حين نشعر أننا فارغين جدا، من الداخل..
وان ما نفعله هو لمليء الفراغ فقط..
وأن كل ما نعيشه هو وقتٌ يعبُر..
لتكتمل مسيرة الحياة معنا..

حينها نضطر أن نفتح باباً جديداً ..
نحلم حلماًًجديداً ..
وان نرحل نحو امنية جديدة..

فلا يستطيع الكائن البشري..
ان يعيش على الهامش..
ويبقى متوقعاً على ذاته ..
مهما حاول ان يعتاد هذه الهامشية في حياته..
مهما حاول ان يكتفي بما لديه..
وان يرضخ الى ما عنده..

يعود دوما نوعاً من التمرد الى ذاته..
وتعود دوماً حشرية الإنقلاب ضد طبيعة الظروف التي أحاطته وتُحيط به ..!

وأتخيلكِ مساءاً ..
حُلُماً يبعثرني على ذاتي ..

يتوسد أضلُعي ..

يعتمرُ جَسدي ..

يرتدي صوتي ..

وعندما ينجلي الليل بالإصباح ..

أجد نفسي خارج حدود ذاتي دونك ..!

مساءُ الحُب يا كل الحُب ..
مساؤكِ دفء يبدّد لسعَة البَرد ..
مساؤكِ عِطر يفوحُ من أنفاسكِ أعذب من الورد ..

مساءُ الحُب يا أشهى حُب ..
مساءُ العِشق يا أعذب عِشق ..

مساءُ الّلهفة لكِ بكُل نبضة في القلب ..
.
.

المساءُ الذي لم أقدم فيه تحية حبي وعشقي لك ..
هو مساءٌ لم يتعلم معنى الأشواق ..
ومعنى الدفء ..
والعناق ..
والإحتضان ..





فَـ ..
يا تُرى ..!
كم هي المسافة التي تَفصلُ بيننا هذا المساء ..!
أتُراها فقط الأنفاس الجاثِمة على عتَبة الشفاه ..
أم أن هناك مسافة حقيقية ..
نملؤها صَخَباً .. وجنوناً ..
وأشياءَ أُخرى ..!

لِحُضُوركِ مَعي كُلَّ صَباحٍ ..
حِكَايَةً مَعْ قَلْبي..
كَمَا لَهُ حِكَايًةً مَعْ عَقْلِي..

لِهَذَا..
أُحِبُّكِ وأُحِبُّه بالحِكَايَتَيْن ..

فَصَباحُ الحُبِّ ..
والحُبُّ أَنْتِ ..
الإِدْمَانُ أَنْتِ ..
وأَنْتِ كُلُّ الحِكَايَةَ ..
وَبِدايَة القِصَّةَ ..
وَمِسْك الخِتَام ..

ولا زلتِ سيّدة نَبض قَلبي .. وخَفقاته .. وانتفاضَته ..
تَفْرضي حضوركِ بكل تفاصيلي فَرضاً ..
تَفوحِي مِن كُلِّ زاوية ..
تُطِلِّي مِن كُلِّ نَافِذَةَ صَمْت ..
تَنْسابي بَيْنَ أَوراق دَفاتري وكُتُبي ..
تُسَرُِحِي شَعْرَكِ الغَجَرِيّ الطَّويل بأقلامي القَصيرَة ..
تَهيمي بِعطركِ فَوقَ أوراقي البَيضاء ..
تَخيطي حُروفي حَسْبَ قُطر خاصِرتك ..
تملأي الفَراغَ الذي يُدوِّي بَيْنَ الجُدران الأربعة حَولي ..
تَجعلي الإنتظار لحُضورك الشَّهيّ المُثير ..
فَنٌّ..
ذَوقٌ ..
جُنونٌ..
إدمانٌ ..
مُبالغَةٌ ..
وعَادَة ..

أتْبعُكِ أَيْنَما ذَهبْتِ ..
وأيْنَما حَدَّقتِ بعيونِك النَّاعِسَة ..

أسألُكِ عَن يَومك ..
عَن قَهوتك ..
عَن صَباحاتك البارِدَة دَونِي ..
عَن تَفاصيلك الصَّغيرة المُثيرة التي تَنمو في غِيابي ..
عَن القُلوب التي تَعثَّرت بكِ وأنتِ غائِبةً عَنِّي ..
عَن العُيون التي تَعلَّقَت بِك ..
مَا زلتِ سَيَّدة صَباحَاتي ..
تَشرِقُ الشَّمس مِن عَينيكِ في كُلِّ جِهاتي ..
تُغدِقي على القَلب ضَوءاً نابِضاً ..
يُشْرِقُ من وجْهك حتَّى يُلامِس خَدِّي ..
أمُدُّ يَدي بكُلّ بَراءة طُفولة ..
كي أَتَلَمَّسُك وأنْدَسُّ فيكِ ..

أواااهُ ..
ما أطيبَ الدِّفءَ في أَحْضانِك ..

أواااهُ ..
ما أشْهى الإنكِماش على صَدرِك ..

أواااهُ ..
ما أعذبَ صَوت الحَياة وهو يَنبضُ من تفاصِيلِك ..


لَم أخترِع يوماً حَضورك ولَم أَحتفِل بِهِ أبداً ..

فقَط ..
ألمْلِمُ تَضاريسك ..
ألتهِمُها على مَهلٍ على عَجَل ..
خوفاً أن تَفوتني لحظةً .. شَيء مِنكِ ..

عُدِّي على أصابعكِ ما لَمْلَمْتُهُ منكِ
لهْفةَ حَنينك ..
عطشٌ لروحِك ..
فَرحةَ حُضورِك ..
أنينُ الشَّوق لك ..
ارتباكُ شِفاهِك ..
جَمالُ نُعاسِك ..
عُريُّ صَمتِك ..
فَرحُ مَجِيئِك ..
تَزاحُمُ عِطرِك ..
رَعشةُ نَبضِك ..
جَرسُ الإحتضان الدّافيء ..
صَدى القُبْلة الأولى التي لم تَنتهي ..
ولن تَنتهي ..

ورجُلٌ يَتكوَّر على سَريرهِ ويعدُّ أنفاسَهُ معكِ و لأَجلِك ..!

أحببتك ..
وأحبّك جداً ..

أُحبّك ..
لأنكِ نسجتِ لي حكاية حُب ..
سأبقى أرتديها ما حييت ..

فوحدك ..
عرفتِ فكّ رموزي التي لم أستطع أنا فكها ..
وحدك عرفتِ كل أشيائي ..
وفهمتِ كل حُروفي ..
وسر هذياني ..
ولهفة جنوني ..

وحدك عرفتِ ..
كيف جعلتني أكتشف ذاتي ..
كما لم أكتشفها مطلقاً من قبل ..

كأنك ..
أنتِ مرآة ذاتي التي لم أشاهد نفسي فيها إلا من خلالك ..


وكأنّكِ أنتِ من كُنت أنتظرها ..
لأعرفَ ذاتي بكُل هذا الوضوح ..

شكراً لأنكِ حبيبتي ..

وشكراً لِقَدرنا لأنه جاء بنا معاً ..
في نفس الزّمان والمكان ..


وردة جوريّة تتوسد قلبكٍ من جذور قلبي النابض بِك ..

بِكِ وَحدك ..!