منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree42Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-23, 07:41 AM   #103
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:34 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة_كن_صحابياً

1️⃣0️⃣3️⃣
موقف علي رضي الله عنه يوم خيبر

لذلك لم يترك الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أمر الدعوة إلى الله تعالى حتى في أحلك الظروف، كالحروب مع أعدائهم، فهم يحاربون وأمامهم العدو، والعدو حريص على قتلهم، والصحابي حريص على أن يدخله في دين الله سبحانه وتعالى، وهذا النهج الأخلاقي الرفيع تعلموه من رسول الله ﷺ .

ففي يوم خيبر يقول النبي ﷺ لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم)، وهذا في ميدان المعركة مع اليهود، وبعد إجلاء بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة من المدينة، وبعد خيانات كثيرة جداً منهم، والنبي ﷺ لا يزال يدعوهم إلى الإسلام ثم يقول له ﷺ : (فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)، وحمر النعم هي: إبل عظيمة جداً كانت تتفاخر بها العرب، فهم كانوا يعظمون جداً من هداية إنسان واحد،

يعني: لو ذهبت إلى حصن خيبر وفيه آلاف اليهود فآمن منهم واحد فقط خير عظيم جداً، وفي رواية: (خير لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت) يعني: شيء في منتهى العظمة، بل أعظم من الدنيا بأسرها أن يهدي الله بك رجلاً واحداً، فما بالك لو عشرة أو عشرين أو مائة أو ألف أو آلاف الملايين، فلذلك كان الصحابة لا يفوتون فرصة من غير دعوة إلى الله عز وجل.

... يتبـــــــــ؏.....


 


رد مع اقتباس
قديم 02-04-23, 07:43 AM   #104
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:34 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




سلسلة_كن_صحابياً

1️⃣0️⃣4️⃣
موقف خالد بن الوليد رضي الله عنه يوم اليرموك
وسأذكر مثالاً أخيراً لـ خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه في موقف من أعجب المواقف في التاريخ الإسلامي، هذا الموقف في موقعة اليرموك وقد كانت بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه، وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم أجمعين.

تقول الرواية: خرج قائد روماني اسمه جرجة -بفتح الجيم والراء وفتح الجيم الثانية- مكتوب اسمه هكذا في الكتب الإسلامية القديمة، وقد تكون تحريفاً لكلمة جورج، فوقف القائد بين الصفين، وفي ذلك الوقت كان الجيش الإسلامي يقف في ناحية، والجيش الروماني يقف في الناحية الأخرى وبينهم فراغ، وكان في أول اللقاء يحصل مبارزة أو نوع من النزال الفردي،

وهو نوع من إظهار القوة، فخرج هذا القائد الروماني ونادى وقال: ليخرج إلي خالد بن الوليد، وكان من الممكن أن يقول خالد بن الوليد: إن هذه مكيدة ومؤامرة، لكنه رضي الله عنه ما كان يتردد أبداً عن طلب للقتال أو النزال، فخرج رضي الله عنه وهو قائد الجيش، (فوافقه بين الصفين حتى اختلفت أعناق دابتيهما) يعني: أنهم وقفوا أمام بعض حتى التصقت الدواب ببعضها البعض، (وقد أمن أحدهما صاحبه)، يعني: أن كل واحد منهم قال للآخر: أنا لا أريد قتالاً، وإنما نريد أن نتكلم ونتفاهم ونتحاور ونتناقش في وسط أرض القتال، وكل واحد منهم رافعاً ترسه أمام صدره لكي يحمي نفسه من خيانة الطرف الآخر، فقال جرجة: يا خالد اصدقني ولا تكذبني؛ فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني؛ فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله.
يعني: أنا أستحلفك بالله أن لا تخون الأمانة ولا تكذب، وإنما قل الصدق.

ثم قال: (هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسله على قوم إلا هزمتهم؟) سؤال في منتهى الغرابة،

أي: يا ترى هل أنزل الله على نبيك سيفاً وأنت أخذت هذا السيف، فلا تقاتل به أحداً إلا انتصرت؟

ومعلوم أن انتصارات خالد بن الوليد كانت انتصارات مذهلة، والرومان كانوا لا يتخيلون أن رجلاً ينتصر بهذه الصورة، سواء في بلاد فارس أو في بلاد الروم، وانتصارات وراء انتصارات، وبأعداد وعدة قليلة جداً على جيوش هائلة جداً، فـ جرجة الروماني مستغرب جداً فيستحلفه بالله، هل هو يقاتل بسيف غير سيوف أهل الأرض، بسيف رباني وليس سيفاً طبيعياً ولذلك ينتصر؟ فقال خالد بن الوليد: لا.
قال: فبم سميت سيف الله؟

وانتبه لرد خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه، فهو رد في منتهى البراعة والحكمة والفقه لقضية الدعوة، ولأنه شعر أن جرجة هذا يتكلم بلسان غريب عن قومه،

وفي قلبه نوع من الميل إلى الإسلام، وفي قلبه نوع من الشك فيما عليه الرومان من دين، وعنده نوع من التفاؤل، ونوع من الطموح، فسيدنا خالد بن الوليد يكلمه كلاماً في منتهى الروعة، وفي أرض اليرموك، والجيوش مصطفة عن ناحيتين، هذا جيش الرومان أمامه وهذا جيش المسلمين خلفه.

قال سيدنا خالد: (إن الله عز وجل بعث فينا نبيه ﷺ فدعانا، فنفرنا عنه ونأينا منه جميعاً، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه، وبعضنا باعده وكذبه، فكنت فيمن كذبه وباعده وقاتله)، فيقول له هذا الكلام، لأن تاريخه مثل تاريخه، ومثلما هو الآن يحارب الإسلام، فهو قد حارب الإسلام من قبل، ولكن الله سبحانه وتعالى غيَّره وممكن أن يغيِّر جرجة، ونقله هذه النقلة العظيمة حتى أصبح رجلاً منصوراً متبعاً لكلام الله عز وجل، وممكن أن يغيِّر جرجة أيضاً حتى وإن كان يحارب المسلمين سنين وسنين.

يقول: (ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا، فهدانا به فتابعناه، فقال ﷺ : أنت سيف من سيوف الله سله على المشركين، ودعا لي بالنصر)، فهذا هو سبب النصر، وليس مهارة مني ولا شطارة ولا حرفة.

ثم قال: (فسميت سيف الله بذلك، فأنا من أشد المسلمين على المشركين.
قال جرجة: صدقتني)، أي: أن الكلام فيه صدق، ودخل الكلام قلب جرجة، لأنه كان عنده النية والطموح لأن يُسلم، فدخل الكلام في قلبه وقال: صدقتني.

ثم أعاد عليه جرجة وقال: يا خالد! أخبرني إلام تدعو؟ قال خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه: إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، والإقرار بما جاء من عند الله.

قال جرجة: (فمن لم يجبكم؟ قال: فالجزية ونمنعهم.
قال: فإن لم يعطها؟ قال: نؤذنه بحرب ثم نقاتله.

قال جرجة: فما منزلة الذي يدخل فيكم ويجيبكم إلى هذا الأمر اليوم؟) وهنا أصبح ظن سيدنا خالد في محله، فالرجل فعلاً كان يفكر في الإسلام والكلام قد دخل في قلبه.

قال خالد: (منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا، شريفنا ووضيعنا، وأولنا وآخرنا)،
قال جَرَجه: فلمن دخل فيكم اليوم من الأجر مثل ما لكم من الأجر والذخر؟ قال: نعم وأفضل، قال: وكيف يساويكم وقد سبقتموه؟ فقال خالد: إنا قبلنا هذا الأمر وبايعنا نبينا وهو حيّ بين أظهرنا، تأتيه أخبار السماء، ويخبرنا بالكتاب، ويرينا الآيات، وحق لمن رأى ما رأينا، وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع، وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا، ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والآيات والحجج، فمن دخل في هذا الأمر

منكم بحقيقة ونية كان أفضل منا، فقال جرجه: بالله لقد صدقتني ولم تخاذلني؟ قال خالد: تالله لقد صدقتك وأن الله ولي ما سألت عنه.

فعند ذلك قلب جرجه الترس ومال مع خالد وقال: علمني الإسلام، فمال به خالد إلى فسطاطه فسنّى عليه قربة من ماء ثم صلى به ركعتين ثم قاتل مع المسلمين بجرأة حتى استشهد في معركة اليرموك.

... يتبـــــــــ؏.....


 

رد مع اقتباس
قديم 02-05-23, 07:42 AM   #105
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:34 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة_كن_صحابياً

1️⃣0️⃣5️⃣
الصحابة والتوبة

فطر الله الخلق جميعاً على الخطأ والزلل، ودعاهم سبحانه إلى التوبة والإنابة عند إحداثهم للذنب أو المعصية، وجعل لنا قدوة ونبراساً في الرعيل الأول من الصحابة، فقد تميزوا بسمات عظيمة للتوبة، فقد كانوا يتوبون من قريب، ولا يسوغون للذنب أو يجادلون عنه، ويعظمون الذنب مهما صغر، لأنهم عرفوا لله قدره، وأتبعوا السيئة بالحسنة، ولم يقنطوا من رحمة الله عز وجل.

الصحابة بشر وليسوا نماذج أسطورية

سيكون حديثنا بمشيئة الله تعالى عن الصحابة والتوبة، فالصحابة هم أفضل الأجيال على الإطلاق، جاء ذلك تصريحاً في حديث رسول الله ﷺ الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)، والأحاديث في هذا الأمر أكثر من أن تحصى، أثبتت الخيرية لهذا الجيل، وأنه أفضل من كل أجيال الأرض، ومع ذلك فالصحابة بشر ليسوا بمعصومين من الخطأ، بل كانوا أحياناً يخطئون أخطاء كبيرة جداً، والإنسان فعلاً قد لا يتخيل أن الصحابي يمكن أن يخطئ مثل هذا الخطأ، لكن حدث ذلك، لأنهم بشر، لكن كانوا يتوبون من هذه الأخطاء.

والحقيقة أنه قد أخطأ بعض الناس في المبالغة الشديدة في أحوال الصحابة، ونقلوا عنهم القصص العجيبة الضعيفة جداً، بل أحياناً والموضوعة، والتي تظهرهم بصورة ملائكية، وترفعهم فوق صور البشر، والصحابة لا يحتاجون إلى المبالغة حتى يعظموا، وإنما يكفي أن تنقل الصورة الحقيقة عنهم، وفي هذا كل التعظيم لهذا الجيل، لأنه كان جيلاً فريداً وعظيماً ومتميزاً، لكن المبالغة فيه خسارة كبيرة جداً، لأنها تصيب اللاحقين باليأس من إمكانية الوصول إلى مثل هذه الصورة الفريدة.
وسأذكر هنا حكاية جاءت في أحد الكتب، لرجل ليس بصحابي،

تقول هذه القصة: رأيت بدوياً بمكة يقول: كنت بالبادية، وإذا بغلام حاف مكشوف الرأس، ليس معه زاد ولا ركوة ولا عصا، فقلت في نفسي: أدرك هذا الفتى، فإن كان جائعاً أطعمته، وإن كان عطشان أسقيته، فبادرت إليه حتى ما بقي بيني وبينه إلا مقدار ذراع، فذهب عني حتى غاب عن عيني، وهذا أول شيء، فالغلام الصغير قد طار، قال: فقلت: هذا شيطان، فإذا به ينادي فيقول: لا، بل سكران، أي: أن هذا الغلام يرد عليه من بعيد فيقول له: لا، بل سكران، قال: فنادينه يا هذا، وسألته بالذي بعث محمداً ﷺ بالحق إلا وقف، فقال: أتعبتني وأتعبت نفسك، فقلت له: رأيتك وحدك فأردت خدمتك، فقال: من يكن الله معه كيف يكون وحده!

فقلت له: ما أرى معك زاداً! فقال لي: إذا جعت -تأمل هذه المبالغة غير المقبولة- فذكره زادي، وإن عطشت فمشاهدته سؤالي ومرادي، يعني: أن الرجل لا يأكل ولا يشرب، فقلت له: أنا جائع فأطعمني، أي: إذا كنت لا تجوع فتأكل فأنا جائع فأطعمني! فقال: أولم تؤمن بكرامة الأولياء، فقلت: بلى، ولكن ليطمئن قلبي، قال: فضرب بيده الأرض وكانت أرض رمل، ثم قبض قبضة منها وقال: كل يا مخدوع، فإذا به سويق ألذ ما يكون، والسويق هو: الدقيق الناعم،

أي: أنه لقي خبزاً طعمه لذيذ جداً، فقلت: ما ألذه، فقال لي: في البادية عند الأولياء من هذا كثير، يعني: أن هناك أناساً في الصحراء عندهم من هذا الخبز الكثير، فقلت له: اسقني، فركض برجله الأرض فإذا بعين تنبع من الأرض، عين من عسل وماء، جنة على الأرض!! فجلست لأشرب، ثم رفعت رأسي فلم أره، أي: أنه قد اختفى مرة أخرى، فلم أدر كيف غاب؟ ولا إلى أين ذهب؟ فأنا أخدم الفقراء من ذلك اليوم إلى الآن لعلي أرى مثل ذلك الولي!! فهذه الحكاية وما شابهها فوق أنها واضحة الافتراء، لها أثر سلبي كبير على طرق التربية والتوجيه، والناس من المستحيل أن تصل إلى مثل هذه الأساطير، فيصيبها نوع من الإحباط، ونحن عند ذلك سنتعامل مع نوعيات ليست من البشر،

فليس من الممكن تقليدها، لأننا لم نفهمها ونعرفها، لكن لو فهمنا أن الصحابي بشر يمكن أن يخطئ ويمكن أن يصيب، يمكن أن يختار الأولى أو خلاف الأولى، حسب الموقف والظرف الذي هو فيه، وساعتئذ نستطيع أن نقلدها، وهنا قد نتساءل، فنقول: أيمكن أن أيحدث هذا مع غلام ولا يحدث ذلك مع أكابر الصحابة؟! فهل إذا أراد أبو بكر -مثلاً- رضي الله عنه أن يأكل يقبض من الرمل قبضة فإذا هي خبز ولحم؟! وهل إذا أراد ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أن يشرب أن يضرب الأرض برجليه من أجل يطلع منها عسل وماء؟! وهل إذا أراد عثمان رضي الله عنه أن ينتقل من مكان إلى مكان لبس طاقية الإخفاء وطار كما طار ذلك الغلام!؟

ثم ذهب إلى مكان لا يراه الناس ولا يعرفونه!! فهذا منهج عجيب جداً في التلقي، وأسلوب مبتدع في التربية، ووسيلة من وسائل التعجيز للناس، وليس من ورائها أي حقيقة.
والمعلوم أن الصحابة كانوا بشراً، فإذا أرادوا الأكل بحثوا عنه وجدوا في طلبه، ثم اجتهدوا في طبخه وإعداده، ثم أكلوا بعد ذلك، وإذا أرادوا الشرب حفروا الآبار، وإذا سافروا حملوا معهم الزاد.

... يتبـــــــــ؏....


 

رد مع اقتباس
قديم 02-05-23, 07:43 AM   #106
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:34 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة_كن_صحابياً

1️⃣0️⃣6️⃣

الشروط الأساسية للتوبة

من المعلوم أن شروط التوبة عند كل البشر ثلاثة، وهذا في حق الله تعالى، فلو أن إنساناً أخطأ في حق الله سبحانه وتعالى، وذلك بأن ترك الصلاة فترة من الزمن لزمه ثلاثة أمور حتى يتوب إلى الله عز وجل: الأول: أن يقلع فوراً عن المعصية، فيرجع فيصلي مرة أخرى.

الثاني: أن يندم على فعل ذلك، أي: بأن يكون هناك حزن وبكاء شديد، وألم في النفس.

الثالث: أن يعزم على أن لا يعود إليها أبداً، وهذا العزم لا بد أن يكون عزماً صادقاً، لأن الله سبحانه وتعالى مطلع على القلوب.
أما إذا كان هذا الذنب متعلق بحق آدمي فإنه يضاف إليه شرط رابع، ألا وهو: أن ترجع الحقوق إلى أصحابها، فلو سرقت مالاً لزمك رده، أو شهدت شهادة الزور لزمك أن تكذب نفسك أمام القضاء، أو أخطأت في حق إنسان لزمك أن تذهب إليه فتستسمحه وتطلب العفو منه.

... يتبـــــــــ؏.....


 

رد مع اقتباس
قديم 02-06-23, 07:57 AM   #107
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:34 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة_كن_صحابياً

1️⃣0️⃣7️⃣

التوبة من قريب من السمات الأساسية للتوبة عند الصحابة رضوان الله عليهم

لكن التوبة في حق الصحابة كانت تتميز بصفات وسمات رائعة فوق هذه الصفات الأساسية، يعني: زيادة على هذه الثلاثة الأشياء التي هي في حق الله سبحانه وتعالى، والشرط الرابع الذي يتعلق بما بين الآدميين من حقوق، فالأشياء هذه كانوا يعملونها كلها، لكن فوق هذا كان هناك سمات واضحة جداً لتوبة هؤلاء الناس،

وسنذكر خمس سمات بمشيئة الله تعالى:
السمة الأولى: التوبة من قريب، يعني: أنه لم يكن هناك إصرار على المعصية عند الصحابة، فإذا ضعف الصحابي فارتكب ذنباً رجع سريعاً وعاد إلى رشده وتاب إلى الله عز وجل، وهذا كان مما يوجب لهم المغفرة الكاملة من الله عز وجل، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار، وهناك مثل لطيف قاله الإمام الغزالي رحمه الله في إحياء علوم الدين: إن قطرات الماء الصغيرة إن وقعت على حجر بصورة متتالية، وعلى فترة طويلة من الزمن، نقطة نقطة، فإنها تؤثر في الحجر وتترك فيه خرماً، بينما لو جمعت كل هذه القطرات التي هي نازلة على مدار السنة والسنتين والثلاث ثم سكبتها مرة واحدة على الحجر فإنها لا تؤثر فيه شيئاً.

إذاً لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار، لذلك فإن الله عز وجل يفتح باب التوبة باستمرار لكل البشر؛ حتى يعودوا إليه في الوقت الذي يذنبون فيه، ولا تؤجل توبتك إلى رمضان أو إلى الحج، أو إلى أن تبلغ في السن مبلغاً كبيراً، لا، فباب التوبة مفتوح في كل وقت.

روى الإمام مسلم رحمه الله عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: (إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها) يعني: الليل كله فرصة لمسيء النهار ليتوب، والنهار كل فرصة لتوبة مسيء الليل، حتى العلامة الأخيرة لقيام الساعة.

لذلك فإن الصحابة كانوا يعلمون أن التوبة المتقبلة حقاً هي التي يسرع بها الإنسان المخطئ إلى الله عز وجل، وذلك امتثالاً لقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} [النساء:17]، قال قتادة رحمه الله: كان أصحاب رسول الله ﷺ يقولون كل ذنب هو جهالة، ثم قال تعالى: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} [النساء:17]، أي: بسرعة فلا يؤجلون التوبة، {فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النساء:17 - 18].

إذاً أول سمة من سمات التوبة عند الصحابة أنهم كانوا يتوبون من قريب، فهم يقعون في أخطاء، وقد تكون هذه الأخطاء جسيمة، لكنهم يعودون سريعاً إلى الله عز وجل، وليس العيب أن نخطئ، لكن العيب كل العيب أن نصر على هذا الخطأ.

... يتبـــــــــ؏...


 

رد مع اقتباس
قديم 02-06-23, 07:59 AM   #108
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:34 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




سلسلة_كن_صحابياً

1️⃣0️⃣8️⃣

مسارعة أبي لبابة إلى التوبة بعد إفشائه لسر رسول الله عند بني قريظة

تعالوا لنرى موقفاً يوضح لنا هذه الصورة السريعة في التوبة إلى الله عز وجل: قصة أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه وأرضاه، وذلك عندما خانت ونقضت بنو قريظة العهد مع رسول الله ﷺ في غزوة الخندق- قرر أن يذهب إليها ويحاصرها، وبالفعل حاصر بني قريظة خمسة وعشرين ليلة متصلة حتى أصابهم اليأس والفزع، فطلبت بنو قريظة من رسول الله ﷺ أن يرسل إليهم رجلاً ليتفاوض معهم، بل واختاروا هم أبا لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه وأرضاه، لأنه كان حليفاً لهم في الجاهلية، وهو من قبيلة الأوس من الأنصار، ولظنهم أنه سيشفق عليهم ويرحمهم، بل وسيشفع لهم عند النبي ﷺ .

بينما الرسول ﷺ كان قد عزم على أن يقتل بني قريظة جميعاً؛ لأنهم أقدموا على خيانة عظيمة جداً، إذ كانوا سيدخلون قريشاً إلى المدينة ليستأصلوا كل من فيها، فكان الجزاء من جنس العمل، لكن عندما طلبوا أبا لبابة من أجل أن يذهب إليهم للتفاوض معهم نبهه الرسول ألا يخبرهم بقراره لأنهم لو عرفوا القرار فإنهم لن يفتحوا الأسوار وسيضطر المسلمون لمحاصرتهم لفترة طويلة، ومعلوم أن حصون بني قريظة كانت حصوناً كبيرة جداً، وفيها الغذاء والماء، ويمكن أن يطول الحصار شهراً وشهرين، بل شهوراً، فذهب أبو لبابة رضي الله عه وأرضاه إليهم، فلما رأوه قام إليه الرجال، وأخذت النساء والصبيان في البكاء،

فرق لهم عندما رأى ذلك الموقف، فقالوا له: يا أبا لبابة! أترى أن ننزل على حكم محمد ﷺ ، فقال: نعم، لكنه أشار إلى حلقه، يعني: أن جزاءهم الذبح، وكأنه يقول لهم: إن الرسول ﷺ عازم على ذبحكم، وهنا أفشى سر الرسول ﷺ ، وخان العهد مع رسول الله ﷺ ، وهذه جريمة كبرى جداً، وتأمل هنا أيضاً: فهذا الرجل من الأنصار، ومن الصحابة الثابتين في الإسلام، والعظماء في التاريخ الإسلامي، وله تاريخ فيما سبق وفيما لحق، لكن سبحان الله فإن النفس ضعيفة، فهو قد أخطأ في لحظة ووقع فيما قد لا يقع فيه كثير من المسلمين.

يقول أبو لبابة رضي الله عنه: فوالله مازالت قدماي من مكانهما حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله، وهنا عرف أنه قد أذنب ذنباً كبير جداً، لكن ما هو الحل؟ التوبة من قريب، فانطلق أبو لبابة رضي الله عنه مباشرة على وجهه، ولم يأت رسول الله ﷺ ، بل ذهب إلى مسجد رسول الله ﷺ وربط نفسه في عمود من أعمدة المسجد وقال: لا أبرح مكاني هذا حتى يتوب الله علي مما صنعت، يعني: أنه ربط نفسه في سارية من سواري المسجد، وقرر أنه لا يفك نفسه حتى يفكه رسول الله ﷺ بنفسه، وكان من الممكن أن يكتم هذا الخبر، لأنه لا أحد يعرف هذا الأمر غير اليهود، لكنه عرف أنه قد ارتكب ذنباً عظيماً،

وأنه لابد عليه أن يتوب من هذا الذنب، ولأنه علم أن فرصته في التوبة هي في الدنيا، ولو مات قبل أن يتوب الله عليه لذهبت الفرصة، ولذلك قيل أنه قد نزل قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال:27].

وعندما وصل الخبر إلى رسول الله ﷺ ، وعلم أن أبا لبابة قد عمل هذا العمل، وأنه رضي الله عنه قد ربط نفسه في إحدى سواري المسجد، وأقسم على أن لا يبرح هذا المكان حتى يتوب الله عليه، ومع هذا العقاب الشديد لم يفكر رضي الله عنه أبداً في صورته أمام الناس، ولم يشغله ذلك، في هذا الوقت الذي أصبح مفضوح الذنب أمام الناس، بل ولم يكن همه صورته حتى أمام رسول الله ﷺ ،

ولم يكن يهمه الآن الأعمال التي انقطع عنها، بل كان همه الأعظم أن يتوب الله عز وجل عليه، ولذلك قال الرسول ﷺ لما وصله خبره: (أما إنه لو جاءني لاستغفرت له)، رحمة مهداة صلى الله عليه وسلم، أي: لو كان جاء إليَّ قبل أن يربط نفسه لسامحته ولاستغفرت له، لكن مادام أقسم أنه لن يفك نفسه حتى يتوب الله عليه، فلن أستطيع أن أذهب إليه حتى تنزل التوبة من الله عز وجل، يقول ﷺ : (فأما إذ قد فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه)، يعني: ما دام أنه ربط نفسه، وقد ظل أبو لبابة محبوساً بالقيد لمدة ستة أيام متوالية، وامرأته في وقت كل صلاة تفك القيد عنه حتى يصلي، ثم تقوم بإعادة القيد عليه ألم شديد في النفس، وأوبة سريعة إلى الله عز وجل، وتوبة صادقة من ذنب كبير،

وبعد مضي الستة الأيام نزلت توبة الله على أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه وأرضاه، نزلت التوبة على رسول الله ﷺ وهو في بيت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، تقول أم سلمة : فسمعت رسول الله ﷺ من السَحَر وهو يضحك، فقلت: مم تضحك يا رسول الله ـ أضحك الله سنك ـ ؟، قال: ( تيب على أبي لبابة ، قالت: قلت : أفلا أبشره يا رسول الله؟ قال: بلى إن شئت )، فقامت على باب حجرتها وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب، فقالت: يا أبا لبابة ، أبشر فقد تاب الله عليك .. قالت : فثار الناس ليطلقوه، فقال: لا والله حتى يكون رسول الله هو الذي يطلقني بيده ..
فلما مر عليه رسول الله ﷺ خارجا إلى صلاة الصبح أطلقه ..

... يتبـــــــــ؏.....


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 04:33 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا