شكرا للشيء الذي لا يعجبني
شكرا لنقيض الرغبات
شكرا للأسود المتفتّل العضلات
للريح العتية
للوردة التي لا تفوح
لوقاحة الجوع و زعرنة الفقر
للخرس وقت الصراخ شكرا
شكرا للذي يمنحني فرصة للنظر اليقيني
يجعلني امشي في شوارع الفتات و أنا أرى أرغفة في أخر الطريق
يمنحني حدس التفاصيل المخبوءة
و أعرف قيمة الشيء في لحظة الاعتياد
لولا انحسار الفكرة ما اتسع المعنى
لولا انحسار المعنى ما اتسعت الفكرة
لولا العلاقة السرية بالنقصان
ما توطدت بالكمال علاقتي
و لا فركت معدن القليل حتى يصيبني من البريق ما يصيب
أحب الأبيض مثلا
و لكني في حلاكة الحواس أحب بصيصه
هكذا امشي مغمضا نحو الأمس
نحو الغد نحو اللحظة المتوالدة
اقترف طعم الزوايا قبل اتساع الأفق
لا أظلِم و لا أُظلَم
أتوصّل قطفة قطفة لحنكة الأيام و الأشياء
دوما خلف كل شيء
شيء يحمل أسراره
عين الرضا تراه و لا تناله عيون العابرين

لست قادرا على امتلاك فهارس الاقدار والازمان والاوقات
ولا على أصول صوت صهيل البحر حينكِ ولا غَمَائمِ ذاكَ النور ونسيم الشذى
أتأتئ في لفظ ملامحكِ المبللة بي بالسحر
وسر الاحتمال في الفصل الخامس المنغمس في ردة المعقول
يا حنينة الفصول يا قٌبلةً بينَ نَبضِين على أَبوابِ الضجر
يا وجه النايات في الغايات الشاسعة العميقة
لا دخل للتفاصيل في انهيار الفكرة
تبخرنَا غَمَامةً بَيضاءَ عند كٌل لقاء ذاكَ
يامولاتي الذي ينسينا الشقاء

لا عرجونكِ
لا انكسار الموج تحت سخطكِ
لا وشوشات قمحكِ لصبح الغوايات
لا انفلات صوت فيروز تحت وشوشات روحكِ
لا حديث بائع الورد المشنوق على بوابات رضاكِ
و لا اختلال المساءات على وقع ضحكاتكٍ المنفجرة
كل ذا لا دخل له
الفكرة حين بزوغكٍ حين رجوعكٍ حين رجوعي حين نكون هناك معاً
تصيرين كون شمسي
يسير خارج الأعراف
يصيب ما يصيب
و يترك قليل الحظ العاثر
يلعن نحول جسده بالغياب الأثم
ويسخط على كٌل الاوقات
و يسقط مني الكلام
أقصوصة لها بداية
و عُفار نبيذكِ يحجب خاتمتها عن لهفتي
لتتساقط أطراف القصيدة
تتهالكِ من لعثمتها الصور
و تحبو المعاني إلى غيمها
يرتبكِ الشاعر
و ينهمل العاشق خارج عرف المطر
يرقصني ويقول الغياب
للمشبع بأغنيات الشوق
أنا جئت لكِ لأكملكِ قصيدة
تورطي بي وتورطي بكِ
حتى تفيض في فوضاكٍ العارمة
لا تبتعدي عن السر الأزلي
و اعشقِ المابين
المبلل بالربما و أوتار الخيال
تأفف ملء نشوتكِ
دوزن نشيدكٍ على مقام الصبا
و احتضن طيفكٍ المشتهى و الغياب
و قولي للشوق

ما أبدعك

إنَّـهُ المَطَـرْ يَا انتم!
حِيْنَ يَبكِيْ الأفُـقُ وَتَرتعِـشُ السَمَـاءْ
حِينَ يُغسِـلُ الشفَـقُ وَيحتضرُ البُكَـاءْ


إنَّـهُ المَطَـرْ ....

يرشق الوجود بـ أدمع السحاب
ينفث البرد في هياكل الخرآب

أَسُقـوْطُ مُصادَفـةْ ؟!
أمْ سُقـوْطٌ مَـعْ ساَبِـقِ إصرارْ ؟!
أَسقُـوطٌ يَمْحـقُ الضيَـاعْ ؟!
أمْ سُقُـوطٌ تائِهٌ مُنهـارْ ؟!


إنَّـهُ بـِأيِّ حَـالٍ سُقُـوْطْ
أيَا كَـانَ سَبَبُـهْ
بـِ وَقْعِهِ اللَّامُبَالِـيْ المُتَرَدِّدْ
بـِ صَدَاهُـ اللَّانِهَائِـيْ المُتَرَصِّدْ

........................

عندما ترفضني حروف إسمي
تتوارى مفردات الكلام
تنتفض قوائم الأرقام
تجتاح أروقة ليلي المتهدج
عتمة عاصفة..... من ريح الظلام
ذلك القادم من جوف البيداء

تتهددني... تتوعدني
في غفلة من أمسي التائه
نزعة جموح خيالية
بيد نزف الخوف يزرعني
جرحا من رهام وجعي
في خاصرة ساعة وله
اكتضت بترانيم من حلم تائه
توارت رؤاه خلف اسوار عتية
تداعت عبرلحظات منسية
من زمن اقتطعناه من عمرنا
سرابا من قيظ الرحيل....
الى ذاكرتنا الموجوعة
تؤرقني اللحاظ الموهومة
بأحلام تكبرنا عمرا
لم نعشها يوما ....لتمضي
بتت أتورع الركون إليها
وإن طال المكوث.....
واني اسمع صوتها

بأي ذنب اٌقتل مرتين