لا أعلم لِمَ أذاكر الآن بالوقت الذي يبدو لي به أن السنة ستضيع مني . .
لكنني أفعل . . على سبيل الـ"احتياط" .

ضيق . .

أحاول أقنع نفسي بأن المنشور الذي أعلنت فيه الجامعة عن اقتراب موعد الاختبارات مجرد محاولة ضغط منهم علينا نحن الطلبة لدفع الرسوم ،
لكن هيهات .

صِدقاً أجهل الطريقة التي تفكر بها هذه المليشيات،
كيف سيتخرج خريجو هذه السنة والسنوات التالية -إن فرضنا استمرار الوضع على ماهو- بدون شهادات؟!،
بينما درجاتهم معلقة بالنظام والنظام أساساً لم و لن يستطيع أحد الوصول إليه إلا في حال عودة حميد عقلان رئيساً للجامعة كما السابق و عودة الجامعة كما كانت.

نحن الطلبة المتضررين الوحيدين بما يجري . .
حسبنا الله ونعمَ الوكيل.

بآخر زيارة لي لوالدي -قبل منع الزيارات بسبب جائحة كورونا-،
كنت أتحدث معه بأمر الجامعة وبأنني لا أعلم مالذي يجب عليَّ فعله،
أجابني بأنه من الأفضل أن لا أدفع لهم الرسوم حتى يعود النظام لسابق عهده،
قلت له: و إذا لم يعد؟!، أعيد السنة؟!.
أجابني بكلمة واحدة باردة: عادي! 😂
والله انني غصصت وقتها ومن قوة الصدمة سكت وانعقد لساني،
لكنه عاد يمطمئنني،
أنا في الحقيقة قد وضعت هذا الاحتمال مُسبَقاً و حزنت لمجرد تخيله،
لكن برود أبي وهو يلفظ كلمة "عادي" بكل أريحية هو الذي صدمني،
المشكلة أنني الآن عندما أتذكره يقولها أضحك 😂 .

أنا فقط أتمنى أن يهبني الله نصف ما له من برود😂 ،
المهم . .
طول النهار وأنا أفكر بأنني إن اضطررت لإعادة السنة -بجامعة أخرى-
فحتماً لن أعود لدراسة نفس المواد 💔 ،
فكرة المُقاصة هنا مستحيلة بسبب مشكلة النظام،
لكن في حال فُتِح النظام فسأكمل بنفس التخصص،
ربما في جامعة أخرى طالما لن يعود هناك شهادات معتمدة بها بعد الآن!.

عندما عدت بذاكرتي للوراء
وجدت ما حدث خلال الأشهر الماضية غريب جداً،
تم إيقاف الدراسة بكل الجامعات و تعلقنا لشهرين ربما قبل أن تظهر حالات إصابة بالفيروس أساساً!،
و الآن بعدما انتشر يقررون فجأة بدأ الاختبارات!،
الأمر حقاً يستدعي التساؤل،
لِمَ لم يتم تقديم الاختبارات وقتها مثلاً؟!،
لِمَ انتظروا حتى ظهر الفيروس و تفشى على أوسع نطاق.

صِدقاً إن كان الأمر يخصني وحدي فلن يعنيني الأمر،
لكن أهالينا يعانون من أمراض مزمنة،
لن نغفر لأنفسنا ذنب نقل العدوى إليهم في حال قدَّر الله و أصبنا بالفيروس.

احدى زميلاتي منذ احتجاجي الصريح ضد كل من تسبب بالأزمة الأخيرة للجامعة و هي كلما حدث شيء تأتي تسألني عن مالموقف الذي سأتخذه جرَّاء ما حدث،
بالبداية لا تكون مقتنعة و لكن سرعان ما تقتنع وتتخذ ذات موقفي،
وتذهب لتحاول إقناع بقية الزميلات في مجموعة الدفعة،
المهم أشعر بأنها ستتسبب لي بمشكلة يوماً ما 😂 ،
لأن حديثها بالمجموعة كله منسوب إليَّ أنا،
ليس هذا فقط . .
بل أنها أحياناً تتهور وترسل تسجيلاتي الصوتية التي أرسلتها لها عبر الخاص
مما يدل بأنني أنا رأس الفتنة في الجامعة بأكملها 😂 ،
الله يستر و ما يطلع معنا كائنات حيوانية متحيونة.

عفويتي مع الأسف تُفهَم بالشقلوب،
يعني تُفسر تفسيرات والله لم يحدث لها أن خطرت ببالي،
وعندما أُفاجأ بها و قد أمست في عقلِ الآخرين [حقيقة] لا مناص منها،
أبدأ بالشك بنفسي وطرح تساؤل: هل أنتِ فعلاً كتلك التي وصفوها؟!.
ما أبشعني إن كنت كذلك.

لذلك فالعفوية مضرة بصحة ما يتناقله عنك الجاهلون،
من يجهلون حقيقتك و يفضلون الغرق بأوهامهم،
تباً لهم و لأوهامهم -_- .