفت السيارة أمام المبنى , وقال بول لكارن وهي تغادر السيارة :
" سوف أتصل بك".
وتحركت السيارة بسرعة, واتجهت كارن نحو المصعد وهي تفكر في غضب, لقد بدا رزينا واثقا من نفسه بعيدا عنها , وتمنت لو فعلت شيئا لتبدد هدوءه, لقد تحدث بهدوء عن روث وعن زواجه المقبل , ترى هل سيخبر روث أنه قابلها , من يدري؟ لعله سيضحك معها على اضطرار كارن للجوئها اليه لمساعدتها , تحدث بثقة عن حياته مع روث, لا بد أنه سيطر عليها تماما , كان يخضع أحيانا لرغبة كارن ولكن ربما روث ترضى بأن يكون هو السيد فهي من النوع الرقيق على ما يبدو, ولن يحدث شجار بينهما أو نقاش عنيف أو حتى خلاف في وجهات النظر , سوف تنفذ كل رغباته . ولكن ألا يثير هذا الملل بالنسبة الى رجل مثل بول؟ أنه يحتاج الى شخص يعارضه أحيانا.

برنس وصاب 09-23-15 04:27 PM


ووصل المصعد الى الطابق الرابع , ودخلت مكتب لويس , فرأته جالسا أمام مكتبه يدقق في بعض الأوراق , ورفع رأسه عندما رآها وابتسم, كان رجلا متوسط القامة له شعر أشقر يشوبه البياض, ويضع نظارة على عينيه , وجلست كارن على مقعد أمامه, فقال لها:

" تبدين مضطربة , ماذا حدث؟".
أشعلت كارن سيكارة ونظرت الى لويس , ولاحظت الفارق الهائل بينه وبين بول. ليس فقط في المظهر ولكن في السلوك أيضا, وبعد نحو خمس دقائق كان لويس أثناءها ينظر في أوراقه قالت كارن"
"لقد تناولت لتوي الغداء مع زوجي الفاضل".
بدا على وجهه تعبير غريب , ثم قال:
" لا بدا أنك تمزحين".
أجابت بهدوؤ:
" أنا لا أمزح, لقد كنت مع العزيز بول نفسه".
زم لويس شفتيه وهز كتفيه النحيلتين , وسألها عن سبب اللقاء , شرحت له كل شيء, وعندئذ نهض قائلا في غضب:
" كان يجب على أمك ألا تطلب منك مقابلة بول, ألا تهتم بمشاعرك؟ كان لا بد أن تدرك أنه قد يجد متعة في أهانتك".
" بول لم يحاول أهانتي يا عزيزي, الواقع أنه كان لطيفا ونتفهما للموضوع , ولكن تصور أنني قرأت نبأ خطبته في الصحف, وأردت أن أضايقه, لا أعتقد أنه تصور أنني أحاول أعادته الي".
" وهل ستقابلينه مرة ثانية؟".
" سيتصل بي اذا كانت لديه أية أخبار عن ساندرا وسيمون".
" لا نريد أن يثير لك المتاعب".
أجابت كارن بجفاف:
" هذا مستبعد تماما, أنه مشغول بروث وبزواجه القريب".
"تعرفين أنني أريد رعايتك , ألا تسمحين لي؟".
" أرجوك يا لويس , أخبرتك مرارا أنني لا أهواك وأنا لا أستطيع الزواج من شخص لا أهواه , أن الفكرة نفسها تفزعني , أنني أحترمك ولا أشعر بحب أي شخص الآن".
كانت ذكرى بول تؤنب ضميرها , ولكنها استطاعت أن تتغلب عليها, وكان لويس متفهما, فلم يقل شيئا, ولو أنه تصرف بنحو مختلف لأضطرت الى ترك العمل معه , وفي النهاية قال لويس:
" لدي بطاقتان دعوة لحفل راقص خيري يوم الجمعة, هل تريدين الذهاب؟ سيكون حفلا متألقا وقد ينتزعك من متاعبك".
ترددت كارن, اذ كانت عادة , ترفض مثل هذه الدعوات , ولكنها قررت الذهاب في هذه المرة لعل الحفل الراقص يبعدها عن أفكارها فعلا, وقد يلهيها عن التفكير في بول, قالت ببطء:
" أنها فكرة طيبة يا لويس , أشكرك".
وذهل لويس , وابتسمت كارن من ذهوله وقالت:
" يجب أن أخرج من قوقعتي قليلا, كنت منطوية على نفسي في الأيام الأخيرة".
وقال لويس مبتسما:
" يسرني أنك تريدين رؤية الناس ثانية , أنها بادرة طيبة".
أومأت كارن برأسها وقالت:
" لعل مقابلة بول أفادتني , لقد انتهى كل شيء الآن, أليس كذلك؟".
حاولت أن يبدو صوتها مرحا ولكنها لم تشعر بالمرح, وبدا لويس سعيدا , لقد تغير اليوم كل شيء فجأة بطريقة فاقت كل توقعاته!

برنس وصاب 09-23-15 04:28 PM


2- رجل يقطر مرارة


بعدما أوصل بول كارن الى مكاتب شركة لويس مارتن , عاد بسرعة الى مكتبه في الشركة , والواقع أن عملا كثيرا في أنتظاره , ولكنه فقد حماسه للمضي في أنجازه , كانت أفكاره مشتتة , لم يتوقع أطلاقا أن يذهب لؤية كارن فقد قتلت حبه لها , ومع ذلك لا تزال قادرة على أثارته عاطفيا , أغضبته هذه الحقيقة , لقد التقى في حياته نساء كثيرات أجمل منها , فما الذي يأسره في كارن هكذا؟
في الواقع نسي مدى جاذبيتها, وكانت لمواجهته لها فجأة أثر لا يستهان به عليه , عاد الى مكتبه بمزاج معتل, ودهش عندما وجد روث في المكتب تنتظره, لم يحدث أن أتت روث الى المكتب من قبل, وشعر الآن ببعض الضيق لسبب ما عندما رآها ورفض ربط شعوره هذا بلقائه مع زوجته السابقة قبل ذلك.
ولكن بعد أشارة كارن المتعمدة الى شهر العسل الذي قضياه في ناسو, عادت الى ذاكرته كل تفاصيل علاقتهما السابقة بوضوح مؤلم, لقد استعادت كارن الذكريات أعتقد أنها كتمت في طي النسيان, الا أن كلمة واحدة من كارن بعثت الحياة في كل شيء, لقد جعلته يتذكرها ويشعر بها كأمرأة , أمرأة مغرية لها تأثير مدمر عليه دائما من اللحظة الأولى التي دخلت فيها مكتبه مع رئيس المصممين, ليشكرها الى التصميم المبتكر الذي وضعته للسجادة.
في بداية الأمر جمالها وسحرها الواضح هما اللذان شدَاه اليها, ولكنه بعدما أزدادت معرفته بها وقع في غرامها , لأنها أمرأة ذكية شابة مليئة بالحيوية مرغوبة وقادرة على التحدث معه في أي موضوع يريد مناقشته, وكان يعرف تماما أن أمواله أضافت الكثير الى ميزاته, وعندما رفضت كارن التورط في علاقة غرامية معه وجد تلك التجربة جديدة عليه تماما , فالفتيات في العادة رهن أشارته , وشعر بالأهانة عندما وجد أن كارن يمكنها رفض علاقته, وضايقه أيضا أكتشافه أن أهتمامه بالنساء الأخريات تلاشى , وأدرك أن كارن وحدها هي القادرة على أرضائه الآن, وعلى مر الأسابيع أصبح يحتاج اليها أكثر مما يحتاج ألى أي شخص آخر, ويعرف أنها تبادله شعوره ولكنها لم ترضى الا بالزواج فقط, ومن الغريب أنه وجد أنه لا يعارض , والواقع أن تلك الشهور القليلة الأولى من زواجهما حققت كل أحلامه الجامحة.
ولكنها عندما تحدَته وحصلت على وظيفة من دون أستشارته في شركة لويس مارتن , شعر بأنها أهانته , وغضب بعد ذلك عندما حدث الأنفصال النهائي بأن الكيل طفح, لم يصدق أنها تستطيع ايلام مشاعره على هذا النحو, وعندما أكد مارتن أنها لا تريد رؤيته ثانية فقد الأمل تماما.
في أول الأمر فقد القليل من وزنه , يأكل قليلا ويشرب كثيرا , وظل شهورا يعاني من أرق حاد , وفقد اهتمامه بالحياة , وقد أثَر ذلك على عمله بالتالي , وأخيرا نصحته أمه بأن يأخذ أجازة طويلة , لأنه لم يستطع القيام بأي عمل للشركة وهو في تلك الحالة.
وعندما علم بأنها على علاقة عاطفية مع لويس مارتن , لم يصدق ذلك, لم يستطع الأعتراف لنفسه بأن كارن يمكن أن تكون لها علاقة مع رجل آخر, وخاصة مع رجل مثل مارتن الذي يكبرها كثيرا, وعندما يتصورهما سويا يشعر بالغثيان والغضب, كان لا يزال غارقا في حب كارن , ولو أبدت أية رغبة للعودة اليه لقبلها على الفور, وبالشروط التي تضعها هي.
ولكنه عندما علم أن لويس كان يقضي الأمسيات مع كارن , ونام ليلة في شقتها , أضطر لأن يعترف بأن كل القصص السابقة التي سمعها عنهما كانت صادقة, وهكذا أنتهى زواجهما بلا رجعة.
لقد أنهى الطلاق كل شيء بالطبع وكان الخاتمة الأخيرة , وأقتنع بول تماما بألا يسمح لأية أمرأة أخرى بغزو عواطفه ثانية , وأصبح يسخر بشدة من الحياة والنساء , وعاش بدون تفكير كثير في الغد.
بعد ذلك التقى بروث ديلاني منذ ستة أشهر في حفل كوكتيل في نيويورك , حيث كان يحضر معرضا للنسيج , وفي الحال أتجهت اليه مباشرة , فقد أدركت أنه أكثر رجل جاذبية من بين كل الرجال الذين قابلتهم أو الذين يمكن أن تقابلهم , كانت روحه الساخرة تضيف لمسة قاسية الى شفتيه , ونعم هو أكثر نحولا مما كان عليه قبل الطلاق ويقطر مرارة... ومنذ تلك اللحظة , أصبحت ظله تظهر في كل الحفلات والمناسبات التي يحضرها , حتى أرغمته على أن يلتفت اليها, كان أبوها هيرام ديلاني من كبار رجال البترول وأمواله الطائلة يمكن أن تساعد شركة بول, كما أن مدير العلاقات العامة في شركة بول نصحه بأن يكون لطيفا مع الأميركيين , ووجد بول أن من السهل عليه الأستجابة لهذه الرغبة , وروث فتاة لطيفة, كما أن روحها الشابة يمكن أن تضفي تألقا ومرحا على صورته.
في بداية الأمر كان بول يستغلها فقط ويستفيد من سذاجتها , ولكنها استطاعت أن تنال ثقته بالتدريج , وأخيرا روى لها كل شيء عن زيجته التي أنتهت بالطلاق, وأظهرت روث تعاطفا كبيرا وأشفقت عليه, وجعلته يشعر بأنه رجل شاب نسبيا بلا هدف كبير في حياته , كان بول يعلم جيدا أن روث تعتزم أن تكون هي نفسها هذا الهدف في حياته.
وكرست نفسها له, وعندما عاد الى لندن, استطاعت أقناع والديها بزيارته هناك, والنتيجة أن بول وجد نفسه مع ثلاثة ضيوف بينهم أثنان على الأقل يتوقعان منه أن يتزوج روث! وسمح لنفسه بأن ينجرف مع التيار , وعندما أصبح التيار موجة عارمة , وكان لا بد من القبلة للمحافظة على الأنسجام , قرر أنه لن يحب اطلاقا مرة ثانية , ولذلك فمن المستحسن أن يتخذ لنفسه زوجة ومضيفة , واذا حدث أن أنجب أطفالا بعد ذلك, فأن مأساة زواجه الأول قد تختفي , وهكذا أصبح هو وروث خطيبين , وشعر والداها بالرضى أخيرا, فعادا الى الولايات المتحدة , وتركا روث في رعاية بول.
كانت روث ترتدي اليوم معطفا من الفراء الثمين , وقبعة أنيقة بها ريش وردي وتبدو أنيقة جدا بملابسها الثمينة , ولكن بول تنهد بعمق وهي تنهض لمقابلته , واتجهت نحوه وسط سحابة من العطر الفرنسي المثير , وقالت بلهجة تأنيب:
" أهلا يا حبيبي , لم تخبرني أنك ستتناول الغداء في الخارج, أنني أنتظرك هنا منذ ساعة تقريبا".
سمح بول لشفتيها أن تلمسا خده قبل أن يبتعد ويخلع معطفه, ثم قال:
"آسف يا روث... لم يكن أمامي الا الذهاب".
ووضع معطفه فوق أريكة منخفضة , ثم سار نحو مكتبه وألقى بنفسه على المقعد وراءه , ومد يده ليأخذ علبة سكائره, ورفعت روث معطفه وهي تبتسم ابتسامةلها معنى , وعلقته فوق المشجب قبل أن تجلس على الكرسي أمامه , ثم تمتمت قائلة:
" والآن ما هو هذا الشيء الهام جدا الذي جعلك تترك كل شيء وتخرج لتناول الغداء ؟ عندما طلبت منك مساء أمس أن نتناول الغداء اليوم سويا قلت أن وقتك لا يتسع لشيء".
أجاب بول وهو يسحب نفسا من سيكارته:
" كان هذا صحيحا تماما ".
قالت روث:
" لماذا تبدو متوترا متجهما , ولا تبدو عليك السعادة لرؤيتي؟".
هز بول كتفيه وتمتم وهو يقطب جبينه:
"آسف يا روث ... كنت أفكر فقط".
حملقت فيه روث بعينيها البنيتين العميقتين , وأخيرا قال بول:
" لقد تناولت الغداء مع كارن".
اتسعت عينا روث وقالت:
" كارن ... هل ... هل تعني...؟".
" نعم ... أعني زوجتي السابقة".
ذهلت روث وبدا عليها الوجوم ... كانت كارن حتى الآن أشبه بطيف غامض يلوح في الخلفية ولكنه لا يتجسد ... وحاولت روث أن تحتفظ برباطة جأشها , وهتفت قائلة:
" لا بد أن ما حدثتك عنه كان هاما جدا".
وضمت قبضتيها , وهي تتساءل في قرارتها: ما معنى هذا؟ لا يمكن بالطبع أن يعتزم التورط مع كارن مرة أخرى! ولأول مرة بدأت تساءل عن شكل كارن , أن بول لم يحاول أن يصفها لها , ولم تبد هي في الواقع أي أهتمام بذلك.
وقال بول ببطء:
" نعم كان شيئا هاما... أختها ساندرا التي لا تتجاوز السابعة عشرة من عمرها تخرج مع سيون ... الأخ العزيز سيمون!".
تراخت قليلا أعصاب روث المتوترة وقالت:
" ولكن سيمون رجل متزوج يا بول . لقد قابلت زوجته جوليا في الأسبوع الماضي فقط... ولم يظهر عليها ما يجعلني أعتقد أن هناك نزاعا بينها وبين زوجها أو أنهما ينويان الأنفصال".
تجمد تعبير ساخر على وجه بول , وصاح وهو يهز رأسه:
" يا عزيزتي روث , أنهما لا ينويان الأنفصال , أن سيمون يتصرف هكذا دائما , وكذلك جوليا ... أعتقد أن بينهما أتفاقا مريحا جدا!".
ابتسم أبتسامة ساخرة وأضاف:
" صحيح! من الواضح أن الحياة جنبتك الأشياء الكريهة يا روث, تنبهي... أن مثل هذه الأمور تحدث دائما".
فصاحت وهي تعض شفتيها :
" حسنا, أعتقد أنه وضع مقزز , أننا في القرن العشرين ولم يعد الناس يفكرون في عشاق أو محظيات! قد يلتقي شخصان مثلنا ويكتشفان اذا كانا منسجمين أم لا, ولكن التصرف على هذا النحو... حسنا ... أني أعتبره وحشية... أبعد ما يكون عن التحضر!".
هز بول كتفيه وأجاب:
" أنني أعرف أن سيمون يبدو زير نساء في نظرك, ولكن حياته الخاصة لا تهمني في الواقع وما دام عمله لا يتأثر بتصرفاته , فأنه يستطيع أن يفعل ما يشاء , ولا شأن لي به, على أن الوضع مختلف في حالة ساندرا ... لقد طلبت مني كارن نيابة عن أمها أن أتدخل , أن ساندرا صغيرة حمقاء بل طائشة اذا شئت, وهي تتورط في وضع فوق طاقتها اذا تورطت مع سيمون...".
بدا الغضب على روث وأعترضت على محاولة كارن الأستحواذ على زوجها السابق , وقالت في غضب:
"أذا كانت هذا الساندرا مثل كارن فأنني أعتقد أنها قادرة جدا على أن تعنى بنفسها , ولعلها تستحق ما يحدث لها".
بدا وجه بول باردا , وأدركت روث أنها تفوهت بالأمر الخطأ ...
وسألها ببرود:
" وما الذي تعرفينه عن كارن بالضبط؟".
مدت روث أصابعها , وركزت عينيها على خاتم الخطوبة الزمردي الذي يتلألأ حول أصبعها , محاولة الدفاع عن نفسها :
" لقد روت لي جوليا الكثير عن كارن".
نفض بول سيكارته وقال:
" حقا؟ لم أكن أعلم أنكما تتحدثان معا حديثا وديا ... ماذا قالت لك؟ ... أخبريني؟".
احمر وجه روث خجلا وقالت:
"لا تكن مجنونا يا بول , أن جوليا لم تقل لي أكثر مما خمنته من كلماتك أنت بنفسك عن الموضوع , بحق السماء لقد أنتهى الأمر الآن, آسفة اذا كنت تلفظت بكلمات غير مناسبة , ولكنك لم تعد خادمها الآن؟".
هز بول كتفيه وقال:
" أقترح أذن أن تنسي أي شيء قالته لك جوليا عن كارن , أنها تعرف جيدا أن كارن أفضل منها بكثير , وقد أظهر سيمون دائما أن كارن تأسر لبه , أنني أعرف أن له نساء أخريات ولكن جوليا لا تعرف أطلاقا من هن, وقد كانت صدمة كبيرة لها عندما وجدته يحاول التقرب من زوجة أخيه".
أمتقع وجه روث , وقالت:
"وهو كذلك يا بول , لا بد أنها أمرأة رائعة".
ولكن السخرية بدت واضحة في عبارتها الأخيرة , وتمتم بول وهو يفكر:
" نعم".
ثم عادت روث الى الهجوم وسألته:
" في أية حال ... ألم تكن تستطيع أن تتصل بك تلفونيا , ألم تستطع حتى أمها أن تتصل بك؟".
" لقد أتصلت تلفونيا بالفعل , ولكنني لم أفضا مناقشة الأمور العائلية في التلفون , الذي أشك في سريته".
وهزت روث كتفيها وقالت ببرود:
" لعلك على حق... ولذلك تناولتما الغداء معا على نحو أليف".
ابتسم بول في جفاف وتمتم قائلا:
" لا أستطيع أن أصفه بأنه أليف".
ووقفت روث قائلة:
" حسنا ... لقد أنتهى كل شيء... أعتقد أنك ستقوم بدور الأب الصارم مع سيمون".
" سأحاول , كانت ساندرا فتاة لطيفة , صحيح أنها مدللة ولكنها لطيفة , ولا أحب أن يحدث لها أي ضرر".

برنس وصاب 09-23-15 04:29 PM


وعضت روث شفتها ثانية , وشعرت بضيق من هذا الحديث , كان الهدف من زيارتها للمكتب أن تخفف من رتابة اليوم الكئيب لبول, ولكنها بدلا من ذلك انتظرت أكثر من ساعة , وعندما عاد الآن لم يجد ما يتحدث عنه الا كارن! شعرت بحزن عميق, وكانت على حق في شعرها هذا , أرادت أن تعتبر نفسها المرأة الوحيدة في حياة بول , لقد ولى الماضي , أما هي فكانت الحاضر, لقد تحطم زواجه السابق نتيجة تهور أحمق , وكانت تريد أن تكون هي الزوجة التي يحبها . لم يكن في نيتها أن تسمح للملل أن يدخل حياتها , وكانت مقتنعة في الواقع بأن الحياة مع رجل مثل بول لا يمكن أبدا أن يشوبها الملل.

ونظر اليها بول بضجر , وقال بجفاف:
"لا تقلقي . أن كارن لا تهتم بي , وهي لا تزال تعمل في شركة لويس مارتن , وأعتقد أنها ستتزوجه يوما ما, بل يدهشني أنهما لم يتزوجا حتى الآن , لقد توقعت أن يتزوجا بمجرد أنهاء الطلاق".
ولاحظت روث أنه لم يقل أنه لا يهتم بكارن , ولكنه تعمد أن يتجنب الأشارة الى هذا , في أية حال لا يمكن أن يكون مهتما لها, ولو كان مهتما بها حقا لحاول أن يستردها ... لا , لا ... أنه يحب روث ولن يدع كارن تستغفله مرة أخرى.... أنها مقتنعة بذلك . أن كبرياؤه على الأقل , أن لم يكن أي شيء آخر , تمنعه من ذلك.
قالت وهي تسترخي قليلا:
" أنني مسرورة جدا... والآن , أين نذهب الليلة؟ أعني اذا كنت تستطيع أن تنتزع نفسك من المكتب".
ضاقت عينا بول على نحو غامض , ولم تستطع روث معرفة فيم يفكر.
وقال وهو يمر بيده خلال شعره الغزير:
"أين تودين الذهاب؟".
هزت روث كتفيها وهي تقول:
" الى الأوبرا...".
" حسنا , سأطلب من الآنسة هوبر لتأتي بالتذاكر, وسأمر عليك في الفندق لتناول العشاء أولا ... هل هذا يناسبك؟".
وافقت روث بحماس وقالت:
" رائع...".
لقد عاد الآن الى أرض يعرفانها , ولم يعودا يسيران بين ألغام قديمة لم تنفجر , وأستطردت روث قائلة:
" على فكرة يا حبيبي , أن لديَ بعض التذاكر لحفل خيري راقص يقام في المانيفيك يوم الجمعة , أعتقد أنه مثير , وأتمنى حضوره".
كان بول في تلك اللحظة لا يشعر بأية رغبة في الذهاب الى حفل راقص , فقطب جبينه وقال:
" أني في العادة لا أذهب الى مثل هذه الحفلات يا روث , أنني أشتري تذاكر بالطبع , ولكن...".
صاحت قائلة:
" ولكن ماذا يا بول؟ أريد أن أذهب... ألا يعني هذا شيئا بالنسبة لك؟".
أدرك بول أنه تصرف بطريقة فظة فقال محاولا أن يرضيها :
" بالطبع يعني الكثير , آسف يا روث , سنذهب طبعا اذا كانت هذه هي رغبتك".
ابتسمت روث شاعرة بالأنتصار , وتأكدت ثانية من مركزها فقالت:
" شكرا يا حبيبي, والآن سأنصرف وأتركك لعملك... لقد ضيعت وقتك بما فيه الكفاية".
وبعد أنصراف روث دفن بول رأسه في يديه , كانت الغيوم تسود أفكاره الكئيبة , ومشاعره تجرح كرامته , فثار على نفسه لهذه المشاعر. كان يوما عجيبا والتوتر فيه أكثر مما توقعه.
تنهد وأشعل سيكارة أخرى, وصب لنفسه كأسا من الشراب , ولم يسعه الا أن يتذكر كم أن روث وكارن مختلفتان ... الواقع أن الأختلاف هائل... أن روث قصيرة , بينما كارن طويلة مثيرة, شعر روث مجعد قصير , بينما شعر كارن طويل مستقيم ... كانت روث تفضل الثياب الأنيقة المعقدة, بينما كارن تفضل الثياب البسيطة والبنطلونات ... لا بد أن هذا يعني شيئا بالتأكيد , وابتسم لنفسه , لا شك أن أي طبيب نفساني يفسر ذلك على أنه نوع من الأضطراب الذهني لعله كذلك! لعل عقله الباطن رفض أي تشابه بين المرأة التي طلقها والمرأة التي ينوي أن يتزوجها , ولكن مهما حدث فأن كارن لن تدخل حياته مرة أخرى , أن روث تحبه لنفسه ولن تطلب منه أي شيء لا يريد أن يعطيها اياه أنها ستحمل أطفاله , ولن تريد أن تكون شيئا غير حقيقتها.
بعد يومين وفي صباح يوم الخميس وبينما كانت كارن ترتدي ثيابها دق جرس التلفون فجأة , كانت الساعة العاشرة والربع , هرعت لترد على التلفون , وسألت نفسها وهي تلهث ... ترى هل يكون المتحدث بول ؟
ما لبثت أن سمعت صوت رجل يقول:
" أهذه أنت يا كارن؟".
وأدركت فورا أنه ليس صوت بول , فقالت وقد أنتابها شيء من الفضول.
"نعم,,, من المتحدث؟".
أجاب ساحرا :
" ألا تتذكرينني , أنا الذي تحطم قلبه!".
وفجأة عرفته... فسألته وقد أدركت أنه صوت شقيق بول:
"ماذا تريد يا سيمون ؟ وأين أنت في هذه الساعة المبكرة؟".
أجاب بسرعة:
"أنا تحت ... هنا... أريد أن أراك ... هل أستطيع الصعود؟".
قالت وهي تتنهد:
" نعم ... ولكنني لم أرت ثيابي ... أنتظر دقائق".
أجاب بسرعة:
" سوف آتي فورا".
ثم وضع السماعة.
وعضت كارن شفتها... ترى ما الذي يريده منها سيمون؟ أنه لم يتصل بها أطلاقا من قبل , ومنظ الطلاق لم تره الا صدفة , ترى هل يريد مناقشة موضوع ساندرا ؟ وتمنت ألا يفعل.... كانت تأمل أن يكون بول قد قام بتسوية الأمر.
وما كادت تلتفت حتى سمعت طرقا على بابها , ولمت أطراف الروب جيدا حول جسمها وذهبت تفتح , كانت تبدو جميلة , وكان الروب بلونه الأزرق الداكن يبرز لون بشرتها البيضاء ... وفتحت الباب , وتألقت عينا سيمون عندما رآها , كانت دائما تسحره , ولكنها أوضحت منذ البداية أنها لا تحترمه كثيرا , كان يكبرها بخمس سنوات , ولكنه كان يتصرف وكأنه أصغر منها بعشر سنوات , كان نسخة من بول, ولكن شعره الأسود أطول وبشرته تبدو شاحبة من قلة تعرضه للهواء الطلق , كان جذابا في نظر كارن , لقد وقعت نساء كثيرات أسيرات سحره, ولكنهن كن مثله في العادة , يعشن ليومهن ولا يفكرن في الغد, وكانت علاقته هذه مع ساندرا مغامرة جديدة, وقد أستاءت كارن لأن ساندرا لم تستطع أن تراه على حقيقته شخصا ضعيفا لا يعتمد عليه.
قالت كارن بصراحة:
" حسنا , ماذا تريد؟".
صاح يؤنبها:
" ألا تسمحين لي بالدخول؟ ثقي أنني لم أحضر لمضايقتك , مهماكان تفكيرك!".
تنهدت كارن بعمق , وتراجعت خطوات كي تسمح له بدخول الشقة, وعندما سار نحو الأريكة الوثيرة , جلس مسترخيا وتمتم قائلا:
" أن شقتك جميلة بالتأكيد يا كارن".
قالت كارن بسرعة:
" دعك من المقدمات ... قل ماذا تريد وأنصرف!".
ولكن سيمون لم يكن حريصا على أن يفعل هذا الآن بعد أن أسترخى في الأريكة , فتثاءب وقال:
" يا ألهي ... أنني متعب".
صبت له كارن فنجانا من القهوة وأعطته أيه, ولاحظت أنه يرتدي سترة عشاء تحت معطفه فقالت:
" أعتقد أن الوقت مبكر بالنسبة لشخص مثلك ... ألم تنم؟".
ابتسم سيمون ساخرا وقال:
" يا صغيرتي العزيزة كارن ... لقد كنت ألعب الورق ... هذا كل ما في الأمر , أعترف بأنني لم أقض الليل بين ملاءات حريرية فوق مخدة وثرة , ولكنني لم أكن منغمسا في أية حماقات!".
أشعلت كارن سيكارة , وأبتعدت عنه , وفجأة سألها سيمون :
" أخبريني يا كارن... لماذا لا أجذبك؟ في حين أن الأخ الأكبر بول كان يسلب عقلك!".
احمر وجه كارن وأجابت وهي تلتفت اليه ببطء:
" هل تريد أن تعرف السبب حقيقة؟ يوجد سبب يا سيمون , وهو أنك في نظري مجرد أنسان ضعيف غبي لا تفكر الا في نفسك , هل يقنعك هذا الرد؟".
احمر وجه سيمون ووضع فنجان القهوة فوق الصينية بعد أن شربه, وقال بلهجة مرحة أثارت غضب كارن من جديد:
"أنا الذي أثرت كل هذا".
وتساءلت كارن كيف يجلس هناك ويسمح لها بأن تتحدث أليه بهذا الأسلوب؟ أليس لديه أحساس؟ كرامة؟ ومرة أخرى تنهدت وقالت له:
"حسنا يا سيمون , والآن بعد أن فرغت من قهوتك هل تسمح وتخبرني لماذا أتيت الى هنا؟".
" بعد كل ما قلته أشعر بأن حضوري جهد ضائع , كنت أتصور أنك تستلطفينني حتى لو كنت في المرتبة الثانية بعد بول".
هزت كارن كتفيها وقالت:
" حسنا, لقد عرفت الآن قيمتك عندي , لماذا حضرت؟ هل جئت لتتحدث عن ساندرا؟".
أومأ سيمون قائلا:
" نعم... أننا نقضي معا وقتا ممتعا".
صاحت كارن:
" يمكن أن أتخيل هذا, كان يجب أن يكون لديها احساس أكثر , وأنت كذلك".
" لقد طلب مني بول يا عزيزتي أن أترك ساندرا, وكنت آمل أن تستطيعي أقناعه بالا يتدخل , أنني لم أضر ساندرا في أية حال".
قالت وهي مدهوشة من عجرفته:
" لا بدد أنك تمزح, يا ألهي! أنني أنا يا سيمون التي طلبت من بول أن يتدخل , لقد كادت أمي أن تنهار عندما أكتشفت أن ساندرا تخرج معك".
نظر اليها سيمون بامتعاض وقال:
" كارن , هل تقصدين أن تقولي لي أنك أنت وراء كل هذا ؟".
أجابت ببرود:
" نعم, أنا وأمي ... لماذا تندهش يا سيمون؟ أنك لا تصلح لأية أمرأة , بصرف النظر عن جوليا .... أنك متزوج , هل تتتذكر هذا؟".
قطب سيمون جبينه ورد غاضبا:
" هذا شأننا".

برنس وصاب 09-23-15 04:30 PM


صاحت كارن:

" هل كنت تعتقد حقيقة أنني سأشجع علاقة بين أختي ورجل متزوج, أي رجل متزوج؟ هذا الى أن رجلا مثلك يؤثر عليها تأثيرا سيئا, أنها طائشة بما فيه الكفاية , بدون أن تزيدها طيشل بطريقتك المجنونة!".
تمتم قائلا وقد بدا غاضبا:
" صحيح! شكرا يا آنسة ستاسي , ولكن لا أعتقد أنك تعرفين مدى حب ساندرا لي , لن تستطيعي أن تفرقي ما بيننا بسهولة , ان بول يعتقد أن له اليد العليا ولكن المسألة ليست بهذه البساطة".
سألته كارن بقلق:
" ماذا تقصد؟".
وفكرت:
بالتأكيد لن تحدث ردود فعل عكسية في هذا الموضوع البغيض, وفجأة سمعت طرقا على الباب ,فعبست ورفع سيمون حاجبيه ثم قال بسخرية:
" مزيد من الزوار! ترى من القادم؟".
هزت كارن كتفيها وأطفأت سيكارتها وسارت نحو الباب لتفتحه,وفوجئت ببول يقف أمامها... بقامته الطويلة يرتدي حلة زرقاء داكنة جميلة وقميصا أبيض , وربطة عنق زرقاء , كان منظره الأنيق يتناقض مع مظهر سيمون الهزيل , وأدركت كارن أن بول كان دائما يبدو على أجمل صورة , وأكثر أناقة من أي شخص آخر مهما كانت ملابسه.
ولكن وجه بول كان باردا وهو يتطلع الى الرجل الجالس على الأريكة... كانت عيناه الداكنتان عميقتين , وشعرت كارن بالهلع من الضجر الذي بدا على وجهه , وأخيرا قال:
" حسنا ... حسنا... أنك اليوم شعبية! أم يجب أن أقول أنك شهيرة!".
ثم نظر الى روب كارن ووجهها الخالي من المساحيق, وأدركت فورا ماذا يقصد... فصاحت قائلة وهي تضم أصابعها:
" يا لها من مفاجأة!".
أجاب بول بسخرية واضحة:
" أنا واثق أنها مفاجأة فعلا, لو كنت أعرف أن لك علاقة وثيقة هكذا بسيمون لطلبت منك أن تناقشي معه موضوع ساندرا بنفسك. كنت أعتقد أنك أرفع من أن تهتمي برجل مثله".
وصاحت كارن في يأس:
" كنت... أقصد... لا يمكن أن تتصور أنه جاء الى هنا لأنني دعوته!".
أجاب بول ببرود:
" وواضح أنه يبدو وكأنه في منزله هنا! لعلك أردت أن يقطع علاقته مع ساندرا حتى لا يكون لك منافس!".
وفي هذه اللحظة قرر سيمون أن يتدخل فنهض قائلا ببطء متعمد:
" رغم أن هذا يؤلمني فأنني يجب أن أقول أن كارن لا تهتم بي... لقد قالت ذلك بصراحة وبطريقة لا تثير الشك".
تنهدت كارن بارتياح وقالت:
" أشكرك...".
ولكن وجه بول لم يتغير ... وهز كتفيه قائلا:
" في أية حال يا كارن لا بد أنك علمت أنني تحدثت مع سيمون, وأنه وافق على قطع علاقته مع ساندرا ... وفي أية حال يا سيمون ليس من الضروري أن تكون لك علاقة مع الأثنتين ... أعتقد أنك ستجد كارن كافية لسد حاجتك!".
تحركت يد كارن لتصفع وجهه عندما تفجر غضبها. ولكنه كان أسرع منها فقبض بأصابعه القوية على رسغها , وضاقت عيناه وهو ينظر الى وجهها البيضاوي الشاحب , وقال بهدوء وقسوة:
" مسكينة يا كارن... أنك لن تتعلمي أطلاقا يا حبيبتي , أليس كذلك؟".
صاحت غاضبة وهي تجز على أسنانها:
" دعني وشأني".
قال وهو يترك ذراعها فورا:
" يسرني ذلك... لا أظن أننا سنلتقي ثانية , وداعا يا كارن".
واستدار وخرج . ووقفت كارن ترقبه وهي تدلك رسغها . كان الغضب باديا عليها, وعندما اختفى بول انقلبت على سيمون وبصقت عليه وقالت:
" أنظر ماذا فعلت... أنكم يا آل فريزر تتصورون أنكم تحكمون الأرض!".
اتسعت عينا سيمون وصاح قائلا:
" لا تلوميني . أنني لم أثر ذلك الأعصار, صحيح أن بول لم يسعده أن يراني هنا, ولكن هذا لا يهم, أنه لم يعد يعني شيئا لك وأنت لا تعنين شيئا له, فلماذا تغضبين؟".
" أخرج...حالا".
" وهو كذلك يا حبيبتي, ولكن تذكري ما قلته".
ثم أردف قائلا وهو يسير نحو الباب:
" هل تعتقدين أن الأخ بول يرضى بأن يوصلني الى المكتب اذا طلبت منه ذلك؟".
صفقت كارن الباب وراءه بدون أن ترد عليه, واستندت على الباب وهي تشعر بالغثيان! كان صباحا سيئا رغم أن الساعة لم تتجاوز الحادية عشرة بعد!
ودخلت غرفة نومها لترتدي ثيابها , وتركت دموعها تتدفق على خديها , أنها لم تجد فرصة لتخبر بول بما قاله سيمون هن ساندرا , ولا يبدو أنها ستجد الفرصة بعد الآن , وراحت تحدث نفسها... لماذا... لماذا اختار بول ذلك الصباح ليأتي ؟ أما بالنسبة لسيمون فأن غروره أقنعه بأنها مغرمة به جدا , ولا يهمها أن تقف وترى حياة أختها تنهار بدون أن تحاول أن تتدخل لتمنع ذلك... وتنهدت بعمق... لقد بدت الحياة معقدة فجأة.
تناول بول الغداء وحده في مطعم صغير قريب من الشركة, كان يشعر بالأكتئاب النفسي والقلق الجسدي, ولم يشعر بشهية لتناول الطعام فشرب ثلاثة فناجين من القهوة بدلا من وجبته المعتادة.
أن رؤية أخيه في شقة كارن ذلك الصباح هزت كل كيانه بعنف , وجعلته مضطربا مشوشا , فلعن نفسه لأنه ذهب الى هناك, ولعن نفسه أيضا لأنه كان غبيا واهتم بهذا الموضوع , كان السبب الوحيد لذهابه الى الشقة هو أن يتحدث مع كارن وحدها عما دار بينه وبين سيمون بشأن ساندرا, وقد ذهل عندما رأى أخاه هناك. لماذا كان هناك في أية حال؟ هل يمكن أن يكونا عاشقين؟
عذبت الأفكار ذهنه المتألم فحدق ساهما في سيكارته , أن سيمون لم يكن قد قضى الليل في بيته . وكارن كانت ترتدي معطفا منزليا , ما معنى هذا؟ ومرة أخرى عاد يفكر ويتساءل ... ماذا لو فكرت كارن بأن تبدأ علاقة مع سيمون ؟ ما الذي سيفعله في هذه الحالة؟ هل يمكن أن يحتمل هذا الوضع؟واذا لم يحتمله, فماذا؟ لقد أثارت مقابلة معها كل هذه الأفكار فتمنى لو لم يكن قد ألتقى بها مرة أخرى, لقد بدت حياته المتكاملة هشة وكأنها تتحول الى رمال... رمال عاطفية, وهنا هز رأسه , ترى لماذا يفكر في كارن ... لقد خطب روث ولا شك أنها ستعزيه وتسليه اذا شاء هو ذلك , ما الذي يجعله متعلقا الى هذا الحد بكارن؟


الساعة الآن 06:02 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا