‏لا بد للإنسان من حب،
حب واحد عظيم في حياته
يمنحه فرصة الهروب
من كل اللحظات التي يمتلىء
فيها باليأس المميت..

مِن أكثرِ ما يخيفُك هنا وفي هذه المواقع، أنها قد تكونُ كلُّها أو أكثرُها وهمًا على وَهم!
ما يدريك أن فلانًا الذي هنا، هو هو في واقعه!
بل -إن لم تكن عرفتَه واقعًا- ما يدريك أرجلٌ هو أم امرأة؟!
لمَ لا يكونُ شبحًا؟!

وما يدريك؟!

افتراض أن الطرف المقابل يعلم ما تفكر به أو يعلم أحوالك= أخطر مسمار يفتك بالعلاقات.
لا تفترض ووضح مشاعرك، ساعده على أن يفهمك، بل مهد له الطريق حتى يتقن وصالك.
من البر أن توضح لمن تحب كيف يبرك.

المبالغة في المحبة بتخنق، والمبالغة في التعبير عن المشاعر بتحاصر، والمبالغة في إسعاد غيرك بتحسسه إن فيه شيء غريب وإنك عايز منه حاجة!، والمبالغة في الشغل بدون وضع صحتك في الحسبان خسارة بتدفع ثمنها مرة واحدة بدون مقدمات، والمبالغة في الخصام والبُعد بتخلق مسافة مش بيعوضها أي قُرب بعدين..
المبالغة بتخسّر..
"فيكتور هوجو" قال: (احذر من المبالغة، فإن الثقة الزائدة تصبح غرورا، والمديح الزائد يصبح نفاقا، والتفاؤل الزائد يصبح سذاجة).

عُمري ما فهمت ليه الإنسان يفخر بشيء هو لم يختاره أو يحققه بنفسه!
يعني إنت لم تختار أن تولد في البلد والمكان الذي ولدت فيه.. فلماذا تفتخر بكونك مصري أو سوداني أو فلسطيني؟
أهل أسوان والنوبة أقرب لأهل السودان في الطباع والعادات والسمت من قربهم لأهل القاهرة والإسكندرية.
أهل مطروح في مصر أقرب في الطباع والعادات والسمت لأهل بني غازي في ليبيا من قربهم لأهل القاهرة والجيزة.
أهل العريش وسيناء أقرب في الطباع والعادات والسمت لأهل فلسطين من قربهم لأهل القاهرة والصعيد.
ومع ذلك هناك من يرى أن الأسواني يجب أن يحب الإسكندراني ويضحي من أجله أكثر من حبه وتضحيته للسوداني لمجرد أن كلاهما يقع داخل نفس المساحة التي تحددها الخطوط الوهمية على الخريطة.
لو قلت لك اكتب قائمة بأكثر الناس الذين تكرههم في حياتك وسببوا لك الضرر.. لكان أكثر الأسماء في هذه القائمة من أهل بلدك!
الحب والكره والإنتماء والتضحية بناء على خطوط وهمية رسمها مستعمر حماقة تفوق كل الحماقات.

علي محمد