عن حديث الأصابع


ياااااه
كم بلغ الصمت بنا و إلى أين سافر بنا حين لم يشتعل في هشيم السكوت سوى حديث تلك الأصابع

و ما بين تشابكها و اشتباكها

تمسّكها و ارتخاءها

صراخها و تصارعها

انفلت زمام الكلام

و قيل كل ما استوجب قوله في لمسة صاخبة غاضبة

و كلّما تعقّدت الأمور

انعقدت النوايا أكثر على الانسحاب و التقهقر

رغم كل اللذة القابعة في كل عقدة عصبيّة

و الشعور الذي كاد أن يبلغ ذروة الاستسلام

كان لابد من أن نفصم عرى الحديث

و نحلّ هذا التشابك الذي تجاوز الأيدي ليربط المصير بالمصير

و تتحرر الأقدام من نوايا القلب الراسخة

كان علينا أن نعودَ إلى غربتنا

و ننسى أننا كنا على وشك أن نحيا

وجهكَ باعث للسلام في أعماقي

أمكث سويعات و أنا أتاملكَ

و أتحرّر من قلقي بالنظر إلى ما وراء ملامحكَ

أستذكر اللحظة التي باغتّ بها روحكَ فحظيت بهذه اللقطة

أنت لا تختار قصة حب مثالية و لا تقرر أن تكون حبيباً لأحدهم

لكنك تعيش القصة كقدر لا مفرّ منه

و لكنّك تختار أن تكون وفيّاً مخلصاً لهذا الحب

حتى لو كُتِب عليكما الفراق و تنتهي فصول ممارسة هذا الحب على أرض الواقع

لتبدأ فصلاً جديداً في الحكاية

فصلاً يمتد لما تبقى لك من العمر و الأنفاس و الشعور

فصل الوفاء

فصل تتخلله عواصف قد تدمّرك في العمق

و زوابع بين الحين و الحين تهزّ عرش صبركَ

ناهيك عن اضطراب نفسكَ التي قد تفقد إيمانها في الكثير من الحقائق

إنه كما وصفه نزار : فصل البكاء

لا أتبع الوهم

و في يدي حقيقة واضحة

حروف اسمكَ الأربعة
رسمتُ بها لوحة معقّدة لا يدركُ فحواها و معناها
إلا من قرأ سيرة قلبي
علّقتها على الجدار الفاصل بيني و بينهم
ليستأذنوكَ قبل الدخول إلى عالمي

كثيرون يقتبسون الكلمات

لكنهم عاجزين عن اقتباس صدق الشعور الذي يميّز النص الأصيل