حتى الأغاني.
كل الأغاني.
ما شذبّت أطراف هذا اليباس.
والليالي.
التي يتمادى طولها,
على ليالي الناس.
ما حرّضت في ظلمة القلبِ أملاً باحثًا عن ثقبِ ضوء.
ولا حرّكت في استكانة روحي نداء رجاء:
(ألا انجلِ).
فلا الصبح عُندي بأمثل من ليلٍ تغيبُ نجومه.
أو تجئ.
ولا لون إصباحي يُباين لون سدول الظلام.
كل الأمور تساوت.
كما لو أنها ضربًا جديدًا من بديع الجناس.

ها أنا الآن, أسقطُ من جنة حضورك.
إلى الضياع الشاسع.

أُريد أن أكتب عن مُتعي الصغيرة, عن نزق أحلامي, عن الأشياء البسيطة جدًا التي استدعيها حين يُظلم مزاجي فأشعر أن ثمة ضوء بعيد وتافه ولا يومض لأحد سواي. فساتين البنات الصغيرات, طلاء الأظافر الأحمر, الماسكرا بأنواع متعددة.. مطولة, مكثفة, ضد الماء...إلخ.

الرجال ذوي التعامل اللطيف الذين لا يوجدون إلا في المحلات المخصصة لبيع المكياج والعطور والملابس النسائية. رسمة الكحل على طريقة الستينات, المسافة مابين عيني كاترين دينوف وحاجبيها,

الأفلام الفرنسية ذات الرتم البطيء والأحداث العادية جدًا, صوت مجفف الشعر في ليالي العيد. الجوارب ذات النقوش الدقيقة, المرايا ذات الحواف الذهبية, الكتب العتيقة, رائحة الطين, فقاقيع الصابون, روائح المنظفات, نبتة الريحان, الشاي المخدّر, القهوة السوداء المرّة....
أريد أن استدعي كل هذا, أن أكتب عنه, لكي أشعر أني مازلتُ غير عاطلة عن المتعة.

أريدُ أن أكتب عن حكاياتي القديمة, عن صديقاتي اللاتي لم يبق لهن في خيالي إلا أسماء و صور غامضة وغير واضحة, عن نورة التي كانت تنافسني دائمًا على ترتيب الأول,