ولا زلتِ تفرضين حضوركِ بكل جوارحي ..
أراك في كل زاوية ..
وتطليّن من كل حرف أَهْمسُه ..
تمشين بين سطوري ..
تهيمين بعطر أنفاسك فوق أوراقي ..

تملأين الفراغ بين السطور بحضورك الشهي ..

ولا زلت أهيم بطيفك ..
أتبعكِ أينما ذهبتِ ..
أسألك عن صباحك البارد ..
عن قهوتك ..
عن تفاصيلك الصغيرة ..

ولا زالت تشرق الشمس من عينيكِ من كل جهاتي ..
تُغدِقي على قلبي ضوء نابض ..
يُشرق النُور من وجهك ..
أمد يدي بكل شغف لاتلمسك ..

أوااهُ ما أشهى الدفء في أحضانك ..
أواااه ما أعذب سيمفونية الحياة وهي تخفق من نبضكِ ..

لا زلتُ ألملم تفاصيلك كي لا يفوتني يوماً ما شيءٌ منك ..
عطشٌ لروحك ..
فرحةُ حضورك ..
لهفةَ الشّوق إليك ..
عُريُّ صمتك ..
فرحةَ مجيئك ..
تزاحمُ عِطرك ..
رعشةَ نبضك ..
جرسُ الإحتضان الدافيء ..
وصدى العِناق والقُبَل التي ..
لا ..
ولم ..
ولن تنتهي ..!

فكل شيء بداخلي يشدني إليك..
يريدك .. يحتاجك .. يرغبك..
فقد تعمّقتِ وتأصّلت بداخلي ..
واصبحتِ تجري بي مجرى الدم بالوريد ..
تعالي إلي ..
تعالي ..
ودعيني أطفو بحضنك..
ولو كان هذا في أحلامي فقط..
ولو كان ما أطلبه مجرد أمنية..
أو إستحالة..
أو تهوُّر منّي..

فقط ..
دعيني أطفو ..
أُحلّق معك في مساحات الخيال الواسعة ..
لتكوني الواقع الذي أعيشه معك ..

تعالي ..!

صَباحُ الحُبِّ يا قهوتي المُرَُة ..
صَباحُ الهُدوءُ المُثيرُ ..
صَباحُ الإنتعاش ..
صَباحُ الإدمان ..

صَباحُ التَفاصِيل الهادِئة الصَّاخِبَة ..

صَباحٌ أُقُبِّلكِ فيها مع كُل رَشْفَةً ..

صَباحي أَنْتِ ..
وأنتِ الإثَارَةَ ..
والجُنُونَ والرَّعْشَة ..

يا أَجْمَلَ وأَعْذَبَ وأَلَذَّ وأَشْهَى صَباحاتِي ..
/
صباحٌ رائعٌ مُبهِجٌ مُنْعِشٌ شهِيٌّ بامتِياز ..
بَل وأكثر من هذا ..
وأكثر ..
وأكثر ..


بعض الصَّباحات ..
نَوَدُّ لو أنّنا نُقفٍل عليها البَاب ..
نَمنعها من أنْ تخرُج ..
نحتجزُها في ذاكرتنا بنفس الملامح ..
ونفس التّفاصيل ..
ونفس الطّقوس ..
كي لا تَتشوَّه ألوانها ..
وتتغير نكهتها ..
ويُطْمَس وضوحها ..
وتتبعثرُ خصوصيتها ..

لتبقى في داخلنا ..
بنفس إطارها ..
لونها ..
إحساسها ..
فرحها ..
وابتهاجها ..!

أصبح واجبٌ عليَّ..
أن أنتظرك كل صباح ..

حين أفتح نوافذ الذاكرة ..
على ابتسامتك ..
وأتأمل العابرين أمامي ..
وأتفحص وجوههم ..
كي ألتقط منهم قليلاً منك ..

كي أرجو ..
بأني سأصطاد بعضا منك ..
ربما أشمّ رائحة عطرك ..

ربما أرتطم فجأة بوجه ..
يحمل ملامحك ولا يحملها ..

بعض الشوق ..
يصبح مثل فرض الصلاة ..
لا ينفعُ معه ..
أن تشتري فتوى مضادة للذاكرة ..

بعض منك ..
يشدنّي الى أعمق حزني ..
يجعلني فراغاً ..
في منطق اللاشيء ..

يخترق فوضى ..
اخترعتها لأجلك يوماً ..
حين أعترفت لك ..
أنّي رجلٌ .. له حضوره المفاجئ..
ولي وقعٌ مؤلم عند الغياب ..!

لا أريدك ان تُصدّقي ..!

فأنا أدعي الكذب ..
حين لا أحنّ إليك ..
ولا أعيرك إهتماماً ..

حتى قلبي ينتفض خجلاً مني ..
ويفضحني بعد كل شهقة في غيابك ..

كم أشتاقك ..
وكم أشتاقني حين أكون معك ..!

كيف لي أن لا أشتاقك..
وقلبك جنة .. وبستان أخضر ..!

كيف لي أن لا أموت في حُبّك ..
وقلبك في زمن واحد..
صعبٌ أن يتكرّر ..
صعبٌ جداً أن يتكرّر ..!

وتبدأ الحكاية بِبُطء وهُدوء..

نظرة خاطفة ..
حنان عابر..
إعجاب بسيط..
كلمة صغيرة..

تزداد التفاصيل يوماً بعد يوم ..
وتتكَدّس فوق بعضها لحظة بعد أخرى ..
تمتليء الذاكرة بها..
تحتل كل الوقت والزمن والحكاية..

فلا يخلو وقت دون أن يحمل معه إلى الذاكرة تفصيلاً جديداً ..
عن قُبلةٍ هاربة قبل شروق الشّمس ..
عن ضحكةٍ صاخِبة سمِعَتها الجدران والأبواب ..
عن بخور يُعطّر الوجهين ..
عن عِناقٍ لأربع أذرع ..
عن رسائل كثيرة ..
عن أكوابِ القهوة البعيدة لشفاهٍ ملتصقة ..
عن فراشةٍ تحوم خلال لحظة حنين ..
عن وردةٍ تنام في المزرعة البعيدة ..
عن دفءٍ غريب في ليلة باردة ..
عن كلامٍ لا ينتهي..
لمشاعر لا تتوقف عن الإنهمار كل ثانية وكل دقيقة ..
عن سوء فهم لأمر صغير ..
عن حُضن دافيء بعد خصام ..

لا تتعب التفاصيل من الإزدياد في الحكاية ..
حتى الأشياء السخيفة تُصبح على أهمية فيها ..

فتقبعُ في الذاكرة..
فلا تُمحى أبداً .. أبداً ..!