رُغم انها تكون حكاية العمر..
رُغم أنها تكون أقرب الى الروح من الروح ذاتها..
رغم أن اللحظات لا تخلو منها ..
ولا تخلوالأشياء منها..

مع هذا..
قد تتوقف في مكان ما..
تتحطم..
تتبعثر..
تموت في الزوايا..
تنتحر كل اللحظات والذكريات فيها..


لا احد يعرف منهما..
من كان السبب..
ولمَ ..!
ولأي سبب..!

ولا احد يفهم اي قدر هذا..
قادر ان يحطم صداقة بهذا العمق..
وهذا العمر..

فهناك دوماً اشياء لا نفهمها..
لكنها موجودة..
لا نقبلها..
لكنها مفروضة علينا..
اشياء قدرية..
لا نستطيع ان نهرب منها او نتجاهل وجودها..
او ننكر حضورها في حياتنا..


حكاية العمر قد تموت..
حتى لو حاولنا المستحيل..
ان نضع لها اجهزة هواء لتبقى حيّة..!


وقد تولد حكاية جديدة..
قد تبقى لعمراً جديداً ..
ولو لم تكن حكاية في عالمنا الحقيقي ..
لكنها قد تكون أهم ..
من أي حكاية أخرى ..!

هُناك لحظات تُداهِمُنا ..
لحظاتُ إحساسٍ بالوحدة ..
بالصّمت ..
بالسكون..
بالتَُشتُُت ..
بالتبعثُر ..
مشاعرٌ لا يكون لها سبب مُحدَّد ..
وليس هُناك ما يَستوجِبُ حُضورها فِعلاً ..
ولا أحد حرّّضها لتسكُننا ..
ومع هذا نشعُر بها بقوَّة ..
نشعر بأننا ..
غارقون في قُعرِ سوادها حدَّ الدَّهشة ..

رُغْمَ أنَّ الدُّنيا واسعة ..
واسعةً جداً جداً ..
إلا أنَّها تَصغُر كثيراً ..
وكثيراً جِداً جٍداً ..
حين تتجاوز قُدرتنا على رؤيتها كبيرة وواسعة ..
وحين تَتحوَّل غُرفنا إلى زنزانة ..
لا نُغادرها ..
إلا لِنُمارس واجباتنا المفروضة علينا ..
في هذه الدنيا الواسعة جداً ..
الضيّقة الصّغيرة جِداً ..!

نزوة ..!
ما أنتِ الا نزوة ..!
لم يكن أثركِ في كل الأشياء حولي ..
في حركاتي وسكوني ..
في حرفي ..
في صباحي ..
في قهوتي ..
وفي نهكة مسائي ..

لم تكوني تعني لي شيئاً..
في ضحكتي ..
في وحدتي ..
في لسعة برد الحنين..
في جنوني ..
في هذياني ..
في هدوئي ..
وعنفي ..
في عطشي ..
في توحشي ..
في الشارع ..
في غرفتي ..
وتحت مخدتي ..
وفي كل زاويه..
في شوق يرميني للإنزواء ..

ما انتِ الا نزوة ..
ولم أكن معك طفلاّ تارةً ..
تهدهديه وتمسحي على رأسه برفق وحنان ..

ولم أكن معك رجلاً تارةً أخرى ..
عرفك ..
ولم يعرف سواك ..

لم تقلبي حياتي كلها رأساً على عقب ..
حتى لم أعد أعرف ..
أين اليمين واين الشمال ..!

لم تكوني تعني لي شيئاً ..
فلم أشرح لكِ معنى حُبكِ ..
ولم أكن لحظةً واحده ..
أنبض بك ..
ولم تدخلي لحظةً حدود قلبي..
ولم تكوني لي وطن واحد لا يتجزأ..

ما أنتِ الا نزوه ..
فنبضي في قلبك..
لم ينبض ..
ولم يدق ..
ولم ينبض ..
ولم يدق ..
ولم ينبض ..
بل كان هادئاً دائما معك ..
وكيف لا ..!!
فأنتِ لم تكوني يوما تعني لي شيئا ..!!!

لم أكن كالمجنون في غيابك ..
ولم أهذي باسمك في كل مكان ..
ولم يدُس وجع غيابك في صدري ..
ولم يكن يشطرني الى نصفين ..

لم يكن غيابك يسرق مني شجاعتي..
في ممارسة فن النسيان ..
ولم يجعلني أصرخ كم أشتاقك ..

لم أكن انتظرك ..
ولم أشعر لحظةً بالانفجار..
ولم يكن موتٌ سريري ..
يتركني أعيشُ حالة احتضار ..!