منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   قسم مدونات الأعضاء [ الاختلاء المباح ] (https://www.al2la.com/vb/f53.html)
-   -   گلْ فَاتنَة فِيْ الجَمآلْ بيضــآء الأصِلْ ♥ ! (https://www.al2la.com/vb/t82816.html)

أعيشك 03-30-20 10:59 AM

عندما فكرت في كتابة مُدونتي،
أحسست أنني أُريد أن أصرُخ،
بكُل ماحدث في عُمري مرة واحدة،
حُب، وفاء، مرض، خيانة، صداقة، ألم
سعادة، رحلات إلى مُعظم بلاد الدُنيا.
بإختصار،
الحياة رحلة رائعة بكُل مافيها من آلام،
والآن أُحاول بهدوء أن أحكي للمُدونة حكايتي.

أعيشك 03-31-20 05:53 AM

31 - Mar
6:53
حسنًا ..
سأكونُ مُديّنة وأخضع لشروطك ..
سأتخلى عن مبادئي وقريتي،
وأترك خلفي كُل مايُقال عني !
سأبتعد عن أهلي، أقاربي ..
وأسكن معك حيثُ تسكن !
سأتخلى عن حياتي الريفية،
عن الإستيقاظ مُبكرًا،
عن الرجال الذين يُحاولون التواصل معي،
سأتخلى عن نفسي، وأستبدلني بامرأة أُخرى.
امرأة مُفصلة كما تشاء !
سأتعلم أن آكل الوجبات دون أن تتسخ ملابسي،
وسأتناول المعكرونة بالشوكة،
وأستخدم الملعقة بدلًا من أن تغطس يدي في صحن الأرز ..
سأكون مُهذبة حين آكل، ولن أستخدم كلتا اليدين !
سأكون امرأة مُفصلة كما تشاء !
امرأة تحضنك حين تنام، وتغمض عينيها حين تُقبلها ..
امرأة تعطش بعد تقبيلك، وترتوي حين تشرب !
لن أكون فظة ..
لن أغضب منك أبدًا عندما تصرُخ ..
سأضحك حين تقول نكتة سمعتها قبل أن تلد ..
سأُخبرك في كُل ساعة إنك وسيم، وإن القمر يغار منك !
ولن أعارضك من أي شيء تود فعله !
سأُسافر معك إلى طوكيو،
ومن ثُم أوروبا، وسنمر برلين،
سنذهب إلى "البرنابيو" في أسبانيا،
وإلى "الأنفيلد" في أنجلترا ..
سأجعلك مع جماهير الليفر "لن تسير وحيدًا" تهتف !
سأكتب عنك رواية ..
وستكون قصيدتي الوحيدة في حياتي عنك !
سأتغزل بك كُل ليلة ..
سأجعل الوسيمين والمُمثلين والفنانين يغارون منك،
بما فيهم كيفانش، دورنان، هيمسورث، و زين مالك!
سأكون لصيقة بك، سأكون فيك ومنك ..
أُقسم برب الشعر، ورب الرواية، ورب القصة والأدب ..
سأكون أنت ! وأن لم أستطع ..
سأكون لك كُل أشباهك الأربعين !
لن أُفكر يومًا بخيانتك، وسأتخلى عن هاتفي لأجلك،
ولن أستخدم الإنترنت في حضورك ..
ولكن .. لأكون صادقة، لن يدوم هذا إلى الأبد ..
سأفعل ذلك كُل ما وعدتك ..
ولكن سيستمر هذا القِناع لعام فقط، وربما عامين !
بعد ذلك ..
بعد أن أرتشف من ريقك، وأثمل من كأسك،
وأشبع من حُسنك ..
سأعود للريف .. وأترك الخيار لك .. ستأتي أو ترفض !
فإن رفضت ..
سينتهي كُل شيء وسأستبدلك برجُل ريفي آخر..
رجُل يحمل إسطوانة الغاز فوق كتفه !
ويقول لي كوني مؤدبة حين أُغازله !
رجُل لا يمتلك هاتفًا جديدًا، لا شيء ..
ولا يفعل شيئًا واحدًا مما تفعل !
وإن أتيت معي ..
ستفعل مثله، ولن تراني بربطة الشعر السخيفة هُناك !
سأكون أنا، عصبية أحيانًا ..
لطيفة مرارًا، فقيرة دائمًا ..
لستُ المرأة التي بها تحلم !
لن أعدك بتلبية ما تطلب، ولا أطهي ما تشتهيه ..
كُل ما أستطيع أن أعدك به حينها،
فقط أن أُكافح كي تُسعد !
هذه وعودي، وهذه أنا يا سيدي ..
فهل تقبل ؟.

أعيشك 03-31-20 12:09 PM

https://i.top4top.io/p_1551461og8.jpeg

أعيشك 04-01-20 07:00 AM

1 - Apr
8:00
صَباح الخير يا فاتنة.

أعيشك 04-01-20 07:28 AM

عندما أكبر سأستبدل سرير بآخر
من حديد كلاسيكي جدًا،
أو استبدله بأريكة أشعُر فيها
بعدم الاستقرار أو الراحة الكاملة،
المهم أني سأستبدله بشيء يشعرني
بأن علي ألّا أُطيل البقاء في مكانٍ واحد.
وطاولة جانبية من ذات اللون الرصاصي
الفاتح جدًا، أترك عليها عُلب الدواء،
فأكيد أني سأحتاج إلى أدوية.
الحياة لن تتركني أكبر مُتعافية،
لا بُد من أن أمرض.
لن أحتاج بيتًا كبيرًا وغُرف كثيرة وقتها،
يكفي أن أسكُن بيت بغرفة واحدة فقط،
حتى المطبخ لن أحتاج إليه،
لن آكل كثيرًا،
فقط لقمة بسيطة حتى لا أتناول الدواء بِمعدة فارغة.
ستكون النافذة أكبر ودون ستائر،
سأكون بحاجة إلى أُكسجين أكثر،
أكيد أن النافذة لن تكون مُطلة على بحر،
ولا على حديقة ولا على منظر طبيعي كما في الأفلام،
ستكون غرفتي في الطابق الثاني أو الثالث أو الرابع،
المُهم أني أُريدها صغيرة ومُشمسة كثيرًا،
سأصبغ أحد الجُدران باللون الأزرق الغامق،
وسأتركه دون ساعة حائط،
لا أُريد أن أشعُر بالوقت الأخير المنساب والمُتدفق.
في أحد عُلب الماء البلاستيكية سأضع ساق " بامبو "
طويل وأعتني به، لن يحتاج أن أُضيف له الماء كُل يوم.
مؤكد أني لن أستطيع الحركة بسهولة حينها لذلك
أُفضل هذا النوع من النباتات.
سأسهر كثيرًا كما أفعل الآن وأنام ساعات كثيرة
جدًا أيضًا وعندما أستيقظ من النوم لن أنهض من
السرير بسرعة، سأبقى في مكاني لبعض الوقت،
لا أعرف لماذا لكن أُحب ذلك الشعور،
شعور باليقظة بعد النوم، لأني سأنام طويلًا على أي حال.
سأُقلص عدد الأشخاص الذين عليّ مُقابلتهم،
لن أجعل أحدهم يضطر لأن يُعيد كلامه مرتين
لأني لم أسمعه، أو يضطر لمُساعدتي حتى أصل إلى الغُرفة،
لن أستخدم التلفاز مُطلقًا، ولا المرآة.
لن أُشارك جيل ذلك الوقت فأُصاب بالحرج من قلة المعرفة،
أو يُصابون بالعناء لأني لا أعرف.
لن أحتفظ بشيء من الماضي،
سأتخلص من الهاتف ومن المحمول،
ومن مُذكراتي القديمة،
ومن جميع اللوحات،
حتى الكُتب سأتخلص منها.
عندما أكبر سأكون بمُفردي،
سيهدأ الضجيج،
سيعُم السكون غرفتي،
ستتناقص عدد الرغبات التي علي أن أُحققها،
سأتجه نحو النقص والتقليل والتقلص،
ستقل رغبتي في التبضع،
في اقتناء الأشياء،
سأهتم بالأفكار،
سيكون هذا الطور مُناسب جدًا للأفكار،
لا أُريد أن أصبح مريضة جدًا عندما أكبر،
وكثيرة الكلام والسأم،
سأكون أكثر هدوءًا وسكينة،
سأنصُت،
سأقرا كُلما شعرت بالوحدة،
لكن لن أبحث عن شيء، أو معاني.
سأشرب القهوة أكثر،
ستتحول هذه الغرفة إلى صحن ضخم،
وسأتحول بدوري إلى شمعة،
سأذوب تدريجيًا مثلها أيضًا،
لا أُريد أن يشعر بموتي أحد.

أعيشك 04-02-20 03:57 AM

2 - Apr
4:57

https://b.top4top.io/p_1552swxk95.jpeg

أعيشك 04-02-20 11:56 AM

يَدي الملوثة بخطايا روحي الهامِدة،
لم تعلم ولو مرةً واحدة أنها تملسُ قلبًا طيبًا وبسيط.
أمضي كنتُ مرارًا والجراحُ تتلوّن ولكن ببُطئ.
كانت على شكلِ إغتِباط،
ومرةً على هيئةِ استبشار أنّ سنين الأسى انتهت،
لا ينتَهي المُر،
وهذا أمرٌ لا بُدّ من ادراكهِ جميعًا،
نحنُ هُنا على هذا الوحلِ جميعًا حتى نموت،
نعم ستأتي لحظةٌ نتهلّل بها،
سنرى الدُنيا مراتٍ وكأنها نُسخة من الجنّة،
لكنَ كُل ذلك جزءٌ من الحُزن.
لعلّك لا تعلم !
منذُ الخطوة الأولى للبشرية على هذه الأرض،
كُتِب لنا المشقة حتى يُنادي ربّ العباد لكلِ واحد منا،
في يومٍ مُرتقب،
وحينها الأعمال الحسنة للإله هي التي ستُحدد الحياة
الأبدية كيفَ ستكون.
في مشيئةِ الأقدار اختيرَ لي أن أكون حزينة دائمًا،
وعامٌ الإلهام كان هو البداية لهذا الوهَن،
فمنذُ أن مَماتِ صديقتي،
والبشاعةُ تحتوي داري ومداري.
أصبح كُل شيءٍ سيء ويُشبه ذلك،
تتابُع الليل والنهار،
الشمسُ كالسراب،
والقمر كالأمل الذي يسدل الستار على الدموع.
مازلتُ أُعاني خطيئة يدي الأولى،
نسيتُ أنّي في الدُنيا،
أنّي بشريّة وعلي أن أشعُر بكُل ما يُنهيني،
لستُ شجرة عليها فقط أن تكون ساكِنة إلى الفناء،
وليتني كذلك،
لكي لا ألوّث حائط حُجرتي بما قادتني إليه أيامي.
لكنّني كاتبة !
وهذا الأمر هو أكثر ما يُنعِش الأمل بداخلي،
وأقول : أنّ غدًا أجمل.
ما مِن مفرّ.
أشعُر بأني سأموتُ وأنا أُفكر كيف سيكون بؤسُ القبر !
وسأنسى الشهادة.

أعيشك 04-02-20 05:45 PM

https://i.top4top.io/p_15539h89h3.jpeg

أعيشك 04-02-20 09:22 PM

أدمنت رائِحة حياتي الخاصة،
تداخُل الألوان،
امتزاجها ببعض،
الأشكال التي تظهر على اللوحات،
كُنت أُحدث نفسي،
أن صوت الألوان أعمق وأصدق.
وأن كُل صوت لا بُد أن يكون له فم،
وفم الألوان هو نفسه فم الروح الإنسانية،
إن ما يُميز هذا الفم الفني إنه لا يكُف عن
الصُراخ حتى يملأ كُل اللوحات الفارغة.
بِهموم أصحابها، وأحزانهم، وأفكارهم،
وعوالمهم التي يرغبون العيش فيها.
لاحظت بعد عدة مرات أُصبح مُتعافية،
أن الأشياء التي تُزعجني حين أرسمها، تختفي،
كأنها لا تستطيع البقاء في ذات المكان مرتين.
وحين وصلت إلى هذه الرؤية،
قفزت من مكاني، فرِحة، أُعجبت بنفسي،
وأُعجبت أيضًا بتلك القوة الخارقة التي أملكها.
خطر ببالي أن أُطبقها على الكائنات الحية،
بدأت بالحيوان، رسمتُ كلب، ثُم نمتُ بعد ذلك.
حين استيقظت ركضتُ أبحث عنه في كُل مكان،
لكن أبي أخبرني أنه لم يرني منذُ البارحة،
فجن جنوني وحصل ما كُنت أُفكر به.
تشاجرتُ ذات يوم مع عمتي التي شتمتني
واستحقرتني وتلفظت عليّ بألفاظ نابية :
" أنتِ عديمة جدوى، لا فائدة منكِ، مثلك مثل
الحيوان الذي يعيش ليأكُل ويشرب فقط. "
يومها حاولت عمتي أن تُهدئ الوضع بيننا
غير أن ثمن الدفاع صفعة تلقتها على وجهها،
لأنها بنظري هي من أوصلت أبنه أخيها إلى
هذا الحد من الإستهتار والتسيُب.
كُنت غاضبة جدًا من عمتي،
فكرت أن أنتقم منها،
سارعتُ إلى فُرشاتي،
تناولتها وبدأت برسمها،
حين انتهيت منها،
ابتعدت قليلًا عن اللوحة،
ثُم خاطبتها : "وداعًا عمتي، أنتِ شخص مُزعج، لذلك
كان لزامًا علي أن أُساهم في تخليص الحياة من أمثالك."
بعد هذه الحادثة قاتلتُ بالألوان كُل الأشياء التي
تُزعجني وتؤذيني.
أصبحت مُجرمة خفيّة،
أُنفذ جرائِمي دون أن أُغادر مكاني،
أو أن أُلوث يداي بِدم الضحايا،
تفاقم الأمر،
وأصبحتُ أكثر عداءً من ذي قبل،
وزادت المُشاحنات والمُشاجرات بيني وبين أفراد الأُسرة،
حتى أنني تخلصت منهم جميعًا بذات الطريقة،
فعشتُ وحيدة بين جُدران غُرفتي ولوحاتي.
شعرت بعد فترة طويلة بالوحشة والذنب،
لم أذق طعم الراحة منذُ أيام،
ولم يعُد لديّ أي رغبة في الحياة،
أُصبت بالإكتئاب،
الدوامة السوداء،
كسرت وحطمتُ كُل شيء،
قذفت اللوحات،
رميت الفُرش،
دلقتُ سطول الألوان،
وفي وسط هذه الفوضى توقف فجاءة.
سحبتُ لوحة كانت مركونة خلف الباب،
وبدأت برسم بجنون ودون وعي مني،
استغرقت رسم اللوحة يومًا كاملًا.
قالت لي عمتي وهي تتحسس اللوحة بأطراف
أصابعها تُمررها تارة بين أنفه وعينيه وشعره :
" ليتني أراه لو مرة واحدة. "

أعيشك 04-03-20 03:47 AM

3 - Apr
4:47

https://d.top4top.io/p_1553djwgp8.jpeg

أعيشك 04-03-20 09:41 AM

ستفتِّش عنهُ يا قلبي في كل مكان،
‏وستَسأل عنه موج البحر،
وتسأل فيروز الشطآن،
‏وتجوب بحارًا وبحارًا،
وتفيض دموعك أنهارًا،
‏وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارًا أشجارًا،
‏وسترجع يومًا يا قلبي مهزومًا مكسور الوجدان
‏وستعرف بعد رحيل العمر بأنكَ كنت تطارد خيط دُخان،
حبيبُ قلبك ليس له أرض أو وطن أو عنوان
‏ما أصعب أن تهوى رجلًا يا قلبي ليس له عنوان.

أعيشك 04-03-20 05:37 PM

https://j.top4top.io/p_1554l20w92.jpeg

أعيشك 04-04-20 03:54 AM

4 - Apr
4:54
إذا ماكان أجمل تعليق :نبض: .
شُكرًا.

https://f.top4top.io/p_1554ufhfs5.jpeg

أعيشك 04-04-20 11:15 AM

الكُل يسألك كيف حالك ؟.
حسنًا، أنا بخير هل يعنيك ذلك حقًا ؟.
فلنفترض بأني لستُ بخير،
ماذا ستفعل حين أُخبرك بالحقيقة ؟.
ماذا لو أخبرتك بأني حزينة ووحيدة ؟.
هل ستقتطع ضلعًا من سعادتك تُهديه لصدري الضائق ؟.
أم ستترُك كُل من هو خلفك لتخنق وحدتي بحضورك ؟.
دعنا نقول الحقيقة،
دعنا نتجرد من مثالية ومبادئ القُدماء،
أنتَ تسأل مُجرد سؤال اعتدت عليه لا أكثر،
والحقيقة أن كُنت بخير فهذا لا يهمك،
لأني عندما لا أكون بخير فأنت لن تفعل شيئًا لأجلي.

أعيشك 04-04-20 03:10 PM

حُب الدُنيا يكمُن هُنا،
بعُمقها.
مُمتنة جدًا على كُل شيء :نبض: .

https://c.top4top.io/p_1555w7vgj6.jpeg

أعيشك 04-05-20 03:16 AM

عُدت مُجددًا أيتها الفاتنة.

أعيشك 04-05-20 03:40 AM

‏5 - Apr
4:40
في الساعات الأخيرة من الليل،
المنزل أصبح أكثر كتابة وكادت
أصابع الوسواس الموُحِشة تخنُقني،
قمتُ بفتح الباب وخرجت لأبحث عن
هواءٌ طلق كي يُنقذني.
قطعت طريقًا طويلًا دون أن أشعُر،
كانت دوامة الأفكار تُرافقني،
والحدس المُميت يسكُنني،
وجدتُ في طريقي شجرةً كبيرة،
أغصانُها كثيرة،
جلستُ بِقُربها،
أكتب على الرمل ما أخاف منه،
وما أخاف فُقدانه،
ما أرغبُ به،
وما أُود نسيانه.
وإذا بِزخات المطر تُربت على كتفي،
نظرتُ إلى السماء وتمنيتُ أن يمسح
هذا المطر على وجهي،
أن يختلط ويُعانق دموعي.
زاد المطر وصوت الرعد وأصبح أكثر رُعبًا،
أين أذهب؟ أين أختبئ؟ طريق المنزل طويل
والمطر يزداد وأصوات الكِلاب تتكاثر،
بدأت بالمشي خلف الشجرة أبحث عن مكان
لأختبئ بِه وإذا بنورًا خافت يأتي من آخر الممر،
لا يوجد حلٌ آخر إلا أن اتبعه.
وعند وصولي له، وجدتُ شاحنةً كبيرة
لكن الأشجار كانت تُغطيها،
أبعدتُ الأشجار بِغضب،
فتحتُ باب الشاحنة بِشدة وقمتُ بإقفال الباب بإحكام،
ونزعتُ قميصي المُبلل وبدأت بِعصره،
وكنتُ اتمنى لو كان هذا عقلي الذي أعصره
حتى أتخلص من هذا العقل المحشو بالهلوسة.
وضعت قميصي بِجانبي،
أرتعدُ من شدة البرد ومن شدة الخوف.
نظرتُ إلى الجهة الأُخرى حتى أبحث عن شيئًا يُغطيني،
كانت الكارثة هُناك ..
شخصٌ يجلس بقُربي وينظر إليَّ بنظرة مُتعة وإشتِهاء !
كان ثملًا ورائحة النبيذ والسجائر التي لم أنتبه لها
سبب الهلع تفوح منه،
أُفكر بالنزول ولكن أصوات الكِلاب تُخيفني،
وهذا الرجُل الغريب الذي بِجانبي يُخيفني أيضًا.
أقترب إليَّ، وبدأ بالحديث بِجوف أُذني،
كنتُ مُستسلمة تمامًا إلى ما يقوله،
يُثرثر كثيرًا بلسانٍ أَلكَن لكنني لم أفهم حديثه،
كلمة واحدة سمعتها جيدًا لكنني لم أعُد أفهم مايقصد.
( أفكارك سوف تلتهمك ) يقولها بصوتٍ وَطِئ وهو يُقهقه،
ابتعد، وبدأ يقود الشاحنة مَرَّةً ينظر إليّ ومَرَّةً ينظر إلى الطريق.
هذا الطريق أعرفهُ جيدًا، انهُ طريق المنزل !
وإذا أرى والدي على حافة الطريق،
بدأتُ بالصُراخ، أصرُخ بصوتٍ عالٍ،
ولكن الذي أخافني كثيرًا إذا بِ والدي ينظر إليَّ نظرة قاسية،
والرجُل المجنون الذي بِجانبي يتَبسّم،
لم أتوقف عن الصُراخ،
الشاحنة توقفت فجاءة،
أمسكَ هذا الرجُل بيديَّ بِشدة،
يُحدق إليَّ وعينيه تتحدثُ معي،
ثم قال : هل تعلمين من أنا ؟
صمِتت ..
يُردد : هل تعلمين من أنا ؟
قلت له وبِصوتٍ مُرتعب : من أنت !!
( أنا أفكارك المُوحِشة التي سوف تلتهمك،
أفكارك التي سوف تُحطمك،
أفكارك التي تنهش بِداخلك،
أفكارك التي تتحكم بِك،
أفكارك التي جعلتك تخرجين من المنزل في هذا الوقت،
أنا جيشُ من جيوش أفكارك التي جعلت منكِ شخصًا تابعًا لي ).
ثُم قام بِفتح باب الشاحنة لي يُأشر إلى البعيد يقول :
هُناك يوجد طريق واحد فقط،
طريق مليئ بجيشُ من جيوش أفكارك المُوحِشة،
وأنتِ من تُقررين يا تكوني تابعةً لها، أو قائدًا لهذه الجيوش،
لا والدك ولا الجميع يستطيعون مُساعدتك،
وحدك من تُقررين.
ايقنتُ أنني كنتُ طعامًا هشًا لهذه الجيوش.
أغمضتُ عيناي،
أدرتُ ظهري لهذه الأفكار التي بُنيت من الخيال،
واخترتُ أن أكون قائدًا صارمًا وعادلًا،
مع نفسي ومع جيوش أفكاري.

