رواية بقلمي بعنوان "استفهام" . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتمنى أن يكون الجميع بأحسنِ حال سأطرح اليوم روايتي الثانية بعنوان ( استفهام ) رواية مشابهة لروايتي السابقة .. لمن قرأها في مجتمع غربي ، رومانسية من لا يميل للرومانسية من الأفضل أن لا يجهد نفسه لقراءتها منَ البداية سأكون سعيدة بمن يتابع الرواية ، شكراً مقدماً لمن سيهتم ، و لمن يَعبُر ، و لمن يشجع أترككم الآن مع الجزء الأول :MonTaseR_205: |
،،،، الجزء الأول ،،،، أنا "أماندا" ، فتاة تبلغ الثانية والعشرين من العمر ، أدرس في معهد الطب ، أعيش مع أخي "ألفريد" الذي يكبرني بخمسِ سنواتٍ في منزلٍ قريب من المعهد .. لست فتاة يميزها شيء ، أنا فتاة عادية جداً ، لستُ طاغية الجمال ، ولا متفوقة كثيراً في دراستي رغم اجتهادي .. حياتي ليس فيها ما يثير منذ طفولتي ، لكنني سأبدأ معكم ، مع أول صبحٍ مثير! كنت قد خرجت في الساعة السابعة والنصف من المنزل و حقيبتي معلقة على كتفي ، أمشي بخفة كالمعتاد ، تروقني حركة الشارع في الصباح ، الناس وازدحام السيارات .. أشعر بالنشاط والحيوية كلما علت الشمس وازدادت اشعتها . دخلت إلى المعهد وسرت إلى القاعة التي اكتظت بزملائي ، ألقيت التحية عليهم واتجهت نحو مقعدي لأجلس وضعت حقيبتي ، نظرت إليَّ صديقتي المقربة "سارة" الجالسة بجانبي - صباح الخير "أماندا" .. كيف حالكِ ؟ - بخير ماذا عنكِ؟ - جيدة ثم أضافت بصوتٍ خافتٍ وهي تقرب وجهها من وجهي - كيف حال "ألفريد"؟ أجبتها بسخرية - يبلغكِ تحياته احمرت وجنتيها وقالت بسعادة - حقاً!؟ ضحكت وأجبتها - "ألفريد" لا يلقي بالاً لأحد يا عزيزتي ، آسفة لأجلك عبست وجهها وضربتني على كتفي قائلة بحنق - أنتِ سيئة ، ألا يمكنكِ أن تجمليني أمامه؟! ، تكلمي عني دائماً عنده ، إمتدحيني وتغزلي في عيني الزرقاوين و شعري الأشقر ، سيجن جنونه بي لو تفعلين . لم أتمالك نفسي عن الضحك ، ضحكت بصوتٍ عالٍ كما هي عادتي ، وسرعان ما توقفت عن الضحك حينما أحسست بإصبع "إليزا" على كتفي نظرت إليها ، فقالت باشمئزاز - متى ستعقلين؟ ، صوتكِ مرتفع متى تنوين التصرف كأنثى حقيقية يا "آماندا"!؟ رفعت حاجباي ونظرت إليها باستهجانٍ قائلة - عذراً آنسة "إليزا" ، هل أزعجت سمعكِ الرقيق؟ ، لم أقصد يا رقيقة صدت عني بحركةٍ ملؤها الغرور وابتعدت عني حيث الفتية ، قالت "سارة" باستياء - كم هي كريهة! ، أستغرب لما هي محبوبة من الشباب . - دعيها عنكِ ، إنهم مفتونين بغرورها فقط . ومددت يدي إلى درج الطاولة و أخرجت المرآة ورفعتها أمام وجهي قائلة و أنا أعبث بغرتي - أنا أجمل منها بكثير ، لكن العمى قد أصابهم عند غرورها ، لا يفقهون شيئاً في مقاييس الجمال ! - أنتِ محقة ، حسناً سأذهب لرؤية "فرانك" وعدني بإحضار روايةٍ جديدة اليوم . قالت هذا ونهضت من مقعدها أما أنا أنزلت المرآة وأعدتها إلى الدرج ، ولامست يدي حينها ورقة ، تساءلت ماهي فأمسكت بها وسحبتها إلي ، فعلت وجهي الدهشة! .. كان ظرفاً أبيض! قلبته لعلني أعرف من هو صاحب الظرف ، ولأتأكد إن كان لي أو لا ، فلست معتادةً على تلقي الرسائل بهذه الطريقة في المعهد ولكن المفاجأة كانت ، عندما قرأت السطرين عليه إلى العزيزة "آماندا" رسالة من معجب انبهرت كثيراً ! .. احسست بحرارةٍ تعتلي وجهي ، احكمت القبض على الظرف وأعدته بسرعة إلى الدرج ، كان قلبي يقفز بين أضلعي بذعرٍ شديد .. حاولت تمالك نفسي ، أخذت نفساً ثم نظرت إلى زملائي من حولي ، حاولت التأكد إنه لم يلحظني أحد ، ولم تقع العيون على الرسالة التي بيدي كان الجميع لاهياً في اهتمامه والبعض الآخر بالحديث ، احسست بالطمأنينة ، وعدت لأسحب الظرف من جديد وقد عاود قلبي انتفاضه ، قرأت من جديد إلى العزيزة "آماندا" رسالة من معجب تساءلت بحيرة - من معجب! .. أحقاً هناك من هو معجبٌ بي؟! ، أو أنها رسالة من عابثٍ يحاول الضحك علي والتسلي معي؟ رفعت بصري من جديد ابحث عن عينين تراقباني ، ولكن لم يكن هناك من يراقب ولم يكن هناك ما يشير على ان أحدهم يترقب مني أن أسحب الظرف وأشرع في قرآءته ، أيكون الأمر جدياً؟! ، ليس مقلباً من زملائي أو .. أو "سارة"! .. "سارة"! ، لا لا يعقل أن تكون "سارة" ، لو أنها هي لظلت بجانبي تترقب اللحظة التي أخرج منها الظرف لترى ما تصنعه المفاجأة على وجهي همست بداخلي - لأفتح الظرف ، وأرى ما كتب فتحته بحذرٍ والتوتر سيطر علي ، أخرجت منه ورقة بيضاء ، فتحتها ويداي ترتعشان ، لكن المفاجأة .. أنني لم أجد بها كلماتاً ، ولا حروف .. بل كانت فقط ، بالخط الكبير والعريض علامة استفهام ! ============= في المساء عند السادسة ، كنت في غرفتي أمسك بالورقة البيضاء ، التي توسطتها علامة إستفهامٍ كبيرة بالخط الأسود .. كانت الربكة تستولي علي كلما وقعت عيناي على مافي الورقة - استفهام! .. ماذا تعني؟ ، يبدو ذلك لغزاً مثيراً . تذكرت تصرفات زملائي اليوم ، لم يتصرف أحد معي على غير طبيعته ، وكذلك "سارة" ، كنت أتوقع أنها مزحة من أحد أو إحدى الزملاء ، لكنني الآن أستبعد ذلك رفعت الورقة أمام عيني - استفهام! .. ألم يحلو لك أيها المعجب سوى أن تكتب علامة استفهام!؟ ، ماذا تعني؟! وضعت الورقة على طاولتي وهمست بحزن - تريدني أن أتساءل عن من تكون؟! ، لقد أثرت فضولي كثيراً ابتسمت لنفسي وسرحت في خيالي - لا بأس ، كل شيء سيكشف عما قريب ، أنا!؟ ، "آماندا" لدي معجب! ، لم أتخيل ذلك ، لم أحلم قط بأني سأثير اهتمام أي أحد ، من تراه يكون ذلك المفتون؟ وضحكت لنفسي وقد بدأ الأمر يعجبني فعلاً ، كان ذلك مثيراً للإهتمام طرق أخي الباب هذه اللحظة ودخل قائلاً - هيا "آماندا" ، العشاء جاهز بدا علي الإرتباك ، فتخيلاتي أخذتني للبعيد وطرق الباب فاجأني ، ويبدو أن "ألفريد" لاحظ ذلك فسألني - أنتِ بخير؟ نهضت من كرسيي وتقدمت نحوه - نعم بخير ، مرهقة وحسب ذهبنا معاً على طاولة العشاء ، أخي طاهٍ ماهر وهو يمارس الطهي كهوايةٍ له ، يتسوق بنفسه لاحتياجات المطبخ ولا يحب أن أشاركه الطهي أبداً ، إنه يبدع فيه حقاً! كنت دائماً أتناول طعامه بشيهة كبيرة ، لكن الليلة ، وربما بسبب الرسالة لم تكن شهيتي كبيرة ككل مرة ، كنت أشرد بعقلي دون وعيٍ لتلك الرسالة التي قلبتني رأساً على عقب! - "آماندا" ألم يعجبكِ الطعام؟ نظرت إليه بعد أن فقت على صوته من شرودي وقلت - بلى أعجبني ، سلمت يداك ابتسم أخي برضاً ، فسألته - "ألفريد" ، لو وصلتك رسالة من مجهول ، وفي الرسالة علامة إستفهام .. ماذا تعتقد أنها تعني؟ توقف أخي عن الأكل ، ورأيت في عينيه الدهشة والإستغراب ، ثم قال - علامة استفهام ، فقط ! - فقط! ابتسم و قال - من المخبول الذي قد يرسل علامة استفهام؟! اصابني الارتباك من قول "ألفريد" ، حقاً ذلك غريب ولا يفكر فيه عاقل! .. أجبته - لا أعرف ضحك قائلاً - من أين جئتي بهذا الآن؟ - رسالة وصلتني ، من معجب .. لا تحتوي سوى علامة استفهام ارتفعت حاجباه ، وقال - معجب! ، ويكلف نفسه بأن يرسل إليك ورقةً بيضاء تحتوي علامة استفهام!؟ احمر وجهي خجلاً ، لا أعرف لما شعرت بأن أخي يسخر مني - هذا ما وصلني حقاً - إنه عابث ، مجرد شاب تافه ، أو إحدى زميلاتكِ أردن صنع مقلباً فيكِ ، ربما كانت تلك .. صديقتكِ .. ما اسمها؟! - تعني "سارة"؟ - نعم لعلها هي ، تبدو خطيرةً ولا يستهان بها ضحكت من كل قلبي وقلت - لا أنا اجزم أنها ليست من فعل ذلك . - على كل حالٍ يا عزيزتي "آماندا" ، لا تكترثي ، إن كان هنالك أمر فسيتضح .. لا ترهقي نفسكِ مع عبث أحدهم . وأضاف ساخراً - هم .. علامة استفهام ! ================= ما كنتُ استطيع التجاهل كما طلبَ أخي ، وصرت متشوقةً أكثر ليوم الغد .. لعله يحمل لي رسالةً أخرى منه . جلست الصباح وتجهزت للمعهدِ على عجل ، ودعت أخي بعد أن تناولت معه الفطور مرغمةً ، فهو لم يسمح لي بمغادرة المنزل دون تناول الفطور . اجتزت الطرقات بسرعةٍ وحماسٍ ونفاذِ صبر ، وبعد أن وصلت إلى المعهد اتسعت خطواتي السريعة تشق طريقها نحو القاعة ، دخلت .. لم يكن هناك الكثير من الزملاء ، ألقيت التحية ، واتخذت مقعدي وقلبي يرتعش بين أضلعي ، وضعت حقيبتي ومددت يدي إلى الدرج ، كنت خائفة خشيت أن لا أجد رسالةً أخرى تعرفني عليه ، ولكن خوفي انجلى ، فلقد أحسست بالظرف وسحبته على عجل . كان هذه المرة ظرفاً أنيقاً من ورقٍ مورَّد ، ابتسمت بسعادة وأنا أنظر إليه ، قلبته وقرأت السطرين إلى العزيزة "آماندا" رسالة من عاشق أصدرت ضحكةً خفيفة دون أن أشعر ، وسرعان ما تمالكت نفسي ، حدقت حولي أتفحص زملائي ، لست محط اهتمامهم كما يخيل إلي عدت بنظري إلى الظرف ، وقلبي تزداد سرعته من عاشق!؟ ، هل تحول الإعجاب إلى عشقٍ في أمسية؟! تحمست كثيراً وددت فتحه لقراءة مافيه ، لكنني متوترة وقلقة أخشى أن أفقد طبيعتي لو قرأت المحتوى ، لكن هل سأبدوا طبيعيةً لو أجلت قراءتها؟! سيشرد عقلي كثيراً بها ، يتغلبني فضولٌ شديد لما كتبَ داخلها ، أتراه أفصح عمن يكون؟ كل ما أتمناه أن لايكون مقلباً ومزحةً سخيفة من زملائي وبين الرغبة والرهبة ، قررت أن أقرأ الرسالة في المنزل أدخلتها بحذرٍ في حقيبتي وأطبقت عليها جيداً وقلبي يكاد يطير سعادة لا أعرف لما استهوتني الرسالات ، لكن أرجو أن لا يخيب أملي بعد قراءة الرسالة . |
و أنا أيضاً أريد أن أعرف ما المكتوب بالرسالة ,,، أنتظر الجزء الثاني بفارغ الصــبر و أتمنى أن لا يخيب أمل أماندا بالرسالة .. تحيتي لك و تقيمي . و برعاية الرحمن / تعجبني الفصحى لديك ، |
اقتباس:
تشرفني متابعتكَ أخي جسور ، سعيدة جداً لتواجدك شكراً لتقييمك و لقراءتك لطفٌ منكَ ذلكَ أن تثنِ على لغتي ، أنتَ تجيدها أيضاً ممتنة دمتَ بسعادة |
../ آنتظر نص الرسآله ,، إلى ذالك الحين ...لكـِ [ + ] |
شكراً سالفة قلم ممتنة منك لتقييمك سعيدة جداً لقراءتك كن بالقرب دمت بخير |
هلا فيك مرجانة اتوقع الرساله عكس توقعها :/ انتظارك :MonTaseR_2: |
لنرى يا سارا! سعيدة جداً بتواجدكِ و قراءتك شكراً جزيلاً ، للحضور و التقييم دمتِ بسعادة |
عزيزتي مرجانه بداية مشوقة جدا احسنتي في سرد القصه انا بالقرب ومتابعه استمري فان محتوى الرساله والموضوع مشوق جدا :670: |
شاكرة جداً لكِ مطر ، اتمنى لكِ متابعة مشوقة و أن تنال الرواية على استحسانك شكراً للتقيم دمتِ بسعادة |
المتعة الحقيقة نجدها هنا .. سنبحر معك إلى نهاية روايتك سأكون بالقرب .. :81: |
ردي مرا متأخر .. ع بالي المساحه خآصه للروايه> لك نصيب بالكتابة مرا جميل اول روايه كتبتهآ كانت وانا بثالث ثآنوي وكآنت مسابقة قسم روآئي.. المهم .. اكلت طرآق عدل بعدهآ م كتبت ههههههه بالتوفيق متآبعه لكك..~ |
السلامم عليكمم انبسطت كثير لما شفت الرواية وخاصة اني طفشانه :b045: والروايه باين انها مشوقه وجميلة وعندي احساس ان مكتوب فيها زي الرساله الاولى *استفهام* متى موعد البارت ؟:MonTaseR_21: ب التوفيق |
اقتباس:
نعم كوني بالقرب عزيزتي ، ذلكَ يبهجني .. و يعني لي الكثير شكراً للتقييم ، و على المتابعة دمتِ بسعادة |
اقتباس:
اكتبي فأنتِ تملكين القلم ، و لا أعتقد أنه تنقصكِ الموهبة شاكرة جداً لكِ و متابعتكِ تسعدني دمتِ بخير |
اقتباس:
أنرتِ غاليتي جميل ، كوني بالقرب لتعرفي غداً إن شاء الله صباحاً سأضع الجزء الثاني سعيدة لمرورك شكراً يا غالية |
،،،، الجزء الثـاني ،،،، عندما انتهى وقت المعهد ، ودعت "سارة" باستعجالٍ و غادرت مسرعةً إلى المنزل ، كنت متشوقة كثيراً للإختلاء بنفسي مع تلك الرسالة ، كان رأسي مزدحماً بالأفكار والتساؤلات .. يثيرني الفضول كثيراً لمعرفة ما كتب بداخلها . وصلت إلى المنزل واتجهت فوراً إلى غرفتي ، أوصدت الباب واتخذت مقعدي بارتباك ، أخرجت الظرف من حقيبتي ، وقلبي صار يدق بعنف! اعتلت الابتسامة وجهي وأنا أنظر للظرف ، إنه أنيق وجميل ، لابد أن المعجب ذو ذوقٍ جميل فتحت الرسالة وأنا أؤخذ شهيقاً و أصدر زفيراً محاولةً تمالك نفسي ، فتحتها و بدأت أقرأ مافيها ... (( إلى العزيزة "آماندا" إلى الجميلة ، والفاتنة .. التي كلما نظرت إليها في الصباح وجدتها فراشةً تتنطط بخفة فوق الورود خطواتك الخفيفة كالريشة ، تسلبني و أنا أراقبكِ كيف تمشين ، وشعركِ البني الجميل يتبعثر خلفكِ حراً جميلاً ليأسرني مقيداً إياي بخيوطه المخملية ، هكذا أنتِ يا ذات العينين العسليتين ، وعند عينيكِ .. اتمنى لو تلتقي عيناي بعينيكِ ، لأرتشف من منهليهما شهداً يروي عروقي .. بالأمس يا "آماندا" ابتسمت ، عندما كنت أنظر الإحمرار على وجنتيكِ والدهشة في عينيكِ ، كم أثرتني يا جميلة ، وكم جعلتني اتخبط في يومي .. لكن أخبريني .. كيف وجدتي رسالة الأمس؟! ، لابد أنها شغلتكِ بصاحب الرسالة ، هذا ما كنتُ أريده يا عزيزتي ، أريد أن أستحوذ على فكركِ و عقلكِ .. و أن يتعلق بي قلبك ، ولا تلوميني فأنتِ من بدأ اللعب ، حينما قذفتي شباككِ و سحبتني إلى قعر الهوى ، جننت بكِ يا جميلة .. لكنني لا أعرف كيف أقترب منكِ ، فخجلي من الوقوف امامكِ منعني من الإقتراب ، وعيناكِ ستربكاني ، قد لا أستطيع أن أطيل الوقوف أمامهما! ، عزيزتي "آماندا" .. اسمحي لرسالاتي أن تكون الأنيس لكِ ، في كل يومٍ وليلة ، سأشارككِ تفاصيل حياتي ، سأكون رفيقاً لكِ إن لم يكن ذلك يزعجكِ ، سأكون ممتناً وشاكراً لكِ ، طوال العمر .. المخلص ، عاشق "آماندا" )) ذهلت كثيراً عندما قرأت ما كتب ، احسست بحرارة في داخلي ونبضي في تسارع ، طويت الورقة وأنا شاردة استرجع تلك الكلمات ، هي ليست مزحه ، إنها حقيقة! من يكون؟! ، لم يصرح باسمه ولم يشر إلى نفسه بشيء! ، لقد ازداد فضولي . فتحت الرسالة من جديد وعدت لقراءتها ، وتوقفت عند السطر الرابع ، كان يراقبني وأنا افتح الرسالة بالأمس!؟ ، لم أنتبه ، تباً .. لقد تركتني في حيرةٍ بقلبٍ غاص في عتمة الخوف ، أشعر بالخوف والارتباك حقاً ، رغم حروفه الجميلة و المرهفة . وضعت الرسالة على الطاولة ، وكررت في داخلي - عاشق "آماندا" !؟ ، ترى من أنت؟ فقت من شرودي عندما تسلل إلى أذني هذه اللحظة صوت أخي "ألفريد" ، بدا لي أنه يخاطب أحداً .. نهضت من مقعدي وذهبت نحو الباب ، فتحته واتجهت حيث صوت أخي ، وكانت المفاجأة أني وجدته يتحدث مع صديقتي "سارة"! - "سارة" أنتِ هنا؟! نظر الإثنان إلي ، قال أخي - تريد رؤيتك . ابتسمت باستغرابٍ و أنا أنظر لـ"سارة" وهي تتقدم نحوي ، كانت مهتمةً بمظهرها أكثر من المعتاد وبدت أجمل من أي وقتٍ آخر وقفت قبالتي قائلة - أحضرتُ كتابكِ ، لقد ذهبتِ من المعهد مسرعة قبل أن أعيده إليكِ . - شكراً "سارة" ، لقد نسيتُ أنه معكِ . قال "ألفريد" - اجلسا ، سأحضر شراباً لكما . وانصرف إلى المطبخ ، فأمسكت بيد "سارة" وأخذتها معي إلى غرفتي ، جلسنا وقلت بمكرٍ وأنا أرمق صديقتي بنظراتٍ ذات مغزى - تبدين جميلة أكثر من المعتاد ، ما السبب؟ وضعت "سارة" يديها على وجنتيها وقالت بخجل - كنت أتوقع رؤية "ألفريد" ، لكن مفاجأتي كانت أكبر بكثير ، لم أتوقع أن يفتحَ هو الباب! - تحدثتما ؟ - لا ، سألني عن أخباري فقط ، خذي كتابك . أخذت منها الكتاب ، ثم نظرت إليها وقلت متردده - هناك أمرٌ لم اطلعكِ عليه يا "سارة" . - ما هو؟ ابتسمت رغماً عني ، وقلت بخجل - هناك من هو مغرمٌ بي . اتسعت عينا "سارة" وقالت بسعادة - يا إلهي! ، مغرم! ، من يكون؟ .. ومنذ متى؟! انكست رأسي بخجل ، وقلت بصوتٍ منخفض - منذ الأمس ، أما من يكون ... فلستُ أعلم! ورفعت رأسي لرؤيتها ، كان وجهها مضحكاً وهي تعقد حاجبيها مستغربة ، ضحكت وقلت - دعيني أريكِ . نهضت عند الطاولة وأخذت الرسالة ومددتها لها - إقرئي ، إنها منه .. وجدتها صباحاً في درج طاولتي . سحبتها "سارة" من يدي بسرعة وفتحتها ، أخذت تقرأ ما فيها ، وعيانها تتسع وابتسامتها كذلك ، بعد دقيقة نظرت إلي قائلة بمرح - يا خائنة! ، عثرتي على حبيبٍ من دوني . ضحكت وتقدمت نحوها لأدفع رأسها قائلة - ألم تفهمي شيئاً مما قال؟ ، هو من سلبَ بي! ، لست أعرف عنه شيئاً وهو لم يذكر حتى اسمه . ثم جلست بجانبها وقلت وانا أضم يديَّ إلى قلبي وقلت باستعراضٍ وبطريقة حالمة - أريد أن أكتبَ له! ، لكن كيف؟ ، وأنا لا أعرف عنه شيئاً ، إنه حبيب يختبئ خلف الستار ، يلعب الغميضةَ ، يبرع فيها ويتركني حائرةً لا أعرف السبيل للوصول إليه . نكزتني "سارة" في خاصرتي قائلة - اسمعي ، تلقيتي رسالة منه بالأمس أيضاً ، أين هي؟ نظرت إليها بصمت ، فهزت رأسها قائلة - ماذا؟ - ليس بها شيء . رفعت حاجبيها وقالت مردده باستغراب - ليس بها شيء؟! ، بل بها كل شيء . قلت بانفعال - من قال لكِ هذا؟! ، لا بها إلا علامة استفهام! ============== مر أسبوعان ورسائل من المعجب تتوالى علي كل يوم ، ورغم محاولاتي للكشف عنه ، إلا أني لم أفلح ، إنه بارعٌ في الإختباء .. وبارع في تأجيج مشاعري اتجاهه ، رسائله تحمل كل العشق والحب و بعضاً من تفاصيل حياته ، كنت أتشوق لرسائله ، أحضر إلى المعهد بلهفةٍ فقط لأحصل على رسالة منه حتى ذلك اليوم ، وصلت إلى القاعة بمعنوياتٍ مرتفعة ، والسعادة غامرة ، ألقيت التحية وجلست بجانب "سارة" قائلة بمرح - وجدتِ لي شيئاً يا شقية؟ ، أعرف طالما أنكِ وصلتي قبلي تملككِ الفضول لتري الرسالة! ضحكت "سارة" وقالت - لست أنكر ذلك ، لكن .. مددت يدي إليها قائلة والإبتسامة على شفتي - ماذا تنتظرين إذاً هاتها؟ ، ولا تقولي أنكِ فتحتها! رفعت عينيها إلى عيني ، وقد سكنت ملامحها ، ثم قالت - للأسف لم أعثر عليها! تعجبت ! ، وقلت لها غير مصدقة - كفى لهواً وهاتها يا "سارة"! - أنا جادة في ذلك ، لم تكن هنا رسالة! أنزلت يدي والشك يتملكني ، نظرت إلى درج طاولتي وتحسسته بيدي باحثةً عن الرسالة ، ولكني لم أعثر عليها! أعدت نظري حيث "سارة" وقلت لها بانفعال - صديقتي لا تعبثي بأعصابي ، إن كانت معكِ هاتها لي فوراً . ردت بانفعالٍ هي الأخرى - لما لا تصدقينني؟! ، لم تكن هنا رسالة! شعرت بالخيبة الشديدة ، حماسي انطفأ ومعنوياتي انخفضت كثيراً ، غلبني حزنٌ شديد ، فقلت معتذرة - حسناً ، آسفة - حزنتِ؟ نظرت إليها ، ثم قلت محاولةً ان أبدو طبيعية - لعله فضل أن يأخذ استراحة اليوم ، ذلك أفضل . ورغم قولي وتصنعي ، إلا أني لم استطع أن أخفي توجمي ، شردت كثيراً أثناء المحاضرة ، لم استطع التركيز ، كنت أتساءل لما لم يرسل إلي اليوم؟ وللأسف ، لم يكن ذلك هو اليوم الوحيد الذي خلا من رسالته ، بل كانت أيام الأسبوع جميعها خاليةً من رسائله ، مما أثر ذلك علي .. جعلني حزينة ، فاقدةً مرحي وضحكي .. كنت أتساءل عن سبب انقطاع رسائله فجأةً ! ، لقد أدمنت تلك الرسائل ، اعتدت عليه وعلى كلماته .. هكذا اختفى دون أن يقول أو يعلل سبباً لانقطاعه . ============= في نهاية الأسبوع في يوم الإجازة ، كنت خارجةً مع صديقتي "سارة" في الصباح ، نتمشى في شوارع المدينة ، بدأت أشكي لها همي وسببَ حزني وضيقي - أفتقد رسائله يا "سارة" ، مر أسبوعٌ كامل! .. لم يرسل شيئاً خلاله ، ولا كلمة ، أنا جداً متضايقة وحزينة ، كيف أصل إليه؟ - لا أعرف يا عزيزتي ، لكن لما تعتقدين سبب توقفه عن الكتابة لكِ؟ فكرت قليلاً ، ثم قلت بعد أن عجزت على العثور عن سببٍ مقنع - آه وما أدراني؟! ، التفكير في الأمر يربكني ويزعجني - لعله يريد تأجيج شوقك وحسب . توقفت عن السير واستدرت نحو "سارة" بعينين متسعتين ، توقفت هي الأخرى قائلة - ما بكِ؟ ، أنتِ مستغربة؟ - لم يخطر ببالي ذلك! .. هل يفعلها لهذا السبب؟ - لما لا؟ ، فعلها مسبقاً مع ترك علامة استفهام! تنهدت وتأففت بضجر .. فقالت "سارة" - مابكِ يا "آماندا" ؟ - لو أنه يفعل ذلك سأخنقه بيدي . ضحكت "سارة" وقالت - لما لا تكتبين إليه؟ نظرت إليها باستغراب .. وقلت دون استيعاب - أنا أكتبُ إليه؟! - نعم لما لا؟ .. لعله ينتظر منكِ رسالة ، هل تعتقدين أنه مستمتعٌ فقط بترك الرسائل لكِ دون أن يلقى جواباً؟ عقدت حاجباي ثم قلت - لكن كيف؟ ، أنا لا أعرفه .. كيف سؤصلها إليه؟! - أكتبي الرسالة وضعيها في درج طاولتك ، عندما يأتي هو لوضع رسالته سيكون قد عثر على رسالتك ، وسيأخذها وتكون قد وصلت إليه! دهشت من فكرة "سارة" ، فاتسعت عيناي ، وثغري كشف عن ابتسامة كبيرة معبراً عن إعجابي بالفكرة ، وقلت وأنا أمسك بكفي عزيزتي بحماس - كم أنتِ رائعة يا "سارة"! .. من أين جئتِ بهذه الفكرة؟! - أنتِ لا تشغلين دماغكِ يا عزيزتي . قلت بحزن - لا تلوميني ، تعطل دماغي منذ انقطاع رسائله ، لكن ماذا لو لم يعاود الارسال لي؟! .. هل ستظل رسالتي في الدرج؟ ، ماذا لو اطلع عليها أحد؟! - أعتقد أن رسالة منه ستصل إليك غداً ، سترين . لزمت الصمت ، وأصغيت لدقات قلبي المتسارعة بين أضلعي ، ليتها تصل تلك الرسالة ، بت متعطشة لحروفه ، حرمت منها سبعة أيامٍ متتالية ، كم مرت طويلة وثقيلة ومر هذا اليوم ثقيلاً و مربكاً ، كنت متحمسة كثيراً للغد .. فلقد بثت "سارة" أملاً لي ، و بدوت متيقنه أنني سأتسلم رسالة منه جلست على مكتبي عند الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل ، أمسكت بورقة وقلم .. كنت اعتزمت أن اكتب له رسالةً ، يجب أن أتشجع . (( إليكَ .. إيها المعجب الغامض ، تشجعت أخيراً للكتابة إليك ، لست أعرف عنكَ شيئاً .. ويتملكني الفضول ، من أنت؟! .. وكيف تكون؟ ، ماهو اسمك؟ .. يتملكني الفضول حول كل شيءٍ عنك ، بينما أنتَ تعرف كل شيءٍ عني .. رسائلك سرقتني ، أخذتني لعالمك من حيث لا أدري ، اعتدتكَ واعتدتها .. آلمني كثيراً انقطاعك عن الكتابة لي ، هل هناك سبب يا ترى؟ .. أم أنكَ بدأت اللعب؟! ، محاولاً إستدراج قلبي إليكَ كما فعلت في المرة السابقة بإرسالك علامة استفهام؟! .. أريد أن أطلبَ منكَ أمراً .. أريد أن أتعرف عليك ، أريد أن أعرف من هو الشخص الذي يختبيء خلف هذه الرسائل ، ولما تختبيء؟! .. كان سهلاً عليكَ أن تقابلني وتصفحَ لي عن إعجابك ، أتوق للتعرف عليك ، و أرجو أن لا يطول الأمر .. المحبة "آماندا" )) وضعت قلمي وأمسكت بالرسالة لقراءتها ، قرأتها مرتين ، كنت أحاول التأكد من جودة الرسالة .. إنها مناسبة كثيراً .. أرجو أن تصل إليه ، و أرجو أن يحقق طلبي ويعرفني على نفسه . طويت الورقة و وضعتها في ظرفٍ أزرق أنيق .. كتبت عليه رسالة إليك من "آماندا" وحملتها فوراً إلى حقيبتي ، وضعتها وأطبقت عليها .. ثم اتجهت نحو فراشي ورميت نفسي عليه ، حدقت في السقف .. وأنا أفكر في الغد ، متمنيةً أن أجد منه رسالةً غداً ، فلم أعد أتحمل هذا الحرمان منه . |
روووووووعه كثير بنتظار الجزء التالي؟ اتوقع ان مارح يجي ولا يحط رساله... مع ان هي تحاول معرفه في كل مره |
جمييييل جدا :icon32: اعتقد انه ماراح يجي وهي بتتحطم :MonTaseR_187: يعطيك العافيه وبالتوفيق :MonTaseR_6: |
يا خوفي يكون مقلب من سارا / :nosweat: لا لا مستحيــل . أو لا يـــكون الفريد يضع رسالته الى ساره . و أخطأ بـ مكتبها .. ؟ :670: قصه مشوقه لا تطيلي علينا .. بالجزء الثالث .. بليـــز |
جميل أن يكون المرء محط أهتمام الآخرين وأن كان من شخصية مجهولة .. ها قد بدأت الاثارة في روايتك .. لا اريد أن اسبق الآحداث و ارجوا آلـا يخيب قلـ(اماندا)ـب المفعم بالبهجة .. |
اقتباس:
سعيدة جداً شكراً اقتباس:
شكراً لكِ و عافاكِ الله من كل مكروه اقتباس:
ترقب غداً إن شاء الله ممتنة اقتباس:
كلماتكِ رائعة و صادقة شاكرة لكِ حضوركِ الجميل وطيب المتابعة |
يا سلام عليج مبين انها حلوه متابع ان شاء الله |
ترقب للجزء الثالث الوضع /.. آنتظار:خجول: |
متاااااابعه:icon32: بانتظار على جمر :خجول: |
ماشاء الله اختي مرجانة تمتلكين مقومات الكاتب لغتك جميلة ولديك الخيال والقدرة على رسم المشهد ليتخيله القارئ ابدعتي و تألقتي و بشوق لقراءة الجزء الثاني تستحقي التقييم .. |
اقتباس:
يسرني ذلك كثيراً كن بالقرب دمت بسعادة اقتباس:
شاكرة جداً لكَ هذا الحماس و التفاعل جداً سعيدة شكراً لتقييمك و متابعتك اقتباس:
انرتي غاليتي شرفٌ لي متابعتك اهلاً بكِ اقتباس:
لا تكتمل المتعة ، و لا للإبداع قيمة بدونكم تسرني المتابعة شكراً لتقييمك |
وانا اقرأ قصتك مرجانة ورأيت أماندا والرسائل تذكرت عبارة وهي ان الاعتياد اصعب من الحب ان تعتاد على شئ او شخص ثم يغادرك اصعب من الحب ذاته ! اماندا اعتادت ع الرسائل رغم مااحب الروايات الرومانسية لكن روايتك احببت متابعتها ! ربي يسعدك |
مرجانه الجميلة ويين التكمله :(:MonTaseR_166: |
روايه مشوقه بالفعل وخاصه الروايات ذات الاجزاء .. وقد تمكنتى كيف تنهين الجزء الاول .. كل قارئ ينتابه التعطش والفضول لمعرفه او انتظار الجزء التالى بشغف ... تحياتى |
مشاء الله عليك مرجانهه طريقة كتايتك وخيالك الواسع جذبني جدا لا استطيع التعليق اكثر قالصمت في حرم الجمال متابعة وبشدة :81: |
المعذره اختى لم انتبه للجزء الثانى .. |
بالجزء الثانى وبعد المطالعه .. احسست بفن الدراما وكأننى اشاهد صور هذا السيناريو الجميل . تحياتى |
ياااربي طلعت متيهة الدنيا وييييين و أنا وين ههههه مرجانه يثلمو ع التنبيه والله اني مفهية هاليومين :خجول: لروح اقرا وبعدها انتظر الجزء الثاني بشوووق :MonTaseR_65: |
اقتباس:
وسعادة غاليتي شاكرة جداً لكِ ممتنة جداً اقتباس:
شكراً لتشجيعك شكراً جزيلاً اقتباس:
حمداً لله على عودتك يسرني تواجدك سيسعدني ذلك ممتنة اقتباس:
كن دائماً بالقرب اقتباس:
شاكرة جداً لكِ و أشكر كل من مر وعبر وقيمني عاجزة عن شكركم لتشجيعي ودعمي دمتم بخير |
،،،، الجزء الثالث ،،،، أخيراً أشرقت شمس اليوم ! ..كنت أنتظر هذه الإشراقة على أحر من الجمر ، كانت ساعات الليل طويلةً جداً ، و يقظاتي كانت متكررة كثيراً .. لم أستطع النوم جيداً وبالرغم من ذلك ، فأنا أشعر بنشاطٍ وحيوية . نهضت من فراشي وأخذت حماماً على عجل ، ثم استعددت للمعهد ، حملت حقيبتي وغادرت غرفتي .. كان قلبي ينبض بسرعةٍ من حين إلى حين ، كلما فكرت في الرسالة ، أحسست بدقات قلبي في ازدياد! جلست على الطاولة لأتناول الإفطار ، كان أخي "ألفريد" لم ينتهي بعد من تجهيز الطعام ، وعندما جاء ووجدني أجلس على الطاولة ، ابتسم وقال - صباح الخير يا "آماندا" . نظرت إليه في هدوء و أجبته بهدوءٍ أيضاً - صباح الخير جلس على الكرسي قبالتي وقال متسائلاً - ما بالكِ؟ .. لستِ بخير . نظرت إليه في صمت لبرهة ، ثم أجبت - قلقة بعض الشيء . - مالذي يقلقكِ؟! صمتت من جديد ، وأحسست بأنفاسي تضيق ، فأخذت نفساً وقلت - لا أدري! ابتسم أخي ووقف قائلاً - سأحضر لكِ العنب لتتناوليه ، إنه يطرد الهم ويستجلب السعادة . ضحكت قائلة - شكراً أخي ، لا تكلف على نفسك . اختفى عن ناظري وسمعته يقول - لا يا حبيبتي ، لا تقولي ذلك .. أريدكِ أن تكوني سعيدة . - شكراً لك . بعد أن انهيت تناول الإفطار ، غادرت المنزل و ذهبت اتمشى بهدوءٍ إلى المعهد ، لا أعرف لما شعرت بالقلق والخوف رغم الحماس الذي كان يعتريني البارحة! بعد دقائق ، دخلت المعهد ودلفت إلى القاعة ، كانت مكتظة بالزملاء ، نظرت إلى مقعدي ، كانت "سارة" تجلس في مقعدها بجانب مقعدي وتلوح لي بسعادة ، أحسست بقلبي يقفز ، "سارة" لا تلوح لي عبثاً! .. لعلها عثرت على رسالةٍ لي! مشيت بسرعةٍ إليها وجلست في مقعدي قائلة بارتباك - ماذا هناك؟ اتسعت ابتسامتها وقالت وهي تضربني على كتفي - لقد وصلتكِ الرسالة ، كما توقعت! قالت هذا ومدت يدها بالظرف الزهري إلي ، أحسست فجأةً بالراحة وبانفراج أساريري ، ابتسمت ثم ضحكت وأنا أمسك بالرسالة ، أحكمت عليها قبضتي ، ونظرت لـ "سارة" بامتنان ، بينما قالت بحماس - هيا أفتحيها لنقرأ . ترددت ، ثم قلت - لا لن أقرأها الآن . - لماذا؟! .. كنت متحمسة لها ، لما لا تقرئيها الآن؟! همست إليها بانفعال - أريد قراءتها على مهل ، دون هذه الضوضاء! عبست "سارة" وجهها ، ثم قالت - لو كنت أعرف لفتحتها وقرأتها . قلت بحدة - كنتِ ستندمين لأني لن أمرر الأمر على خير . - حسناً أخبريني ، هل كتبتي إليه؟ - نعم فعلت ، ماذا علي أن أفعل بها الآن؟ عاد لـ"سارة" حماسها وقالت - أريد قراءتها! - حسناً . فتحت حقيبتي ووضعت الرسالة ، وأخرجت رسالتي وأعطيتها لـ "سارة" - قولي رأيكِ فيها ، كتبتها دون تخطيط مسبق لما سأكتب . ألتقطتها من يدي وفتحتها ، وشرعت في قراءتها ، وبعد ان انتهت نظرت إلي قائلة - جيدة ، لكن .. ألا تبدو مغتضبة ؟ اتسعت عيناي وقد بدت علي الخيبة - لا ليست كذلك! !- لا أعرف .. لا يهم ، إنها جيدة على كل حال . - هل أتركها في الدرج الان؟ - قبل أن نغادر المعهد ، أتركيها ليعثر عليها غداً في الصباح . - هل تعرفين؟ ، أحياناً يتبادر إلى فكري أن أسأل زملائي عنه ، لعل أحداً منهم رآه وهو يضع الرسالة ، كيف يستطيع المجيء باكراً ويضع الرسالة دون أن نراه! ضحكت "سارة" وقالت - إنها لعبته ، وهو يتقنها . شعرت بقلبي يرتعش ، أخذت نفساً واستندت على مقعدي ، وددت أن تركض الساعات و تنتهي ساعات المعهد وأعود للمنزل لقراءة الرسالة ، كنت متشوقه كثيراً لقراءة سطوره ، للإحساس بكلماته وقربه ، ليتني أتعرف إليه . ============ حان وقت الإنصراف من المعهد أخيراً ، فوضعت رسالتي في درج طاولتي بحذرٍ وانتباه ، متمنية أن يجدها ذاك المعجب ويقرأها غداً ، بعدها حملت حقيبتي وغادرت القاعة برفقة "سارة" ... وعند باب المعهد نظرت إليها قائلة - أراكِ غداً .. إلى اللقاء . أمسكت بيدي قائلة - هل يمكنني المجيء معكِ؟ .. لنقرأ سوياً تلك الرسالة ضحكت وقلت لها مازحة - تريدين قراءة الرسالة ! ، أو رؤية "ألفريد" ؟ قالت بخجلٍ وهي تبعد عينيها عن عيناي - لا تخجليني . ابتسمت لها ، و أحكمت قبضتي على كفها وقلت - هيا تعالي معي . سرنا على مهلنا حتى وصلنا إلى منزلي ، فتحت الباب ودخلنا سوياً ، صحت قائلة - لقد عدت يا "ألفريد" . لم نسمع جواباً ، دلفنا إلى الصالة ، قالت "سارة" باستياء - لعله لم يعد بعد . - سيعود بعد قليل ، لنجلس .. فلدينا أمرٌ أهم الآن . جلسنا ، وفتحت حقيبتي على عجلٍ وأخرجت الرسالة ، كانت دقات قلبي تتزايد بشكل رهيب! ، أشعر بشوق شديد ولهفة مفرطة لقراءة تلك السطور ، فلقد كان الحرمان منها لأسبوعٍ كامل قاسٍ ، قاسٍ جداً. أمسكتها بيدي للحظة ، وقرأت ما كتب على الظرف إلى العزيزة والجميلة "آماندا" رسالة من عاشقكِ المخلص كانت الإبتسامة ترتسم على شفتيّ دون شعور مني ، نظرت إلى "سارة" وقلت لها - قلبي يكاد يقف . ضحكت وقالت تستحثني - هيا أسرعي وافتحيها . أخذت نفساً وفتحت الظرف ، أخرجت منها الورقة .. فتحتها ، وشرعت في قراءتها بصمت . (( "آماندا" العزيزة أكتب إليكِ بشوقٍ يتخطى طاقتي على الشوق ، معانقتكِ لورقتي تعني لي الكثير ، كنت ممتنعاً عن الكتابة لكِ لمدة إسبوعٍ كامل ، لم أكن أريد ذلك ، ولكني أجبرت .. لقد استبد بي المرض .. وصرت طريح الفراش في المستشفى لعدة أيام ، خرجت من المستشفى ولزمت الفراش ليومين آخرين ، استفحلت بي الحمى .. و أصبت بجفافٍ شديد ، لكني الآن بخير ، "آماندا" العزيزة .. لم تغادريني أبداً في ساعات مرضي ، كنت أفكر فيكِ طول الوقت ، لا أعرف .. أعتقدتكِ تفتقدين رسائلي إليكِ! .. هل كنتِ كذلك؟ .. كما افتقدت النظر إليكِ ، والإصغاء لغناءك الذي يطرب مسامعي .. أنتِ كالملاك ، كلما تذكرتكِ انتشيت و تبدد الألم ، كنت مستمتعاً في فراش المرض لأنكِ لم تغادريني ، بل تزوريني في أحلام يقظتي و تؤنسيني ، كنت أبتسم لكِ ، ومع هذا ذلك لا يكفيني .. عدت يا "آماندا" بشتياق ولهفة ، أرجو أن تسعدكِ أحرفي التي تاقت لنظراتك .. كما أسعدُ بقراءتكِ لها . المخلص ... عاشقكِ )) أحتضنت الورقة وأنا أصدر تنهيدة ارتياح ، بتلقائية وعفوية مطلقة! ، ثم نظرت إلى "سارة" وقلت لها بهمس - لقد ظلمتيه ، لقد منعه المرض من الكتابة إلي . ضحكت "سارة" وقالت وهي تشد على وجنتي - ما بال وجنتيكِ يا شقية؟! شعرت بالخجل ، فدفعت يدها بغضب ووقفت قائلة - اخرسي ، سوف لن أقرأ الرسائل معكِ بعد الآن . - أنا أمزح ، ما بكِ؟ ابتسمت بسعادة وقلت - سعيدة وحسب ، أشعر وكأن الجمال ظهر من جديد في ساحة الحياة ، لقد مر علي أسبوعٌ ثقيل .. محملٌ بالخيبة ، لكن هذه الرسالة بددت كل الخيبة وبعثت كل السعادة والجمال ، أشعر بسعادة غريبة! ابتسمت "سارة" وقالت - سعيدة من أجلك ، ترى متى ستفتح السعادة أبوابها لي؟ ضحكت وقلت ممازحة - لما لا تجربي؟! ، أكتبي لـ "ألفريد"! اتسعت عيناها وقالت بفزع - أنتِ مجنونة! ، أوَ أجرؤ؟! - طبعاً ، تجرؤين .. أنتِ لا يستهان بكِ كما قال "ألفريد" . نظرت إلي بدهشة وقد علت وجنتيها الحمرة ، ثم وقفت تنظر إلي غير مصدقة - هل قال ذلكَ فعلاً!؟ - أجل . صمتت ولم تعرف ماذا تقول ، ثم جلست من جديد وقالت - ذلكَ صعب ، إنها تحتاج لقلبٍ شجاع و جرأة حقيقية ، أنا لست كذلك ! ضحكت وجلست بجانبها - طبعاً ، كنتُ امزح فقط ، ثم أن "ألفريد" لن تروقه فكرة الرسائل . نظرت إلي برجاء وقالت بحزن - كيف أصطاده؟! - لا أعلم! فتح الباب هذه اللحظة ، فارتبكت "سارة" وتشبثت بذراعي وهمست قائلة - إنه "ألفريد"! دخل أخي وتوجه نحونا .. عندما نظر إلينا ابتسم قائلاً - مرحباً! ، أنتما هنا؟! ، أهلا يا "سارة" .. كيف حالكِ؟ - بخير يا "ألفريد" .. ماذا عنك؟ - بخير أيضاً . سألته عن سبب تأخره فأجاب وهو يرفع كيساً كان بيده - كنت أتسوق بعد العمل للعشاء ، سأحضر طبقاً من المعكرونة الحمراء و طبقاً آخر من الكباب . ثم نظر إلى "سارة" وقال مبتسماً - ستكونين معنا على مائدة العشاء يا "سارة" ، ستتذوقين أفضل الطعام من يدي . عاد الإرتباك لـ "سارة" وأجابت - لطفٌ منك ، لكن .. وكزتها في ذراعها وقلت بإصرار - لا تتعذري ، لا شيء لديكِ ، تتناولين العشاء بعدها غادري إن أحببتِ ، أخي طاهٍ ماهر ، إنه يبدع فيه .. لن تندمي أبداً . قال "ألفريد" - رائع ، حسم الأمر ، هيا ادخلا لترتاحا وأنا سأبدأ بالطهي . - سلمتَ أخي . وذهبت مع صديقتي إلى غرفتي ، جلسنا على السرير ، وقالت "سارة" بسعادة - "ألفريد" لطيفٌ للغاية ، ليته ينتبه لنظراتي . - إنه كذلك ، يجب أن تستغلي الفرصة هذه الليلة ، حاولي أن توقعي به . - لما لا نساعده؟ .. عاد من العمل للتو وها هو يدخل للطهي وحيداً! ، سيجهد . - إنه معتادٌ على ذلك ، ثم أنه لا يحب أن يساعده أحد في الطهي .. هو يستمتع فيه . قلت هذا وأخرجت الرسالة وفتحتها لأقرأها من جديد ، كنت مستمتعة كثيراً برسالته ، بعد أن انتهيت منها ، التفت لـ "سارة" وقلت - هل تعتقدين أن رسالتي ستكون عنده صباح الغد؟ - إن لم تكن في درج طاولتكِ غداً ، فستكون بين يديه! قلت بقلق - قلتِ أنها مغتضبه! .. هل سيشكل ذلك مشكلة؟ - لا ، أنتِ لستِ مولعة في الأدب والقراءة ، من الطبيعي أن لا تجيدي الكتابة مثله . - إنني مرتبكة وقلقة . و أخذت نفساً عميقاً ، ورميت نفسي على الفراش ، كل يومٍ يمر يجعلني أتوق لليوم الذي يليه ، تلك الرسائل جعلتني أستعجل الأيام ، فقط لأستمتع بها . ستصله رسالتي غداً ، وسيجيبني بعد غدٍ عليها ، ترى .. هل سيفصح لي عن نفسه!؟ ============= على طاولة العشاء ، جلسنا نحن الثلاثة "ألفريد" ، "سارة" ، و أنا .. كان أخي متحمساً كثيراً لوجود "سارة" ، مما أربك صديقتي المسكينة ، أنتصبَ عند الطاولة وسكبَ لها عصير الليمون بالنعناع ، ثم وضع في صحنها قليلاً من المعكرونة وهو يقول - ستعجبكِ كثيراً أنا متأكد ، قد تظنين أن المعكرونة الحمراء ليست شيئاً مميزاً ، لكنها من يد "ألفريد" مختلفة تماماً ، أيضاً هل أضع لكِ قطعتين من كبابِ اللحم؟ كانت "سارة" تبتسم بخجلٍ ويديها استقرتا في حجرها ، لا حظت خجلها فقلت وأنا أشد على كم "ألفريد" - يكفي يا أخي أنتَ تخجلها ، أنظر إليها إنها لا تتناول شيئاً لقد أربكتها ! انتبه على نفسه فقال معتذراً وهو يجلس في مقعده - آسفٌ يا "سارة" ، لكن من النادر أن يكون هنالك شخصٌ ثالث يتناول معنا الطعام ، أسعد كثيراً بالضيوف ، لا تخجلي وتناولي الطعام . قالت "سارة" بصوتٍ خجول - لا تهتم ، شكراً لك . تناولنا العشاء ، كان عشاءً جميلاً بصحبة صديقتي ، ولم يكن يخلو من الضحك والمرح .. حتى انتهينا وغادرتنا "سارة" ، ودعتها وأغلقت الباب خلفها .. ثم ذهبت إلى أخي في المطبخ ، الذي انهمك في غسل الصحون ، اقتربت منه قائلة بسرور - كان عشاءً طيباً ولذيذاً ، سلمت يداك . التفت إليَّ والبسمة على ثغره - شكراً لكِ عزيزتي ، وجود صديقتكِ جعل العشاء مميزاً ، لم أكن أعرف أنها ظريفة لهذا الحد! ضحكت وقلت - إنها ظريفة أكثر مما تظن أيضاً ، سعدت كثيراً بدعوتكَ لها على العشاء . - لن تكون الدعوة الأخيرة ، أبلغيها ذلك . - حسناً ، أنا ذاهبة لغرفتي . قلت ذلك وذهبت لغرفتي ، جلست على طاولتي وسحبت ورقةً و التقطت قلما ، وتوقفت قليلاً استجمع أفكاري ، ثم كتبت (( إلى المعجب المجهول ، أنتَ حقاً بالنسبة لي علامة استفهامٍ كبيرة ، ستكون رسالتي قد وصلتك .. أتمنى أن تلبي رغبتي وتعرفني على نفسك ، لكن الآن .. أريد أن أقول لكَ آسفة .. عندما انقطعت عني رسائلكَ نقمت عليك .. ولكن بعدما عرفت السبب ، حزنت لأجلك .. سعيدة لتعافيك ، وإني أرجوك .. أن لا تتوقف عن الكتابة إلي ، سأصغي إليك و أجيبك .. لست أبرع في الكتابة كثيراً ، لكنني أحاول .. المخلصة "آماندا" )) و ضعت القلم و قرأت ما كتبت من جديد ، تبدو مغتضبة هذه أيضاً! لا يهم ، طويتها و وضعتها في الظرف .. وكتبت عليه من " آماندا" إليكَ وحملتها إلى حقيبتي و أطبقت عليها بإحكام ، ثم استلقيت على فراشي و أغمضت عيناي ، لأروح في سباتٍ عميق . ============= في اليوم التالي وفي المعهد ، وفي القاعة بالتحديد .. جلست على مقعدي ووضعت حقيبتي ، ثم ألقيت نظرة في درج طاولتي لأتأكد إن كانت رسالتي التي وضعتها بالأمس قد صارت بين يديه .. ولقد شعرت بالراحة كثيراً! ، فرسالتي ليست هنا! .. لم أجد سوى رسالة منه ، لقد أخذ رسالتي وسيسعد بالتأكيد منها .. أرجو أن يعرفني غداً عن نفسه ألتقطت رسالته وفتحتها ، قرأتها بهدوء وسكينة .. إنها رائعة وتبعث السعادة في نفسي كالعادة . وانقضى هذا اليوم هادئاً دون أحداثٍ تذكر ، وبحماسٍ شديد للغد .. كنت أنتظره لأقرأ رداً له على رسالتي .. رسالة الغد ستكون مختلفة كثيراً .. فهي جوابٌ على تساؤلاتي ، قلبي يرتعش كلما فكرت بالغد ، وكلما فكرت برسالته وجوابه .. هل سأعرف اسمه غداً ؟ .. وحل الغد ، فقت من نومي بحماسٍ شديد ممزوجٍ بارتباك .. وقفت عند نافذتي وأخذت شهيقاً عميقاً .. شعرت باحتياجي لذلك لعل ارتباكي يزول ، بعدها استعددت للمعهد ، تناولت طعام الفطور وغادرت بسرعة المنزل ، مشيت بخطىً حثيثة للمعهد ، و وصلت سريعاً ، اتجهت بسرعةٍ إلى القاعة وألقيت التحية على الجميع .. ثم جلست في مقعدي والربكة ارجفت أطرافي ، مددت يدي للدرج ، وأمسكت بالظرف! سحبته ونظرت إليه إلى الجميلة "آماندا" رسالة من عاشقك أحسست بالمزيد من الإرتباك ، ترددت في فتح الرسالة ، نظرت من حولي .. إلى زملائي .. كان الجميع مشغولاً بنفسه لا يأبه بي ، فعزمت على قراءتها ، فشوقي لمعرفة اسمه و معرفة من هو منعني من الإنتظار ، لا طاقة لي على الصبر أكثر . فتحتها بهدوء .. سحبت الرسالة وشرعت في قراءتها بتمعن (( إلى الحبيبة ، والجميلة ، والعزيزة "آماندا" سعادتي لا توصف حينما وجدت رسالةً لي منكِ ، كم كنتِ كريمةً معي ، مَنَحتِنِي حروفكِ ، كلماتكِ أضحت سطوراً بين يدي ! .. كم أنا محظوظ ، وما أسعدني أكثر هو اعتيادكِ على رسائلي ، أخبرتني أنَّ انقطاع رسائلي أزعجكِ ، ترى .. هل بدأ قلبكِ بالنبض لي؟! .. عللتُ لكِ سبب انقطاعي ، والآن فقط أدركتُ أن مرضي كانَ نعمةً عظيمة ، حيث انقطعت رسائلي ، فجعلكِ ذلكَ تسألين عني وتكتبين إلي ، باتت لرسائلي فائدة وقيمة عندما أجد لها جواباً منكِ ، المتعة الحقيقية بدأت منذ الأمس ، حينما انزويت في فراشي أحدق في حروفك الرقيقة ، "آماندا" الجميلة ، طلبتي معرفتي!؟ .. أليسَ كذلك؟ .. أحبكِ يا "آماندا" ، و يسرني أن أجدَ منكِ رغبةً في التعرف إلي .. لكن امنحيني قليلاً من الوقت ، لأتلذذَ كفايةً برسائلك، فلم يحن بعد الوقت لأبوح لكِ عن نفسي ، لكنني أعدكِ بأن أعرفكِ على نفسي قريباً ، شكراً "أماندا" ، ولدتُ بالأمس من جديد من رحم رسالتك ، أنفاسي لم تكن كأنفاسي سابقاً ، وعيناي لمعتا بشكلٍ أدهشني ، أشعر أني حييت ، فلا تحرميني تلك الحياة بعد أن وهبتيها إلي ، عاشقكِ المخلص )) بقدر ما أنشتني كلماته ، احزنتني .. كنتُ أتأمل منه أن يفصح لي عن نفسه ، على الأقل عن اسمه ، كيف يعقل أن أتعلق بشخصٍ مجهول لا أعرف عنه شيئاً؟! .. كيف سأستمر معه ؟ . أغلقت الرسالة وشردت قليلاً ، و لم انتبه إلا على صوت "إليزا" من خلفي - أنتِ! .. يا فتاة ، ما بالكِ شاردة؟ .. ما تلكَ الورقة التي بيدك؟ التفت إليها وقلت بانزعاج - لا علاقة لكِ ، هل أردتِ شيء؟ ضمت ذراعيها لصدرها ورفعت أنفها بغرور - لا ، لا أريد شيئاً ، لكنكِ أثرتِ فضولي وأنتِ منكسة رأسكِ على تلكَ الورقة ، ظننتكِ تقرأين كتاباً ، لكن يبدو أني مخطئة .. ما بتلكَ الورقة أخذكِ للبعيد! نظرت إليها بغضب - ما شأنكِ أنتِ ؟ .. لا تتطفلي علي لأن ذلكَ يغضبني ، سأبعثر شعركِ فوق كتفيك لو تدخلتي بشؤوني ثانيةً يا "إليزا" ! اتسعت عيناها ، ثم قالت متسائلة - ما بكِ؟! ، الأمر لا يستحق كل هذا الغضب ، كنتُ قلقةً عليكِ فقط ، رغم أنكِ لا تستحقين .. فالتبتلعكِ المصائب و تَتُوهي ، ما شأني أنا . قالت هذا واستدارت لتعود من حيث أتت . أما أنا فانكست رأسي ، وعاد الحزن لقلبي .. أدخلت الرسالة في الظرف و وضعتها في حقيبتي ، ورأسي مزدحمٌ بالأفكار ، بما أجيبه؟ |
اجمل هديه واحلي روايه بقلم مميز وعقل مفكر وعبقري روايه جميله جدا يعطيكي العافيه يامرجانه علي هذا الابداع المتميز ماشاء الله |
انا من المعجبين بهذه الروايه واشكر علي المجهود الرايع والمتيز وقد تعلمت من هذه الروايه الكثير شكرا يامرجانه |
روووووووعه بنتظار الجزء الرابع |
يا زين الـ MBC بدون الفواصل والا ؟ :nosweat: الجزء الثالث يستاهل [ + ] |
الساعة الآن 10:12 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا