|
:: قرار هام :: |
موضوع مُغلق |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-13-22, 06:29 PM | #277 | |||||||||||
|
حلم عصفور ... حط على الغصن الجاف بترنح ، لقد اجتاز المسافة الأطول منذ بدأ الرفرفة بجناحيه ، طربت اذنيه لكلمات والده الفخورة به ، و حين عاد للعش كافأته والدته ببضع حبات رمان داخل منقاره ، احضرتها من شجرات الرمان اليتيمات في هذه الأرض الجافة ،و لولاها و تلك الحشرات لماتوا جوعا ، لمعت عيناه حين تذكر تلك الأرض الأسطورية* في اعالي الجبال ، المليئة بأشجار الفاكهة والبذور والماء الوفير ، متى يشتد عود جناحيه ؟ ليحقق حلمه ويذهب لتلك الأرض بلا عودة ، كم ينتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر ... مرت الأيام ببطء شديد عليه ، حتى جاء الوقت المناسب ليحلق فيه بعيدا ، ودع والدته وإخوته الصغار ضاحكاً وعلى عجل ، نظرات والدته المنكسرة لا تفارق خياله منذ طار ، لكنه يوقف وخزات ضميره تلك بتبريراته المعتادة ، فهو يريد الأفضل لنفسه وأمه بالتأكيد ستحب أن تراه سعيداً ! طار طويلاً ، اجنحته تكاد تتوقف تعباً، جسده يأن تحت وطأة الجوع الشديد ، توقف تحت ظل شجرةٍ ليأكل أي شيء ثم يواصل طريقه ، لكن مخالب ضخمة طرحته أرضاً قبل أن يستعيد أنفاسه ! - من أنت ؟ ماذا تفعل هنا ؟ كانت بومة ضخمة ، مخيفة ، بريش كثيف متسخ : - انا عابر سبيل لا أكثر ، ارجوك لا تؤذني . - إلى أين أنت ذاهب ؟ - ذاهب إلى أرض الأحلام . ترك العصفور الصغير فجأة وهو ينظر إليه بسخرية : - أنت أيها الصغير ؟ يالأحلامك الكبيرة ، عد لوالدتك قبل أن تُؤكل وأنت تبحث عن مالا تستطيع الوصول إليه . - حتى لو أُكلت في طريقي ، سيكون ذلك أفضل من تلك الأرض القذرة ، لن أعود لأكل الديدان مجددا .. - أعجبني إصرارك يا صغير لذلك سأدلك على الطريق إلى هناك ، لكن تذكر شيء واحد ، سواءً نجحت في الوصول أم لا فنهايتك واحدة ، ستخبوا وحيدا وتنطفئ كما تنطفئ شرارة اللهب الصغيرة المتمردة على قلب النار ، وكأن تلك الأرض ملعونة ، فهي بقدر ما تعطيك تأخذ منك الكثير لتصل أليها دون أن تدري ... هز العصفور رأسه متعجلاً ، لا يريد من هذا العجوز الخرف غير أن يدله على طريق حلمه . وصل إلى حافة جرف وتذكر كلمات العجوز : - طِر شمالاً وستجد مجموعة من الجبال ، سترى أعلاهم* مغطاً بالضباب ، هناك بأعلى القمة توجد تلك الأرض ، كل ما عليك فعله أن تطير للأعلى دون أن تيأس . المكان مقفر بارد جعله يتذكر عش والدته الدافئ ، أصدقائه المرِحون ، المآذن القديمة التي كانوا يلعبون بين زخارفها ، الهضاب المليئة بالجراد اللذيذ ، تساقط دمعه وابتل ريشه من زخات المطر الغزيرة ، دخل إلى الجرف يتجنب البلل حين تذكر كلمات العجوز الأخيرة . - السر في وصول البعض هو عدم فقدانهم الأمل ، و الذين فشلوا قتلهم اليأس على مقربة من نهاية الطريق ، لذلك لا تيأس . اضاء البرق الجرف ليرى بقايا من سبقوه ولتثبت قول ذلك العجوز ، غلبت عزيمته خوفه حين توقف المطر ، لا لن يموت هنا ، سيكمل طريقه مهما كلفه من ثمن ، ظل يطير بلا كلل أو ملل ، تساقط ريشه ووهن جناحيه ، حتى كاد يموت ، حين بدت له خيوط الشمس من أعلى الضباب ، وترآءت له المروج الخضراء والغابات الكثيفة ، بجوها الندي ذا الرائحة العطرية التي لم يشم مثيل لها قبلا ، رائحة تمتزج ما بين الفاكهة والزهور ، غمر الفرح قلبه ، و تفجرت الطاقة فيه فجأة ليقفز هنا وهناك يغرد مسروراً ، هذا هو حلمه أمام عينيه ، أبواب السعادة كلها تفتحت ، سيودع الحزن للأبد ، فلا جوع هنا ولا فقر ، والثمار ستكفيه مدى الحياة ! حط على اول شجرة وقع نظره عليها ، ليتذوق ثمرها ، كان يتنقل منتشيا بين كل ثمرة وأخرى ، من هنا نقرة وواحدة هناك ، تغريداته الصاخبة تعبث بهدوء المكان ....المريب ! حين كادت تنفجر معدته شبعاً استند على غصنها يتنهد بتعب ، النعاس يغلبه رويداً رويداً ،وقبل ان يغمض جفنيه فطن إلى الهدوء العجيب ، أين أهل هذا المكان ، أليس من المفترض أن يكون مليئا بأنواع شتى من الطيور ؟ غفى مستسلماً قبل أن تباغته صيحة عالية جعلته يحلق فزعاً : - حاذر ، الثعبان وراءك !!! تلفت حوله ليراه ، أخضر اللون يزحف للغصن الذي كان ينام عليه ببطء شديد ، كان محدثه هذه المره طيراً ثرثاراً بمثل فصيلته وسنه : - أول مرة اراك هنا ، هل أنت جديد ؟ ياللروعة لم أرى أحد الناجيين منذ زمن طويل ؟ كيف هي الحياة في أسفل الجبل ؟ اتمنى لو استطيع الذهاب هناك ، هي لماذا لا تجيب أسئلتي؟ - وهل تركت لي أي مجال ؟ ثم مالذي تريده من تلك الأرض الجافة القاحلة ؟ على كلاٍ شكراً لك لمساعدتي ، سأذهب الان . - إلى أين أنت ذاهب ؟ أحمق ، أنت ككل الذين أتوا من الأسفل يظنون أنهم في الجنة لكنهم سرعان ما يكتشفون أنهم في قعر الجحيم ، عليك أن تعرف القوانين هنا لتعيش والأ ستموت شر ميته ، إلحق بي لتقابل الزعيم . كان يلحق بعد العصفور الغريب بحذر ، إلى أين سيأخذه ؟ توقف العصفور أمام بركة وسط ****** منادياً ، صوت في داخله يخبره أن يهرب فما سيراه لن يسره ، لكن إلى أين المفر ؟ تحركت الأشجار لتخرج منها أسراب طيور لم يرى في حياته قط بعددها ، كاد يتوقف قلبه من هول المنظر ، كانت من كل فصائل الطيور وأحجامها ، ليظهر ما يسمى بزعيمهم ، نقار خشب نحيل ينظر له بإستعلاء ، تكلم من طرف منقاره : - أيتها الأسراب ، رحبوا معي بضيفنا . تعالت تغاريد الكيور من حوله ثم اشار لهم ليكمل زعيمهم خطابه : - سألقي عليك القوانين واحفظها جيدا ، السادة أهل الأرض لهم اعالي الشجر وثمرها ، ثم العاملين معهم وابناءهم لهم ما يسقط على الأرض ، أما المستوطنين أمثالك فلهم ما يتبقى منا وهو الكثير . - تقول إني واجهت تلك الصعاب لآكل الفتات فقط ! - هذا مقامك الآن فارضى به لتعيش بيننا وتنعم بما نجود به عليك . تملكه الغضب والقهر مما يسمعه ، طبيعته المتهورة ظهرت في رده الذي قاله قبل أن يطير : - لست موافق وسأفعل ما يحلو لي . - الحقوا بالطفيلي وارموه لقاع الجبل . هجمت تلك الأسراب بإتجاهه دفعة واحدة ، تساقط ريشه وهو يفرّ إلى اللامكان ، تجرحه الأغصان بعنف ، كانت أسرع منه فلم يصمد طويلاً ، امسكت به المخالب تجره معها* ورمته لأسفل الجبل ، كان يسقط وصوت خلفه صائحاً : - أخبر سكان القاع أنهم غير مرحب بهم في أرضنا . تداخلت الصور في رأسه ، حلمه تعكر وبدأ ضباب يغزو تلك الصورة التي كانت تعميه عن الواقع ببطء ،* دوماً ما كان يعرف ما يريد ولا يتبع غير أحلامه، وبعد خيبته هذه يشعر بالضياع ، لأجل ماذا سيعيش الان ؟ فلا هو الذي حفظ ما بين يديه ولا ملك ما كان يطمح له . بعد مضي شهور وفي مشهد عجيب شوهد طائر بوم متشرد مع طائر صغير !! تمت | |||||||||||
|
03-13-22, 06:31 PM | #278 | |||||||||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 2 والزوار 3) نجمة, حافة الأشياء حلم عصفور ، هي هدية ضيفي الغير متوقع ^^ | |||||||||||
|
03-13-22, 08:04 PM | #279 | |||||||||||
|
أمل ما بين الفيصل ومحمد عبده المزاج يصيح بالزاوية انا مالي دخل بذا التبديل العجيب | |||||||||||
|
03-14-22, 05:20 PM | #280 | |||||||||||
|
ابتلشت من اقيم عشان ارجع لأمل هههه دوم الضحكة يارب | |||||||||||
|
03-14-22, 05:33 PM | #281 | |||||||||||
|
الزوار 0 عرف مكان الباب ....... انصدمت سدمة من كلمات خصارة ي هذا لم يعد في قلبي متسع للألم الغير مهم | |||||||||||
|
03-15-22, 04:29 PM | #282 | |||||||||||
|
الزوار 1 .... عدت دائما يقولوا إذا عاد الشيء فهو ملكك للأبد بسوي لك جلسة خاصة اصبر لما تتحسن الميزانية بعد العيد | |||||||||||
|
موضوع مُغلق |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||