آمنت كثيراً بالحب منذ صغري ..
كنت اعتبره الإحساس الاجمل ..
الشعور الاروع..
الحكاية الاعذب..

كنت أبني حوله أحلاماً كثيرة ..
أصنع منه قصوراً مُذهبّة ..
حدائق ورد ..
شواطئ فرح..
لحظات لهفة..
شفاه تبتسم حتى للحجر..
حتى للطير في السماء..

اعايشه على وسادتي..
بين اوراقي..
في زوايا كل الامكنة التي تمتلأ باقدامي..

اعيشه ولو وهما..
ولو خيالا..
ولو امنية من تراب..
من هواء..
من غبار..

كنت اكبر وهو يكبر داخلي..
واحلامي عنه تكبر معي..
وعشاقه يسافرون في مخيلتي البريئة..

كنت منذ صغري عاشقاً جدا للحب..
لذاك الحب البسيط..
الجميل..
الطاهر..

فكان شكل الحب كبيرا في نظري..
كان حجمه عظيما في قلبي..
في ذاكرتي..
في حياتي..

اكبر من مجرد جسد رجل وإمرأة..!

اعظم من مجرد قبلة عابرة على شفاه يتيمة..!

كان احساسا مدهشا..
يحول الارض الى بقعة ضوء..
فتنير كل شيء ..
كل شيء..
كل شيء..
حتى اعماق القلوب..

ااااااهٍ كم كنت اعشق ذاك الحب ..
الذي اختفى مع مرور الزمن..!!

ذاك الحب ..
الذي اصبح كالثوب العتيق..
فلم يعد يليق بهذا العصر العنكبوتي ..!

ينظرُ هنا وهناك ..

إعتصارُ لحظات ..

محاولةٌ يائسة ..
ثم يرتد النظرّ خائبا منكسراً ..
أُحاول استراق بعض لحظات من نفسي لألتقي بك ..
لأجد أن اللحظات سرقتني منك ..

فحين لا تتشابك دقائقكِ مع دقائقي..

تفتقد الساعة عقربها..

وتتوقف ثوانيها في زاوية واحدة..

ولا يعد هناك مؤشر ليدلني على الوقت..

فأنتِ الساعة ..

والدقيقة..

والثانية ..

بل إنّ الوقت أصبح ..
عنوانه أنتِ ..!

تراكمت في داخلي أنصافُ أحلامٍ مُبهمة ..

و طموحاتٍ لا أستطيع أن أصفها في جملة مفيدة ..
أدخل المدائن ..
وأُغالب الحنين ..
وأبحث عن مكانٍ جمعني بك ..
فلا أجد ..

لم تجمعني بكِ الأماكن يوماً ..

وكل شيء يربطني بك ..

فمرورك لم يكن حولي ..
كي أغيّر المكان ..

مرورك كان .. بي ..

فكيف أُغيّر ... بي ..!