منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-19, 10:13 AM   #7
غالي

آخر زيارة »  08-23-20 (08:55 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



اللهم صل وسلم على عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا

بأبي أنت وأمي يا حبيبي رسول الله


 


قديم 11-12-19, 11:03 PM   #8
سمر ..

آخر زيارة »  09-01-23 (05:47 AM)
المكان »  المدينه المنوره

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عليه الصلاة والسلام


 


قديم 11-14-19, 09:02 AM   #9
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:14 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الــــدرس الثالث



بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين .

وهذا هو الدرس الثالث من دروس السيرة النبوية من كتاب :
《إسعاد البرية في السيرة النبوية

لما بلغ النبي صلّ الله عليه وسلم أربعين سنة حبب إليه الخلوة ، وكان يخلو بغار حراء صلّ الله عليه وسلم فيتعبد الليالي ذوات العدد ... ثم يرجع إلى خديجة رضي الله تعالى عنها فيتزود لمثل هذه الأيام ... ثم يرجع مرة أخرى ...

حتى جاءه جبريل عليه السلام وهو في غار حراء فقال له : اقرأ ...
فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : ما أنا بقارىء ... أي لا أعرف القراءة ...

قال النبي صلّ الله عليه وسلم : فأخذني جبريل فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ ...
فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : ما أنا بقارىء ...

قال النبي صلّ الله عليه وسلم : فأخذني جبريل فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ ...
فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : ما أنا بقارىء ...

قال : فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ } .

فرجع بها رسول الله صلّ الله عليه وسلم يرجف فؤاده ...
أي يتحرك قلبه بشدة .

فدخل على خديجة صلّ الله عليه وسلم فقال : زملوني ، زملوني ...
أي غطوني ... فزملوه صلّ الله عليه وسلم حتى ذهب عنه الروع ...

فقال لخديجة ، وقد أخبرها خبر جبريل عليه السلام : "لقد خشيت على نفسي ".

فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدا ...
أي لا يضيعك الله أبدا .

⁉️ لماذا .. ؟
قالت :
▫️إنك لتصل الرحم ...
▫️وتحمل الكل ...
أي تقوي من شأن الضعيف .
▫️وتكسب المعدوم ...
أي تعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك .
▫️وتقري الضيف ...
أي تكرم الضيف .
▫️وتعين على نوائب الحق ..
أي تعين الناس على ما يحدث معهم .

فانطلقت خديجة بالنبي صلّ الله عليه وسلم حتى أتت به ورقة بن نوفل ...
▫️وهو ابن عم خديجة رضي الله عنها .. ▫️وكان امرءا تنصر في الجاهلية ...
▫️️وكان يكتب الكتاب العبراني ...
أي الإنجيل .
▫️وكان شيخا كبيرا قد عمي ...

فقالت له خديجة : يا ابن عم .. اسمع من ابن أخيك ...

فقال له ورقة : يا ابن أخي ، ماذا ترى..؟⁉️
فأخبره رسول الله صلّ الله عليه وسلم خبر ما رأى ...

فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى ، يا ليتني فيها جدعا ، ليتني أكون حيا ، إذ يخرجك قومك ...

أي يا ليتني أكون شابا حين ظهور نبوتك .

فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : أومخرجي هم ؟⁉️
قال : نعم ؛ لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ... وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ...

يعني إن كنت حيا عند ظهور نبوتك سأنصرك نصرا قويا .

ثم مات ورقة وانقطع نزول الوحي عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم مدة ...

وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يدعو قومه إلى الإسلام ...

فقال : { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ▪ قُمْ فَأَنذِر ▪ْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ▪ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ▪ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ▪ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِر ▪ُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ }

فاستجاب رسولنا صلّ الله عليه وسلم لأمر الله تعالى .. فشرع يدعو إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده ، ونبذ الأصنام ...

وكان يدعو إلى الله سبحانه وتعالى سرا .. حذرا من وقع المفاجأة على قريش التي كانت متعصبة لشركها ووثنيتها .. فلم يكن صلّ الله عليه وسلم يظهر الدعوة في المجالس العمومية لقريش ، ولم يكن يدعو إلا لمن له قرابة قوية أو معرفة سابقة ...

وظل على هذا الحال ثلاث سنوات وكان من نتيجة هذه الدعوة السرية :

▫️إسلام الرعيل الأول من الصحابة ...
فأول من أسلم من الرجال الأحرار : أبو بكر رضي الله عنه .
ومن النساء : خديجة رضي الله عنها .
ومن العبيد : زيد بن حارثة رضي الله عنه .
ومن الغلمان : علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ثم دخل الناس في الإسلام جماعات ، جماعات ، من الرجال والنساء .. حتى انتشر ذكر الإسلام بمكة ، وتحدث الناس به ...

وظل الرسول صلّ الله عليه وسلم يدعو إلى الله سرا حتى نزل عليه ...

قول الله تعالى : {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }.

فأظهر النبي صلّ الله عليه وسلم دعوته للناس ...

ولما أنزل الله تعالى : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}
خرج النبي صلّ الله عليه وسلم حتى صعد جبل الصفا فهتف : [ يا صباحاه ] هذه كلمة يقولها المستغيث .. لأن العدو كان يغير غالبا في الصباح ...

فقال

هل مكة من الذي يهتف؟

أي من الذي يرفع صوته ويصيح؟⁉️
فقالوا : محمد ؛

فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : يا بني فلان ، يا بني فلان ، يا بني فلان ، يا بني عبد مناف ،
يابني عبد المطلب ،

فاجتمع الناس حول رسول الله صلّ الله عليه وسلم ...
فقال : أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي ..؟⁉️
[سفح الجبل] اي أسفل الجبل .

قالوا : ما جربنا عليك كذبا ...
فقال :
▫️يا بني كعب بن لؤي انقذوا أنفسكم من النار ،
▫️يا بني مرة بن كعب انقذوا أنفسكم من النار ،
▫️يا بني عبد شمس انقذوا أنفسكم من النار ،
▫️يا بني عبد مناف انقذوا أنفسكم من النار ،
▫️يا بني هاشم انقذوا أنفسكم من النار ، ▫️يا بني عبد المطلب انقذوا أنفسكم من النار ،
▫️يافاطمة انقذي نفسك من النار .
فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ...
وإني لا أملك لكم من الله شيئا ...

فقال أبو لهب : [ تبا لك سائر اليوم ]
أي هلاكا وخسرانا لك سائر اليوم ... ألهذا جمعتنا .. ؟

فنزل قول الله تعالى : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ☆ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ }

وكان من نتيجة الجهر بالدعوة أن كل قبيلة وثبت على من فيها من المسلمين فجعلوا يعذبونهم عذابا شديدا .. بالضرب تارة ، وبالجوع تارة ، وبالعطش تارة ، وبالرمال الحارة تارة ...

فكان أبو جهل إذا سمع برجل قد أسلم وله :
شرف ومنعة في قومه ؛ وبخه وأخزاه ويقول له : تركت دين أبيك وهو خير منك .. لنسفهن حلمك ، ولنقبحن رأيك ، ولنضعن شرفك ...

أما إن كان تاجرا قال له : والله لنكسدن تجارتك ، ولنهلكن مالك .

أما إن كان ضعيفا ضربه ، وأغرى به السفهاء .

وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وبأبيه إذا حميت الظهيرة .. يعذبونهم برمضاء مكة ... فيمر بهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم فيقول : ابشروا آل عمار وآل ياسر فإن موعدكم الجنة ..

فأما أمه رضي الله عنها فقتلوها وهي لا تريد إلا الإسلام .

وكان من نتيجة هذه الاعتداءات الشديدة والانتهاكات التي تعرض لها المسلمون في بداية الدعوة :

▫️أن النبي صلّ الله عليه وسلم اجتمع بأصحابه سرا بدار الأرقم ليعلمهم مبادىء الإسلام .. وذلك حتى لا يصطدم بكفار قريش فيعملوا فيهم بشتى أنواع التعذيب ...

ولما كثر المسلمون خاف منهم الكفار فاشتد أذاهم وتعذيبهم لهم ... فأذن رسول الله صلّ الله عليه وسلم للمسلمين في الهجرة إلى الحبشة ...

قال لهم : إن بها ملكا لا يظلم الناس عنده .. فهاجر من المسلمين اثنا عشر رجل ، وأربع نسوة منهم : عثمان بن عفان رضي الله عنه .. فأكرمهم النجاشي ملك الحبشة .. وظلوا هناك حتى بلغهم أن قريشا قد أسلمت ...

وكان هذا الخبر كذبا فرجعوا إلى مكة .. فلما بلغهم أن الأمر أشد من مما كان رجع منهم من رجع ودخل جماعة منهم مكة .. فلقوا من قريش أذى شديدا ...

ثم أذن النبي صلّ الله عليه وسلم لهم في الهجرة ثانيا إلى الحبشة .. فهاجر من الرجال ثلاثة وثمانون رجلا ، ومن النساء ثماني عشرة امرأة .. فأقاموا عند النجاشي على أحسن حال .. إلى أن أرسلت قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة في جماعة ليكيدوا بالمسلمين عند النجاشي .. ولكن الله سبحانه وتعالى رد كيد المشركين في نحورهم ...

وفي ظل هذه الأوقات العصيبة .. من الله عز وجل على المسلمين بإسلام عمر بن الخطاب ، وحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما فجعل أصحاب رسول الله صلّ الله عليه وسلم في عزة ومنعة من قريش ...

وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول :
إن إسلام عمرا كان فتحا ...
وإن هجرته كانت نصرا ...
وإن إمارته كانت رحمة ...
ولقد كنا ما نصل عند الكعبة حتى أسلم عمر .. فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه ...

أما حمزة رضي الله عنه فكان سبب إسلامه أن أبا جهل نال من رسول الله صلّ الله عليه وسلم وآذاه وشتمه .. فلم يكلمه النبي صلّ الله عليه وسلم حتى انصرف إلى ناد من قريش عند الكعبة فجلس معهم .. فجاء حمزة رضي الله تعالى عنه فأخبروه أن أبا جهل نال من ابن أخيه محمد صلّ الله عليه وسلم .. فخرج حمزة رضي الله عنه إلى حيث يجلس أبو جهل حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه فشج شجة منكرة ثم قال له : أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول ؟
فرد علي ذلك إن استطعت ...

فقام رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل ..

فقال أبو جهل : دعوا [ أبا عمارة ] وهذه كنية حمزة رضي الله عنه .. فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا ...

ثم ثبت حمزة رضي الله تعالى عنه على إسلامه .. فعرفت قريش أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قد صار في عزة ومنعة .. وأن حمزة رضي الله عنه بات يمنعهم مما كانوا ينالون منه ...

أما عمر رضي الله تعالى عنه فقيل إن سبب إسلامه :

أنه خرج ذات ليلة إلى الكعبة يريد الطواف بها فإذا رسول الله صلّ الله عليه وسلم قائم يصلي .. فسمعه يقرأ القرآن فرق له قلبه وبكى ودخل الإسلام قلبه .. فلما انصرف رسول الله صلّ الله عليه وسلم إلى بيته تبعه .. فقال له النبي صلّ الله عليه وسلم ما جاء بك يا ابن الخطاب هذه الساعة .. ؟

قال عمر : جئت لأؤمن بالله وبرسوله . فحمد رسول الله صلّ الله عليه وسلم ربه .. ثم قال : قد هداك الله
يا عم


.. ثم مسح صدره ودعا له بالثبات ...

وقيل في سبب إسلامه غير ذلك ، وكان إسلام عمر رضي الله عنه بسبب :
بركة دعاء النبي صلّ الله عليه وسلم :
" اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك [ بأبي جهل ، أو بعمر بن الخطاب ]
فكان أحبهما إلى الله سبحانه وتعالى عمر رضي الله عنه ...


يتبع بإذن الله....



د. خالد الجهني
( إسعاد البرية بشرح الخلاصة البهية
في ترتيب أحداث السيرة النبوية )



#تعرف_على_نبيك
#السيرة_النبوية


 


قديم 11-21-19, 10:21 AM   #10
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:14 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الـــــدرس الرابــــع



بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

لما أسلم حمزة عم النبي صلّ الله عليه وسلم وجماعات كثيرة من الناس وانتشر الإسلام .. اجتمعت قريش على عقد معاهدة على بني هاشم ، وبني المطلب ...

[[ ألا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم ]]

وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة .. وقد دعى النبي صلّ الله عليه وسلم على من كتبها ..فشلت يده ...

وقد اشتد أذى الكفار لرسول الله صلّ الله عليه وسلم .. فحاصروه وأهل بيته في شعب أبي طالب ...
و[ الشعب ] هو : مكان منفرج بين جبلين .

فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم لرسول الله صلّ الله عليه وسلم .. إلا [ أبا لهب ] فإنه نصر قريشا على رسول الله صلّ الله عليه وسلم .

وظل رسول الله صلّ الله عليه وسلم ومن معه في الشعب محصورين ، مقطوع عنهم الطعام والشراب نحو [ ثلاث سنين ] حتى بلغهم الجهد ، وسمع صوت صبيانهم بالبكاء من وراء الشعب.

وقد انقسمت قريش فريقين :

منهم راض عن هذا الفعل...
ومنهم كاره...

فسعى بعضهم إلى نقد هذه الصحيفة .. وأطلع الله سبحانه وتعالى رسوله صلّ الله عليه وسلم على أمر صحيفتهم .. وأنه أرسل عليها [ الأرضة ] وهي : حشرة تأكل الخشب .. فأكلت جميع ما فيها إلا ذكر الله سبحانه وتعالى ...

وأخبر النبي صلّ الله عليه وسلم عمه أبا طالب بذلك .. فخرج أبو طالب إلى قريش .. فأخبرهم خبر ابن أخيه .. وقال لهم :
《إن كان كاذباً خلينا بينكم وبينه، وإن كان صادقاً رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا》.

قالوا : قد أنصفت ... فأنزلوا الصحيفة .. فلما رأوا الأمر كما أخبر به رسول الله .. اصلّ الله عليه وسلم زدادوا كفرا إلى كفرهم .

وخرج النبي صلّ الله عليه وسلم ومن معه من الشعب ...

وفي هذا الشعب ولد [عبد الله بن عباس] رضي الله عنهما ...

ولما نقضت الصحيفة تتابعت على رسول الله ﷺ المصائب بموت :
▪️زوجه [خديجة] رضي الله عنها ...
▪️وعمه [ أبي طالب ] ...

وكان بينهما زمن يسير فسمي هذا العام [ بعام الحزن ] .

فنالت قريش من رسول الله صلّ الله عليه وسلم من الأذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب.

وكان مما حدث له صلّ الله عليه وسلم أن سفيها من سفهاء قريش اعترض رسول الله صلّ الله عليه وسلم فنثر على رأس النبي صلّ الله عليه وسلم ترابا .. فدخل رسول الله صلّ الله عليه وسلم بيته والتراب على رأسه .. فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تمسح عنه التراب وهي تبكي .. ورسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول لها :
[ لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك ، فما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب ].

وقد كان النبي صلّ الله عليه وسلم حريصاً على إسلام عمه أبي طالب ، إلا أنه مات على الكفر ...

فلما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلّ الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية ، فقال : أي عم ، قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ...

فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب ترغب عن ملة عبد المطلب ..؟ ⁉️
أي تترك ملة عبد المطلب .. فلم يزالا يكلمانه حتى مات على الكفر .

فقال النبي صلّ الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنه ...

فنزل قول الله تعالى : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ ءامَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }.

وكان النبي صلّ الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء .. وكان يقول : " مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْراً مِنْهَا . قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاء".

ولما ماتت خديجة رضي الله عنها ، جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون .. فقالت : يا رسول الله ، ألا تتزوج .. ؟
قال : من .. ؟
قالت : إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا ..
قال : فمن البكر ..؟ ⁉️
قالت : ابنة أحب خلق الله عز وجل إليك... عائشة بنت أبي بكر.
قال : ومن الثيب ؟
قالت : سودة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك على ما تقول.
قال : ف

اذهبي فاذكريهما علي.
فدخلت بيت أبي بكر فقالت : يا أم رومان (وهي أم عائشة رضي الله عنها) ..
ماذا أدخل الله عز وجل من الخير والبركة..؟ ️
قالت : وما ذاك ؟
قالت : أرسلني رسول الله صلّ الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة .
قالت : انتظري أبا بكر حتى يأتي.

فجاء أبو بكر ، فقالت : يا أبا بكر ماذا أدخل الله عز وجل عليكم من الخير والبركة .. ؟
قال : وما ذاك .. ؟
قالت : أرسلني رسول الله صلّ الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة ... قال وهل تصلح له .. إنما هي ابنة أخيه.

فرجعت إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم فذكرت ذلك له .. قال : ارجعي إليه فقولي له أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام ، وابنتك تصلح لي ...

فرجعت فذكرت ذلك لأبي بكر .. فقال لها : انتظري .. ثم خرج ...

فقالت أم رومان : إن مطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه فوالله ما وعد وعدا قط فأخلفه لأبي بكر.

فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الفتى الذي يريد أن يتزوج عائشة .. فقالت : يا ابن أبي قحافة لعلك مصبئ صاحبنا مدخله في دينك الذي أنت عليه إن تزوج ابنه ابنتك..

أي ستجعل مطعم يترك دينه ويدخل دينك إن تزوج ابنه ابنتك.

ثم خرج أبو بكر من عند المطعم بن عدي .. وقال لخولة ادعي لرسول الله ﷺ، فدعته فزوجها إياه، وعائشة يومئذ بنت ست سنين.

قالت عائشة : تزوجني رسول الله صلّ الله عليه وسلم في شوال .. أي عقد علي في شوال وأنا بنت ست سنين .. وبنى بي .. أي دخل علي في شوال وأنا بنت تسع سنين ...
وكان هذا السن حينئذ تصلح فيه المرأة للزواج.

ولم يتزوج رسول الله صلّ الله عليه وسلم بكرا غير عائشة رضي الله عنها ...

وبعد أن فرغت خولة بنت حكيم من تزويج رسول الله صلّ الله عليه وسلم من عائشة، دخلت على سودة بنت زمعة ... فقالت : ماذا أدخل الله عز وجل عليك من الخير والبركة .. ؟
قالت : وما ذاك .. ؟
قالت : أرسلني رسول الله صلّ الله عليه وسلم أخطبك عليه.
قالت : وددت [ يعني وافقت ] ادخلي على أبي فاذكري ذاك له .. فدخلت عليه وأخبرته الخبر ...

فقال لها : كفؤ كريم ... ماذا تقول صاحبتك ..؟️ [ أي ماذا تقول سودة .. ؟ ]
قالت : تحب ذاك ...
قال : ادعيها لي .. فدعتها .. فأخبرها الخبر ...
وقال لها : أتحبين أن أزوجك به..؟
قالت : نعم.
فقال لخولة : ادعيه لي .. فجاء النبي صلّ الله عليه وسلم فزوجها إياه.

ولما اشتد البلاء على رسول الله صلّ الله عليه وسلم خرج إلى الطائف رجاء أن يؤووه وينصروه على قومه .. فدعاهم إلى الله سبحانه وتعالى فلم ير منهم ناصراً .. وآذوه مع ذلك أشد الأذى .. ونالوا منه صلّ الله عليه وسلم ما لم ينله قومه.

فظل فيهم عشرة أيام لا يدع أحدا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه ..
فقالوا له : اخرج من بلادنا .. وأغروا به سفهاءهم .. ووقفوا له صفين .. وجعلوا يرمون النبي صلّ الله عليه وسلم بالحجارة حتى دميت قدماه .. ومعه زيد بن حارثة رضي الله عنه يقي النبي صلّ الله عليه وسلم بنفسه من الحجارة حتى أصابه شجاج في رأسه فانصرف النبي صلّ الله عليه وسلم راجعا من الطائف إلى مكة محزونا...

وفي مرجعه دعا بالدعاء المشهور :
" اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ .. أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَوْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، غير أن عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِْ أَنَ يَحِلّ علِي غَضَبَك ، أَوْ يَنزل بَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك".

وفي مرجعه صلّ الله عليه وسلم من الطائف إلى مكة بعث الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام إليه فقال للنبي صلّ الله عليه وسلم :
" إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ".

فسلم ملك الجبال على النبي صلّ الله عليه وسلم ثم قال : يا محمد قد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت .. إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ... (أي الجبلين )..

فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً.

ولما نزل النبي صلّ الله عليه وسلم بنخلة (وهو مكان بين مكة والطائف) .. قام يصلي من الليل فجاءه نفر من الجن فاستمعوا قراءته ولم يشعر بهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم حتى نزل عليه ..

قوله تعالى : {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ}..
إلى آخر الآيات من سورة الأحقاف.

ثم دخل النبي صلّ الله عليه وسلم مكة في أمان وجوار المطعم بن عدي ...

ونادى المطعم بن عدي :
[ يا معشر قريش إني قد أجرت محمد فلا يهجه أحد منكم ].

وظل رسول الله صلّ الله عليه وسلم بمكة يتبع الحجاج كل عام في منازلهم وفي المواسم بعكاظ ، ومجنة ، وذي المجاز ( وهذه ثلاثة أسواق كانت للعرب قديمة ).. كان يدعو النبي صلّ الله عليه وسلم الناس في هذه الأسواق.

كان يدعوهم إلى أن ينصروه حتى يبلغ رسالة ربه و

له

م الجنة .. فلم يجد النبي صلّ الله عليه وسلم ناصراً ولا مجيبا ..

وكان يذهب إلى القبائل .. ويقول : يا أيها الناس :" قُولُوا : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تُفْلِحُوا وَتَمْلِكُوا بِهَا الْعَرَبَ ، وَتَذِلَّ لَكُمُ الْعَجَمُ ، وَإِذَا آمَنْتُمْ كُنْتُمْ مُلُوكًا فِي الْجَنَّة"ِ.

وكان َأَبُو لَهَبٍ وَرَاءَهُ ، ويَقُولُ :
[لا تُطِيعُوهُ ، فَإِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ ].

وكان الناس يَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَحَ الرَّدِّ وَيُؤْذُونَهُ .. وَيَقُولُونَ : [ َعَشِيرَتُكَ أَعْلَمُ بِكَ ، حَيْثُ لَمْ يَتَّبِعُوكَ ، وَالنبي ﷺ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَيَقُولُ : "اللَّهُمَّ لَوْ شِئْتَ لَمْ يَكُونُوا هَكَذَا "]

فعرض النبي صلّ الله عليه وسلم نفسه على عدة قبائل فلم يستجب منهم أحد .. إلى أن لقي النبي صلّ الله عليه وسلم عند العقبة في الموسم ستة نفر من الأنصار وكانوا من الخزرج وهم :
أبو أمامة.. أسعد بن زرارة.
وعوف بن الحارث.
ورافع بن مالك.
وقضبة بن عامر.
وعقبة بن عامر.
وجابر بن عبد الله بن رئاب.

فدعاهم النبي صلّ الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلموا ...

ثم رجع هؤلاء النفر إلى المدينة فدعوا أهلهم إلى الإسلام فأسلموا .. وانتشر الإسلام في المدينة حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وقد دخلها الإسلام .



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

يتبع بإذن الله....



د. خالد الجهني
( إسعاد البرية بشرح الخلاصة البهية
في ترتيب أحداث السيرة النبوية )



#تعرف_على_نبيك
#السيرة_النبوية


 


قديم 11-26-19, 08:37 AM   #11
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:14 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الــــدرس الخامس



بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

في السنة الثانية عشرة من البعثة : أسري برسول الله ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .. ثم عرج به إلى سدرة المنتهى ...

وكان الإسراء برسول الله ﷺ بجسده في اليقظة ليلا...

ولما وصل ﷺ بيت المقدس ربط البراق الذي كان يركبه بحلقة باب المسجد .. ثم دخل المسجد وصلى فيه بالأنبياء إماما ..

ثم جاءه جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاختار ﷺ اللبن على الخمر .. فقال له جبريل : هديت للفطرة ...

قال الله سبحانه وتعالى ذاكرا الإسراء برسول الله :
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }

ولما عرج بالنبي ﷺ إلى السماء الثانية رأى عيسى بن مريم ، ويحيى بن زكريا عليهما السلام ، فرحبا به ودعوا له بخير ..

ثم عرج به ﷺ إلى السماء الثالثة فرأى يوسف عليه السلام ورآه قد أعطي شطر الحسن ..
أي نصف الحسن والجمال .
فرحب بالنبي ﷺ ودعا له بخير ...

ثم عرج به ﷺ إلى السماء الرابعة فرأى إدريس عليه السلام فرحب بالنبي ﷺ ودعا له بخير ..

ثم عرج به ﷺ إلى السماء الخامسة فرأى هارون عليه السلام فرحب بالنبي ﷺ ودعا له بخير ...

ثم عرج به ﷺ إلى السماء السادسة فرأى موسى عليه السلام فرحب بالنبي ﷺ ودعا له بخير ...

ثم عرج بالنبي ﷺ إلى السماء السابعة فرأى إبراهيم عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور .. وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ...

ثم ذهب جبريل بالنبي ﷺ إلى سدرة المنتهى ...

وهذه السدرة عندها ينتهي علم الملائكة .. لذلك سميت بسدرة المنتهى ...

فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ﷺ عند سدرة المنتهى ما أوحى ..
ففرض الله سبحانه وتعالى خمسين صلاة في كل يوم وليلة ..

فنزل النبي ﷺ إلى موسى عليه السلام فقال له موسى : ما فرض ربك على أمتك .. ؟ ⁉️
فقال النبي ﷺ خمسين صلاة ...
فقال موسى : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك .. فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم ...

فرجع النبي ﷺ إلى ربه فقال : يارب خفف على أمتي .. فحط الله سبحانه وتعالى خمسا ...

فرجع النبي ﷺ إلى موسى فقال له : حط عني خمسا ...
فقال موسى : إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ...

فلم يزل النبي ﷺ يرجع بين ربه سبحانه وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال الله سبحانه وتعالى :
[يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر وذلك خمسون صلاة .. ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا .. ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة ]

فلما أصبح رسول الله ﷺ في مكة أخبر الناس بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى .. فاشتد تكذيب الكفار له .. وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس .. فجلاه الله عز وجل له حتى عاينه .. فطفق يخبرهم عن آياته ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئا ..

▫️وأخبرهم عن تجارة لهم .. وعن وقت قدومها ...
▫️وأخبرهم عن البعير الذي يقدمها ...

فلما رجعت التجارة كان الأمر كما قال فلم يزدهم ذلك إلا نفورا ...

وفي موسم الحج من السنة الثانية عشرة من البعثة وافى النبي ﷺ اثنا عشر رجلا من الأنصار ، بعضهم ممن لقي النبي ﷺ في الموسم السابق فبايعهم رسول الله ﷺ على :
ألا يشركوا بالله شيئا ..
ولا يسرقوا ...
ولا يزنوا ...
ولا يقتلوا أولادهم ...
ولا يأتوا ببهتان يفترونه من بين أيديهم وأرجلهم ...
أي لا يقولوا كذبا فظيعا يدهش سامعه .
وبايعهم ﷺ على ألا يعصوه في معروف ...

▫️فمن وفى بذلك فله الجنة...
▫️ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة ...
▫️ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فأمره إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه ...
فبايعوه على ذلك ..

وبعث النبي ﷺ مع هؤلاء الاثنى عشر [ مصعب بن عمير ] وأمره أن :
يقرئهم القرآن ...
ويعلمه

م الإسلام ...
ويفقههم في الدين ...

فأسلم على يديه خلق كثير ...

وفي السنه الثالثة عشرة من البعثة في موسم الحج وافاه سبعون رجلا من الأنصار فبايعوه عند العقبة أيضا على أن :

يمنعوه إن هاجر إليهم مما يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وأبناءهم ...

فأخرجوا له اثني عشر نقيبا .
فقال ﷺ للنقباء : [أنتم على قومكم كفلاء ]
فسميت :《 ببيعة العقبة الثانية》 ...

ويحكي لنا كعب بن مالك رضي الله عنه قصة البيعة فيقول :

خرجنا إلى الحج وواعدنا رسول الله ﷺ بالعقبة من أوسط أيام التشريق ...
والعقبة مكانها [ جمرة العقبة ] بمنى ..
والعقبة هي : الشيء المرتفع .

يقول كعب فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله ﷺ لها ومعنا [أبو جابر عبد الله بن عمر بن حرام] وكان سيدا من سادتنا .. فكلمناه في أمر رسول الله ﷺ .. فأسلم ...

فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا .. حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله ﷺ ..
وكنا ثلاثة وسبعين رجلا .. فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله ﷺ حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب ..

وكان يومئذ على دين قومه .. فلما جلس تكلم العباس فقال :
[ يا معشر الخزرج : إن محمدا منا حيث قد علمتم ، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه ، فهو في عز من قومه ومنعة في بلده .. وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم .. فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك .. وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم .. فمن الآن فدعوه فإنه في عز ومنعة من قومه في بلده ...

فقال له الأنصار : قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت ..

فتكلم الرسول ﷺ وتلا قرآنا ودعا إلى الله ورغب في الإسلام ..
ثم قال : أبايعكم على أن :
تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم ..
فأخذ البراء بن معرور بيده .. ثم قال : نعم ؛ والذي بعثك بالحق نبيا لنمنعنك مما نمنع منه أذورنا .. أي نساءنا ...
فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة ...
أي أهل السلاح ورثناها كابرا عن كابر .

وبينما البراء يكلم الرسول ﷺ ..
قال أبو الهيثم بن التيهان : يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا .. وإنا قاطعوها ... يعني اليهود ..
فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله ...
أي نصرك الله على عدوك أن ترجع إلى قومك وتدعنا .. فتبسم رسول الله ﷺ ثم قال : [ بل الدم الدم والهدم الهدم ].
أي ذمتي ذمتكم ، وحرمتي حرمتكم ، أنا منكم وأنتم مني ، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم ...

وقال ﷺ للأنصار : أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا ..
أي رئيسا .
ليكون على قومهم بما فيهم .. فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا ؛ تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس ...

فلما علمت قريش بالبيعة ذهبوا للأنصار في بيوتهم يسألونهم ولكن الأنصار لم يخبروهم بحقيقة الأمر فانصرف الكفار عنهم ...

فأكثرت قريش في البحث حتى استيقنت بالبيعة .. فتتبعوا الأنصار .. وكانوا قد نفروا من منى ...

فخرجوا في طلبهم فأدركوا :
[ سعد بن عبادة ] و [المنذر بن عمر ]

فأما [ المنذر ] فأعجزهم ولم يلحقوا به ...
وأما [ سعد ] فأخذوه فربطوا يديه إلى عنقه ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ...

ولما نزل قول الله تعالى :
{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ▪ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ }.

أمر النبي ﷺ حينئذ أصحابه بالهجرة إلى المدينة بعد أن بايع الأنصار على الإسلام والنصرة له ولمن اتبعه ...

فقال لأصحابه في مكة : إن الله عز وجل قد جعل لكم إخوانا ودارا تأمنون بها .. فخرجوا جماعة في إثر جماعة ...

وأقام رسول الله ﷺ بمكة بعد أصحابه من المهاجرين ينتظر أن يأذن الله عز وجل له في الهجرة ...

ولم يتخلف معه بمكة أحد من المهاجرين إلا من حبس أو فتن إلا [ علي بن أبي طالب وأبو بكر رضي الله عنهما ].

وكان أبو بكر كثيرا ما يستأذن رسول الله ﷺ في الهجرة ...
فيقول له رسول الله ﷺ : لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا ...
وكان أبو بكر يطمع أن يكون هذا الصاحب ...

ولما رأى كفار قريش أن رسول الله ﷺ قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم .. ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم عرفوا أنهم قد نزلوا دارا .. وصاروا في عز وحماية فتخوفوا أن يخرج رسول الله ﷺ إليهم فأجمعوا على الاجتماع في دار الندوة يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله ﷺ ..

فلما غدوا في اليوم الذي تواعدوا عليه اعترضهم إبليس في هيئة شيخ حسن الصورة ووقف على باب الدار ..
فلما رأوه واقفا على بابها قالوا : من الشيخ .. ؟
قال : شيخ من أهل نجد سمع بالذي تواعدتم عليه فحضر معكم ليسمع ما تقولون .. وعسى ألا يعدمكم منه رأيا ونصحا ...
قا

لوا : أجل . فدخل معهم وقد اجتمع فيها أشراف قريش ...

فقال بعضهم لبعض : إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم فإنا والله ما نأمنه على الهجوم علينا فيما قد اتبعه من غيرنا .. فأجمعوا فيه رأيا ..

فتشاوروا .. ثم قال قائل منهم : احبسوه في الحديد واغلقوا عليه بابا .. ثم تربصوا فيه حتى يصيبه ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله فيموت ...
فقال الشيخ النجدي وهو إبليس : لا والله ما هذا لكم برأي .
يعني هذا رأي غير جيد .
والله لئن حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب الذي قد أغلقتم دونه إلى أصحابه فلأوشكوا أن يهجموا عليكم فينزعوه من أيديكم ثم يغلبوكم على أمركم .. ما هذا لكم برأي فانظروا في غيره ...

فتشاوروا .. ثم قال قائل منهم : نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلدنا .. فإذا أخرج عنا فوالله ما نبالي أين ذهب ولا حيث وقع إذا غاب عنا وفرغنا منه فأصلحنا أمرنا ...

فقال الشيخ النجدي وهو إبليس : لا والله ما هذا لكم برأي . ألم تروا حسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به ...
والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه .. ثم يسيروا بهم إليكم فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد ... دبروا فيه رأيا غير هذا ...

فقال أبو جهل : والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد ...
قالوا : وما هو يا أبا الحكم .. ؟⁉️
قال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا ، نسيبا ، وسيطا فينا ...
أي شابا قويا ذا حسب ونسب شريفا في قومه ..
قال : ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما

أي سيفا قويا قاطعا .
ثم يذهبوا إليه فيضربوه فيها ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه ...
فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل كلها فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا ...
فقال الشيخ النجدي وهو إبليس : القول ما قال الرجل هذا الرأي الذي لا رأي غيره فتفرق كفار قريش على ذلك .. وهم مجمعون له ...

فأتى جبريل النبي ﷺ ليخبره بما أجمع عليه كفار قريش ...
فقال له : لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه ...

فلما ذهب أول الليل اجتمع كفار قريش على باب بيت رسول الله ﷺ ينتظرونه متى ينام حتى يقتلونه ...

لما رأى رسول الله مكانهم ، قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : نم على فراشي وتسجى ببردي هذا ...
اي غط به جسدك ووجهك ، فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم ...

وكان رسول الله ﷺ إذا نام ينام في برده ذلك .

وبينما كفار قريش على باب بيت رسول الله ﷺ وفيهم أبو جهل قال لمن معه : إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم .. ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردن ...
الأردن هي : الدولة المشهورة وعاصمتها حاليا عمان وهي من أرض الشام .
قال أبو جهل : وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح .. ثم بعثتم من بعد موتكم ثم جعلت لكم نار تحرقون بها ...

وكان أبو جهل يقول هذا تهكما وسخرية من رسول الله ﷺ .

فخرج رسول الله ﷺ على كفار قريش فأخذ حفنة من تراب في يده ثم قال : نعم ؛ أنا أقول ذلك .. أنت أحدهم ...

وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه فلم يروه .. فجعل ينثر التراب على رؤوسهم وهو يتلو :
قول الله تعالى :
{ يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ▪ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ▪ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ▪ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ ءابَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ▪ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ▪ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ▪ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ }

فلم يبق منهم رجل إلا وقد وضع رسول الله على رأسه ترابا ثم انصرف ﷺ إلى حيث أراد أن يذهب ...

وبينما الكفار على تلك الحال أتاهم رجل ممن لم يكن معهم ...
فقال : ما تنتظرون ها هنا .. ؟
قالوا : محمدا .
قال : خيبكم الله .. والله لقد خرج عليكم محمد .. ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابا .. وانطلق لحاجته .. أفما ترون ما بكم .. ؟

فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب ..

ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببردة رسول الله ﷺ ...
فقالوا : والله إن هذا لمحمد نائما عليه برده فلم يتركوا أماكنهم حتى أصبحوا فقام علي رضي الله عنه عن الفراش ...
فقالوا : والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا ..

وأنزل الله عز وجل قوله : { وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }

وتجهز أبو بكر رضي الله عنه ليهاجر إلى المدينة ...
فقال له رسول الله ﷺ : على رسلك ...
أي لا تتعجل

،

فإني أرجو أن يؤذن لي .. ولعل الله يجد لك صاحبا ...
فقال أبو بكر : وهل ترجو ذلك بأبي أنت..؟
قال : نعم .

فطمع أبو بكر أن يصحب رسول الله ﷺ فلم يهاجر ...

فظل مع رسول الله ﷺ في مكة ليصحبه في الهجرة ...

واشترى راحلتين وظل يعلفهما أربعة أشهر في داره إعدادا لذلك .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

يتبع بإذن الله....



د. خالد الجهني
( إسعاد البرية بشرح الخلاصة البهية
في ترتيب أحداث السيرة النبوية )



#تعرف_على_نبيك
#السيرة_النبوية


 


قديم 11-27-19, 07:24 AM   #12
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:14 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الــــدرس السادس



بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كان رسول الله ﷺ يذهب إلى بيت أبي بكر رضي الله عنه كل يوم .. إما في الصباح وإما في المساء...

فلما كان اليوم الذي أذن الله عز وجل فيه للنبي ﷺ في الهجرة .. ذهب رسول الله ﷺ بيت أبي بكر رضي الله عنه في نصف النهار .. في ساعة كان لا يأتي فيها النبي ﷺ قبل ذلك ...

فلما رآه أبا بكر رضي الله عنه قال : ما جاء رسول الله ﷺ هذه الساعة إلا لأمر حدث....

فلما دخل رسول الله ﷺ أجلس أبو بكر رضي الله عنه رسول الله ﷺ على سريره ..
وقال النبي ﷺ : أخرج عني من عندك ...
فقال أبو بكر : يا رسول الله إنما هما ابنتاي [عائشة _ وأسماء ] وما ذاك .. فداك أبي وأمي ...
فقال ﷺ : إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة...
فقال أبو بكر : الصحبة يا رسول الله ؛
أي أطلب الصحبة معك في الهجرة يا رسول الله...
فقال رسول الله ﷺ : الصحبة...

قالت عائشة : فوالله ما شعرت قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح ، حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ ...

قال أبو بكر للنبي ﷺ : فخذ بأبي أنت يا رسول الله احدى راحلتي هاتين..
فقال النبي ﷺ : بالثمن ...

قالت عائشة : فجهزناهما سريعاً وصنعنا لهما سفرة من جراب ...
[والسفرة] هي : الطعام الذي يعد للمسافر.

فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها ...
[والنطاق] هو : ما يشد به الوسط .

فربطت به على فم الجراب ...
أي شقت نطاقها نصفين .

▫️فشدت بأحدهما الزاد..
▫️وشدت بالآخر فم القربة..

لذلك سميت : [ بذات النطاقين ].

ولم يعلم أحد بخروج رسول الله ﷺ للهجرة إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر وآله...

أما علي رضي الله عنه .. فإن النبي ﷺ أخبره بخروجه ، وأمره بأن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله ﷺ الودائع التي كانت عنده للناس...

فقد كان أهل مكة يأتمنون رسول الله ﷺ فيضعون عنده ما يخشون عليه الضياع ...

ثم لحق رسول الله ﷺ وأبو بكر بغار في جبل ثور .. فانتهيا إليه ليلاً..

فقال أبو بكر رضي الله عنه : والله لا تدخله حتى أدخله قبلك ، فإن كان فيه شيء أصابني دونك .. فدخل فكنسه ووجد في جانبه [ ثقبا ] .. فشق إزاره رضي الله عنه وسدها به، وبقي من الثقب اثنان ، فألقمهما رجليه ...

ثم قال لرسول الله ﷺ : ادخل... فدخل النبي ﷺ ووضع رأسه في حجره ونام ...

فلدغ أبو بكر رضي الله عنه في رجله من الجحر .. فلم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول الله ﷺ .. فسقطت دموعه على وجه رسول الله ﷺ ...
فقال له النبي ﷺ : ما لك يا أبا بكر .. ؟⁉️
قال : لدغت .. فداك أبي وأمي ...

فتفل رسول الله ﷺ في رجل أبي بكر فذهب عنه ما يجد ...

فمكث رسول الله ﷺ وأبو بكر في الغار ثلاث ليال ..

وكان يبيت عندهما [عبد الله بن أبي بكر] .. وكان غلاما شاباً .. ثم يخرج من عندهما في السحر .. فيصبح مع قريش بمكة كأنه بات بها ...

وكان لا يسمع أمراً يمكرون به لرسول الله ﷺ إلا أخبر رسول الله ﷺ وأبا بكر به.

وكان [عامر بن فهيرة] مولى أبا بكر يرعى عليهما الغنم .. فيذهب بها إليهما حين تذهب ساعة من العشاء .. حتى يشربا من لبنها .. وكان يفعل ذلك كل ليلة من تلك الليالي الثلاث ...

وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها تأتيهما بما يصلحهما من الطعام وغيره إذا أمست ...

وكان رسول الله ﷺ وأبو بكر استأجرا رجلاً يدلهما الطريق وهو : [عبد الله بن أريقط] ..
وكان رجلاً مشركا .. وواعداه أن يأتيهما بعد ثلاث ليال في الصباح براحلتيهما...

وبينما النبي ﷺ وأبو بكر في الغار ، إذ رأى أبو بكر أقدام المشركين على باب الغار ...
فقال لرسول الله ﷺ : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه..
فقال النبي ﷺ : يا أبا بكر : "ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ " .

فانصرف الكفار خزايا دون أن يظفروا برسول الله ﷺ وأبي بكر ...

فلما مضت الليال الثلاث أتاهما عبد الله بن أريقط ببعيريهما ، وبعير له... وأتتهما أسماء رضي الله عنها بسفرتهما ...

فقدم أبو بكر رضي الله عنه أفضل الراحلتين الى


رسول الله ﷺ وقال له : اركب فداك أبي وأمي ...
فقال رسول الله ﷺ : "إني لأركب بعيرا ليس لي " ...
فقال أبو بكر : هي لك يا رسول الله بأبي أنت وأمي ...
فقال رسول الله ﷺ : " لا ؛ ولكن .. ما الثمن الذي ابتعتها به ..؟ أي اشتريها به .
فقال أبو بكر : كذا وكذا ...
فقال النبي ﷺ : قد أخذتها به ..
أي بالثمن الذي اتفقنا عليه.
فقال أبو بكر : هي لك يا رسول الله...

فركبا وانطلقا .. وانطلق معهما :
[عامر بن فهيرة ، وعبد الله بن أريقط]
فأخذ بهم طريق السواحل ...

واشتد البحث عن رسول الله ﷺ وأبي بكر رضي الله عنه ...

وكان الحافز الأكبر وراء شدة البحث عنهما أن قريشا جعلت لمن رد رسول الله ﷺ عليهم مائة ناقة...

فبينما الكفار جلوسا في ناديهم إذ جاءهم آت فقال : والله لقد رأيت ثلاثة مروا علي آنفا .. إني لأراهم محمدا وأصحابه ..
فأومأ إليه [سراقة بن مالك] بعينه أن اسكت...
ثم قال : إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة لهم ...
فقال الرجل : لعله كما يقول سراقة .. ثم سكت ...

ومكث سراقة بن جعشم قليلاً ثم قام فدخل بيته .. فأخذ فرسه وسلاحه والأزلام التي يستقسم بها ...
والأزلام هي : سهام لا ريش لها ولا نصب مكتوب عليها [ لا ونعم ] ..

فكانوا في الجاهلية إذا أرادوا أمراً ضربوا بها...
▫️ فإن خرج [ لا ] : تركوا ما هموا به.
▫️وإن خرج [ نعم ] : فعلوا ما هموا به.

ثم انطلق سراقة فلبس درعه .. ثم أخرج الأزلام فاستقسم بها فخرج السهم الذي يكره .. وهو الذي مكتوب فيه :
[لا تضره] ...
يعني لا تفعل هذا.

فبينما هو راكب فرسه إذ عثر به فسقط عنه .. ثم أخرج الأزلام فاستقسم بها فخرج السهم الذي يكره وهو الذي مكتوب فيه : [ لا تضره ].

فبينما هو راكب فرسه إذ عثر به فسقط عنه .. ثم أخرج الأزلام فاستقسم بها فخرج السهم الذي يكره وهو الذي مكتوب فيه [ لا تضره ] ...

فأبى سراقة إلا أن يتبع رسول الله ﷺ فركب في أثره ...

فبينما هو راكب فرسه إذ عثر به فسقط عنه .. ثم أخرج الأزلام مرة ثالثة فاستقسم بها فخرج السهم الذي يكره وهو الذي مكتوب فيه [ لا تضره ] ...

فأبي إلا أن يتبع رسول الله ﷺ فركب في أثره.

فلما رأى النبي في ﷺ وأصحابه ...
قال أبو بكر : أتينا يا رسول الله.
فقال النبي ﷺ : "لا تحزن إن الله معنا"

فدعا عليه النبي ﷺ فارتطمت به فرسه إلى بطنها ...
أي غاصت قوائم فرسه في الأرض ، وتبعهما دخان كالإعصار ...
أي ريح شديدة فيها غبار.

فقال سراقة : فناديتهم بالأمان فوقفوا .. فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله ﷺ ، فأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع .. فأبيا فلم يأخذا مني شيئا ً، ولم يسألاني إلا أن قالا : اخف عنا...

فسالت النبي ﷺ : أن يكتب أي كتاب أمن .. فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من الجلد ثم مضى رسول الله ﷺ ...

ولما خرج النبي ﷺ وأبو بكر أتى نفر من قريش فيهم أبو جهل ، فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم أسماء...

فقالوا : أين أبوك يا بنت أبي بكر.؟
فقالت : لا أدري والله أين أبي .. فرفع أبو جهل يده فلطم خدها لطمة ، طرح منها قرطها ...

وعند خروج أبي بكر رضي الله عنه للهجرة أخذ ماله كله ، فدخل أبوه [أبو قحافة] وهو أعمى على أسماء رضي الله عنها....
فقال : والله إني لأراه قد أخذ ماله كله ...
قالت أسماء : كلا يا أبت ، إنه قد ترك لنا خيراً كثيراً ...

فأخذت أحجارا فوضعتها في المكان الذي كان يضع فيه أبو بكر رضي الله عنه ماله، ثم وضعت عليه ثوبا ، ثم أخذت بيده ...
وقالت : يا أبت ضع يدك على هذا المال فوضع يده عليه ، فقال : لا بأس إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن ...

وفي يوم الاثنين من شهر ربيع الأول سمع المسلمون بالمدينة مخرج رسول الله ﷺ .. فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة ...

والحرة هي : الأرض التي عليها الحجارة السود.

فرجعوا يوماً بعد ما طال انتظارهم فلما وصلوا إلى بيوتهم .. صعد رجل من اليهود على حصن من حصونهم لأمر ينظر إليه .. فبصر برسول الله ﷺ وأصحابه عليهم ثياب بيض يزول بهم السراب ..
أي يخفون تارة ويظهرون تارة ...

فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته : يا معاشر العرب : "هذا جدكم الذي تنتظرون" .
هذا جدكم أي (حظكم) وصاحب دولتكم .

فصاح المسلمون إلى السلاح ..
أي تقلد المسلمون أسلحتهم لاستقبال رسول الله ﷺ وحراسته من اليهود.

وسمعت الرجة والتكبير من بني عمرو بن عوف .. وكبر المسلمون فرحاً بقدومه ﷺ .. وخرجوا للقائه، فتلقوه، وحييوه بتحية النبوة.

فاتجه بهم النبي ﷺ في سيره إلى غرب قباء فسار حتى نزل بقباء في بني عمرو بن عوف.

فنزل على كلثوم بن الهدن ، فقام أبو بكر رضي الله عنه للناس يتلقاهم..

وجلس النبي ﷺ صامتاً .. فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله ﷺ يحيي أبا بكر .. حتى أصابت الشم

س رسول ال

له ﷺ ...

فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه ، فعرف الناس رسول الله ﷺ عند ذلك.

وأقام علي رضي الله عنه بمكة ثلاثة ليال وأيامها .. حتى أدى عن رسول الله ﷺ الودائع التي كانت عنده للناس .. حتى إذا فرغ منها لحق بالنبي ﷺ فنزل معه على كلثوم بن الهدن.

فأقام رسول الله ﷺ بقباء في بني عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس..

وأسس مسجده الذي أسس على التقوى وهو [مسجد قباء] وصلى فيه رسول الله ﷺ .. ثم خرج النبي ﷺ من بين بني عمرو بن عوف يوم الجمعة...

فأدركت رسول الله ﷺ الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في بني سالم.. فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة
ﷺ ...

ولما خرج النبي ﷺ من بني سالم بن عوف راكباً راحلته .. فكان كلما مر بدار من دور الأنصار ...
قالوا له : أقم عندنا يا رسول الله ...

فكان النبي ﷺ يقول :
" خلوا سبيلها فإنها مأمورة "
أي ناقته . فيخلون سبيلها فتنطلق ..

حتى إذا مرت بدار بني عدي بن النجار وهم أخوال رسول الله ﷺ ...
فقالوا : يا رسول الله ؛ هلم إلى أخوالك...
فقال : "خلوا سبيلها فإنها مأمورة " .

فخلوا سبيلها فانطلقت ...
أي ؛ الناقة مأمورة ستبرك حيث أمرها الله سبحانه وتعالى ...

حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار بركت على باب المسجد .. وهو يومئذ موضع [ يجفف فيه التمر ] لغلامين يتيمين من بني النجار ...

فلما بركت ورسول الله ﷺ عليها لم ينزل وثبت فسارت غير بعيد ، ورسول الله ﷺ واضع لها زمامها لا يثنيها به .

ثم التفتت إلى خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه ...
أي رجعت إلى المكان الذي بركت فيه أول مرة .
وقال رسول الله ﷺ حين بركت به راحلته : " هذا إن شاء الله المنزل " .
أي هذا هو المكان الذي سأقيم فيه.

فنزل عنها رسول الله ﷺ فاحتمل أبو أيوب رضي الله عنه رحل رسول الله ﷺ فوضعه في بيته.

ونزل عليه رسول الله ﷺ .. ثم دعا النبي ﷺ الغلامين فاشترى منهما هذا الموضع.

وظل رسول الله ﷺ مقيماً في دار أبي أيوب رضي الله عنه سبعة أشهر حتى بنى مسجده ومساكنه ، فانتقل إليها...

وقد أمر رسول الله ﷺ أصحابه ببناء المسجد .. وكان ﷺ ينقل معهم اللبن ...
أي الحجارة المصنوعة من الطين...

ويقول وهو ينقل اللبن : " هَذَا الْحِمَالُ لا حِمَالَ خَيْبَر ْ.. هَذَا أَبَرُّ رَبَّنَا وَأَطْهَرْ " .
أي هذا ما يحمل لا ما يحمل من خيبر من التمر ونحوه.

ويقول ﷺ "اللَّهُمَّ إِنَّ الْأَجْرَ أَجْرُ الْآخِرَهْ
فَارْحَمْ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ" .

وكان المهاجرون والأنصار يقولون : "لا عَيْشَ إلا عَيْشَ الآخِرَة ... اللّهُمّ ارْحَمْ الأنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَة" .

ولما أتم النبي ﷺ هو وأصحابه بناء مسجده من الجريد واللبن ، بنى مسكنه ﷺ ومساكن أزواجه إلى جنبه ، وكان أقربها إليه مسكن عائشة رضي الله عنها.

ثم انتقل النبي ﷺ من دار أبي أيوب إلى مساكنه.

ولما قدم النبي ﷺ المدينة ذهب إليه الناس مسرعين ، وقيل : " قدم رسول الله ﷺ ..

فجاء عالم من علماء اليهود وهو : [عبد الله بن سلام] لينظر إلى رسول الله ﷺ ..
فلما استبان وجه رسول الله ﷺ عرف أن وجهه ليس بوجه كذاب ...

فأتى النبي ﷺ يريد أن يتحقق من شأنه...
فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي...

▫️فما أول أشراط الساعة ..؟
▫️وما أول طعام أهل الجنة.. ؟
▫️وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه ..؟
أي متى يأتي الولد شبيها بأبيه، ومتى يأتي شبيها بأمه.

فقال النبي ﷺ أخبرني بهن جبريل آنفا.
فقال عبد الله بن سلام :جبريل..!!
قال النبي ﷺ : نعم.
قال عبد الله بن سلام : ذاك عدو اليهود من الملائكة.
فقرأ النبي ﷺ هذه الآية :

{ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ }.

ثم قال ﷺ :
" أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ الناس مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ"...

" وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتِ " .
أي ؛ القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد . وهي أطيبها وألذها.

قال ﷺ : " وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ نَزَعَت "ْ.

فقَالَ عبد الله بن سلام : " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأشهد أَنَّكَ رَسُولُ الله ".

ثم قال : يا رسول الله إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ ...
أي كثيرو البهتان .
وإنْهم إن يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي قبل أن تسألهم يبهتوني ...
أي يكذبوني.

فَجَاءَتْ الْيَهُودُ, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللهِ فِيكُمْ..؟⁉️
قَالُوا : خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا وسيدنا وَابْنُ سيدنا ...
قَالَ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّه بْنُ سَلَام ..ٍ.
فقَالُوا : أَعَاذَهُ الله


ِمنْ ذَلِك ..َ.

فَخَرَجَ عَبْدُ اللّه بن سلامِ فَقَال َ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللّه .
فقالت اليهود : شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا وَأَنَقَّصُوهُ...

فقَالَ عبد الله بن سلام : فهَذَا الذي كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللّه ِ...


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

يتبع بإذن الله....



د. خالد الجهني
( إسعاد البرية بشرح الخلاصة البهية
في ترتيب أحداث السيرة النبوية )



#تعرف_على_نبيك
#السيرة_النبوية


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 08:16 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا