لا يكفي أن تكون نواياك طيبة
لتأمَن طريقك
لأن الطريق ،
ليست لكَ وحدك
و سالكوها من دونك
قد يُخَلّفون وراءهم
بعضاً مِن أذى فيها
لذا ...
فالإنتباه مطلوب
و الأخذ بأسباب السلامة من حيطة وحذر...هو فرض واجب !
فالذي يرعانا و نتوكل عليه ،
أمرنا بالأخذ بالأسباب
و جعلنا مسؤولين و مساهمين في سلامة أنفسنا .
مَن يؤمن بالله...يُحسن التوكل عليه
و مَن يُحسن التوكل عليه...يستثمر أسبابه .....
بالامكان أن يقول الله لأي أمر يريده
" كُن ...فيكون "
لكنه سبحانه
منحك فرصة أن تسعَد بإنجازاتك
لتكتسب ثقتك بنفسك
و تشعر و كأنك الفاعل للأمر ...في حين أنه الفاعل الفعلي له .
و في الوقت الذي
يتفنن فيه بعض البشر
بزعزعة ثقتك بنفسك
و التشكيك في قدراتك ،
فإن الكريم الذي رفع السماء ..و...بسط الأرض
يقول لك...

أنت كيان له قدراته و له اعتباره...
و أنا معك بالأسباب التي تلزمك

" الخيار خيارك ....و أنتِ قادرة و تستطيعين.... إن أردتِ "
في نهاية المطاف
لا يدعم صمودك ...
و اعتمادك على نفسك...
إلا مُحِب حقيقي لك...

علمني إسلامي الحنيف
أن أحترم مشاعر الآخرين و توجهاتهم
سواء استحقوا ذلك...أم....لم يستحقوه
فاحترام الغير لا يعني موافقتي له
بل يعني ...
أن نوع ما أحمله من ثقافة إسلامية راقية
بها من القوة و الوعي و الجمال
ما لا يحتاج مني أن أسخر من غيري لأنه مختلف عني
فجمال معتقدي كاف جداً لأبارز به .
و هذا أمر رباني مباشر و صريح
بعدم السخرية من الآخر...أي آخر .

قال تعالى في سورة الحجرات :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ
عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ
وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ
وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ
بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ
وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .....

إنتبه من أن تُضحِك جلساءك بالسخرية من أحدهم
فالأمر ظاهره إساءة للشخص الذي سخرت منه
و باطنه إساءة لنفسك و مخالفة لايمانك و اسلامك .
أما ضحِك جلساءك
فربما ...يسخر أحدهم منك يوما ما.... و يضحكون عليك !

لا عذر لك
و لا طيب نوايا مقبوله منك
إن كان السبيل لها جرح انسان و استباحة كرامته .....

فالله ...
الودود ....الرؤوف ...الرحمن ...الرحيم ....العزيز
لا يقبل بامتهان إي إنسان سبيلاً مهما كانت الأسباب .
فقُل خيراً
أو أصمت !

لديك قلب واحد...
و عقل واحد...
لتهتدي بأحدهما
أو بهما معاً
لعظمة إله و رب واحد لا شريك له ...سبحانه .
توحيده وحده ... نِعمة
ألِفتها و لم تعُد تستشعر عظمتها
كيف لو أن الله عز وجل
جعل عليك أوصياء فعلاً ؟!!
كيف لو كان عليك إرضاء أكثر من جهة ؟!
كيف لو كنت بحاجة لوساطة بينك و بينه ؟!
كيف لو كنت بحاجة لإرضائه عبر شيخ أو شيوخ عِدة ؟!
الحمد لله ...
أن أمرنا حينما أمرنا
بالرفق و البِر بوالدينا
و أمرنا بطاعتهما طاعة جوهرها الرحمة بهما و الاحسان إليهما
و لم يجعلها طاعة مُطلقة قد نحتار معها
حيثُ أن الطاعة المُطلقة
اختص بها ذاته دون شريك له ...سبحانه .

كلما تأملت رحمة الله
و دعمه لاستقلاليتك
ستندهش و تخجل من اي تقصير يصدر منك
هو جعلك عبد له وحده
ليُحررك من أي تبعية
و يدعم فيك اقبالك الحُر عليه .

فالحمد لله على نعمة الاسلام و نعمة التوحيد
التي حررتنا من كل قيد
و أكرمتنا بحدود ...
نعلم جميعنا ...
أنها لو لم تكُن موجودة
لفقدنا معها جوهر ...
أماننا ...و.... سلامنا ...و.... استقرارنا .......

ما فائدة الايمان في حياتنا ؟!
وُجِد الايمان لكي
يطمئن به قلبك
و تستقر و تأنس به روحك
ليكون ...
مُنقذك حين تستوحش القلوب أو تتوحش
و محور اتزانك و داعم لثباتك
حين تشتد الخطوب و تتكالب المصاعب عليك
هو طوق نجاتك الذي
لن يتفعّل و يطفو بك
ليحميك من الغرق
إلا ....بدوام ذكر الله عز وجَل
لن تقوى و لن ينقذك إيمانك...إلا بذكره
استحضر معيته في قلبك...
يرق و يُبصِر و يثبت
استحضر معيته في عقلك....
تُلهَم ما فيه خيرك و تُحفَظ من التّشتُّت .

ما أضعفنا لولا ايماننا بوجوده
و ما أعظم غربتنا لولا ثقتنا بمعونته
و ما أعظم حظنا أنه سمح لنا باللجوء إليه
دون وساطة....دون مواعيد مُسبقة....دون شروط معقدّة
هو الله....
ربنا الذي خلقنا ليرحمنا
الذي هدانا إليه لأجل أن نأنس به
و يانس بنا كل مَن يقترب مِنا ...

يقول الله عز وجل في سورة الرّعد :

ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ ۗ
أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ......

من فضل الله عز وجل و منّه علينا كمُسلمين
أن طريقنا واحد
فكتابنا واحد ( القرآن الكريم )
حتى و إن اختلافت طرائقُنا و تعددت و تباينت في فهمه و تناوله
الأمر أشبه بفكرة جميلة صادفتني لأحدهم أجهل هويته
يقول فيها ....
يكون لديك رقم واحد محدد فليكن ( 20)
هناك من يراه .... 10 + 10
و هناك مَن يراه....15+5
و ثالث يراه...5+5+10
و رابع يراه....7+3+10
و خامس...و سادس...و سابع....الخ
فهمنا لمكونات الرقم (20) لن تنتهي
و جميعها تنتهي إليه
( طريقنا واحد ...و... طريقتنا ليست ذاتها )
و بصيغة الجمع
( الطُرُق ذاتها ..و... الطرائق عديدة )
و هذا الأمر جُعل رحمة بنا...
حتى لا نضطر لأن نخضع لطريقة
لا تحمل بصمتنا
ففي نهاية المطاف
يريدنا الله عز وجل أن نعبده
و نتأسى بسنة نبينا عليه الصلاة و السلام
بما يتوافق مع أحكامه و ثوابته
( + )
ما يحتفظ لنا بهامش فردي يخصنا نراه نحن الانسب لنا
و أكبر دليل على ذلك
هامش الإختيار الذي وضعه لنا في صلاتنا
فهناك دائماً بعد سورة الفاتحة في أول ركعة او ركعتين
السورة أو بعض الآيات...التي تختارها بنفسك .
هذا مثل بسيط يقول لك
الدين لم يأتِ ليلغي شخصيتك
الدين جاء ليؤمّنك و يضمن سلامتك بأوامر و تعاليم
و أطلق لك المجال لتُبدع و تكون لك هويتك الخاصة بك
و بصمتك التي ميّزك بها خالقك عن غيرك .
فانت صاحب قرار حتى في أهم عبادة تمارسها لخالقك
فاحمد الله على أمان الطريق
أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله
و لا تستنكر على غيرك طريقته .
و كُن أوعى
من أن تسارع بالاساءة
لمن يشاركوك طريقك
لمجرد أنهم اختلفوا عنك في الطريقة !

لنكون بخير...
يكفينا
الكثير من الثقة بالله
و بعضاً من دفء
و اليسير من الوعي
بحيث نطمئن
و نتابع حياتنا
ونحن ندرك جيداً
أبعاد ما يحصل معنا ...و... حولنا
فلا نطمع في محظور
و لا نُضيّع ممكن
و لا نخشى من مجهول
لتمام ثقتنا بأن الله معنا و لن يضيعنا ......