منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   قسم مدونات الأعضاء [ الاختلاء المباح ] (https://www.al2la.com/vb/f53.html)
-   -   گلْ فَاتنَة فِيْ الجَمآلْ بيضــآء الأصِلْ ♥ ! (https://www.al2la.com/vb/t82816.html)

أعيشك 01-07-21 07:53 PM

لطالَما قارنت حياتي بتلك التي في التلفاز،
ولم أجدني أُشابه ما يزعمونه.
لم أجرّب قيادة السيّارة بِرفقة أُمي،
لأنني فقدتهُا قبل أن أراها.
ولم أحظَ بصديقٍ خياليّ،
لأنني لم أجِد وقتًا لأعرِف من أنا حتّى.
لم آكل الفطائر المحلّاة كل صباح.
ولم أخشَ الوحش أسفل فِراشي أو داخلَ الخزانة،
فقد اعتدتُ رؤيته كلّ يوم في الطُرقات،
خائفًا، جائعًا، يائسًا، نحيلاً، ومصابًا بالأرَق.
لم تكن لديّ صديقةٌ واحدةٌ مقرّبة أكثر
من غيْرها على مدار السنواتِ،
ولم يكُن هناك من يظلّ معِي لتلك الفترة الطويلة.
والصفّ السابِع لم يكُن الأسوأ،
بالحقيقَة.. لا أذكُر.
لكن، كنتُ أقضِي معظم وقتي في كتابَة الرسائل لنفسِي،
بدلاً عن كتابَة اقتباسات طفوليّة مرصّعة بالمُلصقات.
كان الكبارُ يخبرونني أن عليّ أن أكون صابِرة في تلك الطفولَة
التي هيّأتني كي أختلِف ولو قليلاً، وللأشياء التي ظننتها نِعمًا،
فتبيّن أنني لم أكُن بحاجَتها لأحصُل على تلك الندبة 'البطوليّة'،
أو ذلك الموقِف الذي سأضحكُ فيه على نفسِي ومخاوِفي القديمة،
أو إطارَ درّاجة قديمة مثقوب، وليل بُكاء طويل.
ففي النهاية..
التلفاز قد كذِب علينا.
تمامًا كما قالَ أبي.

أعيشك 01-08-21 03:58 AM

"لا أعلَم ما يحدُث، هنالِك محاولاتٌ متكرّرة ولا شيء يتحَقّق."
احتفظتُ بهذه العِبارة لفترَة من الزمنِ في المقدّمة،
حيثُ أقرأها كل يومٍ قبلَ أن أبدأ الكتابَة.
وإليْكم ما حدث،
لم أستطِع أبدًا !.
كنتُ كلّما أبدأُ سطرًا تلوح الكلِمات بذهني،
وتلوّح المحاولات مودّعة.
سأُحاول ولن يحدُث شيء،
هذا ما أؤمن بهِ ولن يتغيّر.
وغريبٌ كيف أنني استطعتُ ايقاف نفسي بنفسِي،
وقررتُ بإختيارِي أن أتقهقَر بحجّة واهِنةٍ كهذه.
ولكن ماذا إذا حاولتُ وفشلت ؟.
ليسَت قيامتي الأخيرَة،
لا بأسَ عليّ،
سأنهَض.
انسِ هذه العِبارة،
هكذا أخبرتُ نفسي.
انزعِيها عن أعماقِ اعتقاداتِك،
أنتِ أفضلُ من ذلك،
أفضل من مواجَهة الجميع بمِثلها !.
واليوم ..
استطعتُ التحرّر منها أخيرًا.

أعيشك 01-08-21 04:01 AM

ذكرى دفنتُها منذُ وقتٍ طويل،
بدأت تلوح مرةً أخرى ذات ليلةٍ ضبابية،
تركتُ فيها لقلبي ترجمة كل تلك المشاعر
التي اجتاحتني كلغة أجنبية صعبة،
لكنني فهمتُ شيئًا عميقًا داخلها وكأنّها خرساء،
كأنها بطريقة ما تخبرني بكل شيء.
"كيف لقلبكَ أن يحب قلبًا كقلبي؟."
تذكرتُ تلك الأُمسية بوضوح أكثر،
وقتذاك سمعت كلمات كهذه،
لكنها كانت بمعنى مغايرٍ زاد ألمي أكثر.
حينَ تحب شخصًا وتتعلق به بشدة،
فيدفعك بعيدًا عنه بحجة أنه لا يستحق شخصًا جيدًا مثلك،
هو ألم ستتحمله عاجلاً أم آجلاً.
لكن أن يدفعك بحجة أنه يستحق ما هو أفضل،
هو ألم لن ينتهي ولن يزول..
سيذهب لثوانٍ ربمّا، لكنه سيعود لعمر كامل.
مؤلمة لحد الموت فكرةُ أنك لست جيدًا كفاية لتستحق
ذلك الحب الذي أُهلكت به عقلك تفكيرًا وقلبك شجنًا،
وأضنيت سنينًا من عمرك على ظلهِ المزيّف.
والصور التي حفظتها بخزانتي قرب الحائط
تخبر قصةً مختلفة سعيدة.
فهل يستطيع الحب انهاء حياتك بهذا الشكل،
وهل يسمح قلب فعلاً أن يتألم قلب آخر بسببه بتلك الطريقة؟.
"إنتظري".
هي الكلمة التي كررها عدةً مرات حتى سقت روحي حد الثمالة،
حد أنني لم أستمع لأي كلمة أُخرى بعدها.
وكان استيقاظًا مؤلمًا جدًا،
لما علمت أنني في حلم وفي عالم بعيد لم أرَ فيه الصورة كاملة.
وكان يردّد :
"نحن نبتعد عندما نشعر بالتعلّق، لخوفنا من الوقوع."
وحين أسأله عمّن يتعلّق بمن، وأينَ يكون ذلك!.
كان يُجيب مدّعيًا كشفَ مشاعِره : "أنا، بكِ، في الحبّ."
وحينَ ردّد أن الحبّ لا يتخيّر الأوقاتَ المناسِبة،
وأنه لا يطرُق أبواب وجدانِك لتعلمَ أنه خلفه،
لكن حالما تصبحُ مستعدًّا لكي تخطو
وتخرُج سيستوطِنك حتى الهلاك.
كنتُ أردّد : "حد الهلاك".
وأعلمُ الآن،
أنني كنتُ على صواب.

أعيشك 01-08-21 06:27 AM

على قارعة الوداع ‏إتكأت،
‏رفوف الذاكرة حبلى،
‏بتلك الأيام والرؤى،
‏مضيتُ أُلملم ماتطاير منها،
‏ثرثرةُ المارين تجرحني،
‏والوقوف أمرُ مُرهق ..
‏ظننتُ الربيع مُقبل مع تلك الغيوم،
‏لكن ‏تلاشت وأتى بِصيفٍ صامت مُقفر ..
‏ماجدوى من رصف الحروف،
‏والمعاني ضائعة؟.

- صيف 2018 -.

https://f.top4top.io/p_18340x0uy1.jpeg

https://g.top4top.io/p_18346xmf74.jpeg

أعيشك 01-08-21 02:39 PM

اليوم أحدُهم قطعَ عليّ وعدًا.
لا أعنِي بذلك أننّي في انتظارِ تحقيقه،
ما أعنِيه أنهُ قُطع بالمعنَى الصريحِ..
قُطع معه أملي وانتِظارِي.
"هل الأمرُ دومًا بهذا العُسرِ؟.
أن تُحبّ شخصًا يستطيع كسرَك كأحد وعودِه".
نصٌّ آخر وجدتهُ في أحد الكُتب مُزرقّة النصوص،
والتي تُلائم طقوس بؤسِي البهريّة.
ما يلِي الليل هو الوقتُ المفضّل لرشّ الملحِ على كلّ جسدك،
ذلكَ لأنّ سنانَ الشظايا دومًا ما تمسّك ولا تترُك منكَ إنشًا.
وسألتني صديقةٌ معاتِبةٌ : أتعلمين لمَ يحدُث لك كلّ هذا؟.
هذا لأنّكِ تملئينَ نفسَك حتى قُنّتكِ،
تتشرّبين الأشياء حتى تغرِقك،
تطوّعين محيطَك حتى ينقَلب مركِبك بكَ.
الوعودُ أكاذيبٌ يا رفيقَتي، ألا تعلمين هذا بعدُ؟.
كلماتُها ثقَبتني بشدّة،
حتى أنني لم أستطِع اللفظَ سوى بحبْري،
لذلك أنت تقرأُ ما أكتُبه الآن ولا تعلمُ عما أتحدّث بالضبط.
فإنّني أحبُّ أن أحمِل الأفكار على وجه العمومِ،
وأُلقيها كدرس لي في حياتي المُقبلة،
لكنّني أحتفِظ بالتفاصيلِ لنفسي ..
ربّما لأنّ هذا ما أستحِقه في الوقتِ الراهِن.
والوعودُ؟ لا أؤمنُ بها بعد الآن
أما المركب، فقد غرقَ يا سيّد الملاحَة،
فدع قلبكَ يرشِدنا الآن.

أعيشك 01-09-21 05:31 AM

سألته ذات مرّة :
"أليسَ الأمرُ ساخِرًا قليلاً،
حينَ تهيّء نفسك لما اقتنعتَ أنه لا يقلّ عمّا تستحِقه،
لكنكَ تجدُ نفسك في نهايَة المطافِ خالِي الوِفاض؟".
أخبرتُه أن الأمرُ أشبه بمنح ثقتك لشخصٍ واحد،
بشكلٍ أكبر من البقيّة،
كمنحه مساحَة مميّزة في قلبك الأحمق،
ثم إكتشاف أنهُ لم يكُن لكَ من الأساس،
بينما لا يوجد غيرُه كتعويض.
"بغض النظرِ عن المرّات التي شعرتُ فيها
بثُقل تلك العضلَة التي تهشّم صدري،
وبيد أنني وددتُ مرّات عديدة لو انتزَعته تمامًا ..
لكنّني تحمّلت،
لأنني اعتبرت ذاك الشخص ساكِنًا مؤمّنًا فيه،
لن يسِعه خيانة ثِقتي."
جرسُ الباب يرنّ،
باب الغُرفة يُطرق،
هو ينتظِر.
نادى بإسمي،
أشعُر بكفّه على كتفِي،
ولازلتُ كمن ينتظِر.
سألني : هل أنتِ بخير؟.
وأجبته بِـ نعم.
وبعدَ خمسِ دقائق،
وجدني أبكي وحيدة.

أعيشك 01-09-21 01:11 PM

رؤيته دون الإقتراب منه،
كانت مُماثِلةً لفيض المشاعِر التي
تجتاحُك عند الإعتراف لأوّل مرّة لمن تحِب،
أو عندما تستعيد ذِكرى لم تتجدّد أو تتعوّض ..
مثل الصعود والهبوط بينَ الماديّة والروحيّة.
حين تُنادي الذِكريات واللحظات العالِقة بذهنك،
والملامِح والإبتِسامات الراسِخة
بأجفانِ مُقلتيك الظمئَة لرؤيتها.
المساحَات الخضراء الواسِعة،
بتلاتُ القمحِ وأشعة الشمس الدافئة،
الجدائلُ ورائحة الفطائِر،
الكرز ولحاءُ الأشجار الصلِد،
رائحة الريحان وملمَس أوراق الياسمين.
عِشت كلّ هذا يومًا.
عندما تصرُخ روحُك مطالِبة بالعودة لزمنِ كلّ هذا.
تخاطِبك وتنعيا بعضَكُما على ما اندثَر،
فتُدرِك صعوبة العودة كما كنت،
وأنّ الخُضرَة أضحَت رمادًا،
وبتلاتُ القمحِ والريحان انتُزِعت من قلبكَ المزهرُ،
فأضحَت ملامِحك أكثرَ جمودًا،
وروحُك خُدشت أكثَر مما فعلتَ بلحاءِ
ما اتّخذتها مسودّة مع رفاق طفولتِك،
حين كنتُم تركضون وتختبئونَ خلفَ
الأشجار والحقولِ،
وتعلُو ضحكاتُكم العليلَ.
ورُغم ذلك،
ورُغم الفقدِ والصبابَة ..
هُناك شيئًا آخر داخلك جعلك سعيدًا.
ربّما كونك جرّبت تلكَ المشاعر مرّة،
وأنها بالفعل قد كانت حقيقَة،
شعرت بها في تجاويف صدرك يومًا ما.
لقد كانت هُنا،
داخِلك،
وأنت كُنت سعيدًا وقتها.
ولمّا رأيتهُ لأول مرة،
علمتُ أن لا شيء سواه استطاع
أن ينتشلني من ذاك الأسى.
كنت أستمعِ لكلماتِ الكثير غيره،
دون إبداء ردة فعلٍ سوى أن أبتسم له وحدهُ.
ولكن ما إن أنهى تهويدته،
ووضعَت آخر نُقطة على الحروف فوق
السطح الخشبي القديم من القيقب الصّلب،
وجدتني أزدَردُ جوفي،
وأتساءل ما اسمه،
وهل سيعودُ للحديث مُجددًا أم لا؟.
ثم تبحّرتُ بخيالات بعيدةٍ جدًا،
لا تتحقق سوى في مدينة يُحِيطها اللون الرمادي،
وأنا وهو،
وحدَنا بأحد أزقّتها،
نُلاحق عزيفًا للرياح بعواصِف ألحانِنا.
وبينما تمضي بي السيارة عبر طريق تحُفُّه الأشجار،
بدت لي كقضبان سجنٍ لحظتها ..
أردتُ الإختفاء داخلها،
والبحث عن لونٍ رمادي لا مُتناهي أغرقُ فيه بعينايَ.
لا أريدُ الموتَ بعد،
هذا كل ما همسَ به البيانو في أُذني.
الرماديُ حياةٌ.

"تعازَفت الأحرُف لمقطوعةِ البيانو".

- مستوحاة من مقطوعتين :
Cold - Jorge Mendez
.Love - Michael Ortega

أعيشك 01-09-21 02:10 PM

تزعجني شخصيّتي في بعضِ الأحيان،
فلستُ بالسعادةِ الكافية ولا الحزنِ الكافي
لأعبّر عمّا يخالجُني بدقَة.
لذا ترَاني أطفو بسطحِيّة كما يفعلُ البقيّة.
لكنني أختَلِف عنهم،
فنظَري لم يكُن مثبّتًا على الشاطيء،
بل نحوَ غياهِب القاعِ.
ولا أدرِي إنْ كانَ عُمقًا أم غرَقًا.

أعيشك 01-09-21 05:27 PM

وجدتُ القوة لأخبرك أنني بخير،
حتى بعد أن رأيتُ سقوطك بين يداي.
وأنت قد كنتَ على حافة الموت،
ولا زلت تسألُ عن حالي.
لم تكُن بالأنانية الكافية للقلق بشأن نفسك،
وقد كنتُ بالضعف الكافي لئلاّ أجد قوة
متبقية لأمنحك منها..
وكلانا كان يكذب على الآخر.

أعيشك 01-10-21 05:59 AM

ما حفّكَ واقتلعَني من جذورِ النورِ
الذي غرستُ نفسي فيه لأجلك.
فمشيتُ نحوك سائلةً الذريعَة،
وصمتُك كان المبعثَ،
حملتُ أحزانك،
وساعات انتظارِي.
رويتُ بعيْنيكَ الطاهرتين،
ونمَت فيّ كثير من الكلمات أنتَ أحقّ بها.
كُمّمَت الأفواه فلم يبقَ سوى صوتُك،
ونزِع الأمانُ فلم يبقَ سوى ملاذُك.
كانت الأرضُ تحتُك والسماءُ فوقُك،
وأنا بينَ كفّيك،
لا أرى سوى غيمَ لُطفك وكُثبانِ حُنوّك.
الخريفُ ما عادَ ينفُض أوراقَه،
إلّا رغبَة في أن تلتحِف أشجارُه من حُسنك،
وأثقالُ السماءِ ماعادَت شديدَة، من بعدَ طلاقَتِك
فدفعتِني في اللحظةِ الأخيرَة،
حين كِدتُ أن أؤمّن على كلّ شيء وأحميهِ صكًّا.
داهمنِي وفرجَ آمالي، بعثرها.
ثم احتَضننِي ليُلملِمني.
وكأنك بذلكَ تُخبرني أنني 'وحدِي' هكذا ما تُريد ..
خالية من كلّ حبٍّ أنتَ عُقدته،
محلّلةً من كلّ حُرمةِ تجعلني راغبةً فيك.
رغبتَ فيَّ، خاويةٍ مُقفرةٍ غائرةٍ.

أعيشك 01-10-21 10:48 AM

سأرويكِ،
قُلت لي ذات مرّةٍ.
سأرويكِ قصةً عن الحبّ الكثيف والمُحاولات المتكرّرة.
سأُحبّ فيكِ رغبتكِ الشديدَة، سأُقدّرها.
سأحتوي كلّ ما يُمكنني لأتقبّلكِ،
وسأحملكِ في ذهنِي حتى يرضَى قلبِي.
فأنتظرت ..
كان وعدُك جسيمًا مُبجّلاً،
حملَ في طياتِه أملاً لي،
فقبلتُ الإنتظار،
ولأوّل مرّة لم أكل،
ولم أتقلقَل أو أُبرح مكاني.
وكانَ إنتظارًا طويلاً ..
حتى بدا أن مُهجتك قد قست كي
تتناوَل جميع الوقت في حوزَتي وتلقمهُ،
ثم تمجّه في العراء لتترُكني على حين الإنتظار،
أُراود في دعواتِي أن يُشرع الباب عنك،
والذي وعدت نفسِي ألّا يُغلق دونك.
بعمرِ الحبّ، لم تأتِ.
ففهوتُ لكلّ ما علّقت نفسي فيه،
واقتلعتُ حبالَ صبرِي من عصفِ الخذلان،
حتى بِتُّ وحدي،
مع وعدٍ مخذول، كروحي.

أعيشك 01-10-21 06:59 PM

لنَجد لأنفسنا مكانًا يأوينا،
نعلمُ أننا سنَعود منهُ سُعداء.
مكانٌ لا يعلم بوجودهِ أحدٌ سِوانا.
لنحتَفِظ به سرًا،
ولِنمنح أنفُسنا حقّ التصرف بأنانيةٍ،
كلما أردنا اختزالَ مشاعرِنا الغامضة.
الضائعة في دهاليزِ أرواحِنا.
لننتزِعَ بعضَنا من كلّ شيء،
ولِنبقَ هُنا.

أعيشك 01-11-21 05:00 AM

إنني -وكل يوم- أرى في نفسي ما يدفعني
للسؤال عن السبب الذي أضحيتُ به كما أراني.
وأتساءلُ إن كان قد لفظني الكون،
أم أنني ضائعة بكوكبٍ لم يجده أحدٌ بعد؟.
يبدو لي كلّ شيء ضبابي حتى وإن
طليتُه بما شئتُ من ألوان الكذب،
وأعلم أن في نهاية هذا اليوم ستنزعُ القِشرة المتهالِكة،
وسيسقُط معها قناعي الزائف، جميعُ أصدقائي.
وحين يقرؤون شيئًا كتبتُه بإحدى لحظات سأمي المُعتاد،
تبدو كلماتهم شبيهة بـ "هذه ليست أنتِ".

"لكنكِ بدوتِ بخير حين تحدّثنا قبل دقيقتين".

والأدهى هو من يقول : "أنتِ تجيدينَ تقمّص المواقف"!.
فلا أجد سوى أن أوافقهم ساخرة من نفسي،

لأنني أُدرك أن كلّ ما جال بذهني قبلها بثوانٍ قد تحقق.

حينَ قلتُ أن لن يفهمني أحد.
وبين ما أقوله لك وللجميع وما أكنّه خيوطٌ من وهمٍ،
لا يمشي عليها سوى من يدّعي أنه يصدّقني،
ويضمِر ظنًّا بأنني مجرّد مرائية تجدُ ادّعاء
الحزن عمقًا أدبيًا أو شيء كهذا.
المُضحك في الأمر أنني لا أعلمُ ما هذا حتى،
وأعلمُ أنني سأندمُ على كلّ هذا،
لكنني أواصِل كتابتَه رغم كلَ شيء.
فرّبما إن كان مصيري سيضحى الخواءُ
حين أفشي كلّ ما أغمِضُه،
فستحلّ النهاية سريعًا.
وأمل ألا يطول انتظاري لها.

أعيشك 01-11-21 05:51 AM

دعني أستبيحُ الكونَ عُذرًا،
فقد ابتدأتُ بشمس بسمتِك،
وانتهيتُ بفضاء شُهبانِك،
وكواكِب مُقلتيك.

أعيشك 01-11-21 06:54 AM

مشاكلي ومشاكِل غيري عِبءٌ على العالم،
والعالَم قد أصبحَ عجوزًا مُتعَب.
فإما أخذناه لحيث يُراح الكِبَر،
وإمّا بقينا لنعدّ فطائر الليمون
لمن لن يقدِر على أكلها،
ونصِفُ البحر لِمن لا يستطيع رؤيته.

أعيشك 01-11-21 11:00 AM

أواصلُ تأمّل لحظات غيابك عن واقِعنا،
وتنشغلُ يدي بحفظِ تفاصيل وجهك.
أمنحُ نفسي دقائقًا طِوالاً،
ثمّ أخلدُ للنوم.
وأجد أن الظُلمة هناك،
لا تختلِف عن تلك الّتي كانت تحفُّني.
فأسألك "كيفَ للعتمةِ أن تقتحمَ سعادَةً نورانيّة ؟".
"هذا فقط عندما تنبعُ من الدّاخل" تُجيبني.
لذا أكتَفيتُ بتمرير نورِ أناملِي،
علني أُبصِر بها يومًا.

أعيشك 01-11-21 11:12 AM

أتذكّر نصًا لو مررت بمئةٍ غيرِه،
فسيظلُّ عالقًا في ركن ذهني الأشدّ دفعًا لي.
واعتدتُ في كلّ مرة أقرأه فيها، أن أُردد لنفسي :
"عليّ أن أرى الكثير، وأصبح كلّ ما أردتُ أن أكون".
لأنني أخشى اليوم الذي لا أفعل فيه ذلك،
فيستحيل ما أكتبه مخلوقًا من العدم، خالِدًا فيه.
لأنّ خوفي دومًا ما كان متعلّقًا بما أكتُب،
وما سينظُر له العالم كتعبيرٍ عن شخصيتي،
وكيف أنظُر أنا للعالم، وأعلّم نفسي بالخطّ عنه.
لم أودّ أبدًا أن أقدّم صورة مُشوّهة،
وهذا يشمل أن أكون مجرّد صفحة بيضاء ومحتوى زاهِد.
وأخشى أن يكون ما أكتُبه مشلولاً لا يذهب لمكانٍ ما،
ولا يسير بي لحيث آمُل.
أو أن أترُك ذهن قاريء كلماتي،
كما كان قبل أن يقلَب صفحاتي.
فيسألني عن فحوَى ما أضاع وقته فيه،
وأرى الأعراض على ناصيَته،
قبل أن يغلق دفافَ فُرصي،
ويطبل أذنيه عن تفسيري.
فأن تتلاشَى فِكرة أو محتوى،
فهي كنهاية لوجودي.

أعيشك 01-11-21 01:20 PM

الحمدلله على كل حال،
تم تأكيد إصابتي بفايروس كوفيد19،
للآن أنا بصحة جيدة وحالتي مُستقرة..
أسأل الله أن يبعد عني وعنكم كُل مكروه.
دعواتكم.

أعيشك 01-12-21 05:21 AM

عَيناكَ جَمرٌ يُحِيطُني …
وشِفَتَاكَ خَمرٌ … يُسكِرُنِي
وجَسَدُكَ .. مِدفئَةٌ …
هَيا … هيا فَلتُوقِدَني
فَأفعَالُك ذَنبٌ فِي الهَّوى ….
فَمَا ذَنبِي أن تُثمِلنِي … ؟
فَأقعُ بينَ أحضَانِكَ … صَرِيعَةً
وعِشقِي لكَ … هُوَ مَن يَحِملُنِي
فَرفقًَا بِي … فَأنتَ حَقًا تُرهِقَنِي
وتَعصِفُ رِياحَك … فَتُبَعثِرَنِي
وَتطُوفَ عَلى جَسدي … كالإِعصَارِ …
فَتنحِتَنِي …
وبِيداكَ تَرُسمُ … جَمَال أنُوثَتِي …
وبِجَمالِكَ أنتَ تَفتِنَنَي …
بِنَظرَاتِكَ ….عِيناكَ كانَت تَحرُسَني
فَأنتَ ملكٌ …
وأنتَ فَقط … مَن تَأمُرَنِي …

أعيشك 01-12-21 09:59 AM

وقد رسموني على لوحةٍ،
فزدتُ جمالاً وزِدتُ البهاء.


- أعيشك في لوحة -.

https://f.top4top.io/p_1838121vu5.jpeg

أعيشك 01-12-21 02:36 PM

في هذه المُدونة حاولتُ أن أكتب، إذ كما يُقال :
"أن تكتب معناه أنك تمارس فعل الإستعارة،
استعارة حياة الآخرين من الوجوه،
البيوت، الشوارع والمقاهي،
استعارة المياه من إناء وُضع على الحافة،
استعارة الرغبات من أفواه الموتى قبل أن تدفن معهم،
استعارة الخطوات المتروكة على السلالم قبل أن تجف أو تتلاشى".

أعيشك 01-12-21 03:19 PM

أشياء كثيرة تحيرني في هذا الكون.
أشياء كثيرة لا أدري لماذا وكيف وأين حدثت!.
منها الصدفة التي جمعتني بِك دون ميعاد.
كنت لفترةٍ طويلة في حياتي ادعوا الله
أن يجمعني بِرجل يُنسيني طريق العودة!.
يجعلني أُعيد تركيب الكلمات،
يُنسج لي من عينيه عالمًا آخر،
بعيدًا عن ضوضاء هذا العالم وأحزانه.
ثم وجدتك أمامي تمامًا في لحظة لا
أستطيع أن أصِف جمالك إطلاقًا.
هل تذكر أول لقاء لنا!.
كنت تخفي إبتسامتك الساحرة عني!.
أمّا أنا ..
فكنتُ حينها غارقةً في جمال هذا
الرجُل الذي يقِف أمامي صامتًا.
أتأمل سحر أنفاسه التي تجعل قلبي يتراقص فرحًا.
كنتُ حينها أشكر الله الذي منحني فرصة أخرى للحياة،
فرصة أخرى للأمل، فرصة آخرى للسعادة.
كنت أعلم بأنك الوحيد الذي أبحث عنه لسنين طويلة في حياتي،
ولهذا كنت سعيدة جدًا وخائفة جدًا في أول لقاء لنا.
سعيدة جدًا لأني وجدتك أخيرًا بعد رحلة بحث طويلة وشاقة جدًا،
وكنت خائفة أن تضيع هذه الفرصة من حياتي.
لأنك الحدث الكوني الذي لا يتكرر،
والأسطورة التي لا تُحكى،
والمعجزة التي لا يمكن لها أن تتجسد أمامي مرةً أخرى.
كان جابرييل ماركيز يقول بأن عمر الأنسان يُقاس
ليس بعدد السنين التي يعيشها، بل بنوع مشاعره.
وأنا أشعُر بأنك منحتني الخلود الأبدي،
وملايين المشاعر التي لا يتحملها هذا العالم.
كل منا يحمل في داخله رسالة من الله الى هذا الكون.
البعض يبعثه الله لكي يزرع نخلة في هذه الأرض القاحلة،
والبعض الآخر يبعثه الله لكي ينقذ أمة.
أنت بعثك الله لي، لكي أعيش.
لكي تحمي هذا القلب الذي كان في أعمق لحظات اليأس والحزن.
أحبك .. لأنك حلمي الوحيد الذي تحقق،
وأمنيتي الأخيرة التي لا تتكرر.
أحبك .. لأنك رجُل يُسحرني في كل زمان وفي كل مكان.
أحبك .. لأنك الرجُل لا تتكرر في هذا العالم.
أحبك .. لكي أعيش.

أعيشك 01-15-21 05:20 PM

أُبالغ في التفكير،
كلمةٌ لا توفي حقي أبدًا.
رأسي مُمتلئ طوال اليوم،
أُفكر في حياتي، حاضِري،
ماضيَّ ومُستقبلي.
في معارفي وأقاربي،
عائلتي وأصدقائي،
وحتى الغُرباء لم تَسلم من تفكيري.
ماذا سيحدُث مع ذاك!.
كيف يعيشُ ذاك، وفيمَ يُفكر الآخر؟.
ماذا قد يحدُث لي، وكيف ستكون حياتي؟.
أسرح كثيرًا ولا أُركز،
أشرد لِعالم اللاوعي في مُحاولة بائسة،
لأستعيد نفسي المُحطمة التي أحرقتها الحياة،
لتصير رمادًا فلما حاولتُ تجميع ذلك الرماد،
حَملته رياح الألم ونثرته بعيدًا في نهر
كانت مياهُه بؤسًا وشَقاءًا،
فأقمتُ العزاء على نفسي الرّاحلة،
وعدتُ خاوية الروح نحو زاويتي المُظلمة،
فعسى ولعل صوتي يُسمع من هذا القاع المُنعزل.

أعيشك 01-16-21 08:13 AM

تتضارب تلك القطرات فوق نافذتي،
مصدر صوتًا غليظًا قويًا،
الرعد المُدوي يصدح مصدرًا،
صوته المُخيف المُرعب،
بينما أنا أتأمل زخات المطر
التي تمُر مُرور الكرام على زجاج نافذتي،
تحطُ في الأعلى لِتنزلق بإنسيابية
نحو الأسفل تارِكة خطًا شافًا،
تمنيتُ دومًا أن أقِف أسفل هذه الأمطار وحيدة،
أدُور وأتجول بِحُرية من غير قيود،
لكن من أُخدغ ..!
أصفاد الحُزن تُغلف يداي وقدماي،
تُقيدني في قبو المآسي،
لأتجرع ألمي وحيدة كالعادة،
فما كان لي سِوى أن أُرسل
سلامي للمطر من بعيد،
فما عادت قدماي تحملانني،
بِسبب ندوب تلك الأصفاد البارِدة الضيقة.
ندوبٌ تركت على روحي المُهشمة قبل جَسدي وأطرافي،
لِأرفع راية الإستسلام في وجه قَدري،
وأستدير عائِدة من الطريق الذي ناضلتُ لأعبُره،
مُعلنةً إكتفائي من هذه الحياة وتقلباتها اللعينة.

أعيشك 01-17-21 05:47 AM

حينما تُدق أجراس الإحتفال،
وتنطلق الألعاب النارية لتُنير
ظلمة سماء الليل لِثوانٍ معدودات،
تَخرس كُل المخلوقات ليحضر
وحش الهدوء وتعزف أنشودة الموت.
معزوفة مُظلمة تقودك للهاوية،
تُلحنها الشياطين السوداء من قاع الجحيم السّابع،
ألحانٌ تنخزُ آذان سامعيها،
يقودها إبليس من عرشه حيثُ الهمسات اللعينة.
هَمسات قد تعدت الأُفق لِتصل لتلك القصور البيضاء البارِدة.
لِتُشعل فيها لهيبًا حارِقًا حولها لِرمادٍ أسودٍ قاتم،
لا نفعَ منه غير رسم حدود الحقد والكراهية،
ليحُل هلاك الممالك السماوية وتبدأ حِقبة الظلام.
سببًا لهذا قد كانت أُنشودة الموت الهامِسة
التي قد أمست أُغنيتي المُفضلة،
بعد أن وقعتُ في فخ ملاكي الحارس،
فحتى إبليس كان ملاكًا.

أعيشك 01-17-21 06:01 AM

نَفسي المسكينة،
ما كان لها عدوٌ أسوأ مني،
عِبتُها والعيبُ فيني،
فما كان لها من عيبٍ سِواي.
أخرستُها وظلمتُها،
استحقرتُها وذللتُها.
لكنها في صفي وقفت ولم تتخلى،
فما كان هُناك من مُخطئ عَداي.
سامحتُ الناس وغفرتُ لهم،
ولِنفسي ما غفرت، حاقِدة مؤنبة.
استمعتُ للناس وشكواهم،
ولِنفسي يومًا ما سمِعت.
ولا لِندائها واستنجادِها استحببت.
أحببتُ الناس واهتممتُ بهم،
ونفسي قط ما أحببت أو بِها اهتممت.
نبذتُها لِقائمتي السوداء،
وفي إسترجاعها لم أُفكر.
مُتناسية حاجتي لِنفسي وإنتمائها لي.
فبعد أن صارت رمادًا هذه الحاجة،
أدركت وقيمة نفسي أيقنت.
فهل لها أن تعود لِأُكفر عن خطاياي وذنوبي الشنيعة؟.
فحقارتي الآن أدركتُها،
فاتَ الأوان وفاتني قِطار الحياة.
لِأبقى وحيدة في محطةٍ مهجورةٍ لا قادم لها ولا راحل.
أنى لي أن أعيش بعد ضياعك يا نَفسي،
فحيثما بحثتُ ما وجدتُك.
ألن تعودي إذًا؟.
حسنًا ليس باليد حيلة،
سأُرسل لكِ سلامي وأمضي في الفَراغ وحدي.
وداعًا، يا نَفسي.

أعيشك 01-17-21 08:51 AM

وكأي أحدٍ كان لي الحق في أن أحلُم بِحياتي.
كان لي الحق في أن أحلم بالمُعجزات وأتمنى المُستحيل،
لكني رأيت الحياة تجري في حقل أحلامي،
وتُضرم اللهب في محاصيلي الفتية.
تحترق الأرض لتُصبح أرضًا جرداء قاحِلة،
عليها رماد سنين عُمري وما ينبتُه فيها.
كُل هذا أمام عيناي ولم أُحرك ساكنًا،
فلم يكُن لي إلا أن أشتُم الحياة وألعن حظي وقَدري.
وبعد أن هرِبت الحياة من أمامي،
سارعتُ للحقل لعلي أجِد شيئًا قد نجا،
وصلتُ ولم أجد ..
لأبكي حسرةً على أحلامي الصغيرة،
التي زرعتُها ورعيتُها مُنتظرةً أن تكبر وتثمر،
لكنها إختفت تمامًا.
فما كان لي إلا أن أتعب من جديد وأزرعها،
أن أبدأ لعبة الإنتظار من الصِفر،
وأن أحلُم كأي شخص عاجِز وضعيف.

أعيشك 01-17-21 03:49 PM

أخوضُ حُروبًا ومعارِك كُل يوم،
والأعداء تزدادُ وتقوى كُل يوم.
لكنني أُناضل وأُقاتل أكثر،
مُظهرةً عزيمةً وشُجاعةً،
رافضةً للهزيمة والإستسلام في وجه العدو الحَقير.
الذي ليسَ سِوى جيوش الحَياة.
تُبادر الإستسلام لِذهني،
نَفضتُ الفكرة مُكملةً معركتي.
أصبت ..
أُغمى علي ..
أنا في أحلام اللاوعي ..
رأيتُ شبحَ والدتي في أرجاء الفَراغ.
وشبحَ أخي الصغير.
لقد مدّا يديهُما لي،
إذًا حان وقتُ الإستسلام أخيرًا!.
حسنًا، لكُما هذا.
إستيقظتُ مُفرجةً عن إستسلامي.
إبتعدتٌ بعيدًا،
لِأرى الحُروب قد توقفت والسماء قد إصطفت.
لِما لم يحدُث ذلك قبل إستسلامي؟.
لِما لا أعودُ للنِضال إذًا؟.
حَملتُ مافي جُعبتي وعدتُ لِساحة
المعركة لِتندلع حُروب الدِماء فورًا.
إذًا فإن نِضالي خطأٌ من الأساس؟.
إذًا السلام يحلُ شاكرًا لإستسلامي،
ويختفي غاضِبًا لِنضالي؟.
إذًا هذا ما يحصُل حين أستسلم.
أسلمتُ سنوات نِضالي للرياح،
وإبتعدت مُخفضة الكتفين.
فأنا أستسلم.

أعيشك 01-18-21 05:48 AM

أمشي بِلا وجهة في ساحة مهجورة بارِدة،
رأيتُ الأُفق من بعيد،
رأيتُ الشمس تغرُب ليحل ظلامُ الليل القاتم.
رأيتُ ظلك هُناك،
لوحتَ لي ثم إختفيت مع الشمس.
أنا ركضتُ مُحاولةً أن ألحقك،
لكن العصفور لا يُضاهي سُرعة الرياح.
أنتَ تركتني وحيدة وخاوية على ذلك الشاطئ الكئيب.
تلاطمت الأمواج وهبّت الرياح بِأمطارها البارِدة.
تبللتُ وجمّدني الصقيع،
لكن في الرمال تحتي أنا كنتُ شارِدة.
أُفكر ..
هل أستطيع مُلاقاتك في الأُفق لنخطو سويًا لِبعيد؟.
لعلّي أقدر يومًا ما.

أعيشك 01-18-21 08:13 AM

أُحدق في المرآة،
رأيتُ إنعكاس غُرفتي وأغراضها المُبعثرة،
لكنني لم أرى إنعكاسي،
أسدلتُ أكتافي بِصدمةٍ فإختفت الغُرفة.
سقطتُ في فراغٍ عميقٍ أسودٍ لا نهاية له.
ذكرياتي بِحلوها ومُرّها تعبُر من أمامي،
بينما أُكمل سقوطي لِقاع لا وجود له.
عادت غُرفتي وعادَ إنعكاسي.
لكن بعد فوات الأوان.
أدركتُ من أكون،
مُجرد نكِرة تافهة،
ذات مشاعِر رخيصة وسخيفة.
ذات كيان بِلا فائدة.
ذات قلب بِلا قيمة.
مُجرد نكِرة ضاعت في العالم الخاطئ.
كُل حياتي وأتعابي ذهبت هباءً منثورًا.
فلا يُفترض بالنكِرة أن تكون شيئًا.
وهكذا أسلمتُ لعنتي للحياة الفاسِقة،
فلتفعل بها ما تشاء.
أمّا أنا فقط سأنام.

أعيشك 01-19-21 09:48 AM

استيقظت ووجدتك بقربي تنام مُمسكًا بيدي،
مثل طفلٍ صغير حريص على لعبته من الضياع،
وبالرغم من أن عينيك مُغلقتين إلا انني كنت أرى
علامات الخوف على وجهك،
كنت تعرفني جيدًا،
وكنت تعلم إنني سأُغادر قبل أن تستيقظ،
لأنني امرأة لن تستطيع العيش مع حب كُسر لألف قطعة،
لأنني امرأة تقبل أن يُهان العالم كله إلا كرامتها،
كانت ليلة الأمس وداعًا لنا،
لم نبُح بشيء بالرغم من انه كان هناك
الكثير ليُقال وجبال من العتاب،
لكننا فضلنا أن ننفصل بطريقة مُسالمة،
تقديرًا لذلك الحب الإسطوري الذي جمعنا يومًا،
حتى ولو كان من طرف شخص واحد،
فلازلت عاجزة عن إيجاد حل لمعادلة
الخيانة بالرغم من وجود الحب.
ليلة أمس شعرت بأن كل ساعة موجودة في العالم توقفت،
لتُخلد تلك اللحظة الحزينة،
كلانا مستلقيان على السرير،
أنت مُمسك بي بشدة،
وأنا أموتُ في الدقيقة ألف مرة.
كنت اتساءل كيف أترك من أتنفس انفاسه؟.
كيف أترك عقيدتي، عائلتي، أحلامي، مدينتي؟.
كنت كل شيء لي فكيف أرحل؟.
فكرتُ كثيرًا تلك الليلة،
لكنني لم أُحاول أن أجد سببًا لخيانتك،
لم أفعل لأنني لم أرد أن أكرهك،
فلدي باقي العمر لأفعل،
بقيتَ مُستيقظًا حتى ساعات الفجر الأولى،
ليأخذك النعاس إلى عالم الأحلام علني أعفو عنك،
عندها فقط تجرأت أن أواجهك،
غيرت موضعي لأودع وجهك الوسيم
وشفاهك التي قبّلتني ألف مرة،
لم أتخيل يومًا أن الفُراق أصعب من ألم الخيانة،
أنا الآن أفهم كل امراة إستطاعت أن تتعايش
مع الخيانة في سبيل حُبها،
رُبما أنا أُحاول أن أُبرر لنفسي!.
لا أعلم ..
لكنني موقنة بأنني سأُغادر،
فلستُ بامرأة تتعايش مع الحب،
إمّا أن اعيشه بكل وجوده أو أتنازل عنه.
ماهي إلا دقائق حتى أترُك قلبي واخرج من هُنا.
حسنًا سأُحاول أن أتأملك جيدًا،
أُريد أن أتذكرك، ملامحك، رائحتك ..
بدأت أنهار، بدأت أُشكك في المُغادرة،
إقتربتُ من وجهك ورحت استنشق آخر أنفاسك،
علها تُبقيني حية بدونك وودعتك بِأطنان من الأشواق،
سارعتُ بأخذ أغراضي وتغيير هندامي،
وغادرت وأنا أركض مُسرعة مُبتعدة
قبل أن تخونني قدمي وتُعيدني إليك،
هُناك شيء كنت متأكدة منه،
علي أن أُغادر البلاد في الحال،
إتجهت لعالمٍ غير عالمي علني
أستطيع التنفس دون الاختناق ألمًا.

أعيشك 01-19-21 02:11 PM

بعد أن تغيب الشمس كُل ليلة،
عندما آوي إلى فراشي،
يتسلل إلى منزلي،
ويدخل غُرفتي،
يقف إلى جانب سريري،
عند رأسي،
ظلٌ أسود مُخيف،
بعينين بيضاوتين فارغتين،
يُحدق فيَّ،
بمُجرد تواجده بقربي،
أفقد القدرة على الحركة والنطق،
نظل نُحدق بِبعضنا،
لوقتٍ طويل،
وقتٍ طويلٍ جدًا،
يبزغ الفجر،
ويخرج مُتسللاً كما دخل،
إنه يأتي كل يوم،
مشاعري مُتضاربة بشأنه،
هل هو الخوف؟.
هل هو المحبة؟.
أم هل بدأت أعتاد على وجوده!.
على كلٍ،
لقد وجدتُ فيه من الوفاء،
ما لم أجده في البشر.

أعيشك 01-19-21 07:08 PM

عانيتُ كثيرًا، تعثرتُ كثيرًا.
كُل يوم أسمعُ صوت تحطُم قلبي.
وما زادَ الأُمور سوءًا هو مشاعري.
أُخفيتها في صندوق في قاع البِحار.
وحينَ ظننتُها في أمان،
سُرقت!.
لِتبدأ لعبة المُطاردة،
ورحلة التفتيش عن ما تبقى من مشاعري المُهترئة الرّثة.
سبحتُ وركضتُ ولم أجدها أبدًا.
أتقبّل الناس بِسرعة وهذا مايؤذي مشاعري أكثر.
مشاعِر مكبوتة مُخبأة،
وأنا مُستعدة أن أدفع عُمري،
مُقابل إخفاءها عن أنياب الشياطين.
مشاعرٌ رخيصةٌ وتافهة للناس،
إذًا لِما أراها كنزًا عجيبًا ونادرًا؟.
رُبما أُبالغ فقط،
لعلها حقًا مُجرد تُرهاتٍ سخيفة.
لكنني سأُحميها دائمًا.
فهي جُزءٌ من حُطامي.

أعيشك 01-20-21 07:48 AM

لعلَ قلبي قد تهشّم لِملايين القِطع الضئيلة،
التي تناثرت كالغُبار في الهواء.
ولعلَ قلبي إنقسم نِصفين،
نصفان تباعدا لِتحول بينهُما المجرات بِوسعها.
ولعلَ قلبي قد صارَ ذكرى عتيقة،
تجولُ في ثنايا مُخيلتي كالطيف.
ولعلَ قلبي إختفى وإندثر،
لم يترُك خلفه أثرًا أو حتى بصمة.
ولعلَ قلبي ماعادَ لهُ وجود،
إلا إني مازلتُ للحب كُفء.
فحتى إن طعم الحُب أنا نسيت،
فأنسى كيفَ أُحب، مُستحيل!.
فحتى إن طعم الحنانِ أنا نسيت،
فأنسى كيف أُعطيه، مُستحيل!.
إني في شُكرٍ أو إهتمامٍ لا أطمع،
فنفسي تخلت عن الطلب منذُ زمن.
إني ما أسعى إلا لِرسم إبتسامه
صادِقة على وجوه من أُحب،
أو رُبما وجوه الكُل!.
إسعاد نفسي رغبةً نسيتُها،
وإسعاد الغير هدفٌ تبنيّتة.
فإن رأيتُ جمال النجوم رغبتُ للكل رؤيته،
وإن شهدتُ بزوغ الشمس القُرمزي وغُروبها
القاتم وددتُ لكُل الأعيُن أن تشهدها.
تغاضيتُ عن الشر وبِطيبة كُل البشر آمنتُ وأوهامًا بنيت.
أحببتُ وأحببتُ وما طلبت،
وسمحتُ لقلبي بالإحتراق في الجحيم.

أعيشك 01-20-21 01:32 PM

حينما عشتُ في هذا العالم الواسع،
لم ألتقي بِمن يفهمني.
بحثتُ ولم أجد،
ليكون الإستسلام آخر خيارٍ لي.
رميتُ بِأحلامي عُرض الحائط،
وأكلمتُ طريقي مُتجاهلة نِداء المُزيفين.
حتى من كان نِصفي الآخر،
لم يفهمني يومًا فأنى لِتافهٍ آخر أن يفهم.
جميعهم قاذوراتٌ لعينة،
هُم أبعدوني ولم يُحاولوا فهمي حتى.
فأنا لستُ غريبة أطوار مُعقدة وتتخيل الأشياء!.
أنا مُميزة، بسيطة وحالِمة.
لكن الناس قررت نبذي على إني غريبة أطوار،
فلم تكُن عقولهم بِذلك الذكاء ليفهموا أنهم أغبياء.
لكن من يهتم؟.
فلا أحد يفهم.
لذا أُبقي لعنتي لِنفسي.

أعيشك 01-20-21 07:23 PM

رُغم الألم مازلتُ أُجاهد.
ورُغم التعب مازلتُ أُقاوم.
ورُغم ضعفي مازلتُ أُحاول.
لينتهي الأمر بِنضالي المجيد،
ويذهب هباءًا منثورًا أدراج الرياح.
لِتصرخ نفسي للجِهاد مُجددًا.
وأي جهاد بعد أن فقدتُ الأمل!.
أملي ضاعَ في طريق عودته لي،
ليُبعثر كياني وأُفقد حماسي.
وأضل الطريق حتى لِمنزلي.
لِأُقبل أن يأويني الرصيف البارِد المُتحجر.
أين أنت يا أملي؟.
فأنا من دونك ضائِعةٌ.
أين أنتَ يا بدري؟.
فأنا من دونك سوادُ ليلٍ مكروه.
أين أنتَ يا نبعي؟.
فأنا من دونك عطشانةٌ لاهِثة.
أين أنتَ يا هوائي؟.
فأنا من دونك مُختنقة هالِكة.
وعلى مايبدو إنك أضعتَ طريقك إليّ ووجدتهُ لغيري.
وهكذا فقدتُك يا أملي، لِأضيع وأفقد روحي.
لِأتوقف عن النِضال فلعلَ الألم يختفي والتعب يزول.
فهل عرفتَ ما أكون بدونك يا أملي أم ليسَ بعد؟.
فكما تخليتَ عني، تخليتُ عن الكِفاح والمُقاومة.
فليسَ لي من بعدِك هدف يا أملي.

أعيشك 01-20-21 08:03 PM

"يا تاج رأس الفتيات،
يا أقربُ من حبل الله المتين،
وأحنُ يدٍ تأخُذ بي نحو الهِداية،
أرجوكِ يا امرأة أبحرتُ من أجلها،
دعيني أُحبكِ دُفعةً واحدة،
دعيني آتي إليكِ بِكامل شروري،
حتى يكون الصلاحُ بين يديكِ،
دعيني أتوددُ إليكِ،
كما لو إنكِ رحمةً رجوتها،
من ربّ الأكوان."


- أعيشك لِهذا اليوم.-
- PM 6:30 -

https://h.top4top.io/p_18460ma7u7.jpeg

أعيشك 01-21-21 01:15 PM

تتراقص زخات المطر الخفيفة،
هاربةً من قطن السماء مُعكر اللون،
لتقرع زجاج النافذةِ بِخفة،
فتُعيد عزف نوتاتٍ لمقطوعاتٍ قديمةٍ،
كانت قد خُزنت في متاهات ذاكرتي العتيقة.
لا أعلم حقًا كيف لوقع إيقاعات المطر تلك القدرةُ
في نبش سراديب الذاكرةِ التي قد دُفِنت منذُ زمن،
وكيف أنها لا تنتقي إلا المُخرج منها بالمشاعر
المُلبدةِ بالحزن والسواد،
تنتقي تلك التي ستُعيد عليك نفس طقوس الوجع
والضعف التي عانيتَ منها في تلك المُدة.
ولم يكُن من ذاكرةٍ لشخصٍ يجلس وسط الظلام
على نور فانوسٍ باهت أمام مكتبهِ الصغير في غرفته،
بينما يراقب من نافذتها ذلك الحفل الذي يُقام
على شرف نبش قبور الذكريات المريرةِ والأوهام،
إلا أن تستخرج جثة ذكرى متحللةٍ لتستعرضها أمام ناظريّ.
كنت واقفةً على ظهر باخرةٍ أنظر في شرود بإتجاه اليابسةِ،
أودع بقايا سرابها الذي تخلصت من كل آلامي وجراحي
عليه قبل الهروب، أو هذا ما ظننته.
فعندما ضاقت بيّ الأرض،
وباتت همومي تنافس أنفاسي لتخنقني،
قررتُ أن ألوذَ للمحيط اعتقادًا مني أن له
القدرة على بلع الظلام الذي يستكين دواخلي،
على خلاف الأرض الصلبةِ التي تصدهُ لترده لي مضاعفًا.
شعرتُ بالهواء يتسلل ببطء لرئتيّ،
حالما اختفى آخر أثرٍ لليابسةِ في الأفق،
أخذتُ تنهيدةً عميقةً،
وها أنا ذا لأول مرةٍ منذ زمن أشعر بالهواء يتغلغل بداخلي،
فكل ما كان يصلني طوال الفترةِ الماضية ماهو إلا بقايا ذراتِ
هواءٍ تنازع للوصول إلى حنجرتي فتصتدم
بصخرةٍ تسدُّ المجرى لتعيقها عن المواصلة.
شعرتُ بأنني ولدتُ من جديد،
فها قد تخلصت من كل شيءٍ سيء
حسب اعتقادي في ذلك الوقت،
وكأنني أرى السماء والغيوم، الشمس والبحر للمرة الأولى.
وبسبب غبائي ونشوتي بالحرية في تلك اللحظات،
نسيتُ أن للسعادةِ حدود،
وأن هذهِ الراحة ماهيَّ إلا كِذبةٌ ستظهر
جليةً على أوجه الساعات والدقائق.
إلتقطت كتابي المُفضل من حقيبتي،
وبدأت في الإستمتاع بالغوص فيه،
كما لم أفعل منذ مدةٍ ليست بالقصيرةِ على الإطلاق،
لم أشعر بالوقت حينها،
والذي مرَّ سريعًا ليخطف نور الشمس،
ويقدمهُ كمقبلاتٍ لغسق الدُجى مع ضيفةِ الظلام،
وقفتُ أراقبهم بِصمت وكل براكين الأرض تتأجج بداخلي،
وعلى خلاف كل ليله،
كُنتُ مُتحمسةً للأمسيةِ التي ستقام في هذه،
دقات طبول قلبي تتناغم مع إيقاعات مراسم استقبال " ليل "،
وكلي أملٌ في أن هذه الليلة ستكون مختلفةً عن سابقاتها،
وقد كانت مختلفةً بالفعل!.
لطالما كنت أحب الليل بسكونه،
ولطالما كان يبث فيَّ أحاسيسًا لا أستطيع ترجمتها،
هي فقط تجعلني أشعر بالإنتشاء،
وكأنني في عالمي الخاص الذي لم يُخلق لغيري،
عالمي اللذيذ والشهي.
لكنه وفي الأونةِ الأخيرةِ كان كالجحيم بالنسبةِ لي،
فما إن يُسدل الظلام رداءه حتى يبدأ الليل
بِمُمارسة طقوس الوصي الخاص بهِ عليّ،
ولكم كان الليل طريقًا طويلاً شاقًا غير معبدٍ،
بشق الأنفُس أنتهي من عبوره،
وأنا بلا زادٍ ولا مدد.
لذا فالليلة ليست كأي ليلة..
الليلة سأراقب النجوم بشغفٍ،
وهي تتباها بإنعكاساتها على سطح المُحيط الساكن.
الليلة ستُعزف السماء ترنُمات السلام
والطمأنينة لتُغلف بها الأرض،
الليلة ستكون كما لم تكُن أي ليلةٍ من سابقاتها،
فهذه الليلة سَتُخَلَدُ ذكراها في ثنايا ذاكرتي حتى الموت،
وقد كنت مُحقة في حدسي هذا،
فذكراه لم يُفارقني حتى اللحظة.
كانت ليلةً داكنة،
لا قمر ولا نجوم،
حتى البحر يعيش حالةً من الذهول،
كنت أتأمل ما حولي بِوجوم،
فبدلاً عن كل ذاك الحماس الذي كان يعتريني قبل لحظات،
هُنالك غلافٌ من الرهبةِ والتوجس يلتف حول قلبي،
الهواء بدأ بالتناقص وشعور الإختناق جاء يُراودني عن نفسي،
ولكم كنت غبيةً عندما ظننتُ بأن للبحر القدرة في بلعِ الظلام،
فما رأيته هو أن له القدرة في نشر الظلام أكثر،
بينما هو بارعٌ في بلع جزيئات الأكسجين.
شعرت بأنني مُجرد مُغفلة إستمرت بِخداع نفسها بالأوهام،
عصفت أعاصير هوجاء بداخلي،
وألمٌ شديدٌ بدأ ينهش صدري لأمسك مكان الألم،
بينما أرخي بنفسي لأسقط على ركبتيّ،
صريرٌ حادٌ يصُمُ أذنايّ،
ولا شيء بعدها سوى السكون..
أغمي عليّ في ذلك اليوم من شدةِ ما أعتراني،
أدركتُ كم كنت ساذجة حينها،
وأيقنتُ بأن لا قدرة لمكانٍ معين،
كالحديقةِ والشاطئ، أو حتى منتصف محيط.
في أن يمتصَّ ماضيك المرير وأوجاعك الحالية،
بل إنه بإمكان زقاقٍ نتن أن يجعلك تشعر بتحسنٍ،
مادُمت تملك فيه بعضًا من الذكريات اللطيفة،
ولستُ أعتب على سذاجتي وغبائي في كثيرٍ من المواقف،
بل أنا شاكرةٌ لهما!.
فلولاهُما ما استطعت النظر للأشياء من أوجهٍ أخرى.

أعيشك 01-22-21 08:49 AM

لم يكُن من حياةٍ فانيةٍ خُلقنا فيها لِحِكم،
إلا أن تمرغ وجوهنا في أوحال الحزن واليأس،
الكآبة والخذلان،
ولكم كان التلطخ بهم سهلاً يسيرًا على خلاف
ارتداء ثياب الأمل والسعادة بديعتي الجمال على الأفئدة.
لطالما كنت أجد نفسي مُتسخةً،
تملأني بقع ظلامٍ داكنةٍ،
تعجز أقوى منظفاتِ روحي عن إزالتها،
دائمًا ما أكون عالقةً في المنتصف،
حيث لا يلُفني سوى سوادٍ أدعج،
بات مؤخرًا يُدخلني في دواماتٍ من التساؤلات،
هل لكل هذا الظلام أن يكون مُغلفًا لروحي حقًا،
أم أن روحي بذات نفسها هي كتلةُ سوادٍ
لا مجال لوجود بصيص نورٍ فيها؟.
كنت في حوض الإستحمام غارقةً في شرود
ذهني كما حال جسدي،
سكون الأفكار التي تلتف حول رأسي،
يُطابق سكون المياه التي تلتف حول جسدي،
خانقةً كاتمةً للأنفاس،
كجبلين مطبقين على صدري،
تتصاعد أنفاسي منهما مُتسارعةً هاربةً من حلقي،
مُخلفةً وراءها جسدًا يتسول ذرةَ هواءٍ عكر!.
لم يعُد هنالك من الكلام ما يُقال،
فقد تكدرَ غِشاء القلب بعتمة الحديث،
أفواهٌ لم يكفها نهش العقول بأصوات عويلها الحادّ،
بل اكتسحت القلوب أيضًا،
لتُخلف أجسادًا خاويةً من معاني النقاء.
ومن أين لنا أن نجد ذاك المسمى بالنقاء،
بينما لا تتوانى الحياة عن دفع من لا يزال بهم
ذرةٌ منه في أرواحهم إلى تدنيسها بحجة،
" هذه هي الحياة وما باليد حيله! "
وبجانبها عددٌ من الحجج الغير منطقية،
والتي تسبب الغثيان للعقل والإستفراغ للروح.
لا أعلم حقًا لم تُرغمنا الحياة على اتباع طرقاتٍ
متفرعةٍ نحو غاباتٍ معتمةٍ موحشة،
نسلك طريقها بقلبٍ واجفٍ وشفتين مرتعشتين،
حلقٌ جاف وركبتان لا تقويان على حمل ذاك
الجسد الهزيل أعلاهما.
تُرغمنا على إتخاذ ذاك الخيار المر من بين خيارين مُرَّين،
- ولكأنها أعطتنا فرصةً للإختيار! -
لتستمتع برؤيتنا نتخبط في غياهب سوادٍ حالكٍ
لا وجود للمسمى بالنور فيه.
لكنني وفي كل مرة أتوهُ فيها،
وعندما تواجهني خيبةٌ لتصرعني أرضًا،
وتخلفني عاجزةً عن النهوض والحركة وبلا عكازٍ ولا سند،
وعندما أصِل إلى نهاية ذاك النفق المسدود بالتحديد،
وفي كل مرةٍ أُقارب فيها على الإستسلام للضياع بسبب
انعدام بصري الذي خَلَّفَهُ بقائي الطويل والمتواصل في العتمة،
أجدني أرى نجمًا يلوح لي من بعيد،
وليس لهذا النجم إلا أن يكون بصيص نورٍ يلتحف روحي
الهائمةَ لينتشلها برقةٍ من العتمة إلى الخارج.
لن أقول لكم بأن الخارج هذا مكانٌ أستطيع أن
أدعوه بالرائع والمثير أو حتى الجيد،
لكنه كافٍ لجعلي أُواصل التجديف في قارب الحياة المهترئ،
مع كل الثقوب والفراغات التي تعج دواخل روحي وقلبي معًا،
لتجعل من جسدي مجرد حاويةٍ مثاليةٍ لمكنوناتٍ صدئةٍ،
ما عادت تنفع لعيش حياةٍ طبيعية،
لكنها على الأقل تفي بالغرض لمواصلة المسير حتى النهاية!.

أعيشك 01-22-21 05:45 PM

عجبًا لأمرك يا زمان،
وعجبًا لأمرنا منك!.
في مسائياتك المعسعسةِ حيث يتخذ
الوصب حلكتك مسكنًا ليستبيح روحًا طاهرة،
ينخر الماضي جدار الذاكرةِ العتق لينقش صورًا
من رمادٍ قد ولت مدبرةً على أوجه الأيام والليالِي..
تتخذ مقعدًا من زفراتٍ متطافرةٍ تهرب كنارٍ يلسع
لهيبها قلبًا جمدته الصدمات.
أنهكتُ من تعلقي بأشياءٍ لم تكن لي يومًا،
لكني استمررت برسم أملٍ شحيحٍ لأجله.
أو لنقُل عدم امتلاكي شجاعةً كافيةً لتقبل الواقع
بمعنى أدق، هو ما دفعني للتشبث بسرابِ أملٍ دَنِف!
إلتحفت كوب قهوتي بكفيَّ وتوجهت نحو الشرفة
على الرغم من برودة الجو،
وعلى الرغم من ذلك كنت عاجزةً عن الإحساس به،
وكأن الجليد الذي يستكين دواخلي ملاذً قد سلب
قدرة حاويتي الجسدية من الشعور..
تحاول صفحة السماء جاهدةً عكس بياض الوجود الطاغي،
لكنها تنتهي بسرقة بضع حبات ثلجٍ صغيرةٍ ليس إلا،
ليبقى السواد هو سيدها والمسيطر.
كل ما يغلف روحي هو الظلام،
ظلامٌ أدعج على الرغم من البياض الطاغي على المكان من حولي،
ولست أفهم كيف له ألا يحاول ولو قليلاً
أن يسلب ما حوله من نقاء،
وكيف له أن يحافظ على وقار سوادهِ بثبات!.
عادت بي الذكريات إلى ذاك اليوم المشؤوم،
وكأنني أستطيع أن أميزه عن بقية أيامي بهذا الوصف،
لكن كان له من الأثر ندوب تشوه روحي
قبل جسدي حتى اللحظة،
وهذا ما يجعله عالقًا في الذاكرةِ لا يُمحى،
يمر شريط ذكرياته ليُعرَض أمامي كل ليله،
فقد تكون كل ساعةٍ مبالغٌ بها بالنسبة لكم،
لذا مامن ضيرٍ في المجاراة.


الساعة الآن 04:34 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا