العناد هنا لذلك الحظ الذي لا يتفق ورغباتك ،،، حظك لا يسير على مشتهى تحقيق امانيك فكأنه قفل باب التفاهم ليس مجرد رده عادية للباب ،،،

بل كأنه كان موصد بقفل ومفتاح،،، لحظة أخرى هنا " قفل " جاءت مفردة و " الأبواب " جاءت جمع وكلاهما نسبا للحظ،،،

هنا السبب واحد والطرق متعددة ،،، فردة الفعل هي نفسها مهما تعددت طرقك ووسائلك لكن النتيجة واحدة لو قلت هنا الابداع كان عكس ذلك الحظ أكون صادقة؟؟؟ أقولها وبشدة نعم

كم راااائع أن تستخدم التوظيف رغم طرقك إلا أن النتيجة واحدة فتعددت الطرق كما الأسباب والهم واحد من ذاك الحظ الردي أبدعت شاعرنا أبدعت ابدعت ،،،


واللهي حظ الشعر معاك قاعد لأقصى درجات الرفعة وحظك رائع ومشرع بيبانه ،،، امتاع وابداع ونلاحظ علامات التعجب بعد الشطر الثاني هنا وكأنما تتعجب إنك ما فيه شي ما عملته فلماذا الحظ لا يزين ؟؟؟

هنا التعجب يطرح ذاته رااائع


" حظي المعاند" : استعارة ،،، شبهت إن الحظ به صفة العناد كالإنسان الغرض منه : بيان عدم بلوغك هدفك ومبتغاك ،،،


صك قفله وبيبانه : استعارة ثانية حيث شبهت الحظ كمنزل أو ما شابه له أبواب تقفل بأقفال ،،، الغرض منها: بيان اتباعك شتى الطرق والوسائل والنتيجة واحدة ،،،


روووعة هنااا ابدعت ’’’

" 3 "

ترى مذبح الرجال بالخنجر المسموم
إصابة غدر ما بين قلبه و ضلعانه !


"4 "

خصوصاً من اللي بالحلا جنسها معدوم
غنوج ٍ حكيها عذب والعين فتّانه!!!


"5 "

ولا ودّي أكثر بيوت العذل واللوم
وكثر الشكاوي مالها عندهم خانه

الموت حق لا بد أنه يوم آت سواء خفنا منه أو لأ ،،، وأهل الإيمان يؤمنون بقدومه حيث لكل أجل كتاب ،،، هذا قدر وواقع ومحدن فار منه لكن عندما يُرسم القدر بيد الغدر هو تكون الذبحة الحقيقة ،،، هنا يكون الموت الحقيقي للأحرار فليست طعنة سيف ولا خنجر من عدو يقتل إلا قتلة وحيدة،،،

لكن اللي يجعلك تموت مليون مرة وأنت تموت لما تشوف الطعنة النافذة بيد لا تتوقع منها أي غدر ،،، الغدر من عدو نسميه قتل أو مباغتة متى يكون الغدر ؟؟؟ لما تجيك طعنة من يد من اعطيته من عمرك وحياتك عمر ليسلب منك كل العمر برؤية لحظة الخيانة ،،، تلك الطعنة الموجعة حقااا ،،،

تلك الطعنة المؤلمة حقااا تلك فقط اللي تسبب موتك قبل موتك الحقيقي وكأنها خنجر مسموم كي يكون الموت محتما بألم فمن لم يمت بالسم مات من طعنه خنجره ،،،

تلك التي أصابتك بمقتل نافذة تلك الطعنة ولأن موضع المحبة ومكانة ذلك الشخص القلب فكانت الطعنة النافذة ما بين القلب وضلوعه ،،، لا يعلم من طعن أنه بداخل ذاك القلب الذي حواه ،،، وتلك الضلوع التي مثلت له سياج حماية ،،، وما أصعب القتل هنا ،،، وعلامة التعجب أنه لم يكن متوقعا بالمرة ،،، رووعة وروعة وزيدها بلا توقف إلى ما شاء البارئ



ذاك شعور رجل لم يمت حقيقة لكنه يموت يوميا على هذا المنوال ،،، إذا كانت قهر الرجال يُخشى منه فكيف بتلك الحالة ،،، ذاك حال من يراها من هي ؟؟؟ "

دعجاء العين " ولن أطيل هنا في وصف جمال العيون العجاء لأن لها بيت من أبيات القصيد سنتوقف عندما نصله ،،، لكن عيونها ذات فتنة ،،، شدت شاعرها لها ،،، عيون أصابته بمقتل وكان حاله كحال من غُدر به كسابق البيت ،،،

لهذا كان التخصيص " خصوصا " خصوصا طبعا هنا بمعنى " إلا " كاستثناء لها عن كل النساء ،،، فهي المقصودة بهذه القصيدة بكل أحوالها هي تلك التي سلبت كل طاقة ،،، هي من باتت العين من جفاها سهرانة تتخيل جمالها وترسمه كما تحفظه صورة طبق أصلها ،،،
ومن هي
؟؟؟
هي صاحب الدلع والعذوبة والجمال ليس النادر فقط ،،، الجمال الغير موجود أصلااا ولحظات تأمل هنا عند " معدوم " هي صحيح من عالم النساء لكن بجمالها وغنجها لا توجد أي فتاة موجودة ،،،

فقط هي ولا أحد سواها وكأن الله ما خلق مثلها اثنتان متفردة وتعالوا عند كلمة " العدم " واللهي ثم والله رووعة إلى رقم لا استطيع تحديده كمحبوبتك تلك فالعدم لا يوجد أصلااا ،،، العدم ليس له عالم من الأساس لأن المعدومات ليس لها صفة الوجود فكيف توجد!!!



و لنأخذ تلك الجمالية في أدبنا العربي


لنرى
جبران خليل جبران كيف يعبر عن العدمية يقول:


مسعد من يمم ساحاته *** إن يعدم المسعد أو يعدم
ويضيف في مكان آخر:

وتنج زوجا أذاب الضعف مهجتها *** وولدها الكثر من عدم ومن عدم

الإمام الشافعي يقول:
أنا إن عشت لست أعدم قوتا *** وإذا مت لست أعدم قبراً

و
أنظر للبحتري قائلا:
مكبر أنني عدمت وعدمي *** لافتقار التكرم المعدوم

و
أبو تمام يقول:
كم حل في أكنافها من معدم *** أمسى به يأوي إليه المعدم

و
الشاعر الكبير
المتنبي يقول:
عدمته وكأني سرت أطلبه *** فما تزيدني الدنيا على العدم

ولننظر لحكمة أبو العلاء المعري قائلا:
في العدم كنا وحكم الله أوجدنا *** ثم اتفقنا على ثانٍ من العدم

ورائعة أبو القاسم الشابي بقوله:
فويل لمن لم تشفه الحياة *** من صفعة العدم المنتصر
ويقول في موضع آخر:

تمشي إلى العدم المحتوم باكيةً *** طوائف الخلق والأشكال والصور

ويقول إبراهيم ناجي:

مرت حياتي دون أمنية *** والعمر سار كأنه العدم

ويضيف بمكان آخر قائلا:

خلت وران عليها الصمت وانقلبت *** كأنما لَفَّها ثوب من العدم

وختم بقول الرافعي:

ألا لا تلمه اليوم أن يتألما *** على العدم يستجدي من الأفق أنجما

كل هذه المعاني جاءت بمعناك الرائع شاعرنا المتمكن من قيادة سكانك وتوجيه دقلك ،،، عندما نفيت كل شبيه لها وشبهاه بالعدم هي إنسانة لم ولن يوجد مثلها ،،، وكأننا نرى جمال حورية سماوية أتت من عالم آخر لا ينتمي لمعايير عادية القياس ،،، كم كانت عيناك عين عاشق إلى أقصى الحالات أن تراها بهذه الصورة جدا رائعة بل بقمة الروعة هنا ،،،

ويكمل شاعرنا الروعة إنه خلاص لما جاء ذكرها كأن كل شيء سلبي لا بد أن يقف ،،، لا بد أن يصمت حيث جاء ذكرها فتلاشى وتصاغر كل شيء ،،، الشكوى والعتب يتلاشى بمجرد هي تطل ،،، كأنك تنسى كل العذاب ،،، تغفر تنسى حضورها لا يناسبه إلا كل شيء جميل فما له داعي كثر اللوم والعتب ،،، كما أن هناك معنى جميل أنك لست من النوع اللي يحب التذمر والشكاوي والعتب لأن ذلك لم يخلق لطبعك وصفاتك فليس أنت من تتسم بها عادة لكن أحيانا يفيض بك فتقولها روعة وابدعت قليل ،،،



،،،


جنسها معدوم: كناية عن تفرد المحبوبة بتلك الصفات كحسناء لم يأتِ قبلها ولن يأتي بعدها لوجود " العدمية"


غنوج ٍ: كناية عن الدلع والترف،،،


حكيها عذب: كناية عن جمال المنطوق،،،


عندهم خانه: كناية عن الترفع وعدم الأهمية

رائعة الصور

"6 "

سلامي على اللي حط بالقلب عشر ثلوم
سبب علتي ودواي في داعج أعيانه


" 7 "


مواعيده اللي طولت قبل شهر الصوم
وهالحين زلّ القيظ ما شفت عنوانه !!!



والآن لتلك لدعجاء العين ذات العيون الفاتنة التي أصابت محبها بمقتل ولأن من يهواها شاعر فكان وصفها ضربا من خيال لم تعيه بنات حواء كلهن ،،، يرسل لها سلاما خاصا ،،، يقرها سلامه كنوع من تمني الخير والسلم لها ورغبته في الوصل ،،، يقرأها سلامه تلك رغم أنها هي سبب علته وضرباتها في القلب ذاخرة نافذة ،،، وصلت حتى كتابة هذه القصيدة لعشرة ،،،

" ثلوم " عادة الشعراء يفتخرون بقصائدهم ومعرفتهم الغزيرة بقولهم: " ما بها ثلوم " أي أنها خالية من الكسور والعيوب
والشرخ والشق على الجدار ثلم ،،،

فهي من تسببت بطعناتها بما يوازي تلك العطوب والجروح والكسور ومن غير من يهواها القلب تقدر على كسره!!! لا أحد سواها ،،، من رؤية عيناها الدعجاء لكن لحظة ما صفات العيون تلك ؟؟؟ من أروع وأجمل أنواع العيون تلك العيون الواسعة اللي بؤبؤها يتميز بسواده القاتم والبياض المحيط به أبيض بياض يبرز جمال سواد يحتويه أرى أنها من صاحبات البراقع حيث تلك العينان كانت أول ما لفت نظرك ،،، وأصابها بمقتل العلة فكانت داء ودواء ،،، روعة تصوير تلك العيون الرائعة ،،،

هي كان لها وقت راح ولم تحضر،،، عرفنا الآن لماذا الهموم تزايدت؟؟؟ لكنها قالت بتجي وما جات 😊 عُرف السبب بتراكم وتنامي الحزن ،،،

كان الموعد زمنيا قبل شهر الصوم قبل رمضان فكان الانتظار لهفة ،،، والواضح أن الزمن كان في وقت الشهور اللي بها الجو يتسم بالبرودة كيف نبرهن ؟؟؟ واضح من " هالحين زل القيظ " بمعنى جاء وقت الصيف الحارق بأشد حالاته وهي لم تأتِ فكان الانتظار من الشوق واللهفة والعنوان طبعا كما الجواب اللي يبين من مرساله وهي " العيون الداعجة "

هنا بما أننا وسط البيئة الخليجية ومع لفظ شاعرنا في " زل القيظ " من أجمل وأروع الألفاظ التي استخدمت في مشاعر الشوق واللهفة هنا تحضر الذاكرة :


الشاعرة مويضي الهلاوية كانت متزوجة جديع بن هذال العنزي وكانت تعشقه لحد كبير سافر بمرة من المرات وتأخر وهنا ذكرت ابياتها رغبة في عودته قائلة:

ﻳﺎﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻣـﻮﺻـﻞ ﻏـﺮﻳـﺐ ﺑـــﻼﺩﻩ
ﻳﺎ ﻣﺠﺮﻱ ﺳﻔـﻦ ﺍﻟﺒﺤـﺮ ﻓـﻮﻕ لأﻣـﻮﺍﺝ

ﺗﺮﻳـﺢ ﻗﻠﺒـﻲ ﻓـﻲ ﻣﻀـﻨـﻪ ﻓــﺆﺍﺩﻩ
إﻥ ﻛـﺎﻥ ﻣﺎﻃـﺎﻭﻉ ﺑﻨـــــــﺎ ﻛـﻞ ﻫـﺮﺍﺝ

أﻣـﻲ ﺗﻮﺻﻴـﻨـﻲ ﺗـﻘـﻮﻝ ﺍﻟـﺠـﻼﺩة
ﻭﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟلﻲ ﺟـﺎ ﻃـﺎﺭﻱ ﺍﻟﺒـﺪﻭ ﻳﻨﻔـﺎﺝ

ﻗﻞ ﻻﺑﻦ ﻭﺍﻳﻞ ﻛﺎﻥ ﻭﺩﻩ ﻣﺮﺍﺩﻩ
ﺍﻟﻘﻴﻆ ﺯﻝ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻮﺳﻢ ﻟﻌــــــﺎﺝ

ﺣﻄﻴﺖ ﻟﻚ ﺭﻳﺶ ﺍﻟﻨﻌﺎﻳﻢ ﻭﺳﺎﺩﻩ
ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻟﻚ ﻳﺎﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻣﺴﻬـﺎﺝ

وانتشرت الأبيات واحرج زوجها وطلقها من خلال قصيدة الرد فكانت المفاجأة لها وردت بقصيدة تدل على حبها وطهرها وعفتها ندم وحاول يرجعها بقصيدة أبت وأخذتها عزة النفس وتزوجت من بعده وهي قصة رائعة وفيها من العبر الكثير،،،


لكن الشاهد من القصة هنا إن شاعرنا فعلا ليس بالهين في الانتقاء للكلمات ذات المعاني الرائعة والغزيرة ،،، مبدع بو نورا ولنعود لمن جرحتك بخنجرها أو سكينها مخلفة الثلوم تلك ولفظ الثلوم أيضا ورد في العديد من الروائع منها لخليل مطران


كثير الثلوم كان الفتى*** إذا زل يهوي على مبدروله

وأيضا المثل المشهور " من شابه أباه فما ظلم "

لما جاء لشيخ يعلمه قال عدد من الحروف وكان الثاء:

ثلوم القلب محد بيرفاه *** إلا أن خلي من عذابه سقاني

مبدع في الاختيار فعلااا وبشدة

،،،


" علتي ودواي " طباق إيجابي غرضها توضيح جمال عيونها وفتنتها وقوة تأثيرها عليك


رائع هنا المحسن البديعي،،،