أعيشك 04-05-20 03:01 PM

https://i.top4top.io/p_1556ju2nb9.jpeg

أعيشك 04-05-20 08:05 PM

جمعتُ في صندوقٍ قديم،
الأحذية الناقِصة التي عثرتُ عليها.
كنتُ أميل إلى الطريق،
وأسير أغلب الأحيان مُطأطأة الرأس،
كوّنت مُلاحظات هامة عن تفاصيل
صغيرة لم يُلاحظها أحد سواي.
أصبحت خبيرة في أماكن تجمهر القطع الناقصة،
أعرف "لماذا أسقط، ومتى سأسقط، وأين سأسقط".
وحين أجد ما أُريد،
أُكافئ نفسي،
أفرُش ذراعيّ وأدور حول المكان بِحركات بهلوانية.
أعجبتني فكرة حصولي على الأشياء المُستخدمة،
فأتنازل بذلك على أن أكون أول من تتلف،
وأول من تستخدم،
وأول من تُمزق،
وأول من تسقط منها الأشياء، وتضيع.
لم تعُد تروق لي الأحذية الجديدة، أو بالأحرى،
لم أعُد استئلِف أن تكون للحذاء زوجٌ آخر.
وانعكس ذلك على حياتي التي عُشتها بِمُفردي.
ذات مرة، جربت استخدام يدي اليُمنى في تنفيذ شؤوني،
وفي يومٍ من الأيام قررت أن أرى الأشياء
بعينيّ اليُسرى فقط.
ومرة سديت إحدى أُذنيّ بالقطن
وانصتّ للأصوات بأذن واحدة.
ولم تقتصر هذه الثيمة الفردانية على الإستخدام،
بل تماديت بذلك، وانعزلت عن مُشاركة الآخرين آرائي،
أفكاري، همومي، مشاكلي، مشاعري.
أشعُر بأنني كائنة مثيولوجية مخلوقة من الأقاويل.
لقد بلغت ذروتي في حُب هذه العادة الغريبة،
وأدمنت الأثر العالق أسفل الأحذية التي أحصل عليه.
كنت أكتشف نوع الطُرقات التي أسلكها،
وإلى أي الطبقات الإجتماعية أنتمي.
استمريت على هذا الحال لأعوام طويلة،
ولأن الصندوق لم يعُد يكفي،
خصصتُ في منزلي غُرفة خاصة لها.
جربت ذات يوم إرتداء واحدة منها،
ذهبت بالحذاء إلى أماكن أُحبها،
شككت يومها أن الأحذية تمتلك ذاكرة تقودني إلى ماضييّ.
" للحذاء ماضٍ أيضًا، ومؤكد أن لهم بيت وأُناس،
ومُناسبات خاصة، وأصدقاء كالبشر، ومن خلال جودتها
أستطيع أن أُخمن كم بلغ عُمر ارتدائها،
ومقاساتها تُشير إلى نوع صاحبها، هذه الأحذية فاتنة ".
وبعد أن وصلت إلى هذا التحليل،
شعرت بنشوة عارمة،
بينما الحِذاء كان يسير بي،
وفي كُل خطوة أُلاحظ أن سرعتي تزداد أكثر،
انقلبت الموازين،
أصبحت القيادة بأمر الحذاء، لا بأمرٍ مني.
سيطرت الحذاء على إرادتي،
لم أعُد أعرف ما الذي يحدُث معي،
غير أن السير أصبح ركضًا !
لأن الحذاء يرغب بذلك،
كنتُ أقع، أتعثر، أرتطم بالأشياء التي تعترض طريقي،
فاقدة للسيطرة، فاقدة خياراتي أيضًا،
مخرجي الطارئ هو إتمام المُهمة.
حين وصلت إلى المكان، توقف الحذاء،
تغيرت ملامح وجهي،
تعرقت جبيني،
وسرت رعدة مُخيفة بِجسدي،
وبِشتى الوسائل حاولت أن أتخلص منه،
حركتُ قدمي،
وبإحباط خاطبت حذائي :
" ليس هُنا، تقدم هيّا، لا تضعني بهذا الموقف،
تقدم يا صديقي، ساعدني، أرجوك ".
حاولت تحريك قدمي، تخلصيها من الحِذاء،
لكن عبثًا،
باءت كُل مُحاولاتي بالفشل،
فقدت توازني،
ثم سقطت على الأرض، مهزومة،
أصرُخ في مكان الحادث القديم،
الذي خَسر به قدمي.

أعيشك 04-06-20 02:49 AM

6 - Apr
3:49

https://j.top4top.io/p_1556a3gg00.jpeg

أعيشك 04-06-20 10:27 AM

فتشتُ عنه في كُل مكان،
لكنني لم أجد دليلًا واحدًا،
يؤكد أنه قضى الليلة الماضية بجواري.
كان يظهر في حياتي في الوقت المُناسب،
تردد عليَّ كثيرًا،
ولم يحدُث بيننا شيء يدعو للخزي والعار.
كانت زيارته شفاءً عاجلًا.
أحببتُه لكنني لا أعلم لماذا،
وقلتُ مرة لنفسي :
" السبب الوجيه للحُب هو أننا لا نعلم ."
في الأيام التي تشغُلني زيارات الأقارب والأصدقاء،
لا يأتي،
لأن السهر كان يمتد حتى مُنتصف الليل،
فأسقط في نومي دونَ حِراك،
عرفتُ ذلك بعد مرات مُتعاقبة،
فكرهت أن أنام بِلا تفكير،
لأنني أُغلق الأبواب بوجه قدومه.
هو ابن أفكاري،
وليد أحزاني،
المخلوق من الخلوة،
يجب أن أُتيح فرصة ضعفي،
وببساطة، يجب أن أقود نفسي إلى مرحلة الإنهيار،
ليحضر هو فتحضر معه أساليب النجاة.
أحببتُ أحزاني،
فمن خلالي خصصت له موعدًا في حياتي،
قُلت في اليوم الذي غاب عني :
" عليّ أن أجد مصادر الألم، يجب أن أخلقها في حياتي،
يجب أن يكون لدي وجعٌ عظيم، فبمقاس الوجع، يُقاس وجوده،
وإن استطعت أن أُوزعه على الأيام بالتساوي، سأضمن
حضوره كُل ليله، آه لو يعلم الناس أن الحزن من مباهج الحياة،
وأن السعادة كُل السعادة هي الشقاء نفسه ."
في زيارته الأخيرة، كُنت قد تلقيت خبر وفاة جدي،
ولأن الحزن هذه المرة قد تلبسني تمامًا،
شعرتُ أنني متورطة بهذا الفقد،
وأنا بذاتي ضليعة في أحداث هذا الوجع الفائق.
جاء لزيارتي في الوقت المُناسب،
دار بيننا حديثُ طويل في غُرفة جدي،
انتهى بالسؤال عن مكان إقامته واسمه وماذا يعمل.
أجاب يومها أنه لن يخبرني إلا في اللحظة التي
سأدخل بها في نومٍ عميق.
بعدها تعرضتُ لمواقف مُحزنة كثيرًا،
لكنه لم يحضر كعادته،
ضاق صدري،
فجن جنوني،
وما عاد يهمني التكتم على قدومه،
سألت كُل أفراد الأُسرة عنه :
" هل لاحظتم قدوم أحد؟
هل رأيتم صديقي الذي يتسلل ليلًا إلى غرفتي؟
رسالة؟ شيئًا ما يدل على دخول شخص غريب؟."
تلقيت يومها صفعة من أختي على وقاحتي،
لكنني لم أكترث،
ركضتُ إلى غرفتي،
أقفلت الباب،
ثم تناولت شفرة الحلاقة،
مُعتقدة أنني لو انتحرت سوف يحضر لا مُحاله،
أخذت أقلب الشفرة،
أُمررها بخفة على معصمي الأيمن،
وحين سقطت قطرات الدم على الأرض،
خفت،
قذفت الشفرة بعيدًا عني،
ورحت أصرخ :
" انتهت اللعبة، انتهت هيّا، هل تسمعني؟. "
أسندت ظهري على الحائط مهزومة،
وأفكار تأخذني وأُخرى تُعيدني،
وفجأة ..
ظهر عنوانٌ غامض،
كان أحدًا ما دونه في مُفكرة رأسي،
ارتديتُ معطفي على عجل،
تناولت حقيبتي،
ثم خرجت من المنزل،
والمطر ينهمر بِغزارة،
والسماء ترعُد،
وعاصفة تهُب أشكالًا وألوانًا،
وصلتُ إلى مكان ناءٍ خارج المدينة،
وكان الضوء قد طلع قليلًا،
جمدتُ في مكاني،
بعد أن ارتطم بصري باليد التي شاهدتُها
تتحرك فوق ظهر قبر الذي عثرتُ عليه تحت الشجرة.

أعيشك 04-07-20 03:19 AM

7 - Apr
4:19

https://k.top4top.io/p_1557ki3un5.jpeg

أعيشك 04-07-20 12:16 PM

لم أبلغ من العمر سبع سنوات،
أعيش في منزل العائلة مع والدي،
وليسَ لدي أيّ أحدٍ آخر.
أعيشُ بداخل هذا المنزل منذُ أن
فقدت والدتي بعد الولادة بأربع سنوات.
لقد كانَ والدي هو الذي يحلّ في محل
العائلة بأكملها.
لقد كان يذهب إلى الدوام صباحًا ويعودُ
مساءًا، وأحيانًا عكس ذلك كونهُ ضابط.
لقد أستمريت في حياتي حتى أصبحتُ
في العاشرة من عُمري عندما ذهب والدي
إلى الدوام ولم يعُد.
لقد فارقني وللأبد.
لقد قُلت وأنا أنظر إلى ذلك التابوت :
" أبي العزيز، سوف أنتظر خروجك من ذلك
الصندوق الذي وضعوك فيه، فأنا سوف أبقى
مُنتظرة كعادتي في الإنتظار، أبي لقد ملئتُ
في فؤادي كُل فراغ حتى أنني قد أصبحت
مُمتلئة فيك، لقد صرتَ تُزاحمني.
والدي العزيز، لقد رأيت صورتك فوق، ذلك الصندوق
وأنتَ تبتسم وأنا أذرف دموعي فوق خدي. "
لقد ظننتُ أن الموت مُجرد لعبة لا غير،
وحينما أدركت رحيل والدي للأبد،
أيقنتُ بأن الأموات ليسوا براجعين.
" أيُها الضابط، لقد أصبحت ابنتك يتيمة،
بسبب مجموعة من المُجرمين الجُبناء الذين
أمسكتَ بهم فقاموا بإغتيالك.
أنا يتيمة يا أبي،
لقد أصبحت كُل الأماكن المُزدحمة بي فارغة. "

أعيشك 04-07-20 07:55 PM

https://i.top4top.io/p_155894l622.gif

أعيشك 04-08-20 03:48 AM

8 - Apr
4:48
الظلامُ حالك،
بردُ شديد يرتجف بالخارج،
أوراق الشجر تلوحُ لي من خلف النافِذة،
الكهرباء تتردد في منزلي،
كأنه أُم تتفقد أبناءها النائِمين.
انتقيتُ لهذه الرغبة معطفًا أسود،
وربطة عُنق،
صففتُ شعري،
هندمتُ وجهي،
وعطلتُ ساعة معصمي،
وحدي فقط بِلا زمان أو مكان،
سأمُر كأني من حُكام العالم.
سأمُر وحدي إلى الأمام فقط،
مُبتسمة،
راضية بهذا القدوم الأبدي،
وهذا المصير الرائع.
عازِمة على الخلاص.
أن تختار نهايتك،
وتختار قانون العالم التافه،
وتُقرر أن تموت بوقار،
لهو أمرُ عجيب ويدعو إلى الأصرار والعزيمة.
كان كُل شيء جاهزًا معي،
لم أنفق حيرة واحدة تمنعني من
خوض معركتي الأخيرة ضد الحياة.
مُزودة بالإنتقام من العالم ومن نفسي،
وكراهية الناس كانت كافية لأن أملأ
مخزن قراري الذي حرك دوافعي إلى
اختيارٍ صائب سيعفيني من حضور هذه
الحفلة التنكرية التي يحضرها الآخرون
بأوجه مُستعارة.
لقد سئمت العيش بهذه الطريقة الفاسدة،
لا أُريد أن أكمل حياتي كعفن يفسد على
الآخرين أرغفة حياتهم،
لقد حولني الناس إلى شبحٍ مُرعب ومُخيف،
صرت أخاف حتى من رؤيتي،
أخاف من المرايا،
من انعكاس صورتي على سطح الماء،
آه ..
كم هو بشع هذا الإحساس الفتاك،
كم هو قليل الإحترام،
وقليل الإنسانية،
وقليل الأدب،
لا يُمكنني اكمال اعترافاتي،
انتهى الأمر.
تتحلق حولي،
صور العالم المُقزز،
أصواتهم تخنقني،
تصرُخ بوجهي :
" أُغربِ من هُنا،
إخرجِ الآن حالًا،
لا يهمنا طريقك في الرحيل،
نحن لا نكترث لشأن هذا الحيوان الحقير،
هذه الحشرة المُقززة،
سنُكافح وجودك بكُل المُبيدات المُتاحة لنا."
سأخرج حالًا،
وحيدة،
برفقتي كُل هذه الهزائم البشعة،
والتي تزعجني فقط،
وتقتلني أكثر،
لماذا أكتُب رسالة ؟.
لا أحد يكترث لأمري،
لا أحد سيقرؤها غير المُحققين ورجال الأمن،
الذين سيرمونها في الأرشيف بعد أن تبرُد جثتي،
وتجف سيرتي على حبال قنوات الأخبار.
وداعًا أيتُها الحياة القذِرة،
آمل أن تستمعي بروائِحك الكريهة.
( انطلقت الرصاصة من فوهة المُسدس،
استيقظتُ مذعورة،
دفنتُ وجهي بين راحتي وانخرطتُ بالبُكاء،
وعلى أصابعي انتشرت بُقع من الدم. )

أعيشك 04-08-20 09:11 AM

بطلة،
عظيمة،
قدوة،
قوية،
شديدة،
صلبة،
حازمة،
منتصرة،
باطشة،
صبورة،
قاسية،
عزيزة،
حصينة،
صعبة،
قاهرة،
مريرة،
مفتولة،
ضليعة،
متمكنة،
متينة،
باسلة،
شجاعة.
" صورة تختصر أعيشك. "

https://a.top4top.io/p_1559xp6fl2.gif

أعيشك 04-08-20 07:36 PM

كدتُ أن أخرج من الماضي،
أقفلتُ باب ذاكرتي جيدًا،
أدرتُ ظهري وحاولت أن أمضي،
وإذا بصوتٍ يأتي من البعيد يُنادي،
استوقفت نفسي قليلًا،
ثُم أكملت طريقي وكأنني لم أسمع أحد.
خطوةً ثم خطوةً ثم خطوة.
بدأ الصوت يعتلي وبدأت خطواتي تتراجع،
نظرتُ إلى الأسفل،
أصابعي بردت وقدماي ارتجفت،
جفَّ ريقي وصدري ارتعش،
إلتفتّ وإذا بطفلٍ صغير عيناهُ مليئة بالدموع،
ثيابه مُمزقة،
ينظُر إليَّ بنظرة فارغة ومذعورة،
لم أنطق بِكلمة واحدة،
صامتة وأنفاسي تتسابق خشيةً منه.
إقتربّ مني،
وتمسك بِطرف قميصي، ثُم قال :
لا تذهبي، وإتبعي خطواتي.
شدّني إليه ثُم بدأ بالسير،
وأنا اتبعه،
اتبعهُ والخوف ينهشُ عقلي.
بات يركض،
يركض يركض يركض ويركض،
وأنا أركض بِخلفه،
الطريق طويل ومُرتفع وواسع،
لم يعُد بِداخلي رغبةٌ لشيء سِواء
أن نتوقف وأعرف ماذا يُريد مني،
وإلى أين ذاهبين !.
مضت ساعاتُ طِوال ونحنُ لا زلنا نمضي.
وقفنا أمام بابً قديم ومُهتَرِئ،
كُتب عليه وبِخطٍ دقيق :
" لا للهرب. "
فجاءةً اختفى الطفل،
بقيتُ لوحدي،
أُحادث نفسي،
تارةً أمسك بِمقبض الباب،
وتارةً اتركه.
غلبتُ أفكاري،
ودخلتُ إلى متاهة الداخل،
وجدتُ أحلامي هُناك،
وجدتُ رسائِلي المخفية عن الجميع،
وجدتُ شهادتي التي مزقتها قهرًا من العطالة،
وجدتُ صديقاتي الذين تخلوا عني من غير أسباب،
وجدتُ المُنافق والخائِن والكاذب والغدّار،
جميعهم يحملون كِتابًا كان عنوانه :
" واجه نفسك، لا تهرب. "
وقِعت على قدمي،
بدأتُ بالإنهيار،
صرخت بِصوتٍ عالٍ،
ثُم نهضت،
نفَضت قميصي من الإستسلام،
أخذتُ عهدًا على نفسي بالمُقاومة،
وأكتسيتُ القوة والصبر والإنتصار.

أعيشك 04-09-20 03:26 AM

9 - Apr
4:26

https://g.top4top.io/p_1559hen9q3.gif

أعيشك 04-09-20 04:03 PM

أعيشُ حالات مُضطربة ومُتقلبة هذه الأيام،
لا أستطيع تحديد ما إذا كان الغد سيُصبح
جيدًا أم سأعيش يومًا آخر من اللاشيء.
أجد نفسي ضاحكة وسط ضغوطات كثيرة أمرُ بها،
وعندما أشعرُ بأن الأمور حولي مُستقرة إلى حدٍ ما،
أتحول لكائن مُتشائم وكئيب.
أتحدث للكثير وأشعُر بالوحدة في نفس الوقت،
وعندما أكونُ وحيدة حقًا أشعرُ بأني لا أكترث لمن حولي،
لا أكترث لأهميتي عند الجميع،
أجد نفسي جالسة في ركنٍ هادئ من
أركان هذا العالم الذي لا يكترثُ أحد.
أنظرُ للجميع.
أنظرُ للحُب الذي ينكسر،
والوحدة التي تأكُل الروح.
أُشاهد البعض يتصارع على قضايا غير مُهمة على الإطلاق.
العالم لا يكترث لوجودي،
وأنا أيضًا لا أكترث لما يحدُث فيه.
أترك الطريق مفتوحًا لأي سند أو رفيق.
أعلمُ جيدًا بأنني لن أصمدَ طويلًا بهذا الشكل،
ولكن لا أحد يأتي ..
لا أحد يستطيع الوصول إلى هذا الطريق الذي
قطعته بإرادتي وأنا أعلم بأنه لا عودة لي منه.
صديقي يجدني مُذنبة في تلك الحالات التي أعيشها،
يعتقدُ أنني خائفة من أن أقترب مِمن حولي.
في الواقع أنا خائفة حقًا من الفقد أكثر من الإقتراب،
الأمر لا يستحق مُحاولة أُخرى،
مُحاولة ترميم روحك لا تصلح لأكثر من مرة واحدة.
يجب أن يدرك الناس أيضًا أن من ينجح في ترميم روحه،
لا يعُد كسابق عهده.
سيُصبح كائنًا غريبًا بعض الشيء،
هُناك ضريبة لكُل شيء،
وضريبة العودة للحياة هي أن تُصبح شخصًا آخر،
شخصًا لا يكترث،
لا يثق،
لا يقترب من أحد بسهولة،
ويفقد من حوله بسهولة أيضًا،
لا يستطيع أن يُحب بكُل جوارحه،
لا يكره،
لا يغضب،
لا يفرح.

أعيشك 04-09-20 08:58 PM

https://e.top4top.io/p_1560hfygp7.jpeg

أعيشك 04-10-20 03:48 AM

10 - Apr
4:48
أنا لا أُحبهم،
هذا ما أدركته بعدَما احتضنَتني عددًا
من المرّات بيْدها حيثُ أنني لم أكترث،
قبل يومين صَديقي كان يتحدّث إليّ كذلك لكنني لم آبه،
كُل ما كنت أفعله هو التحديق في صورةٍ كلما حاولوا رؤيتها
كاملةً عجزوا بسبب كفّي التي تُغطي
وجوه خمسة أشخاصٍ فيها،
" لماذا لا تنظُر إلينا عندما نتحدث؟. "
هذا ما قاله صَديقي لصديقتي التي ظلّت
ساعاتٍ باحثة عن إجاباتٍ في جيوب قلبها.
وبين رُكام ذكرياتها تُفتّش عن موقفٍ واحدٍ بإمكانها أن تُبرَّره،
صَديقتي التي لَمست يَدي وحاوَلت تقبيلي
في كثيرٍ من المرّات لكني لم أشعُر،
جلَست بجانبي تحضُنني وهو تهمس :
" هل أنتِ بخير؟. "
هل ترغبون في معرفة ردّة فعلي؟.
لقد وقَفتُ بصمتٍ ثّم ذَهبتُ لأعُد القهوة،
بعد انتهائي وضَعت خمسة أكواب من القهوة
على الطاولة وخمسة قطع من الكعك،
أكلَتُ لُقمة وأرتشفت رشفتان ثّم بدأت أبكي وتوقَّفت،
أمّا بقية الأطباق فلم يؤكل منها شيء!.
ظلّ صديقي مُحدّقًا بي،
لم يكترث بكُل أفعالي،
كُل ما بثّ في نفسه الذُعر هو منظر وجهي،
وجهي المكتز،
فمُي المُحمّر،
ويَدي التي لا تتوقّف ثانيةً عن الإرتعاش.
لم يَرني أبكي من قبل لذلك ظلّ يسير
خلفي سائلًا عن السبب لكنّني كذلك، لم ألتفت.
بالأمس أخرجتُ من الخزانة صندوقًا،
ثّم جلَست أقرأ في أوراقٍ وأنظر لصوّر.
بكَيت وغصت بعدّها في النوم.
أمّا صديقي فلَم يرغب أبدًا في
تفتيش أغراضي لكنّ قلقه دفعه،
جثوا هُم الأربعة عند الصندوق!.
ثلاثةً من صديقاتي، وصَديقي.
أخرج صديقي خمسة صوّر كانوا يظنّوها مُجرد ذكريات.
كانت من بينهم صورة صَديقتي الراحِلة،
تأمل الصورة ثّم بدأ بلمس جسده،
لَمس وجه صديقتي الأولى وكتف الثانية ويد الثالثة،
بدأ بالبُكاء ثّم همَس :
" لا تلوموها، لا يشعُر الأحياء بالأموات. "
كانت تلك صدمتي التي ستُرافقني مؤقّتي،
أمّا هُم فسُترافقهم ذات الصدمة للأبد.

أعيشك 04-10-20 12:46 PM

https://b.top4top.io/p_1561xvxlo4.jpeg

أعيشك 04-11-20 05:24 AM

11 - Apr
6:24
لا،
لستُ أسألُك البقاءْ،
كلُّ الحكايةِ أنَّنا
سنُعيدُ ترتيبَ الحكايةِ مرةً أُخرى
ونبتكرُ النهاياتِ الشجاعة
مثلَ أي مُحاربيْن
نختارُ موتًا لائقًا بِنجاتنا
حين انتصرنا ذات بيَنْ
بعضُ الهزائم
طعمُها كالنصرِ
فأرحلْ ..
رُبما،
سنكونُ أنبلَ خاسرَيْن
الموتُ،
يحدثُ مرةً
في عُمرنا
لا مرّتين !.

أعيشك 04-11-20 12:02 PM

https://g.top4top.io/p_1562m3ikb4.gif

أعيشك 04-11-20 06:29 PM

أن يعلق جُزء منك في رسالةٍ ما،
وتستمر بالعيش تحت رحمة شعور قد كُتب فيها،
أن يعتمد الأمر كُليًا على كلمة من أحدهم أو تصرف،
وأن يستمر ذلك الأحد بالتضخُم فيك في كُل حين،
وتستمر أنت برؤيته أمامك في كُل مرةٍ تسمع بها أسمه،
أن تتذكر كُل لحظاتك السابِقة.
حتى تلك التي لم تلقِ بها بالًا يومًا.
أن تشعُر بالعجز تمامًا،
كأنك خاوي من نفسك،
مُمتلئ بكُل أشيائه،
أدرُك حجم سخافة هذا الأمر،
أدرُك حجم سخافة أنه وبالرغم من سعة
الحياة كُلها كنت قد ضيّقتها على نفسك،
بضيقٍ أنت تختاره،
بل وترضى،
وتسلًّم،
وتستلم له،
ذلك النوع الذي تكون فيه سعادتك البالغة
جُزء من الثانية حينها تُعادل ألف عامٍ في غيرها.

أعيشك 04-12-20 03:30 AM

12 - Apr
4:30

https://g.top4top.io/p_1562j0n0u6.jpeg

أعيشك 04-12-20 02:57 PM

في تلكَ الزاوية،
كنتُ أتعمد الجلوس وأختلس النظر مرارًا
لتلك الأريكة وفي كُل مرةٍ أتفاجأ بأَن من
يجلس هُناك ينظُر ..
كانَ يملك تلك النظرة التي تُشعرك بأن تلك
العينين تملُك أيدي خفيّة سحريّة تحتضنُك
بِخفة من بعيد ..
تشعُر بأن تلك النظرة تملُك لونًا حنونًا يُشبه
اللون الأزرق الحنون الذي يأتي قبل أن يحلّ
ظلام الليل ..
بأن تلكَ النظرة تملُك صوتًا ..
أشعُر بأنه يُشبه صوت قُطرات المطر الخفيفة التي
تنقُر على النوافِذ في ليلٍ هادئ ..
أو رُبما معزوفة تحتضنُ قلبك وتلمسه بِحنيّة مُفرطة ..
تشعُر بأنها تملُك صوتًا ولونًا ومذاقًا ..
كان ينظُر إليّ وكأنني شيءٌ ثمين يسمح له بالنظر
إليه لثواني معدودة أو شيءٍ لن يراهُ مرةً أُخرى ..
كنتُ أشعُر بِعُمق تلك العينين وكأنني سقطتُ في
عُمق المُحيط ولكني لم أعرق ..
فأنا قد غرقتُ في هذا الحُب المحموم الذي كانت
بِدايته زاويةً ونظرة.

أعيشك 04-13-20 03:26 AM

13 - Apr
4:26

https://g.top4top.io/p_1563memjs7.jpeg

أعيشك 04-13-20 10:12 AM

شكرًا للأيام الحادّة أن صُنعت مني
هذا الإنسان التي تُحاول أن تستعيد
طفولتها وأحلامها بالكِتابة.
في البداية أنا مُمتنة جدًا للحياة ولذاكرتي
التي تلتصق بها المواقف الحَزينة لسنواتٍ طويلة،
وهذا ماجعلني أكتُب مُعتمدة على دواخل الإنسان
ومشاعره بكُل اختلالها المُفرطة أو اتزانها القائم.
كنتُ طفلة ولكن دواخلي كانت أكبر،
وهذا ماجعلني مُعترضة دائمًا،
وأُحاول تصحيح الأشياء حولي.
قد يسكُن ذاكرتي لسنواتٍ طويلة منظر قطٍ
مريض يُنازع الموت على طرف أحد الأرصفة.
لا أستطيع الفكاك من ذاكرتي أبدًا حتى لو
كنتُ نائمة أيضًا.
لم أكُن في طفولتي أُحب اللغة ولا أرغب في
أن ينحرف توجهي بهذا الشكل شبه الثقافي،
رُغم أنني لا أُحب الأدب حينما يكون مؤدبًا بشكل مُبالغ فيه،
لم أختر الكِتابة يومًا،
ولكنني كنتُ أكتب خيباتي وانكساراتي،
أهدافي وأحلامي،
أكتب أسماء الأصدقاء الذين خذلوني،
أصف شحوب وجهي عندما تنغزني الأشياء
التي تكون بحاجة لها ولا أجدها.
كنتُ أكتب فقط،
ولا شيء غير الكتابة،
لحظتها أدركت أن الكتابة ستُحفظ في ذاكرتي إلى الأبد،
ستُحفظ أسماء من صفعوني،
ستُحفظهم لأبنائي حتى يصفعوا أطفالهم عني،
بهذه الطريقة رأيت الكتابة مُحاولة إنجاب طفل مِن
شجرة دونَ أن تقول أنت كَكاتب بأنّ هذا مُستحيل.
كبرت بهذا الشكل العادي جدًا،
الشكل الذي كبر به الأصدقاء وأبناء الحي،
اتجهت نحو نحو إصلاح أشياء لم أجدها في حياتي،
بل حاولت إيجاد أمور كانت غائبة،
كنتُ أرغب في حياة مثالية جدًا وما زلت،
ولكن الحياة لا تُعطيك كُل شيء،
لحظتها فكرتُ بالكتابة،
لكن لا أعرف لمن أكتب أو عن ماذا بالضبط،
بدأت بكتابة كُل الأشياء التي تدعوني للكتابة،
مثلًا أرغب بالكتابة عن نفسي ..
هذه النفس الروحية التي أحملها من مكان إلى آخر،
ومن مأزق إلى مأزق،
عن دواخلي وأفكاري التي تضعني دائمًا في المواقف التافهة،
المواقف التي تجعلني أكثر الناس خسارة وخيبة.
الكتابة عن رحاب العالم بكُل جغرافيته وإختلافاته ومخلوقاته.
عن القُرى البعيدة التي لا زالت معزولة،
عن المُدن التي أُصيبت بلعنة التحضر السريع،
عن الموتى، والمجانين، وعابري السبيل،
عن الله وعن إبليس،
وعن كُل الأفكار التي إبتلعها الإنسان الأول دون ماء،
عن البُكاء نفسه،
عن اللحظة التي تتدفق فيها مشاعري نحو الخوف من المُستقبل،
عن الأفكار المسمومة التي تغذيتُ بها،
عن عدمية سيو ران،
وعبثية كامو،
وتأمُل أوشو،
وصرخة مونك،
عن الأشياء التي دخلتُ فيها بلا رغبة،
وعن الرغبة التي تورطتُ بها،
وعن النهايات التي لا يحمل فيها الفائز إلا نفسه بلا جائزة،
أكتب لكم عن اللاجدوى،
عن الحُب الذي يُفسد الحياة،
وعن الحُب الذي لا يُفسد الحياة،
عن الموت بلا داعي،
وعن الموت بداعي،
عن المطر، وعن الجفاف،
عن الإنسان ونقيضه،
عن لوحة لا نعرف كيف نتأملها،
وعن قصائد كُتبت بلا رغبة ولا مُناسبة.
أرغب بالكتابة عن تفاصيل لم تُكتشف،
عن لحظة التحديق بلا تركيز،
عن العين التي لا تُخترق الجدار،
لكن تخترق الأفكار المدسوسة في أرواح الآخرين،
الفقير الذي ينام بهدوء تحت سقف من السماء المُوخزة بالنجوم،
وعن الغني الذي دفنه القلق والسأم.
أرغب بالكتابة عن النمل،
وعن خوف الشجرة من العاصفة،
وعن ما يُمكن كتابته ومالا يُمكن،
إنها اللحظة التي أشعُر فيها بالسقوط على نفسي،
اللحظة التي أشعُر فيها أن
الكتابة مُحاولتي الأخيرة قبل الإنتحار،
الشعور الذي يجرني نحو المشاعر الأُحادية،
التي بلا خيارات،
والتي سنكون جميعًا ضحايا فيها بالنهاية.
لم أتوقف عند محطة مُعينة،
قاتلت أعدائي بالأحذية والأحجار وأخيرًا بالكتابة،
لعنتُ من أُريد،
انتصرتُ لأبي،
وقفتُ مع أخي،
انخلعت ذراعي وأنا أمدُّ يدي نحو أصدقائي
وهم يتساقطون في بئر الخسارات،
أنقذتُ من أنقذت،
وسقطَ من سقط.
لم أتوقف يومًا عن فعل شيء أُحبه،
ولم أتوقف يومًا عن فعل شيء لا أُحبه.
أنا مُجرد كائن لا بوصلة لي،
لا ملامح،
لا آثار لقدمي على الرمل،
لا بصمة لي،
أنا خشبةٌ !
لوحٌ، زُجاجةٌ.
لا يهُم من أكون،
كُل مايهمني كيف أنجو من الطوفان بأقدامي المبتورة !.

أعيشك 04-14-20 04:08 AM

14 - Apr
5:08

https://h.top4top.io/p_1564ufxaj8.jpeg


الساعة الآن 02:31 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